خطة ليبرمان والانقسام الفلسطيني
بقلم: د. سلمان الحسنات
عندما طالعتنا وكالات الأنباء خلال الأيام الماضية بتفاصيل خطة ليبرمان القاضية بالانفصال التام عن غزة والإعلان رسميا عن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للقطاع, ذهب التفكير بالبعض إلى أن هناك شيء جديد يلوح في الأفق وأن لهذا الموضوع علاقة بحصار غزة وما نجم عنه من تداعيات أوصلت إسرائيل الى الظهور أمام العالم بأبشع صورة تخيلها الإسرائيليون منذ مشهد قتل الطفل محمد الدرة في انطلاقة انتفاضة الأقصى حتى الآن, وأن ليبرمان يسعى إلى رئب الصدع في العلاقات الإسرائيلية الخارجية بعد حادثة الهجوم على قافلة الحرية, وغيرها الكثير من التحليلات والتخمينات التي قد يكون جزء منها مرتبط بأهداف هذه الخطة والتي تخفي ورائها الكثير من الأهداف التي تم التخطيط لها منذ سنوات وتم تنفيذ أجزاء عديدة منها ومن أبرز ما تم انجازه في هذه الخطة هو الانسحاب (إعادة الانتشار) من غزة في العام 2005, وما تبع ذلك من تداعيات على الساحة الفلسطينية وإجراء الانتخابات وفوز حماس وتشكيل حكومة الحزب الواحد ومقاطعة العالم لهذه الحكومة والاقتتال الداخلي ثم فصل غزة عن الضفة الغربية وتنشيط المقاومة والحرب المدمرة على غزة وما زالت الخطة تتدحرج.
أنا لا أميل إلى فصل خطة ليبرمان عن جميع ما ذكرته في الفقرة السابقة ولكن يجب علينا النظر بعمق أكبر لبواطن الأمور وسبر بعض الأمور التي حدثت في الماضي عسى أن تضيء لنا الطريق قليلا على كيفية نسج الأمور تراكميا في السياسة الحديثة.
استوقفتني مقابلة كانت قد أجرتها مجلة دير شبيجل الألمانية مع وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان في الثاني عشر من شهر نوفمبر عام 2007 ونشرت باللغة الإنجليزية وسأعرض في سياق حديثي هذا لبعض ما ورد في هذه المقابلة حيث قمت بترجمة هذه الفقرات التي وجدت فيها ما يساعد على فهم طريقة التفكير الذي يخطط هذا الرجل بموجبها.
بداية: من هو أفيغدور ليبرمان؟
ولد ليبرمان في مدينة كيشينيف عاصمة مولدافيا (الاتحاد السوفييتي) في 5 يونيو 1958 باسم ايفيت ليبرمان.
هاجر أفيغدور ليبرمان إلى إسرائيل عام 1978.
ثم انتقل إلى القدس وبدأ بالانخراط في الحياة السياسية ضمن صفوف حزب الليكود بزعامة مناحيم بيجين ومن ثم شغل منصب مدير مكتب بنيامين نتنياهو . وفي أعقاب خلاف بين رئيس حزب الليكود، بنيامين نتنياهو، ورئيس حزب"يسرائيل بعليا"،(الحزب الروسي)، نتان شيرانسكي، أشار نتنياهو إلى مدير مكتبه السابق، أفيغدور ليبرمان، بتشكيل حزب روسي جديد موال لليكود.
في عام 1999 قام ليبرمان بتأسيس حزب "يسرائيل بيتينو" (إسرائيل بيتنا)، نسبة إلى حزب روسي كان بزعامة الرئيس الروسي السابق يلتسين يدعى (روسيا بيتنا) في محاولة من ليبرمان لكسب تعاطف المهاجَرين الروس الذين أيدوا ذلك الحزب .
خاض الحزب الجديد الانتخابات من خلال برنامج سياسي، اجتماعي، اقتصادي، دعا فيه إلى استيعاب المهاجَّرين بشكل كامل، والعمل على صهرهم داخل المجتمع، "من أجل إيجاد مجتمع يهودي متكامل"، ومن خلال التحريض على فلسطينيي الداخل وفلسطينيي ال67 والعرب عامة. حصل حزبه في انتخابات الكنيست الخامسة عشرة عام 1999 على 4 مقاعد، وفي عام 2003 خاض الانتخابات في قائمة مشتركة مع حزب موليدت اليميني تحت اسم "إيحود ليئومي" أي الوحدة الوطنية وحصل على 7 مقاعد، وفي انتخابات 2006 حصل تحالفه مع حزب "إيحود ليئومي" على 11 مقعدا، ويعتبر هذا التحالف اليوم، القوة الرابعة في الكنيست من حيث عدد المقاعد.
ترجمة للجزء الخاص بالقضية الفلسطينية والذي ورد في المقابلة التي أجرتها مجلة دير شبيجل الألمانية مع ليبرمان في فبراير 2007:
شبيجل: سيادة الوزير, ينشغل الآن التنظيمين الفلسطينيين حماس وفتح في مشاكلهم الداخلية, حتى في ظل تفاوض قادتهم في مكة على تشكيل حكومة وحدة وطنية تخوض عناصرهم قتالا داميا في الشوارع, هل يشكل انشغالهم هذا في مشاكلهم الداخلية راحة لك؟
ليبرمان: لا , هذا الأمر لا يريحني, ولكنني سعيد بأن عدد الهجمات على إسرائيل ينخفض بشكل لم يسبق له مثيل, وانأ لا اعتقد بأن يمتد هذا الاقتتال إلى يهودا والسامرة.
شبيجل : تقصد الضفة الغربية الفلسطينية؟
ليبرمان: لكنني أعتقد أن ثمة هناك خطورة في أن تنتصر حماس في قطاع غزة.
شبيجل: لقد حرص الوسيط السعودي خلال قمة عباس هنية مشعل في الأسبوع الماضي على منع ذلك.
ليبرمان: أخشى أن تشكيل حكومة وحدة وطنية بين حماس وفتح سوف يعطي لحماس الشرعية الدولية التي لا تحظى بها الآن, وذلك من دون إحداث أي تغيير على برنامجها الآن فيما يتعلق بعدم الاعتراف بإسرائيل واستمرارها في نهجها الإرهابي ضد إسرائيل. حكومة وحدة مع فتح يجب ألا تكون ورقة بيد حماس. إن هذا يشكل استهتارا بالمجتمع الدولي, ويشكل امتحانا آخر للإرادة الدولية في مواجهة الإرهاب العالمي.
شبيجل: هل تتوقع عمليات عسكرية إسرائيلية على الأرض ضد قطاع غزة؟
ليبرمان: إحصائيا, أعتقد أنها مسألة وقت, ما أن يسقط أحد صواريخ القسام المنطلقة من غزة على روضة أطفال أو مركز تسوق, حينها سوف يفرض علينا الضغط الشعبي القيام بهجوم بري على غزة. وفي هذه الحالة أعتقد أن الرأي العام العالمي سيتفهم واجبنا نحو حماية مواطنينا.
شبيجل: لقد سبق لك أن قلت بأن على الجيش الإسرائيلي تدمير غزة تدميرا كاملا ويفعل بها ما يفعل الجيش الروسي في الشيشان. هل سبق لك وأن زرت الشيشان؟
ليبرمان: لقد قلت بأنه من غير المجدي لإسرائيل القيام بعملية في غزة طالما لا يوجد لدينا حلفاء هناك, فالأمريكان على سبيل المثال لا يمتلكون حلفاء لهم في العراق, ولم ينجح الروس في فرض النظام في الشيشان إلا بعد اعتمادهم على قبيلة قاديروف.
شبيجل: الرجل الذي يتمتع بكل شيء ما عدا الثقة.
ليبرمان: مش مهم. نحن لم ننجح يوما في غزة من خلال اعتمادنا على المعتدلين ذوو التوجهات العلمانية فالمعتدلون كانوا دوما في موقف الدفاع عن النفس في مواجهة المتشددين. لذلك لا يمكننا أبدا فرض النظام هناك بمفردنا.
شبيجل: من خلال الأحد عشر مقعدا التي تمتلكها في الكنيست أن تدعم الآن أيهود أولمرت والذي يسعى للحوار مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس, وهذا يتعارض مع مواقفك؟
ليبرمان: السؤال هو ما هي النتائج؟ إن أهم التزام على عباس وفق خارطة الطريق هو حل المليشيات المتطرفة وجمع الأسلحة. إذا ما حدث تطور حقيقي في هذا المجال, سوف ندعم ذلك.
شبيجل: لقد قال اولمرت بأنه ملتزم بخارطة الطريق, وأنت تعارض خارطة الطريق كما تعارض أوسلو.
ليبرمان: لقد حدثت أوسلو منذ أربعة عشر عاما ووصلنا إلى طريق مسدود. وتم تبني خارطة الطريق عام 2003 وبعد مضي ثلاثة سنوات ونصف, ما زالت النتيجة صفر. ما يهم الإسرائيليين الآن هو أمنهم, وما يهم الفلسطينيين هو الانتعاش الاقتصادي, وطالما لم يتم تأمين هذين المطلبين لكلا الطرفين , لن يكون هناك تقدم. فبعد مضي أربعة عشر عاما على أوسلو, لم يحقق الإسرائيليون مزيدا من الأمن, وأوضاع الفلسطينيين ما زالت تسير نحو الأسوأ.
هكذا فكر الرجل وهكذا لا يزال يفكر ويخطط لما يريده هو لوطنه وهذا حق مشروع لكل مواطن حيثما كان.
وهنا تثار العديد من الأسئلة :
1- هل كنا نستشعر بما ستؤول إليه الأمور حيث كانت أهداف وتطلعات ليبرمان لمستقبل الوضع الداخلي الفلسطيني واضحة وضوح الشمس؟
2- هل ساهمت إسرائيل بفعالية في تسارع الأحداث في قطاع غزة نحو حدوث الانقسام.
3- هل أدركنا أن الحرب على غزة قادمة لا محالة وكانت فقط مسألة وقت .
4- هل استشعرنا بأن إسرائيل كانت تسعى ومنذ السبعينات لإحداث شرخ في الصف الفلسطيني يؤدي إلى إنهاء ما يسمى بمنظمة التحرير الفلسطينية وإلغاء كل انجازاتها على الساحة الدولية.
5- هل أدركنا أن إسرائيل كانت دوما وما زالت تراهن على تفتيت الوحدة الفلسطينية بهدف إعادتها للوصاية العربية أو الدولية, المهم ألا تقوم هناك دولة فلسطينية مستقلة.
6- هل أدركنا الآن أن فتح وحماس متساويتان تماما في ميزان العداء الإسرائيلي لكليهما وأنهما في خندق واحد ضدها ولذلك يجب على إسرائيل الإبقاء على هذا الخندق مشتعلا في داخله كي لا يتوجه اللهب ضدها.
أتمنى أن لا تتدحرج هذه الخطة ونجد أنفسنا في الوضع الذي كنا علية عشية حرب الأيام الستة 1967.
د. سلمان الحسنات
بقلم: د. سلمان الحسنات
عندما طالعتنا وكالات الأنباء خلال الأيام الماضية بتفاصيل خطة ليبرمان القاضية بالانفصال التام عن غزة والإعلان رسميا عن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للقطاع, ذهب التفكير بالبعض إلى أن هناك شيء جديد يلوح في الأفق وأن لهذا الموضوع علاقة بحصار غزة وما نجم عنه من تداعيات أوصلت إسرائيل الى الظهور أمام العالم بأبشع صورة تخيلها الإسرائيليون منذ مشهد قتل الطفل محمد الدرة في انطلاقة انتفاضة الأقصى حتى الآن, وأن ليبرمان يسعى إلى رئب الصدع في العلاقات الإسرائيلية الخارجية بعد حادثة الهجوم على قافلة الحرية, وغيرها الكثير من التحليلات والتخمينات التي قد يكون جزء منها مرتبط بأهداف هذه الخطة والتي تخفي ورائها الكثير من الأهداف التي تم التخطيط لها منذ سنوات وتم تنفيذ أجزاء عديدة منها ومن أبرز ما تم انجازه في هذه الخطة هو الانسحاب (إعادة الانتشار) من غزة في العام 2005, وما تبع ذلك من تداعيات على الساحة الفلسطينية وإجراء الانتخابات وفوز حماس وتشكيل حكومة الحزب الواحد ومقاطعة العالم لهذه الحكومة والاقتتال الداخلي ثم فصل غزة عن الضفة الغربية وتنشيط المقاومة والحرب المدمرة على غزة وما زالت الخطة تتدحرج.
أنا لا أميل إلى فصل خطة ليبرمان عن جميع ما ذكرته في الفقرة السابقة ولكن يجب علينا النظر بعمق أكبر لبواطن الأمور وسبر بعض الأمور التي حدثت في الماضي عسى أن تضيء لنا الطريق قليلا على كيفية نسج الأمور تراكميا في السياسة الحديثة.
استوقفتني مقابلة كانت قد أجرتها مجلة دير شبيجل الألمانية مع وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان في الثاني عشر من شهر نوفمبر عام 2007 ونشرت باللغة الإنجليزية وسأعرض في سياق حديثي هذا لبعض ما ورد في هذه المقابلة حيث قمت بترجمة هذه الفقرات التي وجدت فيها ما يساعد على فهم طريقة التفكير الذي يخطط هذا الرجل بموجبها.
بداية: من هو أفيغدور ليبرمان؟
ولد ليبرمان في مدينة كيشينيف عاصمة مولدافيا (الاتحاد السوفييتي) في 5 يونيو 1958 باسم ايفيت ليبرمان.
هاجر أفيغدور ليبرمان إلى إسرائيل عام 1978.
ثم انتقل إلى القدس وبدأ بالانخراط في الحياة السياسية ضمن صفوف حزب الليكود بزعامة مناحيم بيجين ومن ثم شغل منصب مدير مكتب بنيامين نتنياهو . وفي أعقاب خلاف بين رئيس حزب الليكود، بنيامين نتنياهو، ورئيس حزب"يسرائيل بعليا"،(الحزب الروسي)، نتان شيرانسكي، أشار نتنياهو إلى مدير مكتبه السابق، أفيغدور ليبرمان، بتشكيل حزب روسي جديد موال لليكود.
في عام 1999 قام ليبرمان بتأسيس حزب "يسرائيل بيتينو" (إسرائيل بيتنا)، نسبة إلى حزب روسي كان بزعامة الرئيس الروسي السابق يلتسين يدعى (روسيا بيتنا) في محاولة من ليبرمان لكسب تعاطف المهاجَرين الروس الذين أيدوا ذلك الحزب .
خاض الحزب الجديد الانتخابات من خلال برنامج سياسي، اجتماعي، اقتصادي، دعا فيه إلى استيعاب المهاجَّرين بشكل كامل، والعمل على صهرهم داخل المجتمع، "من أجل إيجاد مجتمع يهودي متكامل"، ومن خلال التحريض على فلسطينيي الداخل وفلسطينيي ال67 والعرب عامة. حصل حزبه في انتخابات الكنيست الخامسة عشرة عام 1999 على 4 مقاعد، وفي عام 2003 خاض الانتخابات في قائمة مشتركة مع حزب موليدت اليميني تحت اسم "إيحود ليئومي" أي الوحدة الوطنية وحصل على 7 مقاعد، وفي انتخابات 2006 حصل تحالفه مع حزب "إيحود ليئومي" على 11 مقعدا، ويعتبر هذا التحالف اليوم، القوة الرابعة في الكنيست من حيث عدد المقاعد.
ترجمة للجزء الخاص بالقضية الفلسطينية والذي ورد في المقابلة التي أجرتها مجلة دير شبيجل الألمانية مع ليبرمان في فبراير 2007:
شبيجل: سيادة الوزير, ينشغل الآن التنظيمين الفلسطينيين حماس وفتح في مشاكلهم الداخلية, حتى في ظل تفاوض قادتهم في مكة على تشكيل حكومة وحدة وطنية تخوض عناصرهم قتالا داميا في الشوارع, هل يشكل انشغالهم هذا في مشاكلهم الداخلية راحة لك؟
ليبرمان: لا , هذا الأمر لا يريحني, ولكنني سعيد بأن عدد الهجمات على إسرائيل ينخفض بشكل لم يسبق له مثيل, وانأ لا اعتقد بأن يمتد هذا الاقتتال إلى يهودا والسامرة.
شبيجل : تقصد الضفة الغربية الفلسطينية؟
ليبرمان: لكنني أعتقد أن ثمة هناك خطورة في أن تنتصر حماس في قطاع غزة.
شبيجل: لقد حرص الوسيط السعودي خلال قمة عباس هنية مشعل في الأسبوع الماضي على منع ذلك.
ليبرمان: أخشى أن تشكيل حكومة وحدة وطنية بين حماس وفتح سوف يعطي لحماس الشرعية الدولية التي لا تحظى بها الآن, وذلك من دون إحداث أي تغيير على برنامجها الآن فيما يتعلق بعدم الاعتراف بإسرائيل واستمرارها في نهجها الإرهابي ضد إسرائيل. حكومة وحدة مع فتح يجب ألا تكون ورقة بيد حماس. إن هذا يشكل استهتارا بالمجتمع الدولي, ويشكل امتحانا آخر للإرادة الدولية في مواجهة الإرهاب العالمي.
شبيجل: هل تتوقع عمليات عسكرية إسرائيلية على الأرض ضد قطاع غزة؟
ليبرمان: إحصائيا, أعتقد أنها مسألة وقت, ما أن يسقط أحد صواريخ القسام المنطلقة من غزة على روضة أطفال أو مركز تسوق, حينها سوف يفرض علينا الضغط الشعبي القيام بهجوم بري على غزة. وفي هذه الحالة أعتقد أن الرأي العام العالمي سيتفهم واجبنا نحو حماية مواطنينا.
شبيجل: لقد سبق لك أن قلت بأن على الجيش الإسرائيلي تدمير غزة تدميرا كاملا ويفعل بها ما يفعل الجيش الروسي في الشيشان. هل سبق لك وأن زرت الشيشان؟
ليبرمان: لقد قلت بأنه من غير المجدي لإسرائيل القيام بعملية في غزة طالما لا يوجد لدينا حلفاء هناك, فالأمريكان على سبيل المثال لا يمتلكون حلفاء لهم في العراق, ولم ينجح الروس في فرض النظام في الشيشان إلا بعد اعتمادهم على قبيلة قاديروف.
شبيجل: الرجل الذي يتمتع بكل شيء ما عدا الثقة.
ليبرمان: مش مهم. نحن لم ننجح يوما في غزة من خلال اعتمادنا على المعتدلين ذوو التوجهات العلمانية فالمعتدلون كانوا دوما في موقف الدفاع عن النفس في مواجهة المتشددين. لذلك لا يمكننا أبدا فرض النظام هناك بمفردنا.
شبيجل: من خلال الأحد عشر مقعدا التي تمتلكها في الكنيست أن تدعم الآن أيهود أولمرت والذي يسعى للحوار مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس, وهذا يتعارض مع مواقفك؟
ليبرمان: السؤال هو ما هي النتائج؟ إن أهم التزام على عباس وفق خارطة الطريق هو حل المليشيات المتطرفة وجمع الأسلحة. إذا ما حدث تطور حقيقي في هذا المجال, سوف ندعم ذلك.
شبيجل: لقد قال اولمرت بأنه ملتزم بخارطة الطريق, وأنت تعارض خارطة الطريق كما تعارض أوسلو.
ليبرمان: لقد حدثت أوسلو منذ أربعة عشر عاما ووصلنا إلى طريق مسدود. وتم تبني خارطة الطريق عام 2003 وبعد مضي ثلاثة سنوات ونصف, ما زالت النتيجة صفر. ما يهم الإسرائيليين الآن هو أمنهم, وما يهم الفلسطينيين هو الانتعاش الاقتصادي, وطالما لم يتم تأمين هذين المطلبين لكلا الطرفين , لن يكون هناك تقدم. فبعد مضي أربعة عشر عاما على أوسلو, لم يحقق الإسرائيليون مزيدا من الأمن, وأوضاع الفلسطينيين ما زالت تسير نحو الأسوأ.
هكذا فكر الرجل وهكذا لا يزال يفكر ويخطط لما يريده هو لوطنه وهذا حق مشروع لكل مواطن حيثما كان.
وهنا تثار العديد من الأسئلة :
1- هل كنا نستشعر بما ستؤول إليه الأمور حيث كانت أهداف وتطلعات ليبرمان لمستقبل الوضع الداخلي الفلسطيني واضحة وضوح الشمس؟
2- هل ساهمت إسرائيل بفعالية في تسارع الأحداث في قطاع غزة نحو حدوث الانقسام.
3- هل أدركنا أن الحرب على غزة قادمة لا محالة وكانت فقط مسألة وقت .
4- هل استشعرنا بأن إسرائيل كانت تسعى ومنذ السبعينات لإحداث شرخ في الصف الفلسطيني يؤدي إلى إنهاء ما يسمى بمنظمة التحرير الفلسطينية وإلغاء كل انجازاتها على الساحة الدولية.
5- هل أدركنا أن إسرائيل كانت دوما وما زالت تراهن على تفتيت الوحدة الفلسطينية بهدف إعادتها للوصاية العربية أو الدولية, المهم ألا تقوم هناك دولة فلسطينية مستقلة.
6- هل أدركنا الآن أن فتح وحماس متساويتان تماما في ميزان العداء الإسرائيلي لكليهما وأنهما في خندق واحد ضدها ولذلك يجب على إسرائيل الإبقاء على هذا الخندق مشتعلا في داخله كي لا يتوجه اللهب ضدها.
أتمنى أن لا تتدحرج هذه الخطة ونجد أنفسنا في الوضع الذي كنا علية عشية حرب الأيام الستة 1967.
د. سلمان الحسنات
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:07 pm من طرف Gulf Knight
» الوصول إلى أي مكان في العالم خلال أقل من ساعة هدف أميركي قد يتحقق اليوم
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:02 pm من طرف Gulf Knight
» إسرائيل تبحث شراء وسائل قتالية أميركية مستعملة فى العراق
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:00 pm من طرف Gulf Knight
» كتيبة بنيامين تجدد التأكيد على جهوزية الجيش الإسرائيلي لمواجهات سبتمبر
الإثنين أغسطس 15, 2011 3:59 pm من طرف Gulf Knight
» قبيل الانسحاب: العراق يتسلّم 22 مروحية مي-17 محدّثة من شركة ARINC الأميركية
الخميس أغسطس 11, 2011 6:30 pm من طرف Gulf Knight
» أفغانستان تتسلم 9 مروحيات "مي-17" من روسيا بحلول نهاية العام
الخميس أغسطس 11, 2011 6:29 pm من طرف Gulf Knight
» مناورات جوية لقوات دول الاتحاد السوفياتي السابق لمكافحة الإرهاب
الخميس أغسطس 11, 2011 6:28 pm من طرف Gulf Knight
» روسيا تطوّر نظامي الدفاع الجوي الجديدين: مارفي و فيتياز
الخميس أغسطس 11, 2011 6:27 pm من طرف Gulf Knight
» إختفاء صواريخ مضادة للدروع من معسكر إسرائيلي في الجولان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:26 pm من طرف Gulf Knight
» إسرائيل تطور طائرة جديدة دون طيار
الخميس أغسطس 11, 2011 6:25 pm من طرف Gulf Knight
» إسقاط مروحية تشينوك في أفغانستان يودي بحياة 31 جندياً أميركياً و7 جنود أفغان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:23 pm من طرف Gulf Knight
» دبابات الجيش السوري تقتحم مدينتي سراقب وقصير
الخميس أغسطس 11, 2011 6:22 pm من طرف Gulf Knight
» أحزاب الشيطان من طهران إلى العراق ولبنان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:20 pm من طرف Gulf Knight
» سوريا وتركيا.. لقاء الوداع؟
الخميس أغسطس 11, 2011 6:19 pm من طرف Gulf Knight
» سوريا: تصورات نهاية النظام
الخميس أغسطس 11, 2011 6:19 pm من طرف Gulf Knight