العراقية بين التصريحات والمواقف
سعد الكناني
مفكرة الإسلام 16-ذوالحجة-1431هـ / 22-نوفمبر-2010م
كأي مواطن عراقي غيور على وطنه ومتألم لما جرى، كنت أسعى مع غيري بكل جد وصلابة وإيمان وعزيمة بتثقيف الناس على المشاركة في انتخابات يوم 7 مارس 2010 وإدلاء أصواتهم لصالح الكتلة العراقية رغم إني لست منتمياً لها بل أمنية قد تشكل الأمل أو (قطعة خشب يتلقاها غريق في بحر هائج)، بالرغم من عدم قناعتنا بالعملية السياسية لأنه ما بني على باطل فهو باطل، ولكن عسى أن تدور عجلة التغيير ومحاولة تقويض المد الصفوي بالعراق الجديد وإيقاف نزيف المسلسل الدموي للشعب العراقي من جراء تورط المالكي وحكومته الفاسدة فيها آخرها الوثائق الدامغة لتي كشفتها مدونات ويكيلكس وهي وثائق رسمية عبر تدوينات ومخاطبات وتقارير لكل مقرات الجيش الأمريكي واستخباراته إضافة إلى عناصر CIA وجاءت هذه الوثائق لتؤكد صحة ما عاشه الشعب العراقي من بؤس وظلم ومذلة وإهانة وقتل وتعذيب وتشريد واغتصاب الرجال قبل النساء على أيدي زمر ميليشيات حكومة المالكي.
وبعد وقوف إيران وأمريكا توافقياً أمام ديمقراطية العراق الجديد عبر المادة 76 من الدستور، العبوة الناسفة وحجر العثرة أمام مطب الديمقراطية المزعومة، أعلنت إيران رسمياً أن تشكيل الحكومة من قبل الكتلة العراقية يعتبر إعلان حالة حرب عليها وبلغت الحكومة السورية بهذا رسمياً عند أول لقاء حصل بين الرئيس الأسد وإياد علاوي.
بعد ذلك بدأت الجولات المكوكية لوفود دولة القانون السرية والعلنية وزيارات جلال طالباني ومسعود البرزاني إلى إيران وجولات احمدي نجاد إلى سوريا لغرض تضييق الفرصة على العراقية أمام احترام الرغبة الإيرانية بتولي قائد الاحتواء الصفوي نوري المالكي لولاية ثانية ونزولاً لتلك الرغبة ولمنافع اقتصادية إستراتيجية ومتطلبات الأمن القومي الأمريكي - الإسرائيلي وغيرها من فلك الأسباب والمسببات جاء الموقف الأمريكي متطابق مع الرغبة الإيرانية واستمر الضغط على قادة الفعل المؤثر لصناعة القرار العراقي بالأخص مسعود البرزاني وجلال طالباني من خلال الزيارات التي قام بها جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي متزامنة مع عشرات الاتصالات الهاتفية التشاورية لذات الأطراف المتنازعة (نوري المالكي – مسعود البرزاني – جلال طالباني – إياد علاوي) وكانت حصة البرزاني منها هي الأكثر لأنه القرار المؤثر لتحقيق السياسيات الغربية بالعراق، كل ذلك من أجل تجديد ولاية ثانية للمالكي لأسباب لن تحتويها الكتب والمقالات والتقارير.
تساؤلات مشروعة
لكن ما أريد أن أذهب إليه في هذا المقال الموجه لقادة الكتلة العراقية أقول :"نعرف جيداً هناك التأثيرات الأمريكية عليكم سوى من قبل السفير الأمريكي في بغداد أو نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن أو الرئيس أوباما الذي فشل في تعهداته لشعبه والعالم وكذلك ضغوط إقليمية وعربية، وكانت تصريحاتكم منطلقة من معرفتكم التامة (لحقيقة نوايا ائتلاف دولة القانون وما تمثله من سوء نية في التعامل والتعهدات)، وكان المواطن العراقي الغيور يرى في هذه التصريحات إنعاش له لأنه يدرك تماماً ( لا وجود لشراكة حقيقة أو توافق في اقتسام المناصب لأغراض التغيير المنشود من العراقية لاصطدامه بالأجندة الإيرانية والأمريكية) وكل تصريحاتكم التي جاءت خلال الثمانية أشهر الماضية ملخصها عدم المشاركة بحكومة يرأسها المالكي ولغرض البيان أذكركم بالأقرب منها:-
1. لسنا مستعدين أن نكون شاهد زور للتاريخ بالموافقة على شيء نرى أنه لا يمكن أن ينجح. ولقد أدركتُ أن المعارضة هي موقعنا الحقيقي ونحن في الأيام الأخيرة للوصول على قرار بهذا الشأن. (إياد علاوى - كل وكالات الأنباء العراقية والعربية).
2. كل من يشارك في حكومة يرأسها المالكي من الكتلة العراقية هو خائن. (الدكتور صالح المطلك - وكالة نينا الحكومية وكل وسائل الإعلام العراقية والعربية).
3. العراقية لديها خيار المشاركة الحقيقية وبحسب نتائج الانتخابات، أو الانسحاب من هذه العملية باعتبار أنها عبارة عن ديكور يراد منه ترسيخ المنهج الطائفي في البلد. (أسامة النجيفي - السومرية نيوز).
4. لن نشارك في حكومة يكلف بها غير العراقية. (طارق الهاشمي - الشرق الأوسط 28 سبتمبر 2010).
5. تمسك العراقية باستحقاقها الانتخابي هو لمنع الانقلاب على الديمقراطية. (الدكتور رافع العيساوي - كل وسائل الإعلام العراقية والعربية 31 أكتوبر 2010).
6. ما تضمنه نص البيان الصادر من العراقية بتاريخ 28 أكتوبر 2010، حول وثائق ويكيليكس العبارة التالية ( وإصرارها لمحاسبة كل من تورط في مثل هذه الجرائم ضد الشعب العراقي).
7. لو رجعنا لكل تصريحات قادة الكتلة العراقية من بعد تفجير لغم المادة (76) من الدستور وإعلان التحالف الأكبر كانوا يتناولون في تصريحاتهم العبارة التالية (لن نشارك في حكومة يرأسها المالكي).
تبين أن كل هذه التصريحات هي للاستهلاك المحلي وقرار العراقية الأخير بالمشاركة فعلاً جاء بعد تصريح السيد سامي العسكري الصديق الحميم للسيد نوري المالكي ومستشاره الذي نشر في موقع (عراق القانون الالكتروني العائد لائتلاف دولة القانون) يوم 27 أكتوبر 2010، والذي جاء فيه :"ما بقى للعراقية غير السائق والفراش وعليها أن تستعجل بالمشاركة"، أما تصريح المالكي ليوم 10 نوفمبر 2010، أمام ائتلافه أي قبل انعقاد جلسة البرلمان بأقل من 24 ساعة جاء فيه :"أتحدى العراقية وأن موعد الإطاحة بهم غدا في البرلمان"، معتبرا يوم الخميس 11 نوفمبر ليس فقط يوم تأسيس حكومته العتيدة إنما هو يوم تأسيس الدولة العراقية التي كان قد أسسها المرحوم الملك فيصل الأول قبل ثمانين عام، لكن المالكي ألغى كل ذلك التأريخ واعتبر يوم الخميس 11 نوفمبر 2010 هو يومه, يوم يفرض الأمر الواقع على العراقيين بانقلاب برلماني يقوده هو وحزب الدعوة ومن معه من الجعفريين والصدريين والأكراد.
ولكن مشاركة العراقية بحكومة يرأسها نوري المالكي رغم معرفتهم التامة به ستحدث الكثير من الانقلابات والخلافات والتشققات السياسية مستقبلاً ليس لفقدان عنصر الثقة واختلاف الأجندات فحسب بل تشكيله هذه الحكومة جاءت أيضاً على أساس المحاصصة الطائفية، ورجعنا للمربع الأول والخاسر هنا الشعب العراقي.
هناك بعض من كوادر العراقية من يسيل لعابها على مباهج الحياة وترفها ورواتب السحت الحرام والمعونات المالية من القادة العرب والتجارة وإيرادات كراسي الحكم هذا التصرف، لن يجعل الكتلة العراقية في صف البؤساء والمهجرين والمعذبين والوطنيين الأحرار الرافضين لاحتلال العراق وما بني على باطل فهو باطل ومن حق المواطن العراقي البسيط أن يطرح على قادة الكتلة العراقية بعض الأسئلة طالما أخذت قرار المشاركة:
1. هل تستطيع العراقية أن تبعد رجال حوزة النجف عن صنع القرار السياسي العراقي؟
2. هل تستطيع العراقية أن تقف بوجه الأجندة الإيرانية؟
3. هل تستطيع العراقية أن تعيد بناء المنظومة العسكرية والأمنية في ظل أحزاب السلطة ذات الأجندة الخارجية؟
4. هل تستطيع العراقية أن تلغي دورات الدمج (المليشيات) الأذرع الإيرانية في المؤسسات العسكرية والأمنية؟
5. هل تستطيع العراقية أن تقوض المد الصفوي بالعراق الجديد؟
6. ما هو إجراء وموقف الكتلة العراقية من مجرمي الحرب وفرق الموت والتعذيب والتهميش والإقصاء والاغتيالات واغتصاب الرجال قبل النساء - وفق وثائق ويكيلكس - وصحة وقائع حياة المواطن العراقي اليومية طيلة السبع سنوات العجاف، أم الذهاب على طريقة المالكي (علينا نسيان الماضي) العبارة التي يرددها دوما بعد كل إصبع اتهام له؟.
7. ما هو موقف العراقية من رواتب ومباهج الحياة المخالفة لكل المعايير الدولية لرواتب النواب وتقاعدهم الغير شرعي والمكلف لميزانية الدولة العراقية؟ وهل ستفتح العراقية أرقام الفساد المالي في ظل الحكومة السابقة؟.
8. هل للعراقية القدرة على حماية المهجرين أو إيقاف المداهمات العشوائية وعمليات إلقاء القبض بحجج غير قانونية وما موقفها من (المخبر السري) أو هل للعراقية القدرة على حماية كوادرها في الداخل؟.
المؤامرة الكبرى
إن ما حصل يوم الخميس 11 نوفمبر 2010 في جلسة البرلمان، إلا ليؤكد ما ذهب إليه كل أخيار العراق بأنها مؤامرة كبرى على (ديمقراطية العراق الجديد)؛ حيث لم يجف حبر الاتفاق الثلاثي بين الكتل السياسية العراقية الذي وقعه كل من إياد علاوى ومسعود البارزانى ونورى المالكى، حتى انقلب الأخير على هذا الاتفاق ورفض عرضه على مجلس النواب وأراد وأده في مهده، إذن كيف يمكن الوثوق بشخص شيمته الغدر والكذب المتواصل.؟.
ما حصل في مجلس النواب دليل آخر على أن المالكي غير جدير بالثقة فقد ارتكب جرائم لا تحصى من تصفية الخصوم السياسيين وتبديد ونهب ثروات البلاد وتسخير إمكانات الدولة لتشديد قبضته على الحكم وللتأكيد على ذلك ونقلاً عن جريدة البينة الجديدة في عددها 1176 ليوم 11 نوفمبر 2010 قال أحمد الجلبي :"إن رئيس الجمهورية جلال طالباني ورئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني تعرضا لضغوط أمريكية من أجل تغيير مواقفهما وأن طالباني قال للرئيس الأمريكي باراك أوباما :"لن نسمح لحصان طروادة البعث بالدخول للعملية السياسية، إذن طالباني والمالكي سيقفان أمام إياد علاوي حتى ولو استلم منصب رئيس مجلس السياسات العليا.
والمجلس هذا من حيث الواقع هو دائرة نصح وتشاور وتوصيات وستكون قراراته معطلة لوجود نص متفق (أن قرارات هذا المجلس لن تخرج لحيز التنفيذ إلا بعد حصول 80% من أصوات البرلمان عليها وهناك نية من ائتلاف دولة القانون جعلها100%) أي بمعنى سيقف التحالف الوطني والتحالف الكردستاني أمامها، إذن ستبقى النصوص معطلة وندخل في دوامة الاحتراب الداخلي الذي لا جدوى منه، وإذا بقيت العراقية معارضة بالبرلمان أيضا فلا فائدة لوجود أكثر من 212 صوت لصالح قرارات حكومة المالكي داخل البرلمان.
من هذا العرض نستنتج أن مستقبل العراقية بالمشاركة في حكومة يرأسها المالكي حبلى بالمفاجآت والتصدع وستذكرون ما ذهبنا إليه وللحديث بقية.
سعد الكناني
مفكرة الإسلام 16-ذوالحجة-1431هـ / 22-نوفمبر-2010م
كأي مواطن عراقي غيور على وطنه ومتألم لما جرى، كنت أسعى مع غيري بكل جد وصلابة وإيمان وعزيمة بتثقيف الناس على المشاركة في انتخابات يوم 7 مارس 2010 وإدلاء أصواتهم لصالح الكتلة العراقية رغم إني لست منتمياً لها بل أمنية قد تشكل الأمل أو (قطعة خشب يتلقاها غريق في بحر هائج)، بالرغم من عدم قناعتنا بالعملية السياسية لأنه ما بني على باطل فهو باطل، ولكن عسى أن تدور عجلة التغيير ومحاولة تقويض المد الصفوي بالعراق الجديد وإيقاف نزيف المسلسل الدموي للشعب العراقي من جراء تورط المالكي وحكومته الفاسدة فيها آخرها الوثائق الدامغة لتي كشفتها مدونات ويكيلكس وهي وثائق رسمية عبر تدوينات ومخاطبات وتقارير لكل مقرات الجيش الأمريكي واستخباراته إضافة إلى عناصر CIA وجاءت هذه الوثائق لتؤكد صحة ما عاشه الشعب العراقي من بؤس وظلم ومذلة وإهانة وقتل وتعذيب وتشريد واغتصاب الرجال قبل النساء على أيدي زمر ميليشيات حكومة المالكي.
وبعد وقوف إيران وأمريكا توافقياً أمام ديمقراطية العراق الجديد عبر المادة 76 من الدستور، العبوة الناسفة وحجر العثرة أمام مطب الديمقراطية المزعومة، أعلنت إيران رسمياً أن تشكيل الحكومة من قبل الكتلة العراقية يعتبر إعلان حالة حرب عليها وبلغت الحكومة السورية بهذا رسمياً عند أول لقاء حصل بين الرئيس الأسد وإياد علاوي.
بعد ذلك بدأت الجولات المكوكية لوفود دولة القانون السرية والعلنية وزيارات جلال طالباني ومسعود البرزاني إلى إيران وجولات احمدي نجاد إلى سوريا لغرض تضييق الفرصة على العراقية أمام احترام الرغبة الإيرانية بتولي قائد الاحتواء الصفوي نوري المالكي لولاية ثانية ونزولاً لتلك الرغبة ولمنافع اقتصادية إستراتيجية ومتطلبات الأمن القومي الأمريكي - الإسرائيلي وغيرها من فلك الأسباب والمسببات جاء الموقف الأمريكي متطابق مع الرغبة الإيرانية واستمر الضغط على قادة الفعل المؤثر لصناعة القرار العراقي بالأخص مسعود البرزاني وجلال طالباني من خلال الزيارات التي قام بها جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي متزامنة مع عشرات الاتصالات الهاتفية التشاورية لذات الأطراف المتنازعة (نوري المالكي – مسعود البرزاني – جلال طالباني – إياد علاوي) وكانت حصة البرزاني منها هي الأكثر لأنه القرار المؤثر لتحقيق السياسيات الغربية بالعراق، كل ذلك من أجل تجديد ولاية ثانية للمالكي لأسباب لن تحتويها الكتب والمقالات والتقارير.
تساؤلات مشروعة
لكن ما أريد أن أذهب إليه في هذا المقال الموجه لقادة الكتلة العراقية أقول :"نعرف جيداً هناك التأثيرات الأمريكية عليكم سوى من قبل السفير الأمريكي في بغداد أو نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن أو الرئيس أوباما الذي فشل في تعهداته لشعبه والعالم وكذلك ضغوط إقليمية وعربية، وكانت تصريحاتكم منطلقة من معرفتكم التامة (لحقيقة نوايا ائتلاف دولة القانون وما تمثله من سوء نية في التعامل والتعهدات)، وكان المواطن العراقي الغيور يرى في هذه التصريحات إنعاش له لأنه يدرك تماماً ( لا وجود لشراكة حقيقة أو توافق في اقتسام المناصب لأغراض التغيير المنشود من العراقية لاصطدامه بالأجندة الإيرانية والأمريكية) وكل تصريحاتكم التي جاءت خلال الثمانية أشهر الماضية ملخصها عدم المشاركة بحكومة يرأسها المالكي ولغرض البيان أذكركم بالأقرب منها:-
1. لسنا مستعدين أن نكون شاهد زور للتاريخ بالموافقة على شيء نرى أنه لا يمكن أن ينجح. ولقد أدركتُ أن المعارضة هي موقعنا الحقيقي ونحن في الأيام الأخيرة للوصول على قرار بهذا الشأن. (إياد علاوى - كل وكالات الأنباء العراقية والعربية).
2. كل من يشارك في حكومة يرأسها المالكي من الكتلة العراقية هو خائن. (الدكتور صالح المطلك - وكالة نينا الحكومية وكل وسائل الإعلام العراقية والعربية).
3. العراقية لديها خيار المشاركة الحقيقية وبحسب نتائج الانتخابات، أو الانسحاب من هذه العملية باعتبار أنها عبارة عن ديكور يراد منه ترسيخ المنهج الطائفي في البلد. (أسامة النجيفي - السومرية نيوز).
4. لن نشارك في حكومة يكلف بها غير العراقية. (طارق الهاشمي - الشرق الأوسط 28 سبتمبر 2010).
5. تمسك العراقية باستحقاقها الانتخابي هو لمنع الانقلاب على الديمقراطية. (الدكتور رافع العيساوي - كل وسائل الإعلام العراقية والعربية 31 أكتوبر 2010).
6. ما تضمنه نص البيان الصادر من العراقية بتاريخ 28 أكتوبر 2010، حول وثائق ويكيليكس العبارة التالية ( وإصرارها لمحاسبة كل من تورط في مثل هذه الجرائم ضد الشعب العراقي).
7. لو رجعنا لكل تصريحات قادة الكتلة العراقية من بعد تفجير لغم المادة (76) من الدستور وإعلان التحالف الأكبر كانوا يتناولون في تصريحاتهم العبارة التالية (لن نشارك في حكومة يرأسها المالكي).
تبين أن كل هذه التصريحات هي للاستهلاك المحلي وقرار العراقية الأخير بالمشاركة فعلاً جاء بعد تصريح السيد سامي العسكري الصديق الحميم للسيد نوري المالكي ومستشاره الذي نشر في موقع (عراق القانون الالكتروني العائد لائتلاف دولة القانون) يوم 27 أكتوبر 2010، والذي جاء فيه :"ما بقى للعراقية غير السائق والفراش وعليها أن تستعجل بالمشاركة"، أما تصريح المالكي ليوم 10 نوفمبر 2010، أمام ائتلافه أي قبل انعقاد جلسة البرلمان بأقل من 24 ساعة جاء فيه :"أتحدى العراقية وأن موعد الإطاحة بهم غدا في البرلمان"، معتبرا يوم الخميس 11 نوفمبر ليس فقط يوم تأسيس حكومته العتيدة إنما هو يوم تأسيس الدولة العراقية التي كان قد أسسها المرحوم الملك فيصل الأول قبل ثمانين عام، لكن المالكي ألغى كل ذلك التأريخ واعتبر يوم الخميس 11 نوفمبر 2010 هو يومه, يوم يفرض الأمر الواقع على العراقيين بانقلاب برلماني يقوده هو وحزب الدعوة ومن معه من الجعفريين والصدريين والأكراد.
ولكن مشاركة العراقية بحكومة يرأسها نوري المالكي رغم معرفتهم التامة به ستحدث الكثير من الانقلابات والخلافات والتشققات السياسية مستقبلاً ليس لفقدان عنصر الثقة واختلاف الأجندات فحسب بل تشكيله هذه الحكومة جاءت أيضاً على أساس المحاصصة الطائفية، ورجعنا للمربع الأول والخاسر هنا الشعب العراقي.
هناك بعض من كوادر العراقية من يسيل لعابها على مباهج الحياة وترفها ورواتب السحت الحرام والمعونات المالية من القادة العرب والتجارة وإيرادات كراسي الحكم هذا التصرف، لن يجعل الكتلة العراقية في صف البؤساء والمهجرين والمعذبين والوطنيين الأحرار الرافضين لاحتلال العراق وما بني على باطل فهو باطل ومن حق المواطن العراقي البسيط أن يطرح على قادة الكتلة العراقية بعض الأسئلة طالما أخذت قرار المشاركة:
1. هل تستطيع العراقية أن تبعد رجال حوزة النجف عن صنع القرار السياسي العراقي؟
2. هل تستطيع العراقية أن تقف بوجه الأجندة الإيرانية؟
3. هل تستطيع العراقية أن تعيد بناء المنظومة العسكرية والأمنية في ظل أحزاب السلطة ذات الأجندة الخارجية؟
4. هل تستطيع العراقية أن تلغي دورات الدمج (المليشيات) الأذرع الإيرانية في المؤسسات العسكرية والأمنية؟
5. هل تستطيع العراقية أن تقوض المد الصفوي بالعراق الجديد؟
6. ما هو إجراء وموقف الكتلة العراقية من مجرمي الحرب وفرق الموت والتعذيب والتهميش والإقصاء والاغتيالات واغتصاب الرجال قبل النساء - وفق وثائق ويكيلكس - وصحة وقائع حياة المواطن العراقي اليومية طيلة السبع سنوات العجاف، أم الذهاب على طريقة المالكي (علينا نسيان الماضي) العبارة التي يرددها دوما بعد كل إصبع اتهام له؟.
7. ما هو موقف العراقية من رواتب ومباهج الحياة المخالفة لكل المعايير الدولية لرواتب النواب وتقاعدهم الغير شرعي والمكلف لميزانية الدولة العراقية؟ وهل ستفتح العراقية أرقام الفساد المالي في ظل الحكومة السابقة؟.
8. هل للعراقية القدرة على حماية المهجرين أو إيقاف المداهمات العشوائية وعمليات إلقاء القبض بحجج غير قانونية وما موقفها من (المخبر السري) أو هل للعراقية القدرة على حماية كوادرها في الداخل؟.
المؤامرة الكبرى
إن ما حصل يوم الخميس 11 نوفمبر 2010 في جلسة البرلمان، إلا ليؤكد ما ذهب إليه كل أخيار العراق بأنها مؤامرة كبرى على (ديمقراطية العراق الجديد)؛ حيث لم يجف حبر الاتفاق الثلاثي بين الكتل السياسية العراقية الذي وقعه كل من إياد علاوى ومسعود البارزانى ونورى المالكى، حتى انقلب الأخير على هذا الاتفاق ورفض عرضه على مجلس النواب وأراد وأده في مهده، إذن كيف يمكن الوثوق بشخص شيمته الغدر والكذب المتواصل.؟.
ما حصل في مجلس النواب دليل آخر على أن المالكي غير جدير بالثقة فقد ارتكب جرائم لا تحصى من تصفية الخصوم السياسيين وتبديد ونهب ثروات البلاد وتسخير إمكانات الدولة لتشديد قبضته على الحكم وللتأكيد على ذلك ونقلاً عن جريدة البينة الجديدة في عددها 1176 ليوم 11 نوفمبر 2010 قال أحمد الجلبي :"إن رئيس الجمهورية جلال طالباني ورئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني تعرضا لضغوط أمريكية من أجل تغيير مواقفهما وأن طالباني قال للرئيس الأمريكي باراك أوباما :"لن نسمح لحصان طروادة البعث بالدخول للعملية السياسية، إذن طالباني والمالكي سيقفان أمام إياد علاوي حتى ولو استلم منصب رئيس مجلس السياسات العليا.
والمجلس هذا من حيث الواقع هو دائرة نصح وتشاور وتوصيات وستكون قراراته معطلة لوجود نص متفق (أن قرارات هذا المجلس لن تخرج لحيز التنفيذ إلا بعد حصول 80% من أصوات البرلمان عليها وهناك نية من ائتلاف دولة القانون جعلها100%) أي بمعنى سيقف التحالف الوطني والتحالف الكردستاني أمامها، إذن ستبقى النصوص معطلة وندخل في دوامة الاحتراب الداخلي الذي لا جدوى منه، وإذا بقيت العراقية معارضة بالبرلمان أيضا فلا فائدة لوجود أكثر من 212 صوت لصالح قرارات حكومة المالكي داخل البرلمان.
من هذا العرض نستنتج أن مستقبل العراقية بالمشاركة في حكومة يرأسها المالكي حبلى بالمفاجآت والتصدع وستذكرون ما ذهبنا إليه وللحديث بقية.
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:07 pm من طرف Gulf Knight
» الوصول إلى أي مكان في العالم خلال أقل من ساعة هدف أميركي قد يتحقق اليوم
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:02 pm من طرف Gulf Knight
» إسرائيل تبحث شراء وسائل قتالية أميركية مستعملة فى العراق
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:00 pm من طرف Gulf Knight
» كتيبة بنيامين تجدد التأكيد على جهوزية الجيش الإسرائيلي لمواجهات سبتمبر
الإثنين أغسطس 15, 2011 3:59 pm من طرف Gulf Knight
» قبيل الانسحاب: العراق يتسلّم 22 مروحية مي-17 محدّثة من شركة ARINC الأميركية
الخميس أغسطس 11, 2011 6:30 pm من طرف Gulf Knight
» أفغانستان تتسلم 9 مروحيات "مي-17" من روسيا بحلول نهاية العام
الخميس أغسطس 11, 2011 6:29 pm من طرف Gulf Knight
» مناورات جوية لقوات دول الاتحاد السوفياتي السابق لمكافحة الإرهاب
الخميس أغسطس 11, 2011 6:28 pm من طرف Gulf Knight
» روسيا تطوّر نظامي الدفاع الجوي الجديدين: مارفي و فيتياز
الخميس أغسطس 11, 2011 6:27 pm من طرف Gulf Knight
» إختفاء صواريخ مضادة للدروع من معسكر إسرائيلي في الجولان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:26 pm من طرف Gulf Knight
» إسرائيل تطور طائرة جديدة دون طيار
الخميس أغسطس 11, 2011 6:25 pm من طرف Gulf Knight
» إسقاط مروحية تشينوك في أفغانستان يودي بحياة 31 جندياً أميركياً و7 جنود أفغان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:23 pm من طرف Gulf Knight
» دبابات الجيش السوري تقتحم مدينتي سراقب وقصير
الخميس أغسطس 11, 2011 6:22 pm من طرف Gulf Knight
» أحزاب الشيطان من طهران إلى العراق ولبنان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:20 pm من طرف Gulf Knight
» سوريا وتركيا.. لقاء الوداع؟
الخميس أغسطس 11, 2011 6:19 pm من طرف Gulf Knight
» سوريا: تصورات نهاية النظام
الخميس أغسطس 11, 2011 6:19 pm من طرف Gulf Knight