معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى يرسم معالم الحرب المقبلة بين إسرائيل و"حزب الله" وحلفائه
ليس من المؤكد ما إذا كانت الحرب ستندلع قريباً أو في أي وقت، فكلا الطرفين لديه أسبابه الوجيهة لتجنبها. لكن إذا وقعت الحرب مرة أخرى على الحدود الشمالية لإسرائيل فإن المواجهة بين إسرائيل وبين "حزب الله" لن تشبه بأي شكل من الأشكال الحرب غير الحاسمة التي وقعت بينهما عام 2006.
فمن المرجح إذا ما وقعت الحرب هذه المرة أن تكون على نطاق أوسع جغرافيا وعسكريا وسيكون لها تداعيات مدمرة أكثر بكثير مما كان عليه الوضع عام 2006. إذ ستذهب إسرائيل إلى تصعيد كبير في العمليات منذ الأيام الأولى في محاولة لحسمها، ومن الممكن للحرب أن تتوسّع دافعة على الأرجح سوريا وحتى إيران للاشتراك بها بطريقة أو بأخرى. وعلى الرغم من أنّ إسرائيل قد تنتصر على الأرجح في هذا السيناريو إلاّ أنّ النصر قد يحمل معه تكاليف باهظة، أماّ الخاسر فقد تكون تداعيات هذه الحرب حاسمة بالنسبة لمصيره.
هذا ما تخلص إليه دراسة استشرافية أعدّها "جفري وايت" الباحث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى والمتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية لمنطقة المشرق العربي والعراق وإيران، والذي عمل سابقا لمدة 34 عاما في وكالة الاستخبارات التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية (DIA).
سيناريوهات اندلاع الحرب
ويشير الباحث إلى أنّ الحرب قد تندلع بشكل سريع وتتصاعد لتتوسع بشكل أسرع من المعتاد أيضا و ذلك تبعا لعدد من السيناريوهات التي تعود إلى طرفي النزاع ("حزب الله" وإسرائيل) قد يكون من بينها:
- حسابات خاصّة بأي من الأطراف تفيده بانّ الوقت بات مناسبا لخوض حرب.
- حصول تغيير في المعادلة العسكرية أو امتلاك أسلحة جديدة بشكل يسمح لـ"حزب الله" وحلفائه بالمغامرة ويشجعهم على الإقدام عليها أو يدفع إسرائيل للقيام بعمل وقائي لمنع هذه المعادلة من التغيّر.
- استمرار "حزب الله" في السعي للانتقام من مقتل قائده عماد مغنية وتنفيذه لعملية ناجحة ضد إسرائيل أو المصالح الإسرائيلية من شانه أن يؤدي إلى رد فعل إسرائيلي عسكري حاسم ضد "حزب الله" في لبنان.
- قد تؤدي أي ضربة عسكرية إسرائيل للبرنامج النووي الإيراني إلى تحرك "حزب الله" والرد على إسرائيل بالصواريخ والقذائف، وهو ما سيؤدي إلى اندلاع حرب واسعة بطبيعة الحال.
الإستراتيجية العسكرية الإسرائيلية
ويؤكّد وايت في دراسته إلى أنّ إسرائيل ستهدف هذه المرة إلى إحداث تغيير جذري في المعادلة العسكرية مع زيادة عواقب الموقف السياسي. ورغم أن هذا العمل قد لا يرقى إلى درجة "نصر نهائي" إلا أنه من المرجح أن يكون حاسماً من الناحية العملية العسكرية. إذ ستركّز الإستراتيجية العسكرية الإسرائيلية هذه المرة على تنفيذ عمليات مشتركة جويّة وأرضية وبحرية على نطاق واسع وسريع لتحييد قدرات "حزب الله" الصاروخية بأسرع وقت ممكن وتدمير قواته على الأرض في جنوب لبنان وإلحاق دمار شديد في مراكز وأنظمة القيادة والتحكم التابعة له وأيضا في بنيته التحتية على مساحة لبنان.
وعلى الرغم من أنّ إسرائيل ستحاول على الأرجح منع الحرب من أن تنزلق باتجاه التصعيد الإقليمي باشتراك سوريا عبر استخدام التهديدات والتعبئة وعمليات نشر القوات والتمركز، إلاّ أنّها ستكون جاهزة لهذا التطور وسيتم استهداف أي قوات سورية أو بنى تحتية سورية يتم استخدامها لدعم "حزب الله" بأي شكل من الأشكال من داخل لبنان أو سوريا، كما سيتم مهاجمة أيّة عناصر إيرانية سيتم إقحامها داخل المعركة مع الأخذ بعين الاعتبار بانّ إسرائيل ستحاول ردع أية هجمات إيرانية مباشرة على أراضيها من خلال التحذير أولا ومن خلال تحضير قواتها ذات الطابع الاستراتيجي الجوية، والصاروخية وحتى بحرية.
وستسعى إسرائيل إلى تحطيم قدرات حزب الله العسكرية وإضعاف موقعه سياسيا، منع سوريا من استخدام لبنان لتحقيق مصالحها الخاصة دون أن تدفع أثمان باهظة إذا ما أرادت تكرار ذلك، إنهاء دور حزب الله كرافعة إيرانية في مواجهة إسرائيل عبر عمله الدائم كوكيل (Proxy).
إستراتيجية "حزب الله" وحلفائه
ويلفت الباحث في دراسته إلى انّه إذا ما نشبت الحرب مع إسرائيل، فان "حزب الله" سيركز على إستراتيجية قائمة على محورين:
- المحور الهجومي: ويتضمن إطلاق هجمات صاروخية هائلة على مواقع عسكرية ومدنية إسرائيلية بهدف إيقاع أكبر عدد من الخسائر والأضرار.
- المحور الدفاعي: مواجهة العمليات الجوية والأرضية والبحرية الإسرائيلية داخل لبنان في محاولة لإبطاء وتيرتها من جهة، وإيقاع اكبر عدد ممكن من الخسائر وحماية أكبر عدد ممكن من أعضائه.
ومن المحتمل أن يظل "حزب الله" مستمرا في عملياته طالما أنّه في موقع أفضل، وقد تحاول كل من سوريا وإيران على أقل تقدير توفير الاتصالات، السيطرة والتحكم، الاستخبارات والإمدادات لـ"حزب الله" لجعله يصمد في المعركة لأقصى حد ممكن، وفي جميع الأحوال لن يتجاوز الدعم السوري والإيراني في هذا السيناريو المتطلبات الأساسية لـ"حزب الله".
التصعيد العسكري واتساع نطاق الحرب
أمّا إذا توسّعت الحرب وشهدت تصعيدا، فقد تشترك سوريا وإيران فيها، وقد تقرر طهران حينها المشاركة المباشرة عبر قوات خاصة في لبنان أو عبر صواريخ وقوات دفاع جوي بالتعاون مع سوريا.
وإذا ما اشتركت دمشق فعلا بشكل مباشر في هذا السيناريو في نزاع مع إسرائيل خلال الحرب على لبنان، فلا شك انّها ستضع في عين الاعتبار الحفاظ على النظام الحاكم وأدواته الأمنية والعسكرية والاقتصادية، والحفاظ على موقع "حزب الله" في لبنان وقدرته على أن يكون يبقى يشكّل رافعة لها في مواجهة إسرائيل.
وقد تسعى دمشق إلى إعادة التأسيس لتواجد عسكري سوري في لبنان، ومحاولة إلحاق الهزيمة بإسرائيل بشكل يسمح بتكوين ظروف مواتية لاستعادة مرتفعات الجولان.
وفي إيران يمكن أن يقرر النظام اتخاذ خطوة أو أكثر ضمن خطوات عديدة على نطاق تصاعدي للمشاركة في الصراع قد يكون من بينها تقديم المزيد من الأسلحة لـ "حزب الله" وسوريا، تقديم مستشارين أو فنيين أو قوات خاصة مقاتلة، تنفيذ هجمات لا تناظرية (Asymmetric) على مصالح إسرائيلية في الخارج، زيادة التوتر الإقليمي من خلال عمليات في الخليج (مضيق هرمز) على سبيل المثال، وقد تصل الأمر والى شن هجمات صاروخية على إسرائيل.
امّا على الساحة الفلسطينية، فمن المرجح أن يحدّ قادة "حماس" من مشاركة الحركة وان يقتصر الدعم على اتخاذ إجراءات رمزية مصحوبة بخطابات حماسية داعمة، دون أن يعني ذلك نفي إمكانية مشاركتهم في الحرب ودخولهم النزاع بأسلوب جديد يتضمن إطلاق صواريخ ثقيلة وطويلة المدى، وقد ينتهي الأمر حينها بإنهاء إسرائيل ما بدأته في عملية الرصاص المصبوب (2008-2009).
نتائج المواجهة الجديدة
وتشير الدراسة إلى أنّ هناك العديد من العوامل التي من الممكن ان تؤثر في مجريات الحرب بشكل يجعل توقع نتائجها صعبة وغير مؤكدة أو حاسمة بسبب عدم اليقين من الاتجاه الذي ستذهب إليه.
لكن وبعيدا عن هذه الشكوك والعوامل غير المحسومة، فانه من المؤكد أنها ستكون على الأرجح على مساحة واسعة وبكثافة عالية لتشمل إسرائيل ولبنان وسوريا وقد تستمر حينها لأسابيع، ومن المحتمل أن تنهي الحرب باحتلال إسرائيل لجزء من لبنان أو لمناطق واسعة منه وباحتلال كامل لقطاع غزة، كما سيكون هناك عدد كبير من الضحايا المدنيين ودمار مهول وأزمات سياسية.
على المدى البعيد، فان الحرب قد تعيد رسم المنطقة من الناحية السياسية والعسكرية. إذ أنها ستكون بلا شك الحرب الأكثر أهمية لإسرائيل منذ حرب 1973 وسيكون على الجيش الإسرائيلي أن يربحها. آخذين بعين الاعتبار التكاليف السياسية والعسكرية والاقتصادية لمثل هذه الحرب، فان إسرائيل ستواجه تداعيات خطيرة إذا فشلت في تحقيق أهدافها الرئيسية.
وفي المقابل، فإذا تحركت إسرائيل بحزم وحسم وكانت مستعدة لتحمّل تكاليف الحرب فيما يتعلق بالخسائر البشرية والأضرار المادية، مقابل تمتعها بالتفوق العسكري، فان الحرب قد تكون فرصة سانحة لإضعاف خصومها. وعندها سيكون "حزب الله" محطّما من الناحية العسكرية وضعيفا من الناحية السياسية في لبنان، كما سيضعف النظام السوري أيضا نتيجة تعرضه لهزيمة وخسارة الكثير من أدواته العسكرية والأمنية.
أمّا نشاطات إيران في المنطقة، فستكون مقيّدة نتيجة هزيمة حلفائها هذا في حال شاركت في دعمهم خلال الحرب، أما إذا فشلت إيران في دعم حلفائها خلال المعركة فستفقد نفوذها وتأثيرها فيما بعد عليهم بشكل كبير، كما ستفقد حركة "حماس" سلطتها في غزة إذا افترضنا اشتراكها بشكل مباشر في الحرب.
تاريخ النشر: 24/11/2010
بقلم: علي حسين باكير
ليس من المؤكد ما إذا كانت الحرب ستندلع قريباً أو في أي وقت، فكلا الطرفين لديه أسبابه الوجيهة لتجنبها. لكن إذا وقعت الحرب مرة أخرى على الحدود الشمالية لإسرائيل فإن المواجهة بين إسرائيل وبين "حزب الله" لن تشبه بأي شكل من الأشكال الحرب غير الحاسمة التي وقعت بينهما عام 2006.
فمن المرجح إذا ما وقعت الحرب هذه المرة أن تكون على نطاق أوسع جغرافيا وعسكريا وسيكون لها تداعيات مدمرة أكثر بكثير مما كان عليه الوضع عام 2006. إذ ستذهب إسرائيل إلى تصعيد كبير في العمليات منذ الأيام الأولى في محاولة لحسمها، ومن الممكن للحرب أن تتوسّع دافعة على الأرجح سوريا وحتى إيران للاشتراك بها بطريقة أو بأخرى. وعلى الرغم من أنّ إسرائيل قد تنتصر على الأرجح في هذا السيناريو إلاّ أنّ النصر قد يحمل معه تكاليف باهظة، أماّ الخاسر فقد تكون تداعيات هذه الحرب حاسمة بالنسبة لمصيره.
هذا ما تخلص إليه دراسة استشرافية أعدّها "جفري وايت" الباحث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى والمتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية لمنطقة المشرق العربي والعراق وإيران، والذي عمل سابقا لمدة 34 عاما في وكالة الاستخبارات التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية (DIA).
سيناريوهات اندلاع الحرب
ويشير الباحث إلى أنّ الحرب قد تندلع بشكل سريع وتتصاعد لتتوسع بشكل أسرع من المعتاد أيضا و ذلك تبعا لعدد من السيناريوهات التي تعود إلى طرفي النزاع ("حزب الله" وإسرائيل) قد يكون من بينها:
- حسابات خاصّة بأي من الأطراف تفيده بانّ الوقت بات مناسبا لخوض حرب.
- حصول تغيير في المعادلة العسكرية أو امتلاك أسلحة جديدة بشكل يسمح لـ"حزب الله" وحلفائه بالمغامرة ويشجعهم على الإقدام عليها أو يدفع إسرائيل للقيام بعمل وقائي لمنع هذه المعادلة من التغيّر.
- استمرار "حزب الله" في السعي للانتقام من مقتل قائده عماد مغنية وتنفيذه لعملية ناجحة ضد إسرائيل أو المصالح الإسرائيلية من شانه أن يؤدي إلى رد فعل إسرائيلي عسكري حاسم ضد "حزب الله" في لبنان.
- قد تؤدي أي ضربة عسكرية إسرائيل للبرنامج النووي الإيراني إلى تحرك "حزب الله" والرد على إسرائيل بالصواريخ والقذائف، وهو ما سيؤدي إلى اندلاع حرب واسعة بطبيعة الحال.
الإستراتيجية العسكرية الإسرائيلية
ويؤكّد وايت في دراسته إلى أنّ إسرائيل ستهدف هذه المرة إلى إحداث تغيير جذري في المعادلة العسكرية مع زيادة عواقب الموقف السياسي. ورغم أن هذا العمل قد لا يرقى إلى درجة "نصر نهائي" إلا أنه من المرجح أن يكون حاسماً من الناحية العملية العسكرية. إذ ستركّز الإستراتيجية العسكرية الإسرائيلية هذه المرة على تنفيذ عمليات مشتركة جويّة وأرضية وبحرية على نطاق واسع وسريع لتحييد قدرات "حزب الله" الصاروخية بأسرع وقت ممكن وتدمير قواته على الأرض في جنوب لبنان وإلحاق دمار شديد في مراكز وأنظمة القيادة والتحكم التابعة له وأيضا في بنيته التحتية على مساحة لبنان.
وعلى الرغم من أنّ إسرائيل ستحاول على الأرجح منع الحرب من أن تنزلق باتجاه التصعيد الإقليمي باشتراك سوريا عبر استخدام التهديدات والتعبئة وعمليات نشر القوات والتمركز، إلاّ أنّها ستكون جاهزة لهذا التطور وسيتم استهداف أي قوات سورية أو بنى تحتية سورية يتم استخدامها لدعم "حزب الله" بأي شكل من الأشكال من داخل لبنان أو سوريا، كما سيتم مهاجمة أيّة عناصر إيرانية سيتم إقحامها داخل المعركة مع الأخذ بعين الاعتبار بانّ إسرائيل ستحاول ردع أية هجمات إيرانية مباشرة على أراضيها من خلال التحذير أولا ومن خلال تحضير قواتها ذات الطابع الاستراتيجي الجوية، والصاروخية وحتى بحرية.
وستسعى إسرائيل إلى تحطيم قدرات حزب الله العسكرية وإضعاف موقعه سياسيا، منع سوريا من استخدام لبنان لتحقيق مصالحها الخاصة دون أن تدفع أثمان باهظة إذا ما أرادت تكرار ذلك، إنهاء دور حزب الله كرافعة إيرانية في مواجهة إسرائيل عبر عمله الدائم كوكيل (Proxy).
إستراتيجية "حزب الله" وحلفائه
ويلفت الباحث في دراسته إلى انّه إذا ما نشبت الحرب مع إسرائيل، فان "حزب الله" سيركز على إستراتيجية قائمة على محورين:
- المحور الهجومي: ويتضمن إطلاق هجمات صاروخية هائلة على مواقع عسكرية ومدنية إسرائيلية بهدف إيقاع أكبر عدد من الخسائر والأضرار.
- المحور الدفاعي: مواجهة العمليات الجوية والأرضية والبحرية الإسرائيلية داخل لبنان في محاولة لإبطاء وتيرتها من جهة، وإيقاع اكبر عدد ممكن من الخسائر وحماية أكبر عدد ممكن من أعضائه.
ومن المحتمل أن يظل "حزب الله" مستمرا في عملياته طالما أنّه في موقع أفضل، وقد تحاول كل من سوريا وإيران على أقل تقدير توفير الاتصالات، السيطرة والتحكم، الاستخبارات والإمدادات لـ"حزب الله" لجعله يصمد في المعركة لأقصى حد ممكن، وفي جميع الأحوال لن يتجاوز الدعم السوري والإيراني في هذا السيناريو المتطلبات الأساسية لـ"حزب الله".
التصعيد العسكري واتساع نطاق الحرب
أمّا إذا توسّعت الحرب وشهدت تصعيدا، فقد تشترك سوريا وإيران فيها، وقد تقرر طهران حينها المشاركة المباشرة عبر قوات خاصة في لبنان أو عبر صواريخ وقوات دفاع جوي بالتعاون مع سوريا.
وإذا ما اشتركت دمشق فعلا بشكل مباشر في هذا السيناريو في نزاع مع إسرائيل خلال الحرب على لبنان، فلا شك انّها ستضع في عين الاعتبار الحفاظ على النظام الحاكم وأدواته الأمنية والعسكرية والاقتصادية، والحفاظ على موقع "حزب الله" في لبنان وقدرته على أن يكون يبقى يشكّل رافعة لها في مواجهة إسرائيل.
وقد تسعى دمشق إلى إعادة التأسيس لتواجد عسكري سوري في لبنان، ومحاولة إلحاق الهزيمة بإسرائيل بشكل يسمح بتكوين ظروف مواتية لاستعادة مرتفعات الجولان.
وفي إيران يمكن أن يقرر النظام اتخاذ خطوة أو أكثر ضمن خطوات عديدة على نطاق تصاعدي للمشاركة في الصراع قد يكون من بينها تقديم المزيد من الأسلحة لـ "حزب الله" وسوريا، تقديم مستشارين أو فنيين أو قوات خاصة مقاتلة، تنفيذ هجمات لا تناظرية (Asymmetric) على مصالح إسرائيلية في الخارج، زيادة التوتر الإقليمي من خلال عمليات في الخليج (مضيق هرمز) على سبيل المثال، وقد تصل الأمر والى شن هجمات صاروخية على إسرائيل.
امّا على الساحة الفلسطينية، فمن المرجح أن يحدّ قادة "حماس" من مشاركة الحركة وان يقتصر الدعم على اتخاذ إجراءات رمزية مصحوبة بخطابات حماسية داعمة، دون أن يعني ذلك نفي إمكانية مشاركتهم في الحرب ودخولهم النزاع بأسلوب جديد يتضمن إطلاق صواريخ ثقيلة وطويلة المدى، وقد ينتهي الأمر حينها بإنهاء إسرائيل ما بدأته في عملية الرصاص المصبوب (2008-2009).
نتائج المواجهة الجديدة
وتشير الدراسة إلى أنّ هناك العديد من العوامل التي من الممكن ان تؤثر في مجريات الحرب بشكل يجعل توقع نتائجها صعبة وغير مؤكدة أو حاسمة بسبب عدم اليقين من الاتجاه الذي ستذهب إليه.
لكن وبعيدا عن هذه الشكوك والعوامل غير المحسومة، فانه من المؤكد أنها ستكون على الأرجح على مساحة واسعة وبكثافة عالية لتشمل إسرائيل ولبنان وسوريا وقد تستمر حينها لأسابيع، ومن المحتمل أن تنهي الحرب باحتلال إسرائيل لجزء من لبنان أو لمناطق واسعة منه وباحتلال كامل لقطاع غزة، كما سيكون هناك عدد كبير من الضحايا المدنيين ودمار مهول وأزمات سياسية.
على المدى البعيد، فان الحرب قد تعيد رسم المنطقة من الناحية السياسية والعسكرية. إذ أنها ستكون بلا شك الحرب الأكثر أهمية لإسرائيل منذ حرب 1973 وسيكون على الجيش الإسرائيلي أن يربحها. آخذين بعين الاعتبار التكاليف السياسية والعسكرية والاقتصادية لمثل هذه الحرب، فان إسرائيل ستواجه تداعيات خطيرة إذا فشلت في تحقيق أهدافها الرئيسية.
وفي المقابل، فإذا تحركت إسرائيل بحزم وحسم وكانت مستعدة لتحمّل تكاليف الحرب فيما يتعلق بالخسائر البشرية والأضرار المادية، مقابل تمتعها بالتفوق العسكري، فان الحرب قد تكون فرصة سانحة لإضعاف خصومها. وعندها سيكون "حزب الله" محطّما من الناحية العسكرية وضعيفا من الناحية السياسية في لبنان، كما سيضعف النظام السوري أيضا نتيجة تعرضه لهزيمة وخسارة الكثير من أدواته العسكرية والأمنية.
أمّا نشاطات إيران في المنطقة، فستكون مقيّدة نتيجة هزيمة حلفائها هذا في حال شاركت في دعمهم خلال الحرب، أما إذا فشلت إيران في دعم حلفائها خلال المعركة فستفقد نفوذها وتأثيرها فيما بعد عليهم بشكل كبير، كما ستفقد حركة "حماس" سلطتها في غزة إذا افترضنا اشتراكها بشكل مباشر في الحرب.
تاريخ النشر: 24/11/2010
بقلم: علي حسين باكير
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:07 pm من طرف Gulf Knight
» الوصول إلى أي مكان في العالم خلال أقل من ساعة هدف أميركي قد يتحقق اليوم
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:02 pm من طرف Gulf Knight
» إسرائيل تبحث شراء وسائل قتالية أميركية مستعملة فى العراق
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:00 pm من طرف Gulf Knight
» كتيبة بنيامين تجدد التأكيد على جهوزية الجيش الإسرائيلي لمواجهات سبتمبر
الإثنين أغسطس 15, 2011 3:59 pm من طرف Gulf Knight
» قبيل الانسحاب: العراق يتسلّم 22 مروحية مي-17 محدّثة من شركة ARINC الأميركية
الخميس أغسطس 11, 2011 6:30 pm من طرف Gulf Knight
» أفغانستان تتسلم 9 مروحيات "مي-17" من روسيا بحلول نهاية العام
الخميس أغسطس 11, 2011 6:29 pm من طرف Gulf Knight
» مناورات جوية لقوات دول الاتحاد السوفياتي السابق لمكافحة الإرهاب
الخميس أغسطس 11, 2011 6:28 pm من طرف Gulf Knight
» روسيا تطوّر نظامي الدفاع الجوي الجديدين: مارفي و فيتياز
الخميس أغسطس 11, 2011 6:27 pm من طرف Gulf Knight
» إختفاء صواريخ مضادة للدروع من معسكر إسرائيلي في الجولان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:26 pm من طرف Gulf Knight
» إسرائيل تطور طائرة جديدة دون طيار
الخميس أغسطس 11, 2011 6:25 pm من طرف Gulf Knight
» إسقاط مروحية تشينوك في أفغانستان يودي بحياة 31 جندياً أميركياً و7 جنود أفغان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:23 pm من طرف Gulf Knight
» دبابات الجيش السوري تقتحم مدينتي سراقب وقصير
الخميس أغسطس 11, 2011 6:22 pm من طرف Gulf Knight
» أحزاب الشيطان من طهران إلى العراق ولبنان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:20 pm من طرف Gulf Knight
» سوريا وتركيا.. لقاء الوداع؟
الخميس أغسطس 11, 2011 6:19 pm من طرف Gulf Knight
» سوريا: تصورات نهاية النظام
الخميس أغسطس 11, 2011 6:19 pm من طرف Gulf Knight