أحداث البحرين وتمزيق الخليج العربي!
داود البصري
السياسة الكويتية 25-ربيع الأول-1432هـ / 28-فبراير-2011م
ليس خافياً على أحد بأن المسيرة النضالية للنخب المثقفة في البحرين وصراعها من أجل الديمقراطية والحرية والتحديث كان في ستينات وسبعينات القرن الماضي من الظواهر الحضارية التي ميزت مسيرة التاريخ البحريني الحديث, وهو تاريخ حافل بالصراع والكفاح من أجل الاستقلال الوطني الناجز وإبراز القيم الحضارية والتطلعات النهضوية للشعب البحريني المغرق في أصالته التاريخية منذ فجر الحضارة.
وكان استقلال البحرين وانتزاع حريتها من مخالب وأنياب الوحش الشاهنشاهي الفارسي, وانبثاق الدولة البحرينية الحديثة أحد أهم التحولات والتطورات في تاريخ البحرين والخليج العربي عموما, ومعروفة للمتابع صفحات وأطوار إدارة الصراع الوطني خلال العقود الماضية والذي تميز بالشد والجذب بين السلطة والمعارضة حتى استقر الوضع في عهد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة الذي انتهج نهجا انفتاحيًا واضحا ورسم بإصلاحاته الدستورية لمعالم حياة ديمقراطية جديدة, وأشرك في السلطة المعارضة للمساهمة الوطنية الشاملة في صنع القرار, وتأسيس بحرين جديدة على أسس دستورية راسخة لا تلغي الآخر, بل تعمق المشاركة الوطنية بشكل راسخ وأكيد وبما يعزز من مناعة وحصانة الوطن الصغير, ولكنه الكبير بطموحاته النهضوية.
ومن الطبيعي أن تعاني البحرين شأنها شأن أي دولة في الإقليم الخليجي الملتهب من التداعيات الأمنية والسياسية, وحتى العسكرية, للأوضاع الإقليمية المتدهورة وكذلك من الطبيعي أن تظهر خلافات وتباينات في وجهات النظر, لكن أن تصل الأمور من بعض الأطراف غير المسؤولة إلى حد المطالبة الفوضوية والمدفوعة من أطراف معروفة بتغيير النظام وتشييد الفوضى والدعوة الى تخريب داخلي ممنهج مرتبط بمرجعياته المعروفة والمشخصة في الخارج والقادمة من إيران تحديدا فذلك أبعد ما يمكن تصوره أو حتى تخيله!
الإيرانيون باتوا يلعبون اليوم لعبتهم الخبيثة للهروب من واقعهم المزري ومحاولة تصدير أزماتهم إلى دول الجوار من أجل خلط الأوراق, وكذلك لأهداف انتقامية إيرانية واضحة بعدما تسرب ما تسرب ووفقا لتخطيط سابق من معلومات وتصريحات في وثائق "ويكليكس" التي تدور حولها وأهدافها مليون علامة استفهام, على كل حال المشروع التخريبي الإيراني ليس جديدًا بالمرة, بل أن كل موجبات وأسباب وعوامل الفوضى في الشارع الخليجي مبعثه في الأساس نظام طهران الذي كان يعد أدواته الطائفية وملفاته الاستخبارية المشبوهة منذ ثلاثة عقود ماضيات بصبر ودأب وتخطيط استراتيجي, وبمساعدة الظروف الدولية التي هيأت له ولأدواته في المنطقة كل أسباب وعوامل الحركة والنشاط والتوسع.
في البحرين اليوم وفي محاولات التخريب العميق فيها وزرع الفتنة في ساحتها الداخلية يكمن المشروع الإيراني التخريبي الكبير في الوصول إلى المملكة العربية السعودية, ومحاولة العبث بأوراقها الداخلية وإثارة الفتنة الطائفية والمذهبية الممهدة لتكسيح الخليج العربي بالكامل, خصوصا بعدما سقط العراق في الفخ الإيراني المهلك وخضع للسيطرة والهيمنة الإيرانية المتوازية مع الاحتلال الأميركي الذي هيأ كل قواعد لعبة إدارة الصراع الإقليمي لصالح الطرف الإيراني.
المعركة في البحرين أبعد بكثير من مطالبات إصلاحية محدودة لأن قمة الهرم السلطوي والشرعي في البحرين قد فعل ذلك بإرادته واحتراما لرغبات شعبه من دون ضغوط أو وصاية من أحد, وحينما يرفع البعض في البحرين شعار رفض الحوار مع النظام ويدعو علنا إلى إسقاط ذلك النظام المعبر عن الإرادة الوطنية والشرعية الدستورية فإن في الأمر كارثة حقيقية مقبلة تنذر بالشر المستطير.
تنادي دول "مجلس التعاون" إلى حماية البحرين والدفاع عنها من شر الهجمة الظلامية الإيرانية المتوحشة تمثل قمة التحدي الأمني والستراتيجي لدول المنطقة, ففي البحرين تكمن كل عوامل وأسباب مستقبل الخليج العربي, لا مجال للتردد أو الصمت وإحناء الرأس حتى تمر العاصفة, بل المطلوب موقف خليجي وعربي موحد في الدفاع عن العروبة والشرعية والوحدة الوطنية في البحرين. تحصين البحرين من أخطار الشر السوداء المقبلة من الشرق هو الجدار الواقي لكل الخليج العربي, تلك هي الحقيقة الستراتيجية الوحيدة والمطلقة... فما ترانا فاعلين ?
* كتب عراقي
dawoodalbasri@hotmail.com
داود البصري
السياسة الكويتية 25-ربيع الأول-1432هـ / 28-فبراير-2011م
ليس خافياً على أحد بأن المسيرة النضالية للنخب المثقفة في البحرين وصراعها من أجل الديمقراطية والحرية والتحديث كان في ستينات وسبعينات القرن الماضي من الظواهر الحضارية التي ميزت مسيرة التاريخ البحريني الحديث, وهو تاريخ حافل بالصراع والكفاح من أجل الاستقلال الوطني الناجز وإبراز القيم الحضارية والتطلعات النهضوية للشعب البحريني المغرق في أصالته التاريخية منذ فجر الحضارة.
وكان استقلال البحرين وانتزاع حريتها من مخالب وأنياب الوحش الشاهنشاهي الفارسي, وانبثاق الدولة البحرينية الحديثة أحد أهم التحولات والتطورات في تاريخ البحرين والخليج العربي عموما, ومعروفة للمتابع صفحات وأطوار إدارة الصراع الوطني خلال العقود الماضية والذي تميز بالشد والجذب بين السلطة والمعارضة حتى استقر الوضع في عهد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة الذي انتهج نهجا انفتاحيًا واضحا ورسم بإصلاحاته الدستورية لمعالم حياة ديمقراطية جديدة, وأشرك في السلطة المعارضة للمساهمة الوطنية الشاملة في صنع القرار, وتأسيس بحرين جديدة على أسس دستورية راسخة لا تلغي الآخر, بل تعمق المشاركة الوطنية بشكل راسخ وأكيد وبما يعزز من مناعة وحصانة الوطن الصغير, ولكنه الكبير بطموحاته النهضوية.
ومن الطبيعي أن تعاني البحرين شأنها شأن أي دولة في الإقليم الخليجي الملتهب من التداعيات الأمنية والسياسية, وحتى العسكرية, للأوضاع الإقليمية المتدهورة وكذلك من الطبيعي أن تظهر خلافات وتباينات في وجهات النظر, لكن أن تصل الأمور من بعض الأطراف غير المسؤولة إلى حد المطالبة الفوضوية والمدفوعة من أطراف معروفة بتغيير النظام وتشييد الفوضى والدعوة الى تخريب داخلي ممنهج مرتبط بمرجعياته المعروفة والمشخصة في الخارج والقادمة من إيران تحديدا فذلك أبعد ما يمكن تصوره أو حتى تخيله!
الإيرانيون باتوا يلعبون اليوم لعبتهم الخبيثة للهروب من واقعهم المزري ومحاولة تصدير أزماتهم إلى دول الجوار من أجل خلط الأوراق, وكذلك لأهداف انتقامية إيرانية واضحة بعدما تسرب ما تسرب ووفقا لتخطيط سابق من معلومات وتصريحات في وثائق "ويكليكس" التي تدور حولها وأهدافها مليون علامة استفهام, على كل حال المشروع التخريبي الإيراني ليس جديدًا بالمرة, بل أن كل موجبات وأسباب وعوامل الفوضى في الشارع الخليجي مبعثه في الأساس نظام طهران الذي كان يعد أدواته الطائفية وملفاته الاستخبارية المشبوهة منذ ثلاثة عقود ماضيات بصبر ودأب وتخطيط استراتيجي, وبمساعدة الظروف الدولية التي هيأت له ولأدواته في المنطقة كل أسباب وعوامل الحركة والنشاط والتوسع.
في البحرين اليوم وفي محاولات التخريب العميق فيها وزرع الفتنة في ساحتها الداخلية يكمن المشروع الإيراني التخريبي الكبير في الوصول إلى المملكة العربية السعودية, ومحاولة العبث بأوراقها الداخلية وإثارة الفتنة الطائفية والمذهبية الممهدة لتكسيح الخليج العربي بالكامل, خصوصا بعدما سقط العراق في الفخ الإيراني المهلك وخضع للسيطرة والهيمنة الإيرانية المتوازية مع الاحتلال الأميركي الذي هيأ كل قواعد لعبة إدارة الصراع الإقليمي لصالح الطرف الإيراني.
المعركة في البحرين أبعد بكثير من مطالبات إصلاحية محدودة لأن قمة الهرم السلطوي والشرعي في البحرين قد فعل ذلك بإرادته واحتراما لرغبات شعبه من دون ضغوط أو وصاية من أحد, وحينما يرفع البعض في البحرين شعار رفض الحوار مع النظام ويدعو علنا إلى إسقاط ذلك النظام المعبر عن الإرادة الوطنية والشرعية الدستورية فإن في الأمر كارثة حقيقية مقبلة تنذر بالشر المستطير.
تنادي دول "مجلس التعاون" إلى حماية البحرين والدفاع عنها من شر الهجمة الظلامية الإيرانية المتوحشة تمثل قمة التحدي الأمني والستراتيجي لدول المنطقة, ففي البحرين تكمن كل عوامل وأسباب مستقبل الخليج العربي, لا مجال للتردد أو الصمت وإحناء الرأس حتى تمر العاصفة, بل المطلوب موقف خليجي وعربي موحد في الدفاع عن العروبة والشرعية والوحدة الوطنية في البحرين. تحصين البحرين من أخطار الشر السوداء المقبلة من الشرق هو الجدار الواقي لكل الخليج العربي, تلك هي الحقيقة الستراتيجية الوحيدة والمطلقة... فما ترانا فاعلين ?
* كتب عراقي
dawoodalbasri@hotmail.com
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:07 pm من طرف Gulf Knight
» الوصول إلى أي مكان في العالم خلال أقل من ساعة هدف أميركي قد يتحقق اليوم
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:02 pm من طرف Gulf Knight
» إسرائيل تبحث شراء وسائل قتالية أميركية مستعملة فى العراق
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:00 pm من طرف Gulf Knight
» كتيبة بنيامين تجدد التأكيد على جهوزية الجيش الإسرائيلي لمواجهات سبتمبر
الإثنين أغسطس 15, 2011 3:59 pm من طرف Gulf Knight
» قبيل الانسحاب: العراق يتسلّم 22 مروحية مي-17 محدّثة من شركة ARINC الأميركية
الخميس أغسطس 11, 2011 6:30 pm من طرف Gulf Knight
» أفغانستان تتسلم 9 مروحيات "مي-17" من روسيا بحلول نهاية العام
الخميس أغسطس 11, 2011 6:29 pm من طرف Gulf Knight
» مناورات جوية لقوات دول الاتحاد السوفياتي السابق لمكافحة الإرهاب
الخميس أغسطس 11, 2011 6:28 pm من طرف Gulf Knight
» روسيا تطوّر نظامي الدفاع الجوي الجديدين: مارفي و فيتياز
الخميس أغسطس 11, 2011 6:27 pm من طرف Gulf Knight
» إختفاء صواريخ مضادة للدروع من معسكر إسرائيلي في الجولان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:26 pm من طرف Gulf Knight
» إسرائيل تطور طائرة جديدة دون طيار
الخميس أغسطس 11, 2011 6:25 pm من طرف Gulf Knight
» إسقاط مروحية تشينوك في أفغانستان يودي بحياة 31 جندياً أميركياً و7 جنود أفغان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:23 pm من طرف Gulf Knight
» دبابات الجيش السوري تقتحم مدينتي سراقب وقصير
الخميس أغسطس 11, 2011 6:22 pm من طرف Gulf Knight
» أحزاب الشيطان من طهران إلى العراق ولبنان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:20 pm من طرف Gulf Knight
» سوريا وتركيا.. لقاء الوداع؟
الخميس أغسطس 11, 2011 6:19 pm من طرف Gulf Knight
» سوريا: تصورات نهاية النظام
الخميس أغسطس 11, 2011 6:19 pm من طرف Gulf Knight