الخندق سياسي - عسكري متخصص

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الخندق سياسي - عسكري متخصص

المواضيع الأخيرة

» تعزيز مدى صواريخ GMLRS الموجهة بفارق 50 كلم
السياسات الجيوبوليتكية الإقليمية لإيران: تفسير نزعة الهيمنة والسيطرة  Icon_minitime1الإثنين أغسطس 15, 2011 4:07 pm من طرف Gulf Knight

» الوصول إلى أي مكان في العالم خلال أقل من ساعة هدف أميركي قد يتحقق اليوم
السياسات الجيوبوليتكية الإقليمية لإيران: تفسير نزعة الهيمنة والسيطرة  Icon_minitime1الإثنين أغسطس 15, 2011 4:02 pm من طرف Gulf Knight

» إسرائيل تبحث شراء وسائل قتالية أميركية مستعملة فى العراق
السياسات الجيوبوليتكية الإقليمية لإيران: تفسير نزعة الهيمنة والسيطرة  Icon_minitime1الإثنين أغسطس 15, 2011 4:00 pm من طرف Gulf Knight

» كتيبة بنيامين تجدد التأكيد على جهوزية الجيش الإسرائيلي لمواجهات سبتمبر
السياسات الجيوبوليتكية الإقليمية لإيران: تفسير نزعة الهيمنة والسيطرة  Icon_minitime1الإثنين أغسطس 15, 2011 3:59 pm من طرف Gulf Knight

» قبيل الانسحاب: العراق يتسلّم 22 مروحية مي-17 محدّثة من شركة ARINC الأميركية
السياسات الجيوبوليتكية الإقليمية لإيران: تفسير نزعة الهيمنة والسيطرة  Icon_minitime1الخميس أغسطس 11, 2011 6:30 pm من طرف Gulf Knight

» أفغانستان تتسلم 9 مروحيات "مي-17" من روسيا بحلول نهاية العام
السياسات الجيوبوليتكية الإقليمية لإيران: تفسير نزعة الهيمنة والسيطرة  Icon_minitime1الخميس أغسطس 11, 2011 6:29 pm من طرف Gulf Knight

» مناورات جوية لقوات دول الاتحاد السوفياتي السابق لمكافحة الإرهاب
السياسات الجيوبوليتكية الإقليمية لإيران: تفسير نزعة الهيمنة والسيطرة  Icon_minitime1الخميس أغسطس 11, 2011 6:28 pm من طرف Gulf Knight

» روسيا تطوّر نظامي الدفاع الجوي الجديدين: مارفي و فيتياز
السياسات الجيوبوليتكية الإقليمية لإيران: تفسير نزعة الهيمنة والسيطرة  Icon_minitime1الخميس أغسطس 11, 2011 6:27 pm من طرف Gulf Knight

» إختفاء صواريخ مضادة للدروع من معسكر إسرائيلي في الجولان
السياسات الجيوبوليتكية الإقليمية لإيران: تفسير نزعة الهيمنة والسيطرة  Icon_minitime1الخميس أغسطس 11, 2011 6:26 pm من طرف Gulf Knight

» إسرائيل تطور طائرة جديدة دون طيار
السياسات الجيوبوليتكية الإقليمية لإيران: تفسير نزعة الهيمنة والسيطرة  Icon_minitime1الخميس أغسطس 11, 2011 6:25 pm من طرف Gulf Knight

» إسقاط مروحية تشينوك في أفغانستان يودي بحياة 31 جندياً أميركياً و7 جنود أفغان
السياسات الجيوبوليتكية الإقليمية لإيران: تفسير نزعة الهيمنة والسيطرة  Icon_minitime1الخميس أغسطس 11, 2011 6:23 pm من طرف Gulf Knight

» دبابات الجيش السوري تقتحم مدينتي سراقب وقصير
السياسات الجيوبوليتكية الإقليمية لإيران: تفسير نزعة الهيمنة والسيطرة  Icon_minitime1الخميس أغسطس 11, 2011 6:22 pm من طرف Gulf Knight

» أحزاب الشيطان من طهران إلى العراق ولبنان
السياسات الجيوبوليتكية الإقليمية لإيران: تفسير نزعة الهيمنة والسيطرة  Icon_minitime1الخميس أغسطس 11, 2011 6:20 pm من طرف Gulf Knight

» سوريا وتركيا.. لقاء الوداع؟
السياسات الجيوبوليتكية الإقليمية لإيران: تفسير نزعة الهيمنة والسيطرة  Icon_minitime1الخميس أغسطس 11, 2011 6:19 pm من طرف Gulf Knight

» سوريا: تصورات نهاية النظام
السياسات الجيوبوليتكية الإقليمية لإيران: تفسير نزعة الهيمنة والسيطرة  Icon_minitime1الخميس أغسطس 11, 2011 6:19 pm من طرف Gulf Knight

سحابة الكلمات الدلالية

احصائيات

أعضاؤنا قدموا 3917 مساهمة في هذا المنتدى في 2851 موضوع

هذا المنتدى يتوفر على 125 عُضو.

آخر عُضو مُسجل هو ابو فمرحباً به.

تدفق ال RSS


Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 

    السياسات الجيوبوليتكية الإقليمية لإيران: تفسير نزعة الهيمنة والسيطرة

    Gulf Knight
    Gulf Knight
    Admin
    Admin


    الإقامة : الكويت
    ذكر العمر : 56
    عدد المساهمات : 3211
    نقاط : 175321
    السٌّمعَة : 1342
    تاريخ التسجيل : 15/07/2010

    رأى السياسات الجيوبوليتكية الإقليمية لإيران: تفسير نزعة الهيمنة والسيطرة

    مُساهمة من طرف Gulf Knight الخميس يوليو 29, 2010 3:51 pm

    كتبهاعلي حسين باكير ، في 8 تموز 2010 الساعة: 12:14 م

    مكان النشر: دورية مدارات إستراتيجية- مركز سبأ للدراسات الإستراتيجية
    تاريخ: العدد3- مارس/يونيو 2010
    بقلم: علي حسين باكير / باحث في العلاقات الدولية
    ملاحظة: قام المركز بتغيير العنوان إلى "ما الفرق بين إيران وإسرائيل؟"
    السياسات الجيوبوليتكية الإقليمية لإيران: تفسير نزعة الهيمنة والسيطرة  Iran-geop
    السياسات الجيوبوليتكية الإقليمية لإيران
    -تفسير نزعة الهيمنة والسيطرة-
    اكتسبت السياسات الجيوبوليتكية الإقليمية لإيران منذ نشوء الإمبراطورية الفارسية والى اليوم نزعة الهيمنة والسيطرة حتى أصبحت جزءً من الهوية القوميّة للبلاد. ولم يأت ذلك عن عبث أو بشكل طارئ بطبيعة الحال. فعبر التاريخ كان الإيرانيون (الفرس) يعتقدون دوما أنّهم متفوقون على غيرهم من الشعوب والثقافات، وقد قادهم هذا التفكير إلى شيء من العنصرية والفوقية تجاه الآخر، ودفعهم إلى الاستكبار والغطرسة، فلم يعف أحدا من الشعوب والقوميات بما فيها تلك المكونة لإيران وهو ما نستطيع أن نلاحظه من خلال التوزيع الجغرافي للقوميات غير الفارسية والتي تتركز في أطراف إيران نتيجة للاضطهاد الذي عانته قديما من السلطة المركزية.
    منطلقات نزعة الهيمنة والسيطرة الإيرانية
    يرى الإيرانيون أنّهم أصحاب حضارة تعود إلى آلاف السنين لما قبل الإسلام، وانّهم كانوا أوّل من أسس الإمبراطوريات وحكم المنطقة، وان هذا التاريخ يعطيهم الحق في أن يمارسوا تفوّقهم الذي يعتقدون به ليس على مستوى المحيط الإقليمي الضيق، وإنما الأوسع إقليميا ودوليا.
    هذه الفكرة لم يتخل عنها حكّام إيران على اختلاف أنظمتهم مرورا بالشاه ووصلا إلى المرشد الأعلى. وهم يرتكزون دوما في سعيهم لتحقيق هدفهم إلى عامل التميّز عن "الآخر" الذي يجعلهم يعتقدون دوما أنّهم متفوقين "عليه" وأحق "منه" في القيادة والتزعّم. ولذلك، نجد أن التميز الإيراني ينطلق دوما من العامل الثقافي.
    إذ لطالما عرّفت إيران نفسها في محيطها ارتكازا إلى عامل اللغة الفارسية والثقافة الفارسية. فالإيرانيون ينظرون إلى أنفسهم على أنهم متفوقين عرقيا وثقافيا على الشعوب المجاورة وخاصّة على العرب. أضيف إلى هذا العنصر فيما بعد، البعد المذهبي الشيعي والذي أصبح عاملا آخر من عامل التمايز الذي تسعى إليه إيران دائما لتكون مختلفة عن محيطها، معتقدة انّها تمثّل الخط القويم في الإسلام علما أنّ المذهب الشيعي لم تعرفه إيران رسميا إلاّ منذ زمن الشاه إسماعيل الصفوي.
    لذلك، فالمتمعن في الأدب الإيراني يرى فيه عنصرية تجاه العرب، إذ لا تزال أوصاف ومصطلحات مثل "همج" و"حفاة" وبدائيين" و"أكلة جراد" و"غزاة" مستخدمة على نطاق واسع في الأدب الإيراني لوصف العرب، ولعل أبرز دليل على ذلك ما يعتبر "أقدس" عمل أدبي لدى الإيرانيين على الإطلاق إذا صح التعبير وهو "الشهنامة".
    وحتى على الصعيد الطائفي، فقد وضع الإيرانيون روايات اخترعوها لتناسب أهواءهم القوميّة مطلقين العنان للنزعة الشعوبية وأبرزها على الإطلاق ما يشير إليه الكاتب الإيراني المعروف "علي شريعتي" من تفاصيل حول القصة المفبركة عن "زواج الإمام الحسين من ابنة الملك الفارسي يزدجر والتي كان الخليفة عمر ينوي قتلها -على حد زعمهم- لكن الإمام علي منعه من ذلك" في إشارة خبيثة إلى مساندة سيدنا علي للفرس في وجه قيادة عمر للعرب. وهو مثال على الكيفية التي كان ومازل الإيرانيون يستخدمون بها الدين لتحقيق مآرب قوميّة، ويستغلون أهل البيت للطعن في العرب.
    وتدفع هذه المرتكزات الثقافية والدينية إيران إلى السعي دوما للمحافظة على هذا التميز عن المحيط، ونتيجة لهذا الشعور بالتفوق والتميز، يتولّد لديها نزعة للتوسع والسيطرة والهيمنة مدفوعة بمنطق الفوقية والاستعلاء.
    مظاهر السيطرة والهيمنة الإيرانية
    تعتبر منطقة الخليج العربي، منطقة حيوية ذات أهمية إستراتيجية كونها تمثّل دائرة التماس الأولى مع إيران والمدخل إلى البعد الإقليمي لاسيما باتجاه الوطن العربي. ولذلك تسعى إيران للسيطرة على هذه البوابة سواءً بطريقة عسكرية مباشرة أو عبر نفوذها بطريقة غير مباشرة. ويعود السبب في ذلك أولا إلى نزعة الهيمنة والتوسع الإيرانية وثانيا إلى ضعف هذه المنطقة التي تعتبر خاصرة رخوة إذا صح التعبير. فالكتل المحيطة بإيران تحدّ من طموحاتها نظرا لموازاتها في القوّة أو تفوقها عليها في كثير من الأحيان كالكتلة التركية غربا والكتلة الباكستانية والأفغانية شرقا والكتلة الروسية شمالا، وعليه فالممر الوحيد لممارسة النفوذ الإيراني والنزعة التوسعيّة يقع دائما باتجاه العراق ومنطقة الخليج العربي التي تعتبر المجال الحيوي لإيران، ومن مظاهرها:
    1- احتلال الجزر العربية الإماراتية: وهو مظهر من مظاهر السيطرة المباشرة وفيه احتلت إيران الجزر الثلاث على مراحل زمنية وتعمل على تطبيق سياسية الأمر الواقع من ناحية طرد السكان واستبدالهم وتعزيز الاستطيان. يتجاهل كثير من المتعاطفين مع إيران من العرب هذه المسالة وهو مؤشر خطير على خلل أخلاقي بنيوي لدى هؤلاء، فالاحتلال واحد وليس هناك احتلال جيد وآخر سيء واحتلال مقبول وآخر غير مقبول. كما أنّ الاحتلال لا يتعلق بالحجم، فمن يقبل باحتلال متر من أراضيه يقبل باحتلالها كلها، وفي هذا لا تختلف إيران عن إسرائيل كدولة محتلة ومعتدية.
    2- احتلال أراضي عراقية: أطماع إيران في العراق لا متناهية وهي ترى في نفوذها المستجد بعد الحرب الأمريكية بدافع إسرائيلي على العراق، نفوذا مشروعا ومستحقا من بوابة التاريخ والجغرافيا والمذهب. وقد قامت العام الماضي باحتلال جزيرة أم الرصاص وطالبت رسميا بضم ميناء "خور العمية العراقي" إلى مياهها وسيادتها الإقليمية إضافة إلى ضم حوالي 100 دونم سنويا من الأراضي العراقية في شط العرب إلى السيادة الإيرانية مستغلة الانهيار العراقي وغياب الدولة وهو ما جسّدته رسالة باحتلال منطقة بئر فكّة قبل أشهر مدّعية أنّ الأمر مجرد نزاع حدودي.
    3- المطالبة بالبحرين: ويلاحظ في هذا الإطار أنّ النظام الإسلامي ذهب في التطرف القومي والنزعة التوسعية ابعد مما ذهب إليه نظام الشاه. بل أنّ العديد من المسؤولين الإيرانيين الرفيعي المستوى اعتبروا أنّ الشاه خان إيران بتنازله عن البحرين. ولا يكف الرسميون عن التذكير دوما بذلك بين فترة وأخرى، ومن هؤلاء "حسين شريعتمداري" مستشار المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، ومدير تحرير صحيفة "كيهان" شبه الرسمية، الذي يعتبر "أنّ البحرين جزء من الأراضي الإيرانية، وان المطلب الأساسي للشعب البحريني حاليا هو إعادة هذه المحافظة إلى الوطن الأم والأصلي" أي إيران الإسلامية!. ومثله "علي أكبر ناطق نوري" عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام والرئيس السابق لمجلس الشورى الذي يرى "أن مملكة البحرين تابعة تاريخيا لبلاد فارس، وأنها الولاية 14 من إيران". وتعكس هذه المواقف الرسمية المتكررة عقلية الهيمنة الإيرانية وعقدة التاريخ الشبيهة بالعقدة الإسرائيلية التي تبني عليها مطالبها التوسعية دوما.
    4- تسمية الخليج بـ"الفارسي": ويمثّل ذلك عقدة راسخة تظهر من خلالها الغرائز القومية في مقابل الحس الديني لدى الجمهورية الإسلامية وقادتها، لدرجة انّه قد تمّ اقتراح تسمية الخليج باسم "الخليج الإسلامي" لكن إيران رفضت الاسم مصرّة على "الفارسي"، حتى أنّ الرئيس نجاد لا يكف عن تكرار أن تسميته بالخليج العربي هو مؤامرة "صهيونية". ويجد رغم ذلك من العرب من يصفق له!
    لقد غيّرت دول الخليج العربي تسمية التجمّع الذي يضم دولها بهدوء ودون ضوضاء إعلامية ليصبح الاسم الرسمي حاليا "مجلس التعاون لدول الخليج العربية" في إشارة إلى عدم وجود حساسية عربية تجاه اسم الخليج على الرغم من المطالبة به. في المقابل لا تفوت إيران فرصة الاّ وتشدد على فارسية الخليج وقد سنت لهذا الغرض يوما وطنيا للاحتفال بـ"الخليج الفارسي" وقدم "جعفر محمدي" وهو رئيس تحرير موقع "عصر إيران" المتشدد اقتراحا لمجلس للبرلمان الإيراني قبل أيام لإنشاء إقليم باسم "الخليج الفارسي" يتكون من الجزر الإيرانية في الخليج، بالإضافة إلى الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة، ردا على ما يقول أنّها "أطماع إماراتية" بالجزر الإيرانية.
    5- التدخل في الدول المجاورة: وهو يأتي من منطلقات النزعة إلى السيطرة والهيمنة التي تحدثنا عنها ويتجه دوما باتجاه الكتلة الضعيفة إقليميا والمتمثلة في النطاق العربي، ويقوم ذلك على اختراق هذه الدول من الناحية السياسية عن طريق الاستثمار في الشرخ العامودي بين الشعوب والأنظمة من جهة، ومن الناحية المذهبية عن طريق الاستثمار في الشرخ الأفقي في الفتن السنيّة-الشيعية بين الشعب الواحد من جهة أخرى، وذلك على الرغم من الادعاء الدائم بان هذه الفتن هي من صنع الآخر. لكن الحقيقة تشير إلى أنّ هذه الفتن لم تكن موجودة في العصر الحديث قبل ولادة الجمهورية الإسلامية. ولم تنج أي دولة عربية من التدخلات الإيرانية في هذا النطاق من العراق ودول مجلس التعاون واليمن مرورا بلبنان وفلسطين وليس انتهاءً بمصر والمغرب وصولا إلى موريتانيا.
    طبيعة المشروع الإيراني في المنطقة وأدوات تحقيقه
    المشروع الإيراني ليس وهما نختلقه من عندنا ولا تضخيما نستجلبه، وإنما هو خطر واقعي تعكسه التصرفات الإيرانية المتمثلة بالاحتلال والضم والتدخل والتفتيت والتفريس. ولسنا نتّخذ موقفا مسبقا من إيران، والدليل أنّ عهد خاتمي شهد أفضل العلاقات على الإطلاق بين العرب وإيران، لكنّ الذي تغيّر هم الإيرانيون. فالمحافظون الجدد في إيران لا يختلفون من ناحية التنظير الأيديولوجي عن المحافظين الجدد في أمريكا، وأمّا رؤيتهم الدينية وتلك المتعلقة بالعلاقات الدولية بين "معنا أو ضدنا" تكاد تكون متطابقة.
    ويمكن تجسيد المشروع الإيراني بالطموح الذي عبّر عنه الإمام الخميني وفق ما نقله عنه الرئيس الإيراني السابق أبو الحسن بني صدر الذي قال: "أخبرني أنّه كان يريد إقامة حزام شيعي للسيطرة على ضفتي العالم الإسلامي، كان هذا الحزام يتألف من إيران والعراق وسوريا ولبنان، وعندما يصبح سيدًا لهذا الحزام يستخدم النفط وموقع الخليج الفارسي للسيطرة على بقية العالم الإسلامي".
    لم يتخل الإيرانيون عبر القرون عن هذه المقاربة على اختلاف حكّامهم وأنظمتهم بما فيه النظام الحالي الذي يقوده خامنئي· والنظرة إلى إيران بهذا المعنى لا تختلف عن النظرة إلى إسرائيل أو إلى أي دولة أخرى تحاول بسط سيطرتها عسكرياً وإيديولوجياً وبشكل تخريبي.
    وهذه المعطيات يعلمها الإيرانيون جيداً، إذ يقول مثلا الباحث الإيراني وخبير في السياسة الخارجية الإيرانية في طهران "فرزاد بيزيشكبور" في مقال له بعنوان" "إيران وميزان القوى الإقليمي": "إن النظام العراقي بقيادة صدام حسين لم يعد موجوداً اليوم، أمّا النظام الثاني المعادي لإيران والمتمثل بنظام طالبان الأفغاني فقد تمّ التخلص منه. واليوم فإن القادة الجدد للعراق وأفغانستان أكثر قرباً لإيران من أي طرف آخر، وبدلا من صدام لدينا الآن رئيس عراقي غير عربي وفخور بمعرفته وإتقانه اللغة الفارسية، وعدد كبير من أعضاء الحكومة العراقية والبرلمان العراقي كانوا قد امضوا سنوات طويلة في إيران وأنجبوا أولاداً لهم هنا ودخلوا مدارس طهران وتعلموا بها. كذلك يحتل الشيعة اليوم في العراق ولبنان والبحرين مواقع مهمة داخل الأنظمة السياسية لبلدانهم مما يعطي إيران كنتيجة لذلك اليد العليا في المنطقة".
    ونظرا لحساسية المشروع الذي يعتبر الركيزة الأساسية لارتقاء إيران كقوّة عظمى في منطقة الشرق الأوسط، اعتمدت إيران طريقتين مختلفتين، الأولى تتعلّق بمصاعب الاختراق العربي-السنّي، والثانية تتعلّق بمشكلة النفوذ الأمريكي بالمنطقة.
    بالنسبة للشق الأول: فقد عمدت إلى اختراق القاعدة الشعبية في الوطن العربي سواء من الناحية المذهبية أو السياسية أو الاجتماعية. ومن الطبيعي انّ الورقة الأولى والأساسية في هذا الاختراق للأسف هي الورقة الشيعية العربية (المبايعة للولي الفقيه بالدرجة الأولى) ولكن بما أنّ هذه الورقة لا تستطيع التأثير على مجمل القرار في الوطن العربي فانه لا بد من الاستفادة من مكونات المجتمع الأخرى الأكثر عددا وتأثيرا من الشيعة في الدائرة الأوسع ومن ثمّ السنّة، ويتم ذلك باللعب على أوتار المقدسات التي تلتغي عند حدودها بالنسبة للمواطن العربي القومية أو السنّي المذهب التقسيمات والتساؤلات والتشكيكات والتناقضات بل وحتى طعنات الأمس وخدع اليوم.
    ويرتكز التحرّك الإيراني في هذا الإطار على 3 آليات هي:
    1- الخطاب الأيديولوجي- الديماغوجي: وهو خطاب شعبوي يتمحور حول مهاجمة إسرائيل وتعظيم شان فلسطين دون أن يعكس ذلك حقيقة الأمر، ذلك أنّ الغاية من هذا الخطاب تحريك الشارع العربي واستقطابه لخلق بيئة مهيّئة لتقبّل النفوذ الإيراني في العالم العربي تحت شعار مقاومة إسرائيل من جهة، ولزعزعة الأنظمة القائمة عبر ضرب العلاقة بينها وبين شعوبها من جهة أخرى.
    يقول أحد الكتّاب الإيرانيين من القومية الأذرية "انا مسلم شيعي، لا استطيع أن أفهم كيف يحاول أن يبرر النظام دفاعه عن فلسطين من منطلق إسلامي، في حين انّه يساند أرمينيا المسيحية التي تحتل 20% من أراضي أذربيجان (المسلمة)…في هذا نفاق وتعارض مع الإسلام والطائفة..وهو دليل على التلاعب بالقضية الفلسطينية"
    ولا شك انّ ما عبر عنه هذا الكاتب لا ينطبق على الحالة الأذرية فقط، بل وكذلك بالنسبة للشيشان في روسيا والألبان في كوسوفو، بل وفي أفغانستان والعراق، فالمحتل الأمريكي والإسرائيلي يبعد أمتار قليلة فقط عن الحدود، بماذا نفسّر مباركة إيران له في العراق وأفغانستان ومعارضته له في أماكن أخرى؟!
    2- خلق أذرع وحركات موالية لها: ويأتي ذلك في إطار تثبيت الزعزعة التي يحدثها الخطاب الإيراني وترجمته واقعا عمليا. ولذلك نلاحظ انّه في البلدان والأماكن التي يتواجد فيها نفوذ إيراني، هناك حركات وأحزاب تمثّل هذا النفوذ بشكل رسمي وعلني وبتبعية عضوية وخاصّة عندما تكون شيعية كحزب الله اللبناني الذي أعلن أمينه علنا بأنّه يفتخر أن يكون فردا تابعا للولي الفقيه في إيران. امّا في البلدان التي لا يتواجد فيها الشيعة، فيتم التعويل على حركات إسلامية ذات توجّه قريب أو حتى امتطاء موجتها تحت شعار المقاومة لاستخدامها كـ (Proxy) فيما الهدف الحقيقي استغلالها للأجندة الإيرانية القوميّة الخاصة. ولم يعد ذلك بخاف على احد خلال السنوات القليلة الماضية، ولا يحتاج إلى أي جهد في ظل الشواهد على الأرض سواء في لبنان أو فلسطين أو اليمن أو غيرها من الدول.
    3- زيادة القوّة العسكرية: وهدفها فرض إيران ككقوّة إقليمية ذات ردع استراتيجي، ولهذا نرى أنّ النظام الإيراني يعتمد تطوير قدراته الصاروخيّة وهي قدرات ذات طابع هجومي، إضافة إلى نيّته تطوير قدرات نووية كضامن رادع لبقاء النظام ودعم الارتقاء الإقليمي الذي تقوم به في المنطقة. وهو على الرغم من ذلك يسعى الى التمدد في داخل الدول العربية وخاصة جهازه الاستخباراتي عبر فيلق القدس والحرس الثوري الذي يحرص على تعيين ضباط له في البعثات الديبلوماسية الإيرانية كالسفير الإيراني السابق للعراق "حسن كاظم قمي" والسفير اللاحق أيضا "حسن دانافار" وهم ضباط في فيلق القدس. دون أن ننسى الخلايا النائمة والمنتشرة في كل الدول العربية وآخرها ما كشفت عنه السلطات الكويتية ومثلها البحرينية قبل أيام.
    بالنسبة للشق الثاني: الذي يتعلق بمشكلة النفوذ الأمريكي في المنطقة. فتعمل إيران على حل هذه المعضلة من خلال الإصرار الدائم على عقد "صفقة كبرى" مع الولايات المتّحدة تعطيها اليد الطولى في المنطقة وترجع اليها الدور إلي كانت تحظى به أيام الشاه.
    وقد تناولنا تفاصيل هذه الصفقة مرارا وتكرارا عبر تحليل الوثيقة الرسمية التي بعثت بها إيران إلى أمريكا في بداية عهد بوش الابن، وتتضمن تعهد ايران بـ:
    استخدام نفوذها في العراق لـ (تحقيق الأمن و الاستقرار، إنشاء مؤسسات ديمقراطية، وحكومة غير دينية).
    شفافية كاملة لتوفير الاطمئنان والتأكيد بأنّها لا تطوّر أسلحة دمار شامل، و الالتزام بما تطلبه الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشكل كامل و دون قيود.
    إيقاف دعم المجموعات الفلسطينية المعارضة والضغط عليها لإيقاف عملياتها العنيفة ضدّ المدنيين الإسرائيليين داخل حدود إسرائيل العام 1967.
    تحويل حزب الله اللبناني إلى حزب سياسي منخرط بشكل كامل في الإطار اللبناني.
    قبول المبادرة العربية التي طرحت في قمّة بيروت عام 2002، أو ما يسمى "طرح الدولتين" والتي تنص على إقامة دولتين و القبول بعلاقات طبيعية و سلام مع إسرائيل مقابل انسحاب إسرائيل إلى ما بعد حدود 1967. ما يعني الاعتراف عمليا باسرائيل.
    كل ذلك مقابل الاعتراف لها بموقع قوّة عظمى في المنطقة والتعهد بتفهّم مصالحها.
    في هذا الإطار، يعتقد رئيس المجلس الوطني الإيراني-الأمريكي، وأستاذ العلاقات الدولية المولود في إيران "تريتا بارسي" (والمتهم الآن من قبل المحافظين الجدد بأنه رأس حربة إيران في تشكل لوبي موالي لها في أمريكا، لمجرد أنه يرفض مسالة العقوبات) أنّ العلاقة بين المثلث الإسرائيلي- الإيراني – الأمريكي يقوم على المصالح والتنافس الإقليمي والجيو-استراتيجي وليس على الأيديولوجيا والخطابات والشعارات التعبوية الحماسية…الخ. فالمحرّك الأساسي للأحداث يكمن في العامل "الجيو-ستراتيجي" وليس "الأيديولوجي" الذي يعتبر مجرّد وسيلة أو رافعة.
    وفي تحليل المشهد الثلاثي لهذه الدول، تعتمد إسرائيل في نظرتها إلى إيران على "عقيدة الطرف" الذي يكون بعيدا عن المحور، فيما تعتمد إيران على التاريخ حين كانت الهيمنة "الطبيعية" لإيران تمتد لتطال الجيران القريبين منها. وبين هذا و ذاك يأتي دور اللاعب الأمريكي الذي يتلاعب بهذا المشهد ويتم التلاعب به أيضا خلال مسيرته للوصول إلى أهدافه الخاصّة والمتغيّرة تباعا.
    نستنتج باختصار شديد، أن الجميع يتنافس للحصول على حصّة من المساحة العربية الممتدة من المحيط إلى الخليج، وذلك بأسماء مختلفة من مشروع الشرق الأوسط الكبير إلى إسرائيل الكبرى إلى الشرق الأوسط الإسلامي أو "إيران الكبرى" والتي دعا الأمين العام لحزب الله الإيراني وعضو مجلس صيانة الدستور السيد محمد باقر خرازي إلى تشكيلها في كلام له منتصف أيار/مايو 2010 لتمتد من أفغانستان إلى فلسطين وتحكم الشرق الأوسط وآسيا الوسطى بما يؤدي إلى تدمير إسرائيل والدول المنافسة المجاورة لإيران (الدول العربية) وظهور المهدي المنتظر.

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد سبتمبر 22, 2024 7:02 am