النظام السوري ودعم الفاشية القذافية
داود البصري
السياسة الكويتية 7-ربيع الآخر-1432هـ / 12-مارس-2011م
المصير الأسود والبشع الذي وصل إليه نظام الفوضى الجماهيري الليبي وحيث ستقرر الجماهير في ثورتها الشجاعة المآل النهائي لزعماء عصابة ذلك النظام السالب الناهب المتغطرس المستهتر، بكل الأعراف والقوانين، يبدو أن قادة نظام المخابرات السورية قد أصابهم الهلع وارتعدت فرائصهم وانتصبت في أحلامهم كوابيس المستقبل القريب حينما تقرر جماهير الشام حسم الملف وتغيير التاريخ وتوجيه الأوضاع نحو النهايات المعروفة لكل الفاشيين، ولاشك، إن سقوط نظام الإرهابي معمر القذافي وعن طريق الثورة الشعبية الليبية الشاملة التي ستلقيه وجماهيريته وكتابه الأخضر السقيم نحو الجحيم هو من الأمور التي تزعج كثيرا قادة النظام السوري المرتبطين بتحالف ستراتيجي وتفاهم مصلحي وتنظيم عملي واستخباري وثيق الصلة مع ذلك النظام ابتدأت معالمه بالتشكل منذ نهاية سبعينات القرن الماضي أي منذ أيام ماكان يسمى بجبهة الصمود والتصدي التي جمعت الأنظمة الراديكالية المناوئة لمبادرة الرئيس الراحل أنور السادات عام 1978 والتي ضمت كل من العراق وسورية والجزائر وليبيا واليمن الجنوبي إضافة الى منظمة التحرير الفلسطينية وهي جبهة كانت هلامية وفضفاضة وتحمل بذور فنائها منذ البداية ، فقد تفرقت السبل بين تلك الأنظمة.
ولكن العلاقات السورية والليبية ظلت راسخة وقوية خصوصا وإن قادة النظام الليبي السابقين من أمثال نائب القذافي الأسبق الرائد عبد السلام جلود إضافة الى عمر الحامدي وغيرهما كانوا يسرحون ويمرحون ويقضون الليالي الملاح في الشام ! كما أن النظام السوري كان يستفيد ماديا من الأعطيات الليبية ومن الخدمات الخاصة جدا ومن الترويج لتجارة الأحزاب العربية المعارضة التي كانت تؤم خيمة العقيد الأخضر طلبا للرزق والأعطيات والمنح والدعم .
فقائمة طويلة من أحزاب المعارضة العراقية السابقة مثلا كانت تحج الى طرابلس من أجل الصفقات المادية، بدءا من الأحزاب القومية والناصرية مرورا بالجماعات اليسارية والشيوعية وكذلك الأحزاب الكردية وليس انتهاءا بأحزاب الهلس والنصب والاحتيال الثوري من أمثال جماعة الثورة العراقية للجنرال الراحل حسن النقيب، أو جماعة البعثي السابق إياد سعيد ثابت! أو الجماعات المضحكة التي تريد تطبيق التجربة الجماهيرية الليبية في العراق وطبعا كانت الصورة كاريكاتيرية للغاية فشحن المعارضين العرب المقيمين في الشام كان يتم دوريا الى جماهيرية العقيد بتسهيل من المخابرات السورية لإدامة حملات النصب والاحتيال الثوري.
أتذكر أنه في إحدى المرات اخذ أحد التنظيمات الناصرية العراقية مساعدة مالية من القذافي قدرها مليون دولار ابتلعها الأمين العام للتنظيم ورفض تقاسمها مع رفاقه الثلاثة الآخرين! فحصل إنشقاق في تلك الحركة! أما جماعات البعث العراقي المرتبطة بالتنظيم السوري فكانت تأخذ أموالا أيضا من الليبيين! وكانت الحركة نشيطة للغاية بين العاصمتين كما كان التعاون الاستخباري على أشده أيضا، وطبعا كان للبعثات و الخبرات العسكرية مجالها الحيوي والعملي المهم في تلك العلاقة، وقيام النظام الليبي بالإستعانة بخدمات الطيارين السوريين في المعارك الأخيرة هو ترجمة حرفية لتلك العلاقات الخاصة جدا بين الطرفين ، وسقوط النظام الليبي الذي أضحى مسألة وقت لاغير سيغير الكثير من المعادلات الإقليمية على مستوى التحالفات وسيرسم خارطة طريق سياسية جديدة لبقايا الأنظمة الفاشية والاستخبارية والتي يقف على رأس هرمها النظام الاستخباري السوري الذي سيضطر في النهاية أمام حركة الجماهير لتخفيف قبضته بفعل الوهن الذي أصاب الفاشية وحولها حالة احتضار فعلية، وهي أنظمة لن تصمد طويلا أمام رياح العواصف التغييرية الرهيبة التي تمر بالشرق القديم، والنظام السوري وهو يشهد مصارع رفاقه وحلفائه سيجد نفسه في نهاية ألأمر على طريق الرحيل نفسه، وطبعا إنتصار الثورة الشعبية في ليبيا سيؤدي الى فتح ملفات نظام القذافي التحالفية ولكشف وثائق علاقاته القذرة و منظومته الأمنية وأسماء فيالق المرتزقة العرب والأجانب الذين يتعيشون على رشواته، وهو ما بدأت بالفعل إرهاصاته الأولى وحيث تم الكشف عن بعض الأسماء من الإعلاميين والسياسيين العرب الذين يتقاضون أعطياتهم من نظام القذافي!! وهي قوائم وأسماء ستحفل بها ساحات البحث الصحافي خلال الفترة المقبلة كما حصل مع قوائم المستفيدين من صفقات نظام صدام حسين النفطية !
النظام السوري مع سقوط نظام القذافي الذي يعتبر أكبر حلفاء النظام سيعيش أزمة وجودية حقيقية وسيضطر بالتالي لبدء العد التنازلي لنهاية اللعبة الفاشية البائسة. إنها لحظات التاريخ الحاسمة التي ستكنس بقايا الطغاة ، ولكن تأملوا ملفات الفضائح الوثائقية التي ستظهر تباعا لتزيد من فضائح الفاشيين التاريخية، والعلاقات الخاصة بين نظامي دمشق وطرابلس هي أكبر بكثير من مسألة إستئجار طيارين ومرتزقة. إنها علاقات صميمية ضمن الإطار الفاشي والعدواني بعد أن غربت شمس الفاشية وأنظمة التخلف والدمار. * كاتب عراقي
dawoodalbasri@hotmail.com
داود البصري
السياسة الكويتية 7-ربيع الآخر-1432هـ / 12-مارس-2011م
المصير الأسود والبشع الذي وصل إليه نظام الفوضى الجماهيري الليبي وحيث ستقرر الجماهير في ثورتها الشجاعة المآل النهائي لزعماء عصابة ذلك النظام السالب الناهب المتغطرس المستهتر، بكل الأعراف والقوانين، يبدو أن قادة نظام المخابرات السورية قد أصابهم الهلع وارتعدت فرائصهم وانتصبت في أحلامهم كوابيس المستقبل القريب حينما تقرر جماهير الشام حسم الملف وتغيير التاريخ وتوجيه الأوضاع نحو النهايات المعروفة لكل الفاشيين، ولاشك، إن سقوط نظام الإرهابي معمر القذافي وعن طريق الثورة الشعبية الليبية الشاملة التي ستلقيه وجماهيريته وكتابه الأخضر السقيم نحو الجحيم هو من الأمور التي تزعج كثيرا قادة النظام السوري المرتبطين بتحالف ستراتيجي وتفاهم مصلحي وتنظيم عملي واستخباري وثيق الصلة مع ذلك النظام ابتدأت معالمه بالتشكل منذ نهاية سبعينات القرن الماضي أي منذ أيام ماكان يسمى بجبهة الصمود والتصدي التي جمعت الأنظمة الراديكالية المناوئة لمبادرة الرئيس الراحل أنور السادات عام 1978 والتي ضمت كل من العراق وسورية والجزائر وليبيا واليمن الجنوبي إضافة الى منظمة التحرير الفلسطينية وهي جبهة كانت هلامية وفضفاضة وتحمل بذور فنائها منذ البداية ، فقد تفرقت السبل بين تلك الأنظمة.
ولكن العلاقات السورية والليبية ظلت راسخة وقوية خصوصا وإن قادة النظام الليبي السابقين من أمثال نائب القذافي الأسبق الرائد عبد السلام جلود إضافة الى عمر الحامدي وغيرهما كانوا يسرحون ويمرحون ويقضون الليالي الملاح في الشام ! كما أن النظام السوري كان يستفيد ماديا من الأعطيات الليبية ومن الخدمات الخاصة جدا ومن الترويج لتجارة الأحزاب العربية المعارضة التي كانت تؤم خيمة العقيد الأخضر طلبا للرزق والأعطيات والمنح والدعم .
فقائمة طويلة من أحزاب المعارضة العراقية السابقة مثلا كانت تحج الى طرابلس من أجل الصفقات المادية، بدءا من الأحزاب القومية والناصرية مرورا بالجماعات اليسارية والشيوعية وكذلك الأحزاب الكردية وليس انتهاءا بأحزاب الهلس والنصب والاحتيال الثوري من أمثال جماعة الثورة العراقية للجنرال الراحل حسن النقيب، أو جماعة البعثي السابق إياد سعيد ثابت! أو الجماعات المضحكة التي تريد تطبيق التجربة الجماهيرية الليبية في العراق وطبعا كانت الصورة كاريكاتيرية للغاية فشحن المعارضين العرب المقيمين في الشام كان يتم دوريا الى جماهيرية العقيد بتسهيل من المخابرات السورية لإدامة حملات النصب والاحتيال الثوري.
أتذكر أنه في إحدى المرات اخذ أحد التنظيمات الناصرية العراقية مساعدة مالية من القذافي قدرها مليون دولار ابتلعها الأمين العام للتنظيم ورفض تقاسمها مع رفاقه الثلاثة الآخرين! فحصل إنشقاق في تلك الحركة! أما جماعات البعث العراقي المرتبطة بالتنظيم السوري فكانت تأخذ أموالا أيضا من الليبيين! وكانت الحركة نشيطة للغاية بين العاصمتين كما كان التعاون الاستخباري على أشده أيضا، وطبعا كان للبعثات و الخبرات العسكرية مجالها الحيوي والعملي المهم في تلك العلاقة، وقيام النظام الليبي بالإستعانة بخدمات الطيارين السوريين في المعارك الأخيرة هو ترجمة حرفية لتلك العلاقات الخاصة جدا بين الطرفين ، وسقوط النظام الليبي الذي أضحى مسألة وقت لاغير سيغير الكثير من المعادلات الإقليمية على مستوى التحالفات وسيرسم خارطة طريق سياسية جديدة لبقايا الأنظمة الفاشية والاستخبارية والتي يقف على رأس هرمها النظام الاستخباري السوري الذي سيضطر في النهاية أمام حركة الجماهير لتخفيف قبضته بفعل الوهن الذي أصاب الفاشية وحولها حالة احتضار فعلية، وهي أنظمة لن تصمد طويلا أمام رياح العواصف التغييرية الرهيبة التي تمر بالشرق القديم، والنظام السوري وهو يشهد مصارع رفاقه وحلفائه سيجد نفسه في نهاية ألأمر على طريق الرحيل نفسه، وطبعا إنتصار الثورة الشعبية في ليبيا سيؤدي الى فتح ملفات نظام القذافي التحالفية ولكشف وثائق علاقاته القذرة و منظومته الأمنية وأسماء فيالق المرتزقة العرب والأجانب الذين يتعيشون على رشواته، وهو ما بدأت بالفعل إرهاصاته الأولى وحيث تم الكشف عن بعض الأسماء من الإعلاميين والسياسيين العرب الذين يتقاضون أعطياتهم من نظام القذافي!! وهي قوائم وأسماء ستحفل بها ساحات البحث الصحافي خلال الفترة المقبلة كما حصل مع قوائم المستفيدين من صفقات نظام صدام حسين النفطية !
النظام السوري مع سقوط نظام القذافي الذي يعتبر أكبر حلفاء النظام سيعيش أزمة وجودية حقيقية وسيضطر بالتالي لبدء العد التنازلي لنهاية اللعبة الفاشية البائسة. إنها لحظات التاريخ الحاسمة التي ستكنس بقايا الطغاة ، ولكن تأملوا ملفات الفضائح الوثائقية التي ستظهر تباعا لتزيد من فضائح الفاشيين التاريخية، والعلاقات الخاصة بين نظامي دمشق وطرابلس هي أكبر بكثير من مسألة إستئجار طيارين ومرتزقة. إنها علاقات صميمية ضمن الإطار الفاشي والعدواني بعد أن غربت شمس الفاشية وأنظمة التخلف والدمار. * كاتب عراقي
dawoodalbasri@hotmail.com
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:07 pm من طرف Gulf Knight
» الوصول إلى أي مكان في العالم خلال أقل من ساعة هدف أميركي قد يتحقق اليوم
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:02 pm من طرف Gulf Knight
» إسرائيل تبحث شراء وسائل قتالية أميركية مستعملة فى العراق
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:00 pm من طرف Gulf Knight
» كتيبة بنيامين تجدد التأكيد على جهوزية الجيش الإسرائيلي لمواجهات سبتمبر
الإثنين أغسطس 15, 2011 3:59 pm من طرف Gulf Knight
» قبيل الانسحاب: العراق يتسلّم 22 مروحية مي-17 محدّثة من شركة ARINC الأميركية
الخميس أغسطس 11, 2011 6:30 pm من طرف Gulf Knight
» أفغانستان تتسلم 9 مروحيات "مي-17" من روسيا بحلول نهاية العام
الخميس أغسطس 11, 2011 6:29 pm من طرف Gulf Knight
» مناورات جوية لقوات دول الاتحاد السوفياتي السابق لمكافحة الإرهاب
الخميس أغسطس 11, 2011 6:28 pm من طرف Gulf Knight
» روسيا تطوّر نظامي الدفاع الجوي الجديدين: مارفي و فيتياز
الخميس أغسطس 11, 2011 6:27 pm من طرف Gulf Knight
» إختفاء صواريخ مضادة للدروع من معسكر إسرائيلي في الجولان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:26 pm من طرف Gulf Knight
» إسرائيل تطور طائرة جديدة دون طيار
الخميس أغسطس 11, 2011 6:25 pm من طرف Gulf Knight
» إسقاط مروحية تشينوك في أفغانستان يودي بحياة 31 جندياً أميركياً و7 جنود أفغان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:23 pm من طرف Gulf Knight
» دبابات الجيش السوري تقتحم مدينتي سراقب وقصير
الخميس أغسطس 11, 2011 6:22 pm من طرف Gulf Knight
» أحزاب الشيطان من طهران إلى العراق ولبنان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:20 pm من طرف Gulf Knight
» سوريا وتركيا.. لقاء الوداع؟
الخميس أغسطس 11, 2011 6:19 pm من طرف Gulf Knight
» سوريا: تصورات نهاية النظام
الخميس أغسطس 11, 2011 6:19 pm من طرف Gulf Knight