"حزب الله" ميليشيا أصولية
إلياس بجاني
السياسة الكويتية 25-رمضان-1431هـ / 4-سبتمبر-2010م
"حزب الله" تنظيم ميليشياوي تابع كلياً لإيران وهو ليس مقاومة ضد إسرائيل
مؤسف ومحزن في آن الحال الشاذة والفاضحة في المواقف المتناقضة والمتقلبة والرمادية التي يعاني من آفاتها القاتلة معظم أفراد الطاقم السياسي اللبناني المصنفين تحت خانة السياديين والاستقلاليين, فهذا الطاقم من جهة ينادي بمبدأ الدولة الواحدة وبسلطتها غير المنقوصة وبأحادية سلاحها, ويطالب بتنفيذ "اتفاقية الطائف" وبنود القرارين الدوليين 1559 و 1701, في حين نراه من جانب آخر ينقلب على كل مواقفه هذه ويشرعن سلاح "حزب الله" الإيراني - السوري والأصولي والميليشياوي بامتياز, ويرضخ للأمر الواقع المزري الذي يفرضه أصحاب ورعاة هذا السلاح بالقوة والبلطجة والإرهاب تحت مسمى "المقاومة".
أفراد هذا الطاقم كما كل اللبنانيين يعلمون جيداً أنه لا وجود لمسمى "مقاومة مسلحة" لا في "اتفاق الطائف" ولا في القرارين الدوليين 1559 و1701, بل لميليشيات مسلحة مطلوب تجريدها من سلاحها وتفكيكها وبسط سلطة الدولة بواسطة قواها المسلحة الذاتية على كامل التراب اللبناني وضبط الحدود ومنع دخول السلاح والمسلحين, وفي ما يتعلق بالعلاقة مع دولة إسرائيل ينص الطائف كما القراران المذكوران على الالتزام الكامل باتفاقية الهدنة الموقعة عام 1949.
هذا التخبط في المواقف هو السبب الأساس في بقاء مشكلة لبنان من دون حل, وهو الذي يُضعف الدولة ويُهمش سلطتها ويجوف دستورها من مفاعيله ويقوي الدويلة ويعطي "حزب الله" ورعاته الإيرانيين والسوريين المبررات والآليات للانقضاض بشراسة وكفر ووقاحة أكثر وأكثر على كل ما هو مؤسسات ودستور ومجتمع مدني وقضاء وتعايش وتوازن ديموغرافي وهوية وثقافة وثوابت وطنية وعلاقات خارجية وصداقات عربية ودولية.
مما لا شك فيه أن دولة لبنان التي أصبحت هيكلاً عظمياً لا روح فيه وألعوبة طيعة ورهينة في يد "حزب الله "الأصولي لن تتمكن من استعادة دورها في حُكم البلد ولا من ممارسة مسؤولياتها الوطنية كافة قبل أن يتوقف الطاقم السياسي السيادي, تحديداً, عن اعتبار "حزب الله" مقاومة ويبدأ التعامل معه كميليشيا مسلحة كما هو واقع حاله, وبالتالي يعمل بالتعاون مع الأمم المتحدة والمجتمعين الدولي والعربي على تطبيق كل بنود "الطائف" والقرارات الدولية المرعية الشأن, وهنا يجب ألا يتردد بطلب المعونة العسكرية الدولية إن لزم الأمر.
إن الوضع الشاذ الحالي المفروض بالقوة على لبنان المسمى زوراً واحتيالاً وإرهاباً "المقاومة والشعب والدولة" هو وضع غريب عجيب لا وجود لمثيل له في أي دولة من دول العالم, وبالتالي يجب الانتهاء منه بسرعة ومن دون تردد إن أريد للبنان أن يعود دولة مستقلة وذات سيادة, وإلا ف¯"حزب الله" بطريقه إلى هدم الهيكل على رؤوس الجميع ليقيم على أنقاضه جمهورية ملالي خمينية على شاكلة تلك المفروضة بالقوة والفتاوى والإرهاب على الشعب الإيراني.
لقد حان الوقت لوضع حد نهائي لتجارة وتجار المقاومة والتحرير من لبنان أسوة بمصر والأردن وسورية وقطر وباقي كل الدول العربية, كما حان الوقت ليعلم من يعنيهم الأمر أن لبنان لن يبقى ساحة لحروبهم أكانوا من مدعي الممانعة الكاذبة أو من الأصوليين والإرهابيين, وأيضاً أسوة بباقي كل دول الشرق الأوسط وتحديداً العربية منها. كفى لبنان وأهله تقديم القرابين المجانية والتضحيات ومن يرد النضال والمقاومة والتحرير فليمارسها من بلاده وليس من لبنان.
على من يقول في لبنان أنه سيادي من القادة والسياسيين والمسؤولين أن يخاف الله ويتوقف عن الرياء والتلون والازدواجية وخداع الذات والناس, فهو إما مع الدولة والقانون, أو ضدهما ومع الفوضى ومبدأ مساكنة الدولة والدويلة الهرطقي الذي اثبت فشله الذريع, ولنا في اشتباكات برج أبي حيدر الدامية وطرح بيروت منزوعة السلاح خير مثال. فالذين نادوا ببيروت منزوعة السلاح تخبطوا في مواقفهم والازدواجية وطالبوا بالشيء وعكسه مما أدى إلى فشل طرحهم. فهؤلاء وبعد النبرة العالية في المطالبة بجعل بيروت منزوعة السلاح عادوا وجوفوا مطلبهم وميعوه عندما قالوا إنهم يستثنون سلاح "حزب الله" الذي هو سلاح مقاومة. نسأل إن لم يكن سلاح "حزب الله" المطلوب إخراجه من بيروت فأي سلاح إذاً ذلك الذي تتكلمون عنه?
في الخلاصة إن "حزب الله" هو تنظيم ميليشياوي وأصولي تابع كلياً لدولة إيران تمويلاً وقيادة وعقيدة وتنظيماً وقراراً وأهدافاً, وهو ليس مقاومة ضد إسرائيل لا من قريب ولا من بعيد, بل مقاومة ضد كل الدول العربية والعرب, وضد كل ما هو لبناني, وضد دولة لبنان وضد اللبنانيين ونقطة على السطر. يبقى أنه وقبل أن يتم التعامل معه على هذا الأساس فمشكلة لبنان ومشكلات الدول العربية باقية من دون حل فيما الدولة اللبنانية تتفكك وتتحلل وتذوب ومن له أذنان سامعتان فليسمع.
* معلق سياسي وناشط لبناني اغترابي
phoenicia@hotmail.com
تورنتو/كندا
إلياس بجاني
السياسة الكويتية 25-رمضان-1431هـ / 4-سبتمبر-2010م
"حزب الله" تنظيم ميليشياوي تابع كلياً لإيران وهو ليس مقاومة ضد إسرائيل
مؤسف ومحزن في آن الحال الشاذة والفاضحة في المواقف المتناقضة والمتقلبة والرمادية التي يعاني من آفاتها القاتلة معظم أفراد الطاقم السياسي اللبناني المصنفين تحت خانة السياديين والاستقلاليين, فهذا الطاقم من جهة ينادي بمبدأ الدولة الواحدة وبسلطتها غير المنقوصة وبأحادية سلاحها, ويطالب بتنفيذ "اتفاقية الطائف" وبنود القرارين الدوليين 1559 و 1701, في حين نراه من جانب آخر ينقلب على كل مواقفه هذه ويشرعن سلاح "حزب الله" الإيراني - السوري والأصولي والميليشياوي بامتياز, ويرضخ للأمر الواقع المزري الذي يفرضه أصحاب ورعاة هذا السلاح بالقوة والبلطجة والإرهاب تحت مسمى "المقاومة".
أفراد هذا الطاقم كما كل اللبنانيين يعلمون جيداً أنه لا وجود لمسمى "مقاومة مسلحة" لا في "اتفاق الطائف" ولا في القرارين الدوليين 1559 و1701, بل لميليشيات مسلحة مطلوب تجريدها من سلاحها وتفكيكها وبسط سلطة الدولة بواسطة قواها المسلحة الذاتية على كامل التراب اللبناني وضبط الحدود ومنع دخول السلاح والمسلحين, وفي ما يتعلق بالعلاقة مع دولة إسرائيل ينص الطائف كما القراران المذكوران على الالتزام الكامل باتفاقية الهدنة الموقعة عام 1949.
هذا التخبط في المواقف هو السبب الأساس في بقاء مشكلة لبنان من دون حل, وهو الذي يُضعف الدولة ويُهمش سلطتها ويجوف دستورها من مفاعيله ويقوي الدويلة ويعطي "حزب الله" ورعاته الإيرانيين والسوريين المبررات والآليات للانقضاض بشراسة وكفر ووقاحة أكثر وأكثر على كل ما هو مؤسسات ودستور ومجتمع مدني وقضاء وتعايش وتوازن ديموغرافي وهوية وثقافة وثوابت وطنية وعلاقات خارجية وصداقات عربية ودولية.
مما لا شك فيه أن دولة لبنان التي أصبحت هيكلاً عظمياً لا روح فيه وألعوبة طيعة ورهينة في يد "حزب الله "الأصولي لن تتمكن من استعادة دورها في حُكم البلد ولا من ممارسة مسؤولياتها الوطنية كافة قبل أن يتوقف الطاقم السياسي السيادي, تحديداً, عن اعتبار "حزب الله" مقاومة ويبدأ التعامل معه كميليشيا مسلحة كما هو واقع حاله, وبالتالي يعمل بالتعاون مع الأمم المتحدة والمجتمعين الدولي والعربي على تطبيق كل بنود "الطائف" والقرارات الدولية المرعية الشأن, وهنا يجب ألا يتردد بطلب المعونة العسكرية الدولية إن لزم الأمر.
إن الوضع الشاذ الحالي المفروض بالقوة على لبنان المسمى زوراً واحتيالاً وإرهاباً "المقاومة والشعب والدولة" هو وضع غريب عجيب لا وجود لمثيل له في أي دولة من دول العالم, وبالتالي يجب الانتهاء منه بسرعة ومن دون تردد إن أريد للبنان أن يعود دولة مستقلة وذات سيادة, وإلا ف¯"حزب الله" بطريقه إلى هدم الهيكل على رؤوس الجميع ليقيم على أنقاضه جمهورية ملالي خمينية على شاكلة تلك المفروضة بالقوة والفتاوى والإرهاب على الشعب الإيراني.
لقد حان الوقت لوضع حد نهائي لتجارة وتجار المقاومة والتحرير من لبنان أسوة بمصر والأردن وسورية وقطر وباقي كل الدول العربية, كما حان الوقت ليعلم من يعنيهم الأمر أن لبنان لن يبقى ساحة لحروبهم أكانوا من مدعي الممانعة الكاذبة أو من الأصوليين والإرهابيين, وأيضاً أسوة بباقي كل دول الشرق الأوسط وتحديداً العربية منها. كفى لبنان وأهله تقديم القرابين المجانية والتضحيات ومن يرد النضال والمقاومة والتحرير فليمارسها من بلاده وليس من لبنان.
على من يقول في لبنان أنه سيادي من القادة والسياسيين والمسؤولين أن يخاف الله ويتوقف عن الرياء والتلون والازدواجية وخداع الذات والناس, فهو إما مع الدولة والقانون, أو ضدهما ومع الفوضى ومبدأ مساكنة الدولة والدويلة الهرطقي الذي اثبت فشله الذريع, ولنا في اشتباكات برج أبي حيدر الدامية وطرح بيروت منزوعة السلاح خير مثال. فالذين نادوا ببيروت منزوعة السلاح تخبطوا في مواقفهم والازدواجية وطالبوا بالشيء وعكسه مما أدى إلى فشل طرحهم. فهؤلاء وبعد النبرة العالية في المطالبة بجعل بيروت منزوعة السلاح عادوا وجوفوا مطلبهم وميعوه عندما قالوا إنهم يستثنون سلاح "حزب الله" الذي هو سلاح مقاومة. نسأل إن لم يكن سلاح "حزب الله" المطلوب إخراجه من بيروت فأي سلاح إذاً ذلك الذي تتكلمون عنه?
في الخلاصة إن "حزب الله" هو تنظيم ميليشياوي وأصولي تابع كلياً لدولة إيران تمويلاً وقيادة وعقيدة وتنظيماً وقراراً وأهدافاً, وهو ليس مقاومة ضد إسرائيل لا من قريب ولا من بعيد, بل مقاومة ضد كل الدول العربية والعرب, وضد كل ما هو لبناني, وضد دولة لبنان وضد اللبنانيين ونقطة على السطر. يبقى أنه وقبل أن يتم التعامل معه على هذا الأساس فمشكلة لبنان ومشكلات الدول العربية باقية من دون حل فيما الدولة اللبنانية تتفكك وتتحلل وتذوب ومن له أذنان سامعتان فليسمع.
* معلق سياسي وناشط لبناني اغترابي
phoenicia@hotmail.com
تورنتو/كندا
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:07 pm من طرف Gulf Knight
» الوصول إلى أي مكان في العالم خلال أقل من ساعة هدف أميركي قد يتحقق اليوم
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:02 pm من طرف Gulf Knight
» إسرائيل تبحث شراء وسائل قتالية أميركية مستعملة فى العراق
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:00 pm من طرف Gulf Knight
» كتيبة بنيامين تجدد التأكيد على جهوزية الجيش الإسرائيلي لمواجهات سبتمبر
الإثنين أغسطس 15, 2011 3:59 pm من طرف Gulf Knight
» قبيل الانسحاب: العراق يتسلّم 22 مروحية مي-17 محدّثة من شركة ARINC الأميركية
الخميس أغسطس 11, 2011 6:30 pm من طرف Gulf Knight
» أفغانستان تتسلم 9 مروحيات "مي-17" من روسيا بحلول نهاية العام
الخميس أغسطس 11, 2011 6:29 pm من طرف Gulf Knight
» مناورات جوية لقوات دول الاتحاد السوفياتي السابق لمكافحة الإرهاب
الخميس أغسطس 11, 2011 6:28 pm من طرف Gulf Knight
» روسيا تطوّر نظامي الدفاع الجوي الجديدين: مارفي و فيتياز
الخميس أغسطس 11, 2011 6:27 pm من طرف Gulf Knight
» إختفاء صواريخ مضادة للدروع من معسكر إسرائيلي في الجولان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:26 pm من طرف Gulf Knight
» إسرائيل تطور طائرة جديدة دون طيار
الخميس أغسطس 11, 2011 6:25 pm من طرف Gulf Knight
» إسقاط مروحية تشينوك في أفغانستان يودي بحياة 31 جندياً أميركياً و7 جنود أفغان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:23 pm من طرف Gulf Knight
» دبابات الجيش السوري تقتحم مدينتي سراقب وقصير
الخميس أغسطس 11, 2011 6:22 pm من طرف Gulf Knight
» أحزاب الشيطان من طهران إلى العراق ولبنان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:20 pm من طرف Gulf Knight
» سوريا وتركيا.. لقاء الوداع؟
الخميس أغسطس 11, 2011 6:19 pm من طرف Gulf Knight
» سوريا: تصورات نهاية النظام
الخميس أغسطس 11, 2011 6:19 pm من طرف Gulf Knight