الصراع العثماني الفارسي على العراق الفاقد لهويته
داود البصري
السياسة الكويتية 15-ذوالحجة-1431هـ / 21-نوفمبر-2010م
الرئيس العراقي يبالغ في تضخيم الدور التركي فالنظام الإيراني يظل هو اللاعب الأقوى في العراق.
في واحدة من أغرب المواقف والتصريحات أكد الرئيس العراقي جلال طالباني أن تركيا تناصبه العداء بان الدور التركي في العراق أقوى من الدور الإيراني, وقد علل طالباني ذلك بكون رئيس البرلمان العراقي ( المصلاوي ) السيد النجيفي صديقا شخصيا لكبار القادة الأتراك في لمسات همز وغمز واضحة حول المؤثرات التركية على أهل الموصل , وعلى الأطماع التركية التاريخية في ولاية الموصل التي كانت تركيا الكمالية تطالب بها لكونها كانت تحت السيطرة العثمانية بعد الهدنة في الحرب العالمية الأولى العام 1918 ولم تضم للسيادة العراقية إلا بفعل الاستفتاء الذي نظمته عصبة الأمم والدور البريطاني الفاعل في تحقيق ذلك العام 1925 فلولا بريطانيا لكان مصير الموصل نفس مصير لواء الإسكندرون السوري المحتل..
وهذه حقيقة تاريخية لا مراء فيها تركيا كما نعلم لها مصالح مهمة جدا في العراق وجيوش شركاتها ومستثمريها وحتى استخباراتها تتمركز في كردستان, خصوصا وإن العراق بحالته الحالية رجل المنطقة المريض بل والموشك على الهلاك بسبب تخلف ورداءة طبقته السياسية, وتركيا الجديدة بعد ان أفلست أحلامها الأوروبية لا تجد مجالها الحيوي الحقيقي إلا في الشرق القديم وأواسط آسيا حيث الأصول العرقية والمستعمرات السابقة خصوصا بعد أن قللت زحفها غربا بسبب استمرار الرفض الأوروبي لاجتياح العمالة التركية لأوروبا المتأزمة اقتصاديا أصلا في حال انضمامها للمجموعة الأوروبية ما يخلق وضعا كارثيا يضاف لذلك الخوف الأوروبي من الجماعات الأصولية التركية التي ستستوطن القارة العجوز التي تنأى بحمل ثقيل بسبب نمو النزعات اليمينية والعنصرية من جديد, لذلك كله فقد تبنت تركيا الجديدة سياسة الاندفاع نحو الشرق واستحضار ذكريات الماضي العتيد تحت مظلة الشعارات الدينية الإسلامية وبعض المواقف السينمائية من إسرائيل, وهي مواقف بائسة وتمثيلية لا تخدع إلا المخدوعين, فبرغم الصدام الدموي مع إسرائيل في قضية السفينة مرمرة وقافلة الحرية إلا أن شعرة معاوية وأكثر منها بقيت مع إسرائيل ولم يتم قطع العلاقات رغم أن دول إفريقية فقيرة فعلتها إلا أن لتركيا سياستها المعتمدة على شحذ العواطف وغزو العالم العربي تلفزيونيا من خلال المسلسلات وسياحيا أيضا بينما تستمر علاقة التحالف الستراتيجي مع إسرائيل لكونها جزء لا يتجزأ من منظومة الدفاع والأمن القومي التركية رغم الحديث والصراخ عن تبدل الأهداف والتوجهات الستراتيجية التركية, إلا أن ذلك مجرد كلام مرسل, فالغارات الجوية والهجمات العسكرية على شمال العراق مستمرة وبوتائر عالية لملاحقة مقاتلي حزب العمال الكردي والأتراك لربما يتهمون حزب الرئيس جلال طالباني (الاتحاد الوطني الكردستاني) بمنهجيته ونزعته الاشتراكية الديمقراطية بإقامة علاقات تنسيقية مع حزب العمال الكردي وذلك من طبائع الأمور إضافة لحالة الهشاشة الكارثية في العراق والتي ترسم خيالا واسعا لكل المتدخلين الإقليميين الأقوياء , ولكن برغم قوة الزخم التركية إلا أن لإيران الكفة الأقوى والقدح المعلى في الشؤون العراقية لأسباب عدة أهمها سيطرتها الميدانية على القوى الرئيسية الحاكمة في العراق والتي هي في جيبها الخلفي بسبب علاقات التخادم القديمة التي تمتد لأكثر من ثلاثين عاما حافلة بالدماء والحروب والملفات المعقدة , بينما لا يمتلك الأتراك سوى جيوب معزولة من القوى السياسية العراقية لا تقدم ولا تؤخر ولا تستطيع تسويق الدور التركي في العراق, الرئيس العراقي يبالغ كثيرا في تضخيم الدور التركي فالصراع العثماني الفارسي على العراق محسوم لصالح الطرف الأخير , فالنظام الإيراني يظل هو اللاعب الأقوى في العراق حتى يقر الله أمرا كان مفعولا, لقد زرع الإيرانيون فحصدوا نتائج زرعهم.. تلك هي الحقيقة فقط لا غير.
• كاتب عراقي
dawoodalbasri@hotmail.com
داود البصري
السياسة الكويتية 15-ذوالحجة-1431هـ / 21-نوفمبر-2010م
الرئيس العراقي يبالغ في تضخيم الدور التركي فالنظام الإيراني يظل هو اللاعب الأقوى في العراق.
في واحدة من أغرب المواقف والتصريحات أكد الرئيس العراقي جلال طالباني أن تركيا تناصبه العداء بان الدور التركي في العراق أقوى من الدور الإيراني, وقد علل طالباني ذلك بكون رئيس البرلمان العراقي ( المصلاوي ) السيد النجيفي صديقا شخصيا لكبار القادة الأتراك في لمسات همز وغمز واضحة حول المؤثرات التركية على أهل الموصل , وعلى الأطماع التركية التاريخية في ولاية الموصل التي كانت تركيا الكمالية تطالب بها لكونها كانت تحت السيطرة العثمانية بعد الهدنة في الحرب العالمية الأولى العام 1918 ولم تضم للسيادة العراقية إلا بفعل الاستفتاء الذي نظمته عصبة الأمم والدور البريطاني الفاعل في تحقيق ذلك العام 1925 فلولا بريطانيا لكان مصير الموصل نفس مصير لواء الإسكندرون السوري المحتل..
وهذه حقيقة تاريخية لا مراء فيها تركيا كما نعلم لها مصالح مهمة جدا في العراق وجيوش شركاتها ومستثمريها وحتى استخباراتها تتمركز في كردستان, خصوصا وإن العراق بحالته الحالية رجل المنطقة المريض بل والموشك على الهلاك بسبب تخلف ورداءة طبقته السياسية, وتركيا الجديدة بعد ان أفلست أحلامها الأوروبية لا تجد مجالها الحيوي الحقيقي إلا في الشرق القديم وأواسط آسيا حيث الأصول العرقية والمستعمرات السابقة خصوصا بعد أن قللت زحفها غربا بسبب استمرار الرفض الأوروبي لاجتياح العمالة التركية لأوروبا المتأزمة اقتصاديا أصلا في حال انضمامها للمجموعة الأوروبية ما يخلق وضعا كارثيا يضاف لذلك الخوف الأوروبي من الجماعات الأصولية التركية التي ستستوطن القارة العجوز التي تنأى بحمل ثقيل بسبب نمو النزعات اليمينية والعنصرية من جديد, لذلك كله فقد تبنت تركيا الجديدة سياسة الاندفاع نحو الشرق واستحضار ذكريات الماضي العتيد تحت مظلة الشعارات الدينية الإسلامية وبعض المواقف السينمائية من إسرائيل, وهي مواقف بائسة وتمثيلية لا تخدع إلا المخدوعين, فبرغم الصدام الدموي مع إسرائيل في قضية السفينة مرمرة وقافلة الحرية إلا أن شعرة معاوية وأكثر منها بقيت مع إسرائيل ولم يتم قطع العلاقات رغم أن دول إفريقية فقيرة فعلتها إلا أن لتركيا سياستها المعتمدة على شحذ العواطف وغزو العالم العربي تلفزيونيا من خلال المسلسلات وسياحيا أيضا بينما تستمر علاقة التحالف الستراتيجي مع إسرائيل لكونها جزء لا يتجزأ من منظومة الدفاع والأمن القومي التركية رغم الحديث والصراخ عن تبدل الأهداف والتوجهات الستراتيجية التركية, إلا أن ذلك مجرد كلام مرسل, فالغارات الجوية والهجمات العسكرية على شمال العراق مستمرة وبوتائر عالية لملاحقة مقاتلي حزب العمال الكردي والأتراك لربما يتهمون حزب الرئيس جلال طالباني (الاتحاد الوطني الكردستاني) بمنهجيته ونزعته الاشتراكية الديمقراطية بإقامة علاقات تنسيقية مع حزب العمال الكردي وذلك من طبائع الأمور إضافة لحالة الهشاشة الكارثية في العراق والتي ترسم خيالا واسعا لكل المتدخلين الإقليميين الأقوياء , ولكن برغم قوة الزخم التركية إلا أن لإيران الكفة الأقوى والقدح المعلى في الشؤون العراقية لأسباب عدة أهمها سيطرتها الميدانية على القوى الرئيسية الحاكمة في العراق والتي هي في جيبها الخلفي بسبب علاقات التخادم القديمة التي تمتد لأكثر من ثلاثين عاما حافلة بالدماء والحروب والملفات المعقدة , بينما لا يمتلك الأتراك سوى جيوب معزولة من القوى السياسية العراقية لا تقدم ولا تؤخر ولا تستطيع تسويق الدور التركي في العراق, الرئيس العراقي يبالغ كثيرا في تضخيم الدور التركي فالصراع العثماني الفارسي على العراق محسوم لصالح الطرف الأخير , فالنظام الإيراني يظل هو اللاعب الأقوى في العراق حتى يقر الله أمرا كان مفعولا, لقد زرع الإيرانيون فحصدوا نتائج زرعهم.. تلك هي الحقيقة فقط لا غير.
• كاتب عراقي
dawoodalbasri@hotmail.com
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:07 pm من طرف Gulf Knight
» الوصول إلى أي مكان في العالم خلال أقل من ساعة هدف أميركي قد يتحقق اليوم
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:02 pm من طرف Gulf Knight
» إسرائيل تبحث شراء وسائل قتالية أميركية مستعملة فى العراق
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:00 pm من طرف Gulf Knight
» كتيبة بنيامين تجدد التأكيد على جهوزية الجيش الإسرائيلي لمواجهات سبتمبر
الإثنين أغسطس 15, 2011 3:59 pm من طرف Gulf Knight
» قبيل الانسحاب: العراق يتسلّم 22 مروحية مي-17 محدّثة من شركة ARINC الأميركية
الخميس أغسطس 11, 2011 6:30 pm من طرف Gulf Knight
» أفغانستان تتسلم 9 مروحيات "مي-17" من روسيا بحلول نهاية العام
الخميس أغسطس 11, 2011 6:29 pm من طرف Gulf Knight
» مناورات جوية لقوات دول الاتحاد السوفياتي السابق لمكافحة الإرهاب
الخميس أغسطس 11, 2011 6:28 pm من طرف Gulf Knight
» روسيا تطوّر نظامي الدفاع الجوي الجديدين: مارفي و فيتياز
الخميس أغسطس 11, 2011 6:27 pm من طرف Gulf Knight
» إختفاء صواريخ مضادة للدروع من معسكر إسرائيلي في الجولان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:26 pm من طرف Gulf Knight
» إسرائيل تطور طائرة جديدة دون طيار
الخميس أغسطس 11, 2011 6:25 pm من طرف Gulf Knight
» إسقاط مروحية تشينوك في أفغانستان يودي بحياة 31 جندياً أميركياً و7 جنود أفغان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:23 pm من طرف Gulf Knight
» دبابات الجيش السوري تقتحم مدينتي سراقب وقصير
الخميس أغسطس 11, 2011 6:22 pm من طرف Gulf Knight
» أحزاب الشيطان من طهران إلى العراق ولبنان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:20 pm من طرف Gulf Knight
» سوريا وتركيا.. لقاء الوداع؟
الخميس أغسطس 11, 2011 6:19 pm من طرف Gulf Knight
» سوريا: تصورات نهاية النظام
الخميس أغسطس 11, 2011 6:19 pm من طرف Gulf Knight