إذا حكم المجلس الأعلى العراق.. مبروك لإيران
داود البصري
السياسة الكويتية 3-رجب-1431هـ / 15-يونيو-2010م
البديل الجاهز والمقبول إيرانياً والمدعوم فرنسياً وسياحياً هوالرفيق المناضل سماحة حجة الإسلام الحاج اغا المسيوعادل عبدالمهدي
الصراع السلطوي الشرس بين الأحزاب والجماعات الطائفية المتناحرة في العراق وصل اليوم لمفترق طرق مثيرة للتأمل والحيرة , فبعد الالتفاف على نتائج الانتخابات والرفض الإيراني الواضح من خلال تشغيل أدواتها في العراق لحكومة عراقية يشكلها زعيم قائمة العراقية الدكتور إياد علاوي , ويبدوأن اصرار رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي على التشبث بالمنصب وعدم التخلي عنه قد حرك أطراف التحالف الشيعي الآخرين على إيجاد البدائل المناسبة والتي توفر لهم استمرار التسلط وبنفس عقليات النهب والتخلف وبنفس أطوار ما حدث خلال المرحلة الماضية ?
وطبعا البديل الجاهز لحزب الدعوة يكون على الدوام متوفراً في قيادات المجلس الأعلى للثورة الإيرانية في العراق الذين هم الرديف الستراتيجي للمشروع الإيراني المتقدم جدا في العراق , فهنالك أشخاص من أمثال ذوي الرئاستين الرفيق باقر صولاغ (بيان جبر) الذي يمثل أحد أهم مراكز القوى في الجماعات الطائفية المتحالفة مع إيران وهنالك (حبيب عمر) نوري المالكي اللدود والطامح الحالم برئاسة الوزارة في العراق والذي أعرب لمقربيه علنا عن أن منصب رئيس الوزراء يشكل بالنسبة إليه حلم العمر الشخصي والذي لوأضاع فرصته هذه المرة فلربما لن تكون هنالك فرصة أخرى وأقصد هنا الرفيق المناضل ونائب الرئيس العراقي الحالي السيد عادل عبد المهدي الذي تلخص سيرة حياته السياسية واقع المتغيرات في الشارع السياسي العراقي, فهوقد بدأ شيوعيا أيام كانت للشيوعية في العراق أسواق رائجة وصولات وجولات في خمسينات القرن الماضي وحيث كان مناضلا أمميا يدعولجماهير الشغيلة والكادحين ويمقت الأقطاع وأصحاب رؤوس الأموال ويرفع شعار تلك الأيام وهو: الحزب الشيوعي بالحكم مطلب عظيمي!!
إضافة للشعار والهتاف العراقي الشهير : (ماكومؤامرة تصير والحبال موجودة), أيام سحل الجثث والتمثيل بها ومقارعة الإمبريالية بعظام الجماجم , وبعد أن انحسرت موجة الشيوعية وتغيرت الرياح الدولية تحول أخونا عادل عبد المهدي صوب الفكر العفلقي ليكون مناضلا قوميا بعثيا وحدويا يرفع شعار:
إن تكن سائلا عن مذهبي فأنا بعثي إشتراكي عربي.. البعث ديني والعروبة مذهبي !! إضافة لإيمانه بالشعار البعثي الخالد والدموي الذي يقول:
بعث تشيده الجماجم والدم , تتهدم الدنيا ولا يتهدم.
ليساهم الرفيق عبد المهدي مع رفاقه البعثيين الجدد بسلخ جلود رفاقه السابقين الشيوعيين ويؤسس لمرحلته الفكرية الجديدة والتي لم يبرز من خلالها خلال حقبتي الستينات والسبعينات من القرن الماضي , ومع مجيء مايسمى بمرحلة (الصحوة الإسلامية) أوائل ثمانينات القرن الماضي انقلب صاحبنا صوب الفكر الديني والطائفي ليتذكر فجأة بأنه من طائفة معينة وليؤمن بالمشروع السياسي والفكري الإيراني الجاهز للتعليب والتصدير, وهنا انقلب على الولاءات والشعارات القديمة وعمل ضمن قوافل الدعاة المؤمنين بالجمهورية الإسلامية الإيرانية وتشكيلة المجلس الأعلى للثورة الإيرانية في العراق الذي دان بالولاء الفقهي والمرجعي لزعامة الراحل الخميني ليقضي شطرا من العمر مع هذه المجموعة وليطلب اللجوء أيضا كأقرانه في دول الغرب (الكافر الاستعماري الاستغلالي) وفقا لتصنيف النظريات الشيوعية والبعثية والإسلامية, وكانت قاعدته في فرنسا بلد الحريات وبلد الجن والملائكة, ليعود من هناك بعد قيام الأميركان بالواجب زعيما دينيا ثوريا مبجلا بعد أن تملك مزرعة جميلة من مزارع الكروم في الجنوب الفرنسي التي تصنع فيه أرقى أنواع النبيذ (الحلال) ماركة أبوكلبجة.
المهم إن صاحبنا عبد المهدي حاول في الدورة السابقة خوض سباق الرئاسة لمنصب الوزارة الأولى قبل أن يخذله الانتخاب الداخلي ليكون نائبا لرئيس الجمهورية (لا يهش ولا ينش), أما اليوم في ظل التناطح المالكي العلاوي وانقسام القوم فإن فرصة العمر توشك على التحقق خصوصا إذا ماتم الاتفاق على مرشح تسوية لأنه ليس من المعقول أن يظل منصب رئيس الوزراء خالياً في العراق حتى موعد الانتخابات المقبلة, في مهزلة ليس لها مثيل في دول العالم المتحضر, لذلك فإن البديل الجاهز والمقبول إيرانيا والمدعوم فرنسيا وسياحيا هو الرفيق المناضل سماحة حجة الإسلام الحاج آغا المسيو عادل عبد المهدي (دام ظله) وبركاته, وهوالسيناريوالذي سيتحقق في نهاية المطاف ليكون مرشحاً من القائمة الفائزة بالمرتبة الثالثة هومن يشكل الحكومة ولله في خلقه شؤون وشجون وبوصول أحد قيادات المجلس الإيراني الأعلى لقيادة الشعب والقوات المسلحة في العراق يكون قد اكتمل الفرح والسرور وتحقق المشروع الإيراني كاملا في العراق, ولا نقول سوى (مبارك شد) أي مبروك للرفاق المؤلفة قلوبهم في النظام الإيراني, لقد خططتم وصبرتم وتحليتم بخبث ستراتيجي فائق الجودة.. ففزتم, إنها المهزلة العراقية وهي تفرز أبدع إفرازاتها المثيرة للغثيان.
كاتب عراقي
dawoodalbasri@hotmail.com
داود البصري
السياسة الكويتية 3-رجب-1431هـ / 15-يونيو-2010م
البديل الجاهز والمقبول إيرانياً والمدعوم فرنسياً وسياحياً هوالرفيق المناضل سماحة حجة الإسلام الحاج اغا المسيوعادل عبدالمهدي
الصراع السلطوي الشرس بين الأحزاب والجماعات الطائفية المتناحرة في العراق وصل اليوم لمفترق طرق مثيرة للتأمل والحيرة , فبعد الالتفاف على نتائج الانتخابات والرفض الإيراني الواضح من خلال تشغيل أدواتها في العراق لحكومة عراقية يشكلها زعيم قائمة العراقية الدكتور إياد علاوي , ويبدوأن اصرار رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي على التشبث بالمنصب وعدم التخلي عنه قد حرك أطراف التحالف الشيعي الآخرين على إيجاد البدائل المناسبة والتي توفر لهم استمرار التسلط وبنفس عقليات النهب والتخلف وبنفس أطوار ما حدث خلال المرحلة الماضية ?
وطبعا البديل الجاهز لحزب الدعوة يكون على الدوام متوفراً في قيادات المجلس الأعلى للثورة الإيرانية في العراق الذين هم الرديف الستراتيجي للمشروع الإيراني المتقدم جدا في العراق , فهنالك أشخاص من أمثال ذوي الرئاستين الرفيق باقر صولاغ (بيان جبر) الذي يمثل أحد أهم مراكز القوى في الجماعات الطائفية المتحالفة مع إيران وهنالك (حبيب عمر) نوري المالكي اللدود والطامح الحالم برئاسة الوزارة في العراق والذي أعرب لمقربيه علنا عن أن منصب رئيس الوزراء يشكل بالنسبة إليه حلم العمر الشخصي والذي لوأضاع فرصته هذه المرة فلربما لن تكون هنالك فرصة أخرى وأقصد هنا الرفيق المناضل ونائب الرئيس العراقي الحالي السيد عادل عبد المهدي الذي تلخص سيرة حياته السياسية واقع المتغيرات في الشارع السياسي العراقي, فهوقد بدأ شيوعيا أيام كانت للشيوعية في العراق أسواق رائجة وصولات وجولات في خمسينات القرن الماضي وحيث كان مناضلا أمميا يدعولجماهير الشغيلة والكادحين ويمقت الأقطاع وأصحاب رؤوس الأموال ويرفع شعار تلك الأيام وهو: الحزب الشيوعي بالحكم مطلب عظيمي!!
إضافة للشعار والهتاف العراقي الشهير : (ماكومؤامرة تصير والحبال موجودة), أيام سحل الجثث والتمثيل بها ومقارعة الإمبريالية بعظام الجماجم , وبعد أن انحسرت موجة الشيوعية وتغيرت الرياح الدولية تحول أخونا عادل عبد المهدي صوب الفكر العفلقي ليكون مناضلا قوميا بعثيا وحدويا يرفع شعار:
إن تكن سائلا عن مذهبي فأنا بعثي إشتراكي عربي.. البعث ديني والعروبة مذهبي !! إضافة لإيمانه بالشعار البعثي الخالد والدموي الذي يقول:
بعث تشيده الجماجم والدم , تتهدم الدنيا ولا يتهدم.
ليساهم الرفيق عبد المهدي مع رفاقه البعثيين الجدد بسلخ جلود رفاقه السابقين الشيوعيين ويؤسس لمرحلته الفكرية الجديدة والتي لم يبرز من خلالها خلال حقبتي الستينات والسبعينات من القرن الماضي , ومع مجيء مايسمى بمرحلة (الصحوة الإسلامية) أوائل ثمانينات القرن الماضي انقلب صاحبنا صوب الفكر الديني والطائفي ليتذكر فجأة بأنه من طائفة معينة وليؤمن بالمشروع السياسي والفكري الإيراني الجاهز للتعليب والتصدير, وهنا انقلب على الولاءات والشعارات القديمة وعمل ضمن قوافل الدعاة المؤمنين بالجمهورية الإسلامية الإيرانية وتشكيلة المجلس الأعلى للثورة الإيرانية في العراق الذي دان بالولاء الفقهي والمرجعي لزعامة الراحل الخميني ليقضي شطرا من العمر مع هذه المجموعة وليطلب اللجوء أيضا كأقرانه في دول الغرب (الكافر الاستعماري الاستغلالي) وفقا لتصنيف النظريات الشيوعية والبعثية والإسلامية, وكانت قاعدته في فرنسا بلد الحريات وبلد الجن والملائكة, ليعود من هناك بعد قيام الأميركان بالواجب زعيما دينيا ثوريا مبجلا بعد أن تملك مزرعة جميلة من مزارع الكروم في الجنوب الفرنسي التي تصنع فيه أرقى أنواع النبيذ (الحلال) ماركة أبوكلبجة.
المهم إن صاحبنا عبد المهدي حاول في الدورة السابقة خوض سباق الرئاسة لمنصب الوزارة الأولى قبل أن يخذله الانتخاب الداخلي ليكون نائبا لرئيس الجمهورية (لا يهش ولا ينش), أما اليوم في ظل التناطح المالكي العلاوي وانقسام القوم فإن فرصة العمر توشك على التحقق خصوصا إذا ماتم الاتفاق على مرشح تسوية لأنه ليس من المعقول أن يظل منصب رئيس الوزراء خالياً في العراق حتى موعد الانتخابات المقبلة, في مهزلة ليس لها مثيل في دول العالم المتحضر, لذلك فإن البديل الجاهز والمقبول إيرانيا والمدعوم فرنسيا وسياحيا هو الرفيق المناضل سماحة حجة الإسلام الحاج آغا المسيو عادل عبد المهدي (دام ظله) وبركاته, وهوالسيناريوالذي سيتحقق في نهاية المطاف ليكون مرشحاً من القائمة الفائزة بالمرتبة الثالثة هومن يشكل الحكومة ولله في خلقه شؤون وشجون وبوصول أحد قيادات المجلس الإيراني الأعلى لقيادة الشعب والقوات المسلحة في العراق يكون قد اكتمل الفرح والسرور وتحقق المشروع الإيراني كاملا في العراق, ولا نقول سوى (مبارك شد) أي مبروك للرفاق المؤلفة قلوبهم في النظام الإيراني, لقد خططتم وصبرتم وتحليتم بخبث ستراتيجي فائق الجودة.. ففزتم, إنها المهزلة العراقية وهي تفرز أبدع إفرازاتها المثيرة للغثيان.
كاتب عراقي
dawoodalbasri@hotmail.com
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:07 pm من طرف Gulf Knight
» الوصول إلى أي مكان في العالم خلال أقل من ساعة هدف أميركي قد يتحقق اليوم
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:02 pm من طرف Gulf Knight
» إسرائيل تبحث شراء وسائل قتالية أميركية مستعملة فى العراق
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:00 pm من طرف Gulf Knight
» كتيبة بنيامين تجدد التأكيد على جهوزية الجيش الإسرائيلي لمواجهات سبتمبر
الإثنين أغسطس 15, 2011 3:59 pm من طرف Gulf Knight
» قبيل الانسحاب: العراق يتسلّم 22 مروحية مي-17 محدّثة من شركة ARINC الأميركية
الخميس أغسطس 11, 2011 6:30 pm من طرف Gulf Knight
» أفغانستان تتسلم 9 مروحيات "مي-17" من روسيا بحلول نهاية العام
الخميس أغسطس 11, 2011 6:29 pm من طرف Gulf Knight
» مناورات جوية لقوات دول الاتحاد السوفياتي السابق لمكافحة الإرهاب
الخميس أغسطس 11, 2011 6:28 pm من طرف Gulf Knight
» روسيا تطوّر نظامي الدفاع الجوي الجديدين: مارفي و فيتياز
الخميس أغسطس 11, 2011 6:27 pm من طرف Gulf Knight
» إختفاء صواريخ مضادة للدروع من معسكر إسرائيلي في الجولان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:26 pm من طرف Gulf Knight
» إسرائيل تطور طائرة جديدة دون طيار
الخميس أغسطس 11, 2011 6:25 pm من طرف Gulf Knight
» إسقاط مروحية تشينوك في أفغانستان يودي بحياة 31 جندياً أميركياً و7 جنود أفغان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:23 pm من طرف Gulf Knight
» دبابات الجيش السوري تقتحم مدينتي سراقب وقصير
الخميس أغسطس 11, 2011 6:22 pm من طرف Gulf Knight
» أحزاب الشيطان من طهران إلى العراق ولبنان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:20 pm من طرف Gulf Knight
» سوريا وتركيا.. لقاء الوداع؟
الخميس أغسطس 11, 2011 6:19 pm من طرف Gulf Knight
» سوريا: تصورات نهاية النظام
الخميس أغسطس 11, 2011 6:19 pm من طرف Gulf Knight