المفكرين العسكريين

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله الكريم وعلى اله الطيبين الطاهرين وعلى صحبه الغر المحجلين ثم اما بعد:
الدراسات الاستراتيجية هي ذلك الفرع العلمي الذي تهتم بدراسة الجانب العسكري في العلاقات الدولية وقد ظهرت كنتيجة لظروف الحرب الباردة اي حوالي سنة 1950 وخاصة مع ميلاد الثورة النووية حيث تأسست معاهد متخصصة في الدراسة العلمية المنظمة لظاهرة الحرب واسبابها وتطوراتها وكيفية ادرتها بفعالية.
غير ان الفكر العسكري هو ظاهرة قديمة جدا مرتبطة بميلاد ظاهرة الحرب نفسها التي هي عمل انساني ارتبطت بظهوره على وجه الارض وبداية استعماله للعنف لتحقيق اهدافه الشخصية او اهداف جماعته او قبيلته او دولته او امته
لذلك فساحاول من خلال هذه السلسلة التي اسال الله تعالى ان يوفقني لاتمامها وتعميم النفع بها لزملائي في المنتدى العزيز على قلوبنا{منتدى الجيش العربي}
الفكر العسكري او الفلسفة العسكرية باختصار هي تلك الافكار المتعلقة بالحرب وتعريفها وترشيدها ورسم الخطط والتكتيكات التي من شأنها تحقيق النصر على العدو وحماية الدولة من اي اعتداء وتهديد داخلي او خارجي
وبذلك ففلسفة الحرب امر جد مهم وينبغي معرفته بغرض الاستفادة منه في ترشيد الامكانيات المتاحة لكل شعباو امة للدفاع عن نفسها وقيمها وممتلكاتها من اي عدوان اجنبي
والفلسفة الحربية ليست وليدة شعب دون اخر او امة دون اخرى او زمن دون اخر وانما لكل امة او شعب مفكريه العسكريين الذين يعملون على تشخيص اماكن الخطر والتهديدات التي تهدد الدولة والشعب سواءا اكانت تهديدات قربية او بعيدة داخلية او خارجية وبذلك فالمفكريين العسكريين هم العمود الفقري الذي يحصن المجتمع ويضمن سلامة الدولة وقيمها في عالم يسوده قانون الغاب لذلك نجد المفكر العسكري سان تزو-سنتطرق اليه بالتفصيل لاحقا ان شاء الله- يقول الحرب مسالة مهمة وحيوية لاي دولة انها مسالة حياة او موت انها الطريق البقاء او الخراب
وبذلك فالحرب هي مسالة على غاية من الاهمية ويجي ان تدرس بطريقة علمية ومنهجية في ضوء الماضي والحاضر والمستقبل
وفي نظري ان مسالة الحرب يجب ان يعمم الوعي بها لا على مستوى الاطارات العسكرية في الدولة فحسب بل يجب ان تكون مسالة تعني كل فرد في المجتمع بمعنى ان تصل الدولة الى مستوى من الحس الامني والعسكري الذي يحول كل فرد فيها الى عنصر واعي باستراتيجيات الحروب وادواتها والطريق الموصل الى الرفع من فعاليتها لتحقيق الانتصار المطلوب على العدو في أقصر وقت وباقل الخسائر وباكبر فعالية وفي اعتقادي ان مندى الجيش العربي هو لبنة مهمة للوصول الى هذا الهدف وهو عدم حصر الوعي العسكري على دوائر ضيقة في الدولة
من خلال هذه السلسلة سأتطرق لاهم المفكرين العسكريين الذين يتم دراستهم في المعاهد العسكرية لكي نقوم بعرض أفكارهم وفلسفتهم في الحرب وكيف شخصوا ظاهرة الحرب وماهي اهم مبادئهم وتصوراتهم لطريقة توضيف القوة العسكرية لجعل الحرب أكثر فعالية وتحقيق النصر على العدو في ميدان المعلركة
على انني سألتزم الخطوات التالية في تحليلي:

الظروف التاريخية و السياسية التي نشأ فيها المفكر
عرض لاهم أفكاره العسكرية
نظرة تقييمية
غير ان الموضوع سيبقى ناقصا اذا لم يتم اثراءه من طرف الزملاء في المنتدى فأرجوا منهم ان يكونوا فعالين وجدييين في النقاش والاضافة والنقد والتحليل ومحاولة تطبيق تلك الافكار على الواقع الدولي الحالي ومدى ملاءمتها للحروب الحالية.
وباذن الله ستكون قائمة المواضيع القادمة كالتالي:

المفكر الصيني "سان تزو"وكتابه "فن الحرب"
المفكر الهندي"كاوتيليا" وكتابه "أرثاساسترا"
المفكر الايطالي"نيكولا ميكيافيلي"وكتابه "فن الحرب"
نابليون بونابارت والثورة الفرنسية
انتونيو هانري جوميني

كلاوزويتز وكتابه "في الحرب"
ماهان والقوة البحرية
ماكيندر والقوة البرية
دوهات والقوة الجوية
ماوتسي تونق وحرب العصابات
وقد اخترت هذه الاسماء اللامعة في الفكر العسكري لما لها من تاثير في العقائد العسكرية المعاصرة وفي طبيعة الحروب الحالية .والخاتمة ان شاء الله ستكون بدراسة مقارنة بين تلك الافكار والفكر العسكري في الاسلام-منظومة الجهاد- وهو موضوع مفتوح للنقاش لكل الاعضاء ولكن ارجوا عدم الاستعجال ونترك الامور لوقتها وأريد ان نختم بحثنا هذا بالفلسفة الاسلامية لمفهوم الجهاد لكي ندرك جانب التميز في الفلسفة الحربية الاسلامية لتكون الاستفادة أكبر عسى ان نقدم لامتنا الاسلامية لبنة من لبنات البناء الحضاري الذي يجب ان تشترك فيه كل ايادي المخلصين من ابنائها.