الخندق سياسي - عسكري متخصص

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الخندق سياسي - عسكري متخصص

المواضيع الأخيرة

» تعزيز مدى صواريخ GMLRS الموجهة بفارق 50 كلم
اللعبة الايرانية انتهت ، اللعبة الصهيوامركية تأكدت  Icon_minitime1الإثنين أغسطس 15, 2011 4:07 pm من طرف Gulf Knight

» الوصول إلى أي مكان في العالم خلال أقل من ساعة هدف أميركي قد يتحقق اليوم
اللعبة الايرانية انتهت ، اللعبة الصهيوامركية تأكدت  Icon_minitime1الإثنين أغسطس 15, 2011 4:02 pm من طرف Gulf Knight

» إسرائيل تبحث شراء وسائل قتالية أميركية مستعملة فى العراق
اللعبة الايرانية انتهت ، اللعبة الصهيوامركية تأكدت  Icon_minitime1الإثنين أغسطس 15, 2011 4:00 pm من طرف Gulf Knight

» كتيبة بنيامين تجدد التأكيد على جهوزية الجيش الإسرائيلي لمواجهات سبتمبر
اللعبة الايرانية انتهت ، اللعبة الصهيوامركية تأكدت  Icon_minitime1الإثنين أغسطس 15, 2011 3:59 pm من طرف Gulf Knight

» قبيل الانسحاب: العراق يتسلّم 22 مروحية مي-17 محدّثة من شركة ARINC الأميركية
اللعبة الايرانية انتهت ، اللعبة الصهيوامركية تأكدت  Icon_minitime1الخميس أغسطس 11, 2011 6:30 pm من طرف Gulf Knight

» أفغانستان تتسلم 9 مروحيات "مي-17" من روسيا بحلول نهاية العام
اللعبة الايرانية انتهت ، اللعبة الصهيوامركية تأكدت  Icon_minitime1الخميس أغسطس 11, 2011 6:29 pm من طرف Gulf Knight

» مناورات جوية لقوات دول الاتحاد السوفياتي السابق لمكافحة الإرهاب
اللعبة الايرانية انتهت ، اللعبة الصهيوامركية تأكدت  Icon_minitime1الخميس أغسطس 11, 2011 6:28 pm من طرف Gulf Knight

» روسيا تطوّر نظامي الدفاع الجوي الجديدين: مارفي و فيتياز
اللعبة الايرانية انتهت ، اللعبة الصهيوامركية تأكدت  Icon_minitime1الخميس أغسطس 11, 2011 6:27 pm من طرف Gulf Knight

» إختفاء صواريخ مضادة للدروع من معسكر إسرائيلي في الجولان
اللعبة الايرانية انتهت ، اللعبة الصهيوامركية تأكدت  Icon_minitime1الخميس أغسطس 11, 2011 6:26 pm من طرف Gulf Knight

» إسرائيل تطور طائرة جديدة دون طيار
اللعبة الايرانية انتهت ، اللعبة الصهيوامركية تأكدت  Icon_minitime1الخميس أغسطس 11, 2011 6:25 pm من طرف Gulf Knight

» إسقاط مروحية تشينوك في أفغانستان يودي بحياة 31 جندياً أميركياً و7 جنود أفغان
اللعبة الايرانية انتهت ، اللعبة الصهيوامركية تأكدت  Icon_minitime1الخميس أغسطس 11, 2011 6:23 pm من طرف Gulf Knight

» دبابات الجيش السوري تقتحم مدينتي سراقب وقصير
اللعبة الايرانية انتهت ، اللعبة الصهيوامركية تأكدت  Icon_minitime1الخميس أغسطس 11, 2011 6:22 pm من طرف Gulf Knight

» أحزاب الشيطان من طهران إلى العراق ولبنان
اللعبة الايرانية انتهت ، اللعبة الصهيوامركية تأكدت  Icon_minitime1الخميس أغسطس 11, 2011 6:20 pm من طرف Gulf Knight

» سوريا وتركيا.. لقاء الوداع؟
اللعبة الايرانية انتهت ، اللعبة الصهيوامركية تأكدت  Icon_minitime1الخميس أغسطس 11, 2011 6:19 pm من طرف Gulf Knight

» سوريا: تصورات نهاية النظام
اللعبة الايرانية انتهت ، اللعبة الصهيوامركية تأكدت  Icon_minitime1الخميس أغسطس 11, 2011 6:19 pm من طرف Gulf Knight

سحابة الكلمات الدلالية

احصائيات

أعضاؤنا قدموا 3917 مساهمة في هذا المنتدى في 2851 موضوع

هذا المنتدى يتوفر على 125 عُضو.

آخر عُضو مُسجل هو ابو فمرحباً به.

تدفق ال RSS


Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 

    اللعبة الايرانية انتهت ، اللعبة الصهيوامركية تأكدت

    Gulf Knight
    Gulf Knight
    Admin
    Admin


    الإقامة : الكويت
    ذكر العمر : 55
    عدد المساهمات : 3211
    نقاط : 175321
    السٌّمعَة : 1342
    تاريخ التسجيل : 15/07/2010

    خبر هام اللعبة الايرانية انتهت ، اللعبة الصهيوامركية تأكدت

    مُساهمة من طرف Gulf Knight الخميس نوفمبر 04, 2010 2:20 pm

    الأربعاء 26 ذو القعدة 1431هـ الموافق:3 نوفمبر 2010م03:11:09 بتوقيت مكة
    سني نيوز : صلاح المختار : إسأل المُجرِّب ولا تَسألِ الحَكيم - مثل عربي - منذ وصل خميني للسلطة في ايران ونحن نحذر من الاخطار والتبعات المترتبة على ايصاله للسلطة بوضوح وبصراحة وبدقة تامة ، لاننا كنا نعرف بحكم تجربتنا التاريخية مع ايران ، والتي تعود لالاف السنين وليس لعقد او عقدين من الزمن ، ونتيجة لدراستنا لستراتيجيات ايران وسلوكها العملي عبر عقود في العصر الحديث ، والاهم لاننا ضحايا ايران وبشهادة التلفاز والصورة والصوت والموقف الرسمي الايراني خصوصا منذ غزو العراق ، نقول كنا نعرف بان ايران ومهما كان النظام الحاكم فيها هي امبراطورية قيد الانتظار وموجودة تحت الانظار في سواء في طهران العلمانية او قم الطائفية .

    بزيارة احمدي نجاد للبنان اكتملت ملامح البدر الفارسي وليس الهلال الشيعي ، وقدمت ايران الدليل العملي وشبه الرسمي على انها تغزو لبنان فعليا ، وبان مشروعها الامبراطوري وصل لبنان وسيطر عليه ، وان لبنان مجبر الان بفضل ما كان يسمى ب ( سلاح المقاومة ) على الرضوخ للاستعمار الايراني وهو استعمار كلاسيكي قاعدته العامل الطائفي . وما يهمنا الان هو التالي : هل غزو ايران للبنان كان قرار ايرانيا صرفا ؟ ام انه قرار مدعوم من قبل امريكا والكيان الصهيوني ؟ جوابنا الواضح والذي قدمناه منذ عقود هو ان النظام الحالي في طهران هو كسلفه نظام الشاه مدعوم من امريكا والكيان الصهيوني وينفذ ، وهو يعمل على بناء مشروعه الامبراطوري الاستعماري التوسعي ، اهم اهداف امريكا والكيان الصهيوني ، في تلاق ستراتيجي اوضحته عملية غزو العراق ، وهو تلاق عميق كشفته ظاهرة تطابق الموقفين الامريكي والايراني فيما يتعلق بتقسيم او تقزيم العراق .

    من هنا من الضروري اعادة التذكير باسس هذا التلاقي بين امريكا والكيان الصهيوني من جهة وايران من جهة ثانية ، بصيغة اسئلة محددة واجوبة مختصرة ومن اراد التفاصيل عليه العودة لما كتبناه تفصيليا في السنوات السابقة حول ايران وهو منشور في عدة شبكات ومنابر ومنها شبكة البصرة المناضلة . لنبدأ بطرح الاسئلة التي سيساعد الرد عليها في تفكيك الغموض المتعمد الذي يحيط بالعلاقات العلنية والسرية بين امريكا والكيان الصهيوني وايران .

    س 1 : ما هي المصالح الاساسية للغرب الاستعماري بريطانيا وفرنسا وبعدهما امريكا والصهيونية في الوطن العربي ؟

    ج1: هناك ثلاثة اهداف كبرى وستراتيجية للغرب والصهيونية اكدتها المواقف الرسمية والوثائق التي نشرت او تسربت من هذه الاطراف الثلاثة بالاضافة للتطورات الواقعية في الامة العربية والاقليم والعالم وهي :

    أ – السيطرة على نفط العرب من قبل الغرب بصفته ( دم الحياة العصرية ) ، كما وصفة وزير دفاع امريكي سابق هو جورج براون في الثمانينيات ، وبما ان الكمية الاكبر من النفط لدى العرب وفي ارضهم فان استعمارهم وتقسيمهم واضعافهم اهم اهداف الاستعمار الغربي .

    ب – انشاء ودعم الكيان الصهيوني ليكون سدا عاليا ، وقويا وفاصلا ، مانعا لوحدة المشرق مع توأمه في الهوية المغرب العربي على اساس ان وحدة العرب هي الضمانة الرئيسية لقوتهم وتقدمهم وتحررهم من النفوذ الاحنبي في عصر لا تعيش فيه بكرامة الا القوى الكبرى والقوية .

    ج – تدمير الاسلام ليس بصفته دينا فقط بل لكونه روح حضارة عريقة حية ومتجددة وقابلة لان تعيد تشكيل العالم اذا اتيحت له الفرصة للنهوض بقوة نفس الشعب الذي نشر الاسلام قبل 14 قرنا في كافة انحاء العالم وهو الشعب العربي . ان الترابط بين العروبة والاسلام هنا هو سر العداء للاسلام والحضارة العربية التي قامت على اساسه ، فمن دون فصل الروح ، وهو الاسلام ، عن الجسد ، وهي العروبة ، لا يمكن دحر العرب وتمزيق الحضارة العربية الاسلامية العريقة .

    هذه الاهداف الثلاثة وجدناها في ستراتيجيات بريطانيا وفرنسا حينما كانتا تحكمان العالم ، ثم وجدناها في ستراتيجيات امريكا بعد ان ورثت الاستعمارين البريطاني والفرنسي ، ووجدناها في ستراتيجية الصهيونية التي قررت انشاء كيان لها في فلسطين مما اقتضى واكثر مما ارادت القوى الاستعمارية تفتيت العرب ومنع وحدتهم والعمل على محو هويتهم القومية .

    لذلك فان مصالح الغرب الاستعماري في ما يسمى ب ( منطقة الشرق الاوسط ) هي ضمان بقاء السيطرة على النفط وامن اسرائيل ، وذلك لن يتحقق الابتذويب الهوية العربية والغاء العروبة من اجل حرمان الاسلام من القوة الاكثر فهما وايمانا به وهي الامة العربية .

    س 2: اين تقع المصالح الاستعمارية الغربية والصهيونية ؟

    ج 2: انها تقع في الاراضي العربية فالنفط في ارض العرب وفلسطين ارض عربية ، ولذلك فان كل الستراتيجيات الغربية ركزت على غزو الوطن العربي او السيطرة عليه وليس غزو ايران او تركيا او غيرهما . نعم هناك نفط في ايران ولكن علينا تذكر حقيقتين الاولى ان النفط في ايران قليل مقارنة بالنفط العربي كما انه ينضب ويتراجع دوره وكميته ، والحقيقة الثانية هي ان من يشارك في حملة الاستعمار وينفذها من حقه ان يشارك في وليمة الاستعمار ، وايران بهذا المعنى تعطى ثمنا مقابل دورها في تنفيذ المخططات الاستعمارية الغربية والصهيونية ومنها النفط ومنحها عربستان .



    س 3 : ما هي ستراتيجيات القوى الاستعمارية والحركة الصهيونية ؟

    ج 3 : يمكن تلخيص العوامل المشتركة بين هذه الستراتيجيات كالاتي :

    1– تقرير بنرمان وهو تقرير لجنة من ( حكماء اوربا ) شكلتها الامبراطورية البريطانية في بداية القرن العشرين لوضع ستراتيجية تضمن السيطرة على العرب ونفطهم وارضهم ، فوضع هذا التقرير الذي نص على اهداف كانت الاساس في الاحداث اللاحقة ومنها هدف منع العرب ومن تحقيق تقدم علمي وتكنولوجي ومنع وحدة العرب عن طريق انشاء كيان يعزل مشرق الوطن العربي عن مغربه وهو الكيان الصهيوني .

    2– اتفاقية سايكس – بيكو الاولى التي قسمت الاقطار العربية ووضعت حدودا مصطنعة لها لاجل منع وحدتها وتحررها واستثمار ثرواتها ولم تقسم بلاد فارس او تركيا الحديثة بل على العكس منحتهما اراض عربية .

    3– اقتطاع اراض عربية ومنحها لبلاد فارس – هكذا كانت تسمية ايران حتى عشرينيات القرن الماضي – مثل الاحواز وهي منطقة تضم كل ثروات ايران النفطية والغازية واغلب مياه ايران ، وتمتد من العراق الى نهاية الخليج العربي وعدد سكانها بين 9 و10 مليون عربي ، لحرمان العرب من امكانيات هذه المنطقة او الدولة ودعم بلاد فارس لتمكينها من التحول الى قوة اقليمية عظمى تزاحم العرب وتستهلك قواهم وتمنعهم من التفرغ لتحرير اراضيهم او ثرواتهم . واقتطعت كذلك اراض منحت لتركيا مثل الاسكندرون لتكون تلك العملية سببا في حروب وازمات بين العرب وجيرانهم غير العرب .

    4- اقامة تحالفات ستراتيجية بين تركيا وايران وبين القوى الاستعمارية الغربية ، بريطانيا ثم امريكا ، من اجل تطويق العرب وحرمانهم من مرونة الحركة وارداة التغيير . وطور الامر بعد انشاء الكيان الصهيوني بطرح نظرية ( شد الاطراف ) الصهيونية والتي تقوم على هدف بناء علاقات ستراتيجية مع الدول غير العربية المجاورة للعرب في اسيا وافريقيا من اجل تطويق العرب ومحاربتهم وتقسيمهم ، او على الاقل استنزافهم . وكان ( حلف بغداد ) الذي شكلته بريطانيا وضم العراق وايران وتركيا وباكستان احد اهم محاولات تسهيل عمل الاستعمار البريطاني . وكان ذلك تاكيد واضح جدا على دور ايران في تنفيذ السياسات الغربية المعادية للعرب .

    5– حينما ورثت امريكا الامبراطوريتين البريطانية والفرنسية تبنت ستراتيجات محددة قامت كلها على الاعتماد على اطراف اقليمية في تنفيذ سياساتها واهمها نظرية ( الحرب بالنيابة ) وكانت ايران طرفا رئيسيا فيها الى جانب الكيان الصهيوني وانظمة عربية ، وكان هدف امريكا هو اشعال حروب اقليمية تديرها امريكا ولكن من يقوم بها اطراف اقليمية ، وهدف الحروب استنزاف العرب ومنع وحدتهم القومية .

    ان هذه الخطط الستراتيجية قدمت ايران بصفتها احتياطي او ذخيرة ستراتيجية امريكية – صهيونية اساسية ، بينما كان العدو الرئيسي فيها هو العرب .

    س4: هل يوجد في الستراتيجيات الغربية والصهيونية هدف استغلال القوى الاقليمية غير العربية لتحقيق اهداف تلك الستراتيجيات ؟

    ج 4 : نعم هناك ( نظرية شد الاطراف ) الصهيونية والتي ذكرناها وهدفها العمل على استخدام الجيران غير العرب للامة العربية وجعلهم حلفاء للكيان الصهيوني ، وهناك الاحلاف الاستعمارية مثل حلف بغداد ، وحلف النيتو الذي ضم تركيا لتكون حارسا للمصالح الغربية في شمال الامة العربية ، بعد منحها الاسكندرون وتشجيعها على المطالبة بالموصل وكركوك . كما ان ايران استولت على الاحواز بقرار بريطاني معروف وغزت الجزر الاماراتية الثلاثة ، وشجع الغرب مطامعها الاخرى في اراضي العراق ودول خليجية عديدة . وفي افريقيا نرى ان جيران العرب جنوب السودان مثلا اصبحوا ادوات تمزيق وحدة السودان لمنعه من الاندماج بالجسد العربي . ولابد من التنبيه الى حقيقة خطيرة وهي ان الهدف الصهيوني والغربي الرئيسي في السودان هو منعه من المساهمته الجذرية في حل مشكلة الغذاء العربية وهو قادر على ذلك عن طريق تحريك الجنوب ودعمه من اجل الانفصال وتكوين دولة معادية للعرب وتساهم في خنق مصر والسودان مائيا . والان يأتي تقسيم السودان ليحقق اهم اهدافه وهو حرمان العرب من تحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي عن طريق الاستثمار في السودان ليبقى العرب معتمدين طفيليا على الغذاء الاجنبي ، فيصبحون تحت رحمة من يصدر لهم الغذاء .

    س5 : هل بين امريكا والكيان الصهيوني من جهة وايران من جهة ثانية صراع ستراتيجي او رئيسي ام توافق ستراتيجي ؟

    ج5 : للاجابة على هذا السؤال المركب من الضروري ملاحظة ما يلي :

    1 – في عهد الشاه كانت ايران رسميا مع الغرب والكيان الصهيوني وكانت جزء من المنظومة الغربية وحارسا لمصالحها ، من جهة ، وكانت دولة قومية لا تخفي مطامعها في اراض عربية واحتلت الجزر الاماراتية الثلاثة في هذا الاطار ، وكانت تطالب بالبحرين وتدعي ان لها حقوقا في العراق من جهة ثانية . وكان الشاه محمد رضا بهلوي يريد احياء امبراطورية كورش الفارسية وكانت احتفالاته الاسطورية بذكرى تلك الامبراطورية تذكير حاسم بالطابع القومي التوسعي للنظام في ايران ، وكان تبلور تلك الحقيقة وتبنيها رسميا من قبل ايران احد اهم عوامل فشل الشاه في اختراق الاقطار العربية ودحر حركات التحرر العربية الوطنية والقومية واليسارية ، لان النزعة القومية الشوفينية والامبريالية ( اي التوسعية ) الفارسية الرسمية والعلنية حصنت العرب ، وهم الهدف الاساسي لمطامعه ، ضد المطامع القومية الفارسية وضد الشاه وضد نظامه . لقد فشلت النزعة الامبراطورية ذات الغطاء القومي الفارسي في تحقيق اهدافها الكبرى ولذلك كان ضروريا تغيير الغطاء التوسعي الامبراطوري الفارسي واختيار غطاء مقبول ويسهل عملية تفتيت العرب .

    كانت هناك مواجهة تزداد حدة منذ العشرينيات من القرن الماضي وحتى وصول خميني للسلطة ، بين القومية العربية ذات الطبيعة التحررية والوحدوية ، نظرا لتجزئة الاقطار العربية ، المحصورة داخل الاقطار العربية ولذلك فهي دفاعية قومية صرفة ، وبين النزعة القومية الفارسية التوسعية ، نظرا لكون ايران كانت موحدة وليست مهمتها توحيد اقطارها المجزءة ، وكان صراعا بين التحرر والاستعباد وكان من المستحيل دحر القومية العربية بسلاح قومي فارسي صريح وعلني خصوصا بعد احتلال الاحواز العربية في العشرينيات من القرن الماضي بقرار ودعم بريطانيين واحتلال الشاه لاراض ومياه عراقية والاعلان عن مطامع قومية فارسية في الارض العربية .

    وبما ان الهدف الاساسي للغرب الاستعماري والصهيونية كان الحاق الهزيمة بالقومية العربية التي نهضت بقوة في عهد الرئيس المرحوم جمال عبدالناصر واصبحت القوة الاساسية التي تهدد المصالح الاستعمارية والكيان الصهيوني فان القضاء عليها كان الهدف المركزي في الستراتيجيات الغربية والصهيونية .

    2 – أختار الستراتيجيون الامريكيون في سبعينيات القرن الماضي دعم خطة احياء الاصوليات الدينية ( المسيحية واليهودية والاسلامية والهندوسية وغيرها ) ، لتكون القوة الايديولوجية الجذابة والقوة البشرية الضخمة القادرة على تحقيق هدفين جوهريين ومترابطين :

    أ – الهدف الاول : تفتيت ودحر الانظمة الشيوعية بنظرية ( ضرب اسفل الجدار ) ، اي تدمير الاساس الديموغرافي بتحريك المكونات القومية والدينية للاتحاد السوفيتي واستخدامها لتهديمه من داخلة ، والتي كتبنا عنها كثيرا في الثمانينيات ونجحت في التسعينيات بتحقيق انهيار الاتحاد السوفيتي .

    ب – الهدف الثاني : القضاء على حركات التحرر والقوى القومية بتطبيق نظرية ( التفتيت الطائفي والعرقي للاقطار العربية ) والتي تعني تصفية الحركات التحررية الوطنية .

    وبتحقيق هذين الهدفين تكون امريكا قد غيرت طبيعة الصراع في العالم وحولته من صراع تحرري ضد الاحتلال والقوى الاستعمارية ، وهو صراع له ما يبرره ويخدمه وهو الاحتلالات والغزو والنهب الامبريالي ، الى صراعات دينية وطائفية ، وهي صراعات غير مبررة وغير مفهومة وتلغي حقوق المظلومين والمضطهدين والمحتلة اوطانهم ، وبذلك يتحرر الغرب الاستعماري والصهيونية من اعباء الصراع وتلقى على عاتق صراع الاديان والحضارات وتحمل الشعوب غير البيضاء ثمن الدم والدولار .

    في اطار هذا التغيير الستراتيجي الخطير والجوهري في خطط الغرب الاستعماري والصهيونية العالمية تقرر في بريطانيا وامريكا دعم وايصال ما سمي ب ( الاصوليات الدينية ) الى الحكم ، او تمكينها من التحكم في توجهات الكتل البشرية الضخمة في الشارع السياسي واقصاء واجتثاث التيارات الوطنية والقومية والتقدمية . ان اسقاط الشاه بدور امريكي وبريطاني حاسم وايصال نظام خميني للسلطة ، وتفجير حرب افغانستان ، بقرار امريكي تأكد الان بصورة رسمية ، ضد الغزو السوفيتي باسم الدين الاسلامي ، ودعم امريكا لما سمي ب ( الاصولية الاسلامية ) بجناحيها الشيعي السياسي والسني السياسي ،كان ثمرة تلك التوجهات الستراتيجية والخطوة الاساسية في بدء حروب من نوع اخر مختلف .

    3 – ان دعم ( الاصوليات ) الدينية من قبل الغرب كان واضحا جدا في افغانستان وايران ، كما انه كان واضحا في واقعة ان اغلب قيادات التنظيمات السياسية المتبرقعة بالدين كانت تقيم في بريطانيا او في المانيا ، وكانت تدعم ماليا من الغرب ومن انظمة عربية ثرية جدا . ومما لفت النظر ان هذه الموجة المتسترة بالدين كانت تعلن العداء للقومية العربية وحركتها التحررية وتكفرهما مع انهما كانا القوة الرئيسية التي تواجه الغرب الاستعماري والصهيونية .

    4 – بما ان الاسلام دين تحرري يرفض ويحارب القوى الاستعمارية والصهيونية فان استخدام الدين من قبل اعداءه الغربيين والصهاينة كان مستحيلا من دون توفير شرطين : الشرط الاول هو قبول الغرب درجة معينة من العداء له وللصهيونية من قبل التنظيمات الاسلاموية من اجل تنفيس الضغوط داخل القواعد الشعبية الاسلامية التي تعادي الغرب والصهيونية بفطرتها الدينية ، ومواصلة السيطرة على قيادات الكتل الرئيسية فيها ، والشرط الثاني تبني سياسات غربية وصهيونية تعلن عدائها للتطرف الديني ، او كما يطلقون عليه ( الاصولية الاسلامية ) . ان توفير هذين الشرطين كان ضروريا جدا لضمان القدرة لدى تلك التنظيمات التي توفر لها امكانية سحق او اضعاف او تهميش التيارات الوطنية والقومية في الوطن العربي ، من جهة ، وتوفير غطاء لها مقبول جماهيريا من خلال معاداته للصهيونية والغرب من جهة ثانية .

    ان الصراع بين ايران خميني واتباعه والغرب والصهيونية يقع في هذه الخانة ، لذلك فهو نوع من الصراعات الثانوية والمنضبطة في المنطقة والعالم والذي تشكل تغذيته الدورية عاملا اساسيا في تصور الغرب والصهيونية لطبيعة الصراع وتطبيق نظرية تفتيت الاقطار العربية بعد تفتيت الاتحاد السوفيتي .

    5 – يدور الصراع الغربي – الصهيوني مع ايران الملالي حول قضايا محددة اهمها توزيع الغنائم ومناطق النفوذ وليس حول فلسطين ، وهو ما اثبتته تجربة غزو العراق وافغانستان حيث ان ايران كانت الشريك الاهم لامريكا في الغزو والمسهل الرئيسي للغزاة ، وكانت تريد الثمن مقابل ذلك نفوذا في العراق وافغانستان ودول الخليج العربي . لكن هذا الصراع تضبطه وتحدده حقيقة ستراتيجية وهي انه صراع ثانوي وذلك لان الصراع الرئيسي هو مع الامة العربية التي يوجد فيها النفط ومنها اقتطعت فلسطين وهي التي تشكل هدف القوى الاستعمارية الغربية وليس ايران .

    ان هذه الحقيقة العيانية والملموسة تتجسد في الستراتيجات التي اتبعتها امريكا والغرب وفي الممارسات الصهيونية والتي تؤكد ان الحرب بين ايران والغرب والصهيونية منذ عام 1979 وحتى الان هي شبح الحرب وليست الحرب ذاتها ، وهي حافة الحرب وليس الحرب ذاتها ، وفيما يلي بعض المظاهر الستراتيجية لتلك الحقيقة :

    أ – ان الصراع بين ايران من جهة ، وامريكا والصهيونية من جهة ثانية كان عبارة عن محاولة لمنح ايران طابعا تحرريا لاجل ضمان ان يؤدي ذلك الى سحب هذه الصفة من حركة التحرر العربية بكافة تنظيماتها ، تمهيدا لتحقيق اختراق جوهري داخل حصون الوطن العربي . لذلك فهو صراع صنع صورة تحررية لايران ، وكل ( رصاصه ) السياسي وليس العسكري كان خلبا وصوتيا فقط وليس حقيقيا . والدليل هو عدم حصول اي صدام حربي حقيقي منذ عام 1979 رغم الصوت المرتفع لطبول الحرب والتحذير شهريا من انها ستقع غدا حتما ! هل من المعقول ان تكون ايران الملالي معادية للغرب والصهيونية دون اطلاق رصاصة واحدة بين الطرفين ؟

    ب – المعارك التي تدور منذ ثلاثة عقود بين الغرب والصهيونية وايران هي معارك ( عض اصابع ) هدفها تحقيق احد الطرفين مكاسب اكثر من الاخر في اطار تلاقيهما ضد حركة التحرر العربية ، واحد مظاهر هذه الحقيقة هي الدعم الامريكي والاسرائيلي المباشر والرسمي لايران اثناء الحرب التي فرضتها على العراق في عام 1980 ، وتقديم اسلحة هائلة لايران لتمكينها من مواصلة الحرب حتى اسقاط النظام الوطني في العراق . ان فضيحة ايرانجيت ليست سوى راس جبل الجليد الطافي في العلاقات التعاونية بين ايران من جهة وامريكا والكيان الصهيوني واطراف اوربية من جهة ثانية . مقابل ذلك تحدينا ونتحدى مرة اخرى واخرى من يقدم دليلا واحدا على ان هذه الجهات قدمت دعما عسكريا للعراق رغم كل الدعايات والاكاذيب التي روجت حول دعم الغرب للعراق .

    ج – مارست امريكا ومعها دول اوربية والكيان الصهيوني ( سياسة حافة الحرب ) مع ايران ، وهذه السياسة عبارة عن لعبة تقنع المراقب بوجود عداء حقيقي ومستحكم بين الطرفين وهو ما ينذر بوقوع الحرب بعد لحظات ، والهدف كان بالاضافة لصنع صورة ايجابية لايران تحوبل الانظار عن المعركة الحقيقية وهي الصراع العربي – الصهيوني بكافة مكوناته ، وتركيزه على صراع خلبي ثانوي لا يخرج عن اطار نظرية حافة الحرب او نظرية عض الاصابع . ان صراعات كهذه تحشر ايران بصورة مصطنعة مع اطراف تقاتل امريكا ، وتحارب سياساتها الاستعمارية او تقاتل الصهيونية مثل العراق والمقاومة الفلسطينية . وهذا هو المطلوب للتعجيل بصنع صورة ايجابية لايران في الوطن العربي والالم الاسلامي .

    د – لتأكيد ما سبق دعونا ننظر الى الستراتيجات التي اعلنت وعرفت : ففي عهد بيل كلنتون تبنت امريكا سياسة اطلقت عليها تسمية ( الاحتواء المزودوج ) والتي قامت على اساس احتواء كل من العراق وايران ، ولكن هل كانت تلك السياسة حقا تعادي ايران مثلما تعادي العراق ؟ الجواب هو كلا ، فالاحتواء المزدوج تقول حرفيا ان الموقف من ايران يقوم على ممارسة ضغوط قوية عليها لدفعها للتخلي عن سياسات معينة لكن هذه الضغوط لا تشمل الحرب او التدخل المسلح ضد ايران ، لذلك فمواصلة الضغط والحوار والديبلوماسية معها هو الحل ، اما تجاه العراق فان الحوار غير ممكن والوسائل الديبلوماسية لا تنفع والحل الوحيد هو اسقاط النظام في العراق .

    اما في عهد جورج بوش الابن فقد تبنت امريكا سياسة اخرى اسمها ( محور الشر ) وتلك السياسة كان هدفها التأثير على ثلاثة دول العراق وايران وكوريا الشمالية ، ولكن ما هي طبيعة التأثير على هذه الاطراف الثلاثة ؟ وهل هو نفسه ؟ لقد اكدت التجربة الواقعية بالاضافة للمواقف الرسمية الامريكية ان ايران وكوريا يمكن حل المشاكل معهما بالحوار والضغوط وليس بالحرب ولذلك طورت كوريا اسلحتها النووية واصبحت قوة نووية تحت ظل تلك السياسة ولم تتدخل امريكا عسكريا لمنعها من تحقيق هدفها الخطير من وجهةنظر امريكية ، وكذلك ايران ، حيث انها تطور مشروعها النووي دون اي ضغط عسكري امريكي او صهيوني بل ان وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس ووزيرة الخارجية الامريكية كلنتون اعلنا بصراحة : لن نستخدم القوة ضد ايران !

    وهكذا سقط من ( محور الشر ) عمودين وبقي عمود واحد هو العراق ، حيث تم غزوه وتدميره . ما معنى ذلك ؟ معناه العملي والرسمي ان ايران ليست عدوا رئيسا لامريكا ولا للكيان الصهيوني وانما هي في ان واحد طرف مشاغب ومتعاون مع امريكا في اعادة ترتيب حدود واوضاع المنطقة المسماة بالشرق اولاسط .

    هل هذا يكفي لاثبات ان ايران لاتعد عدوا للغرب والصهيونية ؟ اذا لم يكن ما تقدم يكفي لننظر فيما يلي : بعد عملية ثعلب الصحراء العسكرية ضد العراق في عام 1998 والتي فشلت في فتح ثغرة كانت امريكا تريدها للتقدم لغزو العراق ، اعلنت ادارة بيل كلنتون بان غزو العراق او اسقاط النظام فيه مستحيل من دون التعاون الايراني مع امريكا لان الغزو يجب ان يبدأ من الجنوب والجنوب لايران نفوذ قوي فيه . هذا ماحصل في عام 1998 ، اما في عام 2004 ففي مؤتمر علني في الامارات العربية المتحدة وقف محمد علي ابطحي نائب الرئيس الايراني محمد خاتمي ليقول بانه ( لولا الدعم الايراني لما نجح غزو امريكا لافغانستان والعراق ) ، وكرر ذلك هاشمي رفسنجاني واحمدي نجاد وغيرهم في اقرار رسمي ايراني بان ايران تعاونت مع امريكا لانجاح غزو العراق وافغانستان .

    في عام 1998 اطلقت امريكا دعوة صريحة للتعاون مع ايران وفي عام 2003 حصل غزو للعراق كانت ايران احد الاطراف التي ضمنت نجاحه ثم تحولت الى الطرف الرئيسي في ديمومته من خلال اعتماد الاحتلال على كتل سياسية تابعة لايران . والعراق المحتل الان هو عبارة عن وطن تستبيحه امريكا بواسطة ايران بصورة اساسية . فهل يمكن تصور وجود صراع عدائي ورئيسي بين ايران وامريكا ويحصل تعاون يمتد لاكثر من ثلاثين عاما منذ اسقاط الشاه وحتى الان وبلا توقف او تراجع من الطرفين الامريكي – الصهيوني وايران ؟

    6 – ما هي ستراتيجية ايران الملالي وقبلها ستراتيجية ايران الشاه ؟ في زمن الشاه كانت الستراتيجية الايرانية تقوم على تعظيم ايران ودورها الاقليمي والعالمي وممارستها لدور قوة مقرر في الاقليم ولديها مطامع اقليمية في دول الجوار ، ويتضمن ذلك الرغبة في السيطرة على البحرين وقيامها باحتلال جزر الامارات ، ووجود مطامع اقليمية في العراق كمقدمة للسيطرة على كل الخليج العربي . والتبيرير واضح : ( هذه المنطقة كانت في وقت ما تحت الحكم الفارسي لذلك يجب استعادتها ) ، وكان المحفز قوميا صريحا . اما في زمن خميني ومن اعقبه فان الامر مختلف في واجهته لكنه متطابق في جوهره ، فشعار ( نشر الثورة الاسلامية ) في الوطن العربي والعالم واضح في طبيعته الستراتيجية ، اذ يجب ان تسيطر ايران على كل الوطن العربي باسم الاسلام ، وتقوم بعد ذلك بتغيير قواعد اللعبة العالمية مستغلة قوة الاسلام والمسلمين بعد وقوعهم تحت سيطرة الاستعمار الايراني ولكن لخدمة ايران وليس لخدمة المسلمين لان المسلم بكل وضوح لا يستعبد مسلما اخرا ولا يطمع بارضه ومياهه وثرواته .

    ما الفرق بين الشاه وخميني ؟ الفرق في درجة التوسع والغطاء ، فالتوسع الاستعماري الايراني في زمن خميني اكبر واخطر لانه يشمل كل العالم الاسلامي وليس مناطق عربية فقط كما كان الامر في عهد الشاه ، والشكل استخدام الاسلام غطاء لتسهيل التوسع الاستعماري الايراني وهو غطاء يمكن ان يخدع بعض السذج ، او انه يكون تمويها لخيانة البعض لوطنهم وامتهم . وفي الحالتين فان ايران لديها هدف ستراتيجي لم يتغير في كل الازمنة والانظمة وهو الغاء الهوية العربية وتفيت الامة العربية والانطلاق من ركامات الامة العربية وخرابها لبناء امبراطورية فارسية قومية تتستر باسم الاسلام او الطائفة .

    السؤال المهم في ضوء ذلك هو : لمن تخدم هذه الستراتيجية الايرانية القائمة على تفتيت الامة العربية وتقسيمها ؟

    7 – سايكس بيكون 2 : لكي نقدم الجواب الصحيح لابد من التذكير بالتطور الخطير في الستراتيجية الامريكية الذي حصل في عهد جورج بوش الابن ، فلقد انتقلت امريكا من سياسة احتواء وتقزيم العراق ، وهي السياسية الامريكية التقليدية تجاه العراق ، الى سياسة تقسيم العراق والتي تبنتها الصهيونية وكيانها مبكرا وكان اخر من شرح الهدف الصهيوني الستراتيجي هذا هو عوديد ينون الكاتب الصهيوني في الثمانينيات . ما هي سايكس بيكو رقم 2 ؟ انها تقسيم الاقطار العربية على اسس عرقية او دينية او طائفية او اقليمية او اقتصادية او اي اساس اخر يضمن تحويل القطر الواحد الى عدة اقطار واعادة الاقطار العربية لمرحلة ما قبل الامة والوطنية والقومية . وبخصوص العراق فقد اعتبرته كل الستراتيجيات الصهيونية العدو الاول والاخطر والذي يجب ان يقسم الى ثلاثة دول : كردية في الشمال وسنية في الوسط وشيعية في الجنوب .

    ولكن هل نجحت هذه الخطة ؟ ومن انجحها ؟ هنا نصل الى قلب الموضوع ، فتقسيم الاقطار العربية هدف قديم وكان يجب ان تعقب سايكس بيكو الاولى ، وهي خطة تقسيم الوطن العربي الى اقطار مستقلة ، سايكس بيكو الثانية ، وهي خطة تقسيم الاقطار العربية على اسس عرقية وطائفية ، لضمان امن الكيان الصهيوني وديمومته وبقاءه من خلال التخلص من تهديد اقطار عربية قوية ومتماسكة الهوية والانتماء .

    ولكن انبعاث وصعود القومية العربية في عهد عبدالناصر وهيمنة التيارات القومية العربية على الساحة انتج العكس تماما وهو تعاظم فكرة الوحدة العربية وتجذر الانتماء العربي في كافة الاقطار العربية وتزايد احتمالات تحقيق انقلاب جذري على سايكس –بيكو الاولى ، متمثلا في تحقيق الوحدة العربية بدل بقاء الاقطار العربية مستقلة عن بعضها ، وكان تحقيق وحدة مصر وسورية في عام 1958 خطوة جبارة ارعبت الغرب الاستعماري والصهيونية ، مما جعل المعركة الرئيسية ليست معركة تفتيت الاقطار العربية بل التمهيد لذلك بدحر القومية العربية بجعل الولاء القطري يحل محل الولاء القومي وتحويل الولاء من الولاء للامة والقومية والوطنية الى الولاء للطائفة والعرق والاثنية ، وكان الانفصال السوري الذي قامت به قوى مشبوهة عملا خدم الصهيونية والغرب الاستعماري مباشرة وحقق واحدا من اهم اهدافهما وهو منع قيام الوحدة العربية وان قامت فيجب تخريبها .

    هنا جاء دور القطرية والطائفية في تخريب حركة القومية العربية وشيطنتها ، فلقد جاء السادات ليحول مصر من قاعدة تحرر الامة العربية ، كما كانت في عهد عبدالناصر الى كيان تحركه القطرية ويلهث وراء مصالح قطرية ، واقترن ذلك بتهديم اهم مقدسات العرب وهو عدم الاعتراف بالكيان الصهيوني فاعترف به وانهى دور مصر القومي وحصرها في حدودها الاقليمية وثقافة قطرية مقيتة . وجاء خميني ليكمل خطوة السادات وهي تنفيذ المخطط الصهيوني الاستعماري الغربي القائم على شرذمة الاقطار العربية وتقسيمها وتغيير انتماءها العربي ، وكانت الطائفية هي اللافتة التي اكملت عمل لافتة القطرية ، فالقطرية منعت الوحدة العربية والطائفية تولت العمل لتقسيم الاقطار العربية .

    الخمينية الايرانية والتطرف الديني السني والشيعي بشكل عام ، كان الخيار الستراتيجي الغربي الصهيوني المتوافق والمنسجم مع الستراتيجية القومية الفارسية العتيقة جدا ، فهذه الموجة قامت على خلق تناقض مفتعل وغير طبيعي بين العروبة والاسلام لاجل الحط من شأن الهوية العربية والانتماء القومي العربي باسم الاسلام ، ثم وبعد ان شككت بالانتماء القومي العربي وازالت الكثير من قدسيته ورفض المس به تقدمت خطوة اخرى محسوبة الى امام باشهار ارجحية الولاء الطائفي والعرقي على الولاء الوطني او القومي .

    بتحقيق صورة ايجابية لايران خميني عبر شعارات ( الموت للشيطان الاكبر ) اي امريكا و (الموت للشيطان الاصغر ) اي الكيان الصهيوني ، وفرت ايران خميني البيئة المناسبة لاستدراح بعض العرب لدعمها رغم انها كانت ترفع شعارات توسعية طامعة بالارض العربية تحت شعار مضلل نشر ( الثورة الاسلامية ) ، وهي مطامع لا تختلف عن المطامع الصهيونية من حيث الجوهر ، وهكذا اصبح بامكان خميني واتباعه تحقيق اخطر اختراق تقسيمي للهوية العربية وللقومية العربية في التاريخ الحديث باسم الاسلام اولا ثم باسم الطائفة ثانيا بعد ان تركزت قاعدة الخمينية في اوساط عربية معروفة .

    ما المغزى التاريخي لهذا النجاح القومي الفارسي الخميني ؟ لقد نجحت ايران في تحقيق اخطر الاهداف المعادية للامة العربية وهو ايجاد شرخ طائفي في الاقطار العربية يجعل الولاء للطائفة وليس للوطن او الامة ، وبذلك تجرد الامة من وحدتها الوطنية ويصبح القطر الواحد عبارة عن طائفتين او اكثر يتوزع ولاءها بين هذا الطرف الطرف او ذاك ، وهو ما فشلت في تحقيقه كل من بريطانيا وفرنسا في عهد استعمارهما ، ثم فشلت امريكا بعدهما وفشل الكيان الصهيوني .

    هنا يبرز سؤال جوهري وهو : لم فشلت القوى الاستعمارية والصهيوينة صاحبة خطة تقسيم الاقطار العربية على اسس دينية وطائفية وعرقية ونجحت ايران خميني ؟ الجواب منطقي وواضح لمن يفكر بعمق وشمولية وهو ان القوى الاستعمارية والصهيونية تأتي من الخارج وتخاطب العرب من منطلق اجنبي غريب ومعاد لهم اما ايران الملالي فقد خاطبت العرب من باب الاسلام الواسع ، وعندما نجحت في اقناع الكثير من العرب ب ( هويتها الاسلامية ) وليس القومية الفارسية اخذت تخاطب العرب من خرم الطائفة وحركت فيهم التطرف الطائفي واصطنعت ما يسمى ( المظلومية الشيعية ) الكاذبة لتحشيد بعض الشيعة العرب ، تماما كما فعلت الصهيونية في ترويج ( المظلومية اليهودية ) قبل ذلك .

    والاخطر مما تقدم انها شرعت بتنفيذ حملة تبشير طائفية مدعومة بمليارات الدولارات سنويا لشراء ولاء بعض فقراء العرب المعدمين في كافة الاقطار العربية ، فامريكا والانظمة التابعة لها تخلق الفقر والامية والجهل وتأتي ايران لتقطف ثمرات ذلك بشراء ولاء من يريد اطعام اطفاله وليس لديه مال كاف ويجد يدا ( مسلمة ) تمتد اليه بالعون ولكن مقابل تغيير الطائفة ، وبما ان ايران مسلمة ولا فرق بين مسلم واخر ، طبقا لترويج المرحلة الاولى وهي تثبيت اسلامية ايران ، فان تغيير الطائفة صار ممكنا بالنسبة لمن يعاني من الفقر والامية . لقد رأينا تحولات خطيرة في الاستقرار التاريخي للانتماءات الدينية والطائفية اوجدت انقساما طائفيا ، في اقطار عربية كثيرة مثل السودان والمغرب العربي وغيره ، لم يكن موجودا قبل مجئ خميني للسلطة ، وهو ما اثار ردود فعل سلبية متوقعة .

    وهكذا وجد المسلمون انفسهم يواجهون مشكلة تغيير الطائفة هنا وهناك بحيث اصبحت هذه المشكلة تطغى احيانا على التهديد الاستعماري والصهيوني ، وهذا بالضبط هو ما سعت اليه الصهيونية والقوى الاستعمارية منذ عقود من الزمن وفشلت في تحقيقه .

    ان نشر ما سمي ب ( الثورة الاسلامية ) ، والتي صارت نشر التشيع الصفوي في عهد خامنئي ، كان الديناميت الذي اشعل اخطر الخرائق في الاقطار العربية والتي وصلت اقطار لم يكن فيها تشيع ، واسست ايران لها قاعدة امينة في لبنان بعد اعداد دقيق ومدروس بدأ باطلاق حركة امل وانتهى بتاسيس حزب الله .

    هدف من شرذمة الاقطار العربية ؟

    انه الهدف الاول والاهم للكيان الصهيوني لذلك فان المكافئة الصهيونية لايران خميني كانت ايرانجيت وما بعدها مثل دعم مشروع تقدم ايران عسكريا وتمكينها من تدمير العراق ونهبه والعمل على اجتثاث العراق ، وهو امر يعني ستراتيجيا بالنسبة لايران ازالة العقبة الاخطر من امام توسعها الجغرافي في الاقطار العربية .

    انه ايضا هدف امريكا التي تبنت هدف تقزيم العراق لكنها بتأثير المحافظون الجدد وضغط فشلها امام عراق قوي احبط كل مخططاتها لاختراقه قررت قبول هدف تمزيق وتقسيم العراق ، وهو ما ارادت فعله بعد غزو العراق ورايناه بام اعيننا متجسدا بالدستور الكونفدرالي الذي وضعته امريكا ، واطلقت عليه تسمية مضللة وهي الدستور الفدرالي ، والذي اسس نظام المحاصصة الطائفية ووضع قاعدة ( دستورية ) لتقسيم العراق .

    انه قبل هذا وذاك هدف ايران التي تريد ازاحة العقبة الاخطر التي تمنع توسعها الامبريالي التقليدي غربا ، وهو الطريق الرئيسي لتوسعها وامتدادها تاريخيا ، وهي العقبة العراقية ، لتتمكن من الاندفاع السريع وبلا عقبات نحو احتلال كافة الاقطار العربية ، وبهذا المعنى فان التوجه الايراني لتقسيم العراق عمره الاف السنين اي قبل نشوء امريكا وبروز اوربا الاستعمارية .

    اذن هناك قاسم مشترك بين الاطراف الثلاثة ( الغرب الاستعماري والكيان الصهيوني وايران ) وهو تدمير الامة العربية من خلال تقسيم اقطارها واعادة الاقطار الى مرحلة ما قبل الوطن والامة وجعل العشيرة او الطائفة او العرق او الاقتصاد او العائلة اساسا للدولة . هذا القاسم المشترك ليس رابطا يجمع هذه القوى بصورة مؤقتة بل هو يدخل في اطار ما يسمى ب ( الستراتيجيات العظمى ) للدول اي الخطط الاكثر اهمية في حياة تلك الامم والتي تتحكم بالستراتيجيات المرحلية ، لهذا فان صلة ايران بالغرب والصهيونية هي صلة ستراتيجيات عظمى تطغى على الستراتيجيات المرحلية لكل طرف من هذه الاطراف . لو سئلت الصهيوني الواعي هل تريد تقسيم ايران فسوف يقول لك فورا هل انت احمق ؟ ومن يقسم العرب طائفيا اذا قسمنا ايران او اضعفناها ؟

    8 – ان من مصلحة الغرب الاستعماري ( امريكا وبعض الاطراف الاوربية ) ومن مصلحة الصهيونية صنع بطل من ايران لان البطل الايراني الذي يقاتل امريكا والكيان الصهيوني ، حتى ولو في الاعلام ، هو من يخلب لب بعض العرب ويكسب دعم بعضهم حتى لو كانت ايران بنفس الوقت تحارب وتعمل على تقسيم اقطار عربية واحتلالها . انظروا : ايران تشارك امريكا في احتلال العراق وتدميره وتشريد شعبه ومع ذلك نجد عربا لديهم صلات ستراتيجية مع ايران ويدعمون ايران ، بل ان عربا من فلسطين ضحايا الصهيونية يصفقون لايران وهي تذبح العراق وشعبه ! لماذا ؟ لانها حسب ضلالهم وتضليلهم ( تحارب اسرائيل ) وفي ( حالة صراع مع امريكا ) ! بالله عليكم متى وكيف حاربت ايران الكيان الصهيوني ؟ ومتى واين حاربت ايران امريكا ؟ ان دعم ايران لتنظيمات فلسطينية ولافراد عبارة عن ثمن تافه للسكوت على غزو العراق وتدميره ، فليس هناك غطاء افضل للتعتيم على تدمير العراق من وجود تصفيق ( فلسطيني ) عال لايران ووصفها انها ( تحارب اسرائيل ) .

    بدون جعل ايران تبدو كبطل يحارب امريكا والكيان الصهيوني لا امل للغرب الاستعماري والصهيونية في تقسيم ودحر الاقطار العربية وتنفيذ سايكس بيكو الثانية . ولهذا فثمة ترابط عضوي ودائم بين نجاح ايران في تقسيم العرب على اسس طائفية وبين صنع صورة البطل الذي يحارب امريكا لها ، فبدون صورة ايران البطلة التي تحارب امريكا والكيان الصهيوني لن يدعمها عربي واحد .

    9 – لنتذكر دائما ان ايران تستخدم الطائفية غطاء اساسيا لها ، وانها هي من نجح في نشر فتن طائفية في الوطن العربي فيما فشلت القوى المعادية الاخرى ، وهذه الطبيعة الطائفية ميزة رسمية لايران ، فهي وحدها من ثبت في دستور الدولة ان مذهبها هو المذهب الاثنا عشري ، ولذلك فان من يقول ان من نشر وينشر الطائفية هو امريكا او غيرها لا يخطأ فقط بل هو يريد تزوير الواقع وهو ان ايران هي دولة تتستر رسميا بالطائفية وتؤثر بها وتتوسع عبرها وتحلق على اجنحتها . ويجب ايضا عدم نسيان حقيقة معاشة وهي ان الاحزاب الموالية لايران اسست على اسس طائفية صرفة ابتداءا من حزب الدعوة الطائفية وانتهاء بحزب الله الاشد طائفية . وهذه السمة في ايران هي البوابة الرئيسية للتلاقي الايراني ستراتيجيا مع امريكا والكيان الصهيوني وكل من يريد اشعال فتن طائفية في الاقطار العربية .

    10 – لنتذكر دائما حقيقة تاريخية مهمة جدا تؤثر في واقعنا وهي ان ايران دولة استعمارية نشأت قبل نشوء الاستعمار الاوربي وقبل قيام امريكا وبروز الاستعمار الصهيوني ، فبلاد فارس احتلت قبل الميلاد اماكن كبيرة من اواسط اسيا شرقا وحتى اليونان غربا ، واسست امبراطورية استعمارية ضخمة كانت اغلب الاقطار العربية جزء من الاراضي التي احتلتها . وهذه الخلفية الاستعمارية لم تتجمد في صفحات الكتب وتنتهي لتصبح محض تاريخ ميت بل بقيت حية في قلوب النخب القومية الفارسية تحركها خصوصا حينما تتراجع ايران وتضعف . وقد اطلق هاشمي رفسنجاني تلك الحقيقة حينما قال لم اقام العرب والترك امبراطوريات ويحرمون ذلك علينا ؟ وهذا القول صدر ما يشبهه من خميني قبل ذلك . من هنا فان التطلع الامبراطوري في ايران قوة متحركة وحية وخطرة تتحكم بعواطف وخطط النخب الايرانية التي لا تخفي اصرارها على اعادة بناء امبراطورية فارس .

    11- لنتذكر ايضا ان من حطم الامبراطورية الفارسية الاخيرة هم العرب عندما فرضوا على فارس الاسلام ، وياليتهم لم يفعلوا وابقوا جدار النار بيننا وبينهم وهو جدار الغربة وعدم وجود قاسم مشترك بيننا وبينهم وهو الاسلام . ولذلك فان نزعة العمل لاعادة بناء امبراطورية فارسية جديدة تستبطن دائما وابدا نزعة اخرى هي الثأر من العرب الذين حطموا امبراطوريتهم . وهذا العامل ايضا تاخذه الصهيونية والمخابرات الغربية في الحسبان عندما تتعاون مع ايران ضد الاقطار العربية لانه يشكل حافزا ذاتيا لدى النخب الايرانية لمعاداة العرب والعمل على الثأر منهم بكافة الطرق .

    12 – ربما يقول البعض ان الصلة بين ايران والغرب والصهيونية مؤقتة وتكتيكية وهذا غير صحيح فان الغرب ، خصوصا امريكا ، ليس ساذجا ولا عاطفيا بل هو يخطط للحصول على مكاسب وتقديم ثمن لمن يخدمه في تحقيق ذلك ، والنتيجة الطبيعية للتعاون الامريكي – الصهيوني مع ايران هي مساومات كبرى على حساب العرب تتمثل في اعطاء ايران حصة من غنيمة سبي العرب وشرذمتهم ، وهي تنحصر في اعطاء ايران مكاسب في العراق ودول الخليج العربي ودور اقليمي بارز مقابل تلك الخدمة الخطيرة التي قدمتها ايران وهي المساعدة على احتلال العراق وشرذمة الاقطار العربية على اسس طائفية . ولكن امريكا والصهيونية تنظران للامر من زاوية عقلانية وهي ان حاجتهما للعرب لن تتجاوز فترة تتراوح بين 30 و40 عاما بعدها ينفد النفط وتترسخ جذور الكيان الصهيوني ويتشرذم العرب وعندها لن تعود هناك حاجة لايران ، وفي هذه الفترة فان القوة الامريكية والصهيونية هي التي تضمن ابقاء ايران تحترم ما اتفق عليه .

    اذن الصلة الايرانية بالغرب والصهيونية ذات طبيعة ستراتيجة عظمى وليست ستراتيجية مرحلية عابرة ، وهي لذلك ابعد ما تكون عن الصلة التكتيكية . هذه حقيقة عيانية ومعاشة ومن الخطأ نسيانها او التقليل من شأنها .

    13 – اذا جمعنا ما سبق تثبيته وتوضيحه نصل الى حقيقة خطيرة على مستقبلنا العربي ذات طبيعة ستراتيجية واضحة وهي ان المشروع النووي الايراني لا يشكل خطرا على الكيان الصهيوني ولا على الغرب لاسباب كثيرة منها ان الغرب والكيان الصهيوني يستطيعان محو ايران من الخارطة نوويا ، وهذا ما تعرفه يران تماما ، بل هو ومصمم موجه لابتزاز العرب واخضاعهم وليس لغيرهم ، وهو هدف يخدم الكيان الصهيوني لانه يحول العرب الى خردة ، ويخدم امريكا لانه يسهل عملية السيطرة على الاماكن والاقطار العربية التي تريد امريكا اخذها بلا مشاكل او ثورات بعد ان تخربها ايران وتفتتها . وهذه الحقيقة تثبتها الوقائع المشاهدة والمعاشة ومنها ان تدمير المفاعل النووي العراقي ثم تدمير العراق وليس اسقاط نظامه الوطني فقط ، كان خطة لتجريد العرب من قوة الردع سواء لاسرائيل او غيرها ، ومقابل ذلك فان المشروع النووي الايراني ماكان له ان يتقدم ويتطور لولا الدعم الغربي والرغبة الغربية والدعم الصهيوني .

    لتتأكدوا من صحة ما سبق تذكروا وانتبهوا الى ان الغرب والصهيونية لم يدمرا هذا المشروع مع انهما كانا ومازالا يقدران على ذلك عسكريا وتكنولوجيا ، كما دمر المشروع العراقي والذي كان سيكون لو تم بناءه العامل الحاسم في تجريد الكيان الصهيوني من قدرته النووية الابتزازية والردعية بتوازن رعب مدمر للكيان الصهيوني

    س6 : هل يمكن تجنب عقد صفقات ومساومات بين امريكا وايران والكيان الصهيوني على حساب العرب ؟



    ج 6 : كلا فذلك امر حتمي فما دامت هذه الاطراف التقت ، وتعاونت وتأمرت ، بصورة مشتركة على الامة العربية نتيجة تلاقي ستراتيجياتها العظمى فان المساومات جزء مقوم – اي اساسي وهيكلي – في العلاقات بينهما . انظروا الى العراق وكيف انه تم غزوه نتيجة تلاق ستراتيجي امريكي- ايراني – صهيوني ، وانظروا كذلك لافغانستان وما حصل فيها وهو نفس ماحصل في العراق من حيث الصورة العامة اذ ان غزوها كان نتاج تعاون امريكي ايراني رسمي ومباشر . ان النزعة البراغماتية هي السمة المشتركة لهذه الاطراف الثلاثة – امريكا والكيان الصهيوني وايران - وهي تقودهم الى تبني سياسة ميكيافيلية انتهازية مجردة من القيم والاخلاق والمبادئ وتبرر كل تصرف وفقا لمفهوم المصلحة الخاصة . والسؤال الذي لابد ان يطرق ذهن كل مسلم مؤمن هو : اذا كانت امريكا والصهيونية بالاصل تقومان على البراغماتية فهل يسمح الاسلام بتبني نزعة ميكيافيلية براغماتية من قبل مسلم حقيقي خصوصا اذا كان الضرر يلحق بمسلم اخر من جراء تبنيها ؟

    لقد وصلت النزعة الانتهازية لايران الملالي حد عقد مساومات علنية ورسمية مع امريكا والدخول في مفاوضات رسمية حول العراق وتقاسمه بينهما .

    س 7 : من هو ضحية المساومات والصفقات الامريكية – الايرانية ؟

    ج 7 : انه الاقطار العربية كلها التي تتعرض لاخطر ازمات تهديد الوجود والهوية نتيجة التلاقي الصهيوني –الامريكي- الايراني حول القضاء على القومية العربية والكيانات القطرية العربية ، ويكفي طرح سؤال واحد لتقديم جواب يؤكد ما قلناه وهو : لم اقترنت ظاهرة زرع – في الاقطار التي لم تكن فيها طائفة شيعية - او اثارة الفتن الطائفية الخطيرة والمدمرة في الاقطار العربية بزمن الملالي في طهران ولم تنجح في زمن الشاه رغم انه حاول كثيرا ذلك ؟

    الخلاصة :

    ما اهمية ما ثبتناه وشرحناه في تفسير حالتنا وما يجري الان وتحديد الدور الايراني وطبيعة الدولة الايرانية تحت انظمة مختلفة ؟

    1 – ان اخطر ما في الدور الايراني كما اكدته الاحداث في السنوات السبعة الماضية من غزو العراق هو ان ايران هي المنفذ الرئيسي والاهم لسايكس – بيكو 2 ، والتي تقوم على تقسيم الاقطار العربي ، فمنذ انشاء الكيان الصهيوني ومنذ دخل الاستعمار الغربي الى وطننا العربي تجري محاولات لشرذمة الاقطار العربية وانهاء القومية العربية ، وما سياسة ( فرق تسد ) البريطانية الا انموذج لتلك الستراتيجات الغربية والصهيونية . ولكن ما يجب عدم نسيانه في سياق فهم مسار الاحداث ومحطاته الرئيسية هو ان خطط تمزيق الاقطار العربية على اسس عرقية وطائفية قد فشلت وما نجح هو اثارة تمرد مسلح عنصري في شمال العراق ثم اثارة تمرد عنصري اخر في جنوب السودان ، اما الفتن الطائفية فقد فشلت كليا في كل الاقطار العربية ، بل ان لبنان ، انموذج المحاصصات الطائفية ، استقر بعد الحرب الاهلية التي انتهت في مطلع التسيعينيات على قاعدة دروس تلك الحرب واهمها تجنب الفتن الطائفية وتأكيد التعايش بين الطوائف اللبنانية من منطلق ان اي حرب لن تؤدي الى غالب او مغلوب فاكل مغلوب والكل خاسر .

    وهنا جاء حزب الله لنسف هذا الدرس بتحوله ، وباوامر ايرانية واضحة ، من حزب ( مقاومة ) الى حزب ابتزاز للطوائف الاخرى ومحاولة تحويل لبنان بالقوة من بلد تتعايش فيه الطوائف الى قاعدة ايرانية تعمل على تصفية الطوائف الاخرى او اضعافها على الاقل لتصبح ايران سيدة لبنان بلا منازع .

    ان صعود خميني وافراخه فقط هو الذي ضمن بدأ عصر نجاح فتن طائفية هنا وهناك في الاقطار العربية والتي لم تعرف – باستثناء لبنان – الفتن الطائفية خلال القرون الماضية وفشلت القوى الاستعمارية ف

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 26, 2024 10:52 pm