العراق يدخل رسميًا تحت سلطة ولاية الفقيه الإيراني
أحمد الأحمدي
كتاب من أجل الحرية 5-صفر-1432هـ / 9-يناير-2011م
هل يعقل هذا الذي يحدث؟
أم أن ثمة خطأ ما في الموضوع؟
على اكبر صالحي وزير الخارجية الإيراني الجديد يأتي إلى العراق حاملا رسالة( لم يكشف عن مضمونها) من القيادة الإيرانية إلى المرجع الشيعي الأعلى في النجف علي السيستاني.
وخلافا لكل الأعراف الدولية والتقاليد البروتوكولية فان صالحي وبعد أن التقى نظيره العراقي هوشيار زيباري لم يسلمه تلك الرسالة, بل ولم يكشف عن مضمونها له. ونفس الأمر تكرر عندما التقى بالمطلك نائب رئيس الوزراء, الداخل حديثا في سلك الولاء الإيراني , ثم اتخذ الأمر منحى آخر واخطر عندما التقى صالحي بالمالكي. وهو الذي لم يحصل على كرسي الرئاسة إلا بعد أوامر إيرانية مباشرة إلى جميع أتباعها في العراق من الحزب المسمى التحالف الوطني, ما يفصح عن ثقة كبيرة به ترقى على الشبهات في مجال الولاء لها . إلا أن صالحي لم يقل شيئا مما كلفته به القيادة الإيرانية للمالكي أيضا .غير إن الذي لا يستطيع أي عراقي أن يقبله حتى من الذين لا يعترفون بالعملية السياسية برمتها, هو أن تكون الدولة العراقية وحكومتها بهذا المستوى من المهانة والذلة والتبعية. حتى صار وزير خارجية دولة أجنبية يخاطب مواطنا عراقيا أو مقيما في العراق دون أن يعلم احد من أعضاء الحكومة ولا حتى رئيسها بشيء عن مضمون ذلك الخطاب أو تلك الرسالة. أ ولا يعد ذلك شكل من أشكال التخابر مع الأجنبي ؟
إن المذل في الأمر هو أن صالحي يصرح وبكل وقاحة عن طبيعة مهمته في العراق ولا يبقيه سرا. وكأن العراق واحدة من محافظات الجمهورية الإيرانية . ثم أليس من العجيب أن ترسل القيادة الإيرانية وزير خارجيتها برسالة إلى مرجع الشيعة الأعلى في العراق ؟ أما كان الأولى أن ترسل القيادة الإيرانية برسالتها إلى رئيس الحكومة إذا كان الأمر له علاقة بالشأن السياسي ؟ إما إذا كانت الرسالة ذات طابع ديني إما كان الأولى أن ترسل إيران احد معمميها ليكون رسولا إلى السيستاني؟ على الأقل لتحفظ ماء وجه الحكومة الموالية لها ؟ أم أن الأمر اعقد وأعمق واخطر من ذلك بكثير؟ خصوصا أن الفقيه الإيراني قد استولى على مقدرات الشعب الإيراني دنيا ودين, وهو بدوره يخطط ومنذ زمن ليس بالقصير لتطبيق النموذج الإيراني في العراق, من خلال سعي السياسيين العراقيين الشيعة لترويج فكرة نيل المباركة من مرجعيتهم قبل أي خطوة يقومون بها, بل وحرصهم على اطلاع السيستاني على كل صغيرة وكبيرة في الشأن السياسي العراقي من اجل تطبيع الفكرة وجعلها امرأ مقدسا في العراق أسوة بإيران ,,,,, ولكن مهلا .
لماذا هذا الاستغراب والاستنكار..أو ليست هذه الحكومة إيرانية بامتياز وان معظم أعضائها مازال يحتفظ وباعتزاز بالجنسية الإيرانية بل إن معظمهم مازال يملك الرقم الانتخابي الذي يؤهله للمشاركة في الانتخابات البرلمانية الإيرانية . إن الاستهانة بالعراق أرضا وشعبا وتاريخا قد بلغت منتهاها من قبل القيادة الإيرانية عندما بدأت تنفذ قرارات لا تخضع للمنطق ولا للعقل وليس آخرها توجيه الحكومة العراقية لاستصدار قرارات تحمي بموجبها أصحاب الشهادات المزورة و النصابين واللصوص من أتباعها من الذين تسنموا أعلى المواقع القيادية في الحكومة العراقية, بل والإبقاء على مناصبهم وامتيازاتهم دون أن يكونوا خاضعين لأي حكم أو إدانة قضائية . والذي يقوم بالترويج لهذه المهزلة هذه الأيام هي قناة العراقية الفضائية مع التنويه أن الندوات والحلقات النقاشية التي تعقدها الفضائية العراقية تصر على التميز بين المزورين وتقسيمهم إلى نوعين الأول موظف مزور بدرجة وظيفية عالية ويكون مستثنى من تطبيق القوانين ويشمل بالعفو , والثاني موظف بدرجة بسيطة وهذا يجب أن يخضع للقانون ويجب أن تطبق عليه جميع العقوبات والسبب حسب رأي القناة الفضائية العراقية هو لمنع انتشار ظاهرة التزوير المؤدية للفساد في المجتمع العراقي!!
إن الحرب الباردة التي تدور رحاها منذ زمن بعيد بين مرجعية قم ومرجعية النجف لا تخفى على احد من المتابعين لشأن الطائفة الشيعية. وان الجهود الجبارة التي كانت إيران تبذلها لجعل قم مرجعية عليا فوق مرجعية النجف كانت تجابه باستمرار بالممانعة وعدم الموافقة من قبل الشيعة العرب ولقد كان محمد محمد صادق الصدر آخر زعيم عربي للمرجعية الشيعية , وبقتله بيد المخابرات الإيرانية التي تأتمر بأمر الولي الفقيه صفي آخر وجود عربي في المرجعية الشيعية وهكذا ورث السيستاني الخوئي دون منافس ولعل رسالة الخامنئي اليوم إلى السيستاني بيد وزير خارجية الحكومة الإيرانية ستكشف في الأشهر القادمة كثيرا من المستور عن طبيعة العلاقة بين الآمر والمأمور والتابع والمتبوع بين مرجعية قم والنجف. فهل سيقلد شيعة العراق مرجعية قم قريبا أم سيبقون مقلدين لمرجعية النجف (الفارسية )؟؟ أم أنهم سيكشفون خيوط اللعبة باكرا ويظهر فيهم تيار إصلاحي على غرار تيار الإصلاح الإيراني المعارض؟ ومع كل هذه الخيارات يبدو أن شيعة العراق سيبقون محاصرين بالرؤية الإيرانية . فجميع الخيارات المتاحة لهم لا تخرج على الفلك الإيراني .على الأقل في الوقت الراهن , ما دامت الأفكار تصنع هناك , بعيدا في إيران.
أحمد الأحمدي
كتاب من أجل الحرية 5-صفر-1432هـ / 9-يناير-2011م
هل يعقل هذا الذي يحدث؟
أم أن ثمة خطأ ما في الموضوع؟
على اكبر صالحي وزير الخارجية الإيراني الجديد يأتي إلى العراق حاملا رسالة( لم يكشف عن مضمونها) من القيادة الإيرانية إلى المرجع الشيعي الأعلى في النجف علي السيستاني.
وخلافا لكل الأعراف الدولية والتقاليد البروتوكولية فان صالحي وبعد أن التقى نظيره العراقي هوشيار زيباري لم يسلمه تلك الرسالة, بل ولم يكشف عن مضمونها له. ونفس الأمر تكرر عندما التقى بالمطلك نائب رئيس الوزراء, الداخل حديثا في سلك الولاء الإيراني , ثم اتخذ الأمر منحى آخر واخطر عندما التقى صالحي بالمالكي. وهو الذي لم يحصل على كرسي الرئاسة إلا بعد أوامر إيرانية مباشرة إلى جميع أتباعها في العراق من الحزب المسمى التحالف الوطني, ما يفصح عن ثقة كبيرة به ترقى على الشبهات في مجال الولاء لها . إلا أن صالحي لم يقل شيئا مما كلفته به القيادة الإيرانية للمالكي أيضا .غير إن الذي لا يستطيع أي عراقي أن يقبله حتى من الذين لا يعترفون بالعملية السياسية برمتها, هو أن تكون الدولة العراقية وحكومتها بهذا المستوى من المهانة والذلة والتبعية. حتى صار وزير خارجية دولة أجنبية يخاطب مواطنا عراقيا أو مقيما في العراق دون أن يعلم احد من أعضاء الحكومة ولا حتى رئيسها بشيء عن مضمون ذلك الخطاب أو تلك الرسالة. أ ولا يعد ذلك شكل من أشكال التخابر مع الأجنبي ؟
إن المذل في الأمر هو أن صالحي يصرح وبكل وقاحة عن طبيعة مهمته في العراق ولا يبقيه سرا. وكأن العراق واحدة من محافظات الجمهورية الإيرانية . ثم أليس من العجيب أن ترسل القيادة الإيرانية وزير خارجيتها برسالة إلى مرجع الشيعة الأعلى في العراق ؟ أما كان الأولى أن ترسل القيادة الإيرانية برسالتها إلى رئيس الحكومة إذا كان الأمر له علاقة بالشأن السياسي ؟ إما إذا كانت الرسالة ذات طابع ديني إما كان الأولى أن ترسل إيران احد معمميها ليكون رسولا إلى السيستاني؟ على الأقل لتحفظ ماء وجه الحكومة الموالية لها ؟ أم أن الأمر اعقد وأعمق واخطر من ذلك بكثير؟ خصوصا أن الفقيه الإيراني قد استولى على مقدرات الشعب الإيراني دنيا ودين, وهو بدوره يخطط ومنذ زمن ليس بالقصير لتطبيق النموذج الإيراني في العراق, من خلال سعي السياسيين العراقيين الشيعة لترويج فكرة نيل المباركة من مرجعيتهم قبل أي خطوة يقومون بها, بل وحرصهم على اطلاع السيستاني على كل صغيرة وكبيرة في الشأن السياسي العراقي من اجل تطبيع الفكرة وجعلها امرأ مقدسا في العراق أسوة بإيران ,,,,, ولكن مهلا .
لماذا هذا الاستغراب والاستنكار..أو ليست هذه الحكومة إيرانية بامتياز وان معظم أعضائها مازال يحتفظ وباعتزاز بالجنسية الإيرانية بل إن معظمهم مازال يملك الرقم الانتخابي الذي يؤهله للمشاركة في الانتخابات البرلمانية الإيرانية . إن الاستهانة بالعراق أرضا وشعبا وتاريخا قد بلغت منتهاها من قبل القيادة الإيرانية عندما بدأت تنفذ قرارات لا تخضع للمنطق ولا للعقل وليس آخرها توجيه الحكومة العراقية لاستصدار قرارات تحمي بموجبها أصحاب الشهادات المزورة و النصابين واللصوص من أتباعها من الذين تسنموا أعلى المواقع القيادية في الحكومة العراقية, بل والإبقاء على مناصبهم وامتيازاتهم دون أن يكونوا خاضعين لأي حكم أو إدانة قضائية . والذي يقوم بالترويج لهذه المهزلة هذه الأيام هي قناة العراقية الفضائية مع التنويه أن الندوات والحلقات النقاشية التي تعقدها الفضائية العراقية تصر على التميز بين المزورين وتقسيمهم إلى نوعين الأول موظف مزور بدرجة وظيفية عالية ويكون مستثنى من تطبيق القوانين ويشمل بالعفو , والثاني موظف بدرجة بسيطة وهذا يجب أن يخضع للقانون ويجب أن تطبق عليه جميع العقوبات والسبب حسب رأي القناة الفضائية العراقية هو لمنع انتشار ظاهرة التزوير المؤدية للفساد في المجتمع العراقي!!
إن الحرب الباردة التي تدور رحاها منذ زمن بعيد بين مرجعية قم ومرجعية النجف لا تخفى على احد من المتابعين لشأن الطائفة الشيعية. وان الجهود الجبارة التي كانت إيران تبذلها لجعل قم مرجعية عليا فوق مرجعية النجف كانت تجابه باستمرار بالممانعة وعدم الموافقة من قبل الشيعة العرب ولقد كان محمد محمد صادق الصدر آخر زعيم عربي للمرجعية الشيعية , وبقتله بيد المخابرات الإيرانية التي تأتمر بأمر الولي الفقيه صفي آخر وجود عربي في المرجعية الشيعية وهكذا ورث السيستاني الخوئي دون منافس ولعل رسالة الخامنئي اليوم إلى السيستاني بيد وزير خارجية الحكومة الإيرانية ستكشف في الأشهر القادمة كثيرا من المستور عن طبيعة العلاقة بين الآمر والمأمور والتابع والمتبوع بين مرجعية قم والنجف. فهل سيقلد شيعة العراق مرجعية قم قريبا أم سيبقون مقلدين لمرجعية النجف (الفارسية )؟؟ أم أنهم سيكشفون خيوط اللعبة باكرا ويظهر فيهم تيار إصلاحي على غرار تيار الإصلاح الإيراني المعارض؟ ومع كل هذه الخيارات يبدو أن شيعة العراق سيبقون محاصرين بالرؤية الإيرانية . فجميع الخيارات المتاحة لهم لا تخرج على الفلك الإيراني .على الأقل في الوقت الراهن , ما دامت الأفكار تصنع هناك , بعيدا في إيران.
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:07 pm من طرف Gulf Knight
» الوصول إلى أي مكان في العالم خلال أقل من ساعة هدف أميركي قد يتحقق اليوم
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:02 pm من طرف Gulf Knight
» إسرائيل تبحث شراء وسائل قتالية أميركية مستعملة فى العراق
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:00 pm من طرف Gulf Knight
» كتيبة بنيامين تجدد التأكيد على جهوزية الجيش الإسرائيلي لمواجهات سبتمبر
الإثنين أغسطس 15, 2011 3:59 pm من طرف Gulf Knight
» قبيل الانسحاب: العراق يتسلّم 22 مروحية مي-17 محدّثة من شركة ARINC الأميركية
الخميس أغسطس 11, 2011 6:30 pm من طرف Gulf Knight
» أفغانستان تتسلم 9 مروحيات "مي-17" من روسيا بحلول نهاية العام
الخميس أغسطس 11, 2011 6:29 pm من طرف Gulf Knight
» مناورات جوية لقوات دول الاتحاد السوفياتي السابق لمكافحة الإرهاب
الخميس أغسطس 11, 2011 6:28 pm من طرف Gulf Knight
» روسيا تطوّر نظامي الدفاع الجوي الجديدين: مارفي و فيتياز
الخميس أغسطس 11, 2011 6:27 pm من طرف Gulf Knight
» إختفاء صواريخ مضادة للدروع من معسكر إسرائيلي في الجولان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:26 pm من طرف Gulf Knight
» إسرائيل تطور طائرة جديدة دون طيار
الخميس أغسطس 11, 2011 6:25 pm من طرف Gulf Knight
» إسقاط مروحية تشينوك في أفغانستان يودي بحياة 31 جندياً أميركياً و7 جنود أفغان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:23 pm من طرف Gulf Knight
» دبابات الجيش السوري تقتحم مدينتي سراقب وقصير
الخميس أغسطس 11, 2011 6:22 pm من طرف Gulf Knight
» أحزاب الشيطان من طهران إلى العراق ولبنان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:20 pm من طرف Gulf Knight
» سوريا وتركيا.. لقاء الوداع؟
الخميس أغسطس 11, 2011 6:19 pm من طرف Gulf Knight
» سوريا: تصورات نهاية النظام
الخميس أغسطس 11, 2011 6:19 pm من طرف Gulf Knight