توبة بن الحمير وصاحبته ليلى الأخيلية
كان توبة بن الحمير الخفاجي أحد فرسان العرب الشعراء أحب ليلى بنت عبدالله العامرية ، وشغف بها. فروت كتب الأدب قصة حبهما التي تناقلتها الألسن لما فيها من سمو مشاعر وصدق وجد ومعاناة .
كان فارسا شديد البأس كثير الغارة على أحياء العرب ، فكان يزور النساء في هذه الأحياء يتحدث اليهن وفي هذا يقول :
أما ليلى الأخيلية فكانت شاعرة ملهمة ، جميلة حسنة الحديث لطيفة المعشر .
والتقى توبة بليلى في ديارها ، كانت قبيلة توبة تنزل في ديار بني الأخيل : كعب بن معاوية ، وكانت القبيلتان تغزوان معا ، وكان توبة أحد فرسان قومه الأشداء ، غزا معهم وعاد غانما وخرجت النسوة للقاء العائدين منتصرين . فحانت منه التفاتة فرأى ليلى تميس بكبر وخيلاء فافتتن بها ، ورأته بحوطها بنظراته فأحست بميل إليه.
وجعل توبة يسعى بعد ذلك إلى لقائها ، فالتقيا وتحدثا وتمكن الحب في قلبيهما واتفقا على الزواج .
وسعى توبة إلى أبي ليلى يخطبها ، ولكن والدها أبى أن يزوجه إياها وزوجها في بني الأدلع .
ولم يطق توبة الأمر فصار يكثر من زيارات ليلى ، فكانت تخرج اليه في برقع ، وتجالسه . وحدث أن قال لها ذات ليلة ، وقد جلسا في الخلاء ، كلمة ظنت أنه قد خضع فيها لبعض أمره ، فقالت له :
وفي اليوم التالي لهذا الحديث ، أرسل توبة صاحبا له الى ديار ليلى وأوصاه أن ينشد من مكان عال :
فسمعت ليلى هتاف المنادي ، وعرفت القصد منه ، فقالت : [/size]
ولم تسمع ليلى من بعد ذلك ريبة أبدا .
وصارت زيارات توبة تزعج زوج ليلى ، فمر رجل من بني الصحمة يوما بخباء بعيد عن أخبية القوم ورأى فيه رجلا يجادل امرأة ويتهمها ويضربها ، فأنجدها ، وسأل فيما بعد عن خبرها ، فقيل له :
ذاك خباء ليلى الأخيلية ، وهي أحسن الناس وجها ، وزوجها رجل غيور ، فهو يعزب بها عن الناس فلا يحل بها معهم ، فوالله ما يقربها أحد ولا يضيفها ، فكيف نزلت أنت بها ؟؟؟؟
فقال الرجل :
واستمر توبة يكثر من زياراته لها ، فعاتبه أخوها وقومها فلم يجبهم ، وشكوه إلى قومه فلم يقلع ، فتظلموا منه إلى السلطان فأهدر دمه إن أتاهم .
وعلمت ليلى بذلك ، وجاء زوجها الغيور فحلف لئن لم تعلمه بمجئ توبة ليقتلنها ، ولئن أنذرت توبة عند مجيئه ليقتلنها . وكانت ليلى تعرف الوجه الذي يأتي منه ، فرصده قومها بموضع ورصدته بآخر ، فلما أقبل لم تقدر على كلامه بسبب اليمين التي أقسمتها ، فسفرت وألقت البرقع عن رأسها ، فلما رأى توبة ذلك أنكره فركب راحلته ومضى ففاتهم وقال توبة في ذلك :
وفي احدى الغارات قتل توبة ، وقطعت رجل أخيه عبدالله فقال هذا :
وظلت ليلى تبكي توبة وترثيه طوال عمرها ومن مراثيها في توبة قصيدة طويلة تقول فيها :
وعجب الناس لليلى ورأى الكثيرون انها تجاوزت به قدره ، فسألوها عن ذلك ومن هؤلاء معاوية بن أبي سفيان وعبدالملك بن مروان والحجاج بن يوسف الثقفي .
سأل معاوية بن أبي سفيان ليلى الأخيلية عن توبة فقال :
ويحك يا ليلى ! أكما يقول الناس كان توبة ؟
قالت : يا أمير المؤمنين ليس كل ما يقول الناس حقا ، والناس شجرة بغي يحسدون أهل النعم ..... ولقد كان سبط البنان ، حديد اللسان ، شجا للأقران ، كريم المخبر ، عفيف المئزر ،
جميل المنظر وهو يا أمير المؤمنين كما قلت له .قال : وما قلت له ؟
قالت : قلت ولم أتعد الحق وعلمي فيه :
فقال لها معاوية : ويحك ! يزعم الناس انه كان عاهرا خاربا .
فقالت من ساعتها :
وبقي توبة مدار حياة ليلى الى أن أقبلت من سفر فمرت بقبره ، ومعها زوجها ، وهي في هودج لها . فقالت : والله لا أبرح حتى أسلم على توبة ، فجعل زوجها يمنعها من ذلك وتأبى الا أن تلم به .
فلما كثر ذلك منها تركها ، فصعدت أكمة عليها قبر توبة فقالت :
السلام عليك يا توبة ، ثم حولت وجهها الى القوم ، فقالت : ما عرفقت له كذبة قط قبل هذا .
قالوا : وكيف ؟
قالت : أليس هو القائل :
فما باله لم يسلم على كما قال ! ؟
وكانت إلى جانب القبر بومة كامنة ، فلما رأت الهودج واضطرابه فزعت ، وطارت في وجه الجمل ، فنفر فرمى بليلى على رأسها ، فماتت من وقتها ، فدفنت إلى جنبه .
كان توبة بن الحمير الخفاجي أحد فرسان العرب الشعراء أحب ليلى بنت عبدالله العامرية ، وشغف بها. فروت كتب الأدب قصة حبهما التي تناقلتها الألسن لما فيها من سمو مشاعر وصدق وجد ومعاناة .
كان فارسا شديد البأس كثير الغارة على أحياء العرب ، فكان يزور النساء في هذه الأحياء يتحدث اليهن وفي هذا يقول :
أيذهب ريعان الشباب ولم أزر ******* غرائر من همدان بيضا نحورها
أما ليلى الأخيلية فكانت شاعرة ملهمة ، جميلة حسنة الحديث لطيفة المعشر .
والتقى توبة بليلى في ديارها ، كانت قبيلة توبة تنزل في ديار بني الأخيل : كعب بن معاوية ، وكانت القبيلتان تغزوان معا ، وكان توبة أحد فرسان قومه الأشداء ، غزا معهم وعاد غانما وخرجت النسوة للقاء العائدين منتصرين . فحانت منه التفاتة فرأى ليلى تميس بكبر وخيلاء فافتتن بها ، ورأته بحوطها بنظراته فأحست بميل إليه.
وجعل توبة يسعى بعد ذلك إلى لقائها ، فالتقيا وتحدثا وتمكن الحب في قلبيهما واتفقا على الزواج .
وسعى توبة إلى أبي ليلى يخطبها ، ولكن والدها أبى أن يزوجه إياها وزوجها في بني الأدلع .
ولم يطق توبة الأمر فصار يكثر من زيارات ليلى ، فكانت تخرج اليه في برقع ، وتجالسه . وحدث أن قال لها ذات ليلة ، وقد جلسا في الخلاء ، كلمة ظنت أنه قد خضع فيها لبعض أمره ، فقالت له :
وذي حاجة قلنا له لا تبح بها *********** فليس اليها ما حييت سبيل
لنا صاحب لا ينبغي أن نخونه ********** وأنت لأخرى فارغ وحليل
لنا صاحب لا ينبغي أن نخونه ********** وأنت لأخرى فارغ وحليل
وفي اليوم التالي لهذا الحديث ، أرسل توبة صاحبا له الى ديار ليلى وأوصاه أن ينشد من مكان عال :
عفا الله عنها هل أبيتن ليلة *********** من الدهر لا يسري الى خيالها
[size=150]فسمعت ليلى هتاف المنادي ، وعرفت القصد منه ، فقالت : [/size]
وعنه عفا ربي وأحسن حفظه *********** عزيز علينا حاجة لا ينالها
ولم تسمع ليلى من بعد ذلك ريبة أبدا .
وصارت زيارات توبة تزعج زوج ليلى ، فمر رجل من بني الصحمة يوما بخباء بعيد عن أخبية القوم ورأى فيه رجلا يجادل امرأة ويتهمها ويضربها ، فأنجدها ، وسأل فيما بعد عن خبرها ، فقيل له :
ذاك خباء ليلى الأخيلية ، وهي أحسن الناس وجها ، وزوجها رجل غيور ، فهو يعزب بها عن الناس فلا يحل بها معهم ، فوالله ما يقربها أحد ولا يضيفها ، فكيف نزلت أنت بها ؟؟؟؟
فقال الرجل :
ألا يا ليل أخت بني عقيل ********* أنا الصحمي ان لم تعرفيني
دعتني دعوة فحجزت عنها ******** بصكات رفعت بها يميني
دعتني دعوة فحجزت عنها ******** بصكات رفعت بها يميني
واستمر توبة يكثر من زياراته لها ، فعاتبه أخوها وقومها فلم يجبهم ، وشكوه إلى قومه فلم يقلع ، فتظلموا منه إلى السلطان فأهدر دمه إن أتاهم .
وعلمت ليلى بذلك ، وجاء زوجها الغيور فحلف لئن لم تعلمه بمجئ توبة ليقتلنها ، ولئن أنذرت توبة عند مجيئه ليقتلنها . وكانت ليلى تعرف الوجه الذي يأتي منه ، فرصده قومها بموضع ورصدته بآخر ، فلما أقبل لم تقدر على كلامه بسبب اليمين التي أقسمتها ، فسفرت وألقت البرقع عن رأسها ، فلما رأى توبة ذلك أنكره فركب راحلته ومضى ففاتهم وقال توبة في ذلك :
حمامة بطن الواديين ترنمي ****** سقاك من الغر الغوادي مطيرها
أبيني لنا ، لا زال ريشك ناعما ***** ولا زلت في خضراء دان بريرها
أبيني لنا ، لا زال ريشك ناعما ***** ولا زلت في خضراء دان بريرها
وفي احدى الغارات قتل توبة ، وقطعت رجل أخيه عبدالله فقال هذا :
تلومك في القتال بنو عقيل *** وكيف قتال أعرج لا يقوم
ولو كنت القتيل وكان حيا *** لقاتل لا الف ولا سؤوم
ولو كنت القتيل وكان حيا *** لقاتل لا الف ولا سؤوم
وظلت ليلى تبكي توبة وترثيه طوال عمرها ومن مراثيها في توبة قصيدة طويلة تقول فيها :
قتيل بنى عوف وأبصر دونه ***** قتيل بني عوف قتيل يحابر
أتته المنايا دون زغف حصينة ***وأسمر خطي وخوضاء ضامر
أتته المنايا دون زغف حصينة ***وأسمر خطي وخوضاء ضامر
وعجب الناس لليلى ورأى الكثيرون انها تجاوزت به قدره ، فسألوها عن ذلك ومن هؤلاء معاوية بن أبي سفيان وعبدالملك بن مروان والحجاج بن يوسف الثقفي .
سأل معاوية بن أبي سفيان ليلى الأخيلية عن توبة فقال :
ويحك يا ليلى ! أكما يقول الناس كان توبة ؟
قالت : يا أمير المؤمنين ليس كل ما يقول الناس حقا ، والناس شجرة بغي يحسدون أهل النعم ..... ولقد كان سبط البنان ، حديد اللسان ، شجا للأقران ، كريم المخبر ، عفيف المئزر ،
جميل المنظر وهو يا أمير المؤمنين كما قلت له .قال : وما قلت له ؟
قالت : قلت ولم أتعد الحق وعلمي فيه :
بعيد الثرى لا يبلغ القوم قعره ******* الدم لد يغلب الحق باطله
إذا حل ركب في ذراه وظله ******** ليمنعهم مما تخاف نوازله
إذا حل ركب في ذراه وظله ******** ليمنعهم مما تخاف نوازله
فقال لها معاوية : ويحك ! يزعم الناس انه كان عاهرا خاربا .
فقالت من ساعتها :
معاذ الهي ، كان والله سيدا ********* جوادا على العلات جما نوافله
أغر خفاجيا يرى النجل سبة ******** تحلب كفاه الندى وأنامله
أغر خفاجيا يرى النجل سبة ******** تحلب كفاه الندى وأنامله
وبقي توبة مدار حياة ليلى الى أن أقبلت من سفر فمرت بقبره ، ومعها زوجها ، وهي في هودج لها . فقالت : والله لا أبرح حتى أسلم على توبة ، فجعل زوجها يمنعها من ذلك وتأبى الا أن تلم به .
فلما كثر ذلك منها تركها ، فصعدت أكمة عليها قبر توبة فقالت :
السلام عليك يا توبة ، ثم حولت وجهها الى القوم ، فقالت : ما عرفقت له كذبة قط قبل هذا .
قالوا : وكيف ؟
قالت : أليس هو القائل :
ولو أن ليلى الأخيلية سلمت ***** علي ودوني تربة وصفائح
لسلمت تسليم البشاشة أو زقا ***** اليها صدى من جانب القبر صائح
وأغبط من ليلى بما لا أناله ***** الا كل ما قرت به العين صالح
لسلمت تسليم البشاشة أو زقا ***** اليها صدى من جانب القبر صائح
وأغبط من ليلى بما لا أناله ***** الا كل ما قرت به العين صالح
فما باله لم يسلم على كما قال ! ؟
وكانت إلى جانب القبر بومة كامنة ، فلما رأت الهودج واضطرابه فزعت ، وطارت في وجه الجمل ، فنفر فرمى بليلى على رأسها ، فماتت من وقتها ، فدفنت إلى جنبه .
من كتاب عشاق العرب (د. عبدالمجيد زراقط )
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:07 pm من طرف Gulf Knight
» الوصول إلى أي مكان في العالم خلال أقل من ساعة هدف أميركي قد يتحقق اليوم
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:02 pm من طرف Gulf Knight
» إسرائيل تبحث شراء وسائل قتالية أميركية مستعملة فى العراق
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:00 pm من طرف Gulf Knight
» كتيبة بنيامين تجدد التأكيد على جهوزية الجيش الإسرائيلي لمواجهات سبتمبر
الإثنين أغسطس 15, 2011 3:59 pm من طرف Gulf Knight
» قبيل الانسحاب: العراق يتسلّم 22 مروحية مي-17 محدّثة من شركة ARINC الأميركية
الخميس أغسطس 11, 2011 6:30 pm من طرف Gulf Knight
» أفغانستان تتسلم 9 مروحيات "مي-17" من روسيا بحلول نهاية العام
الخميس أغسطس 11, 2011 6:29 pm من طرف Gulf Knight
» مناورات جوية لقوات دول الاتحاد السوفياتي السابق لمكافحة الإرهاب
الخميس أغسطس 11, 2011 6:28 pm من طرف Gulf Knight
» روسيا تطوّر نظامي الدفاع الجوي الجديدين: مارفي و فيتياز
الخميس أغسطس 11, 2011 6:27 pm من طرف Gulf Knight
» إختفاء صواريخ مضادة للدروع من معسكر إسرائيلي في الجولان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:26 pm من طرف Gulf Knight
» إسرائيل تطور طائرة جديدة دون طيار
الخميس أغسطس 11, 2011 6:25 pm من طرف Gulf Knight
» إسقاط مروحية تشينوك في أفغانستان يودي بحياة 31 جندياً أميركياً و7 جنود أفغان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:23 pm من طرف Gulf Knight
» دبابات الجيش السوري تقتحم مدينتي سراقب وقصير
الخميس أغسطس 11, 2011 6:22 pm من طرف Gulf Knight
» أحزاب الشيطان من طهران إلى العراق ولبنان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:20 pm من طرف Gulf Knight
» سوريا وتركيا.. لقاء الوداع؟
الخميس أغسطس 11, 2011 6:19 pm من طرف Gulf Knight
» سوريا: تصورات نهاية النظام
الخميس أغسطس 11, 2011 6:19 pm من طرف Gulf Knight