– 2010: صورة "حزب الله" كم تغيّرت
أحمد عياش
جريدة النهار اللبنانية 13-محرم-1432هـ / 19-ديسمبر-2010م
الأيام التي تفصل لبنان عن نهاية سنة 2010، هي نفسها تفصل "حزب الله" عن انقضاء عقد من السنين بدأ عام 2000 عندما تحقق انجاز تحرير الجنوب من الاحتلال الإسرائيلي وأعلنت الأمم المتحدة تطبيق قرارها الشهير الرقم 425 الذي وصفه غسان تويني أيام كان مندوب لبنان الدائم في المنظمة الدولية بأنه "إعلان جديد لاستقلال صادر عن أرفع السلطات الدولية" بعدما أطلق أمام مجلس الأمن في 17 آذار عام 1978 باسم لبنان النداء الشهير "اتركوا شعبي يعيش".
لو كان للامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله ان يتأمل اليوم حصاد عشرة أعوام لظهر فرق هائل بين العام الأول عندما كان لبنان والعالم يحتفلان بعرس تحرير اول ارض عربية احتلتها إسرائيل وانسحبت منها تطبيقاً لقرار دولي ومن دون الفوز بأي مكاسب إلا مكسب الخروج من المستنقع، كما وصفه آنذاك رئيس وزراء إسرائيل ايهود باراك، وبين العام الأخير من هذا العقد الذي ينشغل فيه لبنان والعالم بأمر "حزب الله" وصلته بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه في 14 شباط 2005 وما سيصدر عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان من قرار اتهامي في هذه الجريمة.
انها بالتأكيد مفارقة هائلة بين صورة "حزب الله" بطل تحرير أرضه المحتلة وبين صورة "حزب الله" التي يجري ربطها بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه. لهذا السبب يبدو الحزب في أقصى توتره لنفي الصورة الثانية بأي ثمن حتى لو كانت كلفته لبنان نفسه، كما ظهر احياناً في فلتات لسان بعض المتوترين.
ما يفعله الحزب اليوم هو محاولة تحطيم المرآة وليس رؤية الواقع. وقد يكون من الوهم الاعتقاد بأنه سيعمد إلى إجراء مراجعة شاملة لما آلت اليه الأمور فحوّلت بطل تحرير أرضه المحتلة مرشحاً للاتهام بارتكاب جريمة وصفت بأنها "جريمة العصر".
هناك كثر ممن صنعوا انتصار التحرير عام 2000 يكافحون اليوم على الأرض المحررة من اجل ان ينالوا لقمة العيش الشريفة. وكاتب هذه السطور يعلم كثرة من هؤلاء المقاومين الذين ينصرفون بهمة الى أعمال زراعية وحرفية وتجارية. ثم ان اهل هؤلاء المقاومين وبيئتهم الحاضنة جاهدوا عبر الزمن من اجل إلغاء صورة البؤس التي لازمت ولا تزال مناطق الحرمان في كل أطراف لبنان وأحزمة الفقر حول مناطق ثرائه. وعندما أزف عرس التحرير عام 2000 انهمرت ثروات المغتربين من كل أصقاع الدنيا من اجل تحويل الجنوب المحرر لؤلؤة اعمارية على جبين الوطن.
لكن "حزب الله" وفق ما شاءت إيران وسوريا اخذ انتصار العام 2000 إلى جلجلة لعبة الأمم التي أرادت ان يبقى الجنوب المحرر ومعه لبنان ملجأ بديلاً لحروب مستحيلة. كل من أحب "حزب الله" ولا يزال انغرس في صورة النضال حتى إنجاز التحرير عام 2000. اما المواقف في الأعوام العشرة التالية فهي من منطلق الوفاء لذلك الإنجاز التاريخي الذي ذهب إلى سوق النخاسة الداخلي والإقليمي والدولي.
التطهر من لعبة الأمم ليس بالأمر اليسير اطلاقاً. فالمستفيدون أكثر من ان يعدوا او يحصوا. ولهم مصلحة دائمة في تورط الحزب في هذه اللعبة. وهؤلاء في كل مكان وعلى مستوى من يدعون التحالف مع الحزب داخلياً وخارجياً، ولهذا يبدو صراخ جميع هؤلاء قبل صدور القرار الاتهامي عن المحكمة، كحال المقامر الذي يوشك على الخسارة. انه الخوف الكبير من ان ينتهي زمن استغلال دماء المقاومين الذين رووا بدمائهم الأرض حتى أزهرت تحريراً عام 2000. ولا يهتم هؤلاء المتاجرون ان أصبحت هذه الأرض مليئة بالأشواك، فالمهم ان يبقى الملعب مفتوحاً وان يبقى انتصار العام 2000 قميص عثمان. لو قيّض للأرض ان تتكلم لصرخت مجدداً "اتركوا شعبي يعيش".
أحمد عياش
جريدة النهار اللبنانية 13-محرم-1432هـ / 19-ديسمبر-2010م
الأيام التي تفصل لبنان عن نهاية سنة 2010، هي نفسها تفصل "حزب الله" عن انقضاء عقد من السنين بدأ عام 2000 عندما تحقق انجاز تحرير الجنوب من الاحتلال الإسرائيلي وأعلنت الأمم المتحدة تطبيق قرارها الشهير الرقم 425 الذي وصفه غسان تويني أيام كان مندوب لبنان الدائم في المنظمة الدولية بأنه "إعلان جديد لاستقلال صادر عن أرفع السلطات الدولية" بعدما أطلق أمام مجلس الأمن في 17 آذار عام 1978 باسم لبنان النداء الشهير "اتركوا شعبي يعيش".
لو كان للامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله ان يتأمل اليوم حصاد عشرة أعوام لظهر فرق هائل بين العام الأول عندما كان لبنان والعالم يحتفلان بعرس تحرير اول ارض عربية احتلتها إسرائيل وانسحبت منها تطبيقاً لقرار دولي ومن دون الفوز بأي مكاسب إلا مكسب الخروج من المستنقع، كما وصفه آنذاك رئيس وزراء إسرائيل ايهود باراك، وبين العام الأخير من هذا العقد الذي ينشغل فيه لبنان والعالم بأمر "حزب الله" وصلته بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه في 14 شباط 2005 وما سيصدر عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان من قرار اتهامي في هذه الجريمة.
انها بالتأكيد مفارقة هائلة بين صورة "حزب الله" بطل تحرير أرضه المحتلة وبين صورة "حزب الله" التي يجري ربطها بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه. لهذا السبب يبدو الحزب في أقصى توتره لنفي الصورة الثانية بأي ثمن حتى لو كانت كلفته لبنان نفسه، كما ظهر احياناً في فلتات لسان بعض المتوترين.
ما يفعله الحزب اليوم هو محاولة تحطيم المرآة وليس رؤية الواقع. وقد يكون من الوهم الاعتقاد بأنه سيعمد إلى إجراء مراجعة شاملة لما آلت اليه الأمور فحوّلت بطل تحرير أرضه المحتلة مرشحاً للاتهام بارتكاب جريمة وصفت بأنها "جريمة العصر".
هناك كثر ممن صنعوا انتصار التحرير عام 2000 يكافحون اليوم على الأرض المحررة من اجل ان ينالوا لقمة العيش الشريفة. وكاتب هذه السطور يعلم كثرة من هؤلاء المقاومين الذين ينصرفون بهمة الى أعمال زراعية وحرفية وتجارية. ثم ان اهل هؤلاء المقاومين وبيئتهم الحاضنة جاهدوا عبر الزمن من اجل إلغاء صورة البؤس التي لازمت ولا تزال مناطق الحرمان في كل أطراف لبنان وأحزمة الفقر حول مناطق ثرائه. وعندما أزف عرس التحرير عام 2000 انهمرت ثروات المغتربين من كل أصقاع الدنيا من اجل تحويل الجنوب المحرر لؤلؤة اعمارية على جبين الوطن.
لكن "حزب الله" وفق ما شاءت إيران وسوريا اخذ انتصار العام 2000 إلى جلجلة لعبة الأمم التي أرادت ان يبقى الجنوب المحرر ومعه لبنان ملجأ بديلاً لحروب مستحيلة. كل من أحب "حزب الله" ولا يزال انغرس في صورة النضال حتى إنجاز التحرير عام 2000. اما المواقف في الأعوام العشرة التالية فهي من منطلق الوفاء لذلك الإنجاز التاريخي الذي ذهب إلى سوق النخاسة الداخلي والإقليمي والدولي.
التطهر من لعبة الأمم ليس بالأمر اليسير اطلاقاً. فالمستفيدون أكثر من ان يعدوا او يحصوا. ولهم مصلحة دائمة في تورط الحزب في هذه اللعبة. وهؤلاء في كل مكان وعلى مستوى من يدعون التحالف مع الحزب داخلياً وخارجياً، ولهذا يبدو صراخ جميع هؤلاء قبل صدور القرار الاتهامي عن المحكمة، كحال المقامر الذي يوشك على الخسارة. انه الخوف الكبير من ان ينتهي زمن استغلال دماء المقاومين الذين رووا بدمائهم الأرض حتى أزهرت تحريراً عام 2000. ولا يهتم هؤلاء المتاجرون ان أصبحت هذه الأرض مليئة بالأشواك، فالمهم ان يبقى الملعب مفتوحاً وان يبقى انتصار العام 2000 قميص عثمان. لو قيّض للأرض ان تتكلم لصرخت مجدداً "اتركوا شعبي يعيش".
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:07 pm من طرف Gulf Knight
» الوصول إلى أي مكان في العالم خلال أقل من ساعة هدف أميركي قد يتحقق اليوم
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:02 pm من طرف Gulf Knight
» إسرائيل تبحث شراء وسائل قتالية أميركية مستعملة فى العراق
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:00 pm من طرف Gulf Knight
» كتيبة بنيامين تجدد التأكيد على جهوزية الجيش الإسرائيلي لمواجهات سبتمبر
الإثنين أغسطس 15, 2011 3:59 pm من طرف Gulf Knight
» قبيل الانسحاب: العراق يتسلّم 22 مروحية مي-17 محدّثة من شركة ARINC الأميركية
الخميس أغسطس 11, 2011 6:30 pm من طرف Gulf Knight
» أفغانستان تتسلم 9 مروحيات "مي-17" من روسيا بحلول نهاية العام
الخميس أغسطس 11, 2011 6:29 pm من طرف Gulf Knight
» مناورات جوية لقوات دول الاتحاد السوفياتي السابق لمكافحة الإرهاب
الخميس أغسطس 11, 2011 6:28 pm من طرف Gulf Knight
» روسيا تطوّر نظامي الدفاع الجوي الجديدين: مارفي و فيتياز
الخميس أغسطس 11, 2011 6:27 pm من طرف Gulf Knight
» إختفاء صواريخ مضادة للدروع من معسكر إسرائيلي في الجولان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:26 pm من طرف Gulf Knight
» إسرائيل تطور طائرة جديدة دون طيار
الخميس أغسطس 11, 2011 6:25 pm من طرف Gulf Knight
» إسقاط مروحية تشينوك في أفغانستان يودي بحياة 31 جندياً أميركياً و7 جنود أفغان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:23 pm من طرف Gulf Knight
» دبابات الجيش السوري تقتحم مدينتي سراقب وقصير
الخميس أغسطس 11, 2011 6:22 pm من طرف Gulf Knight
» أحزاب الشيطان من طهران إلى العراق ولبنان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:20 pm من طرف Gulf Knight
» سوريا وتركيا.. لقاء الوداع؟
الخميس أغسطس 11, 2011 6:19 pm من طرف Gulf Knight
» سوريا: تصورات نهاية النظام
الخميس أغسطس 11, 2011 6:19 pm من طرف Gulf Knight