استاذ اميركي للشؤون الدولية ينصح الفلسطينيين بالا يقولوا شيئا سوى"نعم نحن موافقون"
الجمعة سبتمبر 17 2010
هل فعلا ليس امام الفلسطينيين سوى القول "نعم"
واشنطن – – نشرت صحيفة "انترناشونال هيرالد تريبيون" الاميركية مقالا للبروفيسور تشارلز كوبتشان، استاذ الشؤون الدولية في جامعة جورج تاون،ا يقول فيه إنه "على مدى أكثر من ستة عقود، تقوقع الفلسطينيون والاسرائيليون في دائرة من العنف تخللتها جهود فاشلة لتحقيق تسوية سلمية. وعلى ضوء سجل هذا المسار البائس، فان تحقيق انجاز في المفاوضات الجديدة السارية حاليا يحتاج الى خطوة جريئة لمنع المحادثات من الوصول الى مرحلة الجمود مرة اخرى".
ويضيف: "لما كانت اسرائيل تملك كل الاوراق بيدها: الارض والدبابات والثروة والمياه، فان على الفلسطينيين ان يتخذوا تلك الخطوة الجريئة بالقبول بما يكون متوفرا لهم وليس ما يرغبون فيه.
وعلى السلطة الفلسطينية ان تعرض على اسرائيل ما لا يمكنها ان ترفضه بالقفز فوق المأزق والاعلان انها على استعداد لقبول الخطوط العريضة للصفقة التي طرحتها الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة على بساط البحث.
ومن اجل تحقيق هدفها الرئيس، وهو اقامة الدولة، ينبغي على السلطة الفلسطينية ان تذعن في موضوع (ضم) المستوطنات اليهودية الكبرى في الضفة الغربية في اطار تبادل الاراضي مع اسرائيل. وعليها ان تتخلى عن حق عودة معظم اللاجئين الفلسطينيين وبدلا من ذلك تامين الحصول على تعويض مادي، كما ان عليها ان توافق على دولة فلسطينية منزوعة السلاح حقا حتى يمكنها تحقيق متطلبات الامن الاسرائيلية، وعلى السلطة الفلسطينية ان تهدف الى ان تكون عاصمتها في القدس الشرقية العربية.
ورغم انه قد يبدو من الحماقة بالنسبة الى السلطة الفلسطينية ان تقبل بشروط اسرائيل في خطوتها الاولى، فانه ليس امام القادة الفلسطينيين أي خيار يذكر: فاما ان يختاروا اقامة الدولة وفق هذه الشروط، او لا دولة على الاطلاق.
وعلى الفلسطينيين ان يتوقفوا عن حرمان انفسهم من الفرصة الوحيدة لاقامة الدولة بالتعلق بمطالب يعرف الجميع تماما انهم لن يحصلوا عليها.
والامر الاكيد هو ان الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء سلام فياض ينقصهما تأييد شعبي قوي، ومن شأن تنازلات واسعة ان تؤدي الى ردود فعل شعبية. الا ان الضعف السياسي يمكن ان يكون مصدر قوة، على اساس ان شرعيتهم تقوم على اساس ما يحققونه وليس من هم.
إن النمو الاقتصادي بنسبة 7 في المائة العام الماضي، ومراكز التسوق ودور السينما الجديدة في المدن الفلسطينية وقوات الامن التي تحظى بالتقدير وليس بالخشية منها، يمنح عباس وفياض مصداقية ابرام صفقة، خاصة اذا كانت الجائزة هي الدولة.
ان عرضا جريئا سيؤدي الى كشف الغطاء عن الحكومة الاسرائيلية التي يظل التزامها بتسوية غير مؤكد. في الوقت الذي تميل فيه حكومة نتنياهو الائتلافية كثيرا نحو اليمين بما يبعدها عن الموافقة على ما يعني انسحابا اسرائيليا من معظم الضفة الغربية.
الا انه مع كون حوالي ثلثي الناخبين الاسرائيليين يحبذون حل الدولتين، فان نتنياهو سيواجه ضغوطا شعبية هائلة للقيام بخطوة في حال تقديم الفلسطينيين لصفقة مغرية على بساط البحث. وتكون النتيجة المحتملة انهيار حكومة نتنياهو الحالية، ما يدفعة الى تشكيل ائتلاف اكثر اعتدالا – ربما مع حزب الوسط "كاديما" - الذي سيكون اكثر قبولا بصفقة الارض مقابل السلام.
وبتجديد نشاط المعتدلين داخل اسرائيل، فان من المحتمل ان تقوم السلطة الفلسطينية بتحسين شروطها للتوصل الى تسوية نهائية. ولكن مع استمرار نتنياهو في الحديث عن القدس غير المقسمة، فان هناك حاجة اقوى للوسط الاسرائيلي لضمان تأكيد اقوى لتكون القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية. ورغم ان المستوطنات الاسرائيلية الكبيرة القريبة من القدس، مثل "معاليه أدوميم"، ستبقى على وجه التأكيد جزءا من اسرائيل، فان المستوطنات المنعزلة بصورة اوسع، مثل "أرئيل"، قد تظل بين أخذ ورد.
كما ان قبول الفلسطينيين لمفهوم اسرائيل النهائي، سيسهم في تأمين جزء آخر مهم من الاحجية: ضغط اميركي متواصل على اسرائيل للتوصل الى اتفاق.
وكلما كانت السلطة الفلسطينية افضل على اظهار انها شريك مفاوض ذو مصداقية ولديه الرغبة، فان ذلك يُسهل على الرئيس اوباما دحض النقاد المحليين المنتقدين لاستعداده للضغط على نتنياهو. ورغم ان اوباما لا يحظى بتأييد شعبي في اسرائيل، فان الاسرائيليين يتطلعون الى كل خطوة تتخذها واشنطن. وهم يدركون ايضا ان بلادهم ازدادت عزلة وان الدعم الاميركي، المعنوي والمادي، حيوي بالنسبة اليها.
هناك حاجة الى الضغط من واشنطن لحرمان اسرائيل من الرضا الحالي المصاحب لازدهارها. ومن الغري جداً للاسرائيليين ان يرجئوا الخيارات الصعبة الى المستقبل. واضافة الى ذلك، فانه عندما يعرض القادة الاسرائيليون تلك الخيارات القاسية، فانهم يجدون ان من المفيد تبرير التنازلات حسب ما تدعو اليه الضرورة لحماية تحالف اسرائيل الحيوي مع الولايات المتحدة.
ان اجتثاث عشرات الالاف من اليهود من مساكنهم في الضفة الغربية سيكون مؤلما وسببا من اسباب الانقسام. كما ان حتمية تحاشي وجود صدع مع الولايات المتحدة يوفر للقادة الاسرائيلييين غطاء سياسيا حيويا.
ان التحرك السريع نحو تسوية نهائية بين السلطة الفلسطينية واسرائيل يترك غزة التي تخضع لسلطة "حماس" خارج الصورة. كما ان قيام السلطة الفلسطينية على هذه الجبهة ايضا بخطوة جسورة يحمل معه فوائد معينة. ان احتمالات السلام والدولة الواقعية في الضفة الغربية قد تقنع "حماس" بالسعي للتوصل الى الشيء نفسه في غزة. فان لم يفعلوا ذلك فان من المحتمل ان يقوم الغزيون يالتخلص من "حماس" لمصلحة قيادة مستعدة للانضمام الى الضفة الغربية في دولة فلسطينية.
ومن اجل تحاشي جولة اخرى من المفاوضات التدريجية التي تراوح مكانها، فان على السلطة الفلسطينية القبول على عجل بشروط اسرائيل للتسوية، كما ان على اسرائيل القبول على عجل بالعرض. اما فترات التنفيذ الصعبة فستأتي مع مقبل الايام، الا ان هذه الاستراتيجية التي تسخر كل الطاقات قد توفر افضل فرصة - وربما الفرصة الوحيدة - لتحقيق سلام دائم.
الجمعة سبتمبر 17 2010
هل فعلا ليس امام الفلسطينيين سوى القول "نعم"
واشنطن – – نشرت صحيفة "انترناشونال هيرالد تريبيون" الاميركية مقالا للبروفيسور تشارلز كوبتشان، استاذ الشؤون الدولية في جامعة جورج تاون،ا يقول فيه إنه "على مدى أكثر من ستة عقود، تقوقع الفلسطينيون والاسرائيليون في دائرة من العنف تخللتها جهود فاشلة لتحقيق تسوية سلمية. وعلى ضوء سجل هذا المسار البائس، فان تحقيق انجاز في المفاوضات الجديدة السارية حاليا يحتاج الى خطوة جريئة لمنع المحادثات من الوصول الى مرحلة الجمود مرة اخرى".
ويضيف: "لما كانت اسرائيل تملك كل الاوراق بيدها: الارض والدبابات والثروة والمياه، فان على الفلسطينيين ان يتخذوا تلك الخطوة الجريئة بالقبول بما يكون متوفرا لهم وليس ما يرغبون فيه.
وعلى السلطة الفلسطينية ان تعرض على اسرائيل ما لا يمكنها ان ترفضه بالقفز فوق المأزق والاعلان انها على استعداد لقبول الخطوط العريضة للصفقة التي طرحتها الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة على بساط البحث.
ومن اجل تحقيق هدفها الرئيس، وهو اقامة الدولة، ينبغي على السلطة الفلسطينية ان تذعن في موضوع (ضم) المستوطنات اليهودية الكبرى في الضفة الغربية في اطار تبادل الاراضي مع اسرائيل. وعليها ان تتخلى عن حق عودة معظم اللاجئين الفلسطينيين وبدلا من ذلك تامين الحصول على تعويض مادي، كما ان عليها ان توافق على دولة فلسطينية منزوعة السلاح حقا حتى يمكنها تحقيق متطلبات الامن الاسرائيلية، وعلى السلطة الفلسطينية ان تهدف الى ان تكون عاصمتها في القدس الشرقية العربية.
ورغم انه قد يبدو من الحماقة بالنسبة الى السلطة الفلسطينية ان تقبل بشروط اسرائيل في خطوتها الاولى، فانه ليس امام القادة الفلسطينيين أي خيار يذكر: فاما ان يختاروا اقامة الدولة وفق هذه الشروط، او لا دولة على الاطلاق.
وعلى الفلسطينيين ان يتوقفوا عن حرمان انفسهم من الفرصة الوحيدة لاقامة الدولة بالتعلق بمطالب يعرف الجميع تماما انهم لن يحصلوا عليها.
والامر الاكيد هو ان الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء سلام فياض ينقصهما تأييد شعبي قوي، ومن شأن تنازلات واسعة ان تؤدي الى ردود فعل شعبية. الا ان الضعف السياسي يمكن ان يكون مصدر قوة، على اساس ان شرعيتهم تقوم على اساس ما يحققونه وليس من هم.
إن النمو الاقتصادي بنسبة 7 في المائة العام الماضي، ومراكز التسوق ودور السينما الجديدة في المدن الفلسطينية وقوات الامن التي تحظى بالتقدير وليس بالخشية منها، يمنح عباس وفياض مصداقية ابرام صفقة، خاصة اذا كانت الجائزة هي الدولة.
ان عرضا جريئا سيؤدي الى كشف الغطاء عن الحكومة الاسرائيلية التي يظل التزامها بتسوية غير مؤكد. في الوقت الذي تميل فيه حكومة نتنياهو الائتلافية كثيرا نحو اليمين بما يبعدها عن الموافقة على ما يعني انسحابا اسرائيليا من معظم الضفة الغربية.
الا انه مع كون حوالي ثلثي الناخبين الاسرائيليين يحبذون حل الدولتين، فان نتنياهو سيواجه ضغوطا شعبية هائلة للقيام بخطوة في حال تقديم الفلسطينيين لصفقة مغرية على بساط البحث. وتكون النتيجة المحتملة انهيار حكومة نتنياهو الحالية، ما يدفعة الى تشكيل ائتلاف اكثر اعتدالا – ربما مع حزب الوسط "كاديما" - الذي سيكون اكثر قبولا بصفقة الارض مقابل السلام.
وبتجديد نشاط المعتدلين داخل اسرائيل، فان من المحتمل ان تقوم السلطة الفلسطينية بتحسين شروطها للتوصل الى تسوية نهائية. ولكن مع استمرار نتنياهو في الحديث عن القدس غير المقسمة، فان هناك حاجة اقوى للوسط الاسرائيلي لضمان تأكيد اقوى لتكون القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية. ورغم ان المستوطنات الاسرائيلية الكبيرة القريبة من القدس، مثل "معاليه أدوميم"، ستبقى على وجه التأكيد جزءا من اسرائيل، فان المستوطنات المنعزلة بصورة اوسع، مثل "أرئيل"، قد تظل بين أخذ ورد.
كما ان قبول الفلسطينيين لمفهوم اسرائيل النهائي، سيسهم في تأمين جزء آخر مهم من الاحجية: ضغط اميركي متواصل على اسرائيل للتوصل الى اتفاق.
وكلما كانت السلطة الفلسطينية افضل على اظهار انها شريك مفاوض ذو مصداقية ولديه الرغبة، فان ذلك يُسهل على الرئيس اوباما دحض النقاد المحليين المنتقدين لاستعداده للضغط على نتنياهو. ورغم ان اوباما لا يحظى بتأييد شعبي في اسرائيل، فان الاسرائيليين يتطلعون الى كل خطوة تتخذها واشنطن. وهم يدركون ايضا ان بلادهم ازدادت عزلة وان الدعم الاميركي، المعنوي والمادي، حيوي بالنسبة اليها.
هناك حاجة الى الضغط من واشنطن لحرمان اسرائيل من الرضا الحالي المصاحب لازدهارها. ومن الغري جداً للاسرائيليين ان يرجئوا الخيارات الصعبة الى المستقبل. واضافة الى ذلك، فانه عندما يعرض القادة الاسرائيليون تلك الخيارات القاسية، فانهم يجدون ان من المفيد تبرير التنازلات حسب ما تدعو اليه الضرورة لحماية تحالف اسرائيل الحيوي مع الولايات المتحدة.
ان اجتثاث عشرات الالاف من اليهود من مساكنهم في الضفة الغربية سيكون مؤلما وسببا من اسباب الانقسام. كما ان حتمية تحاشي وجود صدع مع الولايات المتحدة يوفر للقادة الاسرائيلييين غطاء سياسيا حيويا.
ان التحرك السريع نحو تسوية نهائية بين السلطة الفلسطينية واسرائيل يترك غزة التي تخضع لسلطة "حماس" خارج الصورة. كما ان قيام السلطة الفلسطينية على هذه الجبهة ايضا بخطوة جسورة يحمل معه فوائد معينة. ان احتمالات السلام والدولة الواقعية في الضفة الغربية قد تقنع "حماس" بالسعي للتوصل الى الشيء نفسه في غزة. فان لم يفعلوا ذلك فان من المحتمل ان يقوم الغزيون يالتخلص من "حماس" لمصلحة قيادة مستعدة للانضمام الى الضفة الغربية في دولة فلسطينية.
ومن اجل تحاشي جولة اخرى من المفاوضات التدريجية التي تراوح مكانها، فان على السلطة الفلسطينية القبول على عجل بشروط اسرائيل للتسوية، كما ان على اسرائيل القبول على عجل بالعرض. اما فترات التنفيذ الصعبة فستأتي مع مقبل الايام، الا ان هذه الاستراتيجية التي تسخر كل الطاقات قد توفر افضل فرصة - وربما الفرصة الوحيدة - لتحقيق سلام دائم.
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:07 pm من طرف Gulf Knight
» الوصول إلى أي مكان في العالم خلال أقل من ساعة هدف أميركي قد يتحقق اليوم
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:02 pm من طرف Gulf Knight
» إسرائيل تبحث شراء وسائل قتالية أميركية مستعملة فى العراق
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:00 pm من طرف Gulf Knight
» كتيبة بنيامين تجدد التأكيد على جهوزية الجيش الإسرائيلي لمواجهات سبتمبر
الإثنين أغسطس 15, 2011 3:59 pm من طرف Gulf Knight
» قبيل الانسحاب: العراق يتسلّم 22 مروحية مي-17 محدّثة من شركة ARINC الأميركية
الخميس أغسطس 11, 2011 6:30 pm من طرف Gulf Knight
» أفغانستان تتسلم 9 مروحيات "مي-17" من روسيا بحلول نهاية العام
الخميس أغسطس 11, 2011 6:29 pm من طرف Gulf Knight
» مناورات جوية لقوات دول الاتحاد السوفياتي السابق لمكافحة الإرهاب
الخميس أغسطس 11, 2011 6:28 pm من طرف Gulf Knight
» روسيا تطوّر نظامي الدفاع الجوي الجديدين: مارفي و فيتياز
الخميس أغسطس 11, 2011 6:27 pm من طرف Gulf Knight
» إختفاء صواريخ مضادة للدروع من معسكر إسرائيلي في الجولان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:26 pm من طرف Gulf Knight
» إسرائيل تطور طائرة جديدة دون طيار
الخميس أغسطس 11, 2011 6:25 pm من طرف Gulf Knight
» إسقاط مروحية تشينوك في أفغانستان يودي بحياة 31 جندياً أميركياً و7 جنود أفغان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:23 pm من طرف Gulf Knight
» دبابات الجيش السوري تقتحم مدينتي سراقب وقصير
الخميس أغسطس 11, 2011 6:22 pm من طرف Gulf Knight
» أحزاب الشيطان من طهران إلى العراق ولبنان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:20 pm من طرف Gulf Knight
» سوريا وتركيا.. لقاء الوداع؟
الخميس أغسطس 11, 2011 6:19 pm من طرف Gulf Knight
» سوريا: تصورات نهاية النظام
الخميس أغسطس 11, 2011 6:19 pm من طرف Gulf Knight