من طرف amraay2009 الثلاثاء يوليو 20, 2010 3:33 pm
الفصل الأول:
قيام دولة المماليك
المبحث الأول: أصول المماليك ونشأتهم:
أولاً: من هم المماليك؟: المماليك، جمع مملوك، وهم من الرقيق الذين كانوا يشترون يستخدمون لأغراض عديدة في المجتمعات منذ القدم، ويعتبر الرقيق الأتراك أول من استخدموا في الجندية في الدولة الإسلامية زمن الأمويين، إذ يذكر الطبري بأن نصر بن سيار، والي الأمويين على خراسان، اشترى: ألف مملوك من الترك وأعطاهم السلاح وحملهم على الخيل[1]، وكانت بلاد ما وراء النهر المصدر الرئيسي للرقيق الأتراك[2]، وفي العصر، تزايد إستخدام الأتراك في وظائف الدولة إضافة وإستخدامهم في الجيش[3]، وتوسعت أسواق النخاسة البيضاء، من شبه جزيرة القرم، وبلاد القوقاز والقفجاق ,آسيا الصغرى وتركستان وبلاد ما وراء النهر، وكان فيهم عنصر الأتراك، وفيهم الشراكسة والروم والأكراد وبعضهم من البلاد الأوربية أيضاً[4]، وكان الخليفة المعتصم العباسي (218 ـ227هـ/ 833 ـ 842م) أول من شكل فرقاً عسكرية ضخمة منهم وأحلهم مكان العرب الذين أسقط أسماؤهم من ديوان الجند[5]، وقد بلغت مماليك الخليفة المعتصم بضعة عشر ألفاً، وقد امتلأت بهم بغداد مما أدى إلى اصطدامهم بالناس في الطرقات، وأثار سخط أهل العاصمة، فبنى لهم مدينة سامراء لتكون عاصمة لهم، ومقراً لجيوشه التركية من المماليك والأحرار[6]، وقد استخدم المعتصم الجيش التركي تخلصاً من النفوذ الفارسي والعربي في الجيش والحكومة سواء، وقد لجأ إلى الأتراك بالشراء والتربية والإعداد إعتقاداً منه بأنه مجردون من الطموح الذي اتصف به الفرس، ومن العصبة التي عرف بها العرب[7]. ولكن سرعان ما أخذ أولئك المماليك في التدخل في شئون الدولة حتى أمست في أيديهم يفعلون بها ما يشاؤون[8]، وأصبح الخليفة منذ مقتل المتوكل سنة 247هـ/861م في أيديهم كالأسير، إن شاؤوا خلعوه وإن شاؤوا قتلوه[9]، وهكذا أصبح هؤلاء الجنود عنصر تمرد ضد الخلفاء فأساؤوا التصرف في شئون الإدارة والحكم فانفضت الولايات من حول العاصمة، وكان من الطبيعي أن يزداد نفوذ الترك في الخلافة العباسية، بعد أن صار منهم الجيش والقادة، فلما ضعف سلطان الخلافة طمع عمال الأطراف إلى الاستقلال بولاياتهم، وصار الجيش وقادته من الأتراك وسيلة الخلفاء للقضاء على الحركات الاستقلالية المختلفة، فازداد المماليك الأتراك في الدولة العثمانية أهمية على أهميتهم، وأضحى منهم الولاة والوزراء وأرباب الدولة[10]، والواقع فمنذ العصر العباسي الأول إتخذ مصطلح ((مماليك)) معنى إصطلاحياً خاصاً عند المسلمين، إذ اقتصرت التسمية على فئة من الرقيق الأبيض الذي كان يشترى من اسواق النخاسة، ويستخدم كفرق عسكرية خاصة ومع ضعف الخلافة العباسية في العصر العباسي الثاني، كان من الطبيعي أن تزداد الحاجة للرقيق الأتراك، ذلك أن الدويلات التي انفصلت عن جسم الخلافة مثل الطولونيين، والأخشيديين في مصر[11]، والصفاريين والسامانيين في خراسان[12] وما جاورها، والغزنويين والغوريين في الهند[13]، أقبلوا على شراء الأتراك الإرقاء لتأكيد سلطتهم وبظهور الأتراك السلاجقة على مسرح السياسة في المشرق الإسلامي إزداد نفوذ الأتراك عموماً ذلك أن السلاجقة في الأصل من العناصر التركية، كما أن الدولة السلجوقية زادت من الاعتماد على المماليك الأتراك[14]، ويعد نظام الملك الوزير الكبير للسلطان السلجوقي ألب أرسلان وملكشاه هو أساس النظام التربوي المملوكي في كتابه سياسة نامة، وقد جاء فيه أنه: يجب ألا يثقل على المماليك القائمين على الخدمة إلا إذا دعت الحاجة ولا ينبغي أن يكونوا عرضة للسهام، ويجب أن يتعلموا كيف يجتمعون على الفور مثلما ينتشرون على الفور، ولا حاجة إلى التكليف كل اليوم بإصدار الأمر بمباشرة الخدمة لمن يكون الغلمان، صاحب الماء، صاحب السلاح، والساقي، وأشباه ذلك، ولمن يكون في خدمة كبار الحجاب وكبير الأمراء، ويجب أن يؤمرا بأن يبرز للخدمة في كل يوم من كل دار عدد منهم، ومن الخواص عدد معين، هذا وقد كان للسلطان مماليك صغار، وكان عليهم من الصبيان الخاص رقباء، وعلى طوائفهم من جنسهم نقباء[15]، ونظم نظام الملك وزير السلطان ملكشاه السلجوقي المماليك، وكان أشد الناس تمسكاً بهم، وقد أحاط نفسه بجيش كبير من المماليك عرفوا بالمماليك النظامية نسبة لاسمه، فقوى بهم نفوذه[16]، ويعتبر نظام الملك أول من أقطع الاقطاعات للمماليك الأتراك، وبعد إن كان عطاء الجندي يدفع نقداً صار يعطى إقطاعاً[17]، فتسلم الأرض إلى المقتطعين يضمن عنايتها وعمارتها مما يحفظ قوة وثروة الدولة، كما فتحت القلاع والمدن والولايات للقادة من مماليكهم الذين سموا بالاتابكة[18]، والجدير بالذكر أن الوزير نظام الملك أول من لقب بلقب أتابك، وقد منحه أياه السلطان ملكشاه حين فوض إليه تدبير أمور الدولة سنة 465هـ[19]، وهكذا إتخذ السلاجقة أشخاصاً من كبار المماليك ليكونوا مربيين لأولادهم في القصر ومنحوهم الإقطاعات الكبيرة مقابل قيامهم بشؤونهم وتأديبتهم الخدمة الحربية وقت الحرب، ولكن سرعان ما صار هؤلاء الأتابكة أصحاب النفوذ الفعلي في تلك الإقطاعات وبخاصة عندما ضعفت الدولة وتفككت فاستغلوا بولاياتهم شيئاً فشيئاً[20]، وأقاموا دويلات منفصلة عن جسم الدولة السلجوقية عرفت باسم: دويلات الأتابكة: وكان عماد الدين زنكي أقوى هؤلاء الأتابكة، وأسس دولة ضمت الموصل وحلب وديار ربيعة[21]، وعند وفاة عماد الدين زنكي، خلفه ابنه نور الدين محمود وتوسع بالدولة وضم دمشق وقضى على الدولة الفاطمية، وأصبحت مصر من ضمن الدولة الزنكية، وقد توسعت عن الحديث عن عماد الدين وابنه نور الدين في كتابي عصر الدولة الزنكية، وقد استكثر نور الدين محمود من شراء المماليك الأتراك الذين صاروا يكونون غالبية جيشه[22]، وبعد الزنكيين جاء الأيوبيين فأكثروا من المماليك الأتراك واستخدموهم في الجيش، وتجدر الإشارة أن الجيش الذي قاده أسد الدين شيركوه إلى مصر كان معظمه يتكون من المماليك والأمراء النورية[23]، وقد سمي مماليك صلاح الدين الأيوبي بالمماليك الصلاحية، كما سمي مماليك أسد الدين شيركوه بالمماليك الأسدية، وفي عهد الملك العادل سمي المماليك بالعادلية نسبة إلى العادل، ولما توفي خلفه أبناؤه الأشرف: موسى العادل، والكامل، وغيرهم، ونسب عدد من المماليك لكل واحد منهم، فعرف المماليك الأشرفية، والمماليك الكاملية[24].
1 ـ نجم الدين أيوب والمماليك: ينسب إلى السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب إدخال تشكيلات جديدة على القوة العسكرية التي كان يتكون منها جيش السلطان الأيوبي، فقد إتخذ جملة من الإجراءات العسكرية تبناها السلطان الملك الصالح نجم الدين لتقوية الجيش الذي كان يترأسه، ومن أهمها: إهتمامه الكبير بشراء المماليك والغلمان الأتراك بشكل لم يسبق له نظير في تاريخ السلطة الأيوبية، فخلا مدة حكمه أضاف إلى الجيش في دفعة واحدة ما تعداه من أكثر من ألف مملوكاً تركياً جلبهم من إقليم التركستان (خوارزم)، ومن مناطق شمالي البحر الأسود وبحر قزوين[25]، وغيرها من الأماكن، وقد أصبح العنصر التركي في عهد الملك الصالح هو الغالبية المتميزة للجيش الأيوبي وسرعان ما شكلوا نواة عسكرية ـ سياسية نشطة تحولت إلى دولة المماليك البحرية، بعد أقل من بضع سنين على وفاة الملك الصالح لتختفي تدريجياً العناصر المتكون منها الجيش الأيوبي، كالبربر والسودان، ومن أهم معالم التطوير في البنية العسكرية الأيوبية في عهد السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب الآتي:
أ ـ الصالحية: وهي القوة العسكرية الجديدة من المماليك الأتراك باسم (الصالحية) نسبة إلى الملك الصالح أيوب نفسه، ومن الواضح أن الملك الاصالح نجم الدين أيوب هو صاحب الفضل في تكوين هذه الفرقة الجديدة من المماليك التي تحمل أيضاً إسم البحرية، والتي قدر لها أن تنهض بدور خطير في تاريخ مصر السياسي لما يقارب من قرنين ونصف، ومما يقوله: ابن تغري بردي نقلاً عن ابن واصل مؤرخ الأيوبيين: اشترى من المماليك الترك ما لم يشتره أحد من أهل بيته حتى صاروا معظم عسكره وأرجحهم على الأكراد وأمرهم[26]، ويبدو أن الملك الصالح أراد أن يشكر المماليك في مساندتهم له للوصول إلى دست السلطنة، ولذلك عمل منهم جيش قوي يسانده في فرض إرادته على الأقاليم الأيوبية بعد أن لمس غدر الطوائف الأخرى من الجند المرتزقة مما دفعه إلى الاعتماد على تلك الفرقة الجديدة وترجيحهم على العناصر الأخرى السائدة[27]، وأما عن السبب في تسميةهذه الفرقة بالبحرية فالمرجح أن ذلك يرجع إلى إختيار السلطان الملك الصالح نجم الدين جزيرة الروضة على بحر النيل مركزاً لهم ولثكناتهم العسكرية وكان معظم هؤلاء المماليك من الأتراك المجلوبين من بلاد القفجاق شمال البحر الأسود ومن بلاد القوقاز، قرب بحر قزوين، وقد كان للأتراك القفجاق، ميزاتهم الخاصة بين طوائف الترك العامة من حيث حسن الطلعة وجمال الشكل وقوة البأس فضلاً عن الشجاعة النادرة، ولا شك في ولاء هؤلاء لسيدهم وقد كانوا قد شكلوا نواة لقوة عسكرية ضاربة في الجيش الأيوبي واحتلوا نتيجة لنيلهم ثقة واعتماد السلطان رتباً عسكرية كبيرة في جيش الملك الصالح نجم الدين أيوب مثل المكانة التي كان يتمتع بها مقدمهم ركن الدين بيبرس والذي لعب دوراً كبيراً في صعود الملك الصالح إلى السلطنة وفيما بعد في المعارك ضد الصليبيين الفرنج وخاصة معركة المنصورة[28].
الفصل الأول:
قيام دولة المماليك
المبحث الأول: أصول المماليك ونشأتهم:
أولاً: من هم المماليك؟: المماليك، جمع مملوك، وهم من الرقيق الذين كانوا يشترون يستخدمون لأغراض عديدة في المجتمعات منذ القدم، ويعتبر الرقيق الأتراك أول من استخدموا في الجندية في الدولة الإسلامية زمن الأمويين، إذ يذكر الطبري بأن نصر بن سيار، والي الأمويين على خراسان، اشترى: ألف مملوك من الترك وأعطاهم السلاح وحملهم على الخيل[1]، وكانت بلاد ما وراء النهر المصدر الرئيسي للرقيق الأتراك[2]، وفي العصر، تزايد إستخدام الأتراك في وظائف الدولة إضافة وإستخدامهم في الجيش[3]، وتوسعت أسواق النخاسة البيضاء، من شبه جزيرة القرم، وبلاد القوقاز والقفجاق ,آسيا الصغرى وتركستان وبلاد ما وراء النهر، وكان فيهم عنصر الأتراك، وفيهم الشراكسة والروم والأكراد وبعضهم من البلاد الأوربية أيضاً[4]، وكان الخليفة المعتصم العباسي (218 ـ227هـ/ 833 ـ 842م) أول من شكل فرقاً عسكرية ضخمة منهم وأحلهم مكان العرب الذين أسقط أسماؤهم من ديوان الجند[5]، وقد بلغت مماليك الخليفة المعتصم بضعة عشر ألفاً، وقد امتلأت بهم بغداد مما أدى إلى اصطدامهم بالناس في الطرقات، وأثار سخط أهل العاصمة، فبنى لهم مدينة سامراء لتكون عاصمة لهم، ومقراً لجيوشه التركية من المماليك والأحرار[6]، وقد استخدم المعتصم الجيش التركي تخلصاً من النفوذ الفارسي والعربي في الجيش والحكومة سواء، وقد لجأ إلى الأتراك بالشراء والتربية والإعداد إعتقاداً منه بأنه مجردون من الطموح الذي اتصف به الفرس، ومن العصبة التي عرف بها العرب[7]. ولكن سرعان ما أخذ أولئك المماليك في التدخل في شئون الدولة حتى أمست في أيديهم يفعلون بها ما يشاؤون[8]، وأصبح الخليفة منذ مقتل المتوكل سنة 247هـ/861م في أيديهم كالأسير، إن شاؤوا خلعوه وإن شاؤوا قتلوه[9]، وهكذا أصبح هؤلاء الجنود عنصر تمرد ضد الخلفاء فأساؤوا التصرف في شئون الإدارة والحكم فانفضت الولايات من حول العاصمة، وكان من الطبيعي أن يزداد نفوذ الترك في الخلافة العباسية، بعد أن صار منهم الجيش والقادة، فلما ضعف سلطان الخلافة طمع عمال الأطراف إلى الاستقلال بولاياتهم، وصار الجيش وقادته من الأتراك وسيلة الخلفاء للقضاء على الحركات الاستقلالية المختلفة، فازداد المماليك الأتراك في الدولة العثمانية أهمية على أهميتهم، وأضحى منهم الولاة والوزراء وأرباب الدولة[10]، والواقع فمنذ العصر العباسي الأول إتخذ مصطلح ((مماليك)) معنى إصطلاحياً خاصاً عند المسلمين، إذ اقتصرت التسمية على فئة من الرقيق الأبيض الذي كان يشترى من اسواق النخاسة، ويستخدم كفرق عسكرية خاصة ومع ضعف الخلافة العباسية في العصر العباسي الثاني، كان من الطبيعي أن تزداد الحاجة للرقيق الأتراك، ذلك أن الدويلات التي انفصلت عن جسم الخلافة مثل الطولونيين، والأخشيديين في مصر[11]، والصفاريين والسامانيين في خراسان[12] وما جاورها، والغزنويين والغوريين في الهند[13]، أقبلوا على شراء الأتراك الإرقاء لتأكيد سلطتهم وبظهور الأتراك السلاجقة على مسرح السياسة في المشرق الإسلامي إزداد نفوذ الأتراك عموماً ذلك أن السلاجقة في الأصل من العناصر التركية، كما أن الدولة السلجوقية زادت من الاعتماد على المماليك الأتراك[14]، ويعد نظام الملك الوزير الكبير للسلطان السلجوقي ألب أرسلان وملكشاه هو أساس النظام التربوي المملوكي في كتابه سياسة نامة، وقد جاء فيه أنه: يجب ألا يثقل على المماليك القائمين على الخدمة إلا إذا دعت الحاجة ولا ينبغي أن يكونوا عرضة للسهام، ويجب أن يتعلموا كيف يجتمعون على الفور مثلما ينتشرون على الفور، ولا حاجة إلى التكليف كل اليوم بإصدار الأمر بمباشرة الخدمة لمن يكون الغلمان، صاحب الماء، صاحب السلاح، والساقي، وأشباه ذلك، ولمن يكون في خدمة كبار الحجاب وكبير الأمراء، ويجب أن يؤمرا بأن يبرز للخدمة في كل يوم من كل دار عدد منهم، ومن الخواص عدد معين، هذا وقد كان للسلطان مماليك صغار، وكان عليهم من الصبيان الخاص رقباء، وعلى طوائفهم من جنسهم نقباء[15]، ونظم نظام الملك وزير السلطان ملكشاه السلجوقي المماليك، وكان أشد الناس تمسكاً بهم، وقد أحاط نفسه بجيش كبير من المماليك عرفوا بالمماليك النظامية نسبة لاسمه، فقوى بهم نفوذه[16]، ويعتبر نظام الملك أول من أقطع الاقطاعات للمماليك الأتراك، وبعد إن كان عطاء الجندي يدفع نقداً صار يعطى إقطاعاً[17]، فتسلم الأرض إلى المقتطعين يضمن عنايتها وعمارتها مما يحفظ قوة وثروة الدولة، كما فتحت القلاع والمدن والولايات للقادة من مماليكهم الذين سموا بالاتابكة[18]، والجدير بالذكر أن الوزير نظام الملك أول من لقب بلقب أتابك، وقد منحه أياه السلطان ملكشاه حين فوض إليه تدبير أمور الدولة سنة 465هـ[19]، وهكذا إتخذ السلاجقة أشخاصاً من كبار المماليك ليكونوا مربيين لأولادهم في القصر ومنحوهم الإقطاعات الكبيرة مقابل قيامهم بشؤونهم وتأديبتهم الخدمة الحربية وقت الحرب، ولكن سرعان ما صار هؤلاء الأتابكة أصحاب النفوذ الفعلي في تلك الإقطاعات وبخاصة عندما ضعفت الدولة وتفككت فاستغلوا بولاياتهم شيئاً فشيئاً[20]، وأقاموا دويلات منفصلة عن جسم الدولة السلجوقية عرفت باسم: دويلات الأتابكة: وكان عماد الدين زنكي أقوى هؤلاء الأتابكة، وأسس دولة ضمت الموصل وحلب وديار ربيعة[21]، وعند وفاة عماد الدين زنكي، خلفه ابنه نور الدين محمود وتوسع بالدولة وضم دمشق وقضى على الدولة الفاطمية، وأصبحت مصر من ضمن الدولة الزنكية، وقد توسعت عن الحديث عن عماد الدين وابنه نور الدين في كتابي عصر الدولة الزنكية، وقد استكثر نور الدين محمود من شراء المماليك الأتراك الذين صاروا يكونون غالبية جيشه[22]، وبعد الزنكيين جاء الأيوبيين فأكثروا من المماليك الأتراك واستخدموهم في الجيش، وتجدر الإشارة أن الجيش الذي قاده أسد الدين شيركوه إلى مصر كان معظمه يتكون من المماليك والأمراء النورية[23]، وقد سمي مماليك صلاح الدين الأيوبي بالمماليك الصلاحية، كما سمي مماليك أسد الدين شيركوه بالمماليك الأسدية، وفي عهد الملك العادل سمي المماليك بالعادلية نسبة إلى العادل، ولما توفي خلفه أبناؤه الأشرف: موسى العادل، والكامل، وغيرهم، ونسب عدد من المماليك لكل واحد منهم، فعرف المماليك الأشرفية، والمماليك الكاملية[24].
1 ـ نجم الدين أيوب والمماليك: ينسب إلى السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب إدخال تشكيلات جديدة على القوة العسكرية التي كان يتكون منها جيش السلطان الأيوبي، فقد إتخذ جملة من الإجراءات العسكرية تبناها السلطان الملك الصالح نجم الدين لتقوية الجيش الذي كان يترأسه، ومن أهمها: إهتمامه الكبير بشراء المماليك والغلمان الأتراك بشكل لم يسبق له نظير في تاريخ السلطة الأيوبية، فخلا مدة حكمه أضاف إلى الجيش في دفعة واحدة ما تعداه من أكثر من ألف مملوكاً تركياً جلبهم من إقليم التركستان (خوارزم)، ومن مناطق شمالي البحر الأسود وبحر قزوين[25]، وغيرها من الأماكن، وقد أصبح العنصر التركي في عهد الملك الصالح هو الغالبية المتميزة للجيش الأيوبي وسرعان ما شكلوا نواة عسكرية ـ سياسية نشطة تحولت إلى دولة المماليك البحرية، بعد أقل من بضع سنين على وفاة الملك الصالح لتختفي تدريجياً العناصر المتكون منها الجيش الأيوبي، كالبربر والسودان، ومن أهم معالم التطوير في البنية العسكرية الأيوبية في عهد السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب الآتي:
أ ـ الصالحية: وهي القوة العسكرية الجديدة من المماليك الأتراك باسم (الصالحية) نسبة إلى الملك الصالح أيوب نفسه، ومن الواضح أن الملك الاصالح نجم الدين أيوب هو صاحب الفضل في تكوين هذه الفرقة الجديدة من المماليك التي تحمل أيضاً إسم البحرية، والتي قدر لها أن تنهض بدور خطير في تاريخ مصر السياسي لما يقارب من قرنين ونصف، ومما يقوله: ابن تغري بردي نقلاً عن ابن واصل مؤرخ الأيوبيين: اشترى من المماليك الترك ما لم يشتره أحد من أهل بيته حتى صاروا معظم عسكره وأرجحهم على الأكراد وأمرهم[26]، ويبدو أن الملك الصالح أراد أن يشكر المماليك في مساندتهم له للوصول إلى دست السلطنة، ولذلك عمل منهم جيش قوي يسانده في فرض إرادته على الأقاليم الأيوبية بعد أن لمس غدر الطوائف الأخرى من الجند المرتزقة مما دفعه إلى الاعتماد على تلك الفرقة الجديدة وترجيحهم على العناصر الأخرى السائدة[27]، وأما عن السبب في تسميةهذه الفرقة بالبحرية فالمرجح أن ذلك يرجع إلى إختيار السلطان الملك الصالح نجم الدين جزيرة الروضة على بحر النيل مركزاً لهم ولثكناتهم العسكرية وكان معظم هؤلاء المماليك من الأتراك المجلوبين من بلاد القفجاق شمال البحر الأسود ومن بلاد القوقاز، قرب بحر قزوين، وقد كان للأتراك القفجاق، ميزاتهم الخاصة بين طوائف الترك العامة من حيث حسن الطلعة وجمال الشكل وقوة البأس فضلاً عن الشجاعة النادرة، ولا شك في ولاء هؤلاء لسيدهم وقد كانوا قد شكلوا نواة لقوة عسكرية ضاربة في الجيش الأيوبي واحتلوا نتيجة لنيلهم ثقة واعتماد السلطان رتباً عسكرية كبيرة في جيش الملك الصالح نجم الدين أيوب مثل المكانة التي كان يتمتع بها مقدمهم ركن الدين بيبرس والذي لعب دوراً كبيراً في صعود الملك الصالح إلى السلطنة وفيما بعد في المعارك ضد الصليبيين الفرنج وخاصة معركة المنصورة[28].
الفصل الأول:
قيام دولة المماليك
المبحث الأول: أصول المماليك ونشأتهم:
أولاً: من هم المماليك؟: المماليك، جمع مملوك، وهم من الرقيق الذين كانوا يشترون يستخدمون لأغراض عديدة في المجتمعات منذ القدم، ويعتبر الرقيق الأتراك أول من استخدموا في الجندية في الدولة الإسلامية زمن الأمويين، إذ يذكر الطبري بأن نصر بن سيار، والي الأمويين على خراسان، اشترى: ألف مملوك من الترك وأعطاهم السلاح وحملهم على الخيل[1]، وكانت بلاد ما وراء النهر المصدر الرئيسي للرقيق الأتراك[2]، وفي العصر، تزايد إستخدام الأتراك في وظائف الدولة إضافة وإستخدامهم في الجيش[3]، وتوسعت أسواق النخاسة البيضاء، من شبه جزيرة القرم، وبلاد القوقاز والقفجاق ,آسيا الصغرى وتركستان وبلاد ما وراء النهر، وكان فيهم عنصر الأتراك، وفيهم الشراكسة والروم والأكراد وبعضهم من البلاد الأوربية أيضاً[4]، وكان الخليفة المعتصم العباسي (218 ـ227هـ/ 833 ـ 842م) أول من شكل فرقاً عسكرية ضخمة منهم وأحلهم مكان العرب الذين أسقط أسماؤهم من ديوان الجند[5]، وقد بلغت مماليك الخليفة المعتصم بضعة عشر ألفاً، وقد امتلأت بهم بغداد مما أدى إلى اصطدامهم بالناس في الطرقات، وأثار سخط أهل العاصمة، فبنى لهم مدينة سامراء لتكون عاصمة لهم، ومقراً لجيوشه التركية من المماليك والأحرار[6]، وقد استخدم المعتصم الجيش التركي تخلصاً من النفوذ الفارسي والعربي في الجيش والحكومة سواء، وقد لجأ إلى الأتراك بالشراء والتربية والإعداد إعتقاداً منه بأنه مجردون من الطموح الذي اتصف به الفرس، ومن العصبة التي عرف بها العرب[7]. ولكن سرعان ما أخذ أولئك المماليك في التدخل في شئون الدولة حتى أمست في أيديهم يفعلون بها ما يشاؤون[8]، وأصبح الخليفة منذ مقتل المتوكل سنة 247هـ/861م في أيديهم كالأسير، إن شاؤوا خلعوه وإن شاؤوا قتلوه[9]، وهكذا أصبح هؤلاء الجنود عنصر تمرد ضد الخلفاء فأساؤوا التصرف في شئون الإدارة والحكم فانفضت الولايات من حول العاصمة، وكان من الطبيعي أن يزداد نفوذ الترك في الخلافة العباسية، بعد أن صار منهم الجيش والقادة، فلما ضعف سلطان الخلافة طمع عمال الأطراف إلى الاستقلال بولاياتهم، وصار الجيش وقادته من الأتراك وسيلة الخلفاء للقضاء على الحركات الاستقلالية المختلفة، فازداد المماليك الأتراك في الدولة العثمانية أهمية على أهميتهم، وأضحى منهم الولاة والوزراء وأرباب الدولة[10]، والواقع فمنذ العصر العباسي الأول إتخذ مصطلح ((مماليك)) معنى إصطلاحياً خاصاً عند المسلمين، إذ اقتصرت التسمية على فئة من الرقيق الأبيض الذي كان يشترى من اسواق النخاسة، ويستخدم كفرق عسكرية خاصة ومع ضعف الخلافة العباسية في العصر العباسي الثاني، كان من الطبيعي أن تزداد الحاجة للرقيق الأتراك، ذلك أن الدويلات التي انفصلت عن جسم الخلافة مثل الطولونيين، والأخشيديين في مصر[11]، والصفاريين والسامانيين في خراسان[12] وما جاورها، والغزنويين والغوريين في الهند[13]، أقبلوا على شراء الأتراك الإرقاء لتأكيد سلطتهم وبظهور الأتراك السلاجقة على مسرح السياسة في المشرق الإسلامي إزداد نفوذ الأتراك عموماً ذلك أن السلاجقة في الأصل من العناصر التركية، كما أن الدولة السلجوقية زادت من الاعتماد على المماليك الأتراك[14]، ويعد نظام الملك الوزير الكبير للسلطان السلجوقي ألب أرسلان وملكشاه هو أساس النظام التربوي المملوكي في كتابه سياسة نامة، وقد جاء فيه أنه: يجب ألا يثقل على المماليك القائمين على الخدمة إلا إذا دعت الحاجة ولا ينبغي أن يكونوا عرضة للسهام، ويجب أن يتعلموا كيف يجتمعون على الفور مثلما ينتشرون على الفور، ولا حاجة إلى التكليف كل اليوم بإصدار الأمر بمباشرة الخدمة لمن يكون الغلمان، صاحب الماء، صاحب السلاح، والساقي، وأشباه ذلك، ولمن يكون في خدمة كبار الحجاب وكبير الأمراء، ويجب أن يؤمرا بأن يبرز للخدمة في كل يوم من كل دار عدد منهم، ومن الخواص عدد معين، هذا وقد كان للسلطان مماليك صغار، وكان عليهم من الصبيان الخاص رقباء، وعلى طوائفهم من جنسهم نقباء[15]، ونظم نظام الملك وزير السلطان ملكشاه السلجوقي المماليك، وكان أشد الناس تمسكاً بهم، وقد أحاط نفسه بجيش كبير من المماليك عرفوا بالمماليك النظامية نسبة لاسمه، فقوى بهم نفوذه[16]، ويعتبر نظام الملك أول من أقطع الاقطاعات للمماليك الأتراك، وبعد إن كان عطاء الجندي يدفع نقداً صار يعطى إقطاعاً[17]، فتسلم الأرض إلى المقتطعين يضمن عنايتها وعمارتها مما يحفظ قوة وثروة الدولة، كما فتحت القلاع والمدن والولايات للقادة من مماليكهم الذين سموا بالاتابكة[18]، والجدير بالذكر أن الوزير نظام الملك أول من لقب بلقب أتابك، وقد منحه أياه السلطان ملكشاه حين فوض إليه تدبير أمور الدولة سنة 465هـ[19]، وهكذا إتخذ السلاجقة أشخاصاً من كبار المماليك ليكونوا مربيين لأولادهم في القصر ومنحوهم الإقطاعات الكبيرة مقابل قيامهم بشؤونهم وتأديبتهم الخدمة الحربية وقت الحرب، ولكن سرعان ما صار هؤلاء الأتابكة أصحاب النفوذ الفعلي في تلك الإقطاعات وبخاصة عندما ضعفت الدولة وتفككت فاستغلوا بولاياتهم شيئاً فشيئاً[20]، وأقاموا دويلات منفصلة عن جسم الدولة السلجوقية عرفت باسم: دويلات الأتابكة: وكان عماد الدين زنكي أقوى هؤلاء الأتابكة، وأسس دولة ضمت الموصل وحلب وديار ربيعة[21]، وعند وفاة عماد الدين زنكي، خلفه ابنه نور الدين محمود وتوسع بالدولة وضم دمشق وقضى على الدولة الفاطمية، وأصبحت مصر من ضمن الدولة الزنكية، وقد توسعت عن الحديث عن عماد الدين وابنه نور الدين في كتابي عصر الدولة الزنكية، وقد استكثر نور الدين محمود من شراء المماليك الأتراك الذين صاروا يكونون غالبية جيشه[22]، وبعد الزنكيين جاء الأيوبيين فأكثروا من المماليك الأتراك واستخدموهم في الجيش، وتجدر الإشارة أن الجيش الذي قاده أسد الدين شيركوه إلى مصر كان معظمه يتكون من المماليك والأمراء النورية[23]، وقد سمي مماليك صلاح الدين الأيوبي بالمماليك الصلاحية، كما سمي مماليك أسد الدين شيركوه بالمماليك الأسدية، وفي عهد الملك العادل سمي المماليك بالعادلية نسبة إلى العادل، ولما توفي خلفه أبناؤه الأشرف: موسى العادل، والكامل، وغيرهم، ونسب عدد من المماليك لكل واحد منهم، فعرف المماليك الأشرفية، والمماليك الكاملية[24].
1 ـ نجم الدين أيوب والمماليك: ينسب إلى السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب إدخال تشكيلات جديدة على القوة العسكرية التي كان يتكون منها جيش السلطان الأيوبي، فقد إتخذ جملة من الإجراءات العسكرية تبناها السلطان الملك الصالح نجم الدين لتقوية الجيش الذي كان يترأسه، ومن أهمها: إهتمامه الكبير بشراء المماليك والغلمان الأتراك بشكل لم يسبق له نظير في تاريخ السلطة الأيوبية، فخلا مدة حكمه أضاف إلى الجيش في دفعة واحدة ما تعداه من أكثر من ألف مملوكاً تركياً جلبهم من إقليم التركستان (خوارزم)، ومن مناطق شمالي البحر الأسود وبحر قزوين[25]، وغيرها من الأماكن، وقد أصبح العنصر التركي في عهد الملك الصالح هو الغالبية المتميزة للجيش الأيوبي وسرعان ما شكلوا نواة عسكرية ـ سياسية نشطة تحولت إلى دولة المماليك البحرية، بعد أقل من بضع سنين على وفاة الملك الصالح لتختفي تدريجياً العناصر المتكون منها الجيش الأيوبي، كالبربر والسودان، ومن أهم معالم التطوير في البنية العسكرية الأيوبية في عهد السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب الآتي:
أ ـ الصالحية: وهي القوة العسكرية الجديدة من المماليك الأتراك باسم (الصالحية) نسبة إلى الملك الصالح أيوب نفسه، ومن الواضح أن الملك الاصالح نجم الدين أيوب هو صاحب الفضل في تكوين هذه الفرقة الجديدة من المماليك التي تحمل أيضاً إسم البحرية، والتي قدر لها أن تنهض بدور خطير في تاريخ مصر السياسي لما يقارب من قرنين ونصف، ومما يقوله: ابن تغري بردي نقلاً عن ابن واصل مؤرخ الأيوبيين: اشترى من المماليك الترك ما لم يشتره أحد من أهل بيته حتى صاروا معظم عسكره وأرجحهم على الأكراد وأمرهم[26]، ويبدو أن الملك الصالح أراد أن يشكر المماليك في مساندتهم له للوصول إلى دست السلطنة، ولذلك عمل منهم جيش قوي يسانده في فرض إرادته على الأقاليم الأيوبية بعد أن لمس غدر الطوائف الأخرى من الجند المرتزقة مما دفعه إلى الاعتماد على تلك الفرقة الجديدة وترجيحهم على العناصر الأخرى السائدة[27]، وأما عن السبب في تسميةهذه الفرقة بالبحرية فالمرجح أن ذلك يرجع إلى إختيار السلطان الملك الصالح نجم الدين جزيرة الروضة على بحر النيل مركزاً لهم ولثكناتهم العسكرية وكان معظم هؤلاء المماليك من الأتراك المجلوبين من بلاد القفجاق شمال البحر الأسود ومن بلاد القوقاز، قرب بحر قزوين، وقد كان للأتراك القفجاق، ميزاتهم الخاصة بين طوائف الترك العامة من حيث حسن الطلعة وجمال الشكل وقوة البأس فضلاً عن الشجاعة النادرة، ولا شك في ولاء هؤلاء لسيدهم وقد كانوا قد شكلوا نواة لقوة عسكرية ضاربة في الجيش الأيوبي واحتلوا نتيجة لنيلهم ثقة واعتماد السلطان رتباً عسكرية كبيرة في جيش الملك الصالح نجم الدين أيوب مثل المكانة التي كان يتمتع بها مقدمهم ركن الدين بيبرس والذي لعب دوراً كبيراً في صعود الملك الصالح إلى السلطنة وفيما بعد في المعارك ضد الصليبيين الفرنج وخاصة معركة المنصورة[28].
الفصل الأول:
قيام دولة المماليك
المبحث الأول: أصول المماليك ونشأتهم:
أولاً: من هم المماليك؟: المماليك، جمع مملوك، وهم من الرقيق الذين كانوا يشترون يستخدمون لأغراض عديدة في المجتمعات منذ القدم، ويعتبر الرقيق الأتراك أول من استخدموا في الجندية في الدولة الإسلامية زمن الأمويين، إذ يذكر الطبري بأن نصر بن سيار، والي الأمويين على خراسان، اشترى: ألف مملوك من الترك وأعطاهم السلاح وحملهم على الخيل[1]، وكانت بلاد ما وراء النهر المصدر الرئيسي للرقيق الأتراك[2]، وفي العصر، تزايد إستخدام الأتراك في وظائف الدولة إضافة وإستخدامهم في الجيش[3]، وتوسعت أسواق النخاسة البيضاء، من شبه جزيرة القرم، وبلاد القوقاز والقفجاق ,آسيا الصغرى وتركستان وبلاد ما وراء النهر، وكان فيهم عنصر الأتراك، وفيهم الشراكسة والروم والأكراد وبعضهم من البلاد الأوربية أيضاً[4]، وكان الخليفة المعتصم العباسي (218 ـ227هـ/ 833 ـ 842م) أول من شكل فرقاً عسكرية ضخمة منهم وأحلهم مكان العرب الذين أسقط أسماؤهم من ديوان الجند[5]، وقد بلغت مماليك الخليفة المعتصم بضعة عشر ألفاً، وقد امتلأت بهم بغداد مما أدى إلى اصطدامهم بالناس في الطرقات، وأثار سخط أهل العاصمة، فبنى لهم مدينة سامراء لتكون عاصمة لهم، ومقراً لجيوشه التركية من المماليك والأحرار[6]، وقد استخدم المعتصم الجيش التركي تخلصاً من النفوذ الفارسي والعربي في الجيش والحكومة سواء، وقد لجأ إلى الأتراك بالشراء والتربية والإعداد إعتقاداً منه بأنه مجردون من الطموح الذي اتصف به الفرس، ومن العصبة التي عرف بها العرب[7]. ولكن سرعان ما أخذ أولئك المماليك في التدخل في شئون الدولة حتى أمست في أيديهم يفعلون بها ما يشاؤون[8]، وأصبح الخليفة منذ مقتل المتوكل سنة 247هـ/861م في أيديهم كالأسير، إن شاؤوا خلعوه وإن شاؤوا قتلوه[9]، وهكذا أصبح هؤلاء الجنود عنصر تمرد ضد الخلفاء فأساؤوا التصرف في شئون الإدارة والحكم فانفضت الولايات من حول العاصمة، وكان من الطبيعي أن يزداد نفوذ الترك في الخلافة العباسية، بعد أن صار منهم الجيش والقادة، فلما ضعف سلطان الخلافة طمع عمال الأطراف إلى الاستقلال بولاياتهم، وصار الجيش وقادته من الأتراك وسيلة الخلفاء للقضاء على الحركات الاستقلالية المختلفة، فازداد المماليك الأتراك في الدولة العثمانية أهمية على أهميتهم، وأضحى منهم الولاة والوزراء وأرباب الدولة[10]، والواقع فمنذ العصر العباسي الأول إتخذ مصطلح ((مماليك)) معنى إصطلاحياً خاصاً عند المسلمين، إذ اقتصرت التسمية على فئة من الرقيق الأبيض الذي كان يشترى من اسواق النخاسة، ويستخدم كفرق عسكرية خاصة ومع ضعف الخلافة العباسية في العصر العباسي الثاني، كان من الطبيعي أن تزداد الحاجة للرقيق الأتراك، ذلك أن الدويلات التي انفصلت عن جسم الخلافة مثل الطولونيين، والأخشيديين في مصر[11]، والصفاريين والسامانيين في خراسان[12] وما جاورها، والغزنويين والغوريين في الهند[13]، أقبلوا على شراء الأتراك الإرقاء لتأكيد سلطتهم وبظهور الأتراك السلاجقة على مسرح السياسة في المشرق الإسلامي إزداد نفوذ الأتراك عموماً ذلك أن السلاجقة في الأصل من العناصر التركية، كما أن الدولة السلجوقية زادت من الاعتماد على المماليك الأتراك[14]، ويعد نظام الملك الوزير الكبير للسلطان السلجوقي ألب أرسلان وملكشاه هو أساس النظام التربوي المملوكي في كتابه سياسة نامة، وقد جاء فيه أنه: يجب ألا يثقل على المماليك القائمين على الخدمة إلا إذا دعت الحاجة ولا ينبغي أن يكونوا عرضة للسهام، ويجب أن يتعلموا كيف يجتمعون على الفور مثلما ينتشرون على الفور، ولا حاجة إلى التكليف كل اليوم بإصدار الأمر بمباشرة الخدمة لمن يكون الغلمان، صاحب الماء، صاحب السلاح، والساقي، وأشباه ذلك، ولمن يكون في خدمة كبار الحجاب وكبير الأمراء، ويجب أن يؤمرا بأن يبرز للخدمة في كل يوم من كل دار عدد منهم، ومن الخواص عدد معين، هذا وقد كان للسلطان مماليك صغار، وكان عليهم من الصبيان الخاص رقباء، وعلى طوائفهم من جنسهم نقباء[15]، ونظم نظام الملك وزير السلطان ملكشاه السلجوقي المماليك، وكان أشد الناس تمسكاً بهم، وقد أحاط نفسه بجيش كبير من المماليك عرفوا بالمماليك النظامية نسبة لاسمه، فقوى بهم نفوذه[16]، ويعتبر نظام الملك أول من أقطع الاقطاعات للمماليك الأتراك، وبعد إن كان عطاء الجندي يدفع نقداً صار يعطى إقطاعاً[17]، فتسلم الأرض إلى المقتطعين يضمن عنايتها وعمارتها مما يحفظ قوة وثروة الدولة، كما فتحت القلاع والمدن والولايات للقادة من مماليكهم الذين سموا بالاتابكة[18]، والجدير بالذكر أن الوزير نظام الملك أول من لقب بلقب أتابك، وقد منحه أياه السلطان ملكشاه حين فوض إليه تدبير أمور الدولة سنة 465هـ[19]، وهكذا إتخذ السلاجقة أشخاصاً من كبار المماليك ليكونوا مربيين لأولادهم في القصر ومنحوهم الإقطاعات الكبيرة مقابل قيامهم بشؤونهم وتأديبتهم الخدمة الحربية وقت الحرب، ولكن سرعان ما صار هؤلاء الأتابكة أصحاب النفوذ الفعلي في تلك الإقطاعات وبخاصة عندما ضعفت الدولة وتفككت فاستغلوا بولاياتهم شيئاً فشيئاً[20]، وأقاموا دويلات منفصلة عن جسم الدولة السلجوقية عرفت باسم: دويلات الأتابكة: وكان عماد الدين زنكي أقوى هؤلاء الأتابكة، وأسس دولة ضمت الموصل وحلب وديار ربيعة[21]، وعند وفاة عماد الدين زنكي، خلفه ابنه نور الدين محمود وتوسع بالدولة وضم دمشق وقضى على الدولة الفاطمية، وأصبحت مصر من ضمن الدولة الزنكية، وقد توسعت عن الحديث عن عماد الدين وابنه نور الدين في كتابي عصر الدولة الزنكية، وقد استكثر نور الدين محمود من شراء المماليك الأتراك الذين صاروا يكونون غالبية جيشه[22]، وبعد الزنكيين جاء الأيوبيين فأكثروا من المماليك الأتراك واستخدموهم في الجيش، وتجدر الإشارة أن الجيش الذي قاده أسد الدين شيركوه إلى مصر كان معظمه يتكون من المماليك والأمراء النورية[23]، وقد سمي مماليك صلاح الدين الأيوبي بالمماليك الصلاحية، كما سمي مماليك أسد الدين شيركوه بالمماليك الأسدية، وفي عهد الملك العادل سمي المماليك بالعادلية نسبة إلى العادل، ولما توفي خلفه أبناؤه الأشرف: موسى العادل، والكامل، وغيرهم، ونسب عدد من المماليك لكل واحد منهم، فعرف المماليك الأشرفية، والمماليك الكاملية[24].
1 ـ نجم الدين أيوب والمماليك: ينسب إلى السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب إدخال تشكيلات جديدة على القوة العسكرية التي كان يتكون منها جيش السلطان الأيوبي، فقد إتخذ جملة من الإجراءات العسكرية تبناها السلطان الملك الصالح نجم الدين لتقوية الجيش الذي كان يترأسه، ومن أهمها: إهتمامه الكبير بشراء المماليك والغلمان الأتراك بشكل لم يسبق له نظير في تاريخ السلطة الأيوبية، فخلا مدة حكمه أضاف إلى الجيش في دفعة واحدة ما تعداه من أكثر من ألف مملوكاً تركياً جلبهم من إقليم التركستان (خوارزم)، ومن مناطق شمالي البحر الأسود وبحر قزوين[25]، وغيرها من الأماكن، وقد أصبح العنصر التركي في عهد الملك الصالح هو الغالبية المتميزة للجيش الأيوبي وسرعان ما شكلوا نواة عسكرية ـ سياسية نشطة تحولت إلى دولة المماليك البحرية، بعد أقل من بضع سنين على وفاة الملك الصالح لتختفي تدريجياً العناصر المتكون منها الجيش الأيوبي، كالبربر والسودان، ومن أهم معالم التطوير في البنية العسكرية الأيوبية في عهد السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب الآتي:
أ ـ الصالحية: وهي القوة العسكرية الجديدة من المماليك الأتراك باسم (الصالحية) نسبة إلى الملك الصالح أيوب نفسه، ومن الواضح أن الملك الاصالح نجم الدين أيوب هو صاحب الفضل في تكوين هذه الفرقة الجديدة من المماليك التي تحمل أيضاً إسم البحرية، والتي قدر لها أن تنهض بدور خطير في تاريخ مصر السياسي لما يقارب من قرنين ونصف، ومما يقوله: ابن تغري بردي نقلاً عن ابن واصل مؤرخ الأيوبيين: اشترى من المماليك الترك ما لم يشتره أحد من أهل بيته حتى صاروا معظم عسكره وأرجحهم على الأكراد وأمرهم[26]، ويبدو أن الملك الصالح أراد أن يشكر المماليك في مساندتهم له للوصول إلى دست السلطنة، ولذلك عمل منهم جيش قوي يسانده في فرض إرادته على الأقاليم الأيوبية بعد أن لمس غدر الطوائف الأخرى من الجند المرتزقة مما دفعه إلى الاعتماد على تلك الفرقة الجديدة وترجيحهم على العناصر الأخرى السائدة[27]، وأما عن السبب في تسميةهذه الفرقة بالبحرية فالمرجح أن ذلك يرجع إلى إختيار السلطان الملك الصالح نجم الدين جزيرة الروضة على بحر النيل مركزاً لهم ولثكناتهم العسكرية وكان معظم هؤلاء المماليك من الأتراك المجلوبين من بلاد القفجاق شمال البحر الأسود ومن بلاد القوقاز، قرب بحر قزوين، وقد كان للأتراك القفجاق، ميزاتهم الخاصة بين طوائف الترك العامة من حيث حسن الطلعة وجمال الشكل وقوة البأس فضلاً عن الشجاعة النادرة، ولا شك في ولاء هؤلاء لسيدهم وقد كانوا قد شكلوا نواة لقوة عسكرية ضاربة في الجيش الأيوبي واحتلوا نتيجة لنيلهم ثقة واعتماد السلطان رتباً عسكرية كبيرة في جيش الملك الصالح نجم الدين أيوب مثل المكانة التي كان يتمتع بها مقدمهم ركن الدين بيبرس والذي لعب دوراً كبيراً في صعود الملك الصالح إلى السلطنة وفيما بعد في المعارك ضد الصليبيين الفرنج وخاصة معركة المنصورة[28].
الفصل الأول:
قيام دولة المماليك
المبحث الأول: أصول المماليك ونشأتهم:
أولاً: من هم المماليك؟: المماليك، جمع مملوك، وهم من الرقيق الذين كانوا يشترون يستخدمون لأغراض عديدة في المجتمعات منذ القدم، ويعتبر الرقيق الأتراك أول من استخدموا في الجندية في الدولة الإسلامية زمن الأمويين، إذ يذكر الطبري بأن نصر بن سيار، والي الأمويين على خراسان، اشترى: ألف مملوك من الترك وأعطاهم السلاح وحملهم على الخيل[1]، وكانت بلاد ما وراء النهر المصدر الرئيسي للرقيق الأتراك[2]، وفي العصر، تزايد إستخدام الأتراك في وظائف الدولة إضافة وإستخدامهم في الجيش[3]، وتوسعت أسواق النخاسة البيضاء، من شبه جزيرة القرم، وبلاد القوقاز والقفجاق ,آسيا الصغرى وتركستان وبلاد ما وراء النهر، وكان فيهم عنصر الأتراك، وفيهم الشراكسة والروم والأكراد وبعضهم من البلاد الأوربية أيضاً[4]، وكان الخليفة المعتصم العباسي (218 ـ227هـ/ 833 ـ 842م) أول من شكل فرقاً عسكرية ضخمة منهم وأحلهم مكان العرب الذين أسقط أسماؤهم من ديوان الجند[5]، وقد بلغت مماليك الخليفة المعتصم بضعة عشر ألفاً، وقد امتلأت بهم بغداد مما أدى إلى اصطدامهم بالناس في الطرقات، وأثار سخط أهل العاصمة، فبنى لهم مدينة سامراء لتكون عاصمة لهم، ومقراً لجيوشه التركية من المماليك والأحرار[6]، وقد استخدم المعتصم الجيش التركي تخلصاً من النفوذ الفارسي والعربي في الجيش والحكومة سواء، وقد لجأ إلى الأتراك بالشراء والتربية والإعداد إعتقاداً منه بأنه مجردون من الطموح الذي اتصف به الفرس، ومن العصبة التي عرف بها العرب[7]. ولكن سرعان ما أخذ أولئك المماليك في التدخل في شئون الدولة حتى أمست في أيديهم يفعلون بها ما يشاؤون[8]، وأصبح الخليفة منذ مقتل المتوكل سنة 247هـ/861م في أيديهم كالأسير، إن شاؤوا خلعوه وإن شاؤوا قتلوه[9]، وهكذا أصبح هؤلاء الجنود عنصر تمرد ضد الخلفاء فأساؤوا التصرف في شئون الإدارة والحكم فانفضت الولايات من حول العاصمة، وكان من الطبيعي أن يزداد نفوذ الترك في الخلافة العباسية، بعد أن صار منهم الجيش والقادة، فلما ضعف سلطان الخلافة طمع عمال الأطراف إلى الاستقلال بولاياتهم، وصار الجيش وقادته من الأتراك وسيلة الخلفاء للقضاء على الحركات الاستقلالية المختلفة، فازداد المماليك الأتراك في الدولة العثمانية أهمية على أهميتهم، وأضحى منهم الولاة والوزراء وأرباب الدولة[10]، والواقع فمنذ العصر العباسي الأول إتخذ مصطلح ((مماليك)) معنى إصطلاحياً خاصاً عند المسلمين، إذ اقتصرت التسمية على فئة من الرقيق الأبيض الذي كان يشترى من اسواق النخاسة، ويستخدم كفرق عسكرية خاصة ومع ضعف الخلافة العباسية في العصر العباسي الثاني، كان من الطبيعي أن تزداد الحاجة للرقيق الأتراك، ذلك أن الدويلات التي انفصلت عن جسم الخلافة مثل الطولونيين، والأخشيديين في مصر[11]، والصفاريين والسامانيين في خراسان[12] وما جاورها، والغزنويين والغوريين في الهند[13]، أقبلوا على شراء الأتراك الإرقاء لتأكيد سلطتهم وبظهور الأتراك السلاجقة على مسرح السياسة في المشرق الإسلامي إزداد نفوذ الأتراك عموماً ذلك أن السلاجقة في الأصل من العناصر التركية، كما أن الدولة السلجوقية زادت من الاعتماد على المماليك الأتراك[14]، ويعد نظام الملك الوزير الكبير للسلطان السلجوقي ألب أرسلان وملكشاه هو أساس النظام التربوي المملوكي في كتابه سياسة نامة، وقد جاء فيه أنه: يجب ألا يثقل على المماليك القائمين على الخدمة إلا إذا دعت الحاجة ولا ينبغي أن يكونوا عرضة للسهام، ويجب أن يتعلموا كيف يجتمعون على الفور مثلما ينتشرون على الفور، ولا حاجة إلى التكليف كل اليوم بإصدار الأمر بمباشرة الخدمة لمن يكون الغلمان، صاحب الماء، صاحب السلاح، والساقي، وأشباه ذلك، ولمن يكون في خدمة كبار الحجاب وكبير الأمراء، ويجب أن يؤمرا بأن يبرز للخدمة في كل يوم من كل دار عدد منهم، ومن الخواص عدد معين، هذا وقد كان للسلطان مماليك صغار، وكان عليهم من الصبيان الخاص رقباء، وعلى طوائفهم من جنسهم نقباء[15]، ونظم نظام الملك وزير السلطان ملكشاه السلجوقي المماليك، وكان أشد الناس تمسكاً بهم، وقد أحاط نفسه بجيش كبير من المماليك عرفوا بالمماليك النظامية نسبة لاسمه، فقوى بهم نفوذه[16]، ويعتبر نظام الملك أول من أقطع الاقطاعات للمماليك الأتراك، وبعد إن كان عطاء الجندي يدفع نقداً صار يعطى إقطاعاً[17]، فتسلم الأرض إلى المقتطعين يضمن عنايتها وعمارتها مما يحفظ قوة وثروة الدولة، كما فتحت القلاع والمدن والولايات للقادة من مماليكهم الذين سموا بالاتابكة[18]، والجدير بالذكر أن الوزير نظام الملك أول من لقب بلقب أتابك، وقد منحه أياه السلطان ملكشاه حين فوض إليه تدبير أمور الدولة سنة 465هـ[19]، وهكذا إتخذ السلاجقة أشخاصاً من كبار المماليك ليكونوا مربيين لأولادهم في القصر ومنحوهم الإقطاعات الكبيرة مقابل قيامهم بشؤونهم وتأديبتهم الخدمة الحربية وقت الحرب، ولكن سرعان ما صار هؤلاء الأتابكة أصحاب النفوذ الفعلي في تلك الإقطاعات وبخاصة عندما ضعفت الدولة وتفككت فاستغلوا بولاياتهم شيئاً فشيئاً[20]، وأقاموا دويلات منفصلة عن جسم الدولة السلجوقية عرفت باسم: دويلات الأتابكة: وكان عماد الدين زنكي أقوى هؤلاء الأتابكة، وأسس دولة ضمت الموصل وحلب وديار ربيعة[21]، وعند وفاة عماد الدين زنكي، خلفه ابنه نور الدين محمود وتوسع بالدولة وضم دمشق وقضى على الدولة الفاطمية، وأصبحت مصر من ضمن الدولة الزنكية، وقد توسعت عن الحديث عن عماد الدين وابنه نور الدين في كتابي عصر الدولة الزنكية، وقد استكثر نور الدين محمود من شراء المماليك الأتراك الذين صاروا يكونون غالبية جيشه[22]، وبعد الزنكيين جاء الأيوبيين فأكثروا من المماليك الأتراك واستخدموهم في الجيش، وتجدر الإشارة أن الجيش الذي قاده أسد الدين شيركوه إلى مصر كان معظمه يتكون من المماليك والأمراء النورية[23]، وقد سمي مماليك صلاح الدين الأيوبي بالمماليك الصلاحية، كما سمي مماليك أسد الدين شيركوه بالمماليك الأسدية، وفي عهد الملك العادل سمي المماليك بالعادلية نسبة إلى العادل، ولما توفي خلفه أبناؤه الأشرف: موسى العادل، والكامل، وغيرهم، ونسب عدد من المماليك لكل واحد منهم، فعرف المماليك الأشرفية، والمماليك الكاملية[24].
1 ـ نجم الدين أيوب والمماليك: ينسب إلى السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب إدخال تشكيلات جديدة على القوة العسكرية التي كان يتكون منها جيش السلطان الأيوبي، فقد إتخذ جملة من الإجراءات العسكرية تبناها السلطان الملك الصالح نجم الدين لتقوية الجيش الذي كان يترأسه، ومن أهمها: إهتمامه الكبير بشراء المماليك والغلمان الأتراك بشكل لم يسبق له نظير في تاريخ السلطة الأيوبية، فخلا مدة حكمه أضاف إلى الجيش في دفعة واحدة ما تعداه من أكثر من ألف مملوكاً تركياً جلبهم من إقليم التركستان (خوارزم)، ومن مناطق شمالي البحر الأسود وبحر قزوين[25]، وغيرها من الأماكن
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:07 pm من طرف Gulf Knight
» الوصول إلى أي مكان في العالم خلال أقل من ساعة هدف أميركي قد يتحقق اليوم
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:02 pm من طرف Gulf Knight
» إسرائيل تبحث شراء وسائل قتالية أميركية مستعملة فى العراق
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:00 pm من طرف Gulf Knight
» كتيبة بنيامين تجدد التأكيد على جهوزية الجيش الإسرائيلي لمواجهات سبتمبر
الإثنين أغسطس 15, 2011 3:59 pm من طرف Gulf Knight
» قبيل الانسحاب: العراق يتسلّم 22 مروحية مي-17 محدّثة من شركة ARINC الأميركية
الخميس أغسطس 11, 2011 6:30 pm من طرف Gulf Knight
» أفغانستان تتسلم 9 مروحيات "مي-17" من روسيا بحلول نهاية العام
الخميس أغسطس 11, 2011 6:29 pm من طرف Gulf Knight
» مناورات جوية لقوات دول الاتحاد السوفياتي السابق لمكافحة الإرهاب
الخميس أغسطس 11, 2011 6:28 pm من طرف Gulf Knight
» روسيا تطوّر نظامي الدفاع الجوي الجديدين: مارفي و فيتياز
الخميس أغسطس 11, 2011 6:27 pm من طرف Gulf Knight
» إختفاء صواريخ مضادة للدروع من معسكر إسرائيلي في الجولان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:26 pm من طرف Gulf Knight
» إسرائيل تطور طائرة جديدة دون طيار
الخميس أغسطس 11, 2011 6:25 pm من طرف Gulf Knight
» إسقاط مروحية تشينوك في أفغانستان يودي بحياة 31 جندياً أميركياً و7 جنود أفغان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:23 pm من طرف Gulf Knight
» دبابات الجيش السوري تقتحم مدينتي سراقب وقصير
الخميس أغسطس 11, 2011 6:22 pm من طرف Gulf Knight
» أحزاب الشيطان من طهران إلى العراق ولبنان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:20 pm من طرف Gulf Knight
» سوريا وتركيا.. لقاء الوداع؟
الخميس أغسطس 11, 2011 6:19 pm من طرف Gulf Knight
» سوريا: تصورات نهاية النظام
الخميس أغسطس 11, 2011 6:19 pm من طرف Gulf Knight