الانهيار الامني والسياسي في العراق.. تحصيل حاصل
داود البصري
السياسة الكويتية 4-رجب-1431هـ / 16-يونيو-2010م
مع بزوغ فجر كل يوم في العراق تحت ظلال أحزاب الفشل والهزيمة لاتتوقعوا سوى النكبات
ما يجري اليوم في العراق بعد أكثر من ثلاثة اشهر ونيف على الانتخابات النيابية الأخيرة و التي أدت إلى حالة فظيعة من الشلل السياسي بعد تصاعد الصراعات بين الأحزاب العراقية الطائفية التعبانة على المناصب و الامتيازات هي من الأمور المتوقعة لكون العملية السياسية في العراق عملية هجينة ولاعلاقة لها أبدا بفن إدارة الصراع ولا بفنون وطرق بناء الدول و المجتمعات فضلا عن تطورها.
ففي غضون أسبوع واحد فقط حدثت عمليات إرهابية خطيرة لها علاقة بتحذيرات سابقة أطلقتها الأجهزة الأمنية عن نية الجماعات المتطرفة شن حملة لسرقة البنوك و المصارف لتمويل العجز في ميزانياتها بعد شح أموال الدعم التي تتلقاها وقد حدثت فعلا عمليات سرقة وقتل في أحياء بغداد وبلغت الذروة مع إقتحام البنك المركزي العراقي في 13 الشهر الجاري و العدد الهائل من القتلى و الجرحى الذي شهدته تلك العملية في قلب بغداد وقبل يوم من افتتاح البرلمان العراقي الجديد المليء بالعلل و الندب و الثقوب الخطيرة من طائفية و سياسية واجتماعية، وقد فضحت العملية الأخيرة مدى هشاشة الوضع الأمني و تآكله ومدى حال الفشل الإداري و السياسي العظيم الذي يرزح العراقيون تحت كلكله و باتوا يقدمون في طريقه خسائر بشرية لا يمكن تصديقها، وبرغم كل ما جرى فإن القوم في الأحزاب الطائفية المريضة هم في حالة انشغال تام بالزعامة و السلب و النهب و الشفط وتدمير العراق بالكامل بعد أن كسحه الأميركيون وهم يسلمون بلدا من أهم بلدان الشرق الأوسط لإدارة عصابات طائفية فاشلة بعد أن ساهموا مطولا في دعم و إطالة عمر نظام البعث الصدامي البائد!
وبما أن الجرائم في العراق قد باتت بمثابة الخبز اليومي للعراقيين فإن الكثيرين ربما تناسوا ما حصل في مدينة البصرة قبل أيام من جريمة سطو وقتل و نهب على محلات بيع الذهب في مدينة البصرة القديمة تحت شمس النهار المحرقة وعلى بعد مسافة قليلة من احد المراكز الأمنية وقد تمت المجزرة ولم تحرك "الإدارة الشلتاغية" الساعية إلى جذب الاستثمارات ساكنا ومرت كل فصول الجريمة ببرودة دم مثيرة للتساؤلات في ظل الخطط و الأجندات السرية الطائفية الهادفة الى افراغ الجنوب العراقي من الإثنيات و الطوائف الأخرى، فبعد الحملة البربرية الهمجية على الطائفة المسيحية التي كانت جزءا فاعلا وجميلا من التشكيلة البشرية في البصرة تحديدا، شملت التصفيات أبناء الطائفة السنية التي كانت تمثل أكثر من نصف عدد السكان قبيل الهجمة البربرية المتخلفة لقطعان الهمج و الرعاع القادمين من جحور التخلف، ثم تطاولت تلك الحملة الإرهابية لتشمل بكرمها الدموي أيضا طائفة الصابئة المسالمة و المتخصصة في تجارة بيع و تسويق المصوغات الذهبية، وإفراغ الجنوب من الطوائف الأخرى وسيادة عنصر طائفي واحد هو الطريق الأرحب لتنفيذ خطة إعلان إقليم الجنوب العراقي الشيعي الطائفي البعيد المدى و الذي تشتمل مخططاته المستقبلية على تشجيع كيانات انفصالية طائفية أخرى في دول الخليج العربي و تحديدا الكويت و المنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية، إنه مشروع التقسيم الطائفي الكبير والواسع الذي بات يمثل اليوم الحلقة التالية من مشروع تشظية و تقسيم العالم العربي وحيث كانت البداية في العراق وطن الانقسامات و الصراعات و القيادات الغبية و الشعب الهائج المائج الذي لا يعرف ماذا يريد بالضبط!
الإرهاب في العراق ووفقا للنبوءة الأميركية السابقة ومع تسارع اقتراب لحظات الانسحاب الأميركي أواخر الصيف الحالي سيشهد أوضاعا صعبة و متفجرة ستسيل معها دماء و دماء خصوصا و إن الرفيق المنتهية ولايته نوري المالكي مافتئ أن هدد علنا بأنه الضامن لوحدة وسلام العراق! و إنه القائد الضرورة ! وحبيب الجماهير الأوحد! وفي حالة سحب المنصب الرئاسي من "سماحته" فإن كل السلام السماوي العظيم في العراق سيكون في خبر كان! وهو ما يذكرني بالتعهد الإرهابي السابق لصدام حسين حينما كان يقول علنا : "من يفكر بأخذ العراق منا، سنسلمه العراق أرضا من دون شعب "!! وقد أكد الرفيق نوري المالكي على ذلك التعهد بقولته الفصيحة "ما ننطيها"! أي لن نعطيها؟
و بهذا فقد تناسخت أرواح الطغاة و القتلة والفاشلين... ومع بزوغ فجر كل يوم في العراق تحت ظلال أحزاب الفشل والهزيمة فلا تتوقعوا سوى النكبات..
تلك هي الحقيقة الوحيدة.
كاتب عراقي
dawoodalbasri@hotmail.com
داود البصري
السياسة الكويتية 4-رجب-1431هـ / 16-يونيو-2010م
مع بزوغ فجر كل يوم في العراق تحت ظلال أحزاب الفشل والهزيمة لاتتوقعوا سوى النكبات
ما يجري اليوم في العراق بعد أكثر من ثلاثة اشهر ونيف على الانتخابات النيابية الأخيرة و التي أدت إلى حالة فظيعة من الشلل السياسي بعد تصاعد الصراعات بين الأحزاب العراقية الطائفية التعبانة على المناصب و الامتيازات هي من الأمور المتوقعة لكون العملية السياسية في العراق عملية هجينة ولاعلاقة لها أبدا بفن إدارة الصراع ولا بفنون وطرق بناء الدول و المجتمعات فضلا عن تطورها.
ففي غضون أسبوع واحد فقط حدثت عمليات إرهابية خطيرة لها علاقة بتحذيرات سابقة أطلقتها الأجهزة الأمنية عن نية الجماعات المتطرفة شن حملة لسرقة البنوك و المصارف لتمويل العجز في ميزانياتها بعد شح أموال الدعم التي تتلقاها وقد حدثت فعلا عمليات سرقة وقتل في أحياء بغداد وبلغت الذروة مع إقتحام البنك المركزي العراقي في 13 الشهر الجاري و العدد الهائل من القتلى و الجرحى الذي شهدته تلك العملية في قلب بغداد وقبل يوم من افتتاح البرلمان العراقي الجديد المليء بالعلل و الندب و الثقوب الخطيرة من طائفية و سياسية واجتماعية، وقد فضحت العملية الأخيرة مدى هشاشة الوضع الأمني و تآكله ومدى حال الفشل الإداري و السياسي العظيم الذي يرزح العراقيون تحت كلكله و باتوا يقدمون في طريقه خسائر بشرية لا يمكن تصديقها، وبرغم كل ما جرى فإن القوم في الأحزاب الطائفية المريضة هم في حالة انشغال تام بالزعامة و السلب و النهب و الشفط وتدمير العراق بالكامل بعد أن كسحه الأميركيون وهم يسلمون بلدا من أهم بلدان الشرق الأوسط لإدارة عصابات طائفية فاشلة بعد أن ساهموا مطولا في دعم و إطالة عمر نظام البعث الصدامي البائد!
وبما أن الجرائم في العراق قد باتت بمثابة الخبز اليومي للعراقيين فإن الكثيرين ربما تناسوا ما حصل في مدينة البصرة قبل أيام من جريمة سطو وقتل و نهب على محلات بيع الذهب في مدينة البصرة القديمة تحت شمس النهار المحرقة وعلى بعد مسافة قليلة من احد المراكز الأمنية وقد تمت المجزرة ولم تحرك "الإدارة الشلتاغية" الساعية إلى جذب الاستثمارات ساكنا ومرت كل فصول الجريمة ببرودة دم مثيرة للتساؤلات في ظل الخطط و الأجندات السرية الطائفية الهادفة الى افراغ الجنوب العراقي من الإثنيات و الطوائف الأخرى، فبعد الحملة البربرية الهمجية على الطائفة المسيحية التي كانت جزءا فاعلا وجميلا من التشكيلة البشرية في البصرة تحديدا، شملت التصفيات أبناء الطائفة السنية التي كانت تمثل أكثر من نصف عدد السكان قبيل الهجمة البربرية المتخلفة لقطعان الهمج و الرعاع القادمين من جحور التخلف، ثم تطاولت تلك الحملة الإرهابية لتشمل بكرمها الدموي أيضا طائفة الصابئة المسالمة و المتخصصة في تجارة بيع و تسويق المصوغات الذهبية، وإفراغ الجنوب من الطوائف الأخرى وسيادة عنصر طائفي واحد هو الطريق الأرحب لتنفيذ خطة إعلان إقليم الجنوب العراقي الشيعي الطائفي البعيد المدى و الذي تشتمل مخططاته المستقبلية على تشجيع كيانات انفصالية طائفية أخرى في دول الخليج العربي و تحديدا الكويت و المنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية، إنه مشروع التقسيم الطائفي الكبير والواسع الذي بات يمثل اليوم الحلقة التالية من مشروع تشظية و تقسيم العالم العربي وحيث كانت البداية في العراق وطن الانقسامات و الصراعات و القيادات الغبية و الشعب الهائج المائج الذي لا يعرف ماذا يريد بالضبط!
الإرهاب في العراق ووفقا للنبوءة الأميركية السابقة ومع تسارع اقتراب لحظات الانسحاب الأميركي أواخر الصيف الحالي سيشهد أوضاعا صعبة و متفجرة ستسيل معها دماء و دماء خصوصا و إن الرفيق المنتهية ولايته نوري المالكي مافتئ أن هدد علنا بأنه الضامن لوحدة وسلام العراق! و إنه القائد الضرورة ! وحبيب الجماهير الأوحد! وفي حالة سحب المنصب الرئاسي من "سماحته" فإن كل السلام السماوي العظيم في العراق سيكون في خبر كان! وهو ما يذكرني بالتعهد الإرهابي السابق لصدام حسين حينما كان يقول علنا : "من يفكر بأخذ العراق منا، سنسلمه العراق أرضا من دون شعب "!! وقد أكد الرفيق نوري المالكي على ذلك التعهد بقولته الفصيحة "ما ننطيها"! أي لن نعطيها؟
و بهذا فقد تناسخت أرواح الطغاة و القتلة والفاشلين... ومع بزوغ فجر كل يوم في العراق تحت ظلال أحزاب الفشل والهزيمة فلا تتوقعوا سوى النكبات..
تلك هي الحقيقة الوحيدة.
كاتب عراقي
dawoodalbasri@hotmail.com
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:07 pm من طرف Gulf Knight
» الوصول إلى أي مكان في العالم خلال أقل من ساعة هدف أميركي قد يتحقق اليوم
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:02 pm من طرف Gulf Knight
» إسرائيل تبحث شراء وسائل قتالية أميركية مستعملة فى العراق
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:00 pm من طرف Gulf Knight
» كتيبة بنيامين تجدد التأكيد على جهوزية الجيش الإسرائيلي لمواجهات سبتمبر
الإثنين أغسطس 15, 2011 3:59 pm من طرف Gulf Knight
» قبيل الانسحاب: العراق يتسلّم 22 مروحية مي-17 محدّثة من شركة ARINC الأميركية
الخميس أغسطس 11, 2011 6:30 pm من طرف Gulf Knight
» أفغانستان تتسلم 9 مروحيات "مي-17" من روسيا بحلول نهاية العام
الخميس أغسطس 11, 2011 6:29 pm من طرف Gulf Knight
» مناورات جوية لقوات دول الاتحاد السوفياتي السابق لمكافحة الإرهاب
الخميس أغسطس 11, 2011 6:28 pm من طرف Gulf Knight
» روسيا تطوّر نظامي الدفاع الجوي الجديدين: مارفي و فيتياز
الخميس أغسطس 11, 2011 6:27 pm من طرف Gulf Knight
» إختفاء صواريخ مضادة للدروع من معسكر إسرائيلي في الجولان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:26 pm من طرف Gulf Knight
» إسرائيل تطور طائرة جديدة دون طيار
الخميس أغسطس 11, 2011 6:25 pm من طرف Gulf Knight
» إسقاط مروحية تشينوك في أفغانستان يودي بحياة 31 جندياً أميركياً و7 جنود أفغان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:23 pm من طرف Gulf Knight
» دبابات الجيش السوري تقتحم مدينتي سراقب وقصير
الخميس أغسطس 11, 2011 6:22 pm من طرف Gulf Knight
» أحزاب الشيطان من طهران إلى العراق ولبنان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:20 pm من طرف Gulf Knight
» سوريا وتركيا.. لقاء الوداع؟
الخميس أغسطس 11, 2011 6:19 pm من طرف Gulf Knight
» سوريا: تصورات نهاية النظام
الخميس أغسطس 11, 2011 6:19 pm من طرف Gulf Knight