الاغتيالات والتفجيرات في العراق من يقف ورائها؟
محسن الجابري
الملف نت 5-رمضان-1431هـ / 15-أغسطس-2010م
نتوصل من خلال علاقاتنا وحواراتنا مع الوطنيين العراقيين والعسكريين والخبراء وما لدينا من معلومات خاصة بحكم علاقاتننا، ليس من الهين اتخاذ قرار التصفية الجسدية او الاغتيال، تجاه أي قائد او رمز او ناشط او مثقف في أي زمن كان ،ما لم يكن هناك مكاسب كبرى او أهداف عظمى لا يمكن تحقيقها لا بحتمية هذا الاغتيال ، سواء كان هذا القرار من مجموعة مناوئة او تنظيم سري او جهاز استخباري لدولة او كيان حزبي مستقل ،ليس من باب الرأفة و الرحمة لدم يراق من قبل هؤلاء الذين يفترض ان يدركوا معنى الحياة وإزهاق الروح فحسب ،وإنما وقبل كل شيء من اجل نجاح الأهداف اولا ، وعدم كشفهم ثانيا كجهة منفذة التي في سبيلها تم التخطيط والتنفيذ و تعدي العقبات وتذليل الصعوبات لتصفية هذا المسؤول او ذاك المتحمس لفكر او لفكرة ما يدافع عنها او يهاجم في سبيلها ذلك التنظيم او تلك الدولة او يحرض عليها او يشكل عليها خطرا ما ..
ولعل الأصعب والأخطر والأعظم حين يكون الهدف من الاغتيال أو التفجيرات غير مباشر يقصد منه إشاعة الفوضى و الاضطراب السياسي والاجتماعي التي من شانها خدمة الدولة او ذاك التنظيم لتحقيق مأربهم فيما بعد …؟!
ان طبيعة العمليات من اغتيال بعض الرموز الوطنية والشعبية والعلمية والثقافية والطبية والعسكرية العراقية التي أصبحت معروفة للجميع والتي نفذت على الساحة العراقية اتصلت مع بعضها البعض في اغلبها في سلسلة مترابطة متواصلة مبرمجة كان لها قواسم مشتركة تمثلت فيما يلي:
أولا: الدقة المتناهية في الاستطلاع الميداني والحصول على المعلومات الدقيقة و التخطيط المحكم ، والتوقيت الملائم ،والمكان المناسب ،وحجم المتفجرات وطريقة التنفيذ الذي يخدم الهدف فقط وبدقة عالية جدا حيث كان التنفيذ الدقيق الذي لا يخطئ الهدف انطلاقا من القاعدة الاستخبارية: ان العمل الاستخباري لا يحتمل الفشل.
سواء من حيث التنفيذ او عدم الكشف او عدم ترك دلائل ومؤشرات للجهة المنفذة…
ثانيا : التقنية العالية التي استخدمت في تعطيل أجهزة الاتصال والكشف والوصول ونوعية المتفجرات الفاعلة والمؤثرة والقدرة على زراعتها وتفجيرها دون إثارة شك وريبة رغم تكرار العمليات ومستوى الوعي الذي تولد من هذا التكرار..
ثالثا: الحرص الشديد على عدم ترك إي دليل إجرامي او تحقيقي يمكن من خلاله التعرف على هوية المنفذين من خلال التقييد التام بالمهارات الاستخبارية كالاختفاء وخطة الهرب والانسحاب السريع المنظم بعد التنفيذ وما الى ذلك …
رابعا: الخبرة والاحتراف والقدرة الميدانية الفائقة التي تنم من عن تدريب عالي المستوى للمجموعة المنفذة والتي استطاعت تكرار هذه العمليات من الاستطلاع والوصول الى الهدف وزراعة المتفجرات و الانسحاب وإعادة التنفيذ مرة أخرى وبنفس الأسلوب والدقة والتقنية دون ترك أي اثر يمكن الاستفادة منه .
خامسا: ان طبيعة الشخصيات التي تم اغتيالها تمثل رموزا وطنية شعبية علمية عسكرية صحفية واصحاب راي ذات بعد سياسي واقتصادي واجتماعي وثقافي وعلمي، كان لها موقف موحد وواضح وان اختلف اختلفت المواقف كان لها كوحدة موقف وطني لمصلحة العراق و من مجمل القضايا العراقية لا سيما الموقف من الوجود الإيراني في العراق مطالبة بتحجيمه ،مما يعني ان المستهدف لهذه الشخصيات يحقق اكثر من غرض في وقت واحد ،تصفية هذه القوى والإمكانيات التي يمكن بآرائها أعادة بناء العراق وخلط الأوراق وإشاعة الفوضى وبث التشكيك وبالتالي وضع العراق في حالة عدم استقرار تخدم مصالحة..
سادسا: استخدام التضليل والخداع الاستخباري من ذات العمل التخريبي الذي اتبع لإخفاء الهدف الحقيقي من وراء الاغتيالات والتفجيرات من خلال العمليات الصغيرة التي نفذت بوضع عبوات ناسفة او سيارة مفخخة في بعض المواقع التي كانت الخسائر فيها محدودة وخرجت عن منهجية الاغتيالات نفسها لتعطي انطباعا بعدم الاحتراف والخبرة من قبل المنفذين، إنما هي عمليات قصد منها تضليل التحقيق وإخفاء الهوية الحقيقية لمنفذي الاغتيالات من خلال خلط الأوراق وإشاعة الفوضى والبلبلة لأنه في الحقيقة ان الأسلوب والتقنية والتنفيذ والانسحاب في هذه العمليات الصغيرة كانت في سياق الاغتيالات نفسها وتتمتع بالاحتراف والخبرة والدقة نفسها للحد الذي لم يترك أثرا أيضا يمكن ان يستفيد منه المحققون.
سابعا: عدم الإعلان عن الجهة المنفذة او هويتها او مقاصدها او مطالبها بل ان الشريط الذي ظهر وبثته الفضائيات في أعقاب أي عملية ارهابية من اغتيالات وتفجيرات وبالأخص اغتيال السيد محمد باقر الحكيم وأعلن فيه عن الاغتيال والهدف والمقاصد كان مرتبكا ومهلهلا ولا ينم عن هوية الفاعلين بقدر ما ينم عن جهة استخبارية فبركت هذا الشريط كغطاء للأهداف التي تقصدها من وراء العملية ، بل ان التحقيقات لم تستطع ان تصل الى أي فرد او مجموعة لها صلة او وجود بهذا الشريط سوى ان الشخص الذي ظهر في الشريط اختفى ،ولم يتم بعد ذلك تبني او الإعلان عن بقية العمليات التي تمت بعد ذلك مطلقا من أي جهة كانت…؟!
ثامنا: التكرار في تنفيذ العمليات يؤكد ان هناك سيطرة تامة تنم عن قدرات وإمكانيات تجعل المنفذين في مأمن وتتوفر لهم التسهيلات اللوجستية والبيوت الامنة، في اطار شبكة متكاملة أصبحت على دراية وخبرة في تنفيذ واجباتها، ان كل ذلك يؤكد بشكل قاطع استبعاد ان يكون وراء هذه الاغتيالات والتفجيرات مجموعات او تنظيمات سرية من أي لون كان،بل ان وراء كل هذه العمليات جهة استخبارية واحدة تتلقى القرار من قيادة سياسية واحدة ليتم بعد ذلك وضع القرار محل التنفيذ حيث تعطي التوجيهات وتقدم المعلومات ،وتزود المنفذين بالتقنية اللازمة والتمويل والمتفجرات والأسلحة التي تخدم الغرض وقد هيأت المجموعة المنفذة نفسيا ودربتها عمليا بمستوى عال للقيام بهذه المهمة في إطار تكتيك مبرمج ومعد مسبقا يستهدف تشكيل مكاسب تراكمية تؤدي في النهاية الى أهداف عظمى تتحقق،لعلها تتمثل في إثارة الفوضى و الاضطراب السياسي والاجتماعي والطائفي وحتى العلمي والافتصادي الذي من شانه وضع العراق على عتبة الحرب الأهلية ان استوجب الامر ان لم تكن الحرب نفسها ان استطاعت الى ذلك سبيلا ، ولكن ان لم تستطع فهي تحقق الأدنى الذي يخلق نزاعا وتوترا وعدم استقرار يخدم الإغراض المتوخاة من ذلك والأسئلة التي يجب طرحها والإجابة عليها:
من له مصلحة في كل ذلك؟
ومن يملك القدرة والتدريب والتقنية العالية على التنفيذ بهذا المستوى الدقيق؟
ومن هي الجهة التي لديها أهداف عظمى في العراق لا يمكن تحقيقها إلا بالاغتيال والتفجيرات؟
ولماذا الإصرار على تنفيذ مزيدا من الاغتيالات والتفجيرات رغم الحذر والاحتياطات الأمنية والتحذيرات المسبقة؟
وهل حققت الاغتيالات والتفجيرات السابقة واللاحقة بعض الاهدف مما دفع ويدفع الجهة المنفذة تنفيذ المزيد منها؟
ان الحكمة والسياسة والاهم من ذلك معطيات التحقيق تقتضي ان توضع كافة الاحتمالات في الحسبان ولعل الاحتمال الأقوى أجهزة المخابرات الإيرانية والسافاما وقيادة الحرس وجيش القدس الإيراني بتكتلهم المدعوم مركزيا من ايران وتوجيهيا من السفارة الايرانية وبمراكز الدور المشتراة والمؤجرة وبالأخص المحيطة ببيت السيد السيستاني وبعدد يزداد عن مئة بيت والتي شكلت شبكة خطيرة حتى على بيت المرجع السيد السيستاني عند الضرورة كما فعلت في تفجير قناني الغاز خلف منزل المرجع السيد محمد سعيد الحكيم تنكيلا وردا على قوله لخرازي ان تكفو والا اقول قولتي، اي يفتي ضد التدخلات الإيراني ويفصحهم.
مؤسسات امنية ايرانية بما لديها من خبرة وتقنية ومهارة وقسم متخصص بذلك بل وله سوابق معروفة ومدركة للجميع هي التي تقف وراء هذه العمليات لاسيما ما كشف مؤخرًا في العراق نفسه عن مجموعة اعترفت بارتباطها بالاجهزة الايرانية وأنها نفذت مجموعة من الاغتيالات والتفجيرات فضلا عن اثباتات المتفحرات نفسها وما تم مصادرته من اسلحة في ساحة العمليات العسكرية لاوكار القاعدة والارهاب والنثبت عليها صناعة ايران واعترافات بعض عناصر القاعدة من ان ايران تمدهم بدعم عسكري لوجستي وكما ثبت من وجود عماد مغنية احد قادة حرس االثورة وحزب الله اللبناني من مكوثه في البصرة لسنتين للاشراف على عمليات الارعاب والاغتيالات والتفجيرات استمرارا لمهمته في تعبئة الشباب اللبناني ضد العراق الى جانب الجيش الايراني والحرس في الحرب العراقية الايرانية واستمرت هذه مهمته الى يوم اغتياله من قبل ايران في سورية ايضا لاخفاء اسراره بعد ان تم الكشف عن وجوده في البصرة والمطالبة به كعنصر من عناصر الارهاب مثله مثل القاعدة.
ناهيك ان لايران مصلحة كبرى في خلق عدم الاستقرار والفتن والشقاق في العراق والدول ألمجاورة لها لأضعافها وارباك النظام كما كانت سابقا ولاحقا لاحداث الفوضى بالاستقرار السياسي والعملية السياسية الجارية كما يحدث الان في تعطيل تشكيل الحكومات العراقية دوما ولإحداث الانشقاقات فيها خدمة لبقائها سيما، أنها لم تستطع ان تخترق الشعب العراقي وقناعته مثلما اخترقت بعض حركاته السياسية ، ولم تستطع ان تقضي على الوعي الوطني كما احدثته عند بعض الساسة مع الاسف من توابعها، بل ان هذه الوطنية العراقية الشعبية أرغمت ايران على الاذعان نوعا ما لتعزز من عوامل تهديمها للعراق والتفجيرات ودعم الارهاب.
محسن الجابري
الملف نت 5-رمضان-1431هـ / 15-أغسطس-2010م
نتوصل من خلال علاقاتنا وحواراتنا مع الوطنيين العراقيين والعسكريين والخبراء وما لدينا من معلومات خاصة بحكم علاقاتننا، ليس من الهين اتخاذ قرار التصفية الجسدية او الاغتيال، تجاه أي قائد او رمز او ناشط او مثقف في أي زمن كان ،ما لم يكن هناك مكاسب كبرى او أهداف عظمى لا يمكن تحقيقها لا بحتمية هذا الاغتيال ، سواء كان هذا القرار من مجموعة مناوئة او تنظيم سري او جهاز استخباري لدولة او كيان حزبي مستقل ،ليس من باب الرأفة و الرحمة لدم يراق من قبل هؤلاء الذين يفترض ان يدركوا معنى الحياة وإزهاق الروح فحسب ،وإنما وقبل كل شيء من اجل نجاح الأهداف اولا ، وعدم كشفهم ثانيا كجهة منفذة التي في سبيلها تم التخطيط والتنفيذ و تعدي العقبات وتذليل الصعوبات لتصفية هذا المسؤول او ذاك المتحمس لفكر او لفكرة ما يدافع عنها او يهاجم في سبيلها ذلك التنظيم او تلك الدولة او يحرض عليها او يشكل عليها خطرا ما ..
ولعل الأصعب والأخطر والأعظم حين يكون الهدف من الاغتيال أو التفجيرات غير مباشر يقصد منه إشاعة الفوضى و الاضطراب السياسي والاجتماعي التي من شانها خدمة الدولة او ذاك التنظيم لتحقيق مأربهم فيما بعد …؟!
ان طبيعة العمليات من اغتيال بعض الرموز الوطنية والشعبية والعلمية والثقافية والطبية والعسكرية العراقية التي أصبحت معروفة للجميع والتي نفذت على الساحة العراقية اتصلت مع بعضها البعض في اغلبها في سلسلة مترابطة متواصلة مبرمجة كان لها قواسم مشتركة تمثلت فيما يلي:
أولا: الدقة المتناهية في الاستطلاع الميداني والحصول على المعلومات الدقيقة و التخطيط المحكم ، والتوقيت الملائم ،والمكان المناسب ،وحجم المتفجرات وطريقة التنفيذ الذي يخدم الهدف فقط وبدقة عالية جدا حيث كان التنفيذ الدقيق الذي لا يخطئ الهدف انطلاقا من القاعدة الاستخبارية: ان العمل الاستخباري لا يحتمل الفشل.
سواء من حيث التنفيذ او عدم الكشف او عدم ترك دلائل ومؤشرات للجهة المنفذة…
ثانيا : التقنية العالية التي استخدمت في تعطيل أجهزة الاتصال والكشف والوصول ونوعية المتفجرات الفاعلة والمؤثرة والقدرة على زراعتها وتفجيرها دون إثارة شك وريبة رغم تكرار العمليات ومستوى الوعي الذي تولد من هذا التكرار..
ثالثا: الحرص الشديد على عدم ترك إي دليل إجرامي او تحقيقي يمكن من خلاله التعرف على هوية المنفذين من خلال التقييد التام بالمهارات الاستخبارية كالاختفاء وخطة الهرب والانسحاب السريع المنظم بعد التنفيذ وما الى ذلك …
رابعا: الخبرة والاحتراف والقدرة الميدانية الفائقة التي تنم من عن تدريب عالي المستوى للمجموعة المنفذة والتي استطاعت تكرار هذه العمليات من الاستطلاع والوصول الى الهدف وزراعة المتفجرات و الانسحاب وإعادة التنفيذ مرة أخرى وبنفس الأسلوب والدقة والتقنية دون ترك أي اثر يمكن الاستفادة منه .
خامسا: ان طبيعة الشخصيات التي تم اغتيالها تمثل رموزا وطنية شعبية علمية عسكرية صحفية واصحاب راي ذات بعد سياسي واقتصادي واجتماعي وثقافي وعلمي، كان لها موقف موحد وواضح وان اختلف اختلفت المواقف كان لها كوحدة موقف وطني لمصلحة العراق و من مجمل القضايا العراقية لا سيما الموقف من الوجود الإيراني في العراق مطالبة بتحجيمه ،مما يعني ان المستهدف لهذه الشخصيات يحقق اكثر من غرض في وقت واحد ،تصفية هذه القوى والإمكانيات التي يمكن بآرائها أعادة بناء العراق وخلط الأوراق وإشاعة الفوضى وبث التشكيك وبالتالي وضع العراق في حالة عدم استقرار تخدم مصالحة..
سادسا: استخدام التضليل والخداع الاستخباري من ذات العمل التخريبي الذي اتبع لإخفاء الهدف الحقيقي من وراء الاغتيالات والتفجيرات من خلال العمليات الصغيرة التي نفذت بوضع عبوات ناسفة او سيارة مفخخة في بعض المواقع التي كانت الخسائر فيها محدودة وخرجت عن منهجية الاغتيالات نفسها لتعطي انطباعا بعدم الاحتراف والخبرة من قبل المنفذين، إنما هي عمليات قصد منها تضليل التحقيق وإخفاء الهوية الحقيقية لمنفذي الاغتيالات من خلال خلط الأوراق وإشاعة الفوضى والبلبلة لأنه في الحقيقة ان الأسلوب والتقنية والتنفيذ والانسحاب في هذه العمليات الصغيرة كانت في سياق الاغتيالات نفسها وتتمتع بالاحتراف والخبرة والدقة نفسها للحد الذي لم يترك أثرا أيضا يمكن ان يستفيد منه المحققون.
سابعا: عدم الإعلان عن الجهة المنفذة او هويتها او مقاصدها او مطالبها بل ان الشريط الذي ظهر وبثته الفضائيات في أعقاب أي عملية ارهابية من اغتيالات وتفجيرات وبالأخص اغتيال السيد محمد باقر الحكيم وأعلن فيه عن الاغتيال والهدف والمقاصد كان مرتبكا ومهلهلا ولا ينم عن هوية الفاعلين بقدر ما ينم عن جهة استخبارية فبركت هذا الشريط كغطاء للأهداف التي تقصدها من وراء العملية ، بل ان التحقيقات لم تستطع ان تصل الى أي فرد او مجموعة لها صلة او وجود بهذا الشريط سوى ان الشخص الذي ظهر في الشريط اختفى ،ولم يتم بعد ذلك تبني او الإعلان عن بقية العمليات التي تمت بعد ذلك مطلقا من أي جهة كانت…؟!
ثامنا: التكرار في تنفيذ العمليات يؤكد ان هناك سيطرة تامة تنم عن قدرات وإمكانيات تجعل المنفذين في مأمن وتتوفر لهم التسهيلات اللوجستية والبيوت الامنة، في اطار شبكة متكاملة أصبحت على دراية وخبرة في تنفيذ واجباتها، ان كل ذلك يؤكد بشكل قاطع استبعاد ان يكون وراء هذه الاغتيالات والتفجيرات مجموعات او تنظيمات سرية من أي لون كان،بل ان وراء كل هذه العمليات جهة استخبارية واحدة تتلقى القرار من قيادة سياسية واحدة ليتم بعد ذلك وضع القرار محل التنفيذ حيث تعطي التوجيهات وتقدم المعلومات ،وتزود المنفذين بالتقنية اللازمة والتمويل والمتفجرات والأسلحة التي تخدم الغرض وقد هيأت المجموعة المنفذة نفسيا ودربتها عمليا بمستوى عال للقيام بهذه المهمة في إطار تكتيك مبرمج ومعد مسبقا يستهدف تشكيل مكاسب تراكمية تؤدي في النهاية الى أهداف عظمى تتحقق،لعلها تتمثل في إثارة الفوضى و الاضطراب السياسي والاجتماعي والطائفي وحتى العلمي والافتصادي الذي من شانه وضع العراق على عتبة الحرب الأهلية ان استوجب الامر ان لم تكن الحرب نفسها ان استطاعت الى ذلك سبيلا ، ولكن ان لم تستطع فهي تحقق الأدنى الذي يخلق نزاعا وتوترا وعدم استقرار يخدم الإغراض المتوخاة من ذلك والأسئلة التي يجب طرحها والإجابة عليها:
من له مصلحة في كل ذلك؟
ومن يملك القدرة والتدريب والتقنية العالية على التنفيذ بهذا المستوى الدقيق؟
ومن هي الجهة التي لديها أهداف عظمى في العراق لا يمكن تحقيقها إلا بالاغتيال والتفجيرات؟
ولماذا الإصرار على تنفيذ مزيدا من الاغتيالات والتفجيرات رغم الحذر والاحتياطات الأمنية والتحذيرات المسبقة؟
وهل حققت الاغتيالات والتفجيرات السابقة واللاحقة بعض الاهدف مما دفع ويدفع الجهة المنفذة تنفيذ المزيد منها؟
ان الحكمة والسياسة والاهم من ذلك معطيات التحقيق تقتضي ان توضع كافة الاحتمالات في الحسبان ولعل الاحتمال الأقوى أجهزة المخابرات الإيرانية والسافاما وقيادة الحرس وجيش القدس الإيراني بتكتلهم المدعوم مركزيا من ايران وتوجيهيا من السفارة الايرانية وبمراكز الدور المشتراة والمؤجرة وبالأخص المحيطة ببيت السيد السيستاني وبعدد يزداد عن مئة بيت والتي شكلت شبكة خطيرة حتى على بيت المرجع السيد السيستاني عند الضرورة كما فعلت في تفجير قناني الغاز خلف منزل المرجع السيد محمد سعيد الحكيم تنكيلا وردا على قوله لخرازي ان تكفو والا اقول قولتي، اي يفتي ضد التدخلات الإيراني ويفصحهم.
مؤسسات امنية ايرانية بما لديها من خبرة وتقنية ومهارة وقسم متخصص بذلك بل وله سوابق معروفة ومدركة للجميع هي التي تقف وراء هذه العمليات لاسيما ما كشف مؤخرًا في العراق نفسه عن مجموعة اعترفت بارتباطها بالاجهزة الايرانية وأنها نفذت مجموعة من الاغتيالات والتفجيرات فضلا عن اثباتات المتفحرات نفسها وما تم مصادرته من اسلحة في ساحة العمليات العسكرية لاوكار القاعدة والارهاب والنثبت عليها صناعة ايران واعترافات بعض عناصر القاعدة من ان ايران تمدهم بدعم عسكري لوجستي وكما ثبت من وجود عماد مغنية احد قادة حرس االثورة وحزب الله اللبناني من مكوثه في البصرة لسنتين للاشراف على عمليات الارعاب والاغتيالات والتفجيرات استمرارا لمهمته في تعبئة الشباب اللبناني ضد العراق الى جانب الجيش الايراني والحرس في الحرب العراقية الايرانية واستمرت هذه مهمته الى يوم اغتياله من قبل ايران في سورية ايضا لاخفاء اسراره بعد ان تم الكشف عن وجوده في البصرة والمطالبة به كعنصر من عناصر الارهاب مثله مثل القاعدة.
ناهيك ان لايران مصلحة كبرى في خلق عدم الاستقرار والفتن والشقاق في العراق والدول ألمجاورة لها لأضعافها وارباك النظام كما كانت سابقا ولاحقا لاحداث الفوضى بالاستقرار السياسي والعملية السياسية الجارية كما يحدث الان في تعطيل تشكيل الحكومات العراقية دوما ولإحداث الانشقاقات فيها خدمة لبقائها سيما، أنها لم تستطع ان تخترق الشعب العراقي وقناعته مثلما اخترقت بعض حركاته السياسية ، ولم تستطع ان تقضي على الوعي الوطني كما احدثته عند بعض الساسة مع الاسف من توابعها، بل ان هذه الوطنية العراقية الشعبية أرغمت ايران على الاذعان نوعا ما لتعزز من عوامل تهديمها للعراق والتفجيرات ودعم الارهاب.
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:07 pm من طرف Gulf Knight
» الوصول إلى أي مكان في العالم خلال أقل من ساعة هدف أميركي قد يتحقق اليوم
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:02 pm من طرف Gulf Knight
» إسرائيل تبحث شراء وسائل قتالية أميركية مستعملة فى العراق
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:00 pm من طرف Gulf Knight
» كتيبة بنيامين تجدد التأكيد على جهوزية الجيش الإسرائيلي لمواجهات سبتمبر
الإثنين أغسطس 15, 2011 3:59 pm من طرف Gulf Knight
» قبيل الانسحاب: العراق يتسلّم 22 مروحية مي-17 محدّثة من شركة ARINC الأميركية
الخميس أغسطس 11, 2011 6:30 pm من طرف Gulf Knight
» أفغانستان تتسلم 9 مروحيات "مي-17" من روسيا بحلول نهاية العام
الخميس أغسطس 11, 2011 6:29 pm من طرف Gulf Knight
» مناورات جوية لقوات دول الاتحاد السوفياتي السابق لمكافحة الإرهاب
الخميس أغسطس 11, 2011 6:28 pm من طرف Gulf Knight
» روسيا تطوّر نظامي الدفاع الجوي الجديدين: مارفي و فيتياز
الخميس أغسطس 11, 2011 6:27 pm من طرف Gulf Knight
» إختفاء صواريخ مضادة للدروع من معسكر إسرائيلي في الجولان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:26 pm من طرف Gulf Knight
» إسرائيل تطور طائرة جديدة دون طيار
الخميس أغسطس 11, 2011 6:25 pm من طرف Gulf Knight
» إسقاط مروحية تشينوك في أفغانستان يودي بحياة 31 جندياً أميركياً و7 جنود أفغان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:23 pm من طرف Gulf Knight
» دبابات الجيش السوري تقتحم مدينتي سراقب وقصير
الخميس أغسطس 11, 2011 6:22 pm من طرف Gulf Knight
» أحزاب الشيطان من طهران إلى العراق ولبنان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:20 pm من طرف Gulf Knight
» سوريا وتركيا.. لقاء الوداع؟
الخميس أغسطس 11, 2011 6:19 pm من طرف Gulf Knight
» سوريا: تصورات نهاية النظام
الخميس أغسطس 11, 2011 6:19 pm من طرف Gulf Knight