نصر الله.. تساؤلات مقبولة ومخاوف مشروعة؟!

نصر الله.. تساؤلات مقبولة ومخاوف مشروعة؟!
رجا طلب


جريدة الرأي الأردنية 7 من شعبان 1431هـ / 19 من يوليو 2010م

لست من المعجبين بالتوجهات السياسية والايديولوجية للسيد حسن نصر الله زعيم حزب الله، فأجندة الرجل وحزبه يخدمان بصورة معلنة وبدون مواربة اجندة ايران الاقليمية في دور وظيفي يتغذي على القضية الفلسطينية ومجريات الصراع مع اسرائيل...اردت قول ذلك لاعرج على الكلام المهم والخطير الذي قاله السيد نصر الله يوم الجمعة الفائت بمناسبة يوم الجريح لان الخلاف مع نهج السيد نصر الله يجب ان لا « يٌجرم» كل ما يقوله، فالرجل في خطابه المشار اليه لم يتحدث بالسياسية بقدر ما تحدث بالمعلومات والمنطق ومن باب الانصاف يجب القول انه خاطب عقول الناس وليس قلوبهم كما كانت عادته و فجر مجموعة من القنابل ذات العيار الثقيل واشار الى مجموعة من القضايا اضحت بتقديري بمثابة حقائق ومن أبرزها ما يلي :

اولا : الربط بين تصريحات غابي اشكينازي حول توقعه توترا لبنانيا داخليا في ايلول القادم وبين قرار الظن من المحكمة الدولية من جهة وبين تسريبات بعض الجهات السياسية في لبنان من ان قرار الظن للمحكمة سيطال شخصيات قيادية من حزب الله وهو ما اعتبره السيد حسن بمثابة وصفة « لحرب اهلية «، وما يجعل الربط منطقيا ومبررا هي حالة التزامن والتوافق بين توقعات ومعلومات اشكينازي مع معلومات بعض الجهات اللبنانية، فهل هذا التوافق مصادفة ام هو تناغم وتنسيق وتخطيط؟؟

ثانيا : الاشارة المهمة من السيد نصر الله الى ان الاتصالات الخلوية والسلكية واللاسلكية اللبنانية مخترقة من قبل اسرائيل وانها كانت المجال الخصب لتوفير معلومات دقيقة لاسرائيل حول كل شيء في لبنان وما يعزز كلام نصر الله هذا القاء القبض على جواسيس شبكة «الفا « الخلوية، كما يعززه ايضا اشارته الى ان اسرائيل في حرب تموز 2006 لم تقم بضرب شبكات الاتصال بكل انواعها وذلك للاستفادة من المعلومات المتأتية منها واشارته كذلك الى عجز اسرائيل عن رصد تحركات الحزب العسكرية والامنية قبل وبعد حرب تموز بسبب وجود شبكة الاتصالات السلكية الخاصة للحزب والتي ادت الى توتر لبناني كبير عام 2008 ادى الى احتلال الحزب لبيروت الغربية بسبب قرار الحكومة وقتذاك السيطرة على الشبكة.

ثالثا : توقع السيد نصر الله واستنادا لما سبق ان يكون قرار الظن للمحكمة الدولية ضد عناصر او شخصيات في الحزب مبنيا على موضوع الاتصالات، ويرى نصر الله انه وبناء على سيطرة اسرائيل على عالم الاتصال في لبنان ولسنوات فانها قادرة مع عملائها الذين بدأوا يسقطون في قبضة استخبارات الجيش اللبناني من فبركة اتصالات والتلاعب بالمعلومات وتواريخ واوقات اية عمليات اتصال سيستند اليها في قرار الظن الاتهامي.

لقد قدم السيد نصر الله تصورا استباقيا كاملا حول ما سيجرى بشان المحكمة الدولية وقرارها الظني والنتائج السياسية والامنية المترتبة عليه وبخاصة في البعد المتعلق بالاهداف الاسرائيلية وعمليا فقد خلص السيد نصر الله الى ان « اسرائيل هي التي اغتالت رفيق الحريري « من خلال عمل شبكات التجسس العديدة التي اخذت تسقط في يد الاجهزة الامنية اللبنانية وبخاصة شبكة جواسيس شركة الفا، وهو بتقديري ليس اتهاما اعتباطيا خاصة اذا ما اخذنا في الاعتبار المعلومات والدلائل الكثيرة التي اوردها السيد نصر الله في خطابه والمعلومات التي وعد بالكشف عنها عند اعلان قرار الظن للمحكمة الدولية.

rajatalab@hotmail.com