جهود المصالحة الفلسطينية تراوح مكانها.. لهذه الأسباب والظروف والمعطيات فإن إمكانية تحقيقها غير واردة الآن
المطلوب وقف الممارسات على الأرض وتهيئة
الأجواء لاثبات النية الصادقة تجاه الوحدة الوطنية
تضاءل التفاؤل في إمكانية تحقيق مصالحة وطنية على الساحة الفلسطينية عندما تم الاعلان عن تأجيل الاجتماع المقرر عقده في دمشق بين وفدي حركتي "حماس" برئاسة رئيس المكتب السياسي خالد مشعل و"فتح" برئاسة عزام الأحمد، عضو اللجنة المركزية للحركة، وذلك يوم الأربعاء الموافق 20 تشرين الأول الجاري. وأعلن أن سبب التأجيل يعود إلى الخلاف بين الجانبين حول مكان عقد هذا الاجتماع إذ طلبت حركة "فتح" نقله من دمشق إلى مكان آخر، وذلك احتجاجاً على الموقف السوري في قمة سرت الاستثنائية والذي انتقد المفاوضات المباشرة، وقال أن لجنة المتابعة الوزارية العربية لا تملك الصلاحية للتدخل في موضوع المفاوضات إذ أن مهمتها الأساسية هي تسويق المبادرة العربية للسلام..
ورغم أن الرئيس محمود عباس أرسل عضو اللجنة المركزية عبد الله الافرنجي وروحي فتوح إلى قطاع غزة للقاء قادة حماس في القطاع، فإن التفاؤل تضاءل أكثر وأكثر لأن مهمة الافرنجي وفتوح لن تكون ناجحة، ولن تؤدي الى أي اختراق في موضوع المصالحة لأن أجواء التوتر عادت من جديد بين الحركتين، ولأن الاتهامات المتبادلة حول اعتقال هذا الجانب لكوادر الجانب الآخر متواصلة، ولأن الأجواء السياسية الاقليمية لا توفر أرضية جيدة لتحقيق هذه المصالحة. والأهم من كل ذلك أن النهجين النضاليين للحركتين مختلفان تماماً، ولم يلتقيا بعد، ومن الصعب الالتقاء إذ أن جانباً يؤمن بالنضال السياسي وحده وعبر المفاوضات وحده، والجانب الآخر، وهو حماس، يصر على نهج المقاومة المسلحة ولا يعترف بدولة اسرائيل، ويقول أن الدولة الفلسطينية يجب أن تكون من النهر إلى البحر، أي كل أراضي فلسطين التاريخية.
أسباب أخرى للتأجيل
مكان عقد اللقاء ليس هو السبب الأساس، بل هو السبب الذي استخدم لتبرير تأجيل عقد الاجتماع أو وقف هذه الاجتماعات في الفترة الحالية... ولو قبلنا بأن السبب هو مكان الاجتماع وهو دمشق، فإن هذا لا يعود الى الموقف السوري الممانع للمفاوضات وللسياسة الاميركية في المنطقة، بل الى دوافع أخرى ومن أهمها أن القيادة الفلسطينية لا تريد أن "تزعل" القيادة المصرية التي عملت لسنوات لتحقيق المصالحة، وتصر على أن تقوم "حماس" بالتوقيع على الورقة الخاصة بالمصالحة التي أعدت، لكن حماس ترفض ذلك... وتصر القيادة الفلسطينية على أن تتواصل الجهود لتحقيق المصالحة عبر القاهرة وليس عبر دمشق حتى لا تُعطى دمشق، أي سورية، دوراً أكبر من دور مصر في تحقيق المصالحة، وأن يُنسب أي انجاز حول المصالحة لصالح سورية، وطبعاً هناك فتور في العلاقات السورية المصرية، وتحقيق أي انجاز عبر سورية سيؤكد أن دور دمشق أكثر فاعلية وأهمية من الدور المصري.
وكذلك لا تريد القيادة الفلسطينية توتر العلاقات مع الادارة الاميركية التي لا تحبّذ حالياً إجراء هذه المصالحة إلا بعد أن تلبي حركة حماس جميع مطالب المجتمع الدولي، ولا تريد أن تعطي الادارة الاميركية سورية أيضاً أي دور أو نفوذ أو تأثير داخل الساحة الفلسطينية، وأن يبقى هذا النفوذ فقط داخل اطار دول الاعتدال في المنطقة، أي عدم اعطاء دول الممانعة العربية أي تأثير على المفاوضات والجهود الاميركية لاستئنافها حتى يتم التوصل إلى اتفاق نهائي خلال عام كامل.
وبمعنى أدق وأوضح فإن الإدارة الاميركية لا تريد أن يكون الموقف الفلسطيني قوياً يحصل على دعم كل الدول العربية بل على دعم الدول المعتدلة والتي ترتبط بعلاقات قوية معها فقط.
منظمة التحرير "الجديدة" الجامعة
قد تؤدي المصالحة إلى اتفاق لترتيب منظمة التحرير من خلال وضع هيكلية جديدة ستشارك فيها كل القوى على الساحة الفلسطينية ومنها حركة حماس وحركة الجهاد الاسلامي وبقية الفصائل الأخرى التي جمدت عضويتها في المنظمة.. وهذا يعني تشكيل منظمة جديدة جامعة تضم كل الفصائل والقوى الفلسطينية، وهذا الأمر يعني أيضاً وبكل وضوح أن مهمة الرئيس عباس لن تكون سهلة في اقناع أعضاء اللجنة التنفيذية الجديدة بنهج التفاوض، وقد ترفض المنظمة المتجددة هذا الأسلوب من التعامل مع الإدارة الاميركية الذي تتبناه قيادة المنظمة حالياً.. أي أن هناك تخوفاً من أن الوضع قد يتغير على الساحة الفلسطينية، ولن تكون مهمة الادارة الاميركية سهلة في التعامل مع القضية الفلسطينية، كما أن المرونة الحالية في التفاعل مع كل المبادرات السلمية قد تتغير، وهذا ما ترفضه الادارة الاميركية في الوقت الحاضر.
خلاصة القول أن الادارة الاميركية لا تريد مصالحة فلسطينية، وأن الأجواء لتحقيق هذه المصالحة اقليمياً ودولياً غير متوفرة.. وتم فرض حالة الضعف على الساحة الفلسطينية، وازالة هذه الحالة أمر مرفوض في الوقت الحاضر.
النيّة المعلنة تدعم المصالحة
ولكن الممارسة مغايرة لذلك
جميع قادة حماس وفتح يعلنون باستمرار أن هناك نية صادقة لتحقيق المصالحة الوطنية، ولكن ما يلمسه المواطن أن ممارسة كل من الحركتين هو مغاير لهذه النية المعلنة، إذ أنها تعرقل الجهود لتحقيق مصالحة وتخلق أجواء توتر..
ولو كانت النية صادقة حتماً ومن الجانبين فإنه لا بدّ من الوصول الى حل وسط يرضي الطرفين، ولكن الظروف والمعطيات تمنع من توفر هذه النوايا الصادقة، وتصر هذه الظروف على ابقاء الساحة الفلسطينية منقسمة لعل وعسى تم تمرير حل ما..
ولذلك فإن المواطن لن يتفاءل بأي لقاء أو اجتماع بين الحركتين إلا إذا سبق ذلك ممارسات واقعية وعلى الأرض تشير إلى وجود رغبة صادقة وحاسمة وحازمة في تحقيق المصالحة الوطنية التي يجب أن تتم لصالح الشعب الفلسطيني وقضيته أولاً وأخيراً، وليس لصالح أحد غير الشعب الفلسطيني.
جهود المصالحة ستتواصل، ولكن التفاؤل لن يقوى ولن يكون كبيراً إلا إذا لمسنا ممارسات على الارض تؤكد أن النية أو الرغبة في المصالحة جادة من الطرفين. وهذا ما يرغبه شعبنا الفلسطيني ويطالب به لأنه يدرك أن استمرار حالة الانقسام هو ضعف للجميع..
المطلوب وقف الممارسات على الأرض وتهيئة
الأجواء لاثبات النية الصادقة تجاه الوحدة الوطنية
تضاءل التفاؤل في إمكانية تحقيق مصالحة وطنية على الساحة الفلسطينية عندما تم الاعلان عن تأجيل الاجتماع المقرر عقده في دمشق بين وفدي حركتي "حماس" برئاسة رئيس المكتب السياسي خالد مشعل و"فتح" برئاسة عزام الأحمد، عضو اللجنة المركزية للحركة، وذلك يوم الأربعاء الموافق 20 تشرين الأول الجاري. وأعلن أن سبب التأجيل يعود إلى الخلاف بين الجانبين حول مكان عقد هذا الاجتماع إذ طلبت حركة "فتح" نقله من دمشق إلى مكان آخر، وذلك احتجاجاً على الموقف السوري في قمة سرت الاستثنائية والذي انتقد المفاوضات المباشرة، وقال أن لجنة المتابعة الوزارية العربية لا تملك الصلاحية للتدخل في موضوع المفاوضات إذ أن مهمتها الأساسية هي تسويق المبادرة العربية للسلام..
ورغم أن الرئيس محمود عباس أرسل عضو اللجنة المركزية عبد الله الافرنجي وروحي فتوح إلى قطاع غزة للقاء قادة حماس في القطاع، فإن التفاؤل تضاءل أكثر وأكثر لأن مهمة الافرنجي وفتوح لن تكون ناجحة، ولن تؤدي الى أي اختراق في موضوع المصالحة لأن أجواء التوتر عادت من جديد بين الحركتين، ولأن الاتهامات المتبادلة حول اعتقال هذا الجانب لكوادر الجانب الآخر متواصلة، ولأن الأجواء السياسية الاقليمية لا توفر أرضية جيدة لتحقيق هذه المصالحة. والأهم من كل ذلك أن النهجين النضاليين للحركتين مختلفان تماماً، ولم يلتقيا بعد، ومن الصعب الالتقاء إذ أن جانباً يؤمن بالنضال السياسي وحده وعبر المفاوضات وحده، والجانب الآخر، وهو حماس، يصر على نهج المقاومة المسلحة ولا يعترف بدولة اسرائيل، ويقول أن الدولة الفلسطينية يجب أن تكون من النهر إلى البحر، أي كل أراضي فلسطين التاريخية.
أسباب أخرى للتأجيل
مكان عقد اللقاء ليس هو السبب الأساس، بل هو السبب الذي استخدم لتبرير تأجيل عقد الاجتماع أو وقف هذه الاجتماعات في الفترة الحالية... ولو قبلنا بأن السبب هو مكان الاجتماع وهو دمشق، فإن هذا لا يعود الى الموقف السوري الممانع للمفاوضات وللسياسة الاميركية في المنطقة، بل الى دوافع أخرى ومن أهمها أن القيادة الفلسطينية لا تريد أن "تزعل" القيادة المصرية التي عملت لسنوات لتحقيق المصالحة، وتصر على أن تقوم "حماس" بالتوقيع على الورقة الخاصة بالمصالحة التي أعدت، لكن حماس ترفض ذلك... وتصر القيادة الفلسطينية على أن تتواصل الجهود لتحقيق المصالحة عبر القاهرة وليس عبر دمشق حتى لا تُعطى دمشق، أي سورية، دوراً أكبر من دور مصر في تحقيق المصالحة، وأن يُنسب أي انجاز حول المصالحة لصالح سورية، وطبعاً هناك فتور في العلاقات السورية المصرية، وتحقيق أي انجاز عبر سورية سيؤكد أن دور دمشق أكثر فاعلية وأهمية من الدور المصري.
وكذلك لا تريد القيادة الفلسطينية توتر العلاقات مع الادارة الاميركية التي لا تحبّذ حالياً إجراء هذه المصالحة إلا بعد أن تلبي حركة حماس جميع مطالب المجتمع الدولي، ولا تريد أن تعطي الادارة الاميركية سورية أيضاً أي دور أو نفوذ أو تأثير داخل الساحة الفلسطينية، وأن يبقى هذا النفوذ فقط داخل اطار دول الاعتدال في المنطقة، أي عدم اعطاء دول الممانعة العربية أي تأثير على المفاوضات والجهود الاميركية لاستئنافها حتى يتم التوصل إلى اتفاق نهائي خلال عام كامل.
وبمعنى أدق وأوضح فإن الإدارة الاميركية لا تريد أن يكون الموقف الفلسطيني قوياً يحصل على دعم كل الدول العربية بل على دعم الدول المعتدلة والتي ترتبط بعلاقات قوية معها فقط.
منظمة التحرير "الجديدة" الجامعة
قد تؤدي المصالحة إلى اتفاق لترتيب منظمة التحرير من خلال وضع هيكلية جديدة ستشارك فيها كل القوى على الساحة الفلسطينية ومنها حركة حماس وحركة الجهاد الاسلامي وبقية الفصائل الأخرى التي جمدت عضويتها في المنظمة.. وهذا يعني تشكيل منظمة جديدة جامعة تضم كل الفصائل والقوى الفلسطينية، وهذا الأمر يعني أيضاً وبكل وضوح أن مهمة الرئيس عباس لن تكون سهلة في اقناع أعضاء اللجنة التنفيذية الجديدة بنهج التفاوض، وقد ترفض المنظمة المتجددة هذا الأسلوب من التعامل مع الإدارة الاميركية الذي تتبناه قيادة المنظمة حالياً.. أي أن هناك تخوفاً من أن الوضع قد يتغير على الساحة الفلسطينية، ولن تكون مهمة الادارة الاميركية سهلة في التعامل مع القضية الفلسطينية، كما أن المرونة الحالية في التفاعل مع كل المبادرات السلمية قد تتغير، وهذا ما ترفضه الادارة الاميركية في الوقت الحاضر.
خلاصة القول أن الادارة الاميركية لا تريد مصالحة فلسطينية، وأن الأجواء لتحقيق هذه المصالحة اقليمياً ودولياً غير متوفرة.. وتم فرض حالة الضعف على الساحة الفلسطينية، وازالة هذه الحالة أمر مرفوض في الوقت الحاضر.
النيّة المعلنة تدعم المصالحة
ولكن الممارسة مغايرة لذلك
جميع قادة حماس وفتح يعلنون باستمرار أن هناك نية صادقة لتحقيق المصالحة الوطنية، ولكن ما يلمسه المواطن أن ممارسة كل من الحركتين هو مغاير لهذه النية المعلنة، إذ أنها تعرقل الجهود لتحقيق مصالحة وتخلق أجواء توتر..
ولو كانت النية صادقة حتماً ومن الجانبين فإنه لا بدّ من الوصول الى حل وسط يرضي الطرفين، ولكن الظروف والمعطيات تمنع من توفر هذه النوايا الصادقة، وتصر هذه الظروف على ابقاء الساحة الفلسطينية منقسمة لعل وعسى تم تمرير حل ما..
ولذلك فإن المواطن لن يتفاءل بأي لقاء أو اجتماع بين الحركتين إلا إذا سبق ذلك ممارسات واقعية وعلى الأرض تشير إلى وجود رغبة صادقة وحاسمة وحازمة في تحقيق المصالحة الوطنية التي يجب أن تتم لصالح الشعب الفلسطيني وقضيته أولاً وأخيراً، وليس لصالح أحد غير الشعب الفلسطيني.
جهود المصالحة ستتواصل، ولكن التفاؤل لن يقوى ولن يكون كبيراً إلا إذا لمسنا ممارسات على الارض تؤكد أن النية أو الرغبة في المصالحة جادة من الطرفين. وهذا ما يرغبه شعبنا الفلسطيني ويطالب به لأنه يدرك أن استمرار حالة الانقسام هو ضعف للجميع..
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:07 pm من طرف Gulf Knight
» الوصول إلى أي مكان في العالم خلال أقل من ساعة هدف أميركي قد يتحقق اليوم
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:02 pm من طرف Gulf Knight
» إسرائيل تبحث شراء وسائل قتالية أميركية مستعملة فى العراق
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:00 pm من طرف Gulf Knight
» كتيبة بنيامين تجدد التأكيد على جهوزية الجيش الإسرائيلي لمواجهات سبتمبر
الإثنين أغسطس 15, 2011 3:59 pm من طرف Gulf Knight
» قبيل الانسحاب: العراق يتسلّم 22 مروحية مي-17 محدّثة من شركة ARINC الأميركية
الخميس أغسطس 11, 2011 6:30 pm من طرف Gulf Knight
» أفغانستان تتسلم 9 مروحيات "مي-17" من روسيا بحلول نهاية العام
الخميس أغسطس 11, 2011 6:29 pm من طرف Gulf Knight
» مناورات جوية لقوات دول الاتحاد السوفياتي السابق لمكافحة الإرهاب
الخميس أغسطس 11, 2011 6:28 pm من طرف Gulf Knight
» روسيا تطوّر نظامي الدفاع الجوي الجديدين: مارفي و فيتياز
الخميس أغسطس 11, 2011 6:27 pm من طرف Gulf Knight
» إختفاء صواريخ مضادة للدروع من معسكر إسرائيلي في الجولان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:26 pm من طرف Gulf Knight
» إسرائيل تطور طائرة جديدة دون طيار
الخميس أغسطس 11, 2011 6:25 pm من طرف Gulf Knight
» إسقاط مروحية تشينوك في أفغانستان يودي بحياة 31 جندياً أميركياً و7 جنود أفغان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:23 pm من طرف Gulf Knight
» دبابات الجيش السوري تقتحم مدينتي سراقب وقصير
الخميس أغسطس 11, 2011 6:22 pm من طرف Gulf Knight
» أحزاب الشيطان من طهران إلى العراق ولبنان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:20 pm من طرف Gulf Knight
» سوريا وتركيا.. لقاء الوداع؟
الخميس أغسطس 11, 2011 6:19 pm من طرف Gulf Knight
» سوريا: تصورات نهاية النظام
الخميس أغسطس 11, 2011 6:19 pm من طرف Gulf Knight