أسرار أم الفتن اللبنانية!!
شريف عبد العزيز
مفكرة الإسلام 19-سبتمبر-2010م
يقولون أن الطبع يغلب التطبع ، و مهما حاول صاحب الطبع الراسخ في حنايا قلبه ، والمندمج في تشكيلة نفسه ، أن يغيره فلن يستطيع أن يفعل ذلك أبدا ، لأنه قد أصبح سجية وخليقة لا فكاك منها ، وفي أدبيات لغتنا العربية الراقية مثلا سائرا علي الطبع الذي يغلب التطبع ، يرويها لنا الإمام الأصمعي فيقول : دخلت البادية فإذا أنا بعجوز تنوح و بين يديها شاة مقتولة و جرو ذئب مقفى فنظرت إليها فقالت :
أو يعجبك هذا قلت : بلى و ما قصتك قالت :
أعلم أن هذا جرو ذئب قد أخذناه فأدخلناه بيتنا فلما كبر قتل شاتنا فقلت : أو قلت في ذلك شعرا قالت : بلى ثم أنشأت تقول :
بقرت شويهتي وفجعت قلبي..... وأنت لشاتنا ولـد ربيـب
غذيت بدرها ونشأت معهـا..... فمن أنباك أن أباك ذيـب
إذا كان الطباع طباع سـوء..... فـلا أدب يفـيد ولا أديب
هذه القصة قفزت إلي مخيلتي وأنا أتابع وتيرة الأجواء المتصاعدة في لبنان هذا البلد المنكوب بأخطر الفرق والمذاهب وأشدها طائفية في شتى الملل ، فهذا البلد الذي لا تهدأ فيه نائرة الطائفية لم يعرف معني الاستقرار والهدوء منذ أن ظهر حزب الله الشيعي علي الساحة السياسية ، الذي بني وجوده السياسي علي بث الفرقة ونشر الفتن ، واللعب علي أوتار الطائفية والمذهبية بين أبناء شعب محتقن ذاكرته مفعمة بكثير من المشاهد الدرامية التي تملأ مخيلته ، ودستور عجيب معيب يكرس الفرقة والطائفية والمحاصصة .
حزب الله الشيعي وزعيمه الإعلامي البارز حسن نصر الله قد أصبح متخصصا في نقض أي هدوء واستقرار في البلاد، فلو نظرت لأي توتر يحدث في هذا البلد الفيسفائي ، ستجد أن الشيعة يقفون خلفه ويدعمونه بكل قوة ، ذلك أن الأجندة الطائفية العميلة لإيران تدفع هذا الحزب دائما لاتخاذ مواقف تصعيدية تجاه أي مشكلة أو خلاف سياسي تطرأ علي الشأن اللبناني الداخلي .
ــ يطغى التشنج السياسي مجددا على الوضع اللبناني على خلفية تصعيد حزب الله المتحالف مع سوريا حملته الهادفة إلي تعطيل المحكمة الدولية المكلفة النظر في اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، ووسط تحذيرات من "فتنة" وأحداث أمنية في البلاد، في تهديد صريح ومباشر بإعادة أجواء السابع من أيار (مايو) 2008، حين وقعت معارك بين حزب الله وحلفائه والأكثرية بزعامة الحريري وحلفائه، وتسببت في مقتل أكثر من مئة شخص، وهو اليوم الذي وصفه الإعلامي اللامع حسن نصر الله باليوم المجيد في حياة اللبنانيين ! .
أسرار الفتنة الجديدة الفتنة الجديدة التي يهدد ويلوح بها شيعة حزب الله لبنان وكلاء إيران في المنطقة تعتبر في الأساس خطوة استباقية يهدف من ورائها حزب الله إجهاض أي قرارات و نتائج ستتوصل إليها المحكمة الدولية المختصة بالتحقيق في اغتيال رفيق الحريري , وهي المحكمة التي أنشئت بقرار دولي سنة 2007 ، واستخدمت كأداة ضغط علي سوريا ، أجبرتها علي الانسحاب من لبنان بعد أكثر من ثلاثين سنة من التواجد ونفوذ سياسي من دون منازع في السياسة اللبنانية .
وقد أعلن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في تموز/يوليو أنه يتوقع أن توجه المحكمة الدولية الاتهام بمقتل الحريري إلي عناصر من حزبه، وبدأ الحزب منذ ذلك الحين حملة تدرجت صعودا ضد المحكمة متهما إياها بأنها سياسية وذات أجندة خارجية تستهدف أمن لبنان واستقراره ، وكانت أبرز الخطوات التي اتخذها الحزب الشيعي تجاه المحكمة ما حدث في لجنة الموازنة العامة بمجلس النواب اللبناني ، عندما وقف نواب الحزب الشيعي في اللجنة بالمرصاد أمام البند الخاص بتمويل المحكمة الدولية علي الرغم من رمزيته ، والمبلغ المخصص للمحكمة في موازنة 2010 هو 61 مليار ليرة لبنانية (أربعون مليون دولار)، سبق للحكومة أن دفعت الجزء الأكبر بالفعل ، فلماذا إذا العناد والتصعيد ؟
وقال النائب جمال جراح من كتلة المستقبل النيابية بزعامة سعد الحريري أن نواب حزب الله في لجنة الموازنة العامة قالوا كلاما كبيرا في جلسة لجنة المال والموازنة ،حول أن المحكمة أميركية وإسرائيلية، وأنهم لا يريدون التعاطي معها بعد الآن أو تمويلها ، ويرى أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في بيروت هلال خشان أن حزب الله والسوريين يريدون أن تتبرأ الحكومة اللبنانية من المحكمة وان تنظر إليها على أنها غير شرعية وان تنهي كل تمويل لبناني لأنشطتها ، ويقول : بالنسبة إلى حزب الله، إذا قررت الحكومة اللبنانية أن المحكمة ملغاة وكأنها لم تكن، ستكون هذه خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح. بهذه الطريقة، لن تملك المحكمة آلية تنفيذ قراراتها خاصة بالنسبة إلى توقيف المدعى عليهم".
ثم كان التصعيد المحموم من جانب حزب الله الشيعي لحدث يعتبر بمقاييس الأزمات اللبنانية حدث صغير ، وهو استدعاء اللواء جميل السيد المدير العام الأسبق للأمن في لبنان للتحقيق معه بواسطة المدعي العام اللبناني سعيد ميرزا علي خلفية تهديده المباشر لسعد الحريري ولأمن البلاد ، وهو التحقيق الذي سينتهي علي أغلب الظن بالحفظ وتوجيه اللوم فقط ، هذا الحدث الصغير جعله الإعلامي البارز وأذنابه بمثابة أم الفتن والخبر الذي أكل كل الأخبار ، هذا التصعيد الشيعي لم يكن ليتم لو لم يقدم سعد الحريري علي خطوته الشهيرة التي أدهشت الجميع حلفائه وخصومه علي حد السواء عندما أعلن في التاسع من سبتمبر الحالي أن "الاتهام السياسي لسوريا انتهى، وانه وحلفاءه أخطأوا عندما وجهوا الاتهام إلى دمشق في السابق" ، وهو أشبه ما يكون بزلزال كبير له ارتدادات كبيرة ، ما يجري الآن في لبنان هو أحد هذه الارتدادات والتوابع .
فلم يكد تمر عدة أيام علي هذا التصريح الخطير الذي كشف عن ضعف موقف الحريري وقلة حيلته السياسية بعد أن تصاعدت عليه الضغوط من كل جانب ، حتى خرج اللواء جميل السيد الذي اعتقل أربع سنوات علي ذمة التحقيق ووجهت له اتهامات بالضلوع في اغتيال الحريري ثم أفرجت عنه المحكمة الدولية منذ أبريل 2009 لعدم كفاية الأدلة ، خرج اللواء جميل بتصريحات نارية اتهم فيها الحريري بالتستر علي شهود زور تسببوا في حبسه السنوات الأربع الماضية ، وهدده صراحة في جراءة غير معتادة " بأخذ حقه بيده " في إشارة تهديد صريحة لرئيس الحكومة الضعيف ، فردت الحكومة بتحويله للتحقيق ، وعندها استغل حزب الفتن المتخصص في إشعالها الفرصة لتأجيج الموقف وصب الزيت علي النار ، وانتقد حزب الله قرار استدعاء السيد، معتبرا انه "قرار سياسي بامتياز وعنوان للقمع والترهيب". ورأى أن إقامة العدالة تقضي أن يسارع القضاء اللبناني إلى وضع يده على شهود الزور" الذين أدلوا بإفادات تحدثت عن تورط مسئولين سوريين ولبنانيين في اغتيال الحريري .
وعلي الرغم من أن وقائع الحدث ثابتة ولا تحتمل تأويلات أو ظنون ، إلا أن حزب الفتن والقلاقل أصر علي إضفاء النكهة الطائفية عليه لتحقيق أقصي استغلال من وراءه لخدمة الهدف الرئيس وهو توقيف أو إلغاء المحكمة الدولية ، فالنائب حسن فضل الله يدلي بتصريح هو الأسوأ والأخطر في سجل تصريحات الحزب المليئة بالطائفية والمذهبية ، إذ يحذر من فتنة غير مسبوقة في لبنان ، ينسي لهيبها كل الفتن السابقة بسبب استدعاء اللواء جميل للتحقيق وقال بلا مناسبة : أن "الخطاب التحريضي المذهبي" الذي يرافق المسألة، "وتصنيف الرئاسات والقوى السياسية والمواقف على أساس مذهبي ينذر بفتنة خطيرة ربما لم يشهدها لبنان من قبل" ، وأضاف " على الجميع أن يتنبهوا إلى خطورة هذا الأمر وإلى الكف عن الخطاب الفتنوي"، معتبراً أن "فريق رئيس الحكومة (سعد الحريري) عمد إلى إثارة النعرات المذهبية وخرج عن كل الأدبيات والأعراف السياسية" ، ثم واصل دجله السياسي فقال " أن الرؤساء هم في مواقع وطنية دستورية، وليسوا زعماء لمذاهبهم، بل يخضعون للمساءلة وانتقاد رئيس الحكومة لا تخص مذهباً أو طائفة".
ــ وقد أدلي النائب وليد جنبلاط زعيم الطائفة الدرزية المعروفة بمواقفه المتناقضة ، ومفاجأته المدوية ، بدلوه في تأجيج الفتنة ، وارتدي ثوب الناصح الأمين وحذر من تداعيات القرار الظني المنتظر صدوره عن المحكمة الخاصة بلبنان المكلفة النظر في اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، معتبراً أن "السلم الأهلي أهم من العدالة" ، ثم واصل دوره التحريضي ضد المحكمة الدولية فقال : المحكمة الدولية سيست منذ صدور تقرير مجلة در شبيغل" الألمانية التي نشرت في أيار/مايو 2009 أن القرار الظني سيتضمن اتهاماً إلى حزب الله اللبناني في عملية اغتيال الحريري ، وأكد تخوفه الكبير في حال صدور القرار الظني، من حدوث "فتنة سنية شيعية"، معتبراً أن "المحكمة شأن سعد الحريري".
وهكذا نري أن تراجع سعد الحريري وتنازله غير المبرر أمام سوريا قد فتح المجال أمام حزب الله الشيعي وزعيمه الإعلامي البارز لمواصلة الضغط عليه لاستلال المزيد من التنازلات والتراجعات والتي من أهمها وقف عمل المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الحريري.
شريف عبد العزيز
مفكرة الإسلام 19-سبتمبر-2010م
يقولون أن الطبع يغلب التطبع ، و مهما حاول صاحب الطبع الراسخ في حنايا قلبه ، والمندمج في تشكيلة نفسه ، أن يغيره فلن يستطيع أن يفعل ذلك أبدا ، لأنه قد أصبح سجية وخليقة لا فكاك منها ، وفي أدبيات لغتنا العربية الراقية مثلا سائرا علي الطبع الذي يغلب التطبع ، يرويها لنا الإمام الأصمعي فيقول : دخلت البادية فإذا أنا بعجوز تنوح و بين يديها شاة مقتولة و جرو ذئب مقفى فنظرت إليها فقالت :
أو يعجبك هذا قلت : بلى و ما قصتك قالت :
أعلم أن هذا جرو ذئب قد أخذناه فأدخلناه بيتنا فلما كبر قتل شاتنا فقلت : أو قلت في ذلك شعرا قالت : بلى ثم أنشأت تقول :
بقرت شويهتي وفجعت قلبي..... وأنت لشاتنا ولـد ربيـب
غذيت بدرها ونشأت معهـا..... فمن أنباك أن أباك ذيـب
إذا كان الطباع طباع سـوء..... فـلا أدب يفـيد ولا أديب
هذه القصة قفزت إلي مخيلتي وأنا أتابع وتيرة الأجواء المتصاعدة في لبنان هذا البلد المنكوب بأخطر الفرق والمذاهب وأشدها طائفية في شتى الملل ، فهذا البلد الذي لا تهدأ فيه نائرة الطائفية لم يعرف معني الاستقرار والهدوء منذ أن ظهر حزب الله الشيعي علي الساحة السياسية ، الذي بني وجوده السياسي علي بث الفرقة ونشر الفتن ، واللعب علي أوتار الطائفية والمذهبية بين أبناء شعب محتقن ذاكرته مفعمة بكثير من المشاهد الدرامية التي تملأ مخيلته ، ودستور عجيب معيب يكرس الفرقة والطائفية والمحاصصة .
حزب الله الشيعي وزعيمه الإعلامي البارز حسن نصر الله قد أصبح متخصصا في نقض أي هدوء واستقرار في البلاد، فلو نظرت لأي توتر يحدث في هذا البلد الفيسفائي ، ستجد أن الشيعة يقفون خلفه ويدعمونه بكل قوة ، ذلك أن الأجندة الطائفية العميلة لإيران تدفع هذا الحزب دائما لاتخاذ مواقف تصعيدية تجاه أي مشكلة أو خلاف سياسي تطرأ علي الشأن اللبناني الداخلي .
ــ يطغى التشنج السياسي مجددا على الوضع اللبناني على خلفية تصعيد حزب الله المتحالف مع سوريا حملته الهادفة إلي تعطيل المحكمة الدولية المكلفة النظر في اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، ووسط تحذيرات من "فتنة" وأحداث أمنية في البلاد، في تهديد صريح ومباشر بإعادة أجواء السابع من أيار (مايو) 2008، حين وقعت معارك بين حزب الله وحلفائه والأكثرية بزعامة الحريري وحلفائه، وتسببت في مقتل أكثر من مئة شخص، وهو اليوم الذي وصفه الإعلامي اللامع حسن نصر الله باليوم المجيد في حياة اللبنانيين ! .
أسرار الفتنة الجديدة الفتنة الجديدة التي يهدد ويلوح بها شيعة حزب الله لبنان وكلاء إيران في المنطقة تعتبر في الأساس خطوة استباقية يهدف من ورائها حزب الله إجهاض أي قرارات و نتائج ستتوصل إليها المحكمة الدولية المختصة بالتحقيق في اغتيال رفيق الحريري , وهي المحكمة التي أنشئت بقرار دولي سنة 2007 ، واستخدمت كأداة ضغط علي سوريا ، أجبرتها علي الانسحاب من لبنان بعد أكثر من ثلاثين سنة من التواجد ونفوذ سياسي من دون منازع في السياسة اللبنانية .
وقد أعلن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في تموز/يوليو أنه يتوقع أن توجه المحكمة الدولية الاتهام بمقتل الحريري إلي عناصر من حزبه، وبدأ الحزب منذ ذلك الحين حملة تدرجت صعودا ضد المحكمة متهما إياها بأنها سياسية وذات أجندة خارجية تستهدف أمن لبنان واستقراره ، وكانت أبرز الخطوات التي اتخذها الحزب الشيعي تجاه المحكمة ما حدث في لجنة الموازنة العامة بمجلس النواب اللبناني ، عندما وقف نواب الحزب الشيعي في اللجنة بالمرصاد أمام البند الخاص بتمويل المحكمة الدولية علي الرغم من رمزيته ، والمبلغ المخصص للمحكمة في موازنة 2010 هو 61 مليار ليرة لبنانية (أربعون مليون دولار)، سبق للحكومة أن دفعت الجزء الأكبر بالفعل ، فلماذا إذا العناد والتصعيد ؟
وقال النائب جمال جراح من كتلة المستقبل النيابية بزعامة سعد الحريري أن نواب حزب الله في لجنة الموازنة العامة قالوا كلاما كبيرا في جلسة لجنة المال والموازنة ،حول أن المحكمة أميركية وإسرائيلية، وأنهم لا يريدون التعاطي معها بعد الآن أو تمويلها ، ويرى أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في بيروت هلال خشان أن حزب الله والسوريين يريدون أن تتبرأ الحكومة اللبنانية من المحكمة وان تنظر إليها على أنها غير شرعية وان تنهي كل تمويل لبناني لأنشطتها ، ويقول : بالنسبة إلى حزب الله، إذا قررت الحكومة اللبنانية أن المحكمة ملغاة وكأنها لم تكن، ستكون هذه خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح. بهذه الطريقة، لن تملك المحكمة آلية تنفيذ قراراتها خاصة بالنسبة إلى توقيف المدعى عليهم".
ثم كان التصعيد المحموم من جانب حزب الله الشيعي لحدث يعتبر بمقاييس الأزمات اللبنانية حدث صغير ، وهو استدعاء اللواء جميل السيد المدير العام الأسبق للأمن في لبنان للتحقيق معه بواسطة المدعي العام اللبناني سعيد ميرزا علي خلفية تهديده المباشر لسعد الحريري ولأمن البلاد ، وهو التحقيق الذي سينتهي علي أغلب الظن بالحفظ وتوجيه اللوم فقط ، هذا الحدث الصغير جعله الإعلامي البارز وأذنابه بمثابة أم الفتن والخبر الذي أكل كل الأخبار ، هذا التصعيد الشيعي لم يكن ليتم لو لم يقدم سعد الحريري علي خطوته الشهيرة التي أدهشت الجميع حلفائه وخصومه علي حد السواء عندما أعلن في التاسع من سبتمبر الحالي أن "الاتهام السياسي لسوريا انتهى، وانه وحلفاءه أخطأوا عندما وجهوا الاتهام إلى دمشق في السابق" ، وهو أشبه ما يكون بزلزال كبير له ارتدادات كبيرة ، ما يجري الآن في لبنان هو أحد هذه الارتدادات والتوابع .
فلم يكد تمر عدة أيام علي هذا التصريح الخطير الذي كشف عن ضعف موقف الحريري وقلة حيلته السياسية بعد أن تصاعدت عليه الضغوط من كل جانب ، حتى خرج اللواء جميل السيد الذي اعتقل أربع سنوات علي ذمة التحقيق ووجهت له اتهامات بالضلوع في اغتيال الحريري ثم أفرجت عنه المحكمة الدولية منذ أبريل 2009 لعدم كفاية الأدلة ، خرج اللواء جميل بتصريحات نارية اتهم فيها الحريري بالتستر علي شهود زور تسببوا في حبسه السنوات الأربع الماضية ، وهدده صراحة في جراءة غير معتادة " بأخذ حقه بيده " في إشارة تهديد صريحة لرئيس الحكومة الضعيف ، فردت الحكومة بتحويله للتحقيق ، وعندها استغل حزب الفتن المتخصص في إشعالها الفرصة لتأجيج الموقف وصب الزيت علي النار ، وانتقد حزب الله قرار استدعاء السيد، معتبرا انه "قرار سياسي بامتياز وعنوان للقمع والترهيب". ورأى أن إقامة العدالة تقضي أن يسارع القضاء اللبناني إلى وضع يده على شهود الزور" الذين أدلوا بإفادات تحدثت عن تورط مسئولين سوريين ولبنانيين في اغتيال الحريري .
وعلي الرغم من أن وقائع الحدث ثابتة ولا تحتمل تأويلات أو ظنون ، إلا أن حزب الفتن والقلاقل أصر علي إضفاء النكهة الطائفية عليه لتحقيق أقصي استغلال من وراءه لخدمة الهدف الرئيس وهو توقيف أو إلغاء المحكمة الدولية ، فالنائب حسن فضل الله يدلي بتصريح هو الأسوأ والأخطر في سجل تصريحات الحزب المليئة بالطائفية والمذهبية ، إذ يحذر من فتنة غير مسبوقة في لبنان ، ينسي لهيبها كل الفتن السابقة بسبب استدعاء اللواء جميل للتحقيق وقال بلا مناسبة : أن "الخطاب التحريضي المذهبي" الذي يرافق المسألة، "وتصنيف الرئاسات والقوى السياسية والمواقف على أساس مذهبي ينذر بفتنة خطيرة ربما لم يشهدها لبنان من قبل" ، وأضاف " على الجميع أن يتنبهوا إلى خطورة هذا الأمر وإلى الكف عن الخطاب الفتنوي"، معتبراً أن "فريق رئيس الحكومة (سعد الحريري) عمد إلى إثارة النعرات المذهبية وخرج عن كل الأدبيات والأعراف السياسية" ، ثم واصل دجله السياسي فقال " أن الرؤساء هم في مواقع وطنية دستورية، وليسوا زعماء لمذاهبهم، بل يخضعون للمساءلة وانتقاد رئيس الحكومة لا تخص مذهباً أو طائفة".
ــ وقد أدلي النائب وليد جنبلاط زعيم الطائفة الدرزية المعروفة بمواقفه المتناقضة ، ومفاجأته المدوية ، بدلوه في تأجيج الفتنة ، وارتدي ثوب الناصح الأمين وحذر من تداعيات القرار الظني المنتظر صدوره عن المحكمة الخاصة بلبنان المكلفة النظر في اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، معتبراً أن "السلم الأهلي أهم من العدالة" ، ثم واصل دوره التحريضي ضد المحكمة الدولية فقال : المحكمة الدولية سيست منذ صدور تقرير مجلة در شبيغل" الألمانية التي نشرت في أيار/مايو 2009 أن القرار الظني سيتضمن اتهاماً إلى حزب الله اللبناني في عملية اغتيال الحريري ، وأكد تخوفه الكبير في حال صدور القرار الظني، من حدوث "فتنة سنية شيعية"، معتبراً أن "المحكمة شأن سعد الحريري".
وهكذا نري أن تراجع سعد الحريري وتنازله غير المبرر أمام سوريا قد فتح المجال أمام حزب الله الشيعي وزعيمه الإعلامي البارز لمواصلة الضغط عليه لاستلال المزيد من التنازلات والتراجعات والتي من أهمها وقف عمل المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الحريري.
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:07 pm من طرف Gulf Knight
» الوصول إلى أي مكان في العالم خلال أقل من ساعة هدف أميركي قد يتحقق اليوم
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:02 pm من طرف Gulf Knight
» إسرائيل تبحث شراء وسائل قتالية أميركية مستعملة فى العراق
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:00 pm من طرف Gulf Knight
» كتيبة بنيامين تجدد التأكيد على جهوزية الجيش الإسرائيلي لمواجهات سبتمبر
الإثنين أغسطس 15, 2011 3:59 pm من طرف Gulf Knight
» قبيل الانسحاب: العراق يتسلّم 22 مروحية مي-17 محدّثة من شركة ARINC الأميركية
الخميس أغسطس 11, 2011 6:30 pm من طرف Gulf Knight
» أفغانستان تتسلم 9 مروحيات "مي-17" من روسيا بحلول نهاية العام
الخميس أغسطس 11, 2011 6:29 pm من طرف Gulf Knight
» مناورات جوية لقوات دول الاتحاد السوفياتي السابق لمكافحة الإرهاب
الخميس أغسطس 11, 2011 6:28 pm من طرف Gulf Knight
» روسيا تطوّر نظامي الدفاع الجوي الجديدين: مارفي و فيتياز
الخميس أغسطس 11, 2011 6:27 pm من طرف Gulf Knight
» إختفاء صواريخ مضادة للدروع من معسكر إسرائيلي في الجولان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:26 pm من طرف Gulf Knight
» إسرائيل تطور طائرة جديدة دون طيار
الخميس أغسطس 11, 2011 6:25 pm من طرف Gulf Knight
» إسقاط مروحية تشينوك في أفغانستان يودي بحياة 31 جندياً أميركياً و7 جنود أفغان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:23 pm من طرف Gulf Knight
» دبابات الجيش السوري تقتحم مدينتي سراقب وقصير
الخميس أغسطس 11, 2011 6:22 pm من طرف Gulf Knight
» أحزاب الشيطان من طهران إلى العراق ولبنان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:20 pm من طرف Gulf Knight
» سوريا وتركيا.. لقاء الوداع؟
الخميس أغسطس 11, 2011 6:19 pm من طرف Gulf Knight
» سوريا: تصورات نهاية النظام
الخميس أغسطس 11, 2011 6:19 pm من طرف Gulf Knight