الدفاع الجوي عن الأهداف الحيوية
المقدمة
أولاً: مستويات وأسس الدفاع الجوي
ثانياً: المعلومات وأهميتها
ثالثاً: ملامح معركة الدفاع الجوي وموقف قواتنا
رابعاً: اختيار منظومة أسلحة الدفاع الجوي الملائمة
خامساً: تكامل الدفاعات
سادساً: الجاهزية القتالية
سابعاً: المفاجأة، والمفاجأة المضادّة
ثامناً: القدرة على الصمود والفاعلية
تاسعاً: الحشد والمناورة
عاشراً: إعداد المقاتل والقيادة
الأشكال
المصادر والمراجع
المقدمة
تحتوي أراضي كل دولة، ومسارح عملياتها، على مجموعة من الأهداف الحيوية، التي تختلف نوعاً وأهمية، وهي تشمل:
1. الأهداف الإستراتيجية، مثل العاصمة السياسية، ومراكز القيادة العليا، والمنشآت الصناعية المهمة، وكلها تؤثر تأثيراً بالغاً في قدرة الدولة على مواصلة الحرب. ويؤدي سقوطها أو تدميرها، إلى تغييرات جذرية في الموقفين، السياسي والعسكري معاً.
2. الأهداف العسكرية، ذات الاتصال المباشر بالعمليات الحربية، مثل مراكز القيادة والاتصالات، وتجمعات القتال للقوات البرية، والقواعد الجوية والبحرية، ومواقع الصواريخ العملياتية، والاحتياطيات الإستراتيجية والعملياتية، ومصانع الأسلحة، وما إلى ذلك، وكلها ذات تأثير مباشر في سير العمليات.
3. الأهداف الاقتصادية، وتتصل بالصناعة والزراعة، والنفط والتعدين ... إلخ. ويؤثر الموقف الاقتصادي في قدرة الدولة على مواصلة الحرب.
4. الأهداف السياسية، وتشمل المؤسسات الحكومية والإدارية، التي تُكوِّن البناء السياسي للدولة، وتنظّم الحياة اليومية للشعب، في شتى المجالات.
أولاً: مستويات وأسس الدفاع الجوي
1. مستويات الدفاع الجوي
أ. أقسام الدفاع الجوي
لقد قسم الدفاع الجوي، وفق معيار الارتباط وتنظيم قوى ووسائل الدفاع الجوي، إلى قسمين رئيسيين، وذلك بناء على نوع المهمة الموكولة إليه، والعمليات التي قد يكلف بها، ونوع المنطقة المدافع عنها. ويتكون كل قسم من شبكة متكاملة، من أسلحة الدفاع الجوي المختلفة، حسب متطلبات الدفاع المراد إنشاؤه. وهذان القسمان هما:
(1) دفاع جوي إقليمي
تؤمِّن وحداته الحماية الجوية للأهداف، الحيوية والإستراتيجية، في الدولة، كالمؤسسات العامة والمصانع والموانئ والمطارات والمدن ... إلخ. ويبنى الدفاع عن تلك المنشآت الوطنية المهمة، لأن إلحاق الضرر بها، يؤدي إلى اهتزاز الصمود الوطني، سواء من الناحية الاقتصادية أو النفسية. لذا، يجب أن يخطط الدفاع عن تلك المنشآت تخطيطاً دقيقاً ومتكاملاً، يحقق السيطرة على سماء المنطقة المدافع عنها، وذلك بصد الطائرات المغيرة، قبْل أن تقترب إلى مواقع، تهدد منها سلامة المنطقة. ولكي يتحقق ذلك، لا بد أن يتهيأ لذلك النوع من الدفاع ما يلي:
(أ) أجهزة إنذار مبكر، تتمكن من اكتشاف الأهداف الجوية، على ارتفاعات مختلفة.
(ب) مركز قيادة وسيطرة، يتولى إدارة المعركة الجوية، وينسق جهود أسلحة الدفاع الجوي المختلفة (طائرات اعتراضية، صواريخ، مدفعية ... إلخ).
(ج) شبكة من أسلحة الدفاع الجوي، المختلفة المدى والارتفاع والكفاءة (صواريخ متوسطة المدى، صواريخ قصيرة المدى، مدفعية مضادّة).
(د) طائرات اعتراضية.
(2) دفاع جوي مسرح عمليات
ويعرف بـ"الدفاع الجوي التكتيكي"، على أساس أن الدفاع الجوي الإقليمي، يمثل الدفاع الجوي الإستراتيجي. كما يطلق عليه "الدفاع الجوي عن القوات في مسارح العمليات"، سواء برية أو بحرية. وهذا النوع من الدفاع تضطلع به وحدات الدفاع الجوي العضوية، والوحدات المساندة لها، لحماية التشكيلات الميدانية، ومناطق الإسناد والتجمع، ومراكز القيادات. ومصدر الخطر على هذه التشكيلات، يكمن في الطائرات ذات الارتفاع المنخفض، ومن أجل ذلك، فهو يُصمم تصميماً، يوفر لوحداته الخصائص التالية:
(أ) خفة الحركة.
(ب) الرؤية.
(ج) كثافة النيران.
(د) أجهزة تسديد دقيقة.
(هـ) الميدان الجيد للرمي.
ويقسم الدفاع الجوي عن القطاعات، عملياً، إلى نوعين هما:
· الدفاع عن النقطة: ويقصد به تنظيم وإجراءات عمل الوسائل المضادّة، المعدَّة للاشتباك على مسافات قصيرة، وارتفاعات قليلة. ويستهدف حماية مساحات صغيرة من الأرض، تنتشر عليها القوات، من مستوى لواء أو كتيبة، أو حماية أهداف محددة، كالمطارات والموانئ، والمصانع ومحطات الرادار، والجسور وقواعد إطلاق الصواريخ م/ ط.
· الدفاع عن المنطقة: ويقصد به تنظيم وإجراءات عمل الوسائل المضادّة، المعدَّة للاشتباك على مسافات متوسطة وارتفاعات متوسطة، كذلك. كما أنها تعمل، في بعض الأحيان، ضد الأهداف المحلّقة على ارتفاعات عالية، ومن مسافات تفوق المتوسطة. ويستهدف الدفاع عن المنطقة حماية أهداف أكبر، كمناطق انتشار الفرق والفيالق، والجيوش الميدانية، والقواعد الجوية الكبيرة، والمناطق الصناعية والمدن المهمة.
إن تقسيم الدفاع الجوي إلى دفاع جوي إقليمي ودفاع جوي تكتيكي، يعيبه كونه نظرياً، إلى حدٍّ ما. وذلك مرده إلى أن الدفاع الجوي عن الإقليم، يؤمن، في الوقت عينه، الدفاع الجوي عن القوات المنتشرة على هذا الإقليم (مسرح العمليات). كما أن الدفاع الجوي عن القوات مكمل، على مستوى ما، للدفاع الجوي عن أرض الإقليم. وعليه، يصعب التمييز بينهما، في بعض الأحيان. كما أن هناك تداخلاً وتكاملاً، بين الدفاع الجوي عن النقطة والدفاع الجوي عن المنطقة، كما هو الحال في الدفاع الإقليمي ودفاع مسرح العمليات.
ب. أنواع الدفاع الجوي
يمكن أن تضطلع وحدات أسلحة الدفاع الجوي بنوعين من الدفاع، وذلك وفق مكونات وخفة حركة العنصر المدافع عنه. هذان النوعان هما:
(1) الدفاع المتحرك
وفيه تستخدم وحدات الدفاع الجوي لحماية أهداف حساسة متحركة، مثل عناصر القتال، وعناصر الإسناد والقيادة والسيطرة، إذ توضع الأسلحة، البعيدة إلى متوسطة المدى، في موضع، يوفر التغطية للمنطقة، ككل. أما الأسلحة المتوسطة المدى، فتنتقل، على قفزات، كلما تقدمت وحدات الخط الأمامي. أما الأسلحة القصيرة المدى، فتوضع في الإسناد، مع عناصر المناورة الأمامية، وتواكب تحركاتها.
(2) الدفاع الثابت
وفيه تستخدم وحدات الدفاع الجوي لحماية نقاط أو مناطق حساسة ثابتة، مثل مراكز الإمداد والتموين، والمطارات والمدن، والقواعد الجوية والمنشآت الصناعية. وفيه توضع الأسلحة، البعيدة والمتوسطة المدى وضعاً، يتيح لها أن تعطي نيران متساوية، تقريباً، على أي اتجاه هجوم على هذه النقاط الحساسة، مع إمكانية التكثيف على طرق الاقتراب الأكثر احتمالاً. أما الأسلحة القصيرة المدى، فتكون مع أو بالقرب من النقطة الحساسة في وضع، يمكن جميع أسلحة الدفاع الجوي، قصيرة المدى، أن تشتبك، جميعها، مع الطائرات المهاجِمة، وذلك للتقليل من مشكلة التسديد. وتوضع الأسلحة، المتوسطة إلى البعيدة المدى، خارج النقطة الحساسة للمنطقة المدافع عنها لتوفير الاشتباك المبكر، وتكثيف النيران نحو اتجاهات الهجوم المحتملة أو غير المتوقعة.
قبْل اختتام الحديث عن أنواع الدفاع الجوي، يجب التنويه بأن المقصود بالدفاع المتحرك والدفاع الثابت، ليس كون السلاح مقصوراً أو ذاتي الحركة، كما قد يفهم. وإنما المقصود هو المهمة، التي تكلف بها وحدات وأسلحة الدفاع الجوي، هل هي هجوم أو انسحاب أو تحركات عسكرية وما شابهها في العمليات، التي تستلزم وتستوجب الحركة والدفاع عن نقاط حساسة، في وسط الإقليم، أو في المناطق الخلفية لمسرح العمليات، والتي تستوجب الثبات.
وفي جميع الأحوال، سواء كان "الدفاع الجوي عن نقطة"، أو عن منطقة، فلا بدّ أن يستوفي العناصر الأربعة الآتية:
· أسلحة إيجابية.
· عنصر إنذار.
· مركز/ مراكز عمليات.
· أجهزة/ منظومة اتصال.
مع اختلاف أعداد الأسلحة والمعدات وأنواعها، في كل حالة من الحالتين.
فعند تنظيم "الدفاع (م/ ط) المباشر عن نقطة"، تُستخدم عادة الأسلحة قصيرة المدى، مثل الصواريخ التي تُطلق من الكتف، من نوعَي ستينجر وستريلا Stinger, Strela، أو الصواريخ الخفيفة من نوع شبرال Chaparral، أو الرشاشات بأنواعها المختلفة.
وقد يُكتفَى بكتيبة مدفعية (م/ ط)، تعمل بالتسديد المكشوف. ويتوقف عدد ونوع الأسلحة والمعدات المُكلَّفة بالدفاع الجوي عن نقطة ما، على أسبقية الحماية لها ومعايير المفاضلة بين النقاط وعلى مساحة هذه النقطة، وأهميتها، وطبيعة الأرض المحيطة بها، وأبعاد التهديد الجوي ضدها.
أمّا الدفاع الجوي عن المنطقة، فإنه يعتمد على مجموعة كاملة من الأسلحة الإيجابية، وتشمل المقاتلات الاعتراضية، وعائلة متكاملة من صواريخ أرض ـ جو، والمدفعية المضادّة للطائرات. إضافة إلى شبكة استطلاع وإنذار، متكاملة، وخالية من الثغرات، وتُغطي كافة الارتفاعات. ويُقاد الدفاع الجوي عن المنطقة بوساطة شبكة متعددة المستويات، من مراكز العمليات. ويرتبط بعضها ببعض، عبْر منظومة اتصال شاملة.
2. أُسس بناء الدفاع الجوي عن المناطق والنقاط الحيوية
لا تختلف القواعد والمبادئ، الواجب إتباعها، والشروط اللازمة لبناء دفاع جوي فعّال، عن الأهداف الحيوية الكبيرة (دفاع منطقة)، عن تلك التي ينبغي مراعاتها، عند تنظيم الدفاع الجوي عن هدف حيوي صغير (دفاع نقطة)، وإنْ اختلف المستوى.
وقد أوضحت خبرة الحروب، التي جرت خلال العقود الثلاثة الماضية، ضرورة مراعاة الآتي، لنجاح عمليات الدفاع الجوي:
· توافر معلومات عن المهمة، والأهداف الحيوية، والعدو الجوي، وقواتنا.
· اختيار منظومة أسلحة الدفاع الملائمة.
· تخطيط جيّد، يحقق تكامل الدفاع.
· الاستعداد القتالي العالي للقوات (الجاهزية القتالية).
· إجراءات كفيلة بحرمان العدو الجوي من تحقيق المفاجأة، وانتزاع المفاجأة منه (وتسمى المفاجأة المضادّة).
· فاعلية الدفاع الجوي، وقدرته على الصمود في مواجَهة الهجمات الجوية المعادية.
· تنفيذ مبدأ الحشد، بعد دراسة جيدة، على الرغم من محدودية الإمكانات.
· المناورة، بصورها المختلفة، بما في ذلك المناورة الإلكترونية.
· إعداد المقاتل إعداداً جيّداً.
· توافر قيادات على مستوى عالٍ من الكفاءة.
ثانياً: المعلومات وأهميتها
تُعَدّ المعلومات، الوافية الدقيقة الموثوقة، في الدفاع الجوي، الضوء الذي ينير طريق النصر للقوات. أمّا غيابها، أو افتقادها الدقة، فيؤدي إلى كوارث مدمِّرة. وتشمل المعلومات، التي يحتاج إليها الدفاع الجوي، الآتي:
1. المهمة
تصدر المهمة، شفوياً أو تحريرياً، إلى القائد، المنوط به تنفيذها، وتُدعَّم بأمر عمليات مكتوب، ويحدد فيها عناصر تحليل المهمة والهدف أو الأهداف الحيوية، المقرر حمايتها من الهجوم الجوي، ووقت الاستعداد، وبعض المهام الفرعية. وعند تحليل المهمة يجب أن نضع في اعتبارنا النقاط التالية:
أ. الهدف النهائي للعملية التي ستتم مساندتها.
ب. الواجبات الأساسية والضمنية، ودرجة المخاطرة المقبولة للمعدات، خاصة الثقيلة منها (كالباتريوت)، الهوك، الشاهين، المدفعية المضادة عيار (35 مم).
ج. جوانب القوة والضعف لكافة أنظمة الدفاع الجوي المستخدمة في الدفاع.
د. المهام المستقبلية المحتملة.
هـ. عدد ونوع المنشآت والمرافق الحيوية، أو الوحدات المراد الدفاع عنها وترتيبها ضمن جدول الأسبقيات.
و. تحديد أفضل توزيع لأسلحة الدفاع الجوي المكلفة بتنفيذ المهمة.
2. دراسة الأهداف الحيوية
تُجري القيادة العامة للقوات المسلحة (رئاسة هيئة الأركان العامة) دراسة مُوَسَّعة، لتحديد الأهداف الحيوية، تشترك فيها الوزارات، والهيئات المختلفة، وتستغرق فترة غير قصيرة، وتهدف إلى:
أ. حصْر جميع الأهداف الحيوية، في الدولة.
ب. توصيف هذه الأهداف ، وتحديد فئاتها.
ج. تحديد درجة أهمية كل هدف.
د. وضْع أسبقيات لها.
وتُراجَع هذه الدراسة، دورياً، لإضافة الجديد إليها، وتعديل الأسبقيات، إذا دعت الحاجة إلى ذلك. عندما يتلقّى قائد الدفاع الجوي (عن الدولة، أو المنطقة الحيوية، أو الهدف الحيوي)، مهمته للدفاع عن هدف/أهداف حيوية، فإنه يبدأ، مع هيئة قيادته، في دراسة النقاط الآتية:
أ. نوع الهدف الحيوي (قاعدة جوية ـ قاعدة بحرية ـ مدينة ـ مصافي نفط ـ منطقة حشد للقوات ـ مصنع حربي ... إلخ).
ب. درجة أهمية الهدف الحيوي.
ج. أبعاده.
د. طبيعة الأرض المحيطة به، وصلاحيتها للدفاع.
هـ. موقعه، بعداً وقرباً، من جبهة القتال.
و. وضْعه، بالنسبة إلى منظومة الدفاع الجوي الأكبر.
ز. تشكيلات الدفاع الجوي المتعاونة.
ثم يخرج من هذه الدراسة بأفكار مبدئية، حول الآتي:
أ. عدد ونوع المعدات والأسلحة، اللازمة للدفاع عن هذه الأهداف الحيوية.
ب. خطة تمركز الوحدات، بما في ذلك المواقع الرئيسية والبديلة والهيكلية، ومراكز قيادتها الرئيسية والبديلة، ومنظومة الاتصال، وخطة الخداع ... إلخ.
ج. خطة الإنذار (مواقع الرادار، نوع الأجهزة في كل موقع، الدفاع م/ ط المباشر والدفاع المحلي لهذه المواقع، أسلوب إذاعة الإنذار، ومستوياته ... إلخ).
ثم يُعيد القائد، وهيئة قيادته، الدراسة، مرَّة ثانية، من وجهة نظر العدو. على أساس من المعرفة العميقة، الشاملة، بكل ما يتعلق بالعدو، الذي سيواجهونه. وتهدف الدراسة، في هذه المرَّة، إلى تحديد مجموعة من العوامل، تشمل الآتي:
أ. عدد الطائرات، التي ستهاجم الهدف الحيوي، في موجات الهجوم المختلفة.
ب. تشكيل الهجوم.
ج. اتجاهات الاقتراب المحتمَلة.
د. الأهداف الحيوية الفرعية، التي سيهاجمها العدو.
هـ. الأسلحة المستخدمة في الهجوم.
و. الاستطلاع الإلكتروني، والإعاقة الإلكترونية المعادية.
ز. توقيت الهجوم المحتمَل.
مثال على ذلك: إذا كُلِّف القائد بالدفاع عن قاعدة جوية رئيسية، قريبة من جبهة القتال، وتتمركز فيها قاذفات مقاتلة حديثة، فعليه أن يتوقع، ويحدد الآتي:
· ستكون هذه القاعدة، ضمن أهداف الضربة الجوية الرئيسية الأولى، وإنها ستُهاجَم غير مرة.
· سيراوح عدد الطائرات المعادية، في الهجمة الأولى، بين … و... وفي الهجمات التالية … … (بناء على حساب إمكانات العدو).
· طرق الاقتراب المحتمَلة، هي، بالترتيب، كالآتي ... ، ... ، ... .
· سيشمل تشكيل الهجوم، الآتي:
· مجموعة إسكات، لقصف مواقع الدفاع الجوي عن القاعدة، وتستخدم الصواريخ المضادّة للإشعاع، من نوع ....
· مجموعة قصف الهدف الحيوي، لتدمير مدارج الطيران، ودشم الطائرات، ومركز القيادة. وتستخدم الأسلحة الآتية ... ، ... .
· مجموعة الحراسة، وتتكون من المقاتلات الاعتراضية، لحماية طائرات الهجوم من تدخل المقاتلات الاعتراضية.
· مجموعة الإعاقة الإلكترونية ، وتشمل طائرات من نوع ... ونوع ... وتُوجَّه إعاقة إلكترونية إيجابية ... وسلبية ....
· طائرات استطلاع إلكتروني، وتحلِّق ... .
· طائرات قيادة وسيطرة، لإدارة عملية الهجوم الجوي.
· طائرات الهجوم مجهَّزة بمعدات تحذير ضد صواريخ الدفاع الجوي، ومزوَّدة بمعدات إعاقة إلكترونية سلبية، من نوع ... وإيجابية ... .
· أساليب الهجوم، ومسافات إطلاق الأسلحة المتوقَّعة، هي ... .
ومن المفضل، أن تضع القيادة غير سيناريو للأحداث، وبعد مناقشتها، تتضح المهمة تماماً. ويمكن أن تتبلور الخطة، التي تحقِّق دفاعاً جوياً فعالاً، إذا روعيت فيها القواعد والمبادئ، التي ستذكَر في هذه الدراسة.
3. معلومات عن العدو
تُمثل معرفة العدو، أول الطريق إلى هزيمته. فالدفاع الجوي يحتاج إلى معلومات، لأن يقاتل قوة ملموسة، لها أبعاد محددة. ولهذا، يجب أن يعرف عنها كل شيء.
وتتعاون أجهزة الاستخبارات، ووسائل الاستطلاع المختلفة، مع قوات الدفاع الجوي، على الحصول على المعلومات الآتية عن القوات الجوية المعادية:
أ. عدد الطائرات وأنواعها، وسرعتها، ومداها، ونسبة صلاحيتها للقتال.
ب. القواعد الجوية (عددها، وتمركزها، وتجهيزها، وبُعدها عن الحدود).
ج. عدد الطيارين، ومستواهم، وفئاتهم، وعدد الطلعات اليومية، التي يستطيع الطيار تنفيذها في يوم القتال الأول، والثاني، والثالث ... وهكذا.
د. ومن المعلومات السابقة، يمكِن تحديد عدد الطلعات الجوية المعادية المتوقّعة (كثافة الهجوم الجوي).
هـ. خُطط العدو، وأهداف الهجوم.
و. بإضافة هذه المعلومة، يمكِن توزيع عدد الطائرات المهاجمة على الأهداف الحيوية.
ز. تكتيكات العدو الجوي، وأساليبه للاقتراب. وبهذا، يمكِن استنتاج اتجاهات الاقتراب، وارتفاعاتها.
ح. أنواع الأسلحة، وكيفية إطلاقها، وقدراتها التدميرية، وتصميم كل سلاح، بالتفصيل، لمعرفة مَواطن قوّته، ونقاط ضعفه؛ وكل سلاح له نقاط ضعف، يمكِن استغلالها لشل فاعليته.
ط. معدات الحرب الإلكترونية، بالتفصيل، ومنها يمكن اتخاذ الإجراءات المضادّة، وتدريب القوات على مواجهتها، وتوجيه إعاقة إلكترونية، ضد الأجهزة الموجودة في الطائرات المعادية.
ي. اتصالات العدو بالدول والشركات المنتجة للطائرات ومعداتها، والأسلحة جو/أرض، جو/جو، والتعاقدات الجاري التفاوض في شأنها، أو تنفيذها.
ك. صناعة الطيران، والصناعات المتصلة بها، لدى العدو. وبهذا، يمكِن متابعة التطور في القوات الجوية المعادية.
ل. أساليب الهجوم الجوي بالأسلحة المختلفة، ضد الأهداف الحيوية. ويمكِن الحصول على هذه المعلومة من مراقبة تدريبات العدو اليومية، ومناوراته الجوية، وتحليل العمليات الجوية، التي يجريها في مختلف المواقع. ومن ذلك، يمكِن تصوُّر شكل الهجوم على الهدف أو الأهداف الحيوية، ووضْع الخطط الكفيلة بإحباطه، وتدريب القوات عليها.
م. إعادة تمركز الطائرات المعادية في القواعد المختلفة.
ن. أوضاع استعداد الطائرات، والوقت اللازم للإقلاع من كل وضع. وهو أحد المؤشرات، التي تساعد على تحديد نية الهجوم لدى العدو، والتوقيتات المتوقَّعة للبدء فيه.
س. أسلوب القيادة والسيطرة على العمليات من الأرض أو من طائرات أواكس AWACS.
ع. مراكز توجيه المقاتلات، ووسائله.
وتهدف دراسة العدو إلى الوصول إلى النتائج الآتية:
أ. وضع صورة أقرب ما تكون إلى الواقع، الذي سوف يواجِه الدفاع الجوي، في العمليات المقبِلة.
ب. تحديد المعدات والأسلحة الملائمة، كمّاً ونوعاً، وإعداد القوات الإعداد الملائم، وبناء تجميع الدفاع الجوي، القادر على صدّ الهجوم الجوي المعادي، واستنباط الأساليب الفاعلة لتحييد أسلحته.
ويصبح هذا كله بلا معنى، إنْ لم يُتابَع؛ حتى يمكِن تجديد هذه المعلومات بصفة مستمرة، وتطوير الخطط والأساليب المضادّة وفقاً لها. والواقع، أن المعلومات هي الأساس، الذي يُبنَى عليه القرار. والقرار الذي يُبنَى على معلومات غير محدثة، هو، بالتأكيد، قرار خاطئ، مهْما بُذِل فيه من جهد؛ فقد كان صالحاً لموقف سابق. ولكنه لا يتلاءم مع ما استجدّ من أمور؛ والعدو يطور إمكاناته بصفة مستمرة.
والخلاصة، أن العدو يجب أن يكون كتاباً مفتوحاً، مقروءاً، ومفهوماً، ومتجدداً بصفة مستمرة، أمام قادة ووحدات الدفاع الجوي.
ثالثاً: ملامح معركة الدفاع الجوي وموقف قواتنا
1. ملامح معركة الدفاع الجوي
تتّسم معركة الدفاع الجوي بمجموعة من الملامح الخاصة، من أهمها الآتي:
أ. قدرة العدو الجوية على مهاجَمة جميع الأهداف الحيوية في المنطقة المدافَع عنها، في وقت واحد، بعدد كبير من الطائرات.
ب. فاصل زمني محدود، بين الهجمة الجوية والأخرى. ولاسيما إذا كان لهذه الأهداف الحيوية، أهمية خاصة، من وجهة نظر العدو، مثل مواقع رادار الإنذار، في بداية العمليات، ومواقع صواريخ أرض/جو، وأرض/أرض، ومناطق حشد القوات البرية، التي تتأهب للهجوم، والجسور والمعابر، التي ستعبُر عليها، إذا كان هناك مانع مائي، يفصِل بين القوات المتحاربة والقواعد الجوية ... وما إلى ذلك.
ج. طرق اقتراب مفتوحة، من جميع الاتجاهات، أمام الطائرات المعادية، فقد يؤثِر العدو بعضها على الآخر. ولكن ليس هناك ما يمنعه من الاقتراب من أي منها. ومن ثَمّ، فعلى الدفاع الجوي، أن يتوقع الهجوم الجوي من كل الاتجاهات.
د. حرية العمل، على جميع الارتفاعات، متاحة للطائرات المعادية.
هـ. زمن إنذار محدود، لا يزيد على دقائق معدودة، في أحسن الأحوال. وحرمان وحدات الدفاع الجوي، استطراداً، من الوقت الكافي للاستعداد، على الرغم مما يحتاج إليه هذا الاستعداد من إجراءات كثيرة.
و. اعتماد العدو، بشكل موسَّع، على العديد من معدات الحرب الإلكترونية. وتشمل طائرات الاستطلاع الإلكتروني، وطائرات الإعاقة الإلكترونية، ومراكز حرب إلكترونية برِّية، وهي ذات إمكانات كبيرة، إضافة إلى ما تحمِله طائرات الهجوم من معدات إعاقة، رادارية وحرارية، بعضها إيجابي، وبعضها سلبي، وجميعها قادر على "إعماء" أجهزة استطلاع الدفاع الجوي، وتضليل النوعيات المختلفة من الصواريخ. كما تُجهَّز جميع طائرات القتال الحديثة، بأجهزة تحذير من صواريخ أرض / جو MAWS Missile Approach Warning System ، وأجهزة استقبال، لتنبّه الطيار عندما يدخل في نطاق الكشف الراداري للدفاع الجوي المعادي RWR Radar Warning Receiver وتعمل هذه الأجهزة، كذلك، على تحليل الطاقة الكهرومغناطيسية، التي تبثّها أجهزة رادار الدفاع، وتحدد خواصّها.
ز. تسليح متطور ومتنوع، للطائرات المهاجمة، قادر على إنزال خسائر كبيرة بالأهداف الحيوية، لو نجحت الطائرات في قصْفها.
ح. اشتراك أعداد كبيرة ومتنوعة من معدات الدفاع الجوي وأسلحته، في المعركة. وهو ما يحتاج إلى تنسيق جيّد بين هذه الأسلحة، وسيطرة حاسمة، وخدمات إدارية متنوعة، حتى يمكِن تحقيق أقصى عائد قتالي من هذه القوات.
ط. صعوبة اكتشاف الطائرات المهاجِمة، لِصِغر حجمها، وسرعتها العالية، وقدرتها على المناورة، ومهارة الطيار في الاستفادة من طبوغرافية الأرض، للاقتراب المستور.
ي. قِلة زمن الاشتباك، المتاح لسلاح الدفاع الجوي. فإذا كانت سرعة الطائرة المعادية 900 كم/ ساعة فقط، وكان مدى الصاروخ 15كم، فإن معركة الصاروخ مع هذه الطائرة، لا تستغرق سوى دقيقة واحدة. أما إذا كان الصاروخ أرض / جو قصير المدى (5 كم)، فإن زمن الاشتباك، المتاح له، لا يتجاوز 20 ثانية. وعليه في هذه الثواني القليلة، أن يُدمِّر الهدف.
2. إلمام شامل ودقيق بموقف قواتنا، ويشمل معلومات عن:
أ. عدد الوحدات
إن أول سؤال يتبادر إلى ذهن القائد هو: "هل يكفي عدد الوحدات الموجودة تحت إمرته، لبناء منظومة دفاع جوي، قادرة على مواجَهة كمّ الهجمات الجوية المتوقعة؟".
ومن البديهي أن الإجابة عن هذا السؤال، تعتمد، أساساً، على معرفة دقيقة، وشاملة، بالعدو الجوي، وتقدير سليم لأهمية الأهداف الحيويةـ المُكلَّف بالدفاع عنها ـ من وجهة نظره.
وإذا تبين للقائد أن ما لديه من وحدات الإنذار وصواريخ أرض/ جو والمدفعية م/ ط، هو غير كافٍ، فعليه أن يحدد مطالبه، ويرفعها إلى القيادة الأعلى.
وتكاد تُجمع كتب التاريخ على أن القائد، يخرج من هذه الدراسة، في العادة، وهو قلق من عدم كفاية ما لديه لتحقيق المهمة. ولكن عليه أن يضع في حسبانه أن لعدوه نقاط ضعفه هو الآخر، وأنه يعاني نقصاً في هذا المجال أو ذاك. ولقد عانت قوات التحالف، أثناء حرب تحرير الكويت، نقص الإمكانات، في بعض المجالات. وكان من أوضحها عدم كفاية أجهزة الاستطلاع، اللازمة لتحقيق اكتشاف وإنذار مبكر من صواريخ سكود Scud العراقية.
وعلى ذلك، فيجب ألاّ يتوقع القائد أن تلبى كل مطالبه؛ فهذا لا يحدث على أرض الواقع.
ب. نوعية الأسلحة والمعدات
يراجع القائد الخواصّ، الفنية والتكتيكية، لأسلحته ومعداته، مسترشداً في ذلك بالمواصفات المثالية المذكورة في هذه الدراسة، ونوعية الطائرات المعادية، وتسليحها، وتجهيزاتها الإلكترونية. وذلك بهدف التحديد الواقعي لإمكاناتها القتالية، ومعرفة ما بها من أوجُه الضعف.
وعادة ما يتضح من هذه الدراسة، أنه يمكِن إجراء بعض التعديلات، أو الإضافات، محلياً، بالإمكانات الذاتية، أو بمساعدة دول صديقة.
فعلى سبيل المثال، تمكَّن الدفاع الجوي المصري، قبل حرب أكتوبر 1973، من تعديل صواريخ سام-2 Sam-2 ، إذ أضاف إليها قدرات جديدة على الاشتباك بالطائرات، التي تحلِّق على ارتفاعات منخفضة نسبياً. وكان ذلك مفاجأة للطيران الإسرائيلي. كما جُهِّزت معدات الرادار والصواريخ بأجهزة Identification Friend or Foe IFF حديثة، مما كان له أثر إيجابي في سرعة ودقة تمييز الطائرات الصديقة من المعادية، ومَن ثمّ، سرعة استيضاح الموقف الجوي، أثناء القتال. وكذا، تأمين الطائرات الصديقة.
كما رُفِعت هوائيات بعض أجهزة الرادار على صوارٍ، ومن ثمّ ازداد مدى كشفها، وازدادت قدرتها على اكتشاف الطائرات، التي تُحلِّق قريباً من الأرض.
وهذه بعض الأمثلة التي توضح، أنه حتى الدول التي لا تصنع سلاحها، يمكِنها إجراء بعض التعديلات المهمة، التي ترفع من إمكاناتها القتالية بوضوح.
وعلاوة على ذلك، فإن معرفة عيوب الأسلحة والمعدات، تتيح الفرصة للتغلب عليها، سواء بالتخطيط الجيد، أو بابتكار وسائل استخدام وأساليب تكتيكية جديدة.
ج. الحالة الفنية للأسلحة والمعدات
تُعَدّ الحالة الفنية للأسلحة والمعدات (الصلاحية)، من أهم العوامل التي تُحَدِّد قدرة الوحدة على الاستمرار في القتال لفترات طويلة، من دون خلل أو أعطال. ولهذا، يدفع القائد بمجموعات من المهندسين إلى تقدير الحالة الفنية للوحدات، وإصلاح ما يمكِن إصلاحه داخل المواقع، ووضع خطة شاملة لرفع كفاءة جميع الوحدات، وتحديد ما يجب سحبه إلى الورش، من دون الإخلال بأوضاع (درجات) الاستعداد، المحدَّدة من القيادة الأعلى، مع مراعاة الوقت المتيسر لتنفيذ هذه الإجراءات.
د. الذخائر وقطع الغيار
يُقدِّر القائد كميات الذخائر التي يحتاج إليها، وكذلك أنواعها، بناءً على كثافة الهجوم الجوي المتوقع، ومعدل النيران لكل سلاح. كما يسحب قطع الغيار والأجزاء الاحتياطية، التي يحتاج إليها، بناءً على معدلات الاستهلاك، ومدى تعرّض هذه الأجزاء للإصابة والتدمير، (المعروف أن الهوائيات هي أكثر الأجزاء تعرّضاً للقصف).
وتُجري هذه الدراسة، عادة، القيادة الأعلى (قيادة قوات الدفاع الجوي)، واضعة في حسبانها الآتي:
(1) الكميات المتاحة.
(2) إمكانية الحصول على هذه الاحتياجات، قبْل الحرب وأثناءها، وسرعة الإمداد بها.
(3) معدلات الاستهلاك.
(4) مدة الحرب المتوقعة.
هـ. كفاءة القيادات والقوات
من البديهي، أن يكون القائد، وهيئة قيادته، على دراية بمستوى قادته المرؤوسين، وقياداته الفرعية، وقواته. ومع ذلك، فإن تقدير الموقف، الذي يجريه بعد استلام المهمة، يجب أن يشمل مراجعة دقيقة لمستوى هذه القوات. وأسرع طريقة لذلك، هي إعادة دراسة تقارير المشروعات التدريبية، التي نفذتها الوحدات، في الأشهر الأخيرة، والإجراءات التي اتُّخذت للتغلب على مشاكلها، وما حققته هذه الإجراءات من نجاح. ثم إجراء مشروع تدريبي اختباري للوحدات، لتقرير الموقف الحالي، بواقعية. ويجب أن تشمل هذه التدريبات تجهيزات مراكز القيادة، وشبكات القيادة والسيطرة، والإنذار، إضافة إلى مستوى القادة المرؤوسين، وقدرتهم على التصرف في المواقف القتالية الصعبة، وإجادتهم العمل في حالات "لامركزية" القيادة ذاتياً، عندما يتعذر الاتصال بالقيادة الأعلى، ومدى إلمامهم بإمكانات العدو وأساليبه وأسلحته. ومن البديهي، أن تشمل هذه الدراسة مستوى الجنود كذلك.
وبناءً على ذلك، توضع خطة لرفع المستوى، تشمل دورات تدريبية مُركّزة، تُنفَّذ محلياً، على مستوى الوحدة، أو التشكيل، وقد تُنفَّذ على مستوى أكبر، إذا احتاجت إلى إمكانات خارج قدرة التشكيل.
كما يدفع القائد بمجموعات إلى مراجعة موقف الوحدات، وتكون لها الصلاحية لحل مشاكل الوحدات المرؤوسة، من الفور.
و. إجراءات أخرى
ويشمل تقدير موقف قواتنا كذلك، مراجعة تشكيل القتال الحالي، من حيث كفاءة انتخاب المواقع، وقُدرة التحصينات على الصمود لأحدث ما لدى العدو من أسلحة، وتأمين المواقع البديلة، ومحاور التحرك، وإجراءات التأمين الفني، وخطة الإخفاء والخداع ونسَب استكمال الأفراد والأسلحة والمعدات.
ومن البديهي، أن يدرس القائد، وهيئة قيادته، خطة الدفاع الحاليةـ إن وُجدت ـ بما في ذلك خطة الإنذار، وخطة الدفاع ضد العدو البري، وتطويرها، إذا لزم الأمر.
المقدمة
أولاً: مستويات وأسس الدفاع الجوي
ثانياً: المعلومات وأهميتها
ثالثاً: ملامح معركة الدفاع الجوي وموقف قواتنا
رابعاً: اختيار منظومة أسلحة الدفاع الجوي الملائمة
خامساً: تكامل الدفاعات
سادساً: الجاهزية القتالية
سابعاً: المفاجأة، والمفاجأة المضادّة
ثامناً: القدرة على الصمود والفاعلية
تاسعاً: الحشد والمناورة
عاشراً: إعداد المقاتل والقيادة
الأشكال
المصادر والمراجع
المقدمة
تحتوي أراضي كل دولة، ومسارح عملياتها، على مجموعة من الأهداف الحيوية، التي تختلف نوعاً وأهمية، وهي تشمل:
1. الأهداف الإستراتيجية، مثل العاصمة السياسية، ومراكز القيادة العليا، والمنشآت الصناعية المهمة، وكلها تؤثر تأثيراً بالغاً في قدرة الدولة على مواصلة الحرب. ويؤدي سقوطها أو تدميرها، إلى تغييرات جذرية في الموقفين، السياسي والعسكري معاً.
2. الأهداف العسكرية، ذات الاتصال المباشر بالعمليات الحربية، مثل مراكز القيادة والاتصالات، وتجمعات القتال للقوات البرية، والقواعد الجوية والبحرية، ومواقع الصواريخ العملياتية، والاحتياطيات الإستراتيجية والعملياتية، ومصانع الأسلحة، وما إلى ذلك، وكلها ذات تأثير مباشر في سير العمليات.
3. الأهداف الاقتصادية، وتتصل بالصناعة والزراعة، والنفط والتعدين ... إلخ. ويؤثر الموقف الاقتصادي في قدرة الدولة على مواصلة الحرب.
4. الأهداف السياسية، وتشمل المؤسسات الحكومية والإدارية، التي تُكوِّن البناء السياسي للدولة، وتنظّم الحياة اليومية للشعب، في شتى المجالات.
أولاً: مستويات وأسس الدفاع الجوي
1. مستويات الدفاع الجوي
أ. أقسام الدفاع الجوي
لقد قسم الدفاع الجوي، وفق معيار الارتباط وتنظيم قوى ووسائل الدفاع الجوي، إلى قسمين رئيسيين، وذلك بناء على نوع المهمة الموكولة إليه، والعمليات التي قد يكلف بها، ونوع المنطقة المدافع عنها. ويتكون كل قسم من شبكة متكاملة، من أسلحة الدفاع الجوي المختلفة، حسب متطلبات الدفاع المراد إنشاؤه. وهذان القسمان هما:
(1) دفاع جوي إقليمي
تؤمِّن وحداته الحماية الجوية للأهداف، الحيوية والإستراتيجية، في الدولة، كالمؤسسات العامة والمصانع والموانئ والمطارات والمدن ... إلخ. ويبنى الدفاع عن تلك المنشآت الوطنية المهمة، لأن إلحاق الضرر بها، يؤدي إلى اهتزاز الصمود الوطني، سواء من الناحية الاقتصادية أو النفسية. لذا، يجب أن يخطط الدفاع عن تلك المنشآت تخطيطاً دقيقاً ومتكاملاً، يحقق السيطرة على سماء المنطقة المدافع عنها، وذلك بصد الطائرات المغيرة، قبْل أن تقترب إلى مواقع، تهدد منها سلامة المنطقة. ولكي يتحقق ذلك، لا بد أن يتهيأ لذلك النوع من الدفاع ما يلي:
(أ) أجهزة إنذار مبكر، تتمكن من اكتشاف الأهداف الجوية، على ارتفاعات مختلفة.
(ب) مركز قيادة وسيطرة، يتولى إدارة المعركة الجوية، وينسق جهود أسلحة الدفاع الجوي المختلفة (طائرات اعتراضية، صواريخ، مدفعية ... إلخ).
(ج) شبكة من أسلحة الدفاع الجوي، المختلفة المدى والارتفاع والكفاءة (صواريخ متوسطة المدى، صواريخ قصيرة المدى، مدفعية مضادّة).
(د) طائرات اعتراضية.
(2) دفاع جوي مسرح عمليات
ويعرف بـ"الدفاع الجوي التكتيكي"، على أساس أن الدفاع الجوي الإقليمي، يمثل الدفاع الجوي الإستراتيجي. كما يطلق عليه "الدفاع الجوي عن القوات في مسارح العمليات"، سواء برية أو بحرية. وهذا النوع من الدفاع تضطلع به وحدات الدفاع الجوي العضوية، والوحدات المساندة لها، لحماية التشكيلات الميدانية، ومناطق الإسناد والتجمع، ومراكز القيادات. ومصدر الخطر على هذه التشكيلات، يكمن في الطائرات ذات الارتفاع المنخفض، ومن أجل ذلك، فهو يُصمم تصميماً، يوفر لوحداته الخصائص التالية:
(أ) خفة الحركة.
(ب) الرؤية.
(ج) كثافة النيران.
(د) أجهزة تسديد دقيقة.
(هـ) الميدان الجيد للرمي.
ويقسم الدفاع الجوي عن القطاعات، عملياً، إلى نوعين هما:
· الدفاع عن النقطة: ويقصد به تنظيم وإجراءات عمل الوسائل المضادّة، المعدَّة للاشتباك على مسافات قصيرة، وارتفاعات قليلة. ويستهدف حماية مساحات صغيرة من الأرض، تنتشر عليها القوات، من مستوى لواء أو كتيبة، أو حماية أهداف محددة، كالمطارات والموانئ، والمصانع ومحطات الرادار، والجسور وقواعد إطلاق الصواريخ م/ ط.
· الدفاع عن المنطقة: ويقصد به تنظيم وإجراءات عمل الوسائل المضادّة، المعدَّة للاشتباك على مسافات متوسطة وارتفاعات متوسطة، كذلك. كما أنها تعمل، في بعض الأحيان، ضد الأهداف المحلّقة على ارتفاعات عالية، ومن مسافات تفوق المتوسطة. ويستهدف الدفاع عن المنطقة حماية أهداف أكبر، كمناطق انتشار الفرق والفيالق، والجيوش الميدانية، والقواعد الجوية الكبيرة، والمناطق الصناعية والمدن المهمة.
إن تقسيم الدفاع الجوي إلى دفاع جوي إقليمي ودفاع جوي تكتيكي، يعيبه كونه نظرياً، إلى حدٍّ ما. وذلك مرده إلى أن الدفاع الجوي عن الإقليم، يؤمن، في الوقت عينه، الدفاع الجوي عن القوات المنتشرة على هذا الإقليم (مسرح العمليات). كما أن الدفاع الجوي عن القوات مكمل، على مستوى ما، للدفاع الجوي عن أرض الإقليم. وعليه، يصعب التمييز بينهما، في بعض الأحيان. كما أن هناك تداخلاً وتكاملاً، بين الدفاع الجوي عن النقطة والدفاع الجوي عن المنطقة، كما هو الحال في الدفاع الإقليمي ودفاع مسرح العمليات.
ب. أنواع الدفاع الجوي
يمكن أن تضطلع وحدات أسلحة الدفاع الجوي بنوعين من الدفاع، وذلك وفق مكونات وخفة حركة العنصر المدافع عنه. هذان النوعان هما:
(1) الدفاع المتحرك
وفيه تستخدم وحدات الدفاع الجوي لحماية أهداف حساسة متحركة، مثل عناصر القتال، وعناصر الإسناد والقيادة والسيطرة، إذ توضع الأسلحة، البعيدة إلى متوسطة المدى، في موضع، يوفر التغطية للمنطقة، ككل. أما الأسلحة المتوسطة المدى، فتنتقل، على قفزات، كلما تقدمت وحدات الخط الأمامي. أما الأسلحة القصيرة المدى، فتوضع في الإسناد، مع عناصر المناورة الأمامية، وتواكب تحركاتها.
(2) الدفاع الثابت
وفيه تستخدم وحدات الدفاع الجوي لحماية نقاط أو مناطق حساسة ثابتة، مثل مراكز الإمداد والتموين، والمطارات والمدن، والقواعد الجوية والمنشآت الصناعية. وفيه توضع الأسلحة، البعيدة والمتوسطة المدى وضعاً، يتيح لها أن تعطي نيران متساوية، تقريباً، على أي اتجاه هجوم على هذه النقاط الحساسة، مع إمكانية التكثيف على طرق الاقتراب الأكثر احتمالاً. أما الأسلحة القصيرة المدى، فتكون مع أو بالقرب من النقطة الحساسة في وضع، يمكن جميع أسلحة الدفاع الجوي، قصيرة المدى، أن تشتبك، جميعها، مع الطائرات المهاجِمة، وذلك للتقليل من مشكلة التسديد. وتوضع الأسلحة، المتوسطة إلى البعيدة المدى، خارج النقطة الحساسة للمنطقة المدافع عنها لتوفير الاشتباك المبكر، وتكثيف النيران نحو اتجاهات الهجوم المحتملة أو غير المتوقعة.
قبْل اختتام الحديث عن أنواع الدفاع الجوي، يجب التنويه بأن المقصود بالدفاع المتحرك والدفاع الثابت، ليس كون السلاح مقصوراً أو ذاتي الحركة، كما قد يفهم. وإنما المقصود هو المهمة، التي تكلف بها وحدات وأسلحة الدفاع الجوي، هل هي هجوم أو انسحاب أو تحركات عسكرية وما شابهها في العمليات، التي تستلزم وتستوجب الحركة والدفاع عن نقاط حساسة، في وسط الإقليم، أو في المناطق الخلفية لمسرح العمليات، والتي تستوجب الثبات.
وفي جميع الأحوال، سواء كان "الدفاع الجوي عن نقطة"، أو عن منطقة، فلا بدّ أن يستوفي العناصر الأربعة الآتية:
· أسلحة إيجابية.
· عنصر إنذار.
· مركز/ مراكز عمليات.
· أجهزة/ منظومة اتصال.
مع اختلاف أعداد الأسلحة والمعدات وأنواعها، في كل حالة من الحالتين.
فعند تنظيم "الدفاع (م/ ط) المباشر عن نقطة"، تُستخدم عادة الأسلحة قصيرة المدى، مثل الصواريخ التي تُطلق من الكتف، من نوعَي ستينجر وستريلا Stinger, Strela، أو الصواريخ الخفيفة من نوع شبرال Chaparral، أو الرشاشات بأنواعها المختلفة.
وقد يُكتفَى بكتيبة مدفعية (م/ ط)، تعمل بالتسديد المكشوف. ويتوقف عدد ونوع الأسلحة والمعدات المُكلَّفة بالدفاع الجوي عن نقطة ما، على أسبقية الحماية لها ومعايير المفاضلة بين النقاط وعلى مساحة هذه النقطة، وأهميتها، وطبيعة الأرض المحيطة بها، وأبعاد التهديد الجوي ضدها.
أمّا الدفاع الجوي عن المنطقة، فإنه يعتمد على مجموعة كاملة من الأسلحة الإيجابية، وتشمل المقاتلات الاعتراضية، وعائلة متكاملة من صواريخ أرض ـ جو، والمدفعية المضادّة للطائرات. إضافة إلى شبكة استطلاع وإنذار، متكاملة، وخالية من الثغرات، وتُغطي كافة الارتفاعات. ويُقاد الدفاع الجوي عن المنطقة بوساطة شبكة متعددة المستويات، من مراكز العمليات. ويرتبط بعضها ببعض، عبْر منظومة اتصال شاملة.
2. أُسس بناء الدفاع الجوي عن المناطق والنقاط الحيوية
لا تختلف القواعد والمبادئ، الواجب إتباعها، والشروط اللازمة لبناء دفاع جوي فعّال، عن الأهداف الحيوية الكبيرة (دفاع منطقة)، عن تلك التي ينبغي مراعاتها، عند تنظيم الدفاع الجوي عن هدف حيوي صغير (دفاع نقطة)، وإنْ اختلف المستوى.
وقد أوضحت خبرة الحروب، التي جرت خلال العقود الثلاثة الماضية، ضرورة مراعاة الآتي، لنجاح عمليات الدفاع الجوي:
· توافر معلومات عن المهمة، والأهداف الحيوية، والعدو الجوي، وقواتنا.
· اختيار منظومة أسلحة الدفاع الملائمة.
· تخطيط جيّد، يحقق تكامل الدفاع.
· الاستعداد القتالي العالي للقوات (الجاهزية القتالية).
· إجراءات كفيلة بحرمان العدو الجوي من تحقيق المفاجأة، وانتزاع المفاجأة منه (وتسمى المفاجأة المضادّة).
· فاعلية الدفاع الجوي، وقدرته على الصمود في مواجَهة الهجمات الجوية المعادية.
· تنفيذ مبدأ الحشد، بعد دراسة جيدة، على الرغم من محدودية الإمكانات.
· المناورة، بصورها المختلفة، بما في ذلك المناورة الإلكترونية.
· إعداد المقاتل إعداداً جيّداً.
· توافر قيادات على مستوى عالٍ من الكفاءة.
ثانياً: المعلومات وأهميتها
تُعَدّ المعلومات، الوافية الدقيقة الموثوقة، في الدفاع الجوي، الضوء الذي ينير طريق النصر للقوات. أمّا غيابها، أو افتقادها الدقة، فيؤدي إلى كوارث مدمِّرة. وتشمل المعلومات، التي يحتاج إليها الدفاع الجوي، الآتي:
1. المهمة
تصدر المهمة، شفوياً أو تحريرياً، إلى القائد، المنوط به تنفيذها، وتُدعَّم بأمر عمليات مكتوب، ويحدد فيها عناصر تحليل المهمة والهدف أو الأهداف الحيوية، المقرر حمايتها من الهجوم الجوي، ووقت الاستعداد، وبعض المهام الفرعية. وعند تحليل المهمة يجب أن نضع في اعتبارنا النقاط التالية:
أ. الهدف النهائي للعملية التي ستتم مساندتها.
ب. الواجبات الأساسية والضمنية، ودرجة المخاطرة المقبولة للمعدات، خاصة الثقيلة منها (كالباتريوت)، الهوك، الشاهين، المدفعية المضادة عيار (35 مم).
ج. جوانب القوة والضعف لكافة أنظمة الدفاع الجوي المستخدمة في الدفاع.
د. المهام المستقبلية المحتملة.
هـ. عدد ونوع المنشآت والمرافق الحيوية، أو الوحدات المراد الدفاع عنها وترتيبها ضمن جدول الأسبقيات.
و. تحديد أفضل توزيع لأسلحة الدفاع الجوي المكلفة بتنفيذ المهمة.
2. دراسة الأهداف الحيوية
تُجري القيادة العامة للقوات المسلحة (رئاسة هيئة الأركان العامة) دراسة مُوَسَّعة، لتحديد الأهداف الحيوية، تشترك فيها الوزارات، والهيئات المختلفة، وتستغرق فترة غير قصيرة، وتهدف إلى:
أ. حصْر جميع الأهداف الحيوية، في الدولة.
ب. توصيف هذه الأهداف ، وتحديد فئاتها.
ج. تحديد درجة أهمية كل هدف.
د. وضْع أسبقيات لها.
وتُراجَع هذه الدراسة، دورياً، لإضافة الجديد إليها، وتعديل الأسبقيات، إذا دعت الحاجة إلى ذلك. عندما يتلقّى قائد الدفاع الجوي (عن الدولة، أو المنطقة الحيوية، أو الهدف الحيوي)، مهمته للدفاع عن هدف/أهداف حيوية، فإنه يبدأ، مع هيئة قيادته، في دراسة النقاط الآتية:
أ. نوع الهدف الحيوي (قاعدة جوية ـ قاعدة بحرية ـ مدينة ـ مصافي نفط ـ منطقة حشد للقوات ـ مصنع حربي ... إلخ).
ب. درجة أهمية الهدف الحيوي.
ج. أبعاده.
د. طبيعة الأرض المحيطة به، وصلاحيتها للدفاع.
هـ. موقعه، بعداً وقرباً، من جبهة القتال.
و. وضْعه، بالنسبة إلى منظومة الدفاع الجوي الأكبر.
ز. تشكيلات الدفاع الجوي المتعاونة.
ثم يخرج من هذه الدراسة بأفكار مبدئية، حول الآتي:
أ. عدد ونوع المعدات والأسلحة، اللازمة للدفاع عن هذه الأهداف الحيوية.
ب. خطة تمركز الوحدات، بما في ذلك المواقع الرئيسية والبديلة والهيكلية، ومراكز قيادتها الرئيسية والبديلة، ومنظومة الاتصال، وخطة الخداع ... إلخ.
ج. خطة الإنذار (مواقع الرادار، نوع الأجهزة في كل موقع، الدفاع م/ ط المباشر والدفاع المحلي لهذه المواقع، أسلوب إذاعة الإنذار، ومستوياته ... إلخ).
ثم يُعيد القائد، وهيئة قيادته، الدراسة، مرَّة ثانية، من وجهة نظر العدو. على أساس من المعرفة العميقة، الشاملة، بكل ما يتعلق بالعدو، الذي سيواجهونه. وتهدف الدراسة، في هذه المرَّة، إلى تحديد مجموعة من العوامل، تشمل الآتي:
أ. عدد الطائرات، التي ستهاجم الهدف الحيوي، في موجات الهجوم المختلفة.
ب. تشكيل الهجوم.
ج. اتجاهات الاقتراب المحتمَلة.
د. الأهداف الحيوية الفرعية، التي سيهاجمها العدو.
هـ. الأسلحة المستخدمة في الهجوم.
و. الاستطلاع الإلكتروني، والإعاقة الإلكترونية المعادية.
ز. توقيت الهجوم المحتمَل.
مثال على ذلك: إذا كُلِّف القائد بالدفاع عن قاعدة جوية رئيسية، قريبة من جبهة القتال، وتتمركز فيها قاذفات مقاتلة حديثة، فعليه أن يتوقع، ويحدد الآتي:
· ستكون هذه القاعدة، ضمن أهداف الضربة الجوية الرئيسية الأولى، وإنها ستُهاجَم غير مرة.
· سيراوح عدد الطائرات المعادية، في الهجمة الأولى، بين … و... وفي الهجمات التالية … … (بناء على حساب إمكانات العدو).
· طرق الاقتراب المحتمَلة، هي، بالترتيب، كالآتي ... ، ... ، ... .
· سيشمل تشكيل الهجوم، الآتي:
· مجموعة إسكات، لقصف مواقع الدفاع الجوي عن القاعدة، وتستخدم الصواريخ المضادّة للإشعاع، من نوع ....
· مجموعة قصف الهدف الحيوي، لتدمير مدارج الطيران، ودشم الطائرات، ومركز القيادة. وتستخدم الأسلحة الآتية ... ، ... .
· مجموعة الحراسة، وتتكون من المقاتلات الاعتراضية، لحماية طائرات الهجوم من تدخل المقاتلات الاعتراضية.
· مجموعة الإعاقة الإلكترونية ، وتشمل طائرات من نوع ... ونوع ... وتُوجَّه إعاقة إلكترونية إيجابية ... وسلبية ....
· طائرات استطلاع إلكتروني، وتحلِّق ... .
· طائرات قيادة وسيطرة، لإدارة عملية الهجوم الجوي.
· طائرات الهجوم مجهَّزة بمعدات تحذير ضد صواريخ الدفاع الجوي، ومزوَّدة بمعدات إعاقة إلكترونية سلبية، من نوع ... وإيجابية ... .
· أساليب الهجوم، ومسافات إطلاق الأسلحة المتوقَّعة، هي ... .
ومن المفضل، أن تضع القيادة غير سيناريو للأحداث، وبعد مناقشتها، تتضح المهمة تماماً. ويمكن أن تتبلور الخطة، التي تحقِّق دفاعاً جوياً فعالاً، إذا روعيت فيها القواعد والمبادئ، التي ستذكَر في هذه الدراسة.
3. معلومات عن العدو
تُمثل معرفة العدو، أول الطريق إلى هزيمته. فالدفاع الجوي يحتاج إلى معلومات، لأن يقاتل قوة ملموسة، لها أبعاد محددة. ولهذا، يجب أن يعرف عنها كل شيء.
وتتعاون أجهزة الاستخبارات، ووسائل الاستطلاع المختلفة، مع قوات الدفاع الجوي، على الحصول على المعلومات الآتية عن القوات الجوية المعادية:
أ. عدد الطائرات وأنواعها، وسرعتها، ومداها، ونسبة صلاحيتها للقتال.
ب. القواعد الجوية (عددها، وتمركزها، وتجهيزها، وبُعدها عن الحدود).
ج. عدد الطيارين، ومستواهم، وفئاتهم، وعدد الطلعات اليومية، التي يستطيع الطيار تنفيذها في يوم القتال الأول، والثاني، والثالث ... وهكذا.
د. ومن المعلومات السابقة، يمكِن تحديد عدد الطلعات الجوية المعادية المتوقّعة (كثافة الهجوم الجوي).
هـ. خُطط العدو، وأهداف الهجوم.
و. بإضافة هذه المعلومة، يمكِن توزيع عدد الطائرات المهاجمة على الأهداف الحيوية.
ز. تكتيكات العدو الجوي، وأساليبه للاقتراب. وبهذا، يمكِن استنتاج اتجاهات الاقتراب، وارتفاعاتها.
ح. أنواع الأسلحة، وكيفية إطلاقها، وقدراتها التدميرية، وتصميم كل سلاح، بالتفصيل، لمعرفة مَواطن قوّته، ونقاط ضعفه؛ وكل سلاح له نقاط ضعف، يمكِن استغلالها لشل فاعليته.
ط. معدات الحرب الإلكترونية، بالتفصيل، ومنها يمكن اتخاذ الإجراءات المضادّة، وتدريب القوات على مواجهتها، وتوجيه إعاقة إلكترونية، ضد الأجهزة الموجودة في الطائرات المعادية.
ي. اتصالات العدو بالدول والشركات المنتجة للطائرات ومعداتها، والأسلحة جو/أرض، جو/جو، والتعاقدات الجاري التفاوض في شأنها، أو تنفيذها.
ك. صناعة الطيران، والصناعات المتصلة بها، لدى العدو. وبهذا، يمكِن متابعة التطور في القوات الجوية المعادية.
ل. أساليب الهجوم الجوي بالأسلحة المختلفة، ضد الأهداف الحيوية. ويمكِن الحصول على هذه المعلومة من مراقبة تدريبات العدو اليومية، ومناوراته الجوية، وتحليل العمليات الجوية، التي يجريها في مختلف المواقع. ومن ذلك، يمكِن تصوُّر شكل الهجوم على الهدف أو الأهداف الحيوية، ووضْع الخطط الكفيلة بإحباطه، وتدريب القوات عليها.
م. إعادة تمركز الطائرات المعادية في القواعد المختلفة.
ن. أوضاع استعداد الطائرات، والوقت اللازم للإقلاع من كل وضع. وهو أحد المؤشرات، التي تساعد على تحديد نية الهجوم لدى العدو، والتوقيتات المتوقَّعة للبدء فيه.
س. أسلوب القيادة والسيطرة على العمليات من الأرض أو من طائرات أواكس AWACS.
ع. مراكز توجيه المقاتلات، ووسائله.
وتهدف دراسة العدو إلى الوصول إلى النتائج الآتية:
أ. وضع صورة أقرب ما تكون إلى الواقع، الذي سوف يواجِه الدفاع الجوي، في العمليات المقبِلة.
ب. تحديد المعدات والأسلحة الملائمة، كمّاً ونوعاً، وإعداد القوات الإعداد الملائم، وبناء تجميع الدفاع الجوي، القادر على صدّ الهجوم الجوي المعادي، واستنباط الأساليب الفاعلة لتحييد أسلحته.
ويصبح هذا كله بلا معنى، إنْ لم يُتابَع؛ حتى يمكِن تجديد هذه المعلومات بصفة مستمرة، وتطوير الخطط والأساليب المضادّة وفقاً لها. والواقع، أن المعلومات هي الأساس، الذي يُبنَى عليه القرار. والقرار الذي يُبنَى على معلومات غير محدثة، هو، بالتأكيد، قرار خاطئ، مهْما بُذِل فيه من جهد؛ فقد كان صالحاً لموقف سابق. ولكنه لا يتلاءم مع ما استجدّ من أمور؛ والعدو يطور إمكاناته بصفة مستمرة.
والخلاصة، أن العدو يجب أن يكون كتاباً مفتوحاً، مقروءاً، ومفهوماً، ومتجدداً بصفة مستمرة، أمام قادة ووحدات الدفاع الجوي.
ثالثاً: ملامح معركة الدفاع الجوي وموقف قواتنا
1. ملامح معركة الدفاع الجوي
تتّسم معركة الدفاع الجوي بمجموعة من الملامح الخاصة، من أهمها الآتي:
أ. قدرة العدو الجوية على مهاجَمة جميع الأهداف الحيوية في المنطقة المدافَع عنها، في وقت واحد، بعدد كبير من الطائرات.
ب. فاصل زمني محدود، بين الهجمة الجوية والأخرى. ولاسيما إذا كان لهذه الأهداف الحيوية، أهمية خاصة، من وجهة نظر العدو، مثل مواقع رادار الإنذار، في بداية العمليات، ومواقع صواريخ أرض/جو، وأرض/أرض، ومناطق حشد القوات البرية، التي تتأهب للهجوم، والجسور والمعابر، التي ستعبُر عليها، إذا كان هناك مانع مائي، يفصِل بين القوات المتحاربة والقواعد الجوية ... وما إلى ذلك.
ج. طرق اقتراب مفتوحة، من جميع الاتجاهات، أمام الطائرات المعادية، فقد يؤثِر العدو بعضها على الآخر. ولكن ليس هناك ما يمنعه من الاقتراب من أي منها. ومن ثَمّ، فعلى الدفاع الجوي، أن يتوقع الهجوم الجوي من كل الاتجاهات.
د. حرية العمل، على جميع الارتفاعات، متاحة للطائرات المعادية.
هـ. زمن إنذار محدود، لا يزيد على دقائق معدودة، في أحسن الأحوال. وحرمان وحدات الدفاع الجوي، استطراداً، من الوقت الكافي للاستعداد، على الرغم مما يحتاج إليه هذا الاستعداد من إجراءات كثيرة.
و. اعتماد العدو، بشكل موسَّع، على العديد من معدات الحرب الإلكترونية. وتشمل طائرات الاستطلاع الإلكتروني، وطائرات الإعاقة الإلكترونية، ومراكز حرب إلكترونية برِّية، وهي ذات إمكانات كبيرة، إضافة إلى ما تحمِله طائرات الهجوم من معدات إعاقة، رادارية وحرارية، بعضها إيجابي، وبعضها سلبي، وجميعها قادر على "إعماء" أجهزة استطلاع الدفاع الجوي، وتضليل النوعيات المختلفة من الصواريخ. كما تُجهَّز جميع طائرات القتال الحديثة، بأجهزة تحذير من صواريخ أرض / جو MAWS Missile Approach Warning System ، وأجهزة استقبال، لتنبّه الطيار عندما يدخل في نطاق الكشف الراداري للدفاع الجوي المعادي RWR Radar Warning Receiver وتعمل هذه الأجهزة، كذلك، على تحليل الطاقة الكهرومغناطيسية، التي تبثّها أجهزة رادار الدفاع، وتحدد خواصّها.
ز. تسليح متطور ومتنوع، للطائرات المهاجمة، قادر على إنزال خسائر كبيرة بالأهداف الحيوية، لو نجحت الطائرات في قصْفها.
ح. اشتراك أعداد كبيرة ومتنوعة من معدات الدفاع الجوي وأسلحته، في المعركة. وهو ما يحتاج إلى تنسيق جيّد بين هذه الأسلحة، وسيطرة حاسمة، وخدمات إدارية متنوعة، حتى يمكِن تحقيق أقصى عائد قتالي من هذه القوات.
ط. صعوبة اكتشاف الطائرات المهاجِمة، لِصِغر حجمها، وسرعتها العالية، وقدرتها على المناورة، ومهارة الطيار في الاستفادة من طبوغرافية الأرض، للاقتراب المستور.
ي. قِلة زمن الاشتباك، المتاح لسلاح الدفاع الجوي. فإذا كانت سرعة الطائرة المعادية 900 كم/ ساعة فقط، وكان مدى الصاروخ 15كم، فإن معركة الصاروخ مع هذه الطائرة، لا تستغرق سوى دقيقة واحدة. أما إذا كان الصاروخ أرض / جو قصير المدى (5 كم)، فإن زمن الاشتباك، المتاح له، لا يتجاوز 20 ثانية. وعليه في هذه الثواني القليلة، أن يُدمِّر الهدف.
2. إلمام شامل ودقيق بموقف قواتنا، ويشمل معلومات عن:
أ. عدد الوحدات
إن أول سؤال يتبادر إلى ذهن القائد هو: "هل يكفي عدد الوحدات الموجودة تحت إمرته، لبناء منظومة دفاع جوي، قادرة على مواجَهة كمّ الهجمات الجوية المتوقعة؟".
ومن البديهي أن الإجابة عن هذا السؤال، تعتمد، أساساً، على معرفة دقيقة، وشاملة، بالعدو الجوي، وتقدير سليم لأهمية الأهداف الحيويةـ المُكلَّف بالدفاع عنها ـ من وجهة نظره.
وإذا تبين للقائد أن ما لديه من وحدات الإنذار وصواريخ أرض/ جو والمدفعية م/ ط، هو غير كافٍ، فعليه أن يحدد مطالبه، ويرفعها إلى القيادة الأعلى.
وتكاد تُجمع كتب التاريخ على أن القائد، يخرج من هذه الدراسة، في العادة، وهو قلق من عدم كفاية ما لديه لتحقيق المهمة. ولكن عليه أن يضع في حسبانه أن لعدوه نقاط ضعفه هو الآخر، وأنه يعاني نقصاً في هذا المجال أو ذاك. ولقد عانت قوات التحالف، أثناء حرب تحرير الكويت، نقص الإمكانات، في بعض المجالات. وكان من أوضحها عدم كفاية أجهزة الاستطلاع، اللازمة لتحقيق اكتشاف وإنذار مبكر من صواريخ سكود Scud العراقية.
وعلى ذلك، فيجب ألاّ يتوقع القائد أن تلبى كل مطالبه؛ فهذا لا يحدث على أرض الواقع.
ب. نوعية الأسلحة والمعدات
يراجع القائد الخواصّ، الفنية والتكتيكية، لأسلحته ومعداته، مسترشداً في ذلك بالمواصفات المثالية المذكورة في هذه الدراسة، ونوعية الطائرات المعادية، وتسليحها، وتجهيزاتها الإلكترونية. وذلك بهدف التحديد الواقعي لإمكاناتها القتالية، ومعرفة ما بها من أوجُه الضعف.
وعادة ما يتضح من هذه الدراسة، أنه يمكِن إجراء بعض التعديلات، أو الإضافات، محلياً، بالإمكانات الذاتية، أو بمساعدة دول صديقة.
فعلى سبيل المثال، تمكَّن الدفاع الجوي المصري، قبل حرب أكتوبر 1973، من تعديل صواريخ سام-2 Sam-2 ، إذ أضاف إليها قدرات جديدة على الاشتباك بالطائرات، التي تحلِّق على ارتفاعات منخفضة نسبياً. وكان ذلك مفاجأة للطيران الإسرائيلي. كما جُهِّزت معدات الرادار والصواريخ بأجهزة Identification Friend or Foe IFF حديثة، مما كان له أثر إيجابي في سرعة ودقة تمييز الطائرات الصديقة من المعادية، ومَن ثمّ، سرعة استيضاح الموقف الجوي، أثناء القتال. وكذا، تأمين الطائرات الصديقة.
كما رُفِعت هوائيات بعض أجهزة الرادار على صوارٍ، ومن ثمّ ازداد مدى كشفها، وازدادت قدرتها على اكتشاف الطائرات، التي تُحلِّق قريباً من الأرض.
وهذه بعض الأمثلة التي توضح، أنه حتى الدول التي لا تصنع سلاحها، يمكِنها إجراء بعض التعديلات المهمة، التي ترفع من إمكاناتها القتالية بوضوح.
وعلاوة على ذلك، فإن معرفة عيوب الأسلحة والمعدات، تتيح الفرصة للتغلب عليها، سواء بالتخطيط الجيد، أو بابتكار وسائل استخدام وأساليب تكتيكية جديدة.
ج. الحالة الفنية للأسلحة والمعدات
تُعَدّ الحالة الفنية للأسلحة والمعدات (الصلاحية)، من أهم العوامل التي تُحَدِّد قدرة الوحدة على الاستمرار في القتال لفترات طويلة، من دون خلل أو أعطال. ولهذا، يدفع القائد بمجموعات من المهندسين إلى تقدير الحالة الفنية للوحدات، وإصلاح ما يمكِن إصلاحه داخل المواقع، ووضع خطة شاملة لرفع كفاءة جميع الوحدات، وتحديد ما يجب سحبه إلى الورش، من دون الإخلال بأوضاع (درجات) الاستعداد، المحدَّدة من القيادة الأعلى، مع مراعاة الوقت المتيسر لتنفيذ هذه الإجراءات.
د. الذخائر وقطع الغيار
يُقدِّر القائد كميات الذخائر التي يحتاج إليها، وكذلك أنواعها، بناءً على كثافة الهجوم الجوي المتوقع، ومعدل النيران لكل سلاح. كما يسحب قطع الغيار والأجزاء الاحتياطية، التي يحتاج إليها، بناءً على معدلات الاستهلاك، ومدى تعرّض هذه الأجزاء للإصابة والتدمير، (المعروف أن الهوائيات هي أكثر الأجزاء تعرّضاً للقصف).
وتُجري هذه الدراسة، عادة، القيادة الأعلى (قيادة قوات الدفاع الجوي)، واضعة في حسبانها الآتي:
(1) الكميات المتاحة.
(2) إمكانية الحصول على هذه الاحتياجات، قبْل الحرب وأثناءها، وسرعة الإمداد بها.
(3) معدلات الاستهلاك.
(4) مدة الحرب المتوقعة.
هـ. كفاءة القيادات والقوات
من البديهي، أن يكون القائد، وهيئة قيادته، على دراية بمستوى قادته المرؤوسين، وقياداته الفرعية، وقواته. ومع ذلك، فإن تقدير الموقف، الذي يجريه بعد استلام المهمة، يجب أن يشمل مراجعة دقيقة لمستوى هذه القوات. وأسرع طريقة لذلك، هي إعادة دراسة تقارير المشروعات التدريبية، التي نفذتها الوحدات، في الأشهر الأخيرة، والإجراءات التي اتُّخذت للتغلب على مشاكلها، وما حققته هذه الإجراءات من نجاح. ثم إجراء مشروع تدريبي اختباري للوحدات، لتقرير الموقف الحالي، بواقعية. ويجب أن تشمل هذه التدريبات تجهيزات مراكز القيادة، وشبكات القيادة والسيطرة، والإنذار، إضافة إلى مستوى القادة المرؤوسين، وقدرتهم على التصرف في المواقف القتالية الصعبة، وإجادتهم العمل في حالات "لامركزية" القيادة ذاتياً، عندما يتعذر الاتصال بالقيادة الأعلى، ومدى إلمامهم بإمكانات العدو وأساليبه وأسلحته. ومن البديهي، أن تشمل هذه الدراسة مستوى الجنود كذلك.
وبناءً على ذلك، توضع خطة لرفع المستوى، تشمل دورات تدريبية مُركّزة، تُنفَّذ محلياً، على مستوى الوحدة، أو التشكيل، وقد تُنفَّذ على مستوى أكبر، إذا احتاجت إلى إمكانات خارج قدرة التشكيل.
كما يدفع القائد بمجموعات إلى مراجعة موقف الوحدات، وتكون لها الصلاحية لحل مشاكل الوحدات المرؤوسة، من الفور.
و. إجراءات أخرى
ويشمل تقدير موقف قواتنا كذلك، مراجعة تشكيل القتال الحالي، من حيث كفاءة انتخاب المواقع، وقُدرة التحصينات على الصمود لأحدث ما لدى العدو من أسلحة، وتأمين المواقع البديلة، ومحاور التحرك، وإجراءات التأمين الفني، وخطة الإخفاء والخداع ونسَب استكمال الأفراد والأسلحة والمعدات.
ومن البديهي، أن يدرس القائد، وهيئة قيادته، خطة الدفاع الحاليةـ إن وُجدت ـ بما في ذلك خطة الإنذار، وخطة الدفاع ضد العدو البري، وتطويرها، إذا لزم الأمر.
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:07 pm من طرف Gulf Knight
» الوصول إلى أي مكان في العالم خلال أقل من ساعة هدف أميركي قد يتحقق اليوم
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:02 pm من طرف Gulf Knight
» إسرائيل تبحث شراء وسائل قتالية أميركية مستعملة فى العراق
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:00 pm من طرف Gulf Knight
» كتيبة بنيامين تجدد التأكيد على جهوزية الجيش الإسرائيلي لمواجهات سبتمبر
الإثنين أغسطس 15, 2011 3:59 pm من طرف Gulf Knight
» قبيل الانسحاب: العراق يتسلّم 22 مروحية مي-17 محدّثة من شركة ARINC الأميركية
الخميس أغسطس 11, 2011 6:30 pm من طرف Gulf Knight
» أفغانستان تتسلم 9 مروحيات "مي-17" من روسيا بحلول نهاية العام
الخميس أغسطس 11, 2011 6:29 pm من طرف Gulf Knight
» مناورات جوية لقوات دول الاتحاد السوفياتي السابق لمكافحة الإرهاب
الخميس أغسطس 11, 2011 6:28 pm من طرف Gulf Knight
» روسيا تطوّر نظامي الدفاع الجوي الجديدين: مارفي و فيتياز
الخميس أغسطس 11, 2011 6:27 pm من طرف Gulf Knight
» إختفاء صواريخ مضادة للدروع من معسكر إسرائيلي في الجولان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:26 pm من طرف Gulf Knight
» إسرائيل تطور طائرة جديدة دون طيار
الخميس أغسطس 11, 2011 6:25 pm من طرف Gulf Knight
» إسقاط مروحية تشينوك في أفغانستان يودي بحياة 31 جندياً أميركياً و7 جنود أفغان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:23 pm من طرف Gulf Knight
» دبابات الجيش السوري تقتحم مدينتي سراقب وقصير
الخميس أغسطس 11, 2011 6:22 pm من طرف Gulf Knight
» أحزاب الشيطان من طهران إلى العراق ولبنان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:20 pm من طرف Gulf Knight
» سوريا وتركيا.. لقاء الوداع؟
الخميس أغسطس 11, 2011 6:19 pm من طرف Gulf Knight
» سوريا: تصورات نهاية النظام
الخميس أغسطس 11, 2011 6:19 pm من طرف Gulf Knight