بقلم – ماير ياڤيدانغار:
سوف تعزز الزيارة المرتقبة، التي سيقوم بها هذا الأسبوع رئيس إيران الى لبنان، مركز حليفه القوي حزب الله الذي هو واحد من أهم أدوات النفوذ الإيراني في المنطقة، وستتضمن الزيارة أيضاً رحلة استفزازية لحدود لبنان مع إسرائيل.
فمن الواضح أن جولة الرئيس محمود أحمدي نجاد هذه تظاهرة جريئة محسوبة تريد إيران أن تبيّن بها أن محاولات الولايات المتحدة عزلها لن تردعها أو تؤثر بها، كما لن تؤثر مثل هذه الجهود الأمريكية على نفوذ طهران الذي بنته من خلال تحالفات مع مجموعات مسلحة كحزب الله، ولن تؤثر أيضاً على تسارع برنامجها النووي.
بل ويخوض الرئيس الإيراني بزيارته هذه في أسوأ أزمة سياسية يواجهها لبنان الآن، وذلك من خلال وضع ثقل طهران وراء حزب الله الذي هو في مواجهة حادة مع منافسيه في تآلف سياسي يتمتع بدعم الغرب في لبنان.
ويمكن القول إن التوتر الناجم عن هذه المواجهة بات يهدد بإسقاط حكومة الوحدة الوطنية الهشة التي يشارك فيها الطرفان، وذلك لاحتمال أن يدفع هذا التوتر الحزب المسلح جيداً للسيطرة على بيروت بالعنف كما فعل مرة في مواجهة مماثلة قبل سنتين.
قاعدة إيرانية
وفي مؤشر واضح على مدى حساسية هذه الزيارة، أصدر منافسو حزب الله في الحكومة بياناً قالوا فيه إن الرئيس نجاد يريد تحويل لبنان الى قاعدة إيرانية على البحر الأبيض المتوسط.
ويُذكر أن إيران تُغدق الكثير من المال على لبنان، ويذهب معظمه للحزب، لكن في مؤشر على سعي طهران لتوسيع قاعدة مؤيديها في البلاد، عمدت الى استخدام بعض هذه الأموال في إعادة بناء البيوت التي تهدمت في جنوب لبنان بسبب الحرب مع إسرائيل عام 2006.
من الواضح أن إيران تريد أن تثبت أن نفوذها في المنطقة قوي على الرغم من تهديدات واشنطن بفرض المزيد من العقوبات والعزلة على طهران بسبب برنامجها النووي.
فقد انتهجت إيران في الأسابيع القليلة الماضية سياسة خارجية هجومية وعدائية تمثلت في الآتي: زيارة لبنان في وقت يشهد فيه اضطراباً سياسياً داخلياً، العمل على تعزيز علاقاتها مع سورية والسخرية من الجهود الأمريكية التي تستهدف التوصل لاتفاق سلام في الشرق الأوسط.
كما تحافظ إيران على موقع قوي لها في لبنان من خلال حزب الله الذي تعتبره الولايات المتحدة منظمة إرهابية، والذي يمتلك ترسانة كبيرة من الصواريخ القادرة على الوصول الى قلب إسرائيل.
خوف
والآن، مع احتمال أن تُصدر المحكمة الدولية التي تحقق في عملية اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري عام 2005 قرارات لمقاضاة بعض أعضاء حزب الله هذا الشهر، يشعر كثير من المراقبين السياسيين بالخوف من أن يؤدي ذلك الى عنف بين الحزب والشيعة من طرف وبين سعد الحريري رئيس الحكومة الراهنة وحلفائه السنّة من طرف آخر.
ومما يزيد الأمر تعقيداً هو أن زيارة نجاد للبنان تأتي في وقت يزداد فيه التوتر أيضاً بين إيران وإسرائيل. ويبدو أن زيارة الرئيس الإيراني الى منطقة الحدود اللبنانية – الإسرائيلية سوف تؤكد مخاوف الكثيرين من الإسرائيليين من وصول النظام الإيراني الى عتبة بابهم. ومن شأن هذا التطور أن يزيد من شعور الإسرائيليين بالإهانة لإنكار هذا الرجل «نجاد» المحرقة اليهودية بل وبعد أن دعا لإزالة إسرائيل ها هو يأتي الآن الى حدودها لإلقاء حجر عليها أيضاً.
لكن على الرغم من كل هذا على إسرائيل والولايات المتحدة أن تدركا أن السبب الرئيسي لزيارة نجاد الى لبنان هو تراجع شعبيته داخل إيران، فالرئيس الإيراني لم يكن يوماً أقل شعبية مما هو عليه اليوم في إيران. وهذا واضح ليس فقط على مستوى الجماهير بل وأيضاً في أوساط حلفائه المحافظين ورجال الدين. لذا، بتوجهه الى لبنان يكون نجاد قد ذهب لآخر مكان لاتزال تحظى فيه جمهورية إيران الإسلامية بتأييد واضح.
فعندما سيتحدث في بلدة بنت جبيل في الجنوب اللبناني، لن تُغلق المدارس أبوابها ولن يتم تهديد الموظفين إذا رفضوا حضور خطابه كما يحدث في إيران.
نعم سوف يستغل نجاد هذه الزيارة لتعزيز قاعدة مؤيديه في الوطن وفي دوائر الحرس الثوري الذي ينطوي تأييده له على أهمية كبيرة. كما سيحاول بهذه الزيارة التألق على حساب منافسيه مثل علي لاريجاني وهاشمي رافسنجاني بالزعم أنه هو، لا هم، وجه إيران الحقيقي في الخارج.
تعريب نبيل زلف
سوف تعزز الزيارة المرتقبة، التي سيقوم بها هذا الأسبوع رئيس إيران الى لبنان، مركز حليفه القوي حزب الله الذي هو واحد من أهم أدوات النفوذ الإيراني في المنطقة، وستتضمن الزيارة أيضاً رحلة استفزازية لحدود لبنان مع إسرائيل.
فمن الواضح أن جولة الرئيس محمود أحمدي نجاد هذه تظاهرة جريئة محسوبة تريد إيران أن تبيّن بها أن محاولات الولايات المتحدة عزلها لن تردعها أو تؤثر بها، كما لن تؤثر مثل هذه الجهود الأمريكية على نفوذ طهران الذي بنته من خلال تحالفات مع مجموعات مسلحة كحزب الله، ولن تؤثر أيضاً على تسارع برنامجها النووي.
بل ويخوض الرئيس الإيراني بزيارته هذه في أسوأ أزمة سياسية يواجهها لبنان الآن، وذلك من خلال وضع ثقل طهران وراء حزب الله الذي هو في مواجهة حادة مع منافسيه في تآلف سياسي يتمتع بدعم الغرب في لبنان.
ويمكن القول إن التوتر الناجم عن هذه المواجهة بات يهدد بإسقاط حكومة الوحدة الوطنية الهشة التي يشارك فيها الطرفان، وذلك لاحتمال أن يدفع هذا التوتر الحزب المسلح جيداً للسيطرة على بيروت بالعنف كما فعل مرة في مواجهة مماثلة قبل سنتين.
قاعدة إيرانية
وفي مؤشر واضح على مدى حساسية هذه الزيارة، أصدر منافسو حزب الله في الحكومة بياناً قالوا فيه إن الرئيس نجاد يريد تحويل لبنان الى قاعدة إيرانية على البحر الأبيض المتوسط.
ويُذكر أن إيران تُغدق الكثير من المال على لبنان، ويذهب معظمه للحزب، لكن في مؤشر على سعي طهران لتوسيع قاعدة مؤيديها في البلاد، عمدت الى استخدام بعض هذه الأموال في إعادة بناء البيوت التي تهدمت في جنوب لبنان بسبب الحرب مع إسرائيل عام 2006.
من الواضح أن إيران تريد أن تثبت أن نفوذها في المنطقة قوي على الرغم من تهديدات واشنطن بفرض المزيد من العقوبات والعزلة على طهران بسبب برنامجها النووي.
فقد انتهجت إيران في الأسابيع القليلة الماضية سياسة خارجية هجومية وعدائية تمثلت في الآتي: زيارة لبنان في وقت يشهد فيه اضطراباً سياسياً داخلياً، العمل على تعزيز علاقاتها مع سورية والسخرية من الجهود الأمريكية التي تستهدف التوصل لاتفاق سلام في الشرق الأوسط.
كما تحافظ إيران على موقع قوي لها في لبنان من خلال حزب الله الذي تعتبره الولايات المتحدة منظمة إرهابية، والذي يمتلك ترسانة كبيرة من الصواريخ القادرة على الوصول الى قلب إسرائيل.
خوف
والآن، مع احتمال أن تُصدر المحكمة الدولية التي تحقق في عملية اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري عام 2005 قرارات لمقاضاة بعض أعضاء حزب الله هذا الشهر، يشعر كثير من المراقبين السياسيين بالخوف من أن يؤدي ذلك الى عنف بين الحزب والشيعة من طرف وبين سعد الحريري رئيس الحكومة الراهنة وحلفائه السنّة من طرف آخر.
ومما يزيد الأمر تعقيداً هو أن زيارة نجاد للبنان تأتي في وقت يزداد فيه التوتر أيضاً بين إيران وإسرائيل. ويبدو أن زيارة الرئيس الإيراني الى منطقة الحدود اللبنانية – الإسرائيلية سوف تؤكد مخاوف الكثيرين من الإسرائيليين من وصول النظام الإيراني الى عتبة بابهم. ومن شأن هذا التطور أن يزيد من شعور الإسرائيليين بالإهانة لإنكار هذا الرجل «نجاد» المحرقة اليهودية بل وبعد أن دعا لإزالة إسرائيل ها هو يأتي الآن الى حدودها لإلقاء حجر عليها أيضاً.
لكن على الرغم من كل هذا على إسرائيل والولايات المتحدة أن تدركا أن السبب الرئيسي لزيارة نجاد الى لبنان هو تراجع شعبيته داخل إيران، فالرئيس الإيراني لم يكن يوماً أقل شعبية مما هو عليه اليوم في إيران. وهذا واضح ليس فقط على مستوى الجماهير بل وأيضاً في أوساط حلفائه المحافظين ورجال الدين. لذا، بتوجهه الى لبنان يكون نجاد قد ذهب لآخر مكان لاتزال تحظى فيه جمهورية إيران الإسلامية بتأييد واضح.
فعندما سيتحدث في بلدة بنت جبيل في الجنوب اللبناني، لن تُغلق المدارس أبوابها ولن يتم تهديد الموظفين إذا رفضوا حضور خطابه كما يحدث في إيران.
نعم سوف يستغل نجاد هذه الزيارة لتعزيز قاعدة مؤيديه في الوطن وفي دوائر الحرس الثوري الذي ينطوي تأييده له على أهمية كبيرة. كما سيحاول بهذه الزيارة التألق على حساب منافسيه مثل علي لاريجاني وهاشمي رافسنجاني بالزعم أنه هو، لا هم، وجه إيران الحقيقي في الخارج.
تعريب نبيل زلف
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:07 pm من طرف Gulf Knight
» الوصول إلى أي مكان في العالم خلال أقل من ساعة هدف أميركي قد يتحقق اليوم
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:02 pm من طرف Gulf Knight
» إسرائيل تبحث شراء وسائل قتالية أميركية مستعملة فى العراق
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:00 pm من طرف Gulf Knight
» كتيبة بنيامين تجدد التأكيد على جهوزية الجيش الإسرائيلي لمواجهات سبتمبر
الإثنين أغسطس 15, 2011 3:59 pm من طرف Gulf Knight
» قبيل الانسحاب: العراق يتسلّم 22 مروحية مي-17 محدّثة من شركة ARINC الأميركية
الخميس أغسطس 11, 2011 6:30 pm من طرف Gulf Knight
» أفغانستان تتسلم 9 مروحيات "مي-17" من روسيا بحلول نهاية العام
الخميس أغسطس 11, 2011 6:29 pm من طرف Gulf Knight
» مناورات جوية لقوات دول الاتحاد السوفياتي السابق لمكافحة الإرهاب
الخميس أغسطس 11, 2011 6:28 pm من طرف Gulf Knight
» روسيا تطوّر نظامي الدفاع الجوي الجديدين: مارفي و فيتياز
الخميس أغسطس 11, 2011 6:27 pm من طرف Gulf Knight
» إختفاء صواريخ مضادة للدروع من معسكر إسرائيلي في الجولان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:26 pm من طرف Gulf Knight
» إسرائيل تطور طائرة جديدة دون طيار
الخميس أغسطس 11, 2011 6:25 pm من طرف Gulf Knight
» إسقاط مروحية تشينوك في أفغانستان يودي بحياة 31 جندياً أميركياً و7 جنود أفغان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:23 pm من طرف Gulf Knight
» دبابات الجيش السوري تقتحم مدينتي سراقب وقصير
الخميس أغسطس 11, 2011 6:22 pm من طرف Gulf Knight
» أحزاب الشيطان من طهران إلى العراق ولبنان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:20 pm من طرف Gulf Knight
» سوريا وتركيا.. لقاء الوداع؟
الخميس أغسطس 11, 2011 6:19 pm من طرف Gulf Knight
» سوريا: تصورات نهاية النظام
الخميس أغسطس 11, 2011 6:19 pm من طرف Gulf Knight