الثلاثاء أغسطس 24 2010 - د. ناجي صادق شراب
وأخيرا نجحت الولايات المتحدة من خلال بيان الرباعية العام في مضمونه وتفسيره ان تلزم الفلسطينيين بالذهاب الى المفاوضات المباشرة . ومع ذلك لا ضير بالذهاب الى المفاوضات المباشرة ، إذا كانت ستأتي بالدولة الفلسطينية المستقلة التي يؤكد عليها الرئيس أوباما نفسه ، ولا مانع أيضا من المفاوضات المباشرة إذا التزمت الولايات المتحدة بان تقوم بدور مباشر فيها ، وان لا تقف موقف المتفرج لما قد تسفر عنه المفاوضات المباشرة ، وأن يقتصر دورها على استضافة المتفاوضين في حديقة البيت الابيض للتوقيع على اتفاق تسوية يتفق عليه ، وهنا الولايات المتحدة تجيد إخراج مثل هذه المشاهد السياسية . العبرة ليست بالتفاوض غير المباشر أو المباشر ، بل العبرة بالنتائج ، وبجدوى العملية التفاوضية ، لأنه ليس من المعقول أن تستمر المفاوضات الى ما لانهاية . وعليه فأول المخاطر التي ينبغي أدراكها من الذهاب الى المفاوضات المباشرة وهذا ما ينبغي أن تدركه الولايات المتحدة أن استمرار المفاوضات دون تسوية سياسية ، هو تفريغ للمفاوضات من أهميتها ووظيفتها ، فلا خلاف في ان المفاوضات وسيلة من وسائل ادارة المنازعات بالطرق السلمية ، لكنها إذا لم تحقق هدفها هذا لا تصبح مفاوضات بل شكل من أشكال محادثات الأذعان .
والسؤال لماذا تصر الولايات المتحدة على المفاوضات المباشرة؟ يبدو أن الأسباب كثيرة قد يتعلق بعضها بهيبة ومكانة الولايات المتحدة التي ترفض ان ينحصر دورها فقط على التنقل بين رام الله وتل أبيب يحمل ميتشل رسائل ووجهات نظر الطرفين الفلسطيني والأسرائيلي ، والسبب الثاني، وهنا تكمن خطورة الطلب الأمريكي بالمفاوضات المباشرة أنها تعني عودة الولايات المتحدة لنفس المنهاج الذي قد اعتمدت عليه في أدارة المفاوضات عبر أكثر من ستة عشر عاما ، وهو التركيز على منهج ادارة حل المشكلة ، وليس منهج حل المشكلة ، والفارق كبير بين المنهاجين، ووفقا للأول يكون دورها سلبيا ، ولا تلزم نفسها بتقديم أي مبادرة للتسوية ، ولا تتدخل بشكل مباشر في سير المفاوضات ، ولا تحمل نفسها مسؤولية الاعلان عن فشل المفاوضات ، المهم أن هناك مفاوضات ، اما بالنسبة للمنهاج الثاني فالدور مختلف تماما ، هنا تلزم الولايات المتحدة نفسها بالتدخل في المفاوضات ، وتعرض حلولا للقضايا الخلافية ، وتعلن عن يفشل المفاوضات ، وعندها تملك المسؤولية ان تعلن مسؤولية الطرف المعوق للمفاوضات ، ولا يقف الأمر عند هذا الحد بل تمارس كل ادوات النفوذ والضغط على الطرفين للوصول الى مفاوضات ناجحة ، واكثر من ذلك تلتزم بما قد تعهدت به من قيام دولة فلسطينية ، وهنا الدور يتناسب ويواكب فعلا دور الراعي الرئيس للمفاوضات ، والسبب الثالث ان الولايات المتحدة تدرك صعوبة هذه المفاوضات ، وتدرك ان ممارستها للضغط وخاصة على الجانب ألأسرائيلي قد يورط الأدارة الاميركية في مواجهات ضغوط السياسة الداخلية ، ومواجهة اللوبي الصهيوني ، وفي النهاية هذا التدخل قد يكلف الرئيس الأمريكي البقاء في منصبه ، ناهيك عن ضغوط الكونجرس الذي لا يستجيب الا لضغوط السياسة الداخلية ، ولا يعني أعضاؤه ألا بالفوز في الكونغرس وانتخاباته تخضع لتأثير المال والصوت اليهودي، ناهيك أن الولايات منشغلة بأجندة أقليمية القضية الفلسطينية لا تحتل فيها أولوية كبيرة . لهذه الأسباب تمارس الولايات المتحدة ضغطها من أجل المفاوضات المباشرة . وعليه وكما أشرنا المشكلة لا تكمن في شكل المفاوضات مباشرة أو غير مباشرة ، ولكن طبيعة وحدود الدور الأمريكي ، وعلى ما تقدمه الولايات المتحدة من ضمانات أولا لتحقيق الرؤية الأمريكية لحل الدولتين ، ولتقديم تعهدات وضمانات حقيقية وملزمه لذلك ، وان تدفع في اتجاه توفير كل الضمانات لنجاح هذه المفاوضات ، سواء من خلال دورها في سير كل مراحل التفاوض ، وان يكون لها حضور مباشر في جلساتها ، وبدلا من ان يقوم ميتشل بدور غير مباشر يقوم بدور مباشر في متابعة ومراقبة المفاوضات مباشرة ، والتدخل أيضا في جسر هوة الخلافات من خلال تقديم الحلول الأبداعية لأي خلاف وخصوصا أن الولايات المتحدة قد تكون الأكثر خبرة ، واكثر انغماسا في موضوع المفاوضات ، فهي ملمة بكل تفاصيلها الصغيرة والكبيرة ، وتعرف مسبقا حدود اي طرف تفاوضي ، وان تستعد حتى في النهاية لتقديم مبادرات شاملة تأخذ في الأعتبار الخبرة التفاوضية السابقة ، وبناء عليه فالولايات المتحدة مطلوب منها ، دور تفاوضي مباشر في أي مفاوضات مباشرة ، ومطلوب منها وضع معايير محددة موضوعية وزمنية لهذه المفاوضات ، ومطلوب منها تحديد أجندة ومرجعية المفاوضات ، ومطلوب منها التزام مباشر بأن تدعم قيام الدولة الفلسطينية في مجلس الأمن إذا لم تحقق المفاوضات هدفها . عندها تصبح للمفاوضات المباشرة قيمة وهدف ، ويصبح للدور الأمريكي معنى ، ومسؤولية جادة في مفاوضات مباشرة ناجحة . وأخيرا مستقبل أي مفاوضات يتوقف على حدود الدور الأمريكي ، وعلى مبادرة ورؤية أمريكية متوازنه في ظل غياب دور الأطراف ألأخرى ، وفي ظل عدم قدرة الطرفين المتفاوضين على المبادرة الذاتية ، ومواجهة تفاوضية متكافئة. ولعل معضلة المفاوضات لا تكمن في المواقف التفاوضية للأطراف المباشرة ، ولكن في السياسة الأميركية وشموليتها في المنطقة ، فالولايات المتحدة لا يمكن أن تفصل بين عملية السلام والتطورات والمستجدات في موازين القوى والتغيرات في دور ومكانة دول المنطقة ، وفي التصورات الجديدة للمخاطر ، وفي التغير في الموازين الجيوبوليتيكية ، والربط ما بين السلام الدائم والحاجة الى نظام امني دائم ، والأخذ في الأعتبار الحاجات الأمنية لكل دول المنطقة ، وهو ما يؤكد لنا تجاوز المفاوضات المباشرة لقدرة جميع الأطراف.
وأخيرا نجحت الولايات المتحدة من خلال بيان الرباعية العام في مضمونه وتفسيره ان تلزم الفلسطينيين بالذهاب الى المفاوضات المباشرة . ومع ذلك لا ضير بالذهاب الى المفاوضات المباشرة ، إذا كانت ستأتي بالدولة الفلسطينية المستقلة التي يؤكد عليها الرئيس أوباما نفسه ، ولا مانع أيضا من المفاوضات المباشرة إذا التزمت الولايات المتحدة بان تقوم بدور مباشر فيها ، وان لا تقف موقف المتفرج لما قد تسفر عنه المفاوضات المباشرة ، وأن يقتصر دورها على استضافة المتفاوضين في حديقة البيت الابيض للتوقيع على اتفاق تسوية يتفق عليه ، وهنا الولايات المتحدة تجيد إخراج مثل هذه المشاهد السياسية . العبرة ليست بالتفاوض غير المباشر أو المباشر ، بل العبرة بالنتائج ، وبجدوى العملية التفاوضية ، لأنه ليس من المعقول أن تستمر المفاوضات الى ما لانهاية . وعليه فأول المخاطر التي ينبغي أدراكها من الذهاب الى المفاوضات المباشرة وهذا ما ينبغي أن تدركه الولايات المتحدة أن استمرار المفاوضات دون تسوية سياسية ، هو تفريغ للمفاوضات من أهميتها ووظيفتها ، فلا خلاف في ان المفاوضات وسيلة من وسائل ادارة المنازعات بالطرق السلمية ، لكنها إذا لم تحقق هدفها هذا لا تصبح مفاوضات بل شكل من أشكال محادثات الأذعان .
والسؤال لماذا تصر الولايات المتحدة على المفاوضات المباشرة؟ يبدو أن الأسباب كثيرة قد يتعلق بعضها بهيبة ومكانة الولايات المتحدة التي ترفض ان ينحصر دورها فقط على التنقل بين رام الله وتل أبيب يحمل ميتشل رسائل ووجهات نظر الطرفين الفلسطيني والأسرائيلي ، والسبب الثاني، وهنا تكمن خطورة الطلب الأمريكي بالمفاوضات المباشرة أنها تعني عودة الولايات المتحدة لنفس المنهاج الذي قد اعتمدت عليه في أدارة المفاوضات عبر أكثر من ستة عشر عاما ، وهو التركيز على منهج ادارة حل المشكلة ، وليس منهج حل المشكلة ، والفارق كبير بين المنهاجين، ووفقا للأول يكون دورها سلبيا ، ولا تلزم نفسها بتقديم أي مبادرة للتسوية ، ولا تتدخل بشكل مباشر في سير المفاوضات ، ولا تحمل نفسها مسؤولية الاعلان عن فشل المفاوضات ، المهم أن هناك مفاوضات ، اما بالنسبة للمنهاج الثاني فالدور مختلف تماما ، هنا تلزم الولايات المتحدة نفسها بالتدخل في المفاوضات ، وتعرض حلولا للقضايا الخلافية ، وتعلن عن يفشل المفاوضات ، وعندها تملك المسؤولية ان تعلن مسؤولية الطرف المعوق للمفاوضات ، ولا يقف الأمر عند هذا الحد بل تمارس كل ادوات النفوذ والضغط على الطرفين للوصول الى مفاوضات ناجحة ، واكثر من ذلك تلتزم بما قد تعهدت به من قيام دولة فلسطينية ، وهنا الدور يتناسب ويواكب فعلا دور الراعي الرئيس للمفاوضات ، والسبب الثالث ان الولايات المتحدة تدرك صعوبة هذه المفاوضات ، وتدرك ان ممارستها للضغط وخاصة على الجانب ألأسرائيلي قد يورط الأدارة الاميركية في مواجهات ضغوط السياسة الداخلية ، ومواجهة اللوبي الصهيوني ، وفي النهاية هذا التدخل قد يكلف الرئيس الأمريكي البقاء في منصبه ، ناهيك عن ضغوط الكونجرس الذي لا يستجيب الا لضغوط السياسة الداخلية ، ولا يعني أعضاؤه ألا بالفوز في الكونغرس وانتخاباته تخضع لتأثير المال والصوت اليهودي، ناهيك أن الولايات منشغلة بأجندة أقليمية القضية الفلسطينية لا تحتل فيها أولوية كبيرة . لهذه الأسباب تمارس الولايات المتحدة ضغطها من أجل المفاوضات المباشرة . وعليه وكما أشرنا المشكلة لا تكمن في شكل المفاوضات مباشرة أو غير مباشرة ، ولكن طبيعة وحدود الدور الأمريكي ، وعلى ما تقدمه الولايات المتحدة من ضمانات أولا لتحقيق الرؤية الأمريكية لحل الدولتين ، ولتقديم تعهدات وضمانات حقيقية وملزمه لذلك ، وان تدفع في اتجاه توفير كل الضمانات لنجاح هذه المفاوضات ، سواء من خلال دورها في سير كل مراحل التفاوض ، وان يكون لها حضور مباشر في جلساتها ، وبدلا من ان يقوم ميتشل بدور غير مباشر يقوم بدور مباشر في متابعة ومراقبة المفاوضات مباشرة ، والتدخل أيضا في جسر هوة الخلافات من خلال تقديم الحلول الأبداعية لأي خلاف وخصوصا أن الولايات المتحدة قد تكون الأكثر خبرة ، واكثر انغماسا في موضوع المفاوضات ، فهي ملمة بكل تفاصيلها الصغيرة والكبيرة ، وتعرف مسبقا حدود اي طرف تفاوضي ، وان تستعد حتى في النهاية لتقديم مبادرات شاملة تأخذ في الأعتبار الخبرة التفاوضية السابقة ، وبناء عليه فالولايات المتحدة مطلوب منها ، دور تفاوضي مباشر في أي مفاوضات مباشرة ، ومطلوب منها وضع معايير محددة موضوعية وزمنية لهذه المفاوضات ، ومطلوب منها تحديد أجندة ومرجعية المفاوضات ، ومطلوب منها التزام مباشر بأن تدعم قيام الدولة الفلسطينية في مجلس الأمن إذا لم تحقق المفاوضات هدفها . عندها تصبح للمفاوضات المباشرة قيمة وهدف ، ويصبح للدور الأمريكي معنى ، ومسؤولية جادة في مفاوضات مباشرة ناجحة . وأخيرا مستقبل أي مفاوضات يتوقف على حدود الدور الأمريكي ، وعلى مبادرة ورؤية أمريكية متوازنه في ظل غياب دور الأطراف ألأخرى ، وفي ظل عدم قدرة الطرفين المتفاوضين على المبادرة الذاتية ، ومواجهة تفاوضية متكافئة. ولعل معضلة المفاوضات لا تكمن في المواقف التفاوضية للأطراف المباشرة ، ولكن في السياسة الأميركية وشموليتها في المنطقة ، فالولايات المتحدة لا يمكن أن تفصل بين عملية السلام والتطورات والمستجدات في موازين القوى والتغيرات في دور ومكانة دول المنطقة ، وفي التصورات الجديدة للمخاطر ، وفي التغير في الموازين الجيوبوليتيكية ، والربط ما بين السلام الدائم والحاجة الى نظام امني دائم ، والأخذ في الأعتبار الحاجات الأمنية لكل دول المنطقة ، وهو ما يؤكد لنا تجاوز المفاوضات المباشرة لقدرة جميع الأطراف.
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:07 pm من طرف Gulf Knight
» الوصول إلى أي مكان في العالم خلال أقل من ساعة هدف أميركي قد يتحقق اليوم
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:02 pm من طرف Gulf Knight
» إسرائيل تبحث شراء وسائل قتالية أميركية مستعملة فى العراق
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:00 pm من طرف Gulf Knight
» كتيبة بنيامين تجدد التأكيد على جهوزية الجيش الإسرائيلي لمواجهات سبتمبر
الإثنين أغسطس 15, 2011 3:59 pm من طرف Gulf Knight
» قبيل الانسحاب: العراق يتسلّم 22 مروحية مي-17 محدّثة من شركة ARINC الأميركية
الخميس أغسطس 11, 2011 6:30 pm من طرف Gulf Knight
» أفغانستان تتسلم 9 مروحيات "مي-17" من روسيا بحلول نهاية العام
الخميس أغسطس 11, 2011 6:29 pm من طرف Gulf Knight
» مناورات جوية لقوات دول الاتحاد السوفياتي السابق لمكافحة الإرهاب
الخميس أغسطس 11, 2011 6:28 pm من طرف Gulf Knight
» روسيا تطوّر نظامي الدفاع الجوي الجديدين: مارفي و فيتياز
الخميس أغسطس 11, 2011 6:27 pm من طرف Gulf Knight
» إختفاء صواريخ مضادة للدروع من معسكر إسرائيلي في الجولان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:26 pm من طرف Gulf Knight
» إسرائيل تطور طائرة جديدة دون طيار
الخميس أغسطس 11, 2011 6:25 pm من طرف Gulf Knight
» إسقاط مروحية تشينوك في أفغانستان يودي بحياة 31 جندياً أميركياً و7 جنود أفغان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:23 pm من طرف Gulf Knight
» دبابات الجيش السوري تقتحم مدينتي سراقب وقصير
الخميس أغسطس 11, 2011 6:22 pm من طرف Gulf Knight
» أحزاب الشيطان من طهران إلى العراق ولبنان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:20 pm من طرف Gulf Knight
» سوريا وتركيا.. لقاء الوداع؟
الخميس أغسطس 11, 2011 6:19 pm من طرف Gulf Knight
» سوريا: تصورات نهاية النظام
الخميس أغسطس 11, 2011 6:19 pm من طرف Gulf Knight