يبدو أن قضية التهديدات الإيرانية للكاتب والإعلامي العراقي القدير صافي الياسري تحولت من كونها صراعًا شخصيًا بين (كاتب عراقي عبر عن رفضه الصريح للتدخلات الإيرانية في العراق) وبين (جهاز المخابرات الإيرانية الذي لا ينفك عن إرسال رسائل التهديد لهذا الكاتب الحر)، يبدو أنها تحولت إلى قضية شعب تجرع مرارة التغلغل الإيراني البغيض في مؤسسات الدولة العراقية، شعب يتطلع الى الخلاص من تبعيته لإيران التي خنقته حتى لم يعد قادرًا على استنشاق نسمة حرية. فقضية الياسري قد فجرت الوضع واستنهضت همم الكتاب والإعلاميين العراقيين الشرفاء للرد الأجهزة القمعية الإيرانية التي باتت تهدد حتى الأقلام العراقية الشريفة الرافضة لهذه الوصاية الإيرانية القبيحة المفروضة قسرًا على الإعلام العراقي. لقد شهد الإعلام العراقي منذ الإحتلال الأميركي للعراق في نيسان 2003 ظهور المئات من الصحف والمجلات والعشرات من الفضائيات التي انحسرت تدريجيًا وتوقف معظمها عن مواصلة مسيرته بسبب ضعف التمويل، والتي تمكنت من الإستمرار فهي أما مدعومة من قبل الحكومة العراقية أو من جهات خارجية كالولايات المتحدة الأمريكية وإيران. فالمؤسسات الإعلامية ذات التمويل الأميركي لاتزال معروفة بتوجهاتها الموالية للإحتلال والمغردة ضمن السرب الأمريكي البعيد كل البعد عن الواقع العراقي المرير، أما المؤسسات ذات الدعم الحكومي فهي غالبًا ما تكون مسيسة من قبل الجارة إيران بحكم تبعية الحكومة العراقية لهذه الجارة، أما المؤسسات الإعلامية ذات التمويل الإيراني المباشر فهي عبارة عن الصحف التي يستخدمها العراقيون في فرشها على الطاولة لوضع الطعام فوقها ثم رميها في سلة النفايات، وهي أيضا الفضائيات الكريهة المسمومة التي اعتاد العراقيون أن يحذفوها من قائمة القنوات في جهاز الستلايت. ووسط كل هذه المعمعة والجعجعة الإيرانية تم تغييب الصحفي العراقي وتحجيم دوره في التعبير عن إرادة شعبه في الإستقلال عن إيران والعيش بسلام بعيدًا عن (فايروس الولي الفقيه)، ولهذه الأسباب نرى أن الياسري عندما أعلن ثورته الإعلامية ضد المد الإيراني تكالبت عليه الأجهزة المخابراتية الإيرانية بالتهديد والوعيد وتلفيق الإتهامات له، ومن هذه الأجهزة الخطيرة منظمة إيرانية سيئة الصيت تطلق على نفسها اسم (هابيليان)، وهي الذراع الإعلامي للمخابرات الإيرانية. لقد عرف صافي الياسري بكتاباته الرافضة لكافة أشكال التدخل الإيراني في الشأن العراقي، وقد كرس هذا الإعلامي، الذي لا يشكك أحد في وطنيته، حياته لخدمة قضية العراق المصيرية من خلال المطالبة بقطع الطريق أمام تصدير الثورة الخمينية إلى العراق، وحذر في العديد من مقالاته من خطورة انتشار عناصر الإطلاعات الإيرانية وفيلق القدس والحرس الثوري الإيراني في العراق، ونبه مرارًا وتكرارًا إلى الخطر الحقيقي المحدق بأمن العراق والمنطقة الذي باتت تمثله إيران النووية التي تسعى لترهيب العالم وفرض هيمنتها كقوة عسكرية دينية فاشية على أهبة الإستعداد لتغيير خارطة المنطقة، ولما كانت المخابرات الإيرانية لا تجيد سوى أسلوب تكميم الأفواه بالترغيب والترهيب فقد أمطرت الرجل بالتهديدات وتوعدته بالإنتقام منه بأساليب لم تخطر حتى على بال الشيطان في حال عدم توقفه عن مهاجمة النظام الإيراني الذي احتل العراق بمباركة أمريكية. إن الموقف المشرف للكتاب والمثقفين العراقيين في مساندة الياسري البطل قد عبر عن مدى تمسك هذه النخبة الخيرة بوطنيتها ومدى رفضها للمد الإيراني بشتى صوره، فقد أعلن الياسري ثورته وكان الشرفاء له ظهيرًا
http://al-ahwazarabi.blogspot.com/2010/09/blog-post_3928.html
http://al-ahwazarabi.blogspot.com/2010/09/blog-post_3928.html
عدل سابقا من قبل Gulf Knight في الخميس سبتمبر 16, 2010 3:16 am عدل 1 مرات
» الوصول إلى أي مكان في العالم خلال أقل من ساعة هدف أميركي قد يتحقق اليوم
» إسرائيل تبحث شراء وسائل قتالية أميركية مستعملة فى العراق
» كتيبة بنيامين تجدد التأكيد على جهوزية الجيش الإسرائيلي لمواجهات سبتمبر
» قبيل الانسحاب: العراق يتسلّم 22 مروحية مي-17 محدّثة من شركة ARINC الأميركية
» أفغانستان تتسلم 9 مروحيات "مي-17" من روسيا بحلول نهاية العام
» مناورات جوية لقوات دول الاتحاد السوفياتي السابق لمكافحة الإرهاب
» روسيا تطوّر نظامي الدفاع الجوي الجديدين: مارفي و فيتياز
» إختفاء صواريخ مضادة للدروع من معسكر إسرائيلي في الجولان
» إسرائيل تطور طائرة جديدة دون طيار
» إسقاط مروحية تشينوك في أفغانستان يودي بحياة 31 جندياً أميركياً و7 جنود أفغان
» دبابات الجيش السوري تقتحم مدينتي سراقب وقصير
» أحزاب الشيطان من طهران إلى العراق ولبنان
» سوريا وتركيا.. لقاء الوداع؟
» سوريا: تصورات نهاية النظام