الخندق سياسي - عسكري متخصص

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الخندق سياسي - عسكري متخصص

المواضيع الأخيرة

» تعزيز مدى صواريخ GMLRS الموجهة بفارق 50 كلم
في الذكرى الثلاثين لنشوبها رؤية العالم عن حرب أكتوبر  Icon_minitime1الإثنين أغسطس 15, 2011 4:07 pm من طرف Gulf Knight

» الوصول إلى أي مكان في العالم خلال أقل من ساعة هدف أميركي قد يتحقق اليوم
في الذكرى الثلاثين لنشوبها رؤية العالم عن حرب أكتوبر  Icon_minitime1الإثنين أغسطس 15, 2011 4:02 pm من طرف Gulf Knight

» إسرائيل تبحث شراء وسائل قتالية أميركية مستعملة فى العراق
في الذكرى الثلاثين لنشوبها رؤية العالم عن حرب أكتوبر  Icon_minitime1الإثنين أغسطس 15, 2011 4:00 pm من طرف Gulf Knight

» كتيبة بنيامين تجدد التأكيد على جهوزية الجيش الإسرائيلي لمواجهات سبتمبر
في الذكرى الثلاثين لنشوبها رؤية العالم عن حرب أكتوبر  Icon_minitime1الإثنين أغسطس 15, 2011 3:59 pm من طرف Gulf Knight

» قبيل الانسحاب: العراق يتسلّم 22 مروحية مي-17 محدّثة من شركة ARINC الأميركية
في الذكرى الثلاثين لنشوبها رؤية العالم عن حرب أكتوبر  Icon_minitime1الخميس أغسطس 11, 2011 6:30 pm من طرف Gulf Knight

» أفغانستان تتسلم 9 مروحيات "مي-17" من روسيا بحلول نهاية العام
في الذكرى الثلاثين لنشوبها رؤية العالم عن حرب أكتوبر  Icon_minitime1الخميس أغسطس 11, 2011 6:29 pm من طرف Gulf Knight

» مناورات جوية لقوات دول الاتحاد السوفياتي السابق لمكافحة الإرهاب
في الذكرى الثلاثين لنشوبها رؤية العالم عن حرب أكتوبر  Icon_minitime1الخميس أغسطس 11, 2011 6:28 pm من طرف Gulf Knight

» روسيا تطوّر نظامي الدفاع الجوي الجديدين: مارفي و فيتياز
في الذكرى الثلاثين لنشوبها رؤية العالم عن حرب أكتوبر  Icon_minitime1الخميس أغسطس 11, 2011 6:27 pm من طرف Gulf Knight

» إختفاء صواريخ مضادة للدروع من معسكر إسرائيلي في الجولان
في الذكرى الثلاثين لنشوبها رؤية العالم عن حرب أكتوبر  Icon_minitime1الخميس أغسطس 11, 2011 6:26 pm من طرف Gulf Knight

» إسرائيل تطور طائرة جديدة دون طيار
في الذكرى الثلاثين لنشوبها رؤية العالم عن حرب أكتوبر  Icon_minitime1الخميس أغسطس 11, 2011 6:25 pm من طرف Gulf Knight

» إسقاط مروحية تشينوك في أفغانستان يودي بحياة 31 جندياً أميركياً و7 جنود أفغان
في الذكرى الثلاثين لنشوبها رؤية العالم عن حرب أكتوبر  Icon_minitime1الخميس أغسطس 11, 2011 6:23 pm من طرف Gulf Knight

» دبابات الجيش السوري تقتحم مدينتي سراقب وقصير
في الذكرى الثلاثين لنشوبها رؤية العالم عن حرب أكتوبر  Icon_minitime1الخميس أغسطس 11, 2011 6:22 pm من طرف Gulf Knight

» أحزاب الشيطان من طهران إلى العراق ولبنان
في الذكرى الثلاثين لنشوبها رؤية العالم عن حرب أكتوبر  Icon_minitime1الخميس أغسطس 11, 2011 6:20 pm من طرف Gulf Knight

» سوريا وتركيا.. لقاء الوداع؟
في الذكرى الثلاثين لنشوبها رؤية العالم عن حرب أكتوبر  Icon_minitime1الخميس أغسطس 11, 2011 6:19 pm من طرف Gulf Knight

» سوريا: تصورات نهاية النظام
في الذكرى الثلاثين لنشوبها رؤية العالم عن حرب أكتوبر  Icon_minitime1الخميس أغسطس 11, 2011 6:19 pm من طرف Gulf Knight

سحابة الكلمات الدلالية

احصائيات

أعضاؤنا قدموا 3917 مساهمة في هذا المنتدى في 2851 موضوع

هذا المنتدى يتوفر على 125 عُضو.

آخر عُضو مُسجل هو ابو فمرحباً به.

تدفق ال RSS


Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 

    في الذكرى الثلاثين لنشوبها رؤية العالم عن حرب أكتوبر

    Gulf Knight
    Gulf Knight
    Admin
    Admin


    الإقامة : الكويت
    ذكر العمر : 56
    عدد المساهمات : 3211
    نقاط : 175321
    السٌّمعَة : 1342
    تاريخ التسجيل : 15/07/2010

    في الذكرى الثلاثين لنشوبها رؤية العالم عن حرب أكتوبر  Empty في الذكرى الثلاثين لنشوبها رؤية العالم عن حرب أكتوبر

    مُساهمة من طرف Gulf Knight الخميس سبتمبر 16, 2010 10:54 am

    في الذكرى الثلاثين لنشوبها رؤية العالم عن حرب أكتوبر
    بقلم: د. إبراهيم عاصم

    في الذكرى الثلاثين لنشوبها رؤية العالم عن حرب أكتوبر  B08101080839

    مع حلول الذكرى الثلاثين، وحتى لا تدخل حرب أكتوبر 1973 ثلاجة التاريخ وتصبح مجرد ذكرى وليست عبرة، كان لزاما أن يتحدث عن ذكراها العرب. فقد كانت هذه الحرب أول نصر حقيقي يحرزه العرب، وكانت قمة المفاجآت في تلك الحرب - كما قال الجنرال دافيد أليعازر رئيس الأركان الاسرائيلي آنذاك ووزير الدفاع فيما بعد- هو نوعية المقاتل العربي، كما أوضح أن كل حرب تحمل معها مفاجأتها وهناك أمور لابد من إدراكها وتصحيح المفهوم بشأنها، وأول تلك المفاجآت أن الجنود المصريين والسوريين أظهروا من الكفاءة والتضحية بالنفس وتوافر الدافع للقتال ما يفوق بكثير ما ظهر في حرب يونيه 1967، وأن الجيش الاسرائيلي قد فوجئ تماما بمستوى تدريب وكفاءة الجندى العربي، كما أن إرادة النصر التى كانت وراء البطولات المصرية والسورية النادرة كانت هي الطريق الذي أدى إلى نتائج هذه الحرب.

    لذلك فإن الفضل فيما تحقق في حرب السادس من أكتوبر يعود أساسا إلى الإنسان العربى، عاملاً شارك في بناء مواقع الصواريخ، أو جندياً شارك في القتال واقتحام المانع المائي وخط بارليف، أو مخطِّطا للقتال، أو قائدا ساهم في التدريب والتخطيط وإدارة أعمال القتال لهذا الجيش الذى تعدى حجمه مليون جندي في ذلك الوقت. إن حرب أكتوبر وقعت دون أية تظاهرات في الشوارع العربية تطالب بالمعركة، ولم تكن هناك دعوى تقاعس الجيوش عن القيام بتحرير أرض الوطن، ولم يكن ذلك يعني أن الشارع العربي كان غائبا، ولكنه كان حاضراً بشدة، إنه شارع يعرف كل فرد فيه ما هو دوره على وجه التحديد في المواجهة، على جبهة القتال أو في خط النار، أو على جبهة الصمود في الساحة الداخلية.
    ماذا قال الإنجليز عن حرب أكتوبر؟
    رغم أن عدداً كبيرا من الكتب الإسرائيلية التى صدرت في أعقاب حرب أكتوبر 1973 قد اعترفت بالهزيمة الإسرائيلية. إلا أن كتابات أخرى صدرت في أنحاء كثيرة من العالم، منها كتاب بعنوان Model Land Combat ويعد أبرزها. فقد تضمن عرضا للقوة العسكرية لأطراف المعركة قبل أن تبدأ، ثم تحدث تفصيلا عن سير العمليات، ثم تضمن تقييما للأداء والنتائج التى أفرزتها هذه الحرب من الناحية العسكرية. كما تضمن تحليل الكاتبن الفريد ميلر وكريستوفر فوس بشهادة مؤداها أن خطط الجيش العربي جاءت رائعة أما تنفيذها فقد كان أفضل من ذلك ورغم الاحتياطات التى اتخذتها المخابرات الإسرائيلية فإن الاستخبارات المصرية نجحت في تضليلها وخداعها. ومع أن الرئيس السادات أبلغ الروس بنيته في الهجوم والعبور، وقام الروس سرا بسحب رعاياهم من سوريا ومصر، إلا أن موعد خطة الهجوم كانت غير معروف لأحد إلا لقائدي الدولتين.

    في الذكرى الثلاثين لنشوبها رؤية العالم عن حرب أكتوبر  Home5gk8

    وقد اتضح من نجاح المصريين في تحقيق الانتصارات على طول جبهة قناة السويس أن التدريب الجيد والتخطيط السليم والعزيمة القوية والروح المعنوية العالية من أهم أسباب تحقيق النصر. وكان ذلك واضحا من الجهود العنيفة والروح القتالية التى بذلها رجال القوات المصرية في التدريب والمناورات والتجارب لإنشاء الكبارى وفتح الممرات واحتلال خط بارليف وهناك بطولات رائعة ومواقف مشرفة لكثير من الأبطال لم يكشف عنها حتى الآن. كما تلقن الإسرائيليون دروساً كثيرة ومريرة من الحرب في الجنوب، أحرزوها في الحرب السابقة، واستخفوا بالجنود المشاة وجنود الصاعقة المصرية ولكنهم دفعوا الثمن ووقعوا في كوارث خطيرة وخسروا الكثير أمام الجندي المصري. وخرج الإسرائيليون بدروس مستفادة، منها عدم الثقة الكاملة في كل ما يأتيهم من رجال المخابرات الإسرائيلية فقد كانت المخابرات تبلغهم بشيء ويجدون شيئا آخر على الأرض.
    كما قال نيل باتريك الخبير بمعهد دراسات الدفاع البريطاني عن الدروس المستفادة من حرب أكتوبر 1973 وما إذا كانت هذه الدروس مازالت صالحة للاستخدام بعد مرور ما يقرب من ثلاثين عاما عليها وما هو وزنها في الدراسات النظرية العسكرية من وجهة النظر الإسرائيلية. فقد تعلم هؤلاء أن معلومات مخابراتهم العسكرية ليست معصومة من الخطأ. وقد حاولت إسرائيل تحقيق شيء من التوازن وحققت اختراقا محدودا في الدفرسوار كما وصلت على الجبهة السورية إلى مسافة قريبة من دمشق، وحاولت أن تجادل حول أن نتائج هذه الحرب هي بالضبط الوضع القائم على الجبهة السورية، وهذا تفسير غير صحيح للموقف، وهم إذا كانوا يحتلون ومازالوا الأرض السورية إلا أن هناك تداعيات لا نهاية لهذه الحرب، فقد عرفت إسرائيل كجزء من تداعيات هذه الحرب أن إسرائيل يجب أن تكون مستعدة لقبول مبادرات السلام التى ترعاها الولايات المتحدة الأمريكية، وكانت إسرائيل تتوقع قبول هذه المبادرات لأسباب في حقيقتها عسكرية يمثلها هذا النجاح المصرى المؤكد على جبهة القتال، إضافة إلى أنها وجدت أن الولايات المتحدة نفسها لم تكن قادرة على المساعدة الآلية لإسرائيل. كذلك لم تستخدم إسرائيل قدراتها النووية لأن كلا من مصر وسوريا حققتا نتائج مهمة في الحرب، لكنهما لم تصلا إلى تهديد وجود إسرائيل نفسها، فقد دارت الحرب في الأراضى العربية المحتلة. ولو وجدت هذا أو كاد أن يحدث، لكان هناك دور أكثر إيجابية وأكثر تكثيفا قد تم بواسطة الاتحاد السوفيتى والولايات المتحدة، وكان هذا الدور سيأخذ طابعا دبلوماسيا وليس طابعا عسكريا.
    ولم تكن لدى الغرب أو الشرق نية للتدخل الفعال إلا في حالة تهديد حقيقي لمحور الولايات المتحدة -إسرائيل أو محور الاتحاد السوفيتى- مصر أثناء الحرب، وما يتصل بها من توازن قوى القتال بين أطرافها بما قد يخل بالوضع الأمنى للاتحاد السوفيتى أو الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاء كل منهما خلال حقبة الحرب الباردة. كما عرف المصريون والسوريون أنه من الهام جدا من الناحية السياسية والنفسية النظر إلى التأثير غير المحدود الذى أحدثه عبور القوات المصرية بالذات إلى سيناء.
    وخلال تقديم مطول لوكالة رويتر للأنباء بمناسبة مرور ربع قرن على حرب أكتوبر، ذكرت أنه فى ثانى أيام الحرب أبلغ موشي دايان وزير دفاع إسرائيل في ذلك الوقت حكومته بأن الحرب قد تقضى تماما على إسرائيل بعد أن دمر الهجوم المصري السوري خطوط الدفاع الإسرائيلية في سيناء والجولان. وبعد 24 ساعة رصدت الاستخبارات الأمريكية إشارات من إسرائيل تم تحليلها فيما بعد على أنها حالة تأهب نووي. وأوضح مسئول إسرائيلى فيما بعد أن إسرائيل نشرت بالفعل صواريخ أريحا التى يمكنها حمل رؤوس نووية، واتخذت خطوات أخرى متصلة بالأسلحة النوويةإابان حرب أكتوبر.
    ورغم أن إسرائيل لم تنذر الولايات المتحدة بأنها قد تلجأ للخيار النووى لإنهاء الحرب إلا أن هذه التحركات فهمتها واشنطن على أن إسرائيل جادة في ذلك ما لم تحصل على ما تحتاجه من أسلحة. إلا أن هذا التطور دفع الرئيس الأمريكى (آنذاك) نيكسون إلى الرضوخ لنصيحة مستشار الأمن القومى كيسنجر بإقامة جسر جوى لتزويد إسرائيل بالأسلحة.
    ويوضح يوفال تيمان، أحد الشخصيات الرئيسية في البرنامج النووى الإسرائيلي ومدير وكالة الطاقة النووية الإسرائيلية، واقعة ثانية تتصل بالأسلحة النووية، ففي الأسبوع الثاني من الحرب قدمت الولايات المتحدة لإسرائيل معلومات حصلت عليها عن طريق الأقمار الصناعية تزعم أن مصر قد يكون لديها نشاط نووى خاص بها. وأضاف تيمان الذى كشف هذه المعلومات للمرة الأولى أن هذه المعلومات تشمل صوراً لشاحنات قال محللون أمريكيون إنها تشبه تلك المستخدمة في نقل الرؤوس النووية كانت تقف بجوار موقع مصرى للصواريخ سكود، وهذه المعلومات (كما يزعم) دفعت إسرائيل إلى نشر الصواريخ أريحا بعيدة المدى، لتحذير الاتحاد السوفيتى، إذ خشيت إسرائيل أن تكون موسكو قد سلمت مصر رؤوسا نووية، وأن تلك الخطوة قد تم تفسيرها بشكل خاطئ من جانب السوفييت حيث تم اعتبارها مقدمة لضربة نووية إسرائيلية مما أدى إلى تصعيد الموقف مع موسكو. وفى رسالة نقلت يوم 25 أكتوبر بعد مضي يوم واحد من اتفاق إطلاق النار الثاني، حذر الزعيم السوفيتى بريجنيف نظيره الأمريكى نيكسون من أن موسكو سوف تتخذ عملا من جانب واحد إذا انتهكت إسرائيل الهدنة. وفسر الأمريكيون ذلك على أنه تهديد نووى، أعلن نيكسون بعده حالة التأهب في القوات النووية الأمريكية للمرة الأولى منذ أزمة الصواريخ الكوبية.
    ماذا قال الأمريكيون عن حرب أكتوبر؟
    قال وليم كوانت عضو مجلس الأمن القومى الأمريكى ورئيس مكتب الشرق الأوسط في هذا المجلس خلال حرب أكتوبر 1973: إن الجسر الجوى خلال الحرب أعطى إسرائيل القدرة على شن هجوم مضاد على الجبهة المصرية وإحداث ثغرة في منطقة الدفرسوار. كما ذكر كوانت أن هنري كيسنجر رئيس مجلس الأمن القومى (آنذاك) كان لا يفضل التعامل مع الأزمات الباردة، وكانت لديه قناعة بأن الإسرائيليين سينتصرون في الحرب. وتحدث كوانت عضو الاستخبارات الأمريكية السابق الذى يعمل حاليا أستاذ العلوم السياسية في جامعة فرجينيا، عن تفصيلات الساعات التى سبقت نشوب حرب أكتوبر ورد الفعل الأمريكي تجاهها والدور الذى لعبه هنري كيسنجر في الأزمة والاتصالات التى قام بها مع الاتحاد السوفيتي السابق للعمل دون تدخله طرفا مباشرا في الحرب. وذكر أن الإدارة الأمريكية كان لديها تقارير استخباراتية تشير إلى استعدادات عسكرية على الجبهتين المصرية والسورية.
    وفى الساعة السادسة بتوقيت واشنطن يوم الخامس من أكتوبر تلقى رسالة عاجلة من رئيسة وزراء إسرائيل جولدا مائير عبر السفير الأمريكى لدى إسرائيل تتضمن أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لديها معلومات عن تحركات عسكرية إلى الجبهتين المصرية والسورية. ولكن التقدير الإسرائيلي للموقف استبعد نشوب حرب وشيكة، وأيدت التقديرات الأمريكية التقارير الإسرائيلية. ويرجع ذلك الى أن كيسنجر كان شخصية مهيمنة، وكان يعتقد أن الإبقاء على إسرائيل قوية سوف يؤدى إلى حالة من الإحباط العربى، كما ذكر كوانت أن كيسنجر كانت لديه قناعة بأنه يمكن احتواء الموقف في الشرق الأوسط مادام التفوق العسكرى الاسرائيلى مستمرا، ولم تكن لديه قناعة بأنه يمكن أن يتخذ العرب قرار الحرب لأنه كان يرى أن مثل هذا القرار سيؤدي إلى هزيمة كبيرة لهم، ولكن كيسنجر فوجئ بالحرب وطلب عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن القومى الأمريكى وتبنى سياسة الانتظار لقناعته بأن إسرائيل ستنتصر ودعا إلى اتخاذ خطوات من شأنها منع الاتحاد السوفيتى من الدخول كطرف في المعارك.
    وكان كيسنجر يؤمن بأن العرب سوف يستَجْدُون وقف القتال، وأن اتخاذ قرار فى هذا الشأن لا بد أن يرتبط بعودة قوات الجانبين إلى حدود ما قبل السادس من أكتوبر. ولكن الأمر اختلف مع الأيام الأولى للقتال في ضوء التقارير الواردة من إسرائيل عن الخسائر العسكرية الفادحة على الجبهتين المصرية والسورية. كما كان كيسنجر يعتقد أن الحرب يمكن إنهاؤها بسرعة، وكان شاغله الأساسي منع الاتحاد السوفييتى من الاندفاع ناحية العرب، وتبني نهج عدم الاندفاع نحو إسرائيل (في رأي كوانت) لعدم استثارة الروس، حيث ظل كيسنجر معنيا بالحفاظ على حالة الانتظار التى تم التوصل إليها بين الأمريكيين والروس لكن الأمر اختلف بعد الأيام الأولى للحرب، وقررت الإدارة الأمريكية نجدة إسرائيل التى بدأت عبر الطائرات الإسرائيلية المدنية بنقل شحنات الأسلحة والذخائر التى تعاقدت عليها إسرائيل ولم تتسلمها بعد، - اعتبارا من الثامن والتاسع من أكتوبر. وفي الثاني عشر من أكتوبر رفضت القاهرة عرضا أمريكيا من خلال بريطانيا لوقف إطلاق النار وكان ذلك (كما يقول كوانت) السبب المباشر في بدء مد الجسر الجوى العسكري إلى إسرائيل باعتباره الطريق الوحيد لحث القاهرة على قبول قرار وقف إطلاق النار، وعدم تطوير الهجوم المصرى على الجبهة الإسرائيلية.
    واعترف كوانت بأن رئيسة وزراء إسرائيل كلفت شارون بشن هجوم مضاد -بمجرد علمها ببدء الجسر الجوى إلى إسرائيل- ونجح في إحداث ثغرة الدفرسوار، وأن حجم المساعدات العسكرية الأمريكية أعطاها ثقة كبيرة. وما كان ذلك يمكن أن يحدث دون وجود هذا الجسر الجوى المباشر الذي سمح لإسرائيل باستخدام قوات الاحتياط الاسرائيلي في الهجوم المضاد، ولو توافرت لدى المصريين قوات أخرى احتياطية لما أمكن تحقيق شيء. لذلك يقول الخبير العسكرى الأمريكي جاك ويلر: إن الجنود المصريين قد قلبوا في أكتوبر كل المفاهيم العسكرية التي كانت سائدة- منها تلك التى تعتبر أن الدبابة هى السلاح القادر على تدمير العدو وخاصة قوات المشاة التى لم يكن بوسعها التصدي لهجمات المدرعات. ولكن خلال معارك أكتوبر واجه الجندي المصري قوات إسرائيل المدرعة، ودمروا الهجمات الإسرائيلية المضادة بأقل الخسائر على الجانب المصرى، وأقصى الخسائر على الجانب الاسرائيلي. لقد كان الدور الذى قامت به قوات المشاة المصرية في حرب 1973 مفاجأة حقيقية للخبراء العسكريين في الولايات المتحدة والعالم بأسره.

    في الذكرى الثلاثين لنشوبها رؤية العالم عن حرب أكتوبر  89895140tp4

    وذكر المحلل العسكري الأمريكي أونوري بورجريف أن: "ما شهدْتُه من خسائر إسرائيلية على جبهة السويس لم أشهده في 12 حربا سابقة". كما أشارت تقديرات أمريكية وفرنسية إلى أن خسائر إسرائيل في القوى البشرية خلال حرب أكتوبر 1973 بلغت عشرة آلاف قتيل على الأقل. وهذا الرقم يفوق كثيرا إجمالى خسائر إسرائيل في الأفراد منذ عام 1948 وحتى ما قبل أكتوبر، التى بلغ تقديرها ستة آلاف قتيل. وقد اعترف موشى دايان بأن خسائرهم في حرب أكتوبر بلغت ثلاثة أضعاف ما خسروه في حرب 1967. ولكن المحللين وصفوا ذلك بأنه يعد تضليلاً سافراً. وأكد خبير أمريكى بعد زيارة لإسرائيل عقب حرب أكتوبر أن عدد القتلى الإسرائيليين في هذه الحرب يصل إلى 4 أمثال الأرقام الرسمية المعلنة (تبلغ تقديرات إسرائيل الرسمية 2500 قتيل). أما عدد الجرحى الإسرائيليين فقد بلغ 20 ألف ضابط وجندى بخلاف المفقودين.
    ولذلك كان هناك قول دارج في إسرائيل يؤكد أنه بعد حرب أكتوبر كان في كل بيت إسرائيلى إما قتيل أو جريح أو أسير. لذلك ذكر المعلق العسكرى الإسرائيلى هيروشيمى في صحيفة معاريف الإسرائيلية أنه لا يوجد حي أو شارع أو كيبوتز في إسرائيل دون عائلات تبكي بسبب الخسائر البشرية الإسرائيلية في حرب أكتوبر، ويقدر الخبراء عدد قتلى إسرائيل في حرب اكتوبر بأن نسبته لعدد السكان يعادل فقد الولايات المتحدة 750 ألف قتيل. وبمعنى آخر فإن خسائر إسرائيل البشرية في هذه الحرب تعادل ثلاثة أضعاف خسائر الولايات المتحدة في حرب فيتنام التى استمرت عشر سنوات. ويشير هؤلاء الخبراء إلى أن نسبة القتلى الإسرائيليين إلى عدد السكان وصلت إلى 1: 300 أو 0.3%. وبمقارنة الخسائر بعدد السكان -تكون إسرائيل قد خسرت في حرب أكتوبر ستة أمثال ما خسرته مصر في حرب يونيه 1967.
    وبالنظر إلى خسائر إسرائيل في السلاح أشارت التقديرات الدولية إلى أنها بلغت 1000 دبابة بالاضافة إلى 300 طائرة وهو ما يعادل 50% من إجمالي عدد الدبابات والطائرات الإسرائيلية. بينما بلغت خسائر العرب في الدبابات ثلث خسائر إسرائيل وفي الطائرات خمس الخسائر الإسرائيلية، رغم النظرية التى تقول أن خسائر الطرف المهاجم تكون أكبر دائما من خسائر الطرف المدافع. وهكذا جاءت تقديرات الخبراء والمراقبين العسكريين العالميين لتؤكد أن الجيشين المصري والسوري خرجا من الحرب وهيكلهما الأساسي سليم تماماً وقادر على العودة للقتال مرة أخرى بكامل قوته، ولولا المساعدات الأمريكية الخرافية إلى جيش إسرائيل لظل غير صالح للقتال مرة أخرى بعد سنوات.
    وخلال مؤتمر لإعادة تقييم حرب أكتوبر 1973 عقد في واشنطن حضره مجموعة مختلفة الجنسيات كان من بينهم جيمس شليزنجر وزير الدفاع الأمريكى أثناء الحرب، اقتصر حديث شليزنجر على موضوع واحد فقط هو "الجسر الجوى" الذى أقامته الولايات المتحدة لإنقاذ إسرائيل قال:
    "شعرت وأنا وزير للدفاع بأن حرب أكتوبر 73 كانت مفاجأة لنا، وكانت لنا مخابرات قوية ومتفوقة. وإذا كانت المفاجأة عندنا (الأمريكيين) هي فشل المخابرات، فإنها كانت لدى إسرائيل مشكلة في تقييم المعلومات. كان رد الفعل المبدئى في واشنطن أن إسرائيل ستنتصر حتى ولو لم يكن انتصارا حاسما، وكان هذا التصور مستندا إلى ما وقع خلال حربي 56، 67 على القوة العسكرية الإسرائيلية، أى إن النية المبدئية لدينا بناءً على هذا ألا نتورط صراحة في التدخل إلى جانب إسرائيل لعدة أسباب هى القلق على العلاقة مع العرب، خاصة أن أي هزيمة عربية أخرى لن تساعد على إخراج السوفييت من المنطقة. بينما كان هذا من بين أهدافنا بالإضافة إلى أن شركاءنا في حلف الأطلنطى لن يكونوا راضين عن تدخل أمريكا، وكنا نعتقد أن أى هزيمة أخرى للعرب لن تفتح الطريق للسلام". وتم ذكر التواريخ بالأيام والساعات وتطور الموقف الأمريكي الذى وصل إلى إقامة جسر جوى طوال 24ساعة بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
    وقد سأله كيسنجر عن الخيارات التى يقترحها لتقديم المساعدة التى طلبتها جولدا مائير. وفي اليوم الأول كانت إسرائيل واثقة من أنها سترد على نجاحات مصر وسوريا العسكرية بمجرد إعادة تزويدها بالإمداد. وبعد ثلاثة أيام شعرنا بأن التشاؤم يسود الإسرائيليين، وأن إمداداتهم العسكرية تنفد ولا تساعد على تعويض خسائر الحرب، وكان ذلك يناقض موقف إسرائيل عام 67، حيث كان تعويض الخسائر عام 73 عاليا جدا. وكان لدينا خوف من أن تهزم إسرائيل بينما الولايات المتحدة لا تريد إظهار دورها الصريح في إرسال الإمدادات إليها. وأوضحت للبيت الأبيض بحق أننا نستطيع أن نمشي في نصف الطريق، وإذا كنا نريد مساعدة إسرائيل- فعلينا أن ننقل إليها الإمدادات على الطائرات الأمريكية. وفي المساء تلقيت الموافقة من البيت الأبيض بمد الجسر الجوى إلى إسرائيل، لكننى تمسكت بإبلاغ إسرائيل ضرورة أن تصل الطائرات إليها في الظلام وأن تفرغ حمولتها قبل حلول النهار.
    وجاءني السفير الإسرائيلي في واشنطن (سيمحا دينتز) والتزم أمامى بذلك. وفي الساعات الأولى من صباح اليوم التالى تحركت طائراتنا شرقا مستخدمة في طريقها قواعد أمريكية في البرتغال. ورغم ما تم الاتفاق عليه مع إسرائيل وحرصنا عليه فقد كانت هناك عاصفة أدت إلى أن تهبط الطائرات في الصباح، بدلا من أن تهبط منخفضة في الظلام، وتفريغ حمولتها قبل حلول النهار، وعليها علامات الجيش الأمريكى، ولم نكن نستطيع وقتها أن نقول إننا لسنا مشاركين فيما يجرى. وعندما نسأل عن مصدر معلوماته عن تشاؤم الإسرائيليين؟ أجاب عليه بأن كيسنجر كان ينقل لمعاونيه تشاؤم موقف الإسرائيليين، وأن الجسر الجوى كان أمراً لا مفر منه. وعندما سئل: هل كان الجسر الجوى مسألة حاسمة بالنسبة لإسرائيل؟ كانت إجابة شليزنجر قاطعة وهى نعم كان الجسر الجوى حاسما لإسرائيل كانت تواجه متاعب، وقد تلقيت بلاغاً من كيسنجر بأن الرئيس نيكسون قرر تعويض جميع خسائر إسرائيل وشهدت كافة مؤسسات الحكومة الأمريكية نشاطا لسد ما تحتاج إليه إسرائيل وذلك من زاوية استراتيجية هى أن أمريكا لن تسمح بهزيمتها.
    ماذا قال الفرنسيون عن حرب أكتوبر؟
    يقول جان فرانسوا دارجوزان، رئيس المركز الفرنسى للدراسات الاستراتيجية: إن حرب أكتوبر كانت مفاجأة كبيرة، ذلك أن فرنسا والغرب كله كان لايزال تحت تأثير الضربة الجوية الإسرائيلية عام 1967 التى أعقبها إعلاميا وعلى نطاق واسع مقولة أن الجيش الإسرائيلي لا يقهر Invincible، وهي صورة للجيش الإسرائيلى ظلت وسائل الإعلام في الغرب تضخم فيها دون أن تدري أن ذلك يمثل خطراً جسيما على الجيش الإسرائيلي نفسه على المدى البعيد، وظل الخبراء والمتخصصون في مراكز البحث العلمى والعسكرى متأثرين بمقولة أن الجيش الإسرائيلي لا يقهر، إلا أن الفارق بينهم وبين رجل الشارع هو أن هؤلاء كان لديهم كم هائل من المعلومات خاصة لدى وزارة الخارجية، إلا أن هذه المعلومات لم يتم فهمها بصورة صحيحة وهو ما يعد فشلا لدى الولايات المتحدة ودول أوروبا المهتمة بالمنطقة العربية.
    ولكن الدليل الأكثر وضوحا هو فشل أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية في فهم تحركات الجيشين المصرى والسورى وفي تقدير قدراتهم العسكرية والجوية، ويؤكد ذلك استقالة رئيس الاستخبارات الإسرائيلية من منصبه بعد ذلك. لقد رأى الإسرائيليون أنهم كانوا على شفا هزيمة ساحقة وحتى لو استطاعوا تحقيق بعض المكاسب خلال الحرب فإن الصدمة كانت هائلة وكان واضحا أن الدعاية التى شيدوها عن الجيش الاسرائيلي الذى لا يقهر صدقوها هم أنفسهم وأصبحوا هم ضحايا ما باعوه للعالم.
    بينما يقول الجنرال أندريه بوفر الخبير الاستراتيجي الفرنسي وأحد قادة حرب السويس: ظل المجتمع الاسرائيلى يعاني آثار حرب أكتوبر 1973 التى جسدت كثيرا من المتناقضات والمشكلات الاجتماعية، التى كانت خامدة تحت غطاء الانتصارات العسكرية والسياسية التى ترتبت على حرب 1967. وقد أفرزت حرب أكتوبر عدة دروس في مجالات مختلفة، منها الاستراتيجية والسياسية والفنية. وقد أثبتت الصواريخ المضادة الموجهة كفاءة ودرجة دقة عالية عند عملها ضد الطائرات والدبابات التى فشلت في تحقيق أى تفوق. ربما لذلك ظلت إسرائيل في حالة شلل في بداية الحرب حتى تسلمها معدات عسكرية متطورة وشديدة التعقيد من الولايات المتحدة. ومع ذلك لم يتمكنوا من تحقيق التفوق الذى حصلوا عليه في حرب 1967. كما أثبتت حرب أكتوبر أن أى دفاع مهما كان حصينا يمكن أن يسقط، مثل خط بارليف الحصين، وسوف ينهار ويتم تدميره مادامت القوات المهاجمة من القوة والعدد والتصميم الذى يحقق لهم النصر.
    أما عن الثغرة فقال عنها الجنرال بوفر: في 23 أكتوبر 1973 انتهك الإسرائيليون اتفاق وقف إطلاق النار، وتمكنوا من التقدم، وتلك قاعدة شهيرة عند الإسرائيليين، وتقدمت مدرعاتهم إلى السويس تجاه الغرب، لقد تصورت في ذلك الوقت أن الغرض من ذلك معنوي تماما. حيث اعتقدوا أن وقف إطلاق النار سوف يوفر الحماية لقدراتهم من التدمير، ولذلك كانت عملية الثغرة أكثر من عرض تلفزيوني منه عملية عسكرية، ولم يعد الجيش الاسرائيلي يستطيع تحقيق تفوقه، وهذه حقيقة لا خلاف حولها، وقد أصبحوا يدركون ذلك ويجب عليهم اختيار أحد أمرين، الأول هو شعورهم بدرجة أكبر من عدم الأمان وزيادة قوتهم العسكرية، أو الثاني وهو التوصل إلى اتفاق. وأيا كان الرأى، فإن النجاح الأكبر قد حققه العرب في السادس من أكتوبر بذلك التأثير المعنوى العظيم على المعسكر المعادى لهم وعلى اتساع العالم، ويجب عليهم الأخذ في الاعتبار ذلك المتغير الجديد وتأثيره على العالم ومحاولة كسب تأييده ودعمه.
    ماذا قال الإسرائيليون

    في الذكرى الثلاثين لنشوبها رؤية العالم عن حرب أكتوبر  F28ma38e6b1ot2

    عن حرب أكتوبر؟
    تحدث موشي دايان وزير الدفاع الإسرائيلي عن يوم السادس من أكتوبر 1973 خلال مذكراته باعتباره أصعب الأيام في تاريخ إسرائيل. ورغم كل محاولات تحجيم النصر العربي في أكتوبر إلا أن دايان، الذي وصفته الدوائر الصهيونية في الصحافة العالمية بأنه مثل إسرائيل (لا يقهر)، وجد نفسه مضطرا للاعتراف ببسالة الجندى المصرى التى دفعت إسرائيل ثمنا غاليا لها. ذكر دايان أنه في اليوم الأول للحرب نجحت 300 دبابة مصرية في عبور القناة من بين 2200 دبابة حشدتها مصر على الجبهة بالإضافة إلى 1848 مدفع ميدان، كما أعدت مصر 50 سلاحا مضادا للدبابات لكل ميل واحد من جبهة القتال. بدأ الهجوم المصرى بضربة جوية وقصف مدفعى على طول الجبهة، وعبرت القوات المصرية قناة السويس ونجحت خلال ساعات في السيطرة على العديد من المواقع الإسرائيلية المتقدمة.
    ورغم ذلك كان رئيس الأركان الإسرائيلي "آنذاك" دافيد أليعازر متفائلا ولكن -كما ذكر دايان- ظل مهموما لا يشاركه هذا التفاؤل، فقد حقق المصريون بالفعل انتصارات هائلة بينما تلقت إسرائيل ضربة قوية. عبر المصريون القناة -شيدوا رؤوس جسور- ودفعوا بقوات المشاة والمدفعية إلى الضفة الشرقية ومعها الأسلحة المضادة للطائرات. ولم تتوقف خسارتنا عند حد عجزنا عن منع هذه الانتصارات المصرية، بل أيضا فشلنا في إلحاق خسائر ذات قيمة بالمصريين الذين كانت خسائرهم في عملية العبور محدودة للغاية.
    وبالإضافة إلى القلق بشأن الموقف مثل العسكرى لإسرائيل، ظل السؤال العام (ماذا حدث؟) يسيطر على التفكير في محاولة البحث عن الأخطاء التي وقعت فيها إسرائيل، وعن كيفية انهيار العناصر الأساسية الثلاثة في المفهوم العسكرى الإسرائيلى وهى المدرعات والقوات الجوية والمواقع الحصينة علي ضفة قناة السويس. فقد كان التصور أن هذه العناصر الثلاثة قادرة على إحباط أى محاولة مصرية لعبور القناة وأنها سوف تلحق خسائر فادحة بالمصريين إذا أقدموا على هذه المحاولة. ومن ثم اختلفت آراء القادة العسكريين الإسرائيليين حول ما يمكن أن تفعله القوات الإسرائيلية في اليوم الثاني للقتال، ولكن كانت هناك حقيقة مؤكدة أمامنا وهي ببساطة أن المصريين نجحوا في عبور القناة وأصبحوا على الضفة الشرقية وعلى حدود المواقع الإسرائيلية التى لم تسقط بعد وأصبحت عاجزة عن القيام بأى عمل، وهكذا حول المصريون مواقعنا الحصينة على الضفة الشرقية للقناة إلى مصائد لجنودنا الموجودين بداخلها.
    كان رئيس الأركان الاسرائيلي أليعازر والجنرال إبراهام أزان يعتقدان أن بوسع القوات الإسرائيلية دفع المصريين إلى الوراء، لكن لم أستطع أن أشاركهما هذا التصور، وأحسست أن الواجب يقضي(كما ذكر دايان) أن أتقدم يواجه ثلاث صعوبات:
    الأولى هى حجم القوات المصرية التى اعبرت إلى سيناء، والقوات السورية على جبهة الجولان سواء في عدد الرجال أو السلاح، فقد كان واضحا أن الجيشين المصرى والسورى ليسا هما نفس الجيوش العربية التى واجهناها في حرب 1967، فقد واجهنا في حرب أكتوبر قوات على درجة عالية من الكفاءة، ذات تسليح جيد، وتقاتل بعزيمة وإصرار شديدين.
    والثانية كانت هي الأسلحة المضادة للطائرات ومنها صواريخ سام -6 التى تسببت في مشكلة خطيرة للسلاح الجوى الاسرائيلى ومنعه من المشاركة في معاونة المدرعات.
    والثالثة كانت حاجتها إلى التمسك بخطوط القتال وباستخدام قوات صغيرة.
    كانت ساحة المعركة الحرجة لإسرائيل هي منطقة قناة السويس، فقد كانت القوات الجوية تواجه تحديا صعبا نتيجة شبكات الدفاع الجوي المصرية، وكان يتعين على الطائرات الإسرائيلية مواجهة الصواريخ المصرية المضادة للطائرات وهي مهمة سوف يكون ثمنها فادحا، أما معارك المدرعات مع المصريين فقد تبين أنها لن تكون سهلة للدبابات الإسرائيلية. وكنت مقتنعاً بضرورة أن تنسحب القوات الإسرائيلية من الجبهة المصرية إلى خط الدفاع الثاني وأن تدور المعارك التالية على عمق 12 ميلا من الضفة الشرقية للقناة.

    في الذكرى الثلاثين لنشوبها رؤية العالم عن حرب أكتوبر  61269422tz3

    المصادر:
    1 - The Bitter Harvest of the October war in Israel.
    2 - Israeli Confessions.
    3 - The war of atonement, Haim Herzog.
    4 - Statements By Israeli Leaders, Otober War.
    والأهرام المصرية، 20 أكتوبر 1998.
    19 أكتوبر 1998.


    للحكومة بتقرير حول تقديري للموقف، وتضمن هذا التقدير أن الجيش الاسرائيلي إسرائيل (لا يقهر)، وجد نفسه مضطرا للاعتراف ببسالة الجندى المصرى التى دفعت إسرائيل ثمنا غاليا لها. ذكر دايان أنه في اليوم الأول للحرب نجحت 300 دبابة مصرية في عبور القناة من بين 2200 دبابة حشدتها مصر على الجبهة بالإضافة إلى 1848 مدفع ميدان، كما أعدت مصر 50 سلاحا مضادا للدبابات لكل ميل واحد من جبهة القتال. بدأ الهجوم المصرى بضربة جوية وقصف مدفعى على طول الجبهة، وعبرت القوات المصرية قناة السويس ونجحت خلال ساعات في السيطرة على العديد من المواقع الإسرائيلية المتقدمة.
    ورغم ذلك كان رئيس الأركان الإسرائيلي "آنذاك" دافيد أليعازر متفائلا ولكن -كما ذكر دايان- ظل مهموما لا يشاركه هذا التفاؤل، فقد حقق المصريون بالفعل انتصارات هائلة بينما تلقت إسرائيل ضربة قوية. عبر المصريون القناة -شيدوا رؤوس جسور- ودفعوا بقوات المشاة والمدفعية إلى الضفة الشرقية ومعها الأسلحة المضادة للطائرات. ولم تتوقف خسارتنا عند حد عجزنا عن منع هذه الانتصارات المصرية، بل أيضا فشلنا في إلحاق خسائر ذات قيمة بالمصريين الذين كانت خسائرهم في عملية العبور محدودة للغاية.
    وبالإضافة إلى القلق بشأن الموقف العسكرى لإسرائيل، ظل السؤال العام (ماذا حدث؟) يسيطر على التفكير في محاولة البحث عن الأخطاء التي وقعت فيها إسرائيل، وعن كيفية انهيار العناصر الأساسية الثلاثة في المفهوم العسكرى الإسرائيلى وهى المدرعات والقوات الجوية والمواقع الحصينة علي ضفة قناة السويس. فقد كان التصور أن هذه العناصر الثلاثة قادرة على إحباط أى محاولة مصرية لعبور القناة وأنها سوف تلحق خسائر فادحة بالمصريين إذا أقدموا على هذه المحاولة. ومن ثم اختلفت آراء القادة العسكريين الإسرائيليين حول ما يمكن أن تفعله القوات الإسرائيلية في اليوم الثاني للقتال، ولكن كانت هناك حقيقة مؤكدة أمامنا وهي ببساطة أن المصريين نجحوا في عبور القناة وأصبحوا على الضفة الشرقية وعلى حدود المواقع الإسرائيلية التى لم تسقط بعد وأصبحت عاجزة عن القيام بأى عمل، وهكذا حول المصريون مواقعنا الحصينة على الضفة الشرقية للقناة إلى مصائد لجنودنا الموجودين بداخلها.
    كان رئيس الأركان الاسرائيلي أليعازر والجنرال إبراهام أزان يعتقدان أن بوسع القوات الإسرائيلية دفع المصريين إلى الوراء، لكن لم أستطع أن أشاركهما هذا التصور، وأحسست أن الواجب يقضي(كما ذكر دايان) أن أتقدم للحكومة بتقرير حول تقديري للموقف، وتضمن هذا التقدير أن الجيش الاسرائيلي يواجه ثلاث صعوبات:
    الأولى هى حجم القوات المصرية التى اعبرت إلى سيناء، والقوات السورية على جبهة الجولان سواء في عدد الرجال أو السلاح، فقد كان واضحا أن الجيشين المصرى والسورى ليسا هما نفس الجيوش العربية التى واجهناها في حرب 1967، فقد واجهنا في حرب أكتوبر قوات على درجة عالية من الكفاءة، ذات تسليح جيد، وتقاتل بعزيمة وإصرار شديدين.
    والثانية كانت هي الأسلحة المضادة للطائرات ومنها صواريخ سام -6 التى تسببت في مشكلة خطيرة للسلاح الجوى الاسرائيلى ومنعه من المشاركة في معاونة المدرعات.
    والثالثة كانت حاجتها إلى التمسك بخطوط القتال وباستخدام قوات صغيرة.
    كانت ساحة المعركة الحرجة لإسرائيل هي منطقة قناة السويس، فقد كانت القوات الجوية تواجه تحديا صعبا نتيجة شبكات الدفاع الجوي المصرية، وكان يتعين على الطائرات الإسرائيلية مواجهة الصواريخ المصرية المضادة للطائرات وهي مهمة سوف يكون ثمنها فادحا، أما معارك المدرعات مع المصريين فقد تبين أنها لن تكون سهلة للدبابات الإسرائيلية. وكنت مقتنعاً بضرورة أن تنسحب القوات الإسرائيلية من الجبهة المصرية إلى خط الدفاع الثاني وأن تدور المعارك التالية على عمق 12 ميلا من الضفة الشرقية للقناة.

    المصادر:
    1 - The Bitter Harvest of the October war in Israel.
    2 - Israeli Confessions.
    3 - The war of atonement, Haim Herzog.
    4 - Statements By Israeli Leaders, Otober War.
    والأهرام المصرية، 20 أكتوبر 1998.
    19 أكتوبر 1998.
    "المحلل الأمريكي أونوري بورجريف"


    المصدر



    Gulf Knight
    Gulf Knight
    Admin
    Admin


    الإقامة : الكويت
    ذكر العمر : 56
    عدد المساهمات : 3211
    نقاط : 175321
    السٌّمعَة : 1342
    تاريخ التسجيل : 15/07/2010

    في الذكرى الثلاثين لنشوبها رؤية العالم عن حرب أكتوبر  Empty رد: في الذكرى الثلاثين لنشوبها رؤية العالم عن حرب أكتوبر

    مُساهمة من طرف Gulf Knight الجمعة سبتمبر 17, 2010 9:35 am


      الوقت/التاريخ الآن هو السبت نوفمبر 23, 2024 1:04 pm