اللعب بالورقـة الطائفية
محمد الياسين
الملف نت 21-رمضان-2010م /31-أغسطس-2010م
بعد ان تلاشت الحضوض وتبددت الفرص السياسية في ان يتولى احد المحسوبين على النظام الايراني رئاسة الوزراء، خاصة بعد الصدمة التي تلقتها طهران بتراجع القائمتان الحليفتان لها في الانتخابات النيابية الاخيرة في البلاد، نحو الوراء في المرتبة الثانية والثالثة بعدما احرزت القائمة العراقية المركز الاول فيها، ورغم الاعلان المفاجئ عن التحالف بين (دولة القانون – الائتلاف الوطني) تحت عنوان الائتلاف الوطني، والذي ولد ميتا منذ البداية، نتيجة الخلافات العميقه بين حزب الدعوة بقيادة نوري المالكي والمجلس الاعلى والتيار الصدري الرافضان لتولي نوري ولاية ثانية، والتي حالت دون ان يتم التحالف او حتى التقارب بينهما قبيل الانتخابات، غير ان الضغوط الايرانية اجبرت الطرفان الحليفان لها تاريخيا في الاعلان عن التحالف "الخجول" حيث جاء الاعلان عنه اعلاميا فقط.
دون ممارسة فعلية على الجانب العملي، حتى انه بقت مشاورات ومباحثات كلا منهما مع الكتل الاخرى على حدى دون الرجوع الى مضلة التحالف، وعلى مستوى الخلافات فاستمرت بينهما وتفاقمت في الاونة الاخيرة، مما اثار انزعاج طهران من الامر وامتعاض سفيرها لدى العراق والقادة المسؤولين في الحرس الثوري والاطلاعات على الملف العراقي، وقد دفع الايرانيون بقوة نحو هذا التحالف وهيئوا الاجواء المناسبة لحل الخلافات والتقريب بين الخصوم واعادة اللحمة والحياة للتحالف بين دولة القانون والائتلاف، رغم علمهم بحجم الخلافات بين نوري وحزبه من جهه وبين الصدريين والمجلس الاعلى من جهة اخرى ..
وبعد ان راجع الايرانيون خياراتهم في العراق في المرحلة القادمة مع المتغييرات الراهنه التي تعيشها البلاد وجدوا من نوري المالكي الخيار الانسب لهم لضمان مصالحهم في العراق ببقائه رئيسا للوزراء، رغم رفض الصدريين والمجلس الاعلى لفكرة بقاء نوري على راس الحكومة، الا ان الضغوط الايرانية مستمرة على الائتلاف الوطني (الصدريين – المجلس الاعلى)، للقبول بالمالكي رئيسا للوزراء ..
كما وان الجهود الايرانية الحالية قد كُرست نحو انهاء الازمة القائمة بالخلافات بين الحلفاء الخصوم بارضاء الصدريين والمجلس الاعلى من خلال هادي العامري (رئيس منظمة بدر) الجناح العسكري للمجلس الاعلى والمرتبط مباشرتاً بالحرس الثوري، بمكاسب وامتيازات تتجاوز استحقاقهم الانتخابي! ..والنتيجة فان هذه الجهود الايرانية تصب في مصلحة نوري لبقاءه في رئاسة الوزراء لولاية ثانية!..
وتشير المعلومات الاخيرة عن لقاء عقد في طهران برعاية علي لاريجاني وحضره قادة الحرس الثوري وكبار ضباط الاطلاعات ومن الجانب العراقي حضره كلا من علي الاديب ممثلا عن نوري المالكي ومدير مكتب الصدر في طهران وعن المجلس الاعلى هادي العامري (رئيس منظمة بدر) الجناح العسكري للمجلس الاعلى وطه درع وعامر ثامر.
وحسبما افادت المعلومات حول ما دار في اللقاء بان الايرانيين طرحوا صيغة لحل الخلافات بين الاطراف الثلاثة سالفة الذكر للخروج من الازمة الراهنه وفق رؤية ايرانية بالاتفاق على ترشيح المالكي لولاية ثانية، مقابل اطلاق سراح كافة المعتقلين من التيار الصدري من السجون العراقية واعطاء الصدريين 6 وزارات من ضمنها وزارة سيادية وتعيين عددًا ممن يرشحهم التيار الصدري قادة فرق عسكرية، وتسند للصدريين مناصب كبيرة في الاجهزة الامنية، ويشكل جهاز المخابرات مناصفة بين حزب الدعوة والتيار الصدري وتحييد المجلس الاعلى من تشكيلة الحكومة باستثناء هادي العامري "رئيس منظمة بدر" لارتباطة المباشر بالحرس الثوري ..
ويذكر ايضًا ان علي الاديب حمل رسالة من خامنئي الى نوري المالكي سلمها له فور وصوله بغداد تضمنت توجيهات على نوري تنفيذها لبقائه في السلطة، ونصت على اطلاق سراح مجموعة من قادة تنظيم القاعدة الارهابي المرتبطين بالاطلاعات الايرانية والتي تشرف ايران على دعمهم عسكريا وماليا ولوجستيا، وقد اعتقلوا ضمن قاطع الاعظمية والعامرية وابي غريب ومناطق اخرى على ايدي القوات الامريكية في سجن ابو غريب، وتجهيزهم بالاسلحة والسيارات وهويات تسهل من حركتهم وتناط اليهم مهمة تاجيج العنف الطائفي في البلاد، وقيامهم بعمليات واسعة ومنظمة تستهدف المواطنيين وعمليات اغتيال ممنهجة في المدن العراقية..
وقد صرح نوري المالكي يوم الجمعة 27 / آب، من ان لديه معلومات مؤكدة على قيام مجاميع من القاعدة والبعثيين بشن هجمات ضد المدنيين مع قرب موعد انسحاب القوات الامريكية من العراق!!..
ومن الجدير بالذكر انه في الاسابيع الاخيرة تصاعدت حدة اعمال العنف الدموية وبدت في غالبيتها تاخذ طابع طائفي، من تفجيرات واغتيالات واسعة عمت ارجاء البلاد وحصدت المئات من الارواح البريئة، ونُسبت الى تنظيم القاعدة "بناءا على بيانات التنظيم بتبنيه للعمليات الاجرامية" ما يثبت الخلفية الايرانية من وراء هذا التنظيم الاجرامي الارهابي.
وروجت وسائل الاعلام وركزت بشكل ملحوظ على عودة نشاط القاعدة وكذلك عودة المجرم ابو درع الى العراق قادمًا من ايران بعد هروبه اليها، وعودة نشاط الميليشيات الطائفية، لذا فان كل هذه الاحداث المتسارعة على الساحة الامنية تفسر لنا حقيقة ما يجري وتثبت بالدليل القاطع ان خيار العودة الى دوامة العنف الطائفي في العراق بات خيار ايراني واضح للالتفاف حول نتائج الانتخابات الاخيرة وتفويت الفرصة على القائمة العراقية في تشكيل الحكومة وفق استحقاقها الانتخابي والدستوري، خاصة مع قرب موعد سحب القوات العسكرية الامريكية من العراق، والازمة التي تحاول ايران فرضها كامر واقع من خلال عودة دوامة العنف في البلاد امام الادارة الامريكية مما يضع الامريكيين في موقفا محرج اخلاقيا وسياسيا اتجاه العراق فترضخ للامر الواقع وتتقبل بقاء حكومة موالية لطهران في العراق مقابل سحب قواتها المقاتلة دون مشاكل. لذا فان خيار بقاء المالكي رئيسا للوزراء بات خيار ايران الانسب في العراق للمرحلة القادمة.
محمد الياسين
الملف نت 21-رمضان-2010م /31-أغسطس-2010م
بعد ان تلاشت الحضوض وتبددت الفرص السياسية في ان يتولى احد المحسوبين على النظام الايراني رئاسة الوزراء، خاصة بعد الصدمة التي تلقتها طهران بتراجع القائمتان الحليفتان لها في الانتخابات النيابية الاخيرة في البلاد، نحو الوراء في المرتبة الثانية والثالثة بعدما احرزت القائمة العراقية المركز الاول فيها، ورغم الاعلان المفاجئ عن التحالف بين (دولة القانون – الائتلاف الوطني) تحت عنوان الائتلاف الوطني، والذي ولد ميتا منذ البداية، نتيجة الخلافات العميقه بين حزب الدعوة بقيادة نوري المالكي والمجلس الاعلى والتيار الصدري الرافضان لتولي نوري ولاية ثانية، والتي حالت دون ان يتم التحالف او حتى التقارب بينهما قبيل الانتخابات، غير ان الضغوط الايرانية اجبرت الطرفان الحليفان لها تاريخيا في الاعلان عن التحالف "الخجول" حيث جاء الاعلان عنه اعلاميا فقط.
دون ممارسة فعلية على الجانب العملي، حتى انه بقت مشاورات ومباحثات كلا منهما مع الكتل الاخرى على حدى دون الرجوع الى مضلة التحالف، وعلى مستوى الخلافات فاستمرت بينهما وتفاقمت في الاونة الاخيرة، مما اثار انزعاج طهران من الامر وامتعاض سفيرها لدى العراق والقادة المسؤولين في الحرس الثوري والاطلاعات على الملف العراقي، وقد دفع الايرانيون بقوة نحو هذا التحالف وهيئوا الاجواء المناسبة لحل الخلافات والتقريب بين الخصوم واعادة اللحمة والحياة للتحالف بين دولة القانون والائتلاف، رغم علمهم بحجم الخلافات بين نوري وحزبه من جهه وبين الصدريين والمجلس الاعلى من جهة اخرى ..
وبعد ان راجع الايرانيون خياراتهم في العراق في المرحلة القادمة مع المتغييرات الراهنه التي تعيشها البلاد وجدوا من نوري المالكي الخيار الانسب لهم لضمان مصالحهم في العراق ببقائه رئيسا للوزراء، رغم رفض الصدريين والمجلس الاعلى لفكرة بقاء نوري على راس الحكومة، الا ان الضغوط الايرانية مستمرة على الائتلاف الوطني (الصدريين – المجلس الاعلى)، للقبول بالمالكي رئيسا للوزراء ..
كما وان الجهود الايرانية الحالية قد كُرست نحو انهاء الازمة القائمة بالخلافات بين الحلفاء الخصوم بارضاء الصدريين والمجلس الاعلى من خلال هادي العامري (رئيس منظمة بدر) الجناح العسكري للمجلس الاعلى والمرتبط مباشرتاً بالحرس الثوري، بمكاسب وامتيازات تتجاوز استحقاقهم الانتخابي! ..والنتيجة فان هذه الجهود الايرانية تصب في مصلحة نوري لبقاءه في رئاسة الوزراء لولاية ثانية!..
وتشير المعلومات الاخيرة عن لقاء عقد في طهران برعاية علي لاريجاني وحضره قادة الحرس الثوري وكبار ضباط الاطلاعات ومن الجانب العراقي حضره كلا من علي الاديب ممثلا عن نوري المالكي ومدير مكتب الصدر في طهران وعن المجلس الاعلى هادي العامري (رئيس منظمة بدر) الجناح العسكري للمجلس الاعلى وطه درع وعامر ثامر.
وحسبما افادت المعلومات حول ما دار في اللقاء بان الايرانيين طرحوا صيغة لحل الخلافات بين الاطراف الثلاثة سالفة الذكر للخروج من الازمة الراهنه وفق رؤية ايرانية بالاتفاق على ترشيح المالكي لولاية ثانية، مقابل اطلاق سراح كافة المعتقلين من التيار الصدري من السجون العراقية واعطاء الصدريين 6 وزارات من ضمنها وزارة سيادية وتعيين عددًا ممن يرشحهم التيار الصدري قادة فرق عسكرية، وتسند للصدريين مناصب كبيرة في الاجهزة الامنية، ويشكل جهاز المخابرات مناصفة بين حزب الدعوة والتيار الصدري وتحييد المجلس الاعلى من تشكيلة الحكومة باستثناء هادي العامري "رئيس منظمة بدر" لارتباطة المباشر بالحرس الثوري ..
ويذكر ايضًا ان علي الاديب حمل رسالة من خامنئي الى نوري المالكي سلمها له فور وصوله بغداد تضمنت توجيهات على نوري تنفيذها لبقائه في السلطة، ونصت على اطلاق سراح مجموعة من قادة تنظيم القاعدة الارهابي المرتبطين بالاطلاعات الايرانية والتي تشرف ايران على دعمهم عسكريا وماليا ولوجستيا، وقد اعتقلوا ضمن قاطع الاعظمية والعامرية وابي غريب ومناطق اخرى على ايدي القوات الامريكية في سجن ابو غريب، وتجهيزهم بالاسلحة والسيارات وهويات تسهل من حركتهم وتناط اليهم مهمة تاجيج العنف الطائفي في البلاد، وقيامهم بعمليات واسعة ومنظمة تستهدف المواطنيين وعمليات اغتيال ممنهجة في المدن العراقية..
وقد صرح نوري المالكي يوم الجمعة 27 / آب، من ان لديه معلومات مؤكدة على قيام مجاميع من القاعدة والبعثيين بشن هجمات ضد المدنيين مع قرب موعد انسحاب القوات الامريكية من العراق!!..
ومن الجدير بالذكر انه في الاسابيع الاخيرة تصاعدت حدة اعمال العنف الدموية وبدت في غالبيتها تاخذ طابع طائفي، من تفجيرات واغتيالات واسعة عمت ارجاء البلاد وحصدت المئات من الارواح البريئة، ونُسبت الى تنظيم القاعدة "بناءا على بيانات التنظيم بتبنيه للعمليات الاجرامية" ما يثبت الخلفية الايرانية من وراء هذا التنظيم الاجرامي الارهابي.
وروجت وسائل الاعلام وركزت بشكل ملحوظ على عودة نشاط القاعدة وكذلك عودة المجرم ابو درع الى العراق قادمًا من ايران بعد هروبه اليها، وعودة نشاط الميليشيات الطائفية، لذا فان كل هذه الاحداث المتسارعة على الساحة الامنية تفسر لنا حقيقة ما يجري وتثبت بالدليل القاطع ان خيار العودة الى دوامة العنف الطائفي في العراق بات خيار ايراني واضح للالتفاف حول نتائج الانتخابات الاخيرة وتفويت الفرصة على القائمة العراقية في تشكيل الحكومة وفق استحقاقها الانتخابي والدستوري، خاصة مع قرب موعد سحب القوات العسكرية الامريكية من العراق، والازمة التي تحاول ايران فرضها كامر واقع من خلال عودة دوامة العنف في البلاد امام الادارة الامريكية مما يضع الامريكيين في موقفا محرج اخلاقيا وسياسيا اتجاه العراق فترضخ للامر الواقع وتتقبل بقاء حكومة موالية لطهران في العراق مقابل سحب قواتها المقاتلة دون مشاكل. لذا فان خيار بقاء المالكي رئيسا للوزراء بات خيار ايران الانسب في العراق للمرحلة القادمة.
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:07 pm من طرف Gulf Knight
» الوصول إلى أي مكان في العالم خلال أقل من ساعة هدف أميركي قد يتحقق اليوم
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:02 pm من طرف Gulf Knight
» إسرائيل تبحث شراء وسائل قتالية أميركية مستعملة فى العراق
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:00 pm من طرف Gulf Knight
» كتيبة بنيامين تجدد التأكيد على جهوزية الجيش الإسرائيلي لمواجهات سبتمبر
الإثنين أغسطس 15, 2011 3:59 pm من طرف Gulf Knight
» قبيل الانسحاب: العراق يتسلّم 22 مروحية مي-17 محدّثة من شركة ARINC الأميركية
الخميس أغسطس 11, 2011 6:30 pm من طرف Gulf Knight
» أفغانستان تتسلم 9 مروحيات "مي-17" من روسيا بحلول نهاية العام
الخميس أغسطس 11, 2011 6:29 pm من طرف Gulf Knight
» مناورات جوية لقوات دول الاتحاد السوفياتي السابق لمكافحة الإرهاب
الخميس أغسطس 11, 2011 6:28 pm من طرف Gulf Knight
» روسيا تطوّر نظامي الدفاع الجوي الجديدين: مارفي و فيتياز
الخميس أغسطس 11, 2011 6:27 pm من طرف Gulf Knight
» إختفاء صواريخ مضادة للدروع من معسكر إسرائيلي في الجولان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:26 pm من طرف Gulf Knight
» إسرائيل تطور طائرة جديدة دون طيار
الخميس أغسطس 11, 2011 6:25 pm من طرف Gulf Knight
» إسقاط مروحية تشينوك في أفغانستان يودي بحياة 31 جندياً أميركياً و7 جنود أفغان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:23 pm من طرف Gulf Knight
» دبابات الجيش السوري تقتحم مدينتي سراقب وقصير
الخميس أغسطس 11, 2011 6:22 pm من طرف Gulf Knight
» أحزاب الشيطان من طهران إلى العراق ولبنان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:20 pm من طرف Gulf Knight
» سوريا وتركيا.. لقاء الوداع؟
الخميس أغسطس 11, 2011 6:19 pm من طرف Gulf Knight
» سوريا: تصورات نهاية النظام
الخميس أغسطس 11, 2011 6:19 pm من طرف Gulf Knight