البحرين خط الدفاع الأول عن العالم العربي
داود البصري
السياسة الكويتية 4-جمادى الأولى-1432هـ / 7-أبريل-2011م
لاشك أن الأحداث الأمنية المروعة التي شهدتها مملكة البحرين كانت ذات زوايا و منعطفات إستراتيجية حساسة تمس أساسا صيغة الأمن القومي الخليجي و العربي من خلال محاولات الاختراق عبر ثقوب و متبنيات مطالبات شعبية بالإصلاح الذي كان الهاجس الأساسي لمؤسسة العرش البحرينية وحيث دعا الملك حمد بن عيسى آل خليفة حثيثا باتجاه الخيار الإصلاحي و التغييري على نيران هادئة من العمل المؤسساتي و الدستوري و بالشكل الذي سيسحب البساط تدريجيا و نهائيا من تحت أقدام عناصر الأزمة و التأزيم و أهل الولاء الخارجي الذين طار صوابهم من فعل و مفعول سياسة التهدئة و المكاشفة و الإنجازات لحكومة البحرين التي لم تأل جهدا رغم صعوبة الظروف و قلة الإمكانيات عن العمل لتحديث المملكة و لخلق ورشات عمل وطنية كبرى هي بمثابة حالة نهضوية شاملة لا يستسيغها أهل المشروع الطائفي التخريبي المرتبط بمصلحة النظام الإيراني و توجهاته الستراتيجية المبنية على استغلال الأزمات و تفعيل ملفات الفتنة و تأطير العمل التبشيري التخريبي الطائفي ليكون حالة سائدة في دول الخليج العربي من خلال اختراق الجماعات و الأحزاب و المنتديات السياسية و تحريك عناصر الفتنة و الخلايا السرية و العلنية العاملة في خدمة المشروع الإيراني و التي تضخمت كثيرا للأسف و علانية أيضا استغلالا لحالة التسامح الخليجية الشاملة التي يفهمها أصحاب المشروع التخريبي الإيراني بشكل خاطئ و مشوه لا يراعي المصالح الحقيقية لشعب الخليج العربي الواحد الموحد مع الشعوب الإيرانية .
الخليجيون رغم اختلاف أنظمتهم السياسية شكلا إلا أنهم في النهاية يعيشون حالة سياسية واجتماعية واحدة موحدة فقد أثبتت الأحداث و التطورات التاريخية و السياسية بأن منظومة دول مجلس التعاون الخليجي كانت هي الصيغة و الإطار الناجح الجامع و المانع لأهل الخليج العربي و إن هذه المنظومة برغم كل المثالب و النواقص وحتى العثرات استطاعت أن تكون هي الصيغة العربية الوحدوية التكاملية الأكثر نجاحا و ثباتا واستقرارا و بقاء أيضا , كما أنها كانت في عز الأزمات الإقليمية و الدولية الكبرى التي هبت رياحها السامة على المنطقة اعتبارا من العام 1980 بمثابة الملجأ و الحصن الواقي في زمن الأزمة .
وقد بين الغزو العراقي لدولة الكويت العام 1990 الأهمية الاستثنائية للمنظومة الخليجية التي وقفت صفا واحدا من أجل استعادة الحق و إعادته لنصابه و نصرة شعب الكويت العربي و خلاصه من الغزو و الاستباحة وفقدان الهوية , وقد مرت ثلاثة عقود و نيف من الزمان أثبتت خلالها دول الخليج العربي عن وضوح في الرؤية و عن روح استقلالية متسامحة ومحبة للخير و السلام و التنمية رغم اشتداد قرع طبول الحرب و أصوات التهديدات النكراء من النظام الإيراني خصوصا الذي كثيرا ما كان يهدد دول الجوار وحتى العالم بنغمات زاعقة من أمثال إغلاق مضيق هرمز و حرق الخليج إضافة لحملات البلطجة المستمرة فصولا ضد دولة الإمارات العربية المتحدة وضد المملكة العربية السعودية و بأشكال ووجوه مختلفة كانت إحداها التهديد العلني و الوقح لكل من يتبنى حتى تسمية الخليج العربي وفي روح عدوانية حاقدة وشريرة لا علاقة لها بسماحة الإسلام و قيمه ولا تتناسب إطلاقا مع الشعارات الدينية التمويهية التي يرفعها النظام الإيراني بكرة و أصيلا و يمارس خلالها غوغائيته الإعلامية و خداعه الآيديولوجي , والهجمة الإيرانية الأخيرة على البحرين و التي تزامنت مع حشد تعبوي طائفي لا نظير له من خلال تفعيل الأدوات الإيرانية في العراق من الأحزاب و الجماعات و العصابات الطائفية التي رباها النظام الإيراني وأعدها ليومه الموعود كحزب الدعوة وجماعة تقي المدرسي أو الصدريين وحتى المدعو أحمد الجلبي رئيس ما يسمى بالمؤتمر الوطني العراقي كشر عن أنيابه الطائفية الصفوية وأنضم لتلك الجوقة من النابحين الذين أثبتت الأحداث بأن وجودهم على رأس السلطة في العراق بات يمثل تهديدا للأمن و السلام في المنطقة لكونهم مجرد جيوب إيرانية عاملة في خدمة المشروع الصفوي التخريبي المهزوم .
لقد أطار تدخل قوات درع الجزيرة صواب النظام الإيراني وأدواته الذين لم يخجلوا من رفع شعار إسقاط الشرعية الدستورية في البحرين متصورين بأن رياحهم السامة ستعصف بالبحرين وشعبه و ما دروا أن للبحرين و للخليج العربي عموما رباً يحميهم و يذود عنهم من شرور الشياطين و الإرهابيين و المتبرقعين نفاقا ورياء برداء الدين و بأهل البيت الكرام والإسلام و أهل البيت براء من تلك الشرذمة المجرمة التي أرادت السوء ففضحهم الله و تهاوت أحلامهم الشيطانية وباتوا لا يملكون من وسيلة للانتقام سوى العواء و النباح و الأصوات النشاز , في البحرين وعلى تخومها و بإرادة شعبها الحر و بقيادة مليكها وولي عهده الأمين تم دحر المؤامرة الخبيثة و بتفاعل و تعاون شعب الخليج العربي تعززت الحصانة الوطنية في البحرين التي لا يمكن أن تترك فريسة لأطماع الطامعين من الطائفيين و القتلة و الخلايا الضارة , فقدر البحرين الدائم أن تكون خط الدفاع الأول في شرق العالم العربي و المحطة التي تتحطم على صخورها الصامدة كل أحابيل المجرمين , وفي النهاية فإنه لا يصح إلا الصحيح.
كاتب عراقي
dawoodalbasri@hotmail.com
داود البصري
السياسة الكويتية 4-جمادى الأولى-1432هـ / 7-أبريل-2011م
لاشك أن الأحداث الأمنية المروعة التي شهدتها مملكة البحرين كانت ذات زوايا و منعطفات إستراتيجية حساسة تمس أساسا صيغة الأمن القومي الخليجي و العربي من خلال محاولات الاختراق عبر ثقوب و متبنيات مطالبات شعبية بالإصلاح الذي كان الهاجس الأساسي لمؤسسة العرش البحرينية وحيث دعا الملك حمد بن عيسى آل خليفة حثيثا باتجاه الخيار الإصلاحي و التغييري على نيران هادئة من العمل المؤسساتي و الدستوري و بالشكل الذي سيسحب البساط تدريجيا و نهائيا من تحت أقدام عناصر الأزمة و التأزيم و أهل الولاء الخارجي الذين طار صوابهم من فعل و مفعول سياسة التهدئة و المكاشفة و الإنجازات لحكومة البحرين التي لم تأل جهدا رغم صعوبة الظروف و قلة الإمكانيات عن العمل لتحديث المملكة و لخلق ورشات عمل وطنية كبرى هي بمثابة حالة نهضوية شاملة لا يستسيغها أهل المشروع الطائفي التخريبي المرتبط بمصلحة النظام الإيراني و توجهاته الستراتيجية المبنية على استغلال الأزمات و تفعيل ملفات الفتنة و تأطير العمل التبشيري التخريبي الطائفي ليكون حالة سائدة في دول الخليج العربي من خلال اختراق الجماعات و الأحزاب و المنتديات السياسية و تحريك عناصر الفتنة و الخلايا السرية و العلنية العاملة في خدمة المشروع الإيراني و التي تضخمت كثيرا للأسف و علانية أيضا استغلالا لحالة التسامح الخليجية الشاملة التي يفهمها أصحاب المشروع التخريبي الإيراني بشكل خاطئ و مشوه لا يراعي المصالح الحقيقية لشعب الخليج العربي الواحد الموحد مع الشعوب الإيرانية .
الخليجيون رغم اختلاف أنظمتهم السياسية شكلا إلا أنهم في النهاية يعيشون حالة سياسية واجتماعية واحدة موحدة فقد أثبتت الأحداث و التطورات التاريخية و السياسية بأن منظومة دول مجلس التعاون الخليجي كانت هي الصيغة و الإطار الناجح الجامع و المانع لأهل الخليج العربي و إن هذه المنظومة برغم كل المثالب و النواقص وحتى العثرات استطاعت أن تكون هي الصيغة العربية الوحدوية التكاملية الأكثر نجاحا و ثباتا واستقرارا و بقاء أيضا , كما أنها كانت في عز الأزمات الإقليمية و الدولية الكبرى التي هبت رياحها السامة على المنطقة اعتبارا من العام 1980 بمثابة الملجأ و الحصن الواقي في زمن الأزمة .
وقد بين الغزو العراقي لدولة الكويت العام 1990 الأهمية الاستثنائية للمنظومة الخليجية التي وقفت صفا واحدا من أجل استعادة الحق و إعادته لنصابه و نصرة شعب الكويت العربي و خلاصه من الغزو و الاستباحة وفقدان الهوية , وقد مرت ثلاثة عقود و نيف من الزمان أثبتت خلالها دول الخليج العربي عن وضوح في الرؤية و عن روح استقلالية متسامحة ومحبة للخير و السلام و التنمية رغم اشتداد قرع طبول الحرب و أصوات التهديدات النكراء من النظام الإيراني خصوصا الذي كثيرا ما كان يهدد دول الجوار وحتى العالم بنغمات زاعقة من أمثال إغلاق مضيق هرمز و حرق الخليج إضافة لحملات البلطجة المستمرة فصولا ضد دولة الإمارات العربية المتحدة وضد المملكة العربية السعودية و بأشكال ووجوه مختلفة كانت إحداها التهديد العلني و الوقح لكل من يتبنى حتى تسمية الخليج العربي وفي روح عدوانية حاقدة وشريرة لا علاقة لها بسماحة الإسلام و قيمه ولا تتناسب إطلاقا مع الشعارات الدينية التمويهية التي يرفعها النظام الإيراني بكرة و أصيلا و يمارس خلالها غوغائيته الإعلامية و خداعه الآيديولوجي , والهجمة الإيرانية الأخيرة على البحرين و التي تزامنت مع حشد تعبوي طائفي لا نظير له من خلال تفعيل الأدوات الإيرانية في العراق من الأحزاب و الجماعات و العصابات الطائفية التي رباها النظام الإيراني وأعدها ليومه الموعود كحزب الدعوة وجماعة تقي المدرسي أو الصدريين وحتى المدعو أحمد الجلبي رئيس ما يسمى بالمؤتمر الوطني العراقي كشر عن أنيابه الطائفية الصفوية وأنضم لتلك الجوقة من النابحين الذين أثبتت الأحداث بأن وجودهم على رأس السلطة في العراق بات يمثل تهديدا للأمن و السلام في المنطقة لكونهم مجرد جيوب إيرانية عاملة في خدمة المشروع الصفوي التخريبي المهزوم .
لقد أطار تدخل قوات درع الجزيرة صواب النظام الإيراني وأدواته الذين لم يخجلوا من رفع شعار إسقاط الشرعية الدستورية في البحرين متصورين بأن رياحهم السامة ستعصف بالبحرين وشعبه و ما دروا أن للبحرين و للخليج العربي عموما رباً يحميهم و يذود عنهم من شرور الشياطين و الإرهابيين و المتبرقعين نفاقا ورياء برداء الدين و بأهل البيت الكرام والإسلام و أهل البيت براء من تلك الشرذمة المجرمة التي أرادت السوء ففضحهم الله و تهاوت أحلامهم الشيطانية وباتوا لا يملكون من وسيلة للانتقام سوى العواء و النباح و الأصوات النشاز , في البحرين وعلى تخومها و بإرادة شعبها الحر و بقيادة مليكها وولي عهده الأمين تم دحر المؤامرة الخبيثة و بتفاعل و تعاون شعب الخليج العربي تعززت الحصانة الوطنية في البحرين التي لا يمكن أن تترك فريسة لأطماع الطامعين من الطائفيين و القتلة و الخلايا الضارة , فقدر البحرين الدائم أن تكون خط الدفاع الأول في شرق العالم العربي و المحطة التي تتحطم على صخورها الصامدة كل أحابيل المجرمين , وفي النهاية فإنه لا يصح إلا الصحيح.
كاتب عراقي
dawoodalbasri@hotmail.com
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:07 pm من طرف Gulf Knight
» الوصول إلى أي مكان في العالم خلال أقل من ساعة هدف أميركي قد يتحقق اليوم
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:02 pm من طرف Gulf Knight
» إسرائيل تبحث شراء وسائل قتالية أميركية مستعملة فى العراق
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:00 pm من طرف Gulf Knight
» كتيبة بنيامين تجدد التأكيد على جهوزية الجيش الإسرائيلي لمواجهات سبتمبر
الإثنين أغسطس 15, 2011 3:59 pm من طرف Gulf Knight
» قبيل الانسحاب: العراق يتسلّم 22 مروحية مي-17 محدّثة من شركة ARINC الأميركية
الخميس أغسطس 11, 2011 6:30 pm من طرف Gulf Knight
» أفغانستان تتسلم 9 مروحيات "مي-17" من روسيا بحلول نهاية العام
الخميس أغسطس 11, 2011 6:29 pm من طرف Gulf Knight
» مناورات جوية لقوات دول الاتحاد السوفياتي السابق لمكافحة الإرهاب
الخميس أغسطس 11, 2011 6:28 pm من طرف Gulf Knight
» روسيا تطوّر نظامي الدفاع الجوي الجديدين: مارفي و فيتياز
الخميس أغسطس 11, 2011 6:27 pm من طرف Gulf Knight
» إختفاء صواريخ مضادة للدروع من معسكر إسرائيلي في الجولان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:26 pm من طرف Gulf Knight
» إسرائيل تطور طائرة جديدة دون طيار
الخميس أغسطس 11, 2011 6:25 pm من طرف Gulf Knight
» إسقاط مروحية تشينوك في أفغانستان يودي بحياة 31 جندياً أميركياً و7 جنود أفغان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:23 pm من طرف Gulf Knight
» دبابات الجيش السوري تقتحم مدينتي سراقب وقصير
الخميس أغسطس 11, 2011 6:22 pm من طرف Gulf Knight
» أحزاب الشيطان من طهران إلى العراق ولبنان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:20 pm من طرف Gulf Knight
» سوريا وتركيا.. لقاء الوداع؟
الخميس أغسطس 11, 2011 6:19 pm من طرف Gulf Knight
» سوريا: تصورات نهاية النظام
الخميس أغسطس 11, 2011 6:19 pm من طرف Gulf Knight