ماذا وراء الاندفاع الإيراني لدعم ثورة الشباب في مصر؟
مهى عون
السياسة الكويتية 8-ربيع الأول-1432هـ / 11-فبراير-2011م
هل يمكن تفسير هذا الحماس وهذا الاهتمام وهذا الاندفاع الصادر عن مختلف المسؤولين الإيرانيين، أو الذي جاء على لسان الناطقين باسمهم، لدعم مسيرة الانتفاضة الشبابية في مصر فقط، لأن الجمهورية الإسلامية بقيادة المرشد الأعلى أية الله خامنئي، تسعى إلى تلميع صورتها عبر العالم العربي، كحامية وراعية لحقوق الشباب وحقوق الإنسان؟ أو هل يمكن تفسير هذا الاهتمام وهذه التغطية للأوضاع والمستجدات اليومية في مصر، بل على مدار الساعة، من ناحية الغيرة لتحقيق وتثبيت امتداد النهج الإيراني المعروف بالتمسك بتحقيق أطر وشروط الديمقراطية الحق؟ وحيث أن كل انحراف عن هذه الأطر والأسس أينما حصل قد يغيظ مجموعة آيات الله، بل يشكل قلقاً لهم وللسلطة المعروفة والمشهورة بانفتاحها وتقبلها للرأي الآخر، وبمناهضتها للفساد والغش في الانتخابات وسواها من الانحرافات في الممارسة الديمقراطية، بل قل ربما قد يقض مضجعها حتى ولو حدث ذلك في "أقاصي المعمورة".
وبالمناسبة وفي سياق الكلام عن "أقاصي المعمورة" لا بد من الإشارة إلى أن مصر ليست العراق، ولا اي دولة خليجية أخرى جارة أو قريبة من إيران، هي حقاً في "أقاصي المعمورة" بالنسبة إلى ايران. وليس من الناحية الجغرافية وحسب ولكن أيضا هي غريبة ومختلفة عنها ليس فقط ثقافيا وتاريخيا ومذهبياً، ولكن أيضاً لغوياً وانتمائياً. فالأولى أي مصر تشكل القلب النابض للأمة العربية، فيما الثانية انتماؤها صفوي، ولغتها فارسية، ولا تمت إلى الثقافة العربية بأي صلة. فلمَ هذا الاهتمام ولمَ تصر إيران على حشر أنفها في بلد لا يشبهها ولا يقاربها؟
قد يعطيك بعضهم أجوبة على هذا التساؤل، تتعلق بمجملها بمدى انزعاج إيران من معاهدة السلام التي أقيمت بين الجانبين المصري والإسرائيلي. ليس لشدة "غرام" الجمهورية الإسلامية ب¯ "القضية الفلسطينية"أو بأحقيتها، ولكن على خلفية أن هذه "القضية" اليوم تشكل حاجة للنظام في إيران، حاجة كونها تؤدي دور ورقة التوت الضرورية لتستير عورات النظام وانحرافاته وارتكاباته. وبالتالي وجود حكام في مصر يتوالون على الإبقاء على هذه المعاهدة، يشكل هو الآخر حاجة أيضا لجمهورية آيات الله، ولنظام الشمولية القائم فيها، حيث أثبت تاريخ كل الشموليات عبر التاريخ، حاجتها الدائمة لعدو خارجي ترشقه بالاتهامات، ما يساعدها على البقاء والاستمرار عن طريق تعمد استهلاك هذه الستراتيجية أي "ستراتيجية رشق العدو الخارجي" على الصعيد الشعبي في الداخل، لتلميع الصورة ولكم الأفواه.
وفي حال اعتمدنا هذه التفاسير يمكن فهم الاختلاف في نسبة التعاطف الذي تعتمده إيران في مصر، حيث أن هجومها على السلطة في مصر يقابله تعاطف متناهٍ حيال ثورة الشباب في ميدان التحرير. لأنه وفي ظل احتمال سقوط هدف الرشق"أي الرئيس مبارك ونظامه"، لا بد من المراهنة على الوسيلة الأخرى أي التقرب من القاعدة، وهو ما عبر عنه بشكل "مميز" السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير عندما قال: "يشهد الله إني أتلهف أن أكون معكم لأقدم دمي وروحي... من أجل هذه الأهداف الشريفة والنبيلة".
عظيم... قد تشكل هذه الستراتيجية في التفريق بين الرئيس والمرؤوس وسيلة ذكية وحذقة لدخول أذرع الإخطبوط الإيراني على ساحة التحرير في مصر. ولكن المذهل يبقى حتى الساعة عدم إدراك إيران لمدى الكراهية التي يكنها الشعب المصري لكل ما يصدر عن المراجع الإيرانية وبخاصة الدينية منها. فالشعب المصري حتى ولو قدمت له إيران الجنة، مقابل معاداة إسرائيل، قد يفضل إسرائيل فقط لأن الجنة مقدمة من إيران. والغريب أن القادة في إيران لم يستوعبوا بعد هذه الحقيقة حتى الساعة . وليس صدفة أن التيارات الإسلامية، ولا سيما جماعة الأخوان المسلمين، التي كانت تندد بمعاهدة السلام مع إسرائيل، في مرحلة ما قبل الثورة، لم نرها ترفع أي شعار مناهض لها، خلال الاحتجاجات الشعبية، ما يمكن اعتباره نكسة للتكتيك الإيراني وما كانت تنتظر حدوثه في هذه الانتفاضة. حيث أن الحركات الإسلامية استعاضت هي الأخرى وبذكاء ميداني عن هذا الموقف التقليدي حيال المعاهدة، بخيار الالتصاق بتطلعات الشباب وآمالهم وحاجتهم للتغير على مستوى السلطة. وهو تكتيك يمكن توصيفه بالماهر كون التصاق "الإخوان" بمطالب الناس الحياتية، بعيداً عن المواقف والمطالب السياسية التقليدية السابقة، ساهم في تبديل الصورة المعهودة لـ"الاخوان"، والتي طالما سعى النظام إلى تسويقها، أي صورة تظهر "الاخوان" كـ"بعبع أصولي متزمت ومتشدد"، يسعى إلى تخريب البلاد وتهريب السياح عن طريق السعي لشن الحرب.
بيد أن إيران ما زالت على نهجها رغم توالي هذه النكسات في ساحة التحرير، وهو ما دفع بشيخ الأزهر أحمد الطيب للتفسير، و"بالمبشبرح" وبالعربي الفصيح للجانب الإيراني حقيقة ما يختلج في قلوب المصريين تجاههم فقال متهكماً ومنتقداً في بيان أدان فيه تصريحات علي خامنئي: "إن المصريين لا يستلهمون ثورتهم من أحد، بل هم من يستلهم العالم منهم".
أما الشعب المحتشد في ميدان التحرير فلقد ردد شعارات تندد بالتدخل الإيراني فمنهم من رفع شعار "لن تحكمنا ديكتاتورية دينية كما في إيران" ومنهم من نصحهم أي الإيرانيين "بالنظر إلى ما يجري في بلادهم من ظلم وديكتاتورية قبل إعطاء الدروس للآخرين" كما رفعت شعارات مقتبسة من التظاهرات في العراق والتي تقول "نار صدام ولا جنة الرافضة". ومنهم من هدد بقوة وحزم الإخوان ونيته الوقوف بوجه هذا التدخل الفاقع للجمهورية الإسلامية بالشأن المصري، وُسمعت في ميدان التحرير أصوات تقول: "إذ كان القوميون والعلمانيون والأزهر نددوا بالتدخل الإيراني، فماذا تركوا لـ"الإخوان"؟ أي أنهم لم يشهدوا شيئاً بعد من قبل "الإخوان".
في النهاية لا بد من التذكير بأن الجمهورية الإسلامية كانت السباقة في الإعلان عن قدوم ما سمته "الشرق الأوسط الإسلامي". وعلى لسان وزير خارجيتها محمد صالحي أولاً. أما الملفت فهو انسجام وتلاقي هذا القول مع آخر صدر عن رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو ومن بعدها من وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، والبارحة من المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في لبنان. ألا يدفع هذا التلاقي في الموقف إلى تساؤل حول مسوغات وخلفيات هذا الاتفاق في الرأي؟
أما السؤال الآخر الذي يلي فهو لمصلحة من يكون تحويل الشرق الأوسط إلى عالم إسلامي؟ والمعني ليس إسلامياً هكذا بالمطلق. بل إسلامي مفروز على أسس مذهبية سنية وشيعية متطرفة. أي قنبلة موقوتة قابلة للانفجار من الداخل. وبالتالي لا بد من سؤال عن الجهة أو الجهات المستفيدة دائماً من احتمال حدوث هكذا حروب مذهبية؟ تخدم إيران في ترويجها لهذا الشرق الإسلامي، أو وبطريقة أخرى يمكن أن نتساءل حول الجهة المتضررة من تحول الشرق الأوسط إلى عالم علماني متحضر ومنفتح، من يكره تحول المواطن العربي إلى مواطن ملتزم ومطالب بفكرة المساواة والحرية، عبر تحقيق "المواطنة" الحق، بمفهومها الحضاري الديمقراطي، من يشد العالم الشرق أوسطي إلى حالة القرون الوسطى؟
وهل من المبالغة اعتبار أن هذا النوع من الترويج "لشرق أوسط إسلامي" يصب في خانة البروباغندا الإسرائيلية-الأميركية المشتركة، والذي يشهد التاريخ الحديث على سعيها الدائم إلى التحالف مع تيارات أصولية متشددة ("طالبان"، "القاعدة"، "الحرس الثوري"، "الإخوان" في مصر، الشيشان).
وهل من المبالغة بالتالي اعتبار الترويج الإيراني لهذا النوع من الشرق الأوسط الإسلامي، هدية إيرانية للولايات المتحدة وإسرائيل؟ لن ندخل في التبصير. ولكن الأكيد هو وفي حال تحقق هذا الشرق الأوسط على هذه الشاكلة، عندها يمكن اعتبار الموقف الإيراني هدية فعلية للولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل. ولكنها تبقى في كل الأحوال هدية "غير مجانية". ومن يعش يرى.
كاتبة سياسية لبنانية
مهى عون
السياسة الكويتية 8-ربيع الأول-1432هـ / 11-فبراير-2011م
هل يمكن تفسير هذا الحماس وهذا الاهتمام وهذا الاندفاع الصادر عن مختلف المسؤولين الإيرانيين، أو الذي جاء على لسان الناطقين باسمهم، لدعم مسيرة الانتفاضة الشبابية في مصر فقط، لأن الجمهورية الإسلامية بقيادة المرشد الأعلى أية الله خامنئي، تسعى إلى تلميع صورتها عبر العالم العربي، كحامية وراعية لحقوق الشباب وحقوق الإنسان؟ أو هل يمكن تفسير هذا الاهتمام وهذه التغطية للأوضاع والمستجدات اليومية في مصر، بل على مدار الساعة، من ناحية الغيرة لتحقيق وتثبيت امتداد النهج الإيراني المعروف بالتمسك بتحقيق أطر وشروط الديمقراطية الحق؟ وحيث أن كل انحراف عن هذه الأطر والأسس أينما حصل قد يغيظ مجموعة آيات الله، بل يشكل قلقاً لهم وللسلطة المعروفة والمشهورة بانفتاحها وتقبلها للرأي الآخر، وبمناهضتها للفساد والغش في الانتخابات وسواها من الانحرافات في الممارسة الديمقراطية، بل قل ربما قد يقض مضجعها حتى ولو حدث ذلك في "أقاصي المعمورة".
وبالمناسبة وفي سياق الكلام عن "أقاصي المعمورة" لا بد من الإشارة إلى أن مصر ليست العراق، ولا اي دولة خليجية أخرى جارة أو قريبة من إيران، هي حقاً في "أقاصي المعمورة" بالنسبة إلى ايران. وليس من الناحية الجغرافية وحسب ولكن أيضا هي غريبة ومختلفة عنها ليس فقط ثقافيا وتاريخيا ومذهبياً، ولكن أيضاً لغوياً وانتمائياً. فالأولى أي مصر تشكل القلب النابض للأمة العربية، فيما الثانية انتماؤها صفوي، ولغتها فارسية، ولا تمت إلى الثقافة العربية بأي صلة. فلمَ هذا الاهتمام ولمَ تصر إيران على حشر أنفها في بلد لا يشبهها ولا يقاربها؟
قد يعطيك بعضهم أجوبة على هذا التساؤل، تتعلق بمجملها بمدى انزعاج إيران من معاهدة السلام التي أقيمت بين الجانبين المصري والإسرائيلي. ليس لشدة "غرام" الجمهورية الإسلامية ب¯ "القضية الفلسطينية"أو بأحقيتها، ولكن على خلفية أن هذه "القضية" اليوم تشكل حاجة للنظام في إيران، حاجة كونها تؤدي دور ورقة التوت الضرورية لتستير عورات النظام وانحرافاته وارتكاباته. وبالتالي وجود حكام في مصر يتوالون على الإبقاء على هذه المعاهدة، يشكل هو الآخر حاجة أيضا لجمهورية آيات الله، ولنظام الشمولية القائم فيها، حيث أثبت تاريخ كل الشموليات عبر التاريخ، حاجتها الدائمة لعدو خارجي ترشقه بالاتهامات، ما يساعدها على البقاء والاستمرار عن طريق تعمد استهلاك هذه الستراتيجية أي "ستراتيجية رشق العدو الخارجي" على الصعيد الشعبي في الداخل، لتلميع الصورة ولكم الأفواه.
وفي حال اعتمدنا هذه التفاسير يمكن فهم الاختلاف في نسبة التعاطف الذي تعتمده إيران في مصر، حيث أن هجومها على السلطة في مصر يقابله تعاطف متناهٍ حيال ثورة الشباب في ميدان التحرير. لأنه وفي ظل احتمال سقوط هدف الرشق"أي الرئيس مبارك ونظامه"، لا بد من المراهنة على الوسيلة الأخرى أي التقرب من القاعدة، وهو ما عبر عنه بشكل "مميز" السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير عندما قال: "يشهد الله إني أتلهف أن أكون معكم لأقدم دمي وروحي... من أجل هذه الأهداف الشريفة والنبيلة".
عظيم... قد تشكل هذه الستراتيجية في التفريق بين الرئيس والمرؤوس وسيلة ذكية وحذقة لدخول أذرع الإخطبوط الإيراني على ساحة التحرير في مصر. ولكن المذهل يبقى حتى الساعة عدم إدراك إيران لمدى الكراهية التي يكنها الشعب المصري لكل ما يصدر عن المراجع الإيرانية وبخاصة الدينية منها. فالشعب المصري حتى ولو قدمت له إيران الجنة، مقابل معاداة إسرائيل، قد يفضل إسرائيل فقط لأن الجنة مقدمة من إيران. والغريب أن القادة في إيران لم يستوعبوا بعد هذه الحقيقة حتى الساعة . وليس صدفة أن التيارات الإسلامية، ولا سيما جماعة الأخوان المسلمين، التي كانت تندد بمعاهدة السلام مع إسرائيل، في مرحلة ما قبل الثورة، لم نرها ترفع أي شعار مناهض لها، خلال الاحتجاجات الشعبية، ما يمكن اعتباره نكسة للتكتيك الإيراني وما كانت تنتظر حدوثه في هذه الانتفاضة. حيث أن الحركات الإسلامية استعاضت هي الأخرى وبذكاء ميداني عن هذا الموقف التقليدي حيال المعاهدة، بخيار الالتصاق بتطلعات الشباب وآمالهم وحاجتهم للتغير على مستوى السلطة. وهو تكتيك يمكن توصيفه بالماهر كون التصاق "الإخوان" بمطالب الناس الحياتية، بعيداً عن المواقف والمطالب السياسية التقليدية السابقة، ساهم في تبديل الصورة المعهودة لـ"الاخوان"، والتي طالما سعى النظام إلى تسويقها، أي صورة تظهر "الاخوان" كـ"بعبع أصولي متزمت ومتشدد"، يسعى إلى تخريب البلاد وتهريب السياح عن طريق السعي لشن الحرب.
بيد أن إيران ما زالت على نهجها رغم توالي هذه النكسات في ساحة التحرير، وهو ما دفع بشيخ الأزهر أحمد الطيب للتفسير، و"بالمبشبرح" وبالعربي الفصيح للجانب الإيراني حقيقة ما يختلج في قلوب المصريين تجاههم فقال متهكماً ومنتقداً في بيان أدان فيه تصريحات علي خامنئي: "إن المصريين لا يستلهمون ثورتهم من أحد، بل هم من يستلهم العالم منهم".
أما الشعب المحتشد في ميدان التحرير فلقد ردد شعارات تندد بالتدخل الإيراني فمنهم من رفع شعار "لن تحكمنا ديكتاتورية دينية كما في إيران" ومنهم من نصحهم أي الإيرانيين "بالنظر إلى ما يجري في بلادهم من ظلم وديكتاتورية قبل إعطاء الدروس للآخرين" كما رفعت شعارات مقتبسة من التظاهرات في العراق والتي تقول "نار صدام ولا جنة الرافضة". ومنهم من هدد بقوة وحزم الإخوان ونيته الوقوف بوجه هذا التدخل الفاقع للجمهورية الإسلامية بالشأن المصري، وُسمعت في ميدان التحرير أصوات تقول: "إذ كان القوميون والعلمانيون والأزهر نددوا بالتدخل الإيراني، فماذا تركوا لـ"الإخوان"؟ أي أنهم لم يشهدوا شيئاً بعد من قبل "الإخوان".
في النهاية لا بد من التذكير بأن الجمهورية الإسلامية كانت السباقة في الإعلان عن قدوم ما سمته "الشرق الأوسط الإسلامي". وعلى لسان وزير خارجيتها محمد صالحي أولاً. أما الملفت فهو انسجام وتلاقي هذا القول مع آخر صدر عن رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو ومن بعدها من وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، والبارحة من المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في لبنان. ألا يدفع هذا التلاقي في الموقف إلى تساؤل حول مسوغات وخلفيات هذا الاتفاق في الرأي؟
أما السؤال الآخر الذي يلي فهو لمصلحة من يكون تحويل الشرق الأوسط إلى عالم إسلامي؟ والمعني ليس إسلامياً هكذا بالمطلق. بل إسلامي مفروز على أسس مذهبية سنية وشيعية متطرفة. أي قنبلة موقوتة قابلة للانفجار من الداخل. وبالتالي لا بد من سؤال عن الجهة أو الجهات المستفيدة دائماً من احتمال حدوث هكذا حروب مذهبية؟ تخدم إيران في ترويجها لهذا الشرق الإسلامي، أو وبطريقة أخرى يمكن أن نتساءل حول الجهة المتضررة من تحول الشرق الأوسط إلى عالم علماني متحضر ومنفتح، من يكره تحول المواطن العربي إلى مواطن ملتزم ومطالب بفكرة المساواة والحرية، عبر تحقيق "المواطنة" الحق، بمفهومها الحضاري الديمقراطي، من يشد العالم الشرق أوسطي إلى حالة القرون الوسطى؟
وهل من المبالغة اعتبار أن هذا النوع من الترويج "لشرق أوسط إسلامي" يصب في خانة البروباغندا الإسرائيلية-الأميركية المشتركة، والذي يشهد التاريخ الحديث على سعيها الدائم إلى التحالف مع تيارات أصولية متشددة ("طالبان"، "القاعدة"، "الحرس الثوري"، "الإخوان" في مصر، الشيشان).
وهل من المبالغة بالتالي اعتبار الترويج الإيراني لهذا النوع من الشرق الأوسط الإسلامي، هدية إيرانية للولايات المتحدة وإسرائيل؟ لن ندخل في التبصير. ولكن الأكيد هو وفي حال تحقق هذا الشرق الأوسط على هذه الشاكلة، عندها يمكن اعتبار الموقف الإيراني هدية فعلية للولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل. ولكنها تبقى في كل الأحوال هدية "غير مجانية". ومن يعش يرى.
كاتبة سياسية لبنانية
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:07 pm من طرف Gulf Knight
» الوصول إلى أي مكان في العالم خلال أقل من ساعة هدف أميركي قد يتحقق اليوم
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:02 pm من طرف Gulf Knight
» إسرائيل تبحث شراء وسائل قتالية أميركية مستعملة فى العراق
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:00 pm من طرف Gulf Knight
» كتيبة بنيامين تجدد التأكيد على جهوزية الجيش الإسرائيلي لمواجهات سبتمبر
الإثنين أغسطس 15, 2011 3:59 pm من طرف Gulf Knight
» قبيل الانسحاب: العراق يتسلّم 22 مروحية مي-17 محدّثة من شركة ARINC الأميركية
الخميس أغسطس 11, 2011 6:30 pm من طرف Gulf Knight
» أفغانستان تتسلم 9 مروحيات "مي-17" من روسيا بحلول نهاية العام
الخميس أغسطس 11, 2011 6:29 pm من طرف Gulf Knight
» مناورات جوية لقوات دول الاتحاد السوفياتي السابق لمكافحة الإرهاب
الخميس أغسطس 11, 2011 6:28 pm من طرف Gulf Knight
» روسيا تطوّر نظامي الدفاع الجوي الجديدين: مارفي و فيتياز
الخميس أغسطس 11, 2011 6:27 pm من طرف Gulf Knight
» إختفاء صواريخ مضادة للدروع من معسكر إسرائيلي في الجولان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:26 pm من طرف Gulf Knight
» إسرائيل تطور طائرة جديدة دون طيار
الخميس أغسطس 11, 2011 6:25 pm من طرف Gulf Knight
» إسقاط مروحية تشينوك في أفغانستان يودي بحياة 31 جندياً أميركياً و7 جنود أفغان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:23 pm من طرف Gulf Knight
» دبابات الجيش السوري تقتحم مدينتي سراقب وقصير
الخميس أغسطس 11, 2011 6:22 pm من طرف Gulf Knight
» أحزاب الشيطان من طهران إلى العراق ولبنان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:20 pm من طرف Gulf Knight
» سوريا وتركيا.. لقاء الوداع؟
الخميس أغسطس 11, 2011 6:19 pm من طرف Gulf Knight
» سوريا: تصورات نهاية النظام
الخميس أغسطس 11, 2011 6:19 pm من طرف Gulf Knight