يا علاوي لم ننتخبك لتعطيها للمالكي.. ماسّوينا شي!
د. أيمن الهاشمي
السياسة الكويتية 28-رجب-1431هـ / 10-يوليو-2010م
ثمة صفقة في الخفاء يتقاسم فيها الدكتور علاوي السلطة مع نوري المالكي ... وهكذا ذهبت تضحيات الناس آدراج الرياح.
هذه الرسالة ليست موجهة مني بقدر ما هي رسالة حملني إياها كثير من المواطنين العراقيين ممن تقدموا إلى انتخابات يوم 7 مارس 2010 وجازفوا بأرواحهم وراحتهم وتعالوا على يأسهم وإحباطهم من العملية السياسية في العراق الجديد، وبصموا باصابعهم تأييدا للقائمة العراقية التي تضم تحالف عدد من الشخصيات الوطنية العراقية الليبرالية برئاسة الدكتور اياد علاوي ومعه طارق الهاشمي واسامة النجيفي وسلام الزوبعي وغيرهم. ولقد قلنا سابقا في هذه الصحيفة، إن العراقيين رغم معاناتهم ويأسهم من العملية السياسية تقدموا إلى صناديق الانتخاب وصوتوا للقائمة العراقية كي تزيل كابوس الطائفية والمحاصصة البغيضة، وكي تنهي عهد الدم والاضطهاد والاحتراب الطائفي ويعود الوطن مشافى معافى، فكثير من العراقيين ممن وضعوا ثقتهم في العراقية كانوا يائسين وناقمين على ما جرى ويجري في العراق من ترسيخ للطائفية ومساحة واسعة للنفوذ والتغلغل الايراني.
والمعلوم ان ايران ضغطت بقوة - وما زالت - على كتلتي دولة القانون (حزب الدعوة بزعامة المالكي) والائتلاف الوطني (تجمع عمار الحكيم ومقتدى الصدر وحزب الفضيلة)، من اجل التوحد في قائمة واحدة ذات منحى واتجاه طائفي خاضع للنفوذ الايراني، وبذلت السفارة الايرانية ببغداد جهودا متواصلة وقام مندوبون عن ملالي طهران بايصال رسائل إلى الكتلتين وصلت حد التهديد بوجوب التوحد في مواجهة القائمة الليبرالية الفائزة قائمة العراقية بزعامة اياد علاوي لأن إيران وضعت خطا أحمر (فيتو) على تولي اياد علاوي رئاسة الحكومة (برغم مذهبه الشيعي) إلا أنه في عرفهم يعتبر مرتداًً!
لكن ما يجري اليوم في كواليس المفاوضات وراء جدران مغلقة، بعيدا عن انظار ومسامع الجمهور العراقي صاحب القرار في فوز القائمة العراقية باكبر نسبة من الاصوات في الانتخابات الاخيرة، تشير إلى أن ثمة اتفاق يجري بين العراقية وكتلة رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي، بل يقال إن صفقة تطبخ بين الطرفين، من نتيجتها ان يتقاسم المالكي السلطة مع الدكتور اياد علاوي، وفي هذا الأمر لو حصل سيثير مواجع العراقيين وبالأخص من وضعوا ثقتهم بالعراقية، لأنهم ملوا وزهقوا من فترة حكم نوري المالكي التي كانت من أسوأ ما مر على العراق من مآس وكوارث، فكيف يعاد تنصيب نوري المالكي على رأس السلطة في صفقة تبادل الادوار والمناصب بين علاوي والمالكي؟
إن خمس محافظات عراقية، ديالى وصلاح الدين والأنبار وبغداد ونينوى ونسبة كبيرة من مواطني المحافظات العراقية الأخرى وضعوا ثقتهم في تكتل العراقية الليبرالي بزعامة الدكتور اياد علاوي من أجل تخليص العراق من الطائفية ومن التغلغل الايراني الذي لا يقل شرا عن الاحتلال الاميركي، ولقد شعرت تلك المحافظات بشيء من الرضا والسرور والتفاؤل حين اظهرت النتائج فوز تكتل العراقية في الانتخابات برغم التزوير الحاصل والممارسة الطائفية التي مورست ضد رموز وقادة في قائمة العراقية بهدف اضعافها وازاحتها، ولكنها رغم كل تلك المؤامرات تخطت التحديات وفازت باعلى نسبة من اصوات الشعب العراقي من كل القوميات والمذاهب والاديان، لأن الناس كانت وما زالت تريد الخلاص وانهاء حقبة الطائفية والتغلغل الايراني.
إن هناك كلاماً يدور عن صفقة في الخفاء يتقاسم فيها الدكتور علاوي السلطة مع نوري المالكي (رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء)، فإذا صدقت الروايات وعاد نوري المالكي إلى واجهة السلطة، وبنفس القوة والتأثير، فيقول الناس الذين صوتوا لاياد علاوي: "كأننا لم نفعل شيئا، وتذهب تضحيتنا ومجازفتنا ومشاركتنا في الانتخابات هباءً أدراج الرياح"وقال أحدهم: "حين تحدينا الظروف والازمات وتقدمنا الصفوف لنصوت للعراقية، فإننا كنا نريد إنهاء فترة حكم حزب الدعوة والاحزاب الطائفية الموالية لإيران، واقامة حكم وطني ليبرالي مستقل لا يرتبط بالولاء لأحد سوى العراق والعراقيين".
إن الأساس لتحقيق السلم والأمان في العراق هو ضمان حق الجميع، وليس الالتفافات السياسية والصفقات، التي تحبط المواطن الناخب العراقي، وبالتالي فإن إعادة نوري المالكي وحزبه وسلطته التي اذاقت العراقيين المرارة والالم طوال السنوات الخمس المنصرمة معناه العودة إلى نقطة الصفر أو المربع الاول كما يقولون. كما ان تقاسم علاوي السلطة مع المالكي، واحتلال الاكراد للموقع الثالث، سيفهمه كثيرون على انه تهميش جديد لطائفة كبيرة من الشعب العراقي تشعر بالتهميش والعزل منذ 2003 وهذه النتيجة الجديدة ستكرس مشاعر العزل والتهميش.
إن الألغام التي احتواها الدستور الذي وضعه الحاكمون الجدد في العراق ،2005 ومن ثم قانون الانتخابات الهزيل، أديا إلى تفاقم أزمات تشكيل الحكومات، وزيادة معاناة العراقيين، وكان ينبغي أن يصوت العراقيون على تسمية رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ضمن حملة انتخابية واحدة لتجنيب البلاد مآسي ومهازل التأخير في تشكيل البرلمان والحكومة وتسمية شاغلي المناصب الثلاثة، وينبغي من الآن التفكير بإعادة النظر في قواعد واحكام قانون الانتخابات في العراق لضمان عدم تكرار المهزلة.
aymenhashimi@hotmail.com
د. أيمن الهاشمي
السياسة الكويتية 28-رجب-1431هـ / 10-يوليو-2010م
ثمة صفقة في الخفاء يتقاسم فيها الدكتور علاوي السلطة مع نوري المالكي ... وهكذا ذهبت تضحيات الناس آدراج الرياح.
هذه الرسالة ليست موجهة مني بقدر ما هي رسالة حملني إياها كثير من المواطنين العراقيين ممن تقدموا إلى انتخابات يوم 7 مارس 2010 وجازفوا بأرواحهم وراحتهم وتعالوا على يأسهم وإحباطهم من العملية السياسية في العراق الجديد، وبصموا باصابعهم تأييدا للقائمة العراقية التي تضم تحالف عدد من الشخصيات الوطنية العراقية الليبرالية برئاسة الدكتور اياد علاوي ومعه طارق الهاشمي واسامة النجيفي وسلام الزوبعي وغيرهم. ولقد قلنا سابقا في هذه الصحيفة، إن العراقيين رغم معاناتهم ويأسهم من العملية السياسية تقدموا إلى صناديق الانتخاب وصوتوا للقائمة العراقية كي تزيل كابوس الطائفية والمحاصصة البغيضة، وكي تنهي عهد الدم والاضطهاد والاحتراب الطائفي ويعود الوطن مشافى معافى، فكثير من العراقيين ممن وضعوا ثقتهم في العراقية كانوا يائسين وناقمين على ما جرى ويجري في العراق من ترسيخ للطائفية ومساحة واسعة للنفوذ والتغلغل الايراني.
والمعلوم ان ايران ضغطت بقوة - وما زالت - على كتلتي دولة القانون (حزب الدعوة بزعامة المالكي) والائتلاف الوطني (تجمع عمار الحكيم ومقتدى الصدر وحزب الفضيلة)، من اجل التوحد في قائمة واحدة ذات منحى واتجاه طائفي خاضع للنفوذ الايراني، وبذلت السفارة الايرانية ببغداد جهودا متواصلة وقام مندوبون عن ملالي طهران بايصال رسائل إلى الكتلتين وصلت حد التهديد بوجوب التوحد في مواجهة القائمة الليبرالية الفائزة قائمة العراقية بزعامة اياد علاوي لأن إيران وضعت خطا أحمر (فيتو) على تولي اياد علاوي رئاسة الحكومة (برغم مذهبه الشيعي) إلا أنه في عرفهم يعتبر مرتداًً!
لكن ما يجري اليوم في كواليس المفاوضات وراء جدران مغلقة، بعيدا عن انظار ومسامع الجمهور العراقي صاحب القرار في فوز القائمة العراقية باكبر نسبة من الاصوات في الانتخابات الاخيرة، تشير إلى أن ثمة اتفاق يجري بين العراقية وكتلة رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي، بل يقال إن صفقة تطبخ بين الطرفين، من نتيجتها ان يتقاسم المالكي السلطة مع الدكتور اياد علاوي، وفي هذا الأمر لو حصل سيثير مواجع العراقيين وبالأخص من وضعوا ثقتهم بالعراقية، لأنهم ملوا وزهقوا من فترة حكم نوري المالكي التي كانت من أسوأ ما مر على العراق من مآس وكوارث، فكيف يعاد تنصيب نوري المالكي على رأس السلطة في صفقة تبادل الادوار والمناصب بين علاوي والمالكي؟
إن خمس محافظات عراقية، ديالى وصلاح الدين والأنبار وبغداد ونينوى ونسبة كبيرة من مواطني المحافظات العراقية الأخرى وضعوا ثقتهم في تكتل العراقية الليبرالي بزعامة الدكتور اياد علاوي من أجل تخليص العراق من الطائفية ومن التغلغل الايراني الذي لا يقل شرا عن الاحتلال الاميركي، ولقد شعرت تلك المحافظات بشيء من الرضا والسرور والتفاؤل حين اظهرت النتائج فوز تكتل العراقية في الانتخابات برغم التزوير الحاصل والممارسة الطائفية التي مورست ضد رموز وقادة في قائمة العراقية بهدف اضعافها وازاحتها، ولكنها رغم كل تلك المؤامرات تخطت التحديات وفازت باعلى نسبة من اصوات الشعب العراقي من كل القوميات والمذاهب والاديان، لأن الناس كانت وما زالت تريد الخلاص وانهاء حقبة الطائفية والتغلغل الايراني.
إن هناك كلاماً يدور عن صفقة في الخفاء يتقاسم فيها الدكتور علاوي السلطة مع نوري المالكي (رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء)، فإذا صدقت الروايات وعاد نوري المالكي إلى واجهة السلطة، وبنفس القوة والتأثير، فيقول الناس الذين صوتوا لاياد علاوي: "كأننا لم نفعل شيئا، وتذهب تضحيتنا ومجازفتنا ومشاركتنا في الانتخابات هباءً أدراج الرياح"وقال أحدهم: "حين تحدينا الظروف والازمات وتقدمنا الصفوف لنصوت للعراقية، فإننا كنا نريد إنهاء فترة حكم حزب الدعوة والاحزاب الطائفية الموالية لإيران، واقامة حكم وطني ليبرالي مستقل لا يرتبط بالولاء لأحد سوى العراق والعراقيين".
إن الأساس لتحقيق السلم والأمان في العراق هو ضمان حق الجميع، وليس الالتفافات السياسية والصفقات، التي تحبط المواطن الناخب العراقي، وبالتالي فإن إعادة نوري المالكي وحزبه وسلطته التي اذاقت العراقيين المرارة والالم طوال السنوات الخمس المنصرمة معناه العودة إلى نقطة الصفر أو المربع الاول كما يقولون. كما ان تقاسم علاوي السلطة مع المالكي، واحتلال الاكراد للموقع الثالث، سيفهمه كثيرون على انه تهميش جديد لطائفة كبيرة من الشعب العراقي تشعر بالتهميش والعزل منذ 2003 وهذه النتيجة الجديدة ستكرس مشاعر العزل والتهميش.
إن الألغام التي احتواها الدستور الذي وضعه الحاكمون الجدد في العراق ،2005 ومن ثم قانون الانتخابات الهزيل، أديا إلى تفاقم أزمات تشكيل الحكومات، وزيادة معاناة العراقيين، وكان ينبغي أن يصوت العراقيون على تسمية رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ضمن حملة انتخابية واحدة لتجنيب البلاد مآسي ومهازل التأخير في تشكيل البرلمان والحكومة وتسمية شاغلي المناصب الثلاثة، وينبغي من الآن التفكير بإعادة النظر في قواعد واحكام قانون الانتخابات في العراق لضمان عدم تكرار المهزلة.
aymenhashimi@hotmail.com
عدل سابقا من قبل Gulf Knight في الثلاثاء يوليو 20, 2010 5:12 am عدل 1 مرات
» الوصول إلى أي مكان في العالم خلال أقل من ساعة هدف أميركي قد يتحقق اليوم
» إسرائيل تبحث شراء وسائل قتالية أميركية مستعملة فى العراق
» كتيبة بنيامين تجدد التأكيد على جهوزية الجيش الإسرائيلي لمواجهات سبتمبر
» قبيل الانسحاب: العراق يتسلّم 22 مروحية مي-17 محدّثة من شركة ARINC الأميركية
» أفغانستان تتسلم 9 مروحيات "مي-17" من روسيا بحلول نهاية العام
» مناورات جوية لقوات دول الاتحاد السوفياتي السابق لمكافحة الإرهاب
» روسيا تطوّر نظامي الدفاع الجوي الجديدين: مارفي و فيتياز
» إختفاء صواريخ مضادة للدروع من معسكر إسرائيلي في الجولان
» إسرائيل تطور طائرة جديدة دون طيار
» إسقاط مروحية تشينوك في أفغانستان يودي بحياة 31 جندياً أميركياً و7 جنود أفغان
» دبابات الجيش السوري تقتحم مدينتي سراقب وقصير
» أحزاب الشيطان من طهران إلى العراق ولبنان
» سوريا وتركيا.. لقاء الوداع؟
» سوريا: تصورات نهاية النظام