دقت ساعة الحقيقة
نايلة تويني
النهار اللبنانية 19-ذوالحجة-1431هـ / 25-نوفمبر-2010م
لم يكن مستغرباً ان يثير التقرير الذي بثته محطة "CBC" الكندية في شأن التحقيق الدولي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه كل هذا التوتر والاضطراب وردود الفعل الداخلية والخارجية، رغم ان كلّ المعنيين به رفضوا التعليق على مضمونه، وهذا أمر طبيعي أيضاً نظراً الى خطورة هذا المضمون من جهة وضرورة التزام التحفظ عن كلّ أمر يتعلق بسرّية التحقيقات.
لكن ما يعنينا في هذا التطور، صراحة، هو ان التقرير، وبغض النظر عن مدى صدقيته أو عدمها، دفع بالمدعي العام الدولي دانيال بلمار الى الكشف علناً وبصراحة انه يتهيأ لرفع القرار الظني الى قاضي الاجراءات التمهيدية في وقت قريب، وهنا بيت القصيد الذي يشغل لبنان واللبنانيين. هذا يعني ان "ساعة الحقيقة" دقت وباتت قريبة وانه آن الأوان أخيراً لوضع حدّ نهائي لكل هذا المسلسل من التسريبات والانفعالات والاضطرابات والاتهامات والسجالات، والأسوأ منها جميعاً التوظيف والاستقلال في الداخل والخارج.
وقد آن الأوان لكي يتهيأ اللبنانيون لتقبل أول تجربة من نوعها هي تجربة قبول الحقيقة وكشفها أياً تكن ومهما تحمل وقائعها من مفاجآت ستبيضّ لها وجوه وتسوّد أخرى. واذا كنا مع كل اللبنانيين، نتمنى ألا يضرب السواد أي وجوه لبنانية، فمع ذلك ندرك ان لغة التمنيات لا مكان لها مع التحقيقات القضائية ومع الحقائق التي ينبغي ان تكشف مهما كلف الآخر. فمن حق شهدائنا علينا ومن حق مصير وطننا علينا، ومن حق شبابنا وأجيالنا الصاعدة خصوصاً، ان نخوض تجربة الحقيقة لمرة ولكي نثبت للعالم اننا شعب قادر على طي صفحات الإرهاب والحروب والتعلم من التجارب وقهر كل محترفي الإجرام والجريمة والارهاب والترهيب.
اننا نفهم عمق الخوف والخشية والتحسب التي تعتري اللبنانيين من اقتراب ساعة الحقيقة، بعدما تفاقمت التهديدات بالويل والثبور وعظائم الأمور منذ أكثر من سنة. لكننا سنظل مؤمنين بأن شعبنا، الذي دفع مئات الآلاف من الضحايا والشهداء في الحروب وعشرات الشهود في حرب الاغتيالات، سيكون قادراً على مواجهة هذا الاستحقاق الآتي برباطة جأش لانه آمن بالعدالة، ولأن الحقيقة وحدها تشفي، ولأن لا قيامة لدولة حقيقية الا بتحقيق العدالة والانتصار لها.
اما المؤامرة الكبرى الأخرى، الى جانب قتل الشهداء، فهي قتل الحقيقة. وآن الأوان لبداية كشف الحقيقة بدءاً بجريمة اغتيال الرئيس الحريري علّها توصل الى كشف قتلة كل الشهداء.
واما الخوف من الحقيقة فهو كالخوف من المرض القاتل، ومن يتستّر على مرضه سيقتله خوفه بأسرع مما يظن.
nayla.tueni@annahar.com.lb
نايلة تويني
النهار اللبنانية 19-ذوالحجة-1431هـ / 25-نوفمبر-2010م
لم يكن مستغرباً ان يثير التقرير الذي بثته محطة "CBC" الكندية في شأن التحقيق الدولي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه كل هذا التوتر والاضطراب وردود الفعل الداخلية والخارجية، رغم ان كلّ المعنيين به رفضوا التعليق على مضمونه، وهذا أمر طبيعي أيضاً نظراً الى خطورة هذا المضمون من جهة وضرورة التزام التحفظ عن كلّ أمر يتعلق بسرّية التحقيقات.
لكن ما يعنينا في هذا التطور، صراحة، هو ان التقرير، وبغض النظر عن مدى صدقيته أو عدمها، دفع بالمدعي العام الدولي دانيال بلمار الى الكشف علناً وبصراحة انه يتهيأ لرفع القرار الظني الى قاضي الاجراءات التمهيدية في وقت قريب، وهنا بيت القصيد الذي يشغل لبنان واللبنانيين. هذا يعني ان "ساعة الحقيقة" دقت وباتت قريبة وانه آن الأوان أخيراً لوضع حدّ نهائي لكل هذا المسلسل من التسريبات والانفعالات والاضطرابات والاتهامات والسجالات، والأسوأ منها جميعاً التوظيف والاستقلال في الداخل والخارج.
وقد آن الأوان لكي يتهيأ اللبنانيون لتقبل أول تجربة من نوعها هي تجربة قبول الحقيقة وكشفها أياً تكن ومهما تحمل وقائعها من مفاجآت ستبيضّ لها وجوه وتسوّد أخرى. واذا كنا مع كل اللبنانيين، نتمنى ألا يضرب السواد أي وجوه لبنانية، فمع ذلك ندرك ان لغة التمنيات لا مكان لها مع التحقيقات القضائية ومع الحقائق التي ينبغي ان تكشف مهما كلف الآخر. فمن حق شهدائنا علينا ومن حق مصير وطننا علينا، ومن حق شبابنا وأجيالنا الصاعدة خصوصاً، ان نخوض تجربة الحقيقة لمرة ولكي نثبت للعالم اننا شعب قادر على طي صفحات الإرهاب والحروب والتعلم من التجارب وقهر كل محترفي الإجرام والجريمة والارهاب والترهيب.
اننا نفهم عمق الخوف والخشية والتحسب التي تعتري اللبنانيين من اقتراب ساعة الحقيقة، بعدما تفاقمت التهديدات بالويل والثبور وعظائم الأمور منذ أكثر من سنة. لكننا سنظل مؤمنين بأن شعبنا، الذي دفع مئات الآلاف من الضحايا والشهداء في الحروب وعشرات الشهود في حرب الاغتيالات، سيكون قادراً على مواجهة هذا الاستحقاق الآتي برباطة جأش لانه آمن بالعدالة، ولأن الحقيقة وحدها تشفي، ولأن لا قيامة لدولة حقيقية الا بتحقيق العدالة والانتصار لها.
اما المؤامرة الكبرى الأخرى، الى جانب قتل الشهداء، فهي قتل الحقيقة. وآن الأوان لبداية كشف الحقيقة بدءاً بجريمة اغتيال الرئيس الحريري علّها توصل الى كشف قتلة كل الشهداء.
واما الخوف من الحقيقة فهو كالخوف من المرض القاتل، ومن يتستّر على مرضه سيقتله خوفه بأسرع مما يظن.
nayla.tueni@annahar.com.lb
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:07 pm من طرف Gulf Knight
» الوصول إلى أي مكان في العالم خلال أقل من ساعة هدف أميركي قد يتحقق اليوم
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:02 pm من طرف Gulf Knight
» إسرائيل تبحث شراء وسائل قتالية أميركية مستعملة فى العراق
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:00 pm من طرف Gulf Knight
» كتيبة بنيامين تجدد التأكيد على جهوزية الجيش الإسرائيلي لمواجهات سبتمبر
الإثنين أغسطس 15, 2011 3:59 pm من طرف Gulf Knight
» قبيل الانسحاب: العراق يتسلّم 22 مروحية مي-17 محدّثة من شركة ARINC الأميركية
الخميس أغسطس 11, 2011 6:30 pm من طرف Gulf Knight
» أفغانستان تتسلم 9 مروحيات "مي-17" من روسيا بحلول نهاية العام
الخميس أغسطس 11, 2011 6:29 pm من طرف Gulf Knight
» مناورات جوية لقوات دول الاتحاد السوفياتي السابق لمكافحة الإرهاب
الخميس أغسطس 11, 2011 6:28 pm من طرف Gulf Knight
» روسيا تطوّر نظامي الدفاع الجوي الجديدين: مارفي و فيتياز
الخميس أغسطس 11, 2011 6:27 pm من طرف Gulf Knight
» إختفاء صواريخ مضادة للدروع من معسكر إسرائيلي في الجولان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:26 pm من طرف Gulf Knight
» إسرائيل تطور طائرة جديدة دون طيار
الخميس أغسطس 11, 2011 6:25 pm من طرف Gulf Knight
» إسقاط مروحية تشينوك في أفغانستان يودي بحياة 31 جندياً أميركياً و7 جنود أفغان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:23 pm من طرف Gulf Knight
» دبابات الجيش السوري تقتحم مدينتي سراقب وقصير
الخميس أغسطس 11, 2011 6:22 pm من طرف Gulf Knight
» أحزاب الشيطان من طهران إلى العراق ولبنان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:20 pm من طرف Gulf Knight
» سوريا وتركيا.. لقاء الوداع؟
الخميس أغسطس 11, 2011 6:19 pm من طرف Gulf Knight
» سوريا: تصورات نهاية النظام
الخميس أغسطس 11, 2011 6:19 pm من طرف Gulf Knight