إيران تريد أن تعتبر نفسها البوابة التي ينفذ منها الغرب وأمريكا للحفاظ على مصالحهم الحيوية نستعير كلمة الاستكبار من القاموس السياسي الإيراني حيث دائما توصف أمريكا بالاستكبار وبالشيطان الاكبر، والغريب أن تتوالى التصريحات الإيرانية وهي مفعمة أيضا باستكبار يثير التوجس والريبة لدى دول الجوار الخليجي.الاستكبار ظهر في التراشق الاعلامي حول هوية الخليج ووصل الأمر الى ان ينظر لدول الخليج وكأنها الضاحية الغربية الجنوبية لإيران.عندما نتمعن بالتصريحات الإيرانية نجدها تعبر عن استكبار لا مبرر له في تعامله مع دول المنطقة، فالرئيس نجاد يقول: ان إيران أعدت خطة لادارة العالم انطلاقا من ان مجلس الأمن مؤسسة جائرة.طبعا نحن نفهم السيطرة الأمريكية على مجلس الأمن ولكن الموضوعية والتواضع يفرضان أن تعرف إيران أن السوفيت سبقوها في تقليص السيطرة الأمريكية، الا ان الجهود فشلت فهل يعقل بان إيران ستقلم الأظافر الأمريكية. إيران دأبت على اطلاق التهديدات وتقسيم الادوار بين الحرس الثوري الذي يكون دولة بحاله وبين النظام وحكومته، فالحرس الثوري مستمر بتهديداته لدول الجوار بل ان شواهد كثيرة تؤكد تدخل إيراني في الشأن الخليجي وربما ما اثير حول اكتشاف خلايا نائمة في البحرين لها امتدادها في الكويت وباقي دول الخليج يثير القلق ويقلل من الثقة بين إيران ودول الجوار الخليجية ولعلنا لا ننسى الاحتلال الإيراني للجزر الاماراتية والاصرار على رفض أي تدخل دولي لحل الخلاف.بالمقابل الدول العربية والخليجية لا تهدد إيران وتحاول بقدر المستطاع اللجوء الى سياسة الاحتواء والابتعاد عن المواجه خوفا من استفزاز غير محبب للطرف الإيراني.إيران منذ بدء الثورة تبنت تصديرها لدول المنطقة مما أثار الخوف وزعزع الثقة بين إيران والدول الخليجية. تصريحات إيرانية كثيرة تثير الريبة فمثلا الاعلان عن الغواصة غدير التي تقول إيران أنها بنتها للحفاظ على دول الخليج وكأن امن الخليج مهمة إيرانية بحتة وليس مهمة دول المنطقة، فهناك محاولة لعزل الدول الخليجية او ربما استصغار لهذه الدول.كما نرى تدخل إيراني في الشأن الاقليمي العربي مثل ما يحدث في لبنان والموضوع الفلسطيني وقد صرح متكي أكثر من مرة حول المسؤولية الإيرانية في الشأن العربي.ليس سرا أن إيران لها دور في اذكاء الخلافات العربية وربما نستشهد في الانقسام الفلسطيني كمؤشر يدل على التغلغل في الشأن العربي.كما نتذكر المحاولات الخليجية المتكررة للتهدئة ويقابل ذلك تصعيد إيراني متعمد في تأجيج الفعل الطائفي الذي يهدد استقرار المنطقة. تشييد المفاعل النووي في بوشهر هو بمثابة اثارة للقلق للدول الخليجية مما يدفع هذه الدول الى الاستقواء بالشيطان الأكبر الأمريكي الذي يثير وجوده إيران وفي نفس الوقت لا تعمل إيران على وضع تصورات مشتركة في حماية الأمن الخليجي وخصوصا انه ليس مهدداً من الغرب بقدر ما هو مهدد من إيران.تصاعد اللهجة الإيرانية نعتبره بمثابة استهداف للأمن الخليجي.دول الخليج تحت مظلة مجلس التعاون لا تعمل وفق رؤية مشتركة وهو ما يعتبر ثغرة امنية تدفع إيران للاستمراء في الاستمرار في تهديداتها لدول المنطقة.ويبقى السؤال اين تقف امريكا حيال ما يحدث في الخليج العربي، فالمشهد الحالي يدفعنا الى الاعتقاد بان إيران لا تشكل تهديداً حقيقياً للمصالح الأمريكية وخصوصا ان إيران عبرت عن رغبتها في التفاهم مع دول الغرب بشان ضمان مصالحها مما يجعلنا نعتقد ان إيران تعمل على طرح نفسها كدولة ذات ثقل اقليمي يجب التعامل معها او بمعنى أخر البوابة التي تنفذ منها أمريكا والغرب للحفاظ على مصالحهم الحيوية، وفي ظل هذا التشابك وتداخل الخيوط يبقى السؤال مازال قائما بالنسبة للدول الخليجية من حيث تنسيق سياساتها المستقبلية. وعلى المحبة نلتقي،،،
د.علي أحمد الطراح
د.علي أحمد الطراح
» الوصول إلى أي مكان في العالم خلال أقل من ساعة هدف أميركي قد يتحقق اليوم
» إسرائيل تبحث شراء وسائل قتالية أميركية مستعملة فى العراق
» كتيبة بنيامين تجدد التأكيد على جهوزية الجيش الإسرائيلي لمواجهات سبتمبر
» قبيل الانسحاب: العراق يتسلّم 22 مروحية مي-17 محدّثة من شركة ARINC الأميركية
» أفغانستان تتسلم 9 مروحيات "مي-17" من روسيا بحلول نهاية العام
» مناورات جوية لقوات دول الاتحاد السوفياتي السابق لمكافحة الإرهاب
» روسيا تطوّر نظامي الدفاع الجوي الجديدين: مارفي و فيتياز
» إختفاء صواريخ مضادة للدروع من معسكر إسرائيلي في الجولان
» إسرائيل تطور طائرة جديدة دون طيار
» إسقاط مروحية تشينوك في أفغانستان يودي بحياة 31 جندياً أميركياً و7 جنود أفغان
» دبابات الجيش السوري تقتحم مدينتي سراقب وقصير
» أحزاب الشيطان من طهران إلى العراق ولبنان
» سوريا وتركيا.. لقاء الوداع؟
» سوريا: تصورات نهاية النظام