الحرب الأبدية في اليمن: تنظيم «القاعدة في شبه الجزيرة العربية»
كريستوفر بوسيك
الاربعاء 21 تموز/يوليو, 2010
"في 13 تموز/يوليو 2010، خاطب كريستوفر بوسيك وباراك سلموني والسيدة إيبريل لونغلي آلي، منتدى سياسي خاص على مأدبة غداء استضافها معهد واشنطن. وقد ناقش د. بوسيك، زميل مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي أنشطة تنظيم «القاعدة» والذين يدورون في فلكه في اليمن. وفيما يلي ملخص المقرِّر لملاحظاته. وقد قدم المتحدثون الثلاثة توصياتهم للسياسة الأمريكية والعالمية تجاه اليمن حيث يظهر ملخص هذه التوصيات أدناه. وقد نُشر ملخص ملاحظات الدكتورة آلي والدكتور سلموني في نشرتي "المرصد السياسي #1680"، "و #1681" على التوالي".
كريستوفر بوسيك
رغم أن تنظيم «القاعدة في شبه الجزيرة العربية» ليس هو المشكلة الأكبر -- ولا حتى أكبر تحد أمني -- التي تواجه الحكومة اليمنية، إلا أن الولايات المتحدة وجزء كبير من المجتمع الدولي ما يزالون يعطونها الأولوية في اهتماماتهم على قضايا أخرى. وترتبط عملية مكافحة إرهاب ناجحة بصورة مباشرة مع استقرار الدولة. وإذا أصبحت اليمن دولة فاشلة خلال العقود القليلة القادمة، ستتقوض أهداف مكافحة الإرهاب الأمريكية بشكل حاسم. ويتمثل التحدي للسياسة الأمريكية في إيجاد طريقة لتعزيز النضال ضد تنظيم «القاعدة في شبه الجزيرة العربية» بدون مفاقمة جوانب أخرى من أزمات اليمن الأمنية والإقتصادية والسياسية المتداخلة.
"نقاط القوة لدى تنظيم «القاعدة» ونقاط الضعف لدى اليمن": لتنظيم «القاعدة» تاريخ طويل من العنف والإرهاب في اليمن، بما في ذلك [القيام بهجمات] ضد المصالح الأمريكية. ففي التسعينات من القرن الماضي، ارتكب مقاتلون إسلاميون متشددون عمليات خطف وتفجيرات في جميع أنحاء البلاد. وفي الأعوام 2000 و2002، هاجمت خلايا تنظيم «القاعدة» المدمرة الأمريكية "كول" في عدن وناقلة النفط الفرنسية "ليمبورغ" على التوالي. كما أدت عملية هروب من السجن عام 2003 إلى تحرير خمسة عشر عضواً من أعضاء تنظيم «القاعدة»، كان يشتبه بأن أحد عشر منهم ضالعين في تفجير المدمرة "كول". وقد هرب ثلاث وعشرون آخرون من أعضاء «التنظيم» من سجن في صنعاء عام 2006، مما أشار إلى عودة تنظيم «القاعدة» في اليمن إلى الظهور من جديد. ومنذ ذلك الحين، قامت المجوعة بسلسلة من الهجمات ضد أهداف غربية وحكومية يمنية.
إلا أن طاقة نمو تنظيم «القاعدة في شبه الجزيرة العربية» في اليمن هائلة، حيث تتفاخر المنطقة الجنوبية من البلاد بمخزون ضخم من الشباب الذين لديهم مظالم، ويرغبون في القتال، ويؤمنون بأن من المباح لهم شن الجهاد المسلح داخل اليمن.
ومع ذلك، فإن تنظيم «القاعدة في شبه الجزيرة العربية» هو أكثر من مجرد منظمة تدور في فلك تنظيم «القاعدة»، وقد أظهر طموحات أكبر من مجرد القيام بأعمال عسكرية متشددة داخل اليمن. وفي كانون الثاني/يناير 2009، نشر المقاتلون اليمنيون المتشددون [مقطع] فيديو يظهر اندماج تنظيم «القاعدة» في السعودية وتنظيم «القاعدة» في اليمن. وتهدد الجماعة الجديدة وهي تنظيم «القاعدة في شبه الجزيرة العربية» بجلب العنف المتجدد للجار الشمالي لليمن. وفي نيسان/أبريل 2009، كشفت السعودية شبكات من المتسللين على الحدود اليمنية وبحوزتها مواد [متفجرة] أساسية تكفي لما يقرب من ثلاثين سترة ناسفة. وفي آب/أغسطس 2009، فجر انتحاري يمني نفسه "على مرمى حجر" من رئيس مكافحة الإرهاب الأمير السعودي محمد بن نايف. وقد أعلن تنظيم «القاعدة في شبه الجزيرة العربية» مسؤوليته عن الهجوم الفاشل وهدد باستهداف الطائرات في المرحلة القادمة.
وخارج المنطقة، قام الإرهابي النيجيري عمر فاروق عبد المطلب الذي دربه تنظيم «القاعدة في شبه الجزيرة العربية»، بمحاولة ضرب الولايات المتحدة مباشرة في كانون الأول/ديسمبر 2009، وكاد يشعل متفجرات على طائرة ركاب [قبل هبوطها] في مدينة ديترويت. ومنذ ذلك الهجوم، أصدر تنظيم «القاعدة في شبه الجزيرة العربية» صحيفة جديدة باللغة الإنجليزية إسمها "إنسپاير" (إلهام)، بهدف تجنيد متطوعين ناطقين بالإنجليزية. ومؤخراً في نيسان/أبريل 2010، هاجمت الجماعة سيارة السفير البريطاني ومكتب الأمن اليمني في عدن. وفي ضوء هذه الأنشطة، يشكل تنظيم «القاعدة في شبه الجزيرة العربية» تهديداً ليس في اليمن ودول المنطقة فحسب، بل أيضاً للمصالح الغربية والأمن القومي الأمريكي.
"دعم مكافحة الإرهاب الأمريكية": ليس من السهل تحديد حلول لمشكلة تنظيم «القاعدة في شبه الجزيرة العربية». فاليمن لا تستطيع أن تكرر إلاستراتيجية السعودية الناجحة بشكل كامل لأنها تفتقد حكومة مركزية قوية، وسيطرة على المؤسسة الدينية، بالإضافة إلى موارد عسكرية ومالية كبيرة. وعلاوة على ذلك، إن جهود مكافحة الإرهاب اليمنية مهددة بخطر تحول [البلاد] إلى دولة فاشلة. وسيوفر مثل هذا الإنهيار ملاذاً آمناً جديداً لإرهابيين في موقع خطير على وجه الخصوص، وهي الطرق الواسعة الرئيسية للملاحة البحرية الدولية المتاخمة لـ "شبه الجزيرة العربية" وقرب دول جنوب الصحراء الكبرى. ولا توجد حلول لهذه المشكلة على المدى القصير؛ إن قيام إستراتيجية بعيدة المدى تهدف إلى تحقيق استقرار الدولة هي فقط ستمنع تنظيم «القاعدة» والحركات التي تسير في فلكه من السعي إلى جعلها ملاذاً آمنا لهم.
كيف يمكن للولايات المتحدة دعم أعمال مكافحة الإرهاب اليمنية دون تشجيع صنعاء على اللجوء إلى القمع كوسيلة لحل أزماتها الأمنية الأخرى؟ هناك العديد من الإجراءات "الأمنية الناعمة" التي يمكن أن تفيد. إن إحدى الخطوات الأساسية لذلك هو استمرار دعم تطوير قوات حرس الحدود والسواحل. كما أن برامج تدريب أجهزة الشرطة والإستخبارات على المدى البعيد هي إجراء آخر ربما يزيد من الكفاءة والمساءلة في نظام الأمن اليمني. بإمكان واشنطن أيضاً مساعدة صنعاء على تطوير تشريعات أكثر فعالية وشفافية لمكافحة الإرهاب من أجل تحسين فرص الإدانات الأمنية. بالإضافة إلى ذلك، من شأن عمل إصلاحات لأنظمة السجون والقضاء والأوساط القانونية والقيام بأعمال تدريب مع هذه الأنظمة والأوساط، أن تعزز فعالية نظام العدالة الجنائية العام، مما يمكِّن صنعاء من التعاطي الأفضل مع المعتقلين الذين قُبض عليهم في اليمن أو في الخارج (بمن فيهم تسعون آخرون من المعتقلين اليمنيين في سجن غوانتانامو ربما تتم إعادتهم إلى وطنهم في المستقبل القريب).
اختتام أعمال المنتدى السياسي: تقوية الدعم الدولي لليمن
ألقى المتحدثون الثلاثة جميعاً الضوء على الحاجة الملحة لبناء الثقة المرتكزة على التسوية والمعاملة بالمثل بين الحكومة اليمنية ومختلف حركات المعارضة في الشمال والجنوب. ونظراً لمستويات العنف العالية التي تستخدمها الحكومة وقوى المعارضة على حد سواء، قد تكون هناك حاجة إلى وساطة دولية، أولاً لخلق مساحة سياسية وبعد ذلك لمراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار والإتفاقيات السياسية. وقد يساعد أيضاً قيام المجتمع الدولي بدعم رفيع المستوى لعملية الحوار اليمني الوطني المتصوَّر الكبير الأهمية.
وقد أكد السيد بوسيك بأنه ينبغي على المجتمع الدولي أن يتحدث بصوت واحد عن اليمن وأن يجري نقاشاً طويلاً ومؤلماً مع صنعاء فيما يتعلق بالإصلاح. وينبغي أن يقترن هذا النقاش بقيام ضمانات بأن تتلقى اليمن مساعدات اقتصادية كبيرة لو أنها تعاونت في هذا الموضوع. غير أن الآراء قد اختلفت حول مستوى التأثير الذي يمكن للولايات المتحدة وغيرها من الجهات الفاعلة أن تمارسه في اليمن.
كما نوقشت العديد من المقترحات أثناء فترة الأسئلة والأجوبة. فعلى سبيل المثال، كان هناك اقتراح حول محدودية النفوذ الغربي مع صنعاء نظراً لندرة المعونات المالية الغربية [المقدمة] للبلاد. وقال آخرون بأن الولايات المتحدة تحتفظ بنفوذ على اليمن أكبر مما هو متصور، والسبب في ذلك على الأغلب هو أن حكومة علي عبد الله صالح تُقدِّر نوع الشرعية الدولية التي تمنحها إياها العلاقات الوثيقة مع واشنطن.
وعلى نحو بديل، فقد اقتُرح بأن يقوم «مجلس التعاون الخليجي» -- وبالتحديد المملكة العربية السعودية -- بدور حواري أفضل، نظراً لتبرعاته المالية الكبيرة نسبياً إلى اليمن (وقدَّر بوسيك بأن المعونة السعودية وحدها قد بلغت أكثر من ملياري دولار أمريكي في العام). وعلاوة على ذلك، ستعاني دول «مجلس التعاون الخليجي» على الأرجح من تأثير مباشر من فشل الدولة اليمنية، بصورة أكثر من غيرها (على سبيل المثال، الإرهاب والهجرة غير الشرعية والأمراض والتهريب) وسيكون لديها دافع قوي للعب دور رائد في جهود تحقيق الإستقرار.
ومع ذلك، وعلى الرغم من هذه المنافع، قد لا تكون الرياض المحاور المثالي نظراً لتاريخها الذي يسجل تدخلاً متكرراً في الشؤون اليمنية، لخدمة مصالحها الإقليمية في المقام الأول. وفي الواقع، رأى بعض المشاركين أن صنعاء ربما تكون عرضة للضغوط الأمريكية بشأن الإصلاح، وعلى وجه التحديد لأنها تريد دعماً أمريكياً لمواجهة ما تراه نفوذاً سعودياً مفرطاً.
كريستوفر بوسيك
الاربعاء 21 تموز/يوليو, 2010
"في 13 تموز/يوليو 2010، خاطب كريستوفر بوسيك وباراك سلموني والسيدة إيبريل لونغلي آلي، منتدى سياسي خاص على مأدبة غداء استضافها معهد واشنطن. وقد ناقش د. بوسيك، زميل مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي أنشطة تنظيم «القاعدة» والذين يدورون في فلكه في اليمن. وفيما يلي ملخص المقرِّر لملاحظاته. وقد قدم المتحدثون الثلاثة توصياتهم للسياسة الأمريكية والعالمية تجاه اليمن حيث يظهر ملخص هذه التوصيات أدناه. وقد نُشر ملخص ملاحظات الدكتورة آلي والدكتور سلموني في نشرتي "المرصد السياسي #1680"، "و #1681" على التوالي".
كريستوفر بوسيك
رغم أن تنظيم «القاعدة في شبه الجزيرة العربية» ليس هو المشكلة الأكبر -- ولا حتى أكبر تحد أمني -- التي تواجه الحكومة اليمنية، إلا أن الولايات المتحدة وجزء كبير من المجتمع الدولي ما يزالون يعطونها الأولوية في اهتماماتهم على قضايا أخرى. وترتبط عملية مكافحة إرهاب ناجحة بصورة مباشرة مع استقرار الدولة. وإذا أصبحت اليمن دولة فاشلة خلال العقود القليلة القادمة، ستتقوض أهداف مكافحة الإرهاب الأمريكية بشكل حاسم. ويتمثل التحدي للسياسة الأمريكية في إيجاد طريقة لتعزيز النضال ضد تنظيم «القاعدة في شبه الجزيرة العربية» بدون مفاقمة جوانب أخرى من أزمات اليمن الأمنية والإقتصادية والسياسية المتداخلة.
"نقاط القوة لدى تنظيم «القاعدة» ونقاط الضعف لدى اليمن": لتنظيم «القاعدة» تاريخ طويل من العنف والإرهاب في اليمن، بما في ذلك [القيام بهجمات] ضد المصالح الأمريكية. ففي التسعينات من القرن الماضي، ارتكب مقاتلون إسلاميون متشددون عمليات خطف وتفجيرات في جميع أنحاء البلاد. وفي الأعوام 2000 و2002، هاجمت خلايا تنظيم «القاعدة» المدمرة الأمريكية "كول" في عدن وناقلة النفط الفرنسية "ليمبورغ" على التوالي. كما أدت عملية هروب من السجن عام 2003 إلى تحرير خمسة عشر عضواً من أعضاء تنظيم «القاعدة»، كان يشتبه بأن أحد عشر منهم ضالعين في تفجير المدمرة "كول". وقد هرب ثلاث وعشرون آخرون من أعضاء «التنظيم» من سجن في صنعاء عام 2006، مما أشار إلى عودة تنظيم «القاعدة» في اليمن إلى الظهور من جديد. ومنذ ذلك الحين، قامت المجوعة بسلسلة من الهجمات ضد أهداف غربية وحكومية يمنية.
إلا أن طاقة نمو تنظيم «القاعدة في شبه الجزيرة العربية» في اليمن هائلة، حيث تتفاخر المنطقة الجنوبية من البلاد بمخزون ضخم من الشباب الذين لديهم مظالم، ويرغبون في القتال، ويؤمنون بأن من المباح لهم شن الجهاد المسلح داخل اليمن.
ومع ذلك، فإن تنظيم «القاعدة في شبه الجزيرة العربية» هو أكثر من مجرد منظمة تدور في فلك تنظيم «القاعدة»، وقد أظهر طموحات أكبر من مجرد القيام بأعمال عسكرية متشددة داخل اليمن. وفي كانون الثاني/يناير 2009، نشر المقاتلون اليمنيون المتشددون [مقطع] فيديو يظهر اندماج تنظيم «القاعدة» في السعودية وتنظيم «القاعدة» في اليمن. وتهدد الجماعة الجديدة وهي تنظيم «القاعدة في شبه الجزيرة العربية» بجلب العنف المتجدد للجار الشمالي لليمن. وفي نيسان/أبريل 2009، كشفت السعودية شبكات من المتسللين على الحدود اليمنية وبحوزتها مواد [متفجرة] أساسية تكفي لما يقرب من ثلاثين سترة ناسفة. وفي آب/أغسطس 2009، فجر انتحاري يمني نفسه "على مرمى حجر" من رئيس مكافحة الإرهاب الأمير السعودي محمد بن نايف. وقد أعلن تنظيم «القاعدة في شبه الجزيرة العربية» مسؤوليته عن الهجوم الفاشل وهدد باستهداف الطائرات في المرحلة القادمة.
وخارج المنطقة، قام الإرهابي النيجيري عمر فاروق عبد المطلب الذي دربه تنظيم «القاعدة في شبه الجزيرة العربية»، بمحاولة ضرب الولايات المتحدة مباشرة في كانون الأول/ديسمبر 2009، وكاد يشعل متفجرات على طائرة ركاب [قبل هبوطها] في مدينة ديترويت. ومنذ ذلك الهجوم، أصدر تنظيم «القاعدة في شبه الجزيرة العربية» صحيفة جديدة باللغة الإنجليزية إسمها "إنسپاير" (إلهام)، بهدف تجنيد متطوعين ناطقين بالإنجليزية. ومؤخراً في نيسان/أبريل 2010، هاجمت الجماعة سيارة السفير البريطاني ومكتب الأمن اليمني في عدن. وفي ضوء هذه الأنشطة، يشكل تنظيم «القاعدة في شبه الجزيرة العربية» تهديداً ليس في اليمن ودول المنطقة فحسب، بل أيضاً للمصالح الغربية والأمن القومي الأمريكي.
"دعم مكافحة الإرهاب الأمريكية": ليس من السهل تحديد حلول لمشكلة تنظيم «القاعدة في شبه الجزيرة العربية». فاليمن لا تستطيع أن تكرر إلاستراتيجية السعودية الناجحة بشكل كامل لأنها تفتقد حكومة مركزية قوية، وسيطرة على المؤسسة الدينية، بالإضافة إلى موارد عسكرية ومالية كبيرة. وعلاوة على ذلك، إن جهود مكافحة الإرهاب اليمنية مهددة بخطر تحول [البلاد] إلى دولة فاشلة. وسيوفر مثل هذا الإنهيار ملاذاً آمناً جديداً لإرهابيين في موقع خطير على وجه الخصوص، وهي الطرق الواسعة الرئيسية للملاحة البحرية الدولية المتاخمة لـ "شبه الجزيرة العربية" وقرب دول جنوب الصحراء الكبرى. ولا توجد حلول لهذه المشكلة على المدى القصير؛ إن قيام إستراتيجية بعيدة المدى تهدف إلى تحقيق استقرار الدولة هي فقط ستمنع تنظيم «القاعدة» والحركات التي تسير في فلكه من السعي إلى جعلها ملاذاً آمنا لهم.
كيف يمكن للولايات المتحدة دعم أعمال مكافحة الإرهاب اليمنية دون تشجيع صنعاء على اللجوء إلى القمع كوسيلة لحل أزماتها الأمنية الأخرى؟ هناك العديد من الإجراءات "الأمنية الناعمة" التي يمكن أن تفيد. إن إحدى الخطوات الأساسية لذلك هو استمرار دعم تطوير قوات حرس الحدود والسواحل. كما أن برامج تدريب أجهزة الشرطة والإستخبارات على المدى البعيد هي إجراء آخر ربما يزيد من الكفاءة والمساءلة في نظام الأمن اليمني. بإمكان واشنطن أيضاً مساعدة صنعاء على تطوير تشريعات أكثر فعالية وشفافية لمكافحة الإرهاب من أجل تحسين فرص الإدانات الأمنية. بالإضافة إلى ذلك، من شأن عمل إصلاحات لأنظمة السجون والقضاء والأوساط القانونية والقيام بأعمال تدريب مع هذه الأنظمة والأوساط، أن تعزز فعالية نظام العدالة الجنائية العام، مما يمكِّن صنعاء من التعاطي الأفضل مع المعتقلين الذين قُبض عليهم في اليمن أو في الخارج (بمن فيهم تسعون آخرون من المعتقلين اليمنيين في سجن غوانتانامو ربما تتم إعادتهم إلى وطنهم في المستقبل القريب).
اختتام أعمال المنتدى السياسي: تقوية الدعم الدولي لليمن
ألقى المتحدثون الثلاثة جميعاً الضوء على الحاجة الملحة لبناء الثقة المرتكزة على التسوية والمعاملة بالمثل بين الحكومة اليمنية ومختلف حركات المعارضة في الشمال والجنوب. ونظراً لمستويات العنف العالية التي تستخدمها الحكومة وقوى المعارضة على حد سواء، قد تكون هناك حاجة إلى وساطة دولية، أولاً لخلق مساحة سياسية وبعد ذلك لمراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار والإتفاقيات السياسية. وقد يساعد أيضاً قيام المجتمع الدولي بدعم رفيع المستوى لعملية الحوار اليمني الوطني المتصوَّر الكبير الأهمية.
وقد أكد السيد بوسيك بأنه ينبغي على المجتمع الدولي أن يتحدث بصوت واحد عن اليمن وأن يجري نقاشاً طويلاً ومؤلماً مع صنعاء فيما يتعلق بالإصلاح. وينبغي أن يقترن هذا النقاش بقيام ضمانات بأن تتلقى اليمن مساعدات اقتصادية كبيرة لو أنها تعاونت في هذا الموضوع. غير أن الآراء قد اختلفت حول مستوى التأثير الذي يمكن للولايات المتحدة وغيرها من الجهات الفاعلة أن تمارسه في اليمن.
كما نوقشت العديد من المقترحات أثناء فترة الأسئلة والأجوبة. فعلى سبيل المثال، كان هناك اقتراح حول محدودية النفوذ الغربي مع صنعاء نظراً لندرة المعونات المالية الغربية [المقدمة] للبلاد. وقال آخرون بأن الولايات المتحدة تحتفظ بنفوذ على اليمن أكبر مما هو متصور، والسبب في ذلك على الأغلب هو أن حكومة علي عبد الله صالح تُقدِّر نوع الشرعية الدولية التي تمنحها إياها العلاقات الوثيقة مع واشنطن.
وعلى نحو بديل، فقد اقتُرح بأن يقوم «مجلس التعاون الخليجي» -- وبالتحديد المملكة العربية السعودية -- بدور حواري أفضل، نظراً لتبرعاته المالية الكبيرة نسبياً إلى اليمن (وقدَّر بوسيك بأن المعونة السعودية وحدها قد بلغت أكثر من ملياري دولار أمريكي في العام). وعلاوة على ذلك، ستعاني دول «مجلس التعاون الخليجي» على الأرجح من تأثير مباشر من فشل الدولة اليمنية، بصورة أكثر من غيرها (على سبيل المثال، الإرهاب والهجرة غير الشرعية والأمراض والتهريب) وسيكون لديها دافع قوي للعب دور رائد في جهود تحقيق الإستقرار.
ومع ذلك، وعلى الرغم من هذه المنافع، قد لا تكون الرياض المحاور المثالي نظراً لتاريخها الذي يسجل تدخلاً متكرراً في الشؤون اليمنية، لخدمة مصالحها الإقليمية في المقام الأول. وفي الواقع، رأى بعض المشاركين أن صنعاء ربما تكون عرضة للضغوط الأمريكية بشأن الإصلاح، وعلى وجه التحديد لأنها تريد دعماً أمريكياً لمواجهة ما تراه نفوذاً سعودياً مفرطاً.
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:07 pm من طرف Gulf Knight
» الوصول إلى أي مكان في العالم خلال أقل من ساعة هدف أميركي قد يتحقق اليوم
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:02 pm من طرف Gulf Knight
» إسرائيل تبحث شراء وسائل قتالية أميركية مستعملة فى العراق
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:00 pm من طرف Gulf Knight
» كتيبة بنيامين تجدد التأكيد على جهوزية الجيش الإسرائيلي لمواجهات سبتمبر
الإثنين أغسطس 15, 2011 3:59 pm من طرف Gulf Knight
» قبيل الانسحاب: العراق يتسلّم 22 مروحية مي-17 محدّثة من شركة ARINC الأميركية
الخميس أغسطس 11, 2011 6:30 pm من طرف Gulf Knight
» أفغانستان تتسلم 9 مروحيات "مي-17" من روسيا بحلول نهاية العام
الخميس أغسطس 11, 2011 6:29 pm من طرف Gulf Knight
» مناورات جوية لقوات دول الاتحاد السوفياتي السابق لمكافحة الإرهاب
الخميس أغسطس 11, 2011 6:28 pm من طرف Gulf Knight
» روسيا تطوّر نظامي الدفاع الجوي الجديدين: مارفي و فيتياز
الخميس أغسطس 11, 2011 6:27 pm من طرف Gulf Knight
» إختفاء صواريخ مضادة للدروع من معسكر إسرائيلي في الجولان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:26 pm من طرف Gulf Knight
» إسرائيل تطور طائرة جديدة دون طيار
الخميس أغسطس 11, 2011 6:25 pm من طرف Gulf Knight
» إسقاط مروحية تشينوك في أفغانستان يودي بحياة 31 جندياً أميركياً و7 جنود أفغان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:23 pm من طرف Gulf Knight
» دبابات الجيش السوري تقتحم مدينتي سراقب وقصير
الخميس أغسطس 11, 2011 6:22 pm من طرف Gulf Knight
» أحزاب الشيطان من طهران إلى العراق ولبنان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:20 pm من طرف Gulf Knight
» سوريا وتركيا.. لقاء الوداع؟
الخميس أغسطس 11, 2011 6:19 pm من طرف Gulf Knight
» سوريا: تصورات نهاية النظام
الخميس أغسطس 11, 2011 6:19 pm من طرف Gulf Knight