تطور تقنيات بنادق الاقتحام
أصبحت بنادق الاقتحام Assault Rifles هي السلاح القياسي لقوات المشاة في كل الجيوش النظامية على مستوى العالم. وقد مرت هذه البنادق بمراحل كثيرة من التصميم والتطوير، وذلك منذ المحاولات الأولى لإنتاجها بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى (1914-1918). وهذه المحاولات الأولية منيت بالقشل لسببين: الأول هو استخدام الذخائر عالية القدرة (Full Power)، والثاني هو تعقيد التصميم، الذى أدى الى زيادة الوزن وفقدان المرونة العملياتية.
وبنادق الهجوم الحديثة أصبحت سلاحا ناريا أكثر كفاءة ودقة، مع القدرة على إطلاق الرصاصات منفردة، أو بشكل آلي، وبعض هذه البنادق قادر على إطلاق الرصاصات على شكل دفعات. وهذه القدرات تزيد من القوة النارية لجندي المشاة بشكل كبير، سواء في الدفاع أو في الهجوم، ودون زيادة في العبء التدريبي، أو الوزن الذى سوف يحمله.
ولم يكن الوصول الى هذا المستوى من حيث التصميم والكفاءة عملا سهلا أو بسيطا، فقد كان الطريق مليئا بالعراقيل والصعاب والقرارات الخاطئة. ولكن الوضع الآن استقر بشكل كبير، مع بعض المحاولات المحدودة للتطوير، وبعض المحاولات الطموحة للوصول الى تكنولوجيات جديدة ثورية، التي من المتوقع لها النجاح في المستقبل القريب.
وبنادق الاقتحام الحديثة، بشكل عام، تعمل بالغاز (Gas-operated)، أى تستخدم ثقبا في الماسورة لإخراج بعض الغازات منه لاستغلالها في تحريك بعض المكونات. ويعتمد جهاز القفل Iocking mechanism في أثناء الإطلاق على ترباس دوار (Rotary muiti- lug bolt). وإن كانت بعض البنادق القديمة تستخدم أساليب أخرى للقفل، إلا أن جميع البنادق الحديثة تستخدم الترباس الدوار الذي من المتوقع تغييره بأي ترباس آخر في المستقبل القريب.
أما بالنسبة لتطوير الذخائر، فقد استقرت الآراء حاليا بعد فترة طويلة من الخلاف والتجارب. وأصبحت هناك عائلتان رئيسيتان من الذخائر تسيطران على سوق البنادق الجديدة، الأولى هي الذخيرة الغربية عيار 56،5×45مم، والثانية هي الذخيرة الشرقية عيار 45،5×39مم. ولكن هذا لا يعني أن بنادق الاقتحام تستخدم هذين العيارين فقط، فالكثير من بنادق الاقتحام الموجودة في الخدمة حاليا في الكثير من الجيوش تستخدم الذخائر عيار 62،7×51مم المستخدمة في حلف شمال الأطلنطى "الناتو"، التى يعتبرها الخبراء أكبر خطأ في اختيار عيار الذخائر في تاريخ الأسلحة الخفيفة. ولكنها سوف تظل قيد الإنتاج سنوات طويلة قادمة.
والذخيرة المماثلة في الكتلة الشرقية هي الذخيرة (M1943) عيار 62،7×39مم ذات القدرة المتوسطة (lntermediate Power)، التي تعد الذخيرة الأكثر انتشارا وإنتاجا على الإطلاق، والتي قد تظل قيد الاستخدام لفترة طويلة جدا في المستقبل، بسبب الانتشار الواسع لبنادق الاقتحام التي تستخدمها.
والذخائر متوسطة القدرة (intermediate Power)، وخاصة عيار 62،7×39مم، هي التى أدت الى نجاح مفهوم بنادق الاقتحام كسلاح رئيسي لقوات المشاة، فغالبية الاشتباكات وعمليات إطلاق النيران التي يشارك فيها جنود المشاة تتم في مدى أقل من 400 متر، وذلك وفقا لملاحظات وتحليلات دقيقة للمعارك المختلفة، وهذا يعني عدم الحاجة الى ذخائر عالية القدرة، فيمكن باستخدام الذخائر متوسطة القدرة إطلاق دفعات من النيران من وضع التثبيت على الكتف، بمستوى عال أو مقبول من الدقة، وهذا غير ممكن في حالة استخدام الذخائر عالية القدرة، مثل الذخائر عيار 62،7×51مم، لأن قوة الارتداد والضغط اللذين يتعرض لهما الجندي والبندقية يؤديان الى إرهاق الجندي، والى عدم الوصول الى مستوى الدقة المطلوب.
ويلاحظ في الوقت الحالي أن كل البنادق الجديدة، ما عدا البندقية (G36)، هي بنادق قصيرة سريعة الطلقات (Bul1pup)، فوضع مجموعة الإطلاق قبل مجموعة التلقيم بالذخيرة جعل هذه البنادق صغيرة الحجم وبسيطة الاستخدام، وأحد التطويرات الحديثة الأخرى هو استخدام المواد المركبة بدلا من الأجزاء الخشبية، وحتى بعض الأجزاء المعدنية الأخرى، وهذا لا يؤدي فقط الى تخفيض التكلفة، وإنما يحافظ أيضا على كفاءة الأداء.
نماذج بنادق الاقتحام
وقد سيطر نموذجان من بنادق الاقتحام على الأسواق على مدى عدة عقود، وذلك على الرغم من أن وجودهما لم يمنع ظهور أنواع أخرى أو محاولة الترويج لهذه الأنواع لتأخذ جزءا من السوق، وهذان النموذجان الرئيسيان هما: بنادق "الكلاشينكوف" (Kalashnikov) الروسية الشهيرة، والبنادق (AR15/m16) الأمريكية.
وسلسلة بنادق "الكلاشينكوف" كانت هي الأكثر مبيعا على الإطلاق، فقد قدر عدد البنادق المنتجة -حتى الآن- منها بحوالي 50 مليون بندقية، وهذا العدد في تزايد مستمر، وعلى الرغم من أن روسيا قد توقفت عن إنتاج أي من هذه السلسلة منذ ما يزيد عن خمس سنوات، الا أن إنتاجها مازال مستمراً بأعداد كبيرة في الكثير من البلدان الأخرى، وقد بدأت هي السلسلة بالبندقيتين (AK-47) و (AKM) عيار 62،7مم، ثم أضيف الطراز (AK-74) عيار 45،5 مم والطراز القصير (AKS-74U). وهذا الطراز الأخير يتميز بمدى فعال قصير وبحجم صغير، وظهرت أيضا نماذج أخرى من هذه السلسلة سواء من العيار 62،7مم أو 45،5مم، أثبتت أنه يمكن لمجموعة واسعة من بنادق الاقتحام أن تنشأ على هيئة عائلة معتمدة على تصميم أساسي يمكن تعديله ليصبح بندقية صغيرة قصيرة (Carbine)، أو بندقية آلية خفيفة، أو سلاح دعم نيراني للفصائل، أو حتى بندقية قنص متخصصة عالية الدقة.
ومع ظهور البندقية (AK-74) كطراز جديد في الثمانينات، بدأ برنامج (Abakan) الذي كان يهدف الى زيادة الدقة في التصويب. وظهرت من خلال هذا البرنامج تكنولوجيا "الإطلاق السريع للرصاصات" (Rapid fire)، التى تضمن خروج رصاصتين على الأقل من الفوهة قبل أن تبعد قوة الارتداد الفوهة عن الهدف المراد إصابته. وقد تم هذا من خلال نظام (blowback Shifted Pulse) الموجود حاليا فى البندقية (AN-94) عيار 5.45 مم وهذا النظام معقد ويحتوي على كابل ومجموعة بكرات لمساعدة التلقيم أثناء مرحلة الإطلاق السريع للرصاصات، وقد أثبتت الاختبارات المكثفة كفاءة هذا النظام، ومن العناصر المعقدة الموجودة في هذا النموذج نظام كبح الفوهة (Muzzle brake)، الذى يستخدم أسلوب المسار الحلزوني المزدوج (Double cyclone chambers)، لتبريد الغازات المضغوطة الناتجة عن الاحتراق، وذلك قبل توجيهها للأعلى خارج البندقية لامتصاص ارتداد البندقية بعد الإطلاق من أجل تحقيق المزيد من الدقة في إصابة الهدف.
أما البندقية (AN-94) فتتميز بوجود حرية (Bayonet) وقاذف قنابل عيار 40مم، وتتمتع بمستوى عال جدا من الدقة، مقارنة ببنادق الاقتحام الأخرى، فعلى سبيل المثال، تزيد دقة هذه البندقية الى 13 ضعفاً عند الإطلاق من الكتف من وضع الوقوف مقارنة بالبنادق الأخرى، ويمكن الاختيار بين إطلاق الرصاصات على هيئة دفعات تتكون كل دفعة من طلقتين، أو الإطلاق الآلي السريع.
وكما ارتبط اسم المصمم الشهير "كلاشينكوف" بالبندقية الروسية (AK-47)، ارتبط بالمثل اسم "ايوجين ستونر" (Eugene Stoner) بسلسلة البنادق الأمريكية (AR-15/m16). وعلى الرغم من إنتاج ملايين الوحدات من هذه البنادق الأمريكية، الا أنها لم تصل أبدا الى الأعداد التى أنتجت بها بنادق "الكلاشينكوف". وأكثر النماذج انتشارا من هذه السلسلة هما النموذجان (M16A1) و (M16A2)، أما أحدث النماذج فهو النموذج (M16A4). ومن المتوقع أن تظل هذه السلسلة في الخدمة سنوات طويلة حتى بعد استلام الجيش الأمريكي للبندقة المتطورة Objective lndividual Combat Weapon (OICW)، كما أن الكثير من بنادق الاقتحام التي تنتج في مختلف دول العالم مقتبسة من تصميمات البندقية (M16).
وسلسلة البنادق (M16) اعتمدت أساسا على تصميم بندقية الناتو عيار 56،5×45مم التي أنتجت في أواخر الخمسينات من القرن العشرين لمواجهة احتياجات الجيش الأمريكي لبندقية اقتحام فعالة وخفيفة وصغيرة العيار. وقد أدت سرعة إطلاق الرصاصات وانخفاض قوة الارتداد الى زيادة دقة الإصابة وقدرة هذه البندقية على القتل. أما البندقية (AR-15) فهى بندقية رماية نصف آلية ذات سبطانة ثقيلة (Heavy barral)، وهى مقتبسة من تصميم البندقية (M16). وكل نماذج البنادق التى تنتمى الى سلسلة (M16) تعمل بالغاز، وبقفل يعمل بترباس دوار (Rotary multi-lug bolt). وقد تم تخفيف الوزن الكلى لهذه النماذج من خلال استخدام قطع بلاستيكية عالية التحمل بدلا من القطع الخشبية.
وقد كانت النماذج الأولى من البندقية (M16) تطلق الرصاصات بشكل آلي أو نصف آلي فقط، ثم تم إضافة إطلاق دفعات مكونة من ثلاث رصاصات لاحقا، وذلك بغرض تحسين دقة الإصابة والتوفير في استخدام الذخيرة. كما أضيف الكثير من التعديلات على أجزاء البندقية لاحقا من أجل تحسين دقة إصابة الأهداف، وتسهيل التحكم فى البندقية أثناء الإطلاق الآلي للرصاصات. كما واكب التحسينات التى أدخلت على الذخيرة عيار 56،5مم، ضغط حلزنة السبطانة من دورة كل 12 بوصة الى دورة كل 7 بوصات.
أما أحدث نموذج في هذه السلسلة، وهو البندقية (M16A4)، فيعد من أحدث البنادق معيارية الأجزاء modular (يسهل تجميعه وتبادل أجزائه مع أى بنادق أخرى تستخدم نفس المقاييس المعيارية)، وقد تم تغيير اليد التقليدية بأخرى بلاستيكيه شديدة التحمل، وإضافة مجرى علوي (Picatinny Rails) يمكن استخدامه لتركيب مجموعة متنوعة من التجهيزات، مثل جهاز إضاءة أهداف ليزري، أو منظار رؤية تليسكوبي، أو جهاز رؤية ليلية، حسب حاجة المقاتل.
أما البندقية (M4) فهى نموذج قصير من البندقية (M16)، وهي ذات مسند قصير وماسورة قصيرة. وقد أنتج منها نموذج آخر هو البندقية (M4A1) المعدة للقوات الخاصة، وهى مجهزة بمجرى علوي من أجل تركيب أجهزة الرؤية المختلفة. وأخيرا البندقية (M4A 1CQB)، وهى أيضا مصممة للقوات الخاصة، وتباع مع مجموعة متكاملة من الأجزاء الإضافية الاختيارية، متضمنة قاذف القنابل (M203) عيار 40مم.
وعلى الرغم من أن تصميمات البندقية (M16) تحتوي على الكثير من التقنيات القديمة، الا أنها مازالت تستخدم كتصميم أساسي في صناعة الأسلحة الصغيرة في الكثير من الدول، مثل كوريا الجنوبية والفلبين وسنغافوره، كما يتم إنتاجها بموجب ترخيص في كندا.
وليس من المتوقع أن تخرج النماذج الأولى من البنادق الأمريكية عيار 62،7×51مم من الخدمة بشكل نهائي في أى وقت قريب. فعلى الرغم من أنه قد استُبدل بالبندقية (M14) عيار 62،7مم البندقية (M16) عيار 56،5مم، في كل من الجيش والقوات الجوية الأمريكية، فإن الكثير من الجهات الأخرى مازالت تستخدمها. وأيضا، مازال الكثير من الدول يعتمد على سلسلة البنادق (G3) عيار 7.62 مم التى تنتجها شركة Heckler Koch) الألمانية)، في حين تفضل دول أخرى البندقية (Fal) عيار 62،7مم من إنتاج شركة (FN Herstal). وكل من هاتين البندقيتين لا تزال قيد الإنتاج في الشركة الأم، وفي الكثير من الدول الأخرى بموجب تراخيص إنتاج.
وعلى الرغم من أن البندقية البريطانية (L85A1) تعد من أدق بنادق الاقتحام في إصابة أهدافها، والفضل في ذلك يعود الى المنظار المكبر من إنتاج شركة (Susat)، الا أن برنامج إنتاجها قد مر بالكثير من المصاعب والعقبات والمتطلبات المتغيرة مما عطل دخولها الخدمة عشر سنوات كاملة. وحتى بعد دخولها الخدمة في الثمانينات ظهرت بها عيوب خطيرة عند أول اختبار حقيقي في حرب الخليج الثانية، حيث حدثت مشاكل جسيمة في نظام التلقيم بالذخيرة ونظام الغاز، وذلك نظرا لأن القوات البريطانية قد استخدمت، أول مرة، في هذه الحرب ذخائر من مصادر متعددة، منها ذخائر متوسطة الجودة، أوضحت عدم قدرة هذه البندقية على التأقلم مع الذخائر المختلفة. ويتم علاج هذه المشكلة من خلال برنامج تعديلات مكثف تقوم به شركة (Heckler Koch) في ألمانيا. وبعد انتهاء هذا البرنامج سوف تعود هذه البندقية الى الخدمة بشكل أفضل وأكثر كفاءة، ومن المتوقع أن تظل بالخدمة الى ما بعد عام 2015.
وتعد إسرائيل من الدول الرائدة في مجال تصميم وإنتاج بنادق الاقتحام، فنظرا لوجود الرجال والنساء معا في الخطوط الأمامية للجيش الإسرائيلي، ظهرت الحاجة الى بنادق أخف وأصغر وأسهل في الاستخدام، على أن تحافظ على قدراتها كبندقية اقتحام فعالة، ووفقا لهذا قامت الصناعات العسكرية الإسرائيلية (lsrael Military lndustries) IMI بتطوير بندقية الاقتحام القصيرة سريعة الطلقات عيار 56،5×45مم. فالسبطانة الحرة (Floating barrel) تحافظ على دقة الإصابة وعلى رؤية الهدف أثناء الإطلاق الآلي. كما أن استخدام مادة "الكيفلار" في تركيب الأجزاء عالية التحمل في البندقية يوفر الأمان للمستخدم في حالة حدوث مشاكل في غرفة الإطلاق. واستخدام حافظة الذخائر بالبندقية (M16) في البندقية (TAR21) سهل عملية التدريب على الاستخدام. وكذلك راعت الصناعات العسكرية الإسرائيلية سهولة تحويل البندقية من الاستخدام باليد اليمنى الى اليد اليسرى.
وعلى الرغم من وجود الكثير من بنادق الاقتحام التى انخفضت أسعارها نظرا لكثافة الإنتاج، الا أن المزيد من البنادق الجديدة ظهرت في الأسواق العالمية في السنوات الأخيرة، مثل البندقية (SAR21). وبعض هذه البنادق ينتج بشكل تجاري والبعض لأسباب سياسية وطنية بحتة، مثل رفض بعض الدول الاعتماد على مصدر خارجى لبنادقها.
أصبحت بنادق الاقتحام Assault Rifles هي السلاح القياسي لقوات المشاة في كل الجيوش النظامية على مستوى العالم. وقد مرت هذه البنادق بمراحل كثيرة من التصميم والتطوير، وذلك منذ المحاولات الأولى لإنتاجها بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى (1914-1918). وهذه المحاولات الأولية منيت بالقشل لسببين: الأول هو استخدام الذخائر عالية القدرة (Full Power)، والثاني هو تعقيد التصميم، الذى أدى الى زيادة الوزن وفقدان المرونة العملياتية.
وبنادق الهجوم الحديثة أصبحت سلاحا ناريا أكثر كفاءة ودقة، مع القدرة على إطلاق الرصاصات منفردة، أو بشكل آلي، وبعض هذه البنادق قادر على إطلاق الرصاصات على شكل دفعات. وهذه القدرات تزيد من القوة النارية لجندي المشاة بشكل كبير، سواء في الدفاع أو في الهجوم، ودون زيادة في العبء التدريبي، أو الوزن الذى سوف يحمله.
ولم يكن الوصول الى هذا المستوى من حيث التصميم والكفاءة عملا سهلا أو بسيطا، فقد كان الطريق مليئا بالعراقيل والصعاب والقرارات الخاطئة. ولكن الوضع الآن استقر بشكل كبير، مع بعض المحاولات المحدودة للتطوير، وبعض المحاولات الطموحة للوصول الى تكنولوجيات جديدة ثورية، التي من المتوقع لها النجاح في المستقبل القريب.
وبنادق الاقتحام الحديثة، بشكل عام، تعمل بالغاز (Gas-operated)، أى تستخدم ثقبا في الماسورة لإخراج بعض الغازات منه لاستغلالها في تحريك بعض المكونات. ويعتمد جهاز القفل Iocking mechanism في أثناء الإطلاق على ترباس دوار (Rotary muiti- lug bolt). وإن كانت بعض البنادق القديمة تستخدم أساليب أخرى للقفل، إلا أن جميع البنادق الحديثة تستخدم الترباس الدوار الذي من المتوقع تغييره بأي ترباس آخر في المستقبل القريب.
أما بالنسبة لتطوير الذخائر، فقد استقرت الآراء حاليا بعد فترة طويلة من الخلاف والتجارب. وأصبحت هناك عائلتان رئيسيتان من الذخائر تسيطران على سوق البنادق الجديدة، الأولى هي الذخيرة الغربية عيار 56،5×45مم، والثانية هي الذخيرة الشرقية عيار 45،5×39مم. ولكن هذا لا يعني أن بنادق الاقتحام تستخدم هذين العيارين فقط، فالكثير من بنادق الاقتحام الموجودة في الخدمة حاليا في الكثير من الجيوش تستخدم الذخائر عيار 62،7×51مم المستخدمة في حلف شمال الأطلنطى "الناتو"، التى يعتبرها الخبراء أكبر خطأ في اختيار عيار الذخائر في تاريخ الأسلحة الخفيفة. ولكنها سوف تظل قيد الإنتاج سنوات طويلة قادمة.
والذخيرة المماثلة في الكتلة الشرقية هي الذخيرة (M1943) عيار 62،7×39مم ذات القدرة المتوسطة (lntermediate Power)، التي تعد الذخيرة الأكثر انتشارا وإنتاجا على الإطلاق، والتي قد تظل قيد الاستخدام لفترة طويلة جدا في المستقبل، بسبب الانتشار الواسع لبنادق الاقتحام التي تستخدمها.
والذخائر متوسطة القدرة (intermediate Power)، وخاصة عيار 62،7×39مم، هي التى أدت الى نجاح مفهوم بنادق الاقتحام كسلاح رئيسي لقوات المشاة، فغالبية الاشتباكات وعمليات إطلاق النيران التي يشارك فيها جنود المشاة تتم في مدى أقل من 400 متر، وذلك وفقا لملاحظات وتحليلات دقيقة للمعارك المختلفة، وهذا يعني عدم الحاجة الى ذخائر عالية القدرة، فيمكن باستخدام الذخائر متوسطة القدرة إطلاق دفعات من النيران من وضع التثبيت على الكتف، بمستوى عال أو مقبول من الدقة، وهذا غير ممكن في حالة استخدام الذخائر عالية القدرة، مثل الذخائر عيار 62،7×51مم، لأن قوة الارتداد والضغط اللذين يتعرض لهما الجندي والبندقية يؤديان الى إرهاق الجندي، والى عدم الوصول الى مستوى الدقة المطلوب.
ويلاحظ في الوقت الحالي أن كل البنادق الجديدة، ما عدا البندقية (G36)، هي بنادق قصيرة سريعة الطلقات (Bul1pup)، فوضع مجموعة الإطلاق قبل مجموعة التلقيم بالذخيرة جعل هذه البنادق صغيرة الحجم وبسيطة الاستخدام، وأحد التطويرات الحديثة الأخرى هو استخدام المواد المركبة بدلا من الأجزاء الخشبية، وحتى بعض الأجزاء المعدنية الأخرى، وهذا لا يؤدي فقط الى تخفيض التكلفة، وإنما يحافظ أيضا على كفاءة الأداء.
نماذج بنادق الاقتحام
وقد سيطر نموذجان من بنادق الاقتحام على الأسواق على مدى عدة عقود، وذلك على الرغم من أن وجودهما لم يمنع ظهور أنواع أخرى أو محاولة الترويج لهذه الأنواع لتأخذ جزءا من السوق، وهذان النموذجان الرئيسيان هما: بنادق "الكلاشينكوف" (Kalashnikov) الروسية الشهيرة، والبنادق (AR15/m16) الأمريكية.
وسلسلة بنادق "الكلاشينكوف" كانت هي الأكثر مبيعا على الإطلاق، فقد قدر عدد البنادق المنتجة -حتى الآن- منها بحوالي 50 مليون بندقية، وهذا العدد في تزايد مستمر، وعلى الرغم من أن روسيا قد توقفت عن إنتاج أي من هذه السلسلة منذ ما يزيد عن خمس سنوات، الا أن إنتاجها مازال مستمراً بأعداد كبيرة في الكثير من البلدان الأخرى، وقد بدأت هي السلسلة بالبندقيتين (AK-47) و (AKM) عيار 62،7مم، ثم أضيف الطراز (AK-74) عيار 45،5 مم والطراز القصير (AKS-74U). وهذا الطراز الأخير يتميز بمدى فعال قصير وبحجم صغير، وظهرت أيضا نماذج أخرى من هذه السلسلة سواء من العيار 62،7مم أو 45،5مم، أثبتت أنه يمكن لمجموعة واسعة من بنادق الاقتحام أن تنشأ على هيئة عائلة معتمدة على تصميم أساسي يمكن تعديله ليصبح بندقية صغيرة قصيرة (Carbine)، أو بندقية آلية خفيفة، أو سلاح دعم نيراني للفصائل، أو حتى بندقية قنص متخصصة عالية الدقة.
ومع ظهور البندقية (AK-74) كطراز جديد في الثمانينات، بدأ برنامج (Abakan) الذي كان يهدف الى زيادة الدقة في التصويب. وظهرت من خلال هذا البرنامج تكنولوجيا "الإطلاق السريع للرصاصات" (Rapid fire)، التى تضمن خروج رصاصتين على الأقل من الفوهة قبل أن تبعد قوة الارتداد الفوهة عن الهدف المراد إصابته. وقد تم هذا من خلال نظام (blowback Shifted Pulse) الموجود حاليا فى البندقية (AN-94) عيار 5.45 مم وهذا النظام معقد ويحتوي على كابل ومجموعة بكرات لمساعدة التلقيم أثناء مرحلة الإطلاق السريع للرصاصات، وقد أثبتت الاختبارات المكثفة كفاءة هذا النظام، ومن العناصر المعقدة الموجودة في هذا النموذج نظام كبح الفوهة (Muzzle brake)، الذى يستخدم أسلوب المسار الحلزوني المزدوج (Double cyclone chambers)، لتبريد الغازات المضغوطة الناتجة عن الاحتراق، وذلك قبل توجيهها للأعلى خارج البندقية لامتصاص ارتداد البندقية بعد الإطلاق من أجل تحقيق المزيد من الدقة في إصابة الهدف.
أما البندقية (AN-94) فتتميز بوجود حرية (Bayonet) وقاذف قنابل عيار 40مم، وتتمتع بمستوى عال جدا من الدقة، مقارنة ببنادق الاقتحام الأخرى، فعلى سبيل المثال، تزيد دقة هذه البندقية الى 13 ضعفاً عند الإطلاق من الكتف من وضع الوقوف مقارنة بالبنادق الأخرى، ويمكن الاختيار بين إطلاق الرصاصات على هيئة دفعات تتكون كل دفعة من طلقتين، أو الإطلاق الآلي السريع.
وكما ارتبط اسم المصمم الشهير "كلاشينكوف" بالبندقية الروسية (AK-47)، ارتبط بالمثل اسم "ايوجين ستونر" (Eugene Stoner) بسلسلة البنادق الأمريكية (AR-15/m16). وعلى الرغم من إنتاج ملايين الوحدات من هذه البنادق الأمريكية، الا أنها لم تصل أبدا الى الأعداد التى أنتجت بها بنادق "الكلاشينكوف". وأكثر النماذج انتشارا من هذه السلسلة هما النموذجان (M16A1) و (M16A2)، أما أحدث النماذج فهو النموذج (M16A4). ومن المتوقع أن تظل هذه السلسلة في الخدمة سنوات طويلة حتى بعد استلام الجيش الأمريكي للبندقة المتطورة Objective lndividual Combat Weapon (OICW)، كما أن الكثير من بنادق الاقتحام التي تنتج في مختلف دول العالم مقتبسة من تصميمات البندقية (M16).
وسلسلة البنادق (M16) اعتمدت أساسا على تصميم بندقية الناتو عيار 56،5×45مم التي أنتجت في أواخر الخمسينات من القرن العشرين لمواجهة احتياجات الجيش الأمريكي لبندقية اقتحام فعالة وخفيفة وصغيرة العيار. وقد أدت سرعة إطلاق الرصاصات وانخفاض قوة الارتداد الى زيادة دقة الإصابة وقدرة هذه البندقية على القتل. أما البندقية (AR-15) فهى بندقية رماية نصف آلية ذات سبطانة ثقيلة (Heavy barral)، وهى مقتبسة من تصميم البندقية (M16). وكل نماذج البنادق التى تنتمى الى سلسلة (M16) تعمل بالغاز، وبقفل يعمل بترباس دوار (Rotary multi-lug bolt). وقد تم تخفيف الوزن الكلى لهذه النماذج من خلال استخدام قطع بلاستيكية عالية التحمل بدلا من القطع الخشبية.
وقد كانت النماذج الأولى من البندقية (M16) تطلق الرصاصات بشكل آلي أو نصف آلي فقط، ثم تم إضافة إطلاق دفعات مكونة من ثلاث رصاصات لاحقا، وذلك بغرض تحسين دقة الإصابة والتوفير في استخدام الذخيرة. كما أضيف الكثير من التعديلات على أجزاء البندقية لاحقا من أجل تحسين دقة إصابة الأهداف، وتسهيل التحكم فى البندقية أثناء الإطلاق الآلي للرصاصات. كما واكب التحسينات التى أدخلت على الذخيرة عيار 56،5مم، ضغط حلزنة السبطانة من دورة كل 12 بوصة الى دورة كل 7 بوصات.
أما أحدث نموذج في هذه السلسلة، وهو البندقية (M16A4)، فيعد من أحدث البنادق معيارية الأجزاء modular (يسهل تجميعه وتبادل أجزائه مع أى بنادق أخرى تستخدم نفس المقاييس المعيارية)، وقد تم تغيير اليد التقليدية بأخرى بلاستيكيه شديدة التحمل، وإضافة مجرى علوي (Picatinny Rails) يمكن استخدامه لتركيب مجموعة متنوعة من التجهيزات، مثل جهاز إضاءة أهداف ليزري، أو منظار رؤية تليسكوبي، أو جهاز رؤية ليلية، حسب حاجة المقاتل.
أما البندقية (M4) فهى نموذج قصير من البندقية (M16)، وهي ذات مسند قصير وماسورة قصيرة. وقد أنتج منها نموذج آخر هو البندقية (M4A1) المعدة للقوات الخاصة، وهى مجهزة بمجرى علوي من أجل تركيب أجهزة الرؤية المختلفة. وأخيرا البندقية (M4A 1CQB)، وهى أيضا مصممة للقوات الخاصة، وتباع مع مجموعة متكاملة من الأجزاء الإضافية الاختيارية، متضمنة قاذف القنابل (M203) عيار 40مم.
وعلى الرغم من أن تصميمات البندقية (M16) تحتوي على الكثير من التقنيات القديمة، الا أنها مازالت تستخدم كتصميم أساسي في صناعة الأسلحة الصغيرة في الكثير من الدول، مثل كوريا الجنوبية والفلبين وسنغافوره، كما يتم إنتاجها بموجب ترخيص في كندا.
وليس من المتوقع أن تخرج النماذج الأولى من البنادق الأمريكية عيار 62،7×51مم من الخدمة بشكل نهائي في أى وقت قريب. فعلى الرغم من أنه قد استُبدل بالبندقية (M14) عيار 62،7مم البندقية (M16) عيار 56،5مم، في كل من الجيش والقوات الجوية الأمريكية، فإن الكثير من الجهات الأخرى مازالت تستخدمها. وأيضا، مازال الكثير من الدول يعتمد على سلسلة البنادق (G3) عيار 7.62 مم التى تنتجها شركة Heckler Koch) الألمانية)، في حين تفضل دول أخرى البندقية (Fal) عيار 62،7مم من إنتاج شركة (FN Herstal). وكل من هاتين البندقيتين لا تزال قيد الإنتاج في الشركة الأم، وفي الكثير من الدول الأخرى بموجب تراخيص إنتاج.
وعلى الرغم من أن البندقية البريطانية (L85A1) تعد من أدق بنادق الاقتحام في إصابة أهدافها، والفضل في ذلك يعود الى المنظار المكبر من إنتاج شركة (Susat)، الا أن برنامج إنتاجها قد مر بالكثير من المصاعب والعقبات والمتطلبات المتغيرة مما عطل دخولها الخدمة عشر سنوات كاملة. وحتى بعد دخولها الخدمة في الثمانينات ظهرت بها عيوب خطيرة عند أول اختبار حقيقي في حرب الخليج الثانية، حيث حدثت مشاكل جسيمة في نظام التلقيم بالذخيرة ونظام الغاز، وذلك نظرا لأن القوات البريطانية قد استخدمت، أول مرة، في هذه الحرب ذخائر من مصادر متعددة، منها ذخائر متوسطة الجودة، أوضحت عدم قدرة هذه البندقية على التأقلم مع الذخائر المختلفة. ويتم علاج هذه المشكلة من خلال برنامج تعديلات مكثف تقوم به شركة (Heckler Koch) في ألمانيا. وبعد انتهاء هذا البرنامج سوف تعود هذه البندقية الى الخدمة بشكل أفضل وأكثر كفاءة، ومن المتوقع أن تظل بالخدمة الى ما بعد عام 2015.
وتعد إسرائيل من الدول الرائدة في مجال تصميم وإنتاج بنادق الاقتحام، فنظرا لوجود الرجال والنساء معا في الخطوط الأمامية للجيش الإسرائيلي، ظهرت الحاجة الى بنادق أخف وأصغر وأسهل في الاستخدام، على أن تحافظ على قدراتها كبندقية اقتحام فعالة، ووفقا لهذا قامت الصناعات العسكرية الإسرائيلية (lsrael Military lndustries) IMI بتطوير بندقية الاقتحام القصيرة سريعة الطلقات عيار 56،5×45مم. فالسبطانة الحرة (Floating barrel) تحافظ على دقة الإصابة وعلى رؤية الهدف أثناء الإطلاق الآلي. كما أن استخدام مادة "الكيفلار" في تركيب الأجزاء عالية التحمل في البندقية يوفر الأمان للمستخدم في حالة حدوث مشاكل في غرفة الإطلاق. واستخدام حافظة الذخائر بالبندقية (M16) في البندقية (TAR21) سهل عملية التدريب على الاستخدام. وكذلك راعت الصناعات العسكرية الإسرائيلية سهولة تحويل البندقية من الاستخدام باليد اليمنى الى اليد اليسرى.
وعلى الرغم من وجود الكثير من بنادق الاقتحام التى انخفضت أسعارها نظرا لكثافة الإنتاج، الا أن المزيد من البنادق الجديدة ظهرت في الأسواق العالمية في السنوات الأخيرة، مثل البندقية (SAR21). وبعض هذه البنادق ينتج بشكل تجاري والبعض لأسباب سياسية وطنية بحتة، مثل رفض بعض الدول الاعتماد على مصدر خارجى لبنادقها.
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:07 pm من طرف Gulf Knight
» الوصول إلى أي مكان في العالم خلال أقل من ساعة هدف أميركي قد يتحقق اليوم
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:02 pm من طرف Gulf Knight
» إسرائيل تبحث شراء وسائل قتالية أميركية مستعملة فى العراق
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:00 pm من طرف Gulf Knight
» كتيبة بنيامين تجدد التأكيد على جهوزية الجيش الإسرائيلي لمواجهات سبتمبر
الإثنين أغسطس 15, 2011 3:59 pm من طرف Gulf Knight
» قبيل الانسحاب: العراق يتسلّم 22 مروحية مي-17 محدّثة من شركة ARINC الأميركية
الخميس أغسطس 11, 2011 6:30 pm من طرف Gulf Knight
» أفغانستان تتسلم 9 مروحيات "مي-17" من روسيا بحلول نهاية العام
الخميس أغسطس 11, 2011 6:29 pm من طرف Gulf Knight
» مناورات جوية لقوات دول الاتحاد السوفياتي السابق لمكافحة الإرهاب
الخميس أغسطس 11, 2011 6:28 pm من طرف Gulf Knight
» روسيا تطوّر نظامي الدفاع الجوي الجديدين: مارفي و فيتياز
الخميس أغسطس 11, 2011 6:27 pm من طرف Gulf Knight
» إختفاء صواريخ مضادة للدروع من معسكر إسرائيلي في الجولان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:26 pm من طرف Gulf Knight
» إسرائيل تطور طائرة جديدة دون طيار
الخميس أغسطس 11, 2011 6:25 pm من طرف Gulf Knight
» إسقاط مروحية تشينوك في أفغانستان يودي بحياة 31 جندياً أميركياً و7 جنود أفغان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:23 pm من طرف Gulf Knight
» دبابات الجيش السوري تقتحم مدينتي سراقب وقصير
الخميس أغسطس 11, 2011 6:22 pm من طرف Gulf Knight
» أحزاب الشيطان من طهران إلى العراق ولبنان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:20 pm من طرف Gulf Knight
» سوريا وتركيا.. لقاء الوداع؟
الخميس أغسطس 11, 2011 6:19 pm من طرف Gulf Knight
» سوريا: تصورات نهاية النظام
الخميس أغسطس 11, 2011 6:19 pm من طرف Gulf Knight