موسوي ونشر الغسيل الإيراني القذر في الشرق الأوسط
داود البصري
السياسة الكويتية 24-شعبان-1431هـ / 4-أغسطس-2010م
نشر الغسيل الإيراني الوسخ أهم حصيلة للصراع الداخلي الشرس على السلطة المندلع منذ أكثر من عام.
التهديد الذي أطلقه زعيم التيار الإصلاحي والثورة الخضراء في إيران السيد مير حسين موسوي بكشف الأدوار الإيرانية الخطيرة في العديد من الأحداث الإرهابية والسياسية المهمة التي هزت الشرق الأوسط خلال مرحلتي الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي يمثل مدخلا مهما لقراءة مرحلة تاريخية بالغة الخطورة انعكست أحداثها على مستقبل دول المنطقة , ولعل مقولة "إذا اختلف اللصوص بانت السرقة", تنطبق خير انطباق على التهديد الموسوي السابق الذكر, فمن أطلق التهديد ليس نكرة في السياسة الإيرانية, بل أنه كان رئيسا لوزراء إيران في أحلك وادق وأصعب لحظاتها في نهاية القرن العشرين وأدار البلد خلال مرحلة الحرب العراقية ¯ الإيرانية التي شهدت فصولها مداخلات سياسية وامنية وإرهابية مهمة للغاية سجلت أحداثها الجسام في التاريخ الديبلوماسي للمنطقة, وهي أحداث مرعبة بتجلياتها ونتائجها .
وطبعا لو قرر السيد مير حسين موسوي تنفيذ تهديده فعلا وأطلق لسانه وعنان ذاكرته لتفجر قنبلة نووية حقيقية في المنطقة ستكون لها تداعياتها الخطرة على الكثير من الوجوه والأسماء والمسميات, فتلك المرحلة قد شهدت بداية تبلور وصعود المشروع التبشيري الإيراني الذي انطلق من العراق ليلامس الشام ويستقر ويؤسس أكبر نجاحاته التعبوية والحقيقية في لبنان خصوصا فتحت جلبة وضوضاء وأشلاء مدافع الحرب الخليجية الأولى الشرسة والمنسية والماراثونية تمت صفقات إقليمية ودولية مهمة وتمدد المشروع الإيراني إقليميا, وتعزز الإرهاب الدولي الذي شهد بداية التصعيد في الخليج العربي مع سياسة خطف الطائرات وتمويل الجماعات الطائفية وتوريطها بأفعال إرهابية رسمت ملامحها الدموية على شعوب المنطقة .
سيتحدث موسوي حتما عن الجهود الإيرانية لزرع وتقوية الجماعات الطائفية في العراق والتي فجرت الموقف هناك وسارعت في التعجيل بإندلاع الحرب بين العراق وإيران منذ عام 1979 وحيث شمل الدعم اللوجستي والتسليحي والاستخباري والإعلامي جماعات "الدعوة" و"المجاهدين" و"العمل الإسلامي" وغيرها من التنظيمات الإسلامية والطائفية الأولى في العراق مما فجر الأوضاع بشكل شامل فيما بعد, وسيتحدث الموسوي بكل تأكيد عن دور الحرس الثوري الإيراني في سورية ولبنان خلال مرحلة الإحتلال السوري للبنان في تمويل وتنظيم وتأسيس الخلايا الأولى لـ"حزب الله" بالإستعانة بالعراقيين وغيرهم وتنفيذهم للأعمال الإرهابية الكبرى في لبنان في تفجير السفارتين الأميركية والفرنسية وقبلهما السفارة العراقية عام 1981 ودور حزب "الدعوة" العراقي اللوجستي والفاعل في تلك العمليات إضافة الى الدور التنظيمي والتعبوي الذي مارسته جماعة "المجلس الأعلى" بالتعاون مع المخابرات السورية في تجنيد المتطوعين من الانتحاريين الذين تعرضوا لعمليات غسل دماغ وتحبيذ للإنتحار أو "الشهادة " كما يقولون! من أجل تنفيذ الأجندة الإيرانية الرسمية والمقررة .
سيتحدث موسوي عن الأطراف الفاعلة والحقيقية التي خطفت طائرات "كاظمة" و"الجابرية"الكويتيتان ودور الجماعات الإرهابية في لبنان والعراق بتلك العمليات التي مولتها وخططتها ونفذتها مخابرات الحرس الثوري بالتعاون اللوجستي الوثيق والمهم جدا مع مخابرات القوة الجوية السورية التي تورطت فيما بعد بعملية نزار هنداوي ومحاولة تفجير طائرة "العال" الإسرائيلية في مطار هيثرو اللندني! مع ما يعني فتح ذلك الملف الشائك من تداعيات طمرها الزمن والتقادم? سيفضح موسوي بكل تأكيد الدور الإيراني المفجع الكبير في تجنيد الخلايا الإرهابية والطائفية في الكويت والبحرين والمملكة العربية السعودية وسيفضح الدور الإيراني الخطير في أحداث الشغب الدموية الإيرانية السنوية في موسم الحج ونتائجه الكارثية التي أسفرت عن سقوط آلاف الضحايا الأبرياء من دون مبرر حقيقي, كما سيفضح أيضا الخلايا الإرهابية الخليجية التي تورطت في تفجيرات الحرم المكي عام 1989.
أي أن الموسوي لو فعلها حقا وهو لن يفعلها بالتأكيد فإنه سيفتح بوابة جهنم على النظام الإيراني وسيعيد صياغة التاريخ الإرهابي للشرق الأوسط, طبعا جميع المراقبين يعلمون وفي حالة إحاطة بالنشاط الإيراني ولكن تأكيده الموثق من قبل أهم قيادات الدولة الإيرانية سيعطي للموضوع نكهة خاصة وتداعيات خطيرة لا تخطئ العين الخبيرة قراءة دلالاتها وأبعادها وحتى نتائجها , خصوصا وإن زميله الآخر آية الله مهدي كروبي كان يشغل منصب رئيس حملات الحج الإيرانية بكل "بلاويها" وملفاتها المعروفة والدموية .
أعتقد والله أعلم إن السيد موسوي لن يذهب أبعد من التهديد اللفظي بكشف المستور وفضح المخبوء , لأنه بحكم التجربة يعلم مليا بإن غرق السفينة الإيرانية أي النظام الإيراني يعني غرقه هو أيضا ولكنه بذلك التهديد قد فضح وعرى كل شيء ولا حاجة بنا بعد ذلك لمعرفة التفاصيل الدقيقة! , فنشر الغسيل الإيراني الوسخ هوأهم حصيلة للصراع الداخلي الشرس, ودماء الشعوب والأبرياء تظل أبد الدهر عن الثأر تستفهم! وليس هناك ثأر أشد من فضح المجرمين والإرهابيين والقتلة المتسربلين برداء المذهبية والدين, وقد فعلها مير حسين موسوي مشكورا وفضح المخبوء وقرع أجراس الفضيحة, ولا عزاء للإرهابيين والدجالين وقتلة الشعوب.
• كاتب عراقي
dawoodalbasri@hotmail.com
داود البصري
السياسة الكويتية 24-شعبان-1431هـ / 4-أغسطس-2010م
نشر الغسيل الإيراني الوسخ أهم حصيلة للصراع الداخلي الشرس على السلطة المندلع منذ أكثر من عام.
التهديد الذي أطلقه زعيم التيار الإصلاحي والثورة الخضراء في إيران السيد مير حسين موسوي بكشف الأدوار الإيرانية الخطيرة في العديد من الأحداث الإرهابية والسياسية المهمة التي هزت الشرق الأوسط خلال مرحلتي الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي يمثل مدخلا مهما لقراءة مرحلة تاريخية بالغة الخطورة انعكست أحداثها على مستقبل دول المنطقة , ولعل مقولة "إذا اختلف اللصوص بانت السرقة", تنطبق خير انطباق على التهديد الموسوي السابق الذكر, فمن أطلق التهديد ليس نكرة في السياسة الإيرانية, بل أنه كان رئيسا لوزراء إيران في أحلك وادق وأصعب لحظاتها في نهاية القرن العشرين وأدار البلد خلال مرحلة الحرب العراقية ¯ الإيرانية التي شهدت فصولها مداخلات سياسية وامنية وإرهابية مهمة للغاية سجلت أحداثها الجسام في التاريخ الديبلوماسي للمنطقة, وهي أحداث مرعبة بتجلياتها ونتائجها .
وطبعا لو قرر السيد مير حسين موسوي تنفيذ تهديده فعلا وأطلق لسانه وعنان ذاكرته لتفجر قنبلة نووية حقيقية في المنطقة ستكون لها تداعياتها الخطرة على الكثير من الوجوه والأسماء والمسميات, فتلك المرحلة قد شهدت بداية تبلور وصعود المشروع التبشيري الإيراني الذي انطلق من العراق ليلامس الشام ويستقر ويؤسس أكبر نجاحاته التعبوية والحقيقية في لبنان خصوصا فتحت جلبة وضوضاء وأشلاء مدافع الحرب الخليجية الأولى الشرسة والمنسية والماراثونية تمت صفقات إقليمية ودولية مهمة وتمدد المشروع الإيراني إقليميا, وتعزز الإرهاب الدولي الذي شهد بداية التصعيد في الخليج العربي مع سياسة خطف الطائرات وتمويل الجماعات الطائفية وتوريطها بأفعال إرهابية رسمت ملامحها الدموية على شعوب المنطقة .
سيتحدث موسوي حتما عن الجهود الإيرانية لزرع وتقوية الجماعات الطائفية في العراق والتي فجرت الموقف هناك وسارعت في التعجيل بإندلاع الحرب بين العراق وإيران منذ عام 1979 وحيث شمل الدعم اللوجستي والتسليحي والاستخباري والإعلامي جماعات "الدعوة" و"المجاهدين" و"العمل الإسلامي" وغيرها من التنظيمات الإسلامية والطائفية الأولى في العراق مما فجر الأوضاع بشكل شامل فيما بعد, وسيتحدث الموسوي بكل تأكيد عن دور الحرس الثوري الإيراني في سورية ولبنان خلال مرحلة الإحتلال السوري للبنان في تمويل وتنظيم وتأسيس الخلايا الأولى لـ"حزب الله" بالإستعانة بالعراقيين وغيرهم وتنفيذهم للأعمال الإرهابية الكبرى في لبنان في تفجير السفارتين الأميركية والفرنسية وقبلهما السفارة العراقية عام 1981 ودور حزب "الدعوة" العراقي اللوجستي والفاعل في تلك العمليات إضافة الى الدور التنظيمي والتعبوي الذي مارسته جماعة "المجلس الأعلى" بالتعاون مع المخابرات السورية في تجنيد المتطوعين من الانتحاريين الذين تعرضوا لعمليات غسل دماغ وتحبيذ للإنتحار أو "الشهادة " كما يقولون! من أجل تنفيذ الأجندة الإيرانية الرسمية والمقررة .
سيتحدث موسوي عن الأطراف الفاعلة والحقيقية التي خطفت طائرات "كاظمة" و"الجابرية"الكويتيتان ودور الجماعات الإرهابية في لبنان والعراق بتلك العمليات التي مولتها وخططتها ونفذتها مخابرات الحرس الثوري بالتعاون اللوجستي الوثيق والمهم جدا مع مخابرات القوة الجوية السورية التي تورطت فيما بعد بعملية نزار هنداوي ومحاولة تفجير طائرة "العال" الإسرائيلية في مطار هيثرو اللندني! مع ما يعني فتح ذلك الملف الشائك من تداعيات طمرها الزمن والتقادم? سيفضح موسوي بكل تأكيد الدور الإيراني المفجع الكبير في تجنيد الخلايا الإرهابية والطائفية في الكويت والبحرين والمملكة العربية السعودية وسيفضح الدور الإيراني الخطير في أحداث الشغب الدموية الإيرانية السنوية في موسم الحج ونتائجه الكارثية التي أسفرت عن سقوط آلاف الضحايا الأبرياء من دون مبرر حقيقي, كما سيفضح أيضا الخلايا الإرهابية الخليجية التي تورطت في تفجيرات الحرم المكي عام 1989.
أي أن الموسوي لو فعلها حقا وهو لن يفعلها بالتأكيد فإنه سيفتح بوابة جهنم على النظام الإيراني وسيعيد صياغة التاريخ الإرهابي للشرق الأوسط, طبعا جميع المراقبين يعلمون وفي حالة إحاطة بالنشاط الإيراني ولكن تأكيده الموثق من قبل أهم قيادات الدولة الإيرانية سيعطي للموضوع نكهة خاصة وتداعيات خطيرة لا تخطئ العين الخبيرة قراءة دلالاتها وأبعادها وحتى نتائجها , خصوصا وإن زميله الآخر آية الله مهدي كروبي كان يشغل منصب رئيس حملات الحج الإيرانية بكل "بلاويها" وملفاتها المعروفة والدموية .
أعتقد والله أعلم إن السيد موسوي لن يذهب أبعد من التهديد اللفظي بكشف المستور وفضح المخبوء , لأنه بحكم التجربة يعلم مليا بإن غرق السفينة الإيرانية أي النظام الإيراني يعني غرقه هو أيضا ولكنه بذلك التهديد قد فضح وعرى كل شيء ولا حاجة بنا بعد ذلك لمعرفة التفاصيل الدقيقة! , فنشر الغسيل الإيراني الوسخ هوأهم حصيلة للصراع الداخلي الشرس, ودماء الشعوب والأبرياء تظل أبد الدهر عن الثأر تستفهم! وليس هناك ثأر أشد من فضح المجرمين والإرهابيين والقتلة المتسربلين برداء المذهبية والدين, وقد فعلها مير حسين موسوي مشكورا وفضح المخبوء وقرع أجراس الفضيحة, ولا عزاء للإرهابيين والدجالين وقتلة الشعوب.
• كاتب عراقي
dawoodalbasri@hotmail.com
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:07 pm من طرف Gulf Knight
» الوصول إلى أي مكان في العالم خلال أقل من ساعة هدف أميركي قد يتحقق اليوم
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:02 pm من طرف Gulf Knight
» إسرائيل تبحث شراء وسائل قتالية أميركية مستعملة فى العراق
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:00 pm من طرف Gulf Knight
» كتيبة بنيامين تجدد التأكيد على جهوزية الجيش الإسرائيلي لمواجهات سبتمبر
الإثنين أغسطس 15, 2011 3:59 pm من طرف Gulf Knight
» قبيل الانسحاب: العراق يتسلّم 22 مروحية مي-17 محدّثة من شركة ARINC الأميركية
الخميس أغسطس 11, 2011 6:30 pm من طرف Gulf Knight
» أفغانستان تتسلم 9 مروحيات "مي-17" من روسيا بحلول نهاية العام
الخميس أغسطس 11, 2011 6:29 pm من طرف Gulf Knight
» مناورات جوية لقوات دول الاتحاد السوفياتي السابق لمكافحة الإرهاب
الخميس أغسطس 11, 2011 6:28 pm من طرف Gulf Knight
» روسيا تطوّر نظامي الدفاع الجوي الجديدين: مارفي و فيتياز
الخميس أغسطس 11, 2011 6:27 pm من طرف Gulf Knight
» إختفاء صواريخ مضادة للدروع من معسكر إسرائيلي في الجولان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:26 pm من طرف Gulf Knight
» إسرائيل تطور طائرة جديدة دون طيار
الخميس أغسطس 11, 2011 6:25 pm من طرف Gulf Knight
» إسقاط مروحية تشينوك في أفغانستان يودي بحياة 31 جندياً أميركياً و7 جنود أفغان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:23 pm من طرف Gulf Knight
» دبابات الجيش السوري تقتحم مدينتي سراقب وقصير
الخميس أغسطس 11, 2011 6:22 pm من طرف Gulf Knight
» أحزاب الشيطان من طهران إلى العراق ولبنان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:20 pm من طرف Gulf Knight
» سوريا وتركيا.. لقاء الوداع؟
الخميس أغسطس 11, 2011 6:19 pm من طرف Gulf Knight
» سوريا: تصورات نهاية النظام
الخميس أغسطس 11, 2011 6:19 pm من طرف Gulf Knight