كاتب يميني اسرائيلي: مفاوضات السلام الفلسطينية الاسرائيلية المقبلة ستجعل الحرب امرا ارجح من تحقيق السلام
كتب الصحافي الاسرائيلي اليميني اسرائيل هارئيل مقالا في صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية اليوم قال فيه: "يبدو ان بنيامين نتنياهو هذه المرة يريد بالفعل القيام بذلك. القرار كان يراوده منذ بعض الوقت، وأخيرا تم اتخاذه بعد ضغط لم يكن قويا بصورة خاصة من جانب الرئيس الأميركي باراك اوباما، وتجسد في خطاب نتنياهو في جامعة بار- إيلان".
معارضو نتنياهو الذين يبحثون عن أخطاء في كل ما يقوم به، لا يصدقونه. وهم يعتقدون أنه لا يعني ما يقوله. فكيف يستطيع ذلك؟
لكنه قادر على هذا. وهو ما حدث لكثيرين من صانعي القرار، فهم يتصرفون بطرق تتناقض مع معتقداتهم الأساسية. وزير شؤون تحسين الخدمات الحكومية مايكل إيتان، الذي طالب هذا الأسبوع بتمديد تجميد البناء الاستيطاني، عبّر عن ذلك بشكل جيد، وتفسيره هو حول قضية الدولتين ومستقبل المستوطنات، فإنه هو وزعيمه نتنياهو وأغلبية في الليكود قبلوا موقف اليسار، ولو من ناحية افتراضية فقط.
وإعلان بار- إيلان أصبح بمثابة سياسة اسرائيلية ملزمة. كما أنه أيضا علامة طريق ايديولوجية لها تداعيات بعيدة المدى، فزعيم المعسكر المتمسك بعدم قابلية أرض اسرائيل للقسمة كان هو الذي اعلن، بصفته رئيس الوزراء، أن الارض سوف تقسم.
الآن، ومن خلال شروعه في تنفيذ التقسيم، فقد تأقلم مع هذا الإعلان من دون أي مظاهر لأزمة الشعور بالذنب، لا في ما يتعلق به ولا بحزبه. ما حدث قد حدث، كما لاحظ إيتان بحق.
لكن نتنياهو لن يتمكن من فعل ذلك هذه المرة أيضا. ليس لأنه لا يريد، أو لأنه لا توجد أغلبية توافق عليه في الكنيست. وإذا توصل إلى اتفاقية مع الفلسطينيين، فالمعارضة قد توفر له الأغلبية، كما حدث مع اتفاقيات اوسلو وإخلاء قطاع غزة. ولكن مع تزعّم الليكود لحركة تقسيم قلب البلاد، فلن تكون هناك على الأرجح حاجة لدعم المعارضة.
بدلا من هذا لن يستطيع نتنياهو القيام بذلك لأنه، في هذه المرة، فرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس هو الذي لن يستطيع ذلك بالفعل. كما انه لا يريد القيام به.
نتنياهو في المقابل، وضع نفسه في الموقف السياسي لأسلافه اسحق رابين وشيمون بيريز وايهود باراك وأرييل شارون. ولم يكن هناك تقريبا أي تنازل لم يكونوا راغبين في تقديمه، أو إنهم قدموه بالفعل. لكن الفلسطينيين ببساطة "لم يستطيعوا فعل ذلك". بل إنهم قاموا بتصعّيد "الإرهاب".
الإجماع اليهودي الصهيوني في الحد الأدنى يشمل الاعتراف باسرائيل كوطن للشعب اليهودي وإلغاء حق العودة الفلسطيني، وإنهاء النزاع والتخلي عن أي مطالب أخرى بمجرد توقيع الاتفاقية، فلا تقسيم للقدس بموجب اتفاق رسمي لتعارضه مع اي ترتيبات عملية، وسيستمر وجود الكتل الاستيطانية. فهل الفلسطينيون مستعدون لقبول الحد الأدنى الصهيوني؟ بالتأكيد لا.
ولكن إذا تبين هذه المرة أن الفلسطينيين لا يريدون أن يضيّعوا فرصة أخرى، فإن اولئك الذين يملكون القدرة سينسفون العملية: ايران ودمشق وحزب الله في بيروت، وقريبا بغداد كذلك، حيث تحرك ايران الخيوط لن يقبلوا ابدا باسرائيل كوطن للشعب اليهودي وسيستخدمون القوة لمنع الفلسطينيين من التنازل عن حق العودة، والحيلولة دون صدور إعلان بأن العرب لم يعد لديهم اي حقوق ايديولوجية أو دينية أو اقليمية في فلسطين وأن النزاع قد انتهى.
الرجل الذي اجبر عباس على التوجه لواشنطن الاسبوع المقبل هو نفس الرجل الذي من خلال الانسحاب من العراق ومداهنة ايران، زرع بذور المتاعب التي ستنسف أي اتفاق. تخلي الولايات المتحدة عن العراق سيخلق عدم استقرار في المنطقة.
والجهة التي ستستفيد من الفوضى هي التي تمتلك القوة، والأهداف المحددة والتصميم على لتحقيق أهدافها: وهي ايران. أما اميركا التي تم قصّ جناحيها باختيارها وبسبب خوفها من الوقوع في مصيدة اخرى، فلن تتمكن من منع ايران من فرض نفوذها الحاسم في المنطقة واستكمال مشروع قنبلتها النووية. "محور الشر" لن يكتفي بموقعه في غزة.
وفي ظل هذا الوضع، كيف سيستطيع عباس التوصل إلى اتفاق، حتى لو أراد ذلك؟
من المحتمل أن يتجدد "الإرهاب" خلال المحادثات، من أجل عرقلتها. وعلى اسرائيل ان تستعد على كل الجبهات لفترة طويلة من عدم الاستقرار- لأن مصر تمر أيضا بمرحلة انتقال، تتصف بعدم الثبات، كما أن العاهل الأردني، وفقا لما شاهدناه وسمعناه، يواجه صعوبات.
وليس من المؤكد أن عدم الاستقرار سيقود إلى حرب. لكن من المؤكد أنه لن يقرّب السلام بين اسرائيل وبين الفلسطينيين، أو مع معظم العالم العربي. وعندما فرض اوباما المحادثات المباشرة فمن الواضح انه لم يفكر في كل ذلك. وهكذا فإن محادثات السلام هذه لا تجلب أي إمكانية للسلام - هي فقط تزرع بذور الحرب.
http://www.palintefada.com/arabic/mix/details/11/1453.html
2010-08-26 11:40:22
كتب الصحافي الاسرائيلي اليميني اسرائيل هارئيل مقالا في صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية اليوم قال فيه: "يبدو ان بنيامين نتنياهو هذه المرة يريد بالفعل القيام بذلك. القرار كان يراوده منذ بعض الوقت، وأخيرا تم اتخاذه بعد ضغط لم يكن قويا بصورة خاصة من جانب الرئيس الأميركي باراك اوباما، وتجسد في خطاب نتنياهو في جامعة بار- إيلان".
معارضو نتنياهو الذين يبحثون عن أخطاء في كل ما يقوم به، لا يصدقونه. وهم يعتقدون أنه لا يعني ما يقوله. فكيف يستطيع ذلك؟
لكنه قادر على هذا. وهو ما حدث لكثيرين من صانعي القرار، فهم يتصرفون بطرق تتناقض مع معتقداتهم الأساسية. وزير شؤون تحسين الخدمات الحكومية مايكل إيتان، الذي طالب هذا الأسبوع بتمديد تجميد البناء الاستيطاني، عبّر عن ذلك بشكل جيد، وتفسيره هو حول قضية الدولتين ومستقبل المستوطنات، فإنه هو وزعيمه نتنياهو وأغلبية في الليكود قبلوا موقف اليسار، ولو من ناحية افتراضية فقط.
وإعلان بار- إيلان أصبح بمثابة سياسة اسرائيلية ملزمة. كما أنه أيضا علامة طريق ايديولوجية لها تداعيات بعيدة المدى، فزعيم المعسكر المتمسك بعدم قابلية أرض اسرائيل للقسمة كان هو الذي اعلن، بصفته رئيس الوزراء، أن الارض سوف تقسم.
الآن، ومن خلال شروعه في تنفيذ التقسيم، فقد تأقلم مع هذا الإعلان من دون أي مظاهر لأزمة الشعور بالذنب، لا في ما يتعلق به ولا بحزبه. ما حدث قد حدث، كما لاحظ إيتان بحق.
لكن نتنياهو لن يتمكن من فعل ذلك هذه المرة أيضا. ليس لأنه لا يريد، أو لأنه لا توجد أغلبية توافق عليه في الكنيست. وإذا توصل إلى اتفاقية مع الفلسطينيين، فالمعارضة قد توفر له الأغلبية، كما حدث مع اتفاقيات اوسلو وإخلاء قطاع غزة. ولكن مع تزعّم الليكود لحركة تقسيم قلب البلاد، فلن تكون هناك على الأرجح حاجة لدعم المعارضة.
بدلا من هذا لن يستطيع نتنياهو القيام بذلك لأنه، في هذه المرة، فرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس هو الذي لن يستطيع ذلك بالفعل. كما انه لا يريد القيام به.
نتنياهو في المقابل، وضع نفسه في الموقف السياسي لأسلافه اسحق رابين وشيمون بيريز وايهود باراك وأرييل شارون. ولم يكن هناك تقريبا أي تنازل لم يكونوا راغبين في تقديمه، أو إنهم قدموه بالفعل. لكن الفلسطينيين ببساطة "لم يستطيعوا فعل ذلك". بل إنهم قاموا بتصعّيد "الإرهاب".
الإجماع اليهودي الصهيوني في الحد الأدنى يشمل الاعتراف باسرائيل كوطن للشعب اليهودي وإلغاء حق العودة الفلسطيني، وإنهاء النزاع والتخلي عن أي مطالب أخرى بمجرد توقيع الاتفاقية، فلا تقسيم للقدس بموجب اتفاق رسمي لتعارضه مع اي ترتيبات عملية، وسيستمر وجود الكتل الاستيطانية. فهل الفلسطينيون مستعدون لقبول الحد الأدنى الصهيوني؟ بالتأكيد لا.
ولكن إذا تبين هذه المرة أن الفلسطينيين لا يريدون أن يضيّعوا فرصة أخرى، فإن اولئك الذين يملكون القدرة سينسفون العملية: ايران ودمشق وحزب الله في بيروت، وقريبا بغداد كذلك، حيث تحرك ايران الخيوط لن يقبلوا ابدا باسرائيل كوطن للشعب اليهودي وسيستخدمون القوة لمنع الفلسطينيين من التنازل عن حق العودة، والحيلولة دون صدور إعلان بأن العرب لم يعد لديهم اي حقوق ايديولوجية أو دينية أو اقليمية في فلسطين وأن النزاع قد انتهى.
الرجل الذي اجبر عباس على التوجه لواشنطن الاسبوع المقبل هو نفس الرجل الذي من خلال الانسحاب من العراق ومداهنة ايران، زرع بذور المتاعب التي ستنسف أي اتفاق. تخلي الولايات المتحدة عن العراق سيخلق عدم استقرار في المنطقة.
والجهة التي ستستفيد من الفوضى هي التي تمتلك القوة، والأهداف المحددة والتصميم على لتحقيق أهدافها: وهي ايران. أما اميركا التي تم قصّ جناحيها باختيارها وبسبب خوفها من الوقوع في مصيدة اخرى، فلن تتمكن من منع ايران من فرض نفوذها الحاسم في المنطقة واستكمال مشروع قنبلتها النووية. "محور الشر" لن يكتفي بموقعه في غزة.
وفي ظل هذا الوضع، كيف سيستطيع عباس التوصل إلى اتفاق، حتى لو أراد ذلك؟
من المحتمل أن يتجدد "الإرهاب" خلال المحادثات، من أجل عرقلتها. وعلى اسرائيل ان تستعد على كل الجبهات لفترة طويلة من عدم الاستقرار- لأن مصر تمر أيضا بمرحلة انتقال، تتصف بعدم الثبات، كما أن العاهل الأردني، وفقا لما شاهدناه وسمعناه، يواجه صعوبات.
وليس من المؤكد أن عدم الاستقرار سيقود إلى حرب. لكن من المؤكد أنه لن يقرّب السلام بين اسرائيل وبين الفلسطينيين، أو مع معظم العالم العربي. وعندما فرض اوباما المحادثات المباشرة فمن الواضح انه لم يفكر في كل ذلك. وهكذا فإن محادثات السلام هذه لا تجلب أي إمكانية للسلام - هي فقط تزرع بذور الحرب.
http://www.palintefada.com/arabic/mix/details/11/1453.html
2010-08-26 11:40:22
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:07 pm من طرف Gulf Knight
» الوصول إلى أي مكان في العالم خلال أقل من ساعة هدف أميركي قد يتحقق اليوم
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:02 pm من طرف Gulf Knight
» إسرائيل تبحث شراء وسائل قتالية أميركية مستعملة فى العراق
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:00 pm من طرف Gulf Knight
» كتيبة بنيامين تجدد التأكيد على جهوزية الجيش الإسرائيلي لمواجهات سبتمبر
الإثنين أغسطس 15, 2011 3:59 pm من طرف Gulf Knight
» قبيل الانسحاب: العراق يتسلّم 22 مروحية مي-17 محدّثة من شركة ARINC الأميركية
الخميس أغسطس 11, 2011 6:30 pm من طرف Gulf Knight
» أفغانستان تتسلم 9 مروحيات "مي-17" من روسيا بحلول نهاية العام
الخميس أغسطس 11, 2011 6:29 pm من طرف Gulf Knight
» مناورات جوية لقوات دول الاتحاد السوفياتي السابق لمكافحة الإرهاب
الخميس أغسطس 11, 2011 6:28 pm من طرف Gulf Knight
» روسيا تطوّر نظامي الدفاع الجوي الجديدين: مارفي و فيتياز
الخميس أغسطس 11, 2011 6:27 pm من طرف Gulf Knight
» إختفاء صواريخ مضادة للدروع من معسكر إسرائيلي في الجولان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:26 pm من طرف Gulf Knight
» إسرائيل تطور طائرة جديدة دون طيار
الخميس أغسطس 11, 2011 6:25 pm من طرف Gulf Knight
» إسقاط مروحية تشينوك في أفغانستان يودي بحياة 31 جندياً أميركياً و7 جنود أفغان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:23 pm من طرف Gulf Knight
» دبابات الجيش السوري تقتحم مدينتي سراقب وقصير
الخميس أغسطس 11, 2011 6:22 pm من طرف Gulf Knight
» أحزاب الشيطان من طهران إلى العراق ولبنان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:20 pm من طرف Gulf Knight
» سوريا وتركيا.. لقاء الوداع؟
الخميس أغسطس 11, 2011 6:19 pm من طرف Gulf Knight
» سوريا: تصورات نهاية النظام
الخميس أغسطس 11, 2011 6:19 pm من طرف Gulf Knight