نداء خادم الحرمين من أجل إنقاذ العراق
د. أيمن الهاشمي
السياسة الكويتية 25-ذوالقعدة-1431هـ/ 2-نوفمبر-2010م
نداء الغيور هو نداء الخير والحب والسلام ودعوة للعراقيين من أجل مصلحة بلدهم
وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية نداءً مخلصاً إلى الشعب العراقي, نداءً عماده بعد الله الحرص على وحدة الأمة العربية والإسلامية, ومن هذا المنطلق جاء نداء خادم الحرمين إلى شعب العراق الشقيق وكل الفعاليات السياسية داخل العراق ليؤكد أن الهم العربي والإسلامي يأخذ الصدارة في قلبه وضميره وعقله.
"من مهبط الوحي, ومهد الرسالة والعروبة".. من المملكة العربية السعودية وطناً وشعباً ودولة, أوجه نداءً إلى شعبنا في العراق الشقيق الأبي.. عراق الأديان والمذاهب والأعراق المتسامحة المتعايشة, هكذا ابتدأ الملك عبدالله خطابه الى العراقيين كافة, إنه نداء الغيور على أمته, الساعي لعزتها وكبريائها , في عصر تداعت فيه علينا الأزمات فأثقلت كل أمل, وأوهنت كل عزيمة تسعى لاستقرار الأمة العربية والإسلامية. إلا أن الأمل لا يموت, والعزيمة لا تتداعى متى ما توحدت النفوس والقلوب متوكلة على الله جل جلاله..
نداء الخير والحب والسلام الذي اطلقه خادم الحرمين "حفظه الله" جاء من قلب تملؤه مشاعر الانتماء لأمتنا وطموحاتها. وكان موجهاً ومعنوناً إلى الغيورين من أبناء العراق الحريصين على وحدة الشعب العراقي, وعزته, وأمنه, وازدهاره, والمساهمين بقوة في خدمة أمتهم العربية والإسلامية وناداهم بأنهم اليوم مطالبون بالعطاء, والتضحية, من أجل عراق مستقر آمن.
ويؤكد خادم المحرمين في رسالة الحب والتصافي أن العراق بكل معطياته التاريخية جدير بأن يجد لنفسه مخرجاً من أزماته ومحنه, بمشيئة الله عز وجل ثم بعزم متين وإرادة صلبة من أبنائه البررة. ويذكرهم الملك عبدالله بأنهم شعب تاريخ وحضارة, وأصالة وعزة, وثراء إنساني, لا يمكن لأي كائن كان أن ينكره أو يهمشه, وهذا يحتم على أولي الشأن في العراق من كل الطوائف والملل والأديان والإتجاهات, إعمال العقل, واستنهاض الهمم, أمام مسؤوليتهم جميعاً التاريخية والوطنية, للمحافظة على مكتسبات العراق, وحق أجياله المقبلة في العيش بكرامة وعزة.
خادم الحرمين وجه دعوته المخلصة الى كل المسؤولين العراقيين إبتداء برئيس الجمهورية, وقادة جميع القوى والأحزاب التي شاركت في الانتخابات, والفعاليات السياسية, للحضور إلى وطنهم الثاني المملكة العربية السعودية وفي مدينة الرياض بعد موسم الحج المبارك, وتحت مظلة الجامعة العربية, للسعي إلى حل لكل معضلة تواجه تشكيل الحكومة التي طال الأخذ والرد فيها.
وليتدارسوا, ويتشاوروا, ويقرروا أي طريق نبيل يسلكون, وأي وجهة كريمة يتجهون, ويذكرهم خادم الحرمين الشريفين في رسالته, بأن من يملك زمام القرار جدير به أن يتحلى بالحكمة وضالتها, فالهدم سهلة دروبه, والبناء إرادة صلبة عمادها القوة.
رسالة خادم الحرمين ذكرَت الجميع من قادة القوى والكتل والأحزاب في العراق اليوم, بأنهم على مفترق طرق, تستدعي بالضرورة السعي بكل ما أوتوا من جهد لتوحيد الصف, والتسامي على الجراح, وإبعاد شبح الخلافات, وإطفاء نار الطائفية البغيضة, فإن وحدة العراقيين وتضامنهم وتكاتفهم في هذه المرحلة الدقيقة والحرجة هي قوة للعرب وقوة للعراقيين, ومدعاة للم الشمل, والتحلي بالصبر, والحكمة, للوقوف سداً منيعاً في وجه الساعين إلى الفتنة مهما كانت توجهاتهم ودوافعهم , وليتمكن العراقيون من إعادة بناء وطن الرافدين الذي كان وسيظل - بإذن الله - مع أشقائه العرب حصناً حصيناً ضد كل فرقة, أو فتنة, أو عبث لا يستفيد منه غير أعداء الأمة .
خادم الحرمين أكدَ أن المملكة تشاطر العراقيين آلامهم وأفراحهم, وأكد استعداد المملكة التام لمد يد العون, والتأييد, والمؤازرة, لكل ما سوف يتوصلون إليه من قرارات, ومايتفقون عليه من أجل إعادة الأمن والسلام إلى أرض الرافدين. وأكد جلالته أن يد المملكة ممدودة ليصافح الوعي راحتها, والعمل سوية من أجل أمن ووحدة واستقرار أرض وشعب العراق. وأكد في رسالته للقادة العراقيين من كل الأحزاب والاتجاهات بأن الدور الملقى على عاتقهم اليوم سيكتبه التاريخ, وستحفظه الأجيال المقبلة, في ذاكرتها, فلا تجعلوا من تلك الذاكرة الفتية حسرات وآلام وشقاء.
لاشك أن رسالة خادم الحرمين هي خطاب الحكمة والتعقل, وهي آخر فرصة أمام السياسيين المتخاصمين المتنافسين في العراق الجريح كي يرتقوا إلى مستوى المرحلة ومعاناة الشعب العراقي, وما سببته خصاماتهم ومناكفاتهم من آلام للعراقيين, وتأخير لفرص إعادة بناء العراق المخرب والمدمر والمبتلى. وعليهم إن كانوا مخلصين حقا وجادين ومحبين للعراق ولشعب العراق ومخلصين لشعبهم ووطنهم أن يتساموا على خلافاتهم وشقاقاتهم وتناحرهم ويستجيبوا لنداء العقل والحكمة والأخوة الصادقة الذي وجهه خادم الحرمين الشريفين, ويتوجهوا بقلوب صافية ونظيفة إلى عاصمة المملكة تحت خيمة العروبة والإسلام, ليضعوا الحل النهائي للأزمة السياسية, ويتنازل كل منهم عن "بغلة" عناده, ويضعوا مصلحة العراق والعراقيين فوق كل إعتبار حزبي أو عرقي أو طائفي, فقد كبرت مساحة الجروح العراقية, ولابد من جلسة معالجة لبلسمة الجراح, ومعافاة العقول, وتصافي القلوب, من أجل مصلحة الامة ومصلحة العراق. وبارك الله في جهود خادم الحرمين الشريفين ومساعيه الخيرة ودعواتنا ان تتكلل الجهود المباركة بالتوفيق.
* كاتب عراقي
aymenhashimi@yahoo.com
د. أيمن الهاشمي
السياسة الكويتية 25-ذوالقعدة-1431هـ/ 2-نوفمبر-2010م
نداء الغيور هو نداء الخير والحب والسلام ودعوة للعراقيين من أجل مصلحة بلدهم
وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية نداءً مخلصاً إلى الشعب العراقي, نداءً عماده بعد الله الحرص على وحدة الأمة العربية والإسلامية, ومن هذا المنطلق جاء نداء خادم الحرمين إلى شعب العراق الشقيق وكل الفعاليات السياسية داخل العراق ليؤكد أن الهم العربي والإسلامي يأخذ الصدارة في قلبه وضميره وعقله.
"من مهبط الوحي, ومهد الرسالة والعروبة".. من المملكة العربية السعودية وطناً وشعباً ودولة, أوجه نداءً إلى شعبنا في العراق الشقيق الأبي.. عراق الأديان والمذاهب والأعراق المتسامحة المتعايشة, هكذا ابتدأ الملك عبدالله خطابه الى العراقيين كافة, إنه نداء الغيور على أمته, الساعي لعزتها وكبريائها , في عصر تداعت فيه علينا الأزمات فأثقلت كل أمل, وأوهنت كل عزيمة تسعى لاستقرار الأمة العربية والإسلامية. إلا أن الأمل لا يموت, والعزيمة لا تتداعى متى ما توحدت النفوس والقلوب متوكلة على الله جل جلاله..
نداء الخير والحب والسلام الذي اطلقه خادم الحرمين "حفظه الله" جاء من قلب تملؤه مشاعر الانتماء لأمتنا وطموحاتها. وكان موجهاً ومعنوناً إلى الغيورين من أبناء العراق الحريصين على وحدة الشعب العراقي, وعزته, وأمنه, وازدهاره, والمساهمين بقوة في خدمة أمتهم العربية والإسلامية وناداهم بأنهم اليوم مطالبون بالعطاء, والتضحية, من أجل عراق مستقر آمن.
ويؤكد خادم المحرمين في رسالة الحب والتصافي أن العراق بكل معطياته التاريخية جدير بأن يجد لنفسه مخرجاً من أزماته ومحنه, بمشيئة الله عز وجل ثم بعزم متين وإرادة صلبة من أبنائه البررة. ويذكرهم الملك عبدالله بأنهم شعب تاريخ وحضارة, وأصالة وعزة, وثراء إنساني, لا يمكن لأي كائن كان أن ينكره أو يهمشه, وهذا يحتم على أولي الشأن في العراق من كل الطوائف والملل والأديان والإتجاهات, إعمال العقل, واستنهاض الهمم, أمام مسؤوليتهم جميعاً التاريخية والوطنية, للمحافظة على مكتسبات العراق, وحق أجياله المقبلة في العيش بكرامة وعزة.
خادم الحرمين وجه دعوته المخلصة الى كل المسؤولين العراقيين إبتداء برئيس الجمهورية, وقادة جميع القوى والأحزاب التي شاركت في الانتخابات, والفعاليات السياسية, للحضور إلى وطنهم الثاني المملكة العربية السعودية وفي مدينة الرياض بعد موسم الحج المبارك, وتحت مظلة الجامعة العربية, للسعي إلى حل لكل معضلة تواجه تشكيل الحكومة التي طال الأخذ والرد فيها.
وليتدارسوا, ويتشاوروا, ويقرروا أي طريق نبيل يسلكون, وأي وجهة كريمة يتجهون, ويذكرهم خادم الحرمين الشريفين في رسالته, بأن من يملك زمام القرار جدير به أن يتحلى بالحكمة وضالتها, فالهدم سهلة دروبه, والبناء إرادة صلبة عمادها القوة.
رسالة خادم الحرمين ذكرَت الجميع من قادة القوى والكتل والأحزاب في العراق اليوم, بأنهم على مفترق طرق, تستدعي بالضرورة السعي بكل ما أوتوا من جهد لتوحيد الصف, والتسامي على الجراح, وإبعاد شبح الخلافات, وإطفاء نار الطائفية البغيضة, فإن وحدة العراقيين وتضامنهم وتكاتفهم في هذه المرحلة الدقيقة والحرجة هي قوة للعرب وقوة للعراقيين, ومدعاة للم الشمل, والتحلي بالصبر, والحكمة, للوقوف سداً منيعاً في وجه الساعين إلى الفتنة مهما كانت توجهاتهم ودوافعهم , وليتمكن العراقيون من إعادة بناء وطن الرافدين الذي كان وسيظل - بإذن الله - مع أشقائه العرب حصناً حصيناً ضد كل فرقة, أو فتنة, أو عبث لا يستفيد منه غير أعداء الأمة .
خادم الحرمين أكدَ أن المملكة تشاطر العراقيين آلامهم وأفراحهم, وأكد استعداد المملكة التام لمد يد العون, والتأييد, والمؤازرة, لكل ما سوف يتوصلون إليه من قرارات, ومايتفقون عليه من أجل إعادة الأمن والسلام إلى أرض الرافدين. وأكد جلالته أن يد المملكة ممدودة ليصافح الوعي راحتها, والعمل سوية من أجل أمن ووحدة واستقرار أرض وشعب العراق. وأكد في رسالته للقادة العراقيين من كل الأحزاب والاتجاهات بأن الدور الملقى على عاتقهم اليوم سيكتبه التاريخ, وستحفظه الأجيال المقبلة, في ذاكرتها, فلا تجعلوا من تلك الذاكرة الفتية حسرات وآلام وشقاء.
لاشك أن رسالة خادم الحرمين هي خطاب الحكمة والتعقل, وهي آخر فرصة أمام السياسيين المتخاصمين المتنافسين في العراق الجريح كي يرتقوا إلى مستوى المرحلة ومعاناة الشعب العراقي, وما سببته خصاماتهم ومناكفاتهم من آلام للعراقيين, وتأخير لفرص إعادة بناء العراق المخرب والمدمر والمبتلى. وعليهم إن كانوا مخلصين حقا وجادين ومحبين للعراق ولشعب العراق ومخلصين لشعبهم ووطنهم أن يتساموا على خلافاتهم وشقاقاتهم وتناحرهم ويستجيبوا لنداء العقل والحكمة والأخوة الصادقة الذي وجهه خادم الحرمين الشريفين, ويتوجهوا بقلوب صافية ونظيفة إلى عاصمة المملكة تحت خيمة العروبة والإسلام, ليضعوا الحل النهائي للأزمة السياسية, ويتنازل كل منهم عن "بغلة" عناده, ويضعوا مصلحة العراق والعراقيين فوق كل إعتبار حزبي أو عرقي أو طائفي, فقد كبرت مساحة الجروح العراقية, ولابد من جلسة معالجة لبلسمة الجراح, ومعافاة العقول, وتصافي القلوب, من أجل مصلحة الامة ومصلحة العراق. وبارك الله في جهود خادم الحرمين الشريفين ومساعيه الخيرة ودعواتنا ان تتكلل الجهود المباركة بالتوفيق.
* كاتب عراقي
aymenhashimi@yahoo.com
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:07 pm من طرف Gulf Knight
» الوصول إلى أي مكان في العالم خلال أقل من ساعة هدف أميركي قد يتحقق اليوم
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:02 pm من طرف Gulf Knight
» إسرائيل تبحث شراء وسائل قتالية أميركية مستعملة فى العراق
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:00 pm من طرف Gulf Knight
» كتيبة بنيامين تجدد التأكيد على جهوزية الجيش الإسرائيلي لمواجهات سبتمبر
الإثنين أغسطس 15, 2011 3:59 pm من طرف Gulf Knight
» قبيل الانسحاب: العراق يتسلّم 22 مروحية مي-17 محدّثة من شركة ARINC الأميركية
الخميس أغسطس 11, 2011 6:30 pm من طرف Gulf Knight
» أفغانستان تتسلم 9 مروحيات "مي-17" من روسيا بحلول نهاية العام
الخميس أغسطس 11, 2011 6:29 pm من طرف Gulf Knight
» مناورات جوية لقوات دول الاتحاد السوفياتي السابق لمكافحة الإرهاب
الخميس أغسطس 11, 2011 6:28 pm من طرف Gulf Knight
» روسيا تطوّر نظامي الدفاع الجوي الجديدين: مارفي و فيتياز
الخميس أغسطس 11, 2011 6:27 pm من طرف Gulf Knight
» إختفاء صواريخ مضادة للدروع من معسكر إسرائيلي في الجولان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:26 pm من طرف Gulf Knight
» إسرائيل تطور طائرة جديدة دون طيار
الخميس أغسطس 11, 2011 6:25 pm من طرف Gulf Knight
» إسقاط مروحية تشينوك في أفغانستان يودي بحياة 31 جندياً أميركياً و7 جنود أفغان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:23 pm من طرف Gulf Knight
» دبابات الجيش السوري تقتحم مدينتي سراقب وقصير
الخميس أغسطس 11, 2011 6:22 pm من طرف Gulf Knight
» أحزاب الشيطان من طهران إلى العراق ولبنان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:20 pm من طرف Gulf Knight
» سوريا وتركيا.. لقاء الوداع؟
الخميس أغسطس 11, 2011 6:19 pm من طرف Gulf Knight
» سوريا: تصورات نهاية النظام
الخميس أغسطس 11, 2011 6:19 pm من طرف Gulf Knight