ليشاركنا العراقيون في بناء ميناء بوبيان ففي ذلك حل لمشكلتهم في المنفذ المائي 07/07/2010
صابر سويدان: الخطر على الكويت لايزال قائماً من الشمال والشرق
جهات خارج العراق وداخله تعمل على تشويه علاقته بالكويت
تصفية "العراقية" للتحلل من ديون "الكويتية" تهرب من مسؤولية أخلاقية والتزامات دولية.. إنه هروب للأمام
مياه العراق ملوثة فلا نريدها لكن علينا شراء الغاز بأسعار مخفضة مقابل جزء من التعويضات
ما حدث لألمانيا على خلفية التعويضات بعد الحرب العالمية الأولى درس علينا استيعابه
أقول لنواب الأمة: أحسنوا العمل واتركوا ملف العلاقات مع العراق لوزارة الخارجية
وسائل الإعلام الخليجية معنية بافهام شيعة العراق بأنهم عرب شيعة وليسوا شيعة ايرانيين
العراق يمر بمرحلة مخاض .. ووضعه شائك .. والإثارة وسيلة بعض ساسته لدغدغة مشاعر الناس
بعض المزايدين من الجانبين تناغموا مع وسائل إعلام وجهات لا تريد للعلاقة الثنائية أن تتطور
ايران صرفت المليارات في العراق فسيطرت على جنوبه ووسطه ولابد من خطة للمواجهة تنطلق من مجلس التعاون الخليجي
العراق مطالب باثبات حسن نواياه وغلق كافة الملفات الشائكة لنبدأ معه عهداً جديداً ومسيرة ناجحة
أكد اللواء طيار متقاعد الخبير الستراتيجي صابر سويدان ان الخطر على دولة الكويت سيبقى قائماً سواء من الشمال او من الشرق. وقال بأننا محاطون بدولتين كل منهما لها طموحاتها وحساباتها واطماعها.
واضاف: بأن العراق يمر الآن بمرحلة مخاض سياسي والأوضاع على ساحته شائكة وبعض ساسته لا يجدون امامهم من وسيلة سوى الاثارة واطلاق التهم في اتجاه الكويت لهدف دغدغة مشاعر الناس انتخابياً, وأوضح ان المزايدين هم من الجانبين وانهم مع بعض وسائل الاعلام تناغموا مع جهات داخل العراق وخارجه لا تريد لعلاقته مع الكويت ان تتقدم وتتطور.
ورأى السويدان ان العراق مطالب باثبات حسن نواياه واغلاق كافة الملفات الشائكة مع الكويت والاحتكام الى طاولة الحوار الثنائية لطرح كافة الرؤى والملاحظات والاتفاق على حل وسط في شأن بعض القضايا الكبيرة كالديون والتعويضات والحدود وغيرها.
وناشد نواب الامة ترك ملف العراق برمته في يد وزارة الخارجية وتمنى يوماً قريباً تشهد فيه العلاقات الكويتية- العراقية تميزاً وتطوراً ينعكس بالايجاب على البلدين وهنا حصاد الحوار:
\ كمواطن هل انت راضٍ عن الحال الذي باتت عليه العلاقات الكويتية مع العراق الجديد?
/ بالطبع لا, اذ ارى ان العلاقات الكويتية مع العراق الجديد كان من الممكن ان تكون على حال افضل لان العراق مهما حدث سيبقى جاراً للكويت, بل هو اقرب جار لنا ولذا فالعلاقات معه يجب ان تكون جيدة لان تميزها ينعكس على البلدين ايجاباً على كافة الاصعدة وفي شتى المجالات.
\ لماذا برأيك لم تتطور هذه العلاقات بعد سقوط صدام حسين ونظامه?
/ اعتقد ان ما حدث بعد عام 2003 عقب سقوط صدام ونظامه لم يتم استثماره بالشكل المطلوب.
مزايدات
\ من السبب في عدم ري شجرة هذه العلاقات لكي تثمر?
/ المزايدات من الجانبين هي السبب فبعض السياسيين العراقيين يزايدون من اجل الانتخابات وايضا هناك مزايدات من قبل بعض اعضاء مجلس الامة في الكويت, كما ان هناك وسائل اعلام لا تريد لهذه العلاقة الثنائية بين الكويت والعراق ان تتطور وتتحسن ولهذا أرى ان الجانبين مسؤولان عن تدهور او عدم تحسن هذه العلاقات الثنائية.
\ هل الجانبان مسؤولان بنفس الدرجة ام ان هناك مسؤولية اكبر على احدهما?
/ هناك تفاوت, فأحياناً تكون هناك وسائل اعلام عراقية تحاول تدمير اي امكانية يمكن بها تحسين هذه العلاقة وايضا هناك احياناً وسائل اعلام كويتية تنبش في الماضي وتدفع في اتجاه عدم تحسين العلاقة, كذلك فان بعض الساسة العراقيين يصرحون بتصريحات غير مسؤولة ويلقون بالتهم جزافاً على الكويت وفي المقابل هناك بعض نواب البرلمان في الكويت لا يحاولون النظر الى العراق الجديد بنظرة جديدة ويصرحون بتصريحات قوية خصوصاً ازاء موضوعات حساسة كقضية التعويضات والديون مثلاً.
غير مسؤولة
\ اذا غضضنا النظر عن التصريحات فنحن امام خطوة تمت من جانب الحكومة العراقية اذ أقدمت على تصفية الخطوط الجوية العراقية واعلان افلاسها بهدف التهرب من تسديد ديونها المستحقة للخطوط الجوية الكويتية .. فبم تعلق على هكذا تصرف?
/ هذا هروب الى الامام فالحكومة العراقية تحاول التنصل من مسؤولية اخلاقية واقتصادية بحق الكويت وهذه المحاولة هي هروب من الالتزامات الدولية وشخصياً ارى ان مسألة الديون هذه يجب ان يكون هناك حل لها من خلال الحوار المباشر.
\ ما الحل من وجهة نظرك الذي يمكن ان يتمخض عنه الحوار بشأن الديون والتعويضات?
/ اما تخفيض المبالغ او جدولتها او استثمارها فهناك دوماً وسائل ومقترحات يمكن الاتفاق عليها وهذا افضل بكثير من محاولات الهروب الى الامام?
\ اي حوار يمكن ان يثمر في ظل تصريحات عدائية من شأنها شحن الناس من نوعية "نريد صداماً ثانياً ليؤدب الكويتيين" التي يطلقها ساسة عراقيون?
/ لا يمكن اخذ تصريح لأحد المسؤولين من هنا او من هناك والبناء عليه واعتباره تصريحاً يمثل الشعب كله او غالبيته او الحكومة, ويبقى ان مثل هذه التصريحات من الجانبين غير مسؤولة سواء صدرت من مسؤولين في الحكومة او من نواب في البرلمان او كتبها صحافيون.
خطر قائم
\ ألا يمكن رويداً رويداً ان تؤثر مثل هذه التصريحات في نفوس الناس وتؤدي الى مالا يحمد عقباه كما حدث قبل 2 اغسطس 1990?
/ هناك بعض الاكاذيب تنشر لا يمكن ان تؤثر على المجموعات وخذ مثلاً الاشاعة التي انتشرت بعد تحرير العراق ومفادها ان الكويتيين كانوا مسؤولين عن تدمير المتحف العراقي ورغم انها اكذوبة كبيرة الا ان هناك من صدقها ولا يزال "يطنطن" بها والآن هناك من يروج ان الكويتيين مسؤولون عن افلاس الخطوط الجوية العراقية وعن عدم خروج العراق من الفصل السابع وهناك نعم بعض التصريحات تؤثر على بعض الناس هنا وهناك وهذا طبيعي.
\ في ظل هذا الذي يحدث هل تعتقد ان ثمة خطراً لايزال قائما من الشمال?
/ الخطر لايزال قائماً من الشمال ومن الشرق فنحن محاطون بدولتين لديهما طموحات واطماع وتصورات ولذا يجب ان نعمل على تقوية انفسنا فنحن دولة صغيرة.
\ التحلل من الاتفاقيات الامنية الكويتية هل هو امر ممكن كما يطالب البعض?
/ من وجهة نظري لا يمكن بتاتاً التحلل من تلك الاتفاقيات ومن يطالبون بذلك لا حس وطنياً عندهم ولا يقيمون الخطر حق التقييم وأؤيد استمرار هذه الاتفاقيات مع الدول الخمس الكبرى وخصوصاً الولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا.
قضية منتهية
\ الى اي مدى ترى ان مشكلة الحدود ستزداد سخونة خصوصاً في ظل حالة عدم الرضا العراقية عن ترسيم هذه الحدود عام 90 والذي تم من قبل الشرعية الدولية?
/ مشكلة ترسيم الحدود انتهت.
\ هي انتهت من وجهة نظر الكويتيين لكن الساسة العراقيين لايزالون يتحدثون عنها ويثيرونها ولا يخفون رفضهم لواقعها?
/ صحيح لكن الحدود بين الكويت والعراق اصبحت موثقة دولياً بقرار من الامم المتحدة لا يمكن التنصل منه, واذا كانت هناك ملاحظات بشأن العلاقات الحدودية او الحاجة لرصيف في ميناء ام قصر او غير ذلك فهذا من الممكن مناقشته مع الحكومة الكويتية التي لم ترفض أبداً مناقشة مثل هذه الامور مع الحكومة العراقية لكن مسألة اعادة فتح ملف الحدود لا يجوز.
\ لكنهم يصرون على اعادة فتح هذا الملف في حين لم يصروا على اعادة ترسيم حدودهم مع ايران بالرغم من تنازلهم عن نصف مياه شط العرب?
/ العراق يمر بمخاض ناتج عن العملية الديمقراطية التي افرزت ساسة جدداً يحاولون اثارة الشارع لكن الراسخ ان القضية منتهية.
اثارة الشارع
\ هم يقولون بأن ترسيم الحدود اثر سلباً على العراق وهناك اصوات عاقلة صرحت بهذا كرئيس البرلمان اياد السامرائي مثلاً?
/ الساسة وراؤهم شارع وانتخابات فدوماً يستخدمون مثل هذه الامور لدغدغة مشاعر الناس خصوصاً في الجنوب العراقي فالمسألة انتخابية بالدرجة الاولى.
\ ماذا عن الحكومة التي قال ناطقها الرسمي الدباغ بأن الكويت تبتز بلاده وان العراق لن يكون مستعداً لدفع الثمن مرتين عن اخطاء الماضي?
/ الحكومة العراقية هي الاخرى أتت عن طريق الانتخابات ولهذا فمن الطبيعي ان يثيروا قضايا انتخابية وشعبوية وأعتقد بأنه يجب على الحكومة العراقية ووسائل اعلامها وناطقها الرسمي اللجوء الى طرح اي قضايا خلافية مع الكويت من خلال الحوار الثنائي مع الحكومة الكويتية, والآن هناك فراغ سياسي في العراق نتيجة عدم تسمية رئيس للحكومة ولذلك فمن المتوقع لجوء بعض الساسة بين الحين والآخر إلى إثارة الشارع العراقي.
حل وسط
\ كمواطن هل يمكن أن توافق على أن تسقط الكويت ديوناً تعادل تقريباً احتياطي الأجيال المقبلة?
/ أرى أنه بالإمكان التوصل إلى حل وسط بين الجانبين إذ يجب أن تكرر مسألة ما حدث لألمانيا من جراء الحرب العالمية الأولى نتيجة للتعويضات التي فرضتها عليها, والكويت من جانبها طرحت مقترحاً جيداً يتمثل في استثمار أموال التعويضات في تحسين البنية التحتية بالعراق فضلاً عن المشاركة في مشاريع اقتصادية كتطوير الحقول والمنشآت النفطية العراقية وهذا لن يحدث لا من خلال الحوار بين الحكومتين, أما استخدام وسائل الإعلام لإطلاق التهم ومحاولة التنصل من القرارات الدولية فلن يوصلا إلى أي نتيجة.
\ استخدام أموال التعويضات في الاستثمار بالعراق هل يمكن أن يحدث في ظل استمرار سريان قانون حجز أملاك الكويتيين في بلاد الرافدين?
/ عندما يكون هناك حوار مباشر توضع على الطاولة كل المحاور وكل القضايا المختلف في شأنها.
غاز
\ ما رأيك في مقترح تسوية أموال الديون والتعويضات مقابل المياه العذبة والغاز?
/ لسنا بحاجة إلى ماء العراق خصوصاً وانه ملوث لكن يمكن شراء الغاز منهم بأسعار مخفضة كجزء من التعويضات, فنحن لدينا وحدات تكرير مياه عذبة من البحر هذا فضلاً عن ان العراقيين يعانون الآن من نقص في المياه لأن تركيا وسورية بدأتا في وضع سدود على نهر الفرات.
\ بمناسبة ذكر سورية ومشاركتها لتركيا في إقامة سدود على نهر الفرات هناك اتهام للكويت بتمويل ودعم مشروع سوري كبير يستهدف سحب المياه من دجلة فهل تعتقد ان الكويت يمكن أن تنحو هذا المنحى?
/ الكويت ومن خلال صندوق التنمية دوماً تقوم بدعم الكثير من المشاريع وهي الآن تقوم ببناء مصاف وسدود وغير ذلك في كثير من الدول فإن كانت تقوم ببناء سد في سورية من شأنه أن يؤثر على العراق فلتوضح الحكومة العراقية ذلك على مائدة حوار مع الحكومة الكويتية لكن لا ينبغي ان يكون هناك تسريب إعلامي في شأن كهكذا موضوع لأنه لن يفيد فالكويت يهمها أن تكون العلاقة مع العراق على أفضل ما يكون.
ميناء بوبيان
\ ما الحل الأمثل الذي تراه لمشكلة المنفذ المائي الذي يقول العراق إنه بحاجة له?
/ الحل موجود وهو المبلغ المخصص بالمليارات لبناء ميناء ضخم في بوبيان ومثل هذا الميناء يمكن أن يكون حلاً لكل مشكلات العراق اللوجيستية ومن الممكن أن يشاركوا في بناء هذا الميناء الذي يخدم البلدين وهو ضمن خطة طريق الحرير.
فشلوا
\ معارضو الأمس الذين كانوا يحجون إلى الكويت قبل سقوط صدام ونظامه لماذا لم يدعموا الكويت كما ينبغي وكما كان متوقعاً?
/ الوضع كما قلت شائك في العراق وحتى المعارضة بدأت تشعر انها على الهامش بعد ان أحسوا بالنفوذ الإيراني الكبير الذي يسيطر على حكومة بلدهم ووسائل إعلامهم حتى ان بعض المعارضين فضلوا المغادرة إلى أوروبا بعد أن فشلوا في أن يكونوا جزءاً من الآلية السياسية العراقية.
\ كيف يمكن مواجهة النفوذ الإيراني في العراق?
/ للسيطرة على هذا النفوذ تحتاج المسألة إلى وقت طويل فالإيرانيون ومنذ أكثر من سبع سنوات يعملون ويصرفون المليارات في العراق فباتوا الآن يسيطرون بشكل كامل على الجنوب العراقي والوسط أيضاً ولديهم هناك أحزاب ولابد من اعتماد خطة متكاملة من قبل مجلس التعاون الخليجي لوقف هذا المد الإيراني في العراق على المدى القصير وعلى المدى الطويل وهذا سيحتاج إلى ميزانية كبيرة واستخدام وسائل الاعلام لمحاولة إفهام الاخوة الشيعة في العراق أنهم في الأساس عرباً شيعة وليسوا شيعة إيرانيين.
\ هل تعتقد بوجود أطراف تريد تخريب العلاقة بين الكويت والعراق وتستهدف تقسيم بلاد الرافدين?
/ شيء طبيعي فهناك جهات لها مصلحة كبيرة في تشويه هذه العلاقة وذلك بترسيخ مفهوم ان الكويت هي سبب المشكلات التي يعاني منها العراق.
في يد الحكومة
\ تدخل بعض النواب الكويتيين بالتصريحات رداً على تصريحات الساسة العراقيين هل هو أمر مطلوب ومن شأنه أن يحدث توازناً أم ينبغي ترك هذه القضية برمتها للسياسة الخارجية?
/ أعتقد أنه ينبغي وضع كل أمور السياسة الخارجية بشأن العراق في يد الحكومة الكويتية ممثلة في وزارة الخارجية فهي المعنية فقط بهذا الملف أما تدخل بعض النواب في هذا الملف وهذه السياسة فهو خطأ ومدعاة لإيجاد قضايا خلافية لا داعي لها ويجب ان يستوعبوا أن من المصلحة إيجاد علاقة طيبة مع هذا الجار العربي.
\ الكويت خطت خطوة جيدة من جانب واحد بإيفاد سفيرها إلى العراق قبل عام ونصف العام تقريباً فلماذا برأيك زادت الاتهامات العراقية بعد مباشرة السفير لمهامه هناك?
/ لاشك أن هناك جهة عراقية معينة تحاول دعم هذه الاتهامات وهناك من يطلقها لتحريك الشارع لهدف تأييده في الانتخابات وهناك ساسة عندهم أجندات معينة من قبل جهات خارجية تحاول تعكير وتشويه العلاقة الكويتية العراقية.
شراكة في كل المجالات
\ لو تحدثت عن القضايا الشائكة جداً جداً مع العراق الجديد فماذا يمكن أن تقول?
/ أولاً هناك أهمية إنسانية لإغلاق ملف المفقودين والأسرى الكويتيين في العراق فكثير من العائلات حتى الآن لم تعرف ما الذي حدث لأولادهم, ثم يجب إغلاق ملف التعويضات والديون من خلال حل وسط بين الحكومتين على النحو الذي أسلفت.
\ هل استثمار أموال الديوان والتعويضات في العراق يمكن أن يحقق شراكة اقتصادية حقيقية وستراتيجية معه?
/ هذا سبب اقتراح الحكومة الكويتية لهذا المقترح فالشراكة يجب أن تكون في شتى الميادين السياسية والاقتصادية وغيرها.
لطمأنة الشارع
\ ألا يتطلب مثل هذا الأمر المهم بادرة حسن نية من العراق الذي لايزال يرفض التخلي عن المزارع التي تقع على الشريط الحدودي المشترك رغم عرض وزير الخارجية الشيخ محمد الصباح بناء مساكن للمزارعين العراقيين بعيداً عن الحدود?
/ نعم, يجب ان يقوم العراق بالخطوة الأولى ويقبل بالاستثمار مقابل التعويضات ويجب ان يغلق الملفات الشائكة وأولها مشكلة الحدود فمثل هذه الخطوات ستطمئن الشارع في الكويت.
صفحة جديدة
\ لو تم إغلاق كل الملفات الشائكة فهل سيؤسس هذا لعهد جديد في العلاقة الثنائية بعيداً عن نظرية »الذئب والحمل« التي رسخها صدام ويحاول آخرون الآن إعادة ترسيخها من جديد?
/ ان تم إنهاء كل الملفات الشائكة وعلى ذلك تم صنع علاقة جديدة بين البلدين بعد القضاء على بؤر التوتر كلها, فعندها ستفتح الصفحة الجديدة وستبنى العلاقات الثنائية على أسس وواقع جديد خصوصاً ان هناك علاقات أسرية واجتماعية بين الشعبين تأثرت بالاحتلال العراقي الغاشم والآن تعود إلى ما كانت عليه.
\ هل ترى بضرورة صنع هذه العلاقة الثنائية من خلال الحكومتين أم في إطار مجلس التعاون الخليجي أم بواسطة جامعة الدول العربية?
/ أميل دائماً إلى اللقاءات الثنائية على أكبر مستوى بعد تمام تشكيل الحكومة العراقية.
\ ما توقعاتك لآفاق المرحلة المقبلة في ظل المعطيات الحالية?
/ التوتر ربما سيستمر بسبب بعض الدول التي تسعى لعدم استقرار العراق الذي سيعاني لمدة خمس سنوات أو أكثر مقبلة على الأقل إلا إذا بدأت إيران في رفع يدها عن العراق وتتخلى عن التدخل في شؤونه هذا فضلاً عن وجود أطراف داخل العراق وخارجه لا تريد له أن يستقر ولا تريد لعلاقاته بالكويت أن تتطور وتكون إيجابية.
مد وجز
\ إذن العلاقة مع العراق ستكون متأرجحة خلال السنوات الخمس المقبلة وربما لأكثر من ذلك?
/ ذهاب سفير كويتي للعراق من قبل ومجيء سفير عراقي إلى الكويت أخيراً سيكون عاملاً من عوامل الدفع إلى تحسين العلاقات بين البلدين لكن العلاقة بشكل عام على صعيدها الثنائي ستكون لسنوات مقبلة بين المد والجزر.
\ هل تعتقد بإمكانية رفع إيران يدها عن العراق اختيارياً?
/ لا, فإيران لديها نظرة ستراتيجية في العراق وعندها أجندة فيه ولا ترغب في استقرار الأوضاع في العراق.
\ وماذا يمكن أن نتوقع من أميركا وقد أصبحت جاراً لإيران?
/ أميركا بعد تولي الإدارة الديمقراطية لمقاليد الحكم فإن سياستها باتت مختلفة وأجندتها كذلك ولها توجه لا يختلف كثيراً عن الإدارة الجمهورية لكنها في المحصلة النهائية أتوقع أن تعمل على تحجيم الطموحات النووية الإيرانية ووقف التدخلات الإيرانية في المنطقة لكن هذا سيستغرق وقتاً.
\ ماذا تود أن تضيف?
/ آمل أن يدركنا يوم أرى فيه علاقة متميزة بين الكويت والعراق وأتمنى أن نسهم في بناء العراق الجديد وأن يستوعب الساسة في هذا البلد الشقيق بأن لا طموحات لنا في بلادهم وفقط نستهدف استقرار العراق لأن هذا يعني استقراراً للكويت.
صابر سويدان: الخطر على الكويت لايزال قائماً من الشمال والشرق
جهات خارج العراق وداخله تعمل على تشويه علاقته بالكويت
تصفية "العراقية" للتحلل من ديون "الكويتية" تهرب من مسؤولية أخلاقية والتزامات دولية.. إنه هروب للأمام
مياه العراق ملوثة فلا نريدها لكن علينا شراء الغاز بأسعار مخفضة مقابل جزء من التعويضات
ما حدث لألمانيا على خلفية التعويضات بعد الحرب العالمية الأولى درس علينا استيعابه
أقول لنواب الأمة: أحسنوا العمل واتركوا ملف العلاقات مع العراق لوزارة الخارجية
وسائل الإعلام الخليجية معنية بافهام شيعة العراق بأنهم عرب شيعة وليسوا شيعة ايرانيين
العراق يمر بمرحلة مخاض .. ووضعه شائك .. والإثارة وسيلة بعض ساسته لدغدغة مشاعر الناس
بعض المزايدين من الجانبين تناغموا مع وسائل إعلام وجهات لا تريد للعلاقة الثنائية أن تتطور
ايران صرفت المليارات في العراق فسيطرت على جنوبه ووسطه ولابد من خطة للمواجهة تنطلق من مجلس التعاون الخليجي
العراق مطالب باثبات حسن نواياه وغلق كافة الملفات الشائكة لنبدأ معه عهداً جديداً ومسيرة ناجحة
أكد اللواء طيار متقاعد الخبير الستراتيجي صابر سويدان ان الخطر على دولة الكويت سيبقى قائماً سواء من الشمال او من الشرق. وقال بأننا محاطون بدولتين كل منهما لها طموحاتها وحساباتها واطماعها.
واضاف: بأن العراق يمر الآن بمرحلة مخاض سياسي والأوضاع على ساحته شائكة وبعض ساسته لا يجدون امامهم من وسيلة سوى الاثارة واطلاق التهم في اتجاه الكويت لهدف دغدغة مشاعر الناس انتخابياً, وأوضح ان المزايدين هم من الجانبين وانهم مع بعض وسائل الاعلام تناغموا مع جهات داخل العراق وخارجه لا تريد لعلاقته مع الكويت ان تتقدم وتتطور.
ورأى السويدان ان العراق مطالب باثبات حسن نواياه واغلاق كافة الملفات الشائكة مع الكويت والاحتكام الى طاولة الحوار الثنائية لطرح كافة الرؤى والملاحظات والاتفاق على حل وسط في شأن بعض القضايا الكبيرة كالديون والتعويضات والحدود وغيرها.
وناشد نواب الامة ترك ملف العراق برمته في يد وزارة الخارجية وتمنى يوماً قريباً تشهد فيه العلاقات الكويتية- العراقية تميزاً وتطوراً ينعكس بالايجاب على البلدين وهنا حصاد الحوار:
\ كمواطن هل انت راضٍ عن الحال الذي باتت عليه العلاقات الكويتية مع العراق الجديد?
/ بالطبع لا, اذ ارى ان العلاقات الكويتية مع العراق الجديد كان من الممكن ان تكون على حال افضل لان العراق مهما حدث سيبقى جاراً للكويت, بل هو اقرب جار لنا ولذا فالعلاقات معه يجب ان تكون جيدة لان تميزها ينعكس على البلدين ايجاباً على كافة الاصعدة وفي شتى المجالات.
\ لماذا برأيك لم تتطور هذه العلاقات بعد سقوط صدام حسين ونظامه?
/ اعتقد ان ما حدث بعد عام 2003 عقب سقوط صدام ونظامه لم يتم استثماره بالشكل المطلوب.
مزايدات
\ من السبب في عدم ري شجرة هذه العلاقات لكي تثمر?
/ المزايدات من الجانبين هي السبب فبعض السياسيين العراقيين يزايدون من اجل الانتخابات وايضا هناك مزايدات من قبل بعض اعضاء مجلس الامة في الكويت, كما ان هناك وسائل اعلام لا تريد لهذه العلاقة الثنائية بين الكويت والعراق ان تتطور وتتحسن ولهذا أرى ان الجانبين مسؤولان عن تدهور او عدم تحسن هذه العلاقات الثنائية.
\ هل الجانبان مسؤولان بنفس الدرجة ام ان هناك مسؤولية اكبر على احدهما?
/ هناك تفاوت, فأحياناً تكون هناك وسائل اعلام عراقية تحاول تدمير اي امكانية يمكن بها تحسين هذه العلاقة وايضا هناك احياناً وسائل اعلام كويتية تنبش في الماضي وتدفع في اتجاه عدم تحسين العلاقة, كذلك فان بعض الساسة العراقيين يصرحون بتصريحات غير مسؤولة ويلقون بالتهم جزافاً على الكويت وفي المقابل هناك بعض نواب البرلمان في الكويت لا يحاولون النظر الى العراق الجديد بنظرة جديدة ويصرحون بتصريحات قوية خصوصاً ازاء موضوعات حساسة كقضية التعويضات والديون مثلاً.
غير مسؤولة
\ اذا غضضنا النظر عن التصريحات فنحن امام خطوة تمت من جانب الحكومة العراقية اذ أقدمت على تصفية الخطوط الجوية العراقية واعلان افلاسها بهدف التهرب من تسديد ديونها المستحقة للخطوط الجوية الكويتية .. فبم تعلق على هكذا تصرف?
/ هذا هروب الى الامام فالحكومة العراقية تحاول التنصل من مسؤولية اخلاقية واقتصادية بحق الكويت وهذه المحاولة هي هروب من الالتزامات الدولية وشخصياً ارى ان مسألة الديون هذه يجب ان يكون هناك حل لها من خلال الحوار المباشر.
\ ما الحل من وجهة نظرك الذي يمكن ان يتمخض عنه الحوار بشأن الديون والتعويضات?
/ اما تخفيض المبالغ او جدولتها او استثمارها فهناك دوماً وسائل ومقترحات يمكن الاتفاق عليها وهذا افضل بكثير من محاولات الهروب الى الامام?
\ اي حوار يمكن ان يثمر في ظل تصريحات عدائية من شأنها شحن الناس من نوعية "نريد صداماً ثانياً ليؤدب الكويتيين" التي يطلقها ساسة عراقيون?
/ لا يمكن اخذ تصريح لأحد المسؤولين من هنا او من هناك والبناء عليه واعتباره تصريحاً يمثل الشعب كله او غالبيته او الحكومة, ويبقى ان مثل هذه التصريحات من الجانبين غير مسؤولة سواء صدرت من مسؤولين في الحكومة او من نواب في البرلمان او كتبها صحافيون.
خطر قائم
\ ألا يمكن رويداً رويداً ان تؤثر مثل هذه التصريحات في نفوس الناس وتؤدي الى مالا يحمد عقباه كما حدث قبل 2 اغسطس 1990?
/ هناك بعض الاكاذيب تنشر لا يمكن ان تؤثر على المجموعات وخذ مثلاً الاشاعة التي انتشرت بعد تحرير العراق ومفادها ان الكويتيين كانوا مسؤولين عن تدمير المتحف العراقي ورغم انها اكذوبة كبيرة الا ان هناك من صدقها ولا يزال "يطنطن" بها والآن هناك من يروج ان الكويتيين مسؤولون عن افلاس الخطوط الجوية العراقية وعن عدم خروج العراق من الفصل السابع وهناك نعم بعض التصريحات تؤثر على بعض الناس هنا وهناك وهذا طبيعي.
\ في ظل هذا الذي يحدث هل تعتقد ان ثمة خطراً لايزال قائما من الشمال?
/ الخطر لايزال قائماً من الشمال ومن الشرق فنحن محاطون بدولتين لديهما طموحات واطماع وتصورات ولذا يجب ان نعمل على تقوية انفسنا فنحن دولة صغيرة.
\ التحلل من الاتفاقيات الامنية الكويتية هل هو امر ممكن كما يطالب البعض?
/ من وجهة نظري لا يمكن بتاتاً التحلل من تلك الاتفاقيات ومن يطالبون بذلك لا حس وطنياً عندهم ولا يقيمون الخطر حق التقييم وأؤيد استمرار هذه الاتفاقيات مع الدول الخمس الكبرى وخصوصاً الولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا.
قضية منتهية
\ الى اي مدى ترى ان مشكلة الحدود ستزداد سخونة خصوصاً في ظل حالة عدم الرضا العراقية عن ترسيم هذه الحدود عام 90 والذي تم من قبل الشرعية الدولية?
/ مشكلة ترسيم الحدود انتهت.
\ هي انتهت من وجهة نظر الكويتيين لكن الساسة العراقيين لايزالون يتحدثون عنها ويثيرونها ولا يخفون رفضهم لواقعها?
/ صحيح لكن الحدود بين الكويت والعراق اصبحت موثقة دولياً بقرار من الامم المتحدة لا يمكن التنصل منه, واذا كانت هناك ملاحظات بشأن العلاقات الحدودية او الحاجة لرصيف في ميناء ام قصر او غير ذلك فهذا من الممكن مناقشته مع الحكومة الكويتية التي لم ترفض أبداً مناقشة مثل هذه الامور مع الحكومة العراقية لكن مسألة اعادة فتح ملف الحدود لا يجوز.
\ لكنهم يصرون على اعادة فتح هذا الملف في حين لم يصروا على اعادة ترسيم حدودهم مع ايران بالرغم من تنازلهم عن نصف مياه شط العرب?
/ العراق يمر بمخاض ناتج عن العملية الديمقراطية التي افرزت ساسة جدداً يحاولون اثارة الشارع لكن الراسخ ان القضية منتهية.
اثارة الشارع
\ هم يقولون بأن ترسيم الحدود اثر سلباً على العراق وهناك اصوات عاقلة صرحت بهذا كرئيس البرلمان اياد السامرائي مثلاً?
/ الساسة وراؤهم شارع وانتخابات فدوماً يستخدمون مثل هذه الامور لدغدغة مشاعر الناس خصوصاً في الجنوب العراقي فالمسألة انتخابية بالدرجة الاولى.
\ ماذا عن الحكومة التي قال ناطقها الرسمي الدباغ بأن الكويت تبتز بلاده وان العراق لن يكون مستعداً لدفع الثمن مرتين عن اخطاء الماضي?
/ الحكومة العراقية هي الاخرى أتت عن طريق الانتخابات ولهذا فمن الطبيعي ان يثيروا قضايا انتخابية وشعبوية وأعتقد بأنه يجب على الحكومة العراقية ووسائل اعلامها وناطقها الرسمي اللجوء الى طرح اي قضايا خلافية مع الكويت من خلال الحوار الثنائي مع الحكومة الكويتية, والآن هناك فراغ سياسي في العراق نتيجة عدم تسمية رئيس للحكومة ولذلك فمن المتوقع لجوء بعض الساسة بين الحين والآخر إلى إثارة الشارع العراقي.
حل وسط
\ كمواطن هل يمكن أن توافق على أن تسقط الكويت ديوناً تعادل تقريباً احتياطي الأجيال المقبلة?
/ أرى أنه بالإمكان التوصل إلى حل وسط بين الجانبين إذ يجب أن تكرر مسألة ما حدث لألمانيا من جراء الحرب العالمية الأولى نتيجة للتعويضات التي فرضتها عليها, والكويت من جانبها طرحت مقترحاً جيداً يتمثل في استثمار أموال التعويضات في تحسين البنية التحتية بالعراق فضلاً عن المشاركة في مشاريع اقتصادية كتطوير الحقول والمنشآت النفطية العراقية وهذا لن يحدث لا من خلال الحوار بين الحكومتين, أما استخدام وسائل الإعلام لإطلاق التهم ومحاولة التنصل من القرارات الدولية فلن يوصلا إلى أي نتيجة.
\ استخدام أموال التعويضات في الاستثمار بالعراق هل يمكن أن يحدث في ظل استمرار سريان قانون حجز أملاك الكويتيين في بلاد الرافدين?
/ عندما يكون هناك حوار مباشر توضع على الطاولة كل المحاور وكل القضايا المختلف في شأنها.
غاز
\ ما رأيك في مقترح تسوية أموال الديون والتعويضات مقابل المياه العذبة والغاز?
/ لسنا بحاجة إلى ماء العراق خصوصاً وانه ملوث لكن يمكن شراء الغاز منهم بأسعار مخفضة كجزء من التعويضات, فنحن لدينا وحدات تكرير مياه عذبة من البحر هذا فضلاً عن ان العراقيين يعانون الآن من نقص في المياه لأن تركيا وسورية بدأتا في وضع سدود على نهر الفرات.
\ بمناسبة ذكر سورية ومشاركتها لتركيا في إقامة سدود على نهر الفرات هناك اتهام للكويت بتمويل ودعم مشروع سوري كبير يستهدف سحب المياه من دجلة فهل تعتقد ان الكويت يمكن أن تنحو هذا المنحى?
/ الكويت ومن خلال صندوق التنمية دوماً تقوم بدعم الكثير من المشاريع وهي الآن تقوم ببناء مصاف وسدود وغير ذلك في كثير من الدول فإن كانت تقوم ببناء سد في سورية من شأنه أن يؤثر على العراق فلتوضح الحكومة العراقية ذلك على مائدة حوار مع الحكومة الكويتية لكن لا ينبغي ان يكون هناك تسريب إعلامي في شأن كهكذا موضوع لأنه لن يفيد فالكويت يهمها أن تكون العلاقة مع العراق على أفضل ما يكون.
ميناء بوبيان
\ ما الحل الأمثل الذي تراه لمشكلة المنفذ المائي الذي يقول العراق إنه بحاجة له?
/ الحل موجود وهو المبلغ المخصص بالمليارات لبناء ميناء ضخم في بوبيان ومثل هذا الميناء يمكن أن يكون حلاً لكل مشكلات العراق اللوجيستية ومن الممكن أن يشاركوا في بناء هذا الميناء الذي يخدم البلدين وهو ضمن خطة طريق الحرير.
فشلوا
\ معارضو الأمس الذين كانوا يحجون إلى الكويت قبل سقوط صدام ونظامه لماذا لم يدعموا الكويت كما ينبغي وكما كان متوقعاً?
/ الوضع كما قلت شائك في العراق وحتى المعارضة بدأت تشعر انها على الهامش بعد ان أحسوا بالنفوذ الإيراني الكبير الذي يسيطر على حكومة بلدهم ووسائل إعلامهم حتى ان بعض المعارضين فضلوا المغادرة إلى أوروبا بعد أن فشلوا في أن يكونوا جزءاً من الآلية السياسية العراقية.
\ كيف يمكن مواجهة النفوذ الإيراني في العراق?
/ للسيطرة على هذا النفوذ تحتاج المسألة إلى وقت طويل فالإيرانيون ومنذ أكثر من سبع سنوات يعملون ويصرفون المليارات في العراق فباتوا الآن يسيطرون بشكل كامل على الجنوب العراقي والوسط أيضاً ولديهم هناك أحزاب ولابد من اعتماد خطة متكاملة من قبل مجلس التعاون الخليجي لوقف هذا المد الإيراني في العراق على المدى القصير وعلى المدى الطويل وهذا سيحتاج إلى ميزانية كبيرة واستخدام وسائل الاعلام لمحاولة إفهام الاخوة الشيعة في العراق أنهم في الأساس عرباً شيعة وليسوا شيعة إيرانيين.
\ هل تعتقد بوجود أطراف تريد تخريب العلاقة بين الكويت والعراق وتستهدف تقسيم بلاد الرافدين?
/ شيء طبيعي فهناك جهات لها مصلحة كبيرة في تشويه هذه العلاقة وذلك بترسيخ مفهوم ان الكويت هي سبب المشكلات التي يعاني منها العراق.
في يد الحكومة
\ تدخل بعض النواب الكويتيين بالتصريحات رداً على تصريحات الساسة العراقيين هل هو أمر مطلوب ومن شأنه أن يحدث توازناً أم ينبغي ترك هذه القضية برمتها للسياسة الخارجية?
/ أعتقد أنه ينبغي وضع كل أمور السياسة الخارجية بشأن العراق في يد الحكومة الكويتية ممثلة في وزارة الخارجية فهي المعنية فقط بهذا الملف أما تدخل بعض النواب في هذا الملف وهذه السياسة فهو خطأ ومدعاة لإيجاد قضايا خلافية لا داعي لها ويجب ان يستوعبوا أن من المصلحة إيجاد علاقة طيبة مع هذا الجار العربي.
\ الكويت خطت خطوة جيدة من جانب واحد بإيفاد سفيرها إلى العراق قبل عام ونصف العام تقريباً فلماذا برأيك زادت الاتهامات العراقية بعد مباشرة السفير لمهامه هناك?
/ لاشك أن هناك جهة عراقية معينة تحاول دعم هذه الاتهامات وهناك من يطلقها لتحريك الشارع لهدف تأييده في الانتخابات وهناك ساسة عندهم أجندات معينة من قبل جهات خارجية تحاول تعكير وتشويه العلاقة الكويتية العراقية.
شراكة في كل المجالات
\ لو تحدثت عن القضايا الشائكة جداً جداً مع العراق الجديد فماذا يمكن أن تقول?
/ أولاً هناك أهمية إنسانية لإغلاق ملف المفقودين والأسرى الكويتيين في العراق فكثير من العائلات حتى الآن لم تعرف ما الذي حدث لأولادهم, ثم يجب إغلاق ملف التعويضات والديون من خلال حل وسط بين الحكومتين على النحو الذي أسلفت.
\ هل استثمار أموال الديوان والتعويضات في العراق يمكن أن يحقق شراكة اقتصادية حقيقية وستراتيجية معه?
/ هذا سبب اقتراح الحكومة الكويتية لهذا المقترح فالشراكة يجب أن تكون في شتى الميادين السياسية والاقتصادية وغيرها.
لطمأنة الشارع
\ ألا يتطلب مثل هذا الأمر المهم بادرة حسن نية من العراق الذي لايزال يرفض التخلي عن المزارع التي تقع على الشريط الحدودي المشترك رغم عرض وزير الخارجية الشيخ محمد الصباح بناء مساكن للمزارعين العراقيين بعيداً عن الحدود?
/ نعم, يجب ان يقوم العراق بالخطوة الأولى ويقبل بالاستثمار مقابل التعويضات ويجب ان يغلق الملفات الشائكة وأولها مشكلة الحدود فمثل هذه الخطوات ستطمئن الشارع في الكويت.
صفحة جديدة
\ لو تم إغلاق كل الملفات الشائكة فهل سيؤسس هذا لعهد جديد في العلاقة الثنائية بعيداً عن نظرية »الذئب والحمل« التي رسخها صدام ويحاول آخرون الآن إعادة ترسيخها من جديد?
/ ان تم إنهاء كل الملفات الشائكة وعلى ذلك تم صنع علاقة جديدة بين البلدين بعد القضاء على بؤر التوتر كلها, فعندها ستفتح الصفحة الجديدة وستبنى العلاقات الثنائية على أسس وواقع جديد خصوصاً ان هناك علاقات أسرية واجتماعية بين الشعبين تأثرت بالاحتلال العراقي الغاشم والآن تعود إلى ما كانت عليه.
\ هل ترى بضرورة صنع هذه العلاقة الثنائية من خلال الحكومتين أم في إطار مجلس التعاون الخليجي أم بواسطة جامعة الدول العربية?
/ أميل دائماً إلى اللقاءات الثنائية على أكبر مستوى بعد تمام تشكيل الحكومة العراقية.
\ ما توقعاتك لآفاق المرحلة المقبلة في ظل المعطيات الحالية?
/ التوتر ربما سيستمر بسبب بعض الدول التي تسعى لعدم استقرار العراق الذي سيعاني لمدة خمس سنوات أو أكثر مقبلة على الأقل إلا إذا بدأت إيران في رفع يدها عن العراق وتتخلى عن التدخل في شؤونه هذا فضلاً عن وجود أطراف داخل العراق وخارجه لا تريد له أن يستقر ولا تريد لعلاقاته بالكويت أن تتطور وتكون إيجابية.
مد وجز
\ إذن العلاقة مع العراق ستكون متأرجحة خلال السنوات الخمس المقبلة وربما لأكثر من ذلك?
/ ذهاب سفير كويتي للعراق من قبل ومجيء سفير عراقي إلى الكويت أخيراً سيكون عاملاً من عوامل الدفع إلى تحسين العلاقات بين البلدين لكن العلاقة بشكل عام على صعيدها الثنائي ستكون لسنوات مقبلة بين المد والجزر.
\ هل تعتقد بإمكانية رفع إيران يدها عن العراق اختيارياً?
/ لا, فإيران لديها نظرة ستراتيجية في العراق وعندها أجندة فيه ولا ترغب في استقرار الأوضاع في العراق.
\ وماذا يمكن أن نتوقع من أميركا وقد أصبحت جاراً لإيران?
/ أميركا بعد تولي الإدارة الديمقراطية لمقاليد الحكم فإن سياستها باتت مختلفة وأجندتها كذلك ولها توجه لا يختلف كثيراً عن الإدارة الجمهورية لكنها في المحصلة النهائية أتوقع أن تعمل على تحجيم الطموحات النووية الإيرانية ووقف التدخلات الإيرانية في المنطقة لكن هذا سيستغرق وقتاً.
\ ماذا تود أن تضيف?
/ آمل أن يدركنا يوم أرى فيه علاقة متميزة بين الكويت والعراق وأتمنى أن نسهم في بناء العراق الجديد وأن يستوعب الساسة في هذا البلد الشقيق بأن لا طموحات لنا في بلادهم وفقط نستهدف استقرار العراق لأن هذا يعني استقراراً للكويت.
» الوصول إلى أي مكان في العالم خلال أقل من ساعة هدف أميركي قد يتحقق اليوم
» إسرائيل تبحث شراء وسائل قتالية أميركية مستعملة فى العراق
» كتيبة بنيامين تجدد التأكيد على جهوزية الجيش الإسرائيلي لمواجهات سبتمبر
» قبيل الانسحاب: العراق يتسلّم 22 مروحية مي-17 محدّثة من شركة ARINC الأميركية
» أفغانستان تتسلم 9 مروحيات "مي-17" من روسيا بحلول نهاية العام
» مناورات جوية لقوات دول الاتحاد السوفياتي السابق لمكافحة الإرهاب
» روسيا تطوّر نظامي الدفاع الجوي الجديدين: مارفي و فيتياز
» إختفاء صواريخ مضادة للدروع من معسكر إسرائيلي في الجولان
» إسرائيل تطور طائرة جديدة دون طيار
» إسقاط مروحية تشينوك في أفغانستان يودي بحياة 31 جندياً أميركياً و7 جنود أفغان
» دبابات الجيش السوري تقتحم مدينتي سراقب وقصير
» أحزاب الشيطان من طهران إلى العراق ولبنان
» سوريا وتركيا.. لقاء الوداع؟
» سوريا: تصورات نهاية النظام