بقلم: تيم ريبلي
ان اختطاف مئات سفن الشحن التجارية الدولية مقابل الساحل الصومالي على مدى السنوات الثلاث الماضية عزز تحديات الامن البحري في مياه الشرق الاوسط.
ان بلدان شبه الجزيرة العربية لها مصلحة قوية جدا في حماية ممرات التجارة البحرية في المنطقة من اجل ضمان تصدير النفط واستيراد البضائع من اوروبا والشرق الاقصى واميركا الشمالية وعبور ممرات التجارة البحرية عبر المنطقة. وقد جاءت التهديدات للتجارة البحرية في السنوات الاخيرة من القراصنة الصوماليين والمجموعات الارهابية التي لا تنتمي لاي دولة ومن قبل المهربين والمهاجرين غير الشرعيين لاسباب اقتصادية.
لا يزال تأمين الدفاع التقليدي ضد التهديدات البحرية يشكل مطلبا اساسيا بالنسبة للعديد من البحريات العربية، الا ان مستوى القوات المطلوبة لهذه المهمة هو حاليا ذو طبيعة اصغر من الماضي.
التكنولوجيا البحرية لمنطقة الخليج
تتمتع المياه في الشرق الاوسط ببعض المزايا الفريدة جدا التي يمكن ان يكون لها تأثير كبير على التكنولوجيا وعلى المعدات البحرية التي تحتاج لها البحريات في المنطقة.
يدفع واقع العمليات والتجارة البحرية الى ضرورة اجتياز الممرات المائية الرئيسية في المنطقة للوصول الى مناطق الخليج العربي، بحر العرب، خليج عدن والبحر الاحمر، وتتحكم نقاط اختناق الطبيعية في مضيق هرمز وباب المندب بها. وهذا يعني ان كل البحريات في المنطقة لها مصلحة استراتيجية في الحصول على النظم والمعدات المطلوبة وتشغيلها للحفاظ على انتقال التجارة البحرية عبر نقاط الاختناق هذه بحرية. وان التهديدات الرئيسية في نقاط الاختناق هذه هي السفن الصغيرة التي يستعملها القراصنة والارهابيون والصواريخ المضادة للسفن القائمة على البر والالغام البحرية. كما ان المياه الضحلة حول نقاط الاختناق هذه ليست ملائمة لعمليات الغواصات، مما يعني ان القدرات المضادة للغواصات لا تشكل اولوية عالية للبحريات في الشرق الاوسط. وتعني المياه الضيقة في البحر الاحمر وخليج عدن وبحر العرب والخليج العربي ان اي سفينة بحرية تعمل فيها يجب ان تتمتع بقدرة قوية مضادة للطائرات لمواجهة الطائرات المعادية التي تنطلق من الشواطىء القريبة. وان المناطق الصغيرة نسبيا للمياه الاقليمية في بلدان الشرق الاوسط والمناطق المجاورة التي لها مصلحة فيها تعني ان البحريات في المنطقة ليس لها حاجة الى سفن تعمل بعيدا جدا عن الشاطىء لفترات طويلة. وهذا يعني ان سفن الدورية بعيدا عن الشاطىء يمكن ان تلبي متطلبات بحرية عديدة في الشرق الاوسط. وتقتضي عمليات الامن البحري في الشرق الاوسط بحد طبيعتها تعاون وتنسيق وثيقين مع نظم المراقبة المحمولة جوا وشبكات القيادة لضمان استعمال فائق للموارد بفعالية قصوى.
المملكة العربية السعودية
تتمتع المملكة العربية السعودية باقوى بحرية في شبه الجزيرة العربية. وقد استثمرت في السنوات الاخيرة موارد كبيرة في تحديث اسطولين تملكهما في البحر الاحمر والخليج العربي. وقد اشترت في الماضي سفنا من فرنسا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
تواجه البحرية السعودية متطلبات ناشئة لشراء فرقاطات اضافية تحل محل سفنها الحربية الاربع التي اشترتها في الثمانينات من فئة المدينة (Al Medinah). وتقتضي هذه الفرقاطات من الجيل الجديد ان تتمتع بميزات خفية متقدمة تعزز استدامتها واسلحة دفاعية جوية حديثة وقدرة على انزال قوارب صغيرة بسهولة تتولى نقل مجموعات على متنها. ويستفاد ان فرنسا تعرض جيلا جديدا من فرقاطات فئة (FREMM) هي فرقاطات فرنسية متعددة المهام صممتها شركة DCNS و Fincantieri مجهزة بصاروخ الدفاع الجوي (Aster 51) من شركة (MBDA). كما تعرض شركة (Lockheed Martin) و(General Dynamics) الاميركيتين على المملكة العربية السعودية نماذج مختلفة من نظام القتال الساحلي (LCS) الذي يبنيانه للبحرية الاميركية. وتعرض شركة (L.Martin) نظام (LCS-1) وشركة (G. Dynamics) نظام (LCS-2). وتنافس شركة بناء السفن السعودية (Eraf Industrial) على تلبية متطلبات سلاح البحرية للسفن الهجومية. وتدعو الحاجة لهذه السفن كجزء من جهود الردع الساحلي لحرس السواحل السعودي ولتحل محل اسطول المملكة من سفن الهجوم السريعة اذ تبحث السعودية عن مساعدة الحملة العالمية على ردع القرصنة في خليج عدن.
الامارات العربية المتحدة
لدى القوات البحرية في الامارات العربية المتحدة خططا طموحة لتعزيز قدراتها لتوفير امنا بحريا في منطقة الخليج العربي السفلى. وتتركز هذه القدرات على برنامج سفن (Baynunah) الذي تبلغ قيمتها ٨١٧ مليون دولار، ويغطي تصميم وبناء تأهيل ست سفن حراسة متعددة المهام يبلغ طول الواحدة ٧٢ مترا.
يجري بناء السفينة الاولى في مرفق شركة (DCN) للانشاءات الميكانيكية في النورماندي في فرنسا في حين يجري بناء السفن الباقية في ابوظبي وتتولاه شركة ابوظبي لبناء السفن (ADS). وتشمل الخطط الاخرى شراء ١٢ قاربا سريعا مسلحا بالصواريخ وتحديث ناقلات القوات السريعة من فئة (Ghannatha) وتحويل ٨ طائرات خطوط جوية من فئة (Bombardier Dash) الى طائرات دورية بحرية. وسوف يجري بناء سفن القتال السريعة الجديدة المسلحة بالصواريخ طبقا لطراز التصميم المعدل لناقلة القوات (Ghannatha) في حين تصبح ١٢ ناقلة قوات سريعة حالية من فئة (Ghannatha) فئتين فرعيتين: سوف تعدل ست ناقلات منها الى منصات هاون وتستمر البقية كناقلات للقوات، انما سوف تتلقى تسليحا اضافيا.
عمان
ان موقع عمان الاستراتيجي عبر مضيق هرمز يمنح القوات البحرية في السلطنة اهمية كبيرة ويعتمد كثيرا على سفن الدورية التابعة لها بعيدا عن الشاطئ لمراقبة النشاط البحري في المضيق.
لذلك، اختارت سلطنة عمان شركة (Damen Schelde) البحرية لبناء السفن وحوض بناء السفن في (Goa) وتكنولوجيات سنغافورة البحرية (ST) لاكمال الدورة الجديدة للمناقصة على مشروع الافق (Al-Ofouq) لبرنامج سفينة الدورية مستقبلا. ويغطي هذا المشروع الحصول على ٤ سفن دورية بقدرة على ان تعمل من على متنها الطوافات يبلغ طول السفينة ٧٥ مترا لدعم قدرة الدورية بعيدا عن الشاطئ للبحرية الملكية في عمان (RNO). وبعد اختيار المناقص المفضل، يتوقع الانتهاء من عقد التصميم والبناء في النصف الثاني من عام ٢٠١٠.
قطر
لدى دولة قطر في الخليج مصلحة قوية في تعزيز قواتها البحرية. وان الخدمة الفقيرة المقدمة لسفن قطر الهجومية السريعة الثلاث من فئة (Damsah) التي بنتها فرنسا بوزن ٣٩٥ طنا وسفن الدورية السريعة الاربع من المملكة المتحدة بوزن ٣٧٦ طنا من فئة (Barzan) هي وراء حركة استبدال هذه السفن المتقادمة، حسب مصادر عسكرية في الشرق الاوسط. وقد اطلقت قطر بالفعل حملة لاستبدال هذا الاسطول المؤلف من ٧ سفن هجومية لتعزز امنها في المنطقة الاقتصادية البحرية، وابدت مزيدا من الاهتمام مؤخرا في شراء سفينتين للدورية بعيدا عن الشاطئ.
البحرين والكويت
ابدت البحرين، على غرار جيرانها في الخليج، اهتماما حديثا في تعزيز اسطولها من سفن الدورية البعيدة عن الشاطئ، لكن البحرين لم تترجم لغاية الان هذا الاهتمام الى استدراج عروض ثابتة. ولم تعلن الكويت في شمال الخليج حتى الان ايضا عن اي متطلبات جديدة لسفن حربية، لكن يستفاد بانها مهتمة في استبدال سفن الدورية الساحلية الصغيرة لديها.
العراق
لدى البحرية العراقية الجديدة مسؤوليات نامية لحماية منشآتها التحتية لتصدير النفط بعيدا عن الشاطئ في شمال الخليج العربي. وقد شرعت في برنامج تحديث بحري بالتعاون مع بعثات التدريب البحري الاميركية والبريطانية في العراق. وقد وقعت البحرية العراقية في منتصف شباط"فبراير عام ٢٠٠٦ عقدا بمبلغ ١٠١ مليون دولار مع الحكومة الايطالية لتزويدها بأربع سفن دورية بعيداً عن الشاطىء من فئة (Saettia MK4). وبالتعاون مع البحرية الايطالية، يزود كل طاقم بدورة دراسية لمدة اسبوع على مشبه حجرة القيادة في اكاديمية ليفورنو (Livorno). وتستعمل هذه السفن للدورية في المنطقة الاقتصادية الحصرية ومراقبة الحركة البحرية والبحث والانقاذ ومكافحة النار. ومنحت البحرية العراقية في ايلول"سبتمبر عام ٢٠٠٩ شركة بناء السفن (Swiftships) في مدينة (Morgan City) في لوس انجلوس عقداً بمبلغ ١٨١ مليون دولار لبناء ٩ سفن دورية ساحلية وتم شراء السفن بموجب المبيعات العسكرية الخارجية. ومن المتوقع ان تمنح البحرية العراقية عقداً بمبلغ ١٠٩ ملايين دولار لبناء سفينتي دعم بعيداً عن الشاطىء يبلغ طول السفينة الواحدة ٦٠ متراً خلال هذا العام.
اليمن
هناك جهد دولي يجري لتعزيز الامن البحري في اليمن وانشاء حرس ساحلي قادر على وقف الانشطة الارهابية ونشاط القراصنة في خليج عدن. ولذلك ارسلت الولايات المتحدة وبريطانيا خبراء بحريين لتدريب وحدات حرس السواحل اليمني الجديدة وتزويدها بمعدات جديدة. وفي عام ٢٠٠٤ - ٢٠٠٥، قدمت الولايات المتحدة ١٤ قارباً للدورية لحرس السواحل. وسلمت شركة استرالية في عام ٢٠٠٥ عشرة ١٠ قوارب دورية لمساعدة الحكومة اليمنية في الجهود لمكافحة الارهاب والتهريب غير الشرعي. وسوف تدرب الشركة الاطقم اليمنية على كيفية تشغيل السفن وتمدهم بالمعدات. وبدأت البحرية الفرنسية في عام ٢٠٠٦ اقامة شبكة رادارية على السواحل اليمنية. وتمتد الشبكة من سواحل الخوخة (Al - Khokhah) على البحر الاحمر الى سواحل شبوة (Shabwah) على بحر العرب. وسوف تربط الشبكة كل نقاط التفتيش لحرس السواحل اليمني حماية ضد اي هجوم للارهابيين وعمليات التجسس على الطرق البحرية، وتمول ايطاليا ايضاً وتنفذ شبكة رادارية لحماية السواحل اليمنية التي تمتد لمسافة ٥٠٠ كيلومتر.
التهديد مستقبلا
ان العمليات البحرية الدولية لمكافحة القرصنة بعيداً عن الساحل الصومالي عززت عدة اتجاهات مهمة للقوات البحرية العربية. وقد تولت الدول الواقعة على البحر الاحمر مسؤولية اقامة دوريات بحرية لوقف القرصنة المنتشرة في الممرات المائية. ومن المتوقع ان يشكل هذا التعاون النشط ضد القرصنة نموذجاً للمهام مستقبلاً ضد التهديدات التي تنشأ من غير الدولة، مثل المهربين او المهاجرين غير الشرعيين لاسباب اقتصادية، حيث الحاجة تدعو الى التنسيق فقط بين عدة بحريات لمعالجة المشكلة.
لم ترسل البحريات العربية حتى الآن سفنا حربية لمشاركة القوات الدولية في خليج عدن في مهام مكافحة القرصنة. وان الهجمات الجريئة التي يقوم بها القراصنة في المحيط الهندي تهدد ممرات الشحن الدولية بعيدا عن السواحل الصومالية. وهذا يشكل تهديدا متصاعدا للتجارة البحرية في الخليج العربي والبحر الاحمر، مما حمل عدة حكومات عربية على دراسة ما اذا كانت بحاجة الى قدرة لتعزيز القوة البحرية بعيدا عن سواحلها. واذا عززت حكومات عربية قواتها البحرية بعيدا عن سواحلها، فسوف يؤمن ذلك مصلحة لجميع دول العالم لجهة عبور ناقلات النفط في المحيط الهندي والتي تتم آنذاك حمايتها دون مساعدة من البحريات الدولية. وان تطور هذه القدرة سوف يقتضي استثمارات جديدة كبيرة في البحريات العربية.
المصدر
ان اختطاف مئات سفن الشحن التجارية الدولية مقابل الساحل الصومالي على مدى السنوات الثلاث الماضية عزز تحديات الامن البحري في مياه الشرق الاوسط.
ان بلدان شبه الجزيرة العربية لها مصلحة قوية جدا في حماية ممرات التجارة البحرية في المنطقة من اجل ضمان تصدير النفط واستيراد البضائع من اوروبا والشرق الاقصى واميركا الشمالية وعبور ممرات التجارة البحرية عبر المنطقة. وقد جاءت التهديدات للتجارة البحرية في السنوات الاخيرة من القراصنة الصوماليين والمجموعات الارهابية التي لا تنتمي لاي دولة ومن قبل المهربين والمهاجرين غير الشرعيين لاسباب اقتصادية.
لا يزال تأمين الدفاع التقليدي ضد التهديدات البحرية يشكل مطلبا اساسيا بالنسبة للعديد من البحريات العربية، الا ان مستوى القوات المطلوبة لهذه المهمة هو حاليا ذو طبيعة اصغر من الماضي.
التكنولوجيا البحرية لمنطقة الخليج
تتمتع المياه في الشرق الاوسط ببعض المزايا الفريدة جدا التي يمكن ان يكون لها تأثير كبير على التكنولوجيا وعلى المعدات البحرية التي تحتاج لها البحريات في المنطقة.
يدفع واقع العمليات والتجارة البحرية الى ضرورة اجتياز الممرات المائية الرئيسية في المنطقة للوصول الى مناطق الخليج العربي، بحر العرب، خليج عدن والبحر الاحمر، وتتحكم نقاط اختناق الطبيعية في مضيق هرمز وباب المندب بها. وهذا يعني ان كل البحريات في المنطقة لها مصلحة استراتيجية في الحصول على النظم والمعدات المطلوبة وتشغيلها للحفاظ على انتقال التجارة البحرية عبر نقاط الاختناق هذه بحرية. وان التهديدات الرئيسية في نقاط الاختناق هذه هي السفن الصغيرة التي يستعملها القراصنة والارهابيون والصواريخ المضادة للسفن القائمة على البر والالغام البحرية. كما ان المياه الضحلة حول نقاط الاختناق هذه ليست ملائمة لعمليات الغواصات، مما يعني ان القدرات المضادة للغواصات لا تشكل اولوية عالية للبحريات في الشرق الاوسط. وتعني المياه الضيقة في البحر الاحمر وخليج عدن وبحر العرب والخليج العربي ان اي سفينة بحرية تعمل فيها يجب ان تتمتع بقدرة قوية مضادة للطائرات لمواجهة الطائرات المعادية التي تنطلق من الشواطىء القريبة. وان المناطق الصغيرة نسبيا للمياه الاقليمية في بلدان الشرق الاوسط والمناطق المجاورة التي لها مصلحة فيها تعني ان البحريات في المنطقة ليس لها حاجة الى سفن تعمل بعيدا جدا عن الشاطىء لفترات طويلة. وهذا يعني ان سفن الدورية بعيدا عن الشاطىء يمكن ان تلبي متطلبات بحرية عديدة في الشرق الاوسط. وتقتضي عمليات الامن البحري في الشرق الاوسط بحد طبيعتها تعاون وتنسيق وثيقين مع نظم المراقبة المحمولة جوا وشبكات القيادة لضمان استعمال فائق للموارد بفعالية قصوى.
المملكة العربية السعودية
تتمتع المملكة العربية السعودية باقوى بحرية في شبه الجزيرة العربية. وقد استثمرت في السنوات الاخيرة موارد كبيرة في تحديث اسطولين تملكهما في البحر الاحمر والخليج العربي. وقد اشترت في الماضي سفنا من فرنسا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
تواجه البحرية السعودية متطلبات ناشئة لشراء فرقاطات اضافية تحل محل سفنها الحربية الاربع التي اشترتها في الثمانينات من فئة المدينة (Al Medinah). وتقتضي هذه الفرقاطات من الجيل الجديد ان تتمتع بميزات خفية متقدمة تعزز استدامتها واسلحة دفاعية جوية حديثة وقدرة على انزال قوارب صغيرة بسهولة تتولى نقل مجموعات على متنها. ويستفاد ان فرنسا تعرض جيلا جديدا من فرقاطات فئة (FREMM) هي فرقاطات فرنسية متعددة المهام صممتها شركة DCNS و Fincantieri مجهزة بصاروخ الدفاع الجوي (Aster 51) من شركة (MBDA). كما تعرض شركة (Lockheed Martin) و(General Dynamics) الاميركيتين على المملكة العربية السعودية نماذج مختلفة من نظام القتال الساحلي (LCS) الذي يبنيانه للبحرية الاميركية. وتعرض شركة (L.Martin) نظام (LCS-1) وشركة (G. Dynamics) نظام (LCS-2). وتنافس شركة بناء السفن السعودية (Eraf Industrial) على تلبية متطلبات سلاح البحرية للسفن الهجومية. وتدعو الحاجة لهذه السفن كجزء من جهود الردع الساحلي لحرس السواحل السعودي ولتحل محل اسطول المملكة من سفن الهجوم السريعة اذ تبحث السعودية عن مساعدة الحملة العالمية على ردع القرصنة في خليج عدن.
الامارات العربية المتحدة
لدى القوات البحرية في الامارات العربية المتحدة خططا طموحة لتعزيز قدراتها لتوفير امنا بحريا في منطقة الخليج العربي السفلى. وتتركز هذه القدرات على برنامج سفن (Baynunah) الذي تبلغ قيمتها ٨١٧ مليون دولار، ويغطي تصميم وبناء تأهيل ست سفن حراسة متعددة المهام يبلغ طول الواحدة ٧٢ مترا.
يجري بناء السفينة الاولى في مرفق شركة (DCN) للانشاءات الميكانيكية في النورماندي في فرنسا في حين يجري بناء السفن الباقية في ابوظبي وتتولاه شركة ابوظبي لبناء السفن (ADS). وتشمل الخطط الاخرى شراء ١٢ قاربا سريعا مسلحا بالصواريخ وتحديث ناقلات القوات السريعة من فئة (Ghannatha) وتحويل ٨ طائرات خطوط جوية من فئة (Bombardier Dash) الى طائرات دورية بحرية. وسوف يجري بناء سفن القتال السريعة الجديدة المسلحة بالصواريخ طبقا لطراز التصميم المعدل لناقلة القوات (Ghannatha) في حين تصبح ١٢ ناقلة قوات سريعة حالية من فئة (Ghannatha) فئتين فرعيتين: سوف تعدل ست ناقلات منها الى منصات هاون وتستمر البقية كناقلات للقوات، انما سوف تتلقى تسليحا اضافيا.
عمان
ان موقع عمان الاستراتيجي عبر مضيق هرمز يمنح القوات البحرية في السلطنة اهمية كبيرة ويعتمد كثيرا على سفن الدورية التابعة لها بعيدا عن الشاطئ لمراقبة النشاط البحري في المضيق.
لذلك، اختارت سلطنة عمان شركة (Damen Schelde) البحرية لبناء السفن وحوض بناء السفن في (Goa) وتكنولوجيات سنغافورة البحرية (ST) لاكمال الدورة الجديدة للمناقصة على مشروع الافق (Al-Ofouq) لبرنامج سفينة الدورية مستقبلا. ويغطي هذا المشروع الحصول على ٤ سفن دورية بقدرة على ان تعمل من على متنها الطوافات يبلغ طول السفينة ٧٥ مترا لدعم قدرة الدورية بعيدا عن الشاطئ للبحرية الملكية في عمان (RNO). وبعد اختيار المناقص المفضل، يتوقع الانتهاء من عقد التصميم والبناء في النصف الثاني من عام ٢٠١٠.
قطر
لدى دولة قطر في الخليج مصلحة قوية في تعزيز قواتها البحرية. وان الخدمة الفقيرة المقدمة لسفن قطر الهجومية السريعة الثلاث من فئة (Damsah) التي بنتها فرنسا بوزن ٣٩٥ طنا وسفن الدورية السريعة الاربع من المملكة المتحدة بوزن ٣٧٦ طنا من فئة (Barzan) هي وراء حركة استبدال هذه السفن المتقادمة، حسب مصادر عسكرية في الشرق الاوسط. وقد اطلقت قطر بالفعل حملة لاستبدال هذا الاسطول المؤلف من ٧ سفن هجومية لتعزز امنها في المنطقة الاقتصادية البحرية، وابدت مزيدا من الاهتمام مؤخرا في شراء سفينتين للدورية بعيدا عن الشاطئ.
البحرين والكويت
ابدت البحرين، على غرار جيرانها في الخليج، اهتماما حديثا في تعزيز اسطولها من سفن الدورية البعيدة عن الشاطئ، لكن البحرين لم تترجم لغاية الان هذا الاهتمام الى استدراج عروض ثابتة. ولم تعلن الكويت في شمال الخليج حتى الان ايضا عن اي متطلبات جديدة لسفن حربية، لكن يستفاد بانها مهتمة في استبدال سفن الدورية الساحلية الصغيرة لديها.
العراق
لدى البحرية العراقية الجديدة مسؤوليات نامية لحماية منشآتها التحتية لتصدير النفط بعيدا عن الشاطئ في شمال الخليج العربي. وقد شرعت في برنامج تحديث بحري بالتعاون مع بعثات التدريب البحري الاميركية والبريطانية في العراق. وقد وقعت البحرية العراقية في منتصف شباط"فبراير عام ٢٠٠٦ عقدا بمبلغ ١٠١ مليون دولار مع الحكومة الايطالية لتزويدها بأربع سفن دورية بعيداً عن الشاطىء من فئة (Saettia MK4). وبالتعاون مع البحرية الايطالية، يزود كل طاقم بدورة دراسية لمدة اسبوع على مشبه حجرة القيادة في اكاديمية ليفورنو (Livorno). وتستعمل هذه السفن للدورية في المنطقة الاقتصادية الحصرية ومراقبة الحركة البحرية والبحث والانقاذ ومكافحة النار. ومنحت البحرية العراقية في ايلول"سبتمبر عام ٢٠٠٩ شركة بناء السفن (Swiftships) في مدينة (Morgan City) في لوس انجلوس عقداً بمبلغ ١٨١ مليون دولار لبناء ٩ سفن دورية ساحلية وتم شراء السفن بموجب المبيعات العسكرية الخارجية. ومن المتوقع ان تمنح البحرية العراقية عقداً بمبلغ ١٠٩ ملايين دولار لبناء سفينتي دعم بعيداً عن الشاطىء يبلغ طول السفينة الواحدة ٦٠ متراً خلال هذا العام.
اليمن
هناك جهد دولي يجري لتعزيز الامن البحري في اليمن وانشاء حرس ساحلي قادر على وقف الانشطة الارهابية ونشاط القراصنة في خليج عدن. ولذلك ارسلت الولايات المتحدة وبريطانيا خبراء بحريين لتدريب وحدات حرس السواحل اليمني الجديدة وتزويدها بمعدات جديدة. وفي عام ٢٠٠٤ - ٢٠٠٥، قدمت الولايات المتحدة ١٤ قارباً للدورية لحرس السواحل. وسلمت شركة استرالية في عام ٢٠٠٥ عشرة ١٠ قوارب دورية لمساعدة الحكومة اليمنية في الجهود لمكافحة الارهاب والتهريب غير الشرعي. وسوف تدرب الشركة الاطقم اليمنية على كيفية تشغيل السفن وتمدهم بالمعدات. وبدأت البحرية الفرنسية في عام ٢٠٠٦ اقامة شبكة رادارية على السواحل اليمنية. وتمتد الشبكة من سواحل الخوخة (Al - Khokhah) على البحر الاحمر الى سواحل شبوة (Shabwah) على بحر العرب. وسوف تربط الشبكة كل نقاط التفتيش لحرس السواحل اليمني حماية ضد اي هجوم للارهابيين وعمليات التجسس على الطرق البحرية، وتمول ايطاليا ايضاً وتنفذ شبكة رادارية لحماية السواحل اليمنية التي تمتد لمسافة ٥٠٠ كيلومتر.
التهديد مستقبلا
ان العمليات البحرية الدولية لمكافحة القرصنة بعيداً عن الساحل الصومالي عززت عدة اتجاهات مهمة للقوات البحرية العربية. وقد تولت الدول الواقعة على البحر الاحمر مسؤولية اقامة دوريات بحرية لوقف القرصنة المنتشرة في الممرات المائية. ومن المتوقع ان يشكل هذا التعاون النشط ضد القرصنة نموذجاً للمهام مستقبلاً ضد التهديدات التي تنشأ من غير الدولة، مثل المهربين او المهاجرين غير الشرعيين لاسباب اقتصادية، حيث الحاجة تدعو الى التنسيق فقط بين عدة بحريات لمعالجة المشكلة.
لم ترسل البحريات العربية حتى الآن سفنا حربية لمشاركة القوات الدولية في خليج عدن في مهام مكافحة القرصنة. وان الهجمات الجريئة التي يقوم بها القراصنة في المحيط الهندي تهدد ممرات الشحن الدولية بعيدا عن السواحل الصومالية. وهذا يشكل تهديدا متصاعدا للتجارة البحرية في الخليج العربي والبحر الاحمر، مما حمل عدة حكومات عربية على دراسة ما اذا كانت بحاجة الى قدرة لتعزيز القوة البحرية بعيدا عن سواحلها. واذا عززت حكومات عربية قواتها البحرية بعيدا عن سواحلها، فسوف يؤمن ذلك مصلحة لجميع دول العالم لجهة عبور ناقلات النفط في المحيط الهندي والتي تتم آنذاك حمايتها دون مساعدة من البحريات الدولية. وان تطور هذه القدرة سوف يقتضي استثمارات جديدة كبيرة في البحريات العربية.
المصدر
.jpg)
» الوصول إلى أي مكان في العالم خلال أقل من ساعة هدف أميركي قد يتحقق اليوم
» إسرائيل تبحث شراء وسائل قتالية أميركية مستعملة فى العراق
» كتيبة بنيامين تجدد التأكيد على جهوزية الجيش الإسرائيلي لمواجهات سبتمبر
» قبيل الانسحاب: العراق يتسلّم 22 مروحية مي-17 محدّثة من شركة ARINC الأميركية
» أفغانستان تتسلم 9 مروحيات "مي-17" من روسيا بحلول نهاية العام
» مناورات جوية لقوات دول الاتحاد السوفياتي السابق لمكافحة الإرهاب
» روسيا تطوّر نظامي الدفاع الجوي الجديدين: مارفي و فيتياز
» إختفاء صواريخ مضادة للدروع من معسكر إسرائيلي في الجولان
» إسرائيل تطور طائرة جديدة دون طيار
» إسقاط مروحية تشينوك في أفغانستان يودي بحياة 31 جندياً أميركياً و7 جنود أفغان
» دبابات الجيش السوري تقتحم مدينتي سراقب وقصير
» أحزاب الشيطان من طهران إلى العراق ولبنان
» سوريا وتركيا.. لقاء الوداع؟
» سوريا: تصورات نهاية النظام