عاد السجال في إيران من جديد بين السلطة الحاكمة وقادة الحركة الخضراء في ضوء الأحداث التي تشهدها مصر منذ أيام. ويركّز النظام في طهران بقوّة على تخريج المشهد المصري من خلال عدسة الثورة الإيرانية التي اندلعت في العام 1979، في حين ترى المعارضة الإيرانية أنّ النظام الإيراني خائف من ثورة على الطريقة المصرية خاصّة أنّها تشترك مع حركتهم في القيم التي يبحثون عنها والمتمثلّة في الديمقراطية والحرية. فالموضوع الأساسي في هذه الثورة كما تراه الحركة الخضراء لا يتمحور حول مفهوم الإسلام كم يدّعي النظام وإنما حول الإطاحة بالدكتاتورية.
ويقوم الإعلام الرسمي الإيراني منذ أيام بحملة إعلامية دعائية قوية غير مسبوقة في الداخل الإيراني يعمل من خلالها على إيهام الإيرانيين بانّ الذي يحصل في مصر اليوم هو "ثورة إسلامية" على أمريكا وإسرائيل، مستعيدا ذكرى الثورة الإيرانية في العام 1979، وذلك بهدف إبعاد الجمهور عن الدوافع الحقيقة لثورة المصريين المتمثلة بالمطالبة بالحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية وبالحرية والعدالة والشفافية والنزاهة والديمقراطية والتعددية في مواجهة الفقر والحرمان والبطالة والفساد والقمع والديكتاتورية، وذلك خوفا من أن تؤدي ثورة الشباب المصري إلى إعادة شحن الحركة الخضراء التي كانت مطالبها تتمحور حول نفس القيم.
فقبل أيام قليلة، وقّع عليه 214 نائبا إيرانيا على بيان يشير إلى دعم المصريين في مواجهتهم لطغيان حاكمهم، ويدين الجهود التي تبذلها بعض القوى الغربية لإجهاض الثورة المصرية وحرفها عن قيمها الإسلامية.
وكان المرشد الأعلى للجمهورية الإيراني علي الخامنئي قد تطرق إلى الثورة المصرية في موقعه على الانترنت محاولا ربط الحالة المصرية بالثورة الإيرانية عام 1979 ومشيرا إلى أنّ نضال الإخوان المسلمين ضد النظام هو "كصيحة الأمّة الإيرانية التي أطلقت ضد أمريكا وضد الغطرسة والاستكبار العالمي".
ومثله أدلى عدد من المسؤولين الرسميين بسلسلة تصريحات وبيانات مرّكزة في هذا السياق ومنهم الجنرال يحي رحيم صفوي المستشار العسكري لخامنئي الذي قال في تصريح لوكالة فارس شبه الرسمية "ان مصير مبارك سيكون كمصير الشاه، تطيح به قوى الثورة الإسلامية".
وكذلك فعل المتشدد الراديكالي آية الله أحمد خاتمي الذي قال "أنّ ثورة مصر ستساعد على قيام شرق أوسط إسلامي يرتكز على نموذج الحكم الإسلامي الإيراني وليس على النموذج الليبرالي الديمقراطي للولايات المتحدة الأمريكية". وهو ما يتطابق مع ما صرّح به وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي الذي أعرب عن ثقته بأن ثورة الشعب في مصر ستساهم في قيام شرق أوسط إسلامي، معلنا دعم طهران للتظاهرات المطالبة بسقوط نظام الرئيس حسني مبارك، ومضيفا أنّ الشعبين المصري والتونسي اثبتا بان عهد الهيمنة الاستكبارية على المنطقة قد ولى.
وتعليقا على هذا التوجه، تشير الصحفية الإيرانية "أزادة معاوني" إلى أنّ النظام الإيراني يريد تحويل الرسالة المصرية إلى الشعب الإيراني من خلال اسلمة الانتفاضة، لهدفين:
- الأول: استغلال إحباط الشعوب العربية من قياداتها والعمل على توظيفها في إطار العداء مع الغرب كمؤشر على ازدياد شعبية إيران وأحمدي نجاد تحديدا بين العرب، دون التطرق إلى موضوع أنّ العرب ينتفضون أصلا ضد الديكتاتورية.
- الثاني: خوف النظام من أن يقوم الداخل الإيراني بالتركيز على الشعارات الأساسية للثورة المصريّة، لذلك يعتمد الإعلام الرسمي الذي يبث باللغة الفارسية على وصف الحدث المصري بمفردات إسلامية على أمل أن تصل رسالة مفادها أنّ المصريين متأثرون بالثورة الإسلامية الإيرانية.
ويعلّق الخبير في مركز كارنيجي "كريم صادق بور" على تلاعب النظام بالمشهد العام للثورة المصرية قائلا: "إذا لم يفعل النظام ذلك، فان التركيز حينها لن يكون على موضوع أنّ العرب يستلهمون الراديكالية الإيرانية، لكن على موضوع أنّ الإيرانيين يستلهمون الديمقراطية العربية" وهو ما يشكّل خطرا عليه. ويضيف: "إذا حصل فراغ في السلطة والقيادة في مصر، فان النظام الإيراني لن يقف في موقف المتفرج على الإطلاق، إذ سيحاول استغلال الوضع من اجل دعم الجهات التي تتماشى مع عقليته خاصة انّه اتّبع هذه الإستراتيجية من قبل في العراق ولبنان وأفغانستان".
ويحاول قادة الحركة الخضراء من جانبهم تظهير العوامل المشتركة بين الثورة المصرية وثورتهم على أمل استثمار المناخ الايجابي لها ضد النظام. إذ قال "أردشير أمير" المستشار القانوني لحملة موسوي الانتخابية في تصريح له لموقع جرس "الدكتاتورية تعني السرقة والإجرام سواء أكانت في القاهرة أو في طهران". وخرج "مير حسين موسوي" ببيان لدعم الانتفاضة المصرية للشعب متحدّيا النظام الإيراني قائلا: "إنّ نقطة الانطلاق فيما نشهده اليوم يعود إلى الفترة التي نزل فيها الملايين في طهران إلى الشارع هاتفين "أين صوتي؟" مطالبين بسلام بحقوقهم التي تمّ سلبهم إياها من قبل النظام. اليوم، هذا الشعار الذي أطلقه الشعب الإيراني وصل إلى مصر حيث تحول إلى مطالبة الشعب بإسقاط النظام"، مضيفا: "ليس علينا أن نبذل كثير عناء لنكتشف العوامل المشتركة والصلات بين الحالتين. قارنوا فقط الانتخابات الأخيرة في مصر بانتخاباتنا. باستطاعتنا أن نلاحظ أيضا تشابها في اختراق وإغلاق وقطع مواقع التواصل الاجتماعي والصحافة والفضاء الالكتروني، وقد قام الطرفان بتشابه مثير للدهشة بإطلاق موضة إيقاف خدمة الرسائل القصيرة SMS والهواتف المحمولة والانترنت".
ومن المفارقات أنّه في الوقت الذي يتّهم فيه النظام الإيراني الغرب وإسرائيل بعرقلة الثورة المصرية، يصب الموقف الإيراني الرسمي الذي يعكسه رجال النظام في صالح خدمة البروبغندا الإسرائيلية التي تعمل بشكل حثيث على إخافة الغرب من الثورة المصرية ونتائجها. فالطرفان يروجان بقوّة الآن في هذه المرحلة الحاسمة لنظام إسلامي متشدد يحكمه ثوريون إسلاميون، وبهذا تكون إيران مشاركة بدورها أيضا بشكل مباشر في إفشال ثورة الشباب المصري وديمقراطيتهم الوليدة بالقدر نفسه الذي تقوم به إسرائيل بهذا الدور.
ويقوم الإعلام الرسمي الإيراني منذ أيام بحملة إعلامية دعائية قوية غير مسبوقة في الداخل الإيراني يعمل من خلالها على إيهام الإيرانيين بانّ الذي يحصل في مصر اليوم هو "ثورة إسلامية" على أمريكا وإسرائيل، مستعيدا ذكرى الثورة الإيرانية في العام 1979، وذلك بهدف إبعاد الجمهور عن الدوافع الحقيقة لثورة المصريين المتمثلة بالمطالبة بالحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية وبالحرية والعدالة والشفافية والنزاهة والديمقراطية والتعددية في مواجهة الفقر والحرمان والبطالة والفساد والقمع والديكتاتورية، وذلك خوفا من أن تؤدي ثورة الشباب المصري إلى إعادة شحن الحركة الخضراء التي كانت مطالبها تتمحور حول نفس القيم.
فقبل أيام قليلة، وقّع عليه 214 نائبا إيرانيا على بيان يشير إلى دعم المصريين في مواجهتهم لطغيان حاكمهم، ويدين الجهود التي تبذلها بعض القوى الغربية لإجهاض الثورة المصرية وحرفها عن قيمها الإسلامية.
وكان المرشد الأعلى للجمهورية الإيراني علي الخامنئي قد تطرق إلى الثورة المصرية في موقعه على الانترنت محاولا ربط الحالة المصرية بالثورة الإيرانية عام 1979 ومشيرا إلى أنّ نضال الإخوان المسلمين ضد النظام هو "كصيحة الأمّة الإيرانية التي أطلقت ضد أمريكا وضد الغطرسة والاستكبار العالمي".
ومثله أدلى عدد من المسؤولين الرسميين بسلسلة تصريحات وبيانات مرّكزة في هذا السياق ومنهم الجنرال يحي رحيم صفوي المستشار العسكري لخامنئي الذي قال في تصريح لوكالة فارس شبه الرسمية "ان مصير مبارك سيكون كمصير الشاه، تطيح به قوى الثورة الإسلامية".
وكذلك فعل المتشدد الراديكالي آية الله أحمد خاتمي الذي قال "أنّ ثورة مصر ستساعد على قيام شرق أوسط إسلامي يرتكز على نموذج الحكم الإسلامي الإيراني وليس على النموذج الليبرالي الديمقراطي للولايات المتحدة الأمريكية". وهو ما يتطابق مع ما صرّح به وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي الذي أعرب عن ثقته بأن ثورة الشعب في مصر ستساهم في قيام شرق أوسط إسلامي، معلنا دعم طهران للتظاهرات المطالبة بسقوط نظام الرئيس حسني مبارك، ومضيفا أنّ الشعبين المصري والتونسي اثبتا بان عهد الهيمنة الاستكبارية على المنطقة قد ولى.
وتعليقا على هذا التوجه، تشير الصحفية الإيرانية "أزادة معاوني" إلى أنّ النظام الإيراني يريد تحويل الرسالة المصرية إلى الشعب الإيراني من خلال اسلمة الانتفاضة، لهدفين:
- الأول: استغلال إحباط الشعوب العربية من قياداتها والعمل على توظيفها في إطار العداء مع الغرب كمؤشر على ازدياد شعبية إيران وأحمدي نجاد تحديدا بين العرب، دون التطرق إلى موضوع أنّ العرب ينتفضون أصلا ضد الديكتاتورية.
- الثاني: خوف النظام من أن يقوم الداخل الإيراني بالتركيز على الشعارات الأساسية للثورة المصريّة، لذلك يعتمد الإعلام الرسمي الذي يبث باللغة الفارسية على وصف الحدث المصري بمفردات إسلامية على أمل أن تصل رسالة مفادها أنّ المصريين متأثرون بالثورة الإسلامية الإيرانية.
ويعلّق الخبير في مركز كارنيجي "كريم صادق بور" على تلاعب النظام بالمشهد العام للثورة المصرية قائلا: "إذا لم يفعل النظام ذلك، فان التركيز حينها لن يكون على موضوع أنّ العرب يستلهمون الراديكالية الإيرانية، لكن على موضوع أنّ الإيرانيين يستلهمون الديمقراطية العربية" وهو ما يشكّل خطرا عليه. ويضيف: "إذا حصل فراغ في السلطة والقيادة في مصر، فان النظام الإيراني لن يقف في موقف المتفرج على الإطلاق، إذ سيحاول استغلال الوضع من اجل دعم الجهات التي تتماشى مع عقليته خاصة انّه اتّبع هذه الإستراتيجية من قبل في العراق ولبنان وأفغانستان".
ويحاول قادة الحركة الخضراء من جانبهم تظهير العوامل المشتركة بين الثورة المصرية وثورتهم على أمل استثمار المناخ الايجابي لها ضد النظام. إذ قال "أردشير أمير" المستشار القانوني لحملة موسوي الانتخابية في تصريح له لموقع جرس "الدكتاتورية تعني السرقة والإجرام سواء أكانت في القاهرة أو في طهران". وخرج "مير حسين موسوي" ببيان لدعم الانتفاضة المصرية للشعب متحدّيا النظام الإيراني قائلا: "إنّ نقطة الانطلاق فيما نشهده اليوم يعود إلى الفترة التي نزل فيها الملايين في طهران إلى الشارع هاتفين "أين صوتي؟" مطالبين بسلام بحقوقهم التي تمّ سلبهم إياها من قبل النظام. اليوم، هذا الشعار الذي أطلقه الشعب الإيراني وصل إلى مصر حيث تحول إلى مطالبة الشعب بإسقاط النظام"، مضيفا: "ليس علينا أن نبذل كثير عناء لنكتشف العوامل المشتركة والصلات بين الحالتين. قارنوا فقط الانتخابات الأخيرة في مصر بانتخاباتنا. باستطاعتنا أن نلاحظ أيضا تشابها في اختراق وإغلاق وقطع مواقع التواصل الاجتماعي والصحافة والفضاء الالكتروني، وقد قام الطرفان بتشابه مثير للدهشة بإطلاق موضة إيقاف خدمة الرسائل القصيرة SMS والهواتف المحمولة والانترنت".
ومن المفارقات أنّه في الوقت الذي يتّهم فيه النظام الإيراني الغرب وإسرائيل بعرقلة الثورة المصرية، يصب الموقف الإيراني الرسمي الذي يعكسه رجال النظام في صالح خدمة البروبغندا الإسرائيلية التي تعمل بشكل حثيث على إخافة الغرب من الثورة المصرية ونتائجها. فالطرفان يروجان بقوّة الآن في هذه المرحلة الحاسمة لنظام إسلامي متشدد يحكمه ثوريون إسلاميون، وبهذا تكون إيران مشاركة بدورها أيضا بشكل مباشر في إفشال ثورة الشباب المصري وديمقراطيتهم الوليدة بالقدر نفسه الذي تقوم به إسرائيل بهذا الدور.
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:07 pm من طرف Gulf Knight
» الوصول إلى أي مكان في العالم خلال أقل من ساعة هدف أميركي قد يتحقق اليوم
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:02 pm من طرف Gulf Knight
» إسرائيل تبحث شراء وسائل قتالية أميركية مستعملة فى العراق
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:00 pm من طرف Gulf Knight
» كتيبة بنيامين تجدد التأكيد على جهوزية الجيش الإسرائيلي لمواجهات سبتمبر
الإثنين أغسطس 15, 2011 3:59 pm من طرف Gulf Knight
» قبيل الانسحاب: العراق يتسلّم 22 مروحية مي-17 محدّثة من شركة ARINC الأميركية
الخميس أغسطس 11, 2011 6:30 pm من طرف Gulf Knight
» أفغانستان تتسلم 9 مروحيات "مي-17" من روسيا بحلول نهاية العام
الخميس أغسطس 11, 2011 6:29 pm من طرف Gulf Knight
» مناورات جوية لقوات دول الاتحاد السوفياتي السابق لمكافحة الإرهاب
الخميس أغسطس 11, 2011 6:28 pm من طرف Gulf Knight
» روسيا تطوّر نظامي الدفاع الجوي الجديدين: مارفي و فيتياز
الخميس أغسطس 11, 2011 6:27 pm من طرف Gulf Knight
» إختفاء صواريخ مضادة للدروع من معسكر إسرائيلي في الجولان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:26 pm من طرف Gulf Knight
» إسرائيل تطور طائرة جديدة دون طيار
الخميس أغسطس 11, 2011 6:25 pm من طرف Gulf Knight
» إسقاط مروحية تشينوك في أفغانستان يودي بحياة 31 جندياً أميركياً و7 جنود أفغان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:23 pm من طرف Gulf Knight
» دبابات الجيش السوري تقتحم مدينتي سراقب وقصير
الخميس أغسطس 11, 2011 6:22 pm من طرف Gulf Knight
» أحزاب الشيطان من طهران إلى العراق ولبنان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:20 pm من طرف Gulf Knight
» سوريا وتركيا.. لقاء الوداع؟
الخميس أغسطس 11, 2011 6:19 pm من طرف Gulf Knight
» سوريا: تصورات نهاية النظام
الخميس أغسطس 11, 2011 6:19 pm من طرف Gulf Knight