جمانة نمور: أهلا بكم. نتوقف في حلقة اليوم عند تصريحات المندوب السوري لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن تعاون بلاده مع الوكالة لن يكون على حساب الكشف عن مواقعها العسكرية أو تهديد أمنها القومي. ونطرح في حلقتنا سؤالين محوريين، ما هو شكل العلاقة المستقبلية بين دمشق والوكالة الدولية للطاقة الذرية على ضوء الموقف السوري؟ وهل يفتح ذلك بابا للضغوط الغربية على دمشق لفتح مواقعها العسكرية أمام التفتيش؟... نحن مع تعاون شفاف مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لكن ذلك لن يكون على حساب أمننا القومي، بهذا الموقف رد السوريون على تصريحات صدرت مؤخرا عن عواصم غربية وعن الوكالة الدولية للطاقة الذرية طالبت دمشق بتعاون كامل مع ما يقولون إنه رغبة للمجتمع الدولي في فحص المواقع السورية التي يشتبهون بكونها تشكل مكونات مشروع نووي محاط بالسرية.
[تقرير مسجل]
لم يقفل الملف النووي السوري وها هو يطرق باب الوكالة الدولية للطاقة الذرية مجددا تحركه تصريحات مختلفة لجهات تتضارب قراءتها لطبيعة ذلك الملف وللمرحلة التي أدركها وللأسلوب الذي يجب أن يعالج به مستقبلا. جاءت أحدث التصريحات على لسان مندوب سوريا في مؤتمر الوكالة الذرية إبراهيم عثمان الذي قال إن دمشق تعاونت بشفافية مع مفتشي الوكالة إلا أنه شدد على أن هذا التعاون لن يكون بحال على حساب أمنها القومي. المندوب السوري كان يرد بكلامه فيما يبدو على مواقف صدرت من عواصم غربية دعت لتفتيش كامل غير مشروط للمواقع السورية يتيح صورة دقيقة توضح طبيعة أي نشاط نووي سوري وهو ما يتطلب وفق وجهة نظرهم انفتاحا سوريا كاملا يسمح بدخول أي منشأة تحوم حولها الشبهات. وكان مفتشو وكالة الطاقة الذرية قد تفقدوا موقع دير الزور في يونيو المنقضي عقب غارة استهدفت ما وصف بأنه منشأة نووية سرية إلا أن المفتشين خلصوا إلى عدم وجود أي أثر لنشاط نووي هناك، أشاد محمد البرادعي حينها بالتعاون السوري الذي نعته بالجيد إلا أنه طلب هو الآخر بأن تسمح دمشق بتعاون كامل وتفتيش أوسع يطول مختلف المواقع السورية للتأكد من أنها لا تطور مشروعا نوويا بعيدا عن أنظار المجتمع الدولي. سوريا انتهى بها الأمر وسط هذه الأجواء إلى سحب ترشحها لنيل مقعد في مجلس حكام وكالة الطاقة الذرية بعد أن رفض ممثلو الدول الغربية أن تنال المنصب لكونها بحسبهم دولة مشبوهة الطموحات النووية، وهي الشبهة التي لا تريد دمشق أن تتحول إلى تهمة تضعها في نفس المسار الذي سار فيه العراق من قبل فوصل إلى ما وصل إليه.
[نهاية التقرير المسجل]
دلالات الموقف السوري وانعكاساته
جمانة نمور: ومعنا في هذه الحلقة من دمشق الدكتور سمير التقي مدير مركز الشرق للدراسات الدولية، ومن الناصرة المحلل السياسي أسعد تلحمي وينضم إلينا عبر الهاتف من فيينا حسين عون الكاتب والمحلل السياسي المتابع لنشاط الأمم المتحدة، أهلا بكم. دكتور سمير، ما سمعناه على لسان رئيس لجنة الطاقة الذرية السورية هل يشكل موقفا جديدا من دمشق؟
سمير التقي: لا ليس جديدا على الإطلاق، سوريا منذ أن طرحت التساؤلات من قبل هيئة الطاقة النووية الدولية كانت واضحة في أنها سوف تتعاون في الرد على هذه الاتهامات الخاطئة وعمليا تعاونت بشكل جدي، في اعتقادي هذا ليس موقفا جديدا أما أن تفترض أي جهة غربية بأن يكفي أن تكتب بعض الأجهزة الأمنية تقارير تقول فيها هنا أو هناك، هناك مشروع ما وهذا سيسمح لسوريا أو سيجبر سوريا على أن تفتح كل أراضيها لتخرصات ناجمة عن تقارير أجهزة أمنية هذا أمر لا ترضى به سوريا ولا ترضى به أي دولة تحترم نفسها وتحترم سيادتها الوطنية.
جمانة نمور: سيد حسين، برأيك كيف ستقرأ الوكالة الذرية كلام السيد إبراهيم؟
حسين عون: في الحقيقة الوكالة الدولية للطاقة الذرية كما تعرفون هي وكالة دولية متخصصة في الاستخدام السلمي للطاقة الذرية وهي لها علاقة تعاون دائمة مع معظم الدول النامية وخاصة سوريا وهذا التعاون يقوم على معايير تنص على ضرورة الالتزام بالتعهدات الواردة في القوانين الدولية وخاصة معاهدة عدم الانتشار ونظام الضمانات للتعاون في مجال الأنشطة والتأكد من أن استخدامها يتم وفق المعايير الدولية وعلما أن سوريا هي من الدول الأعضاء التي بادرت إلى الانضمام إلى معاهدة عدم الانتشار ونظام الضمانات الشاملة للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
جمانة نمور: سيد أسعد تلحمي، بالتأكيد إسرائيل تنظر إلى ما يجري الآن فيما يتعلق بهذا الموضوع، برأيك بأي عين؟
أسعد تلحمي: بالعين التي نظرت إلى الملف النووي منذ إقامتها تقريبا يعني نذكر أنه منذ خمسينيات القرن الماضي السياسة الإسرائيلية الرسمية تقوم على أن إسرائيل ستمنع أي دولة في منطقة الشرق الأوسط من الحصول على قدرات نووية، وسياسة الغموض النووي التي تتبعها بشأن مفاعلها النووي تندرج في هذه السياسة، إسرائيل يعني هناك كتب في إسرائيل كتبت عن ما فعلته أجهزة أمن إسرائيلية بالعلماء الألمان في مصر، هناك اغتيالات ما زالت غامضة تنسب إلى إسرائيل، اغتيالات لعلماء ناشطين في المجال النووي، إسرائيل لا تخفي ذلك إسرائيل تضع القضية النووية يعني على رأس سلم اهتماماتها. نحن نتابع طبعا التهديدات المتواصلة لإيران، منذ أكثر من كذا سنوات وإسرائيل تقول إن إيران ستبلغ القدرات النووية وإلى الآن لم تبلغها، السياسة الإسرائيلية واضحة جدا في هذا الإطار ولا تتغير لا مع سوريا ولا مع إيران هكذا تنظر إسرائيل إلى الموضوع إلى أن الشرق الأوسط يجب أن يكون خاليا من أي سلاح نووي طبعا باستثنائها هي.
جمانة نمور: على كل موضوع الملف النووي بالطبع دكتور سمير بعد تفجير أو تدمير دير الزور وادعاء إسرائيليين بأنه كان منشأة نووية سورية مع العلم أن كلنا يذكر أن سوريا نفت ذلك وقالت إنه موقع عسكري ومهجور أيضا ولكن بعد ذلك تكررت تسريبات إسرائيلية أخرى، حتى عندما تحدث البرادعي عن أن التعاون السوري في الملف النووي تأخر بسبب مقتل الشخص الذي كانت تتعامل معه الوكالة، التسريبات الإسرائيلية قالت بأنه هو العميد في الجيش عفوا هو يعني قتل قنصا من البحر وكانت بالإشارة إلى العميد محمد سليمان الذي اغتيل الشهر الماضي في طرطوس، كيف نفهم كل هذا في ضوء التطورات الأخيرة المتعلقة بالعلاقة مع الوكالة؟
"
الوضع العالمي الآن تطور ولم يعد ذلك الزمن الذي تنفرد فيه الولايات المتحدة وإسرائيل بالمنظمات الدولية لتستخدمها أداة للعدوان على سوريا
"
سمير التقي
سمير التقي: يعني أولا أنا أقول بأن إسرائيل ما قامت به من قصف لموقع سوري هو كمن يأتي فيقتل شخصا ثم يدفنه ثم يتهمه، لو كان هذا الموقع هو موقع يستحق أي شبهة لكانت تركته واستخدمته في إثبات حجتها وعمليا جاءت وكالة الطاقة وأثبتت أن هذا الشخص المقتول إذا شبهنا الأمور بهذا الشكل كان بريئا وأن هذه التخرصات كانت مجرد تخرصات الهدف منها هو نوع من الإثارة، هذا جانب من الجوانب. الجانب الآخر في الموضوع برأيي هو أنه قد ولى الزمن الذي ستستطيع فيه الولايات المتحدة وإسرائيل أن تستفرد بالمنظمات الدولية وأن تحاول أن تستمرئ عملية استخدامها كأداة للعدوان، أنا في اعتقادي الوضع العالمي الآن تطور والوضع الذي تمكنت فيه الولايات المتحدة في الماضي من استخدام هذه الوكالات على أنها أدوات للتحضير للعدوان هذا لن تسمح به سوريا، وفي رأيي الموقف الذي عبر عنه الأستاذ عثمان هو بالضبط في الاتجاه الصحيح في هذا الاتجاه في اتجاه أن سوريا لن تسمح باستخدام المنظات الدولية.
جمانة نمور (مقاطعة): إذاً هل يعكس هذا الموقف تخوفا من هذا الاستخدام من استخدام من هذا النوع؟ هل سوريا متخوفة؟
سمير التقي: على الإطلاق، أنا أعتقد أن الوضع في المرحلة الحالية سيكون أصعب بكثير من السابق على الولايات المتحدة أن تستخدم هذه أدوات للعدوان، هذه المؤسسات الدولية، سوريا كانت شفافة وعملت بشكل جدي ومرض وبتعاون كامل ولولا ذلك لما صدر التقرير الذي صدر من الـ (آي.أي.إي.إيه) الوكالة الدولية للطاقة..
جمانة نمور (مقاطعة): يعني عفوا التعاون لكن يعني السيد البرادعي بالطبع وصف التعاون السوري بالجيد لكنه أيضا عدا عن إشارته إلى تأخر التحقيق قال بأن سوريا لم تستجب لطلبات إضافية مثل مقابلة أفراد، زيارة مواقع والحصول على معلومات أخرى.
سمير التقي: يعني أعتقد ما صرح به الأستاذ عثمان واضح تماما، إذا كان الموضوع متعلقا بما أقرته وكالة الطاقة فيما يتعلق بالتفتيش تفتيش موضع معين وجرت حوله نقاشات أعتقد أن سوريا تعاونت بشكل كامل أما إذا كان الموضوع هو متعلق بإعطاء بطاقة بيضاء لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والأميركية والغربية لكي تؤشر على هذا الموقع أو ذاك وتقول هذا موضع شبهة وتثير حوله فهذا سوريا لن تفتح هذا الباب من حيث المبدأ.
جمانة نمور: إذاً سيد حسين إذا كانت المواقع التي أشار إليها السيد البرادعي هي مواقع عسكرية أتى الجواب السوري الآن بأن أي تعاون مع الوكالة لن يتم على حساب الأمن القومي ولا على حساب كشف مواقع عسكرية، ماذا ستكون الخطوة التالية على ضوء ذلك بالنسبة للوكالة برأيك؟
حسين عون: أود أن أشير أولا أن الدكتور البرادعي في بيانه الافتتاحي الذي أدلى به أمام مجلس المحافظين خلال الأسبوع الماضي لم يقل إن هذا الموقع كان موقعا عسكريا هو اكتفى بالإشارة إلى الإشادة بمدى تعاون سوريا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ولكنه في نفس الوقت حث سوريا إلى المزيد من التعاون من أجل تسوية هذه المشكلة ومن هذا المنطلق كان هو واضحا وصريحا في هذا الموقف، يعني وهذا ينطلق أحيانا من نقطة أساسية قد تندرج فيها ازدواجية المعايير وهذا يعطي كل ذي معني أن يفهم من رسالة البرادعي ما يريد أن يفهمه سواء سلبا أو إيجابا.
جمانة نمور: هل تتوقع أن تمارس الوكالة ضغوطا ما على سوريا؟ ولمصلحة من؟
حسين عون: في اعتقادي أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية ليست هي مسرحا لتبادل الضغوط ولكن هناك دولا تستغل الوضع الحيادي للوكالة الدولية للطاقة الذرية وتطرح مسائل قد تكون ليست لها علاقة بالمهام والصلاحيات الموكولة إلى الوكالة وهنا تندرج أسئلة تثير الشبهات وتثير الشكوك.
جمانة نمور: مثل ماذا؟
حسين عون: مثل أن تطرح دولة من الدول الأعضاء مسألة معينة أنها تشك بوجود أنشطة نووية غير معلنة أو أنشطة نووية محظورة يقوم بها هذا البلد أو ذاك.
جمانة نمور: على كل سوف نتابع النقاش ونتساءل إذا كان الموقف السوري هل يفتح بابا للضغوط الغربية على دمشق من أجل فتح مواقعها العسكرية أمام التفتيش؟ كونوا معنا بعد هذه الوقفة القصيرة.
[فاصل إعلاني]
دوافع التسريبات الإسرائيلية والضغوط المتوقعة على سوريا
جمانة نمور: أهلا بكم من جديد في هذه الحلقة التي نتناول فيها مستقبل العلاقة بين سوريا والوكالة الذرية على ضوء تشديد دمشق على أن تعاونها لن يكون على حساب أمنها القومي. سيد أسعد تلحمي كنا أشرنا قبل الفاصل إلى موضوع تسريبات إسرائيلية تتعلق بهذه الأحداث التي أيضا تجري على الساحة السورية، كان هناك تسريب لخبر إسرائيلي يقول بأن الانفجار الأخير الذي وقع في دمشق نتج عنه مقتل ضابط كبير في الجيش السوري على علاقة بالمشروع النووي المزعوم طبعا مع عدد من الموظفين الحكوميين. لماذا إسرائيل تصر على تسريب أخبار من هذا النوع في حين أن هناك مفاوضات غير مباشرة تجري بينها وبين سوريا والبعض يقول بأن احتمال السلام قائم؟
أسعد تلحمي: احتمال السلام، جمانة، قائم على الورق، يعني هذا ما يقوله جميع المعلقين الإسرائيليين، يعني ليس موضوع نقاش يعني لماذا محادثات السلام ولكن واضح أن أحد أهداف محادثات السلام الإسرائيلية السورية هي تبديد التوتر على الحدود السورية الإسرائيلية كما نذكر يعني عدا الصيف الأخير في الصيف من العام الماضي وقبله كانت الحرب كان هناك يعني توتر وعاشت إسرائيل أيضا توترا وإسرائيل، وليس أيضا هنا موضوعنا، ليست جاهزة لأي حرب الآن. ولكن إلى الشق الأول، إسرائيل لم تقدم إلى الآن أي قرائن تقود إلى إدانة ملموسة لما كان في دير الزور، هي أيضا صحيح أنها لم تعترف ولكن يعني من ناحية لا تعترف ولكن من ناحية أخرى تتباهى كما فعل رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت في مقابلة عشية السنة العبرية الجديدة عندما قال يعني لما برر أنه يريد مفاوضات السلام مع سوريا من جهة وقال إن هذا الموقف لا ينم عن ضعف إنما عن قوة وأضاف أنه يعرف كل منا أنه عندما استوجب منا أن نقوم بخطوات لنضمن أمننا أمام السوريين عرفنا كيف نفعل ذلك بجرأة وبتفكير خلاق وقوة ومجازفة أيضا. يعني إسرائيل تكيل بالمكيالين أولا لتبديد التوتر على الحدود لكنها لا تستغني أبدا عن التهديد المتواصل منذ زمن هو تهديد متواصل في كل زمان وكل مكان، أحيانا يصدر عن وزير من الصف الثاني أو أحيانا عن قطب بارز في الحكومة وأحيانا عن ضباط ولكن كل هذه التهديدات تصب في التهديد الدائم الذي يعني يوجه إلى كل دولة عربية..
جمانة نمور (مقاطعة): نعم، وهناك تهديد جديد اليوم يعني إسرائيل عندما..
أسعد تلحمي (متابعا): عمليا نقول إن كل من يرغب..
جمانة نمور (متابعة): يعني قائد الجبهة الشمالية اليوم عندما لوح بالرد على صواريخ حزب الله قال الرد على سوريا سيكون أكبر. نتذكر عندما ارتفعت حدة التهديدات والتصريحات وأيضا عملية نشر الصواريخ بالنسبة للسوريين على حدودهم مع إسرائيل ثم قيام الإسرائيليين بمناورات كانت الأكبر في الجولان، وكل ذلك التصعيد في التصريحات تلته رسائل تطمينات من الجانبين ثم مفاوضات غير مباشرة بوساطة تركية. الآن هذا التصعيد الإسرائيلي بالكلام هذه الإشارات المتكررة إلى برنامج نووي سوري، نود أن نفهم ما الذي تريده إسرائيل من وراء كل ذلك وهل ستحصل على دعم من ربما دول لها تأثير على الوكالة الدولية وبالتالي ينعكس على علاقة سوريا بالوكالة؟
"
إسرائيل ستذهب إلى المجتمع الدولي في حال شككت بأن سوريا تبادر أو تنوي الحصول على قدرات نووية مثلما فعلت مع إيران، لكن إسرائيل تعلم الآن أن جهودها في المجتمع الدولي لم تأت بالثمار المرجوة باستثناء واشنطن
"
أسعد تلحمي
أسعد تلحمي: لا شك أن إسرائيل ستذهب إلى المجتمع الدولي في حال شككت بأن سوريا تبادر أو تنوي الحصول على قدرات نووية مثلما تفعل مثلما فعلت إسرائيل مع إيران ولكن إسرائيل يعني تعترف بأن جهودها في المجتمع الدولي لم تأت بالثمار المرجوة إسرائيليا وأنه باستثناء واشنطن هناك تردد أوروبي حول المقترحات الإسرائيلية. الآن بالنسبة للتهديدات أنا شخصيا أعتقد أن تهديدات إيزنكوت قائد المنطقة الشمالية اليوم تأتي أولا، لنتذكر أنها تأتي في أجواء أعياد يهودية، أنا كنت أعود إلى حديث إيهود باراك وهو وزير الدفاع الإسرائيلي والشخصية العسكرية رقم واحد والسياسية رقم اثنين في إسرائيل الذي قال قبل أسبوعين أو ثلاثة في تصريح صحفي إن إسرائيل ليست جاهزة لأي حرب طالما أنها لا تمتلك منظومات ترد يعني قادرة على اعتراض صواريخ قصيرة المدى. كنت أقرأ تهديدات إيزنكوت ضمن محاولة استعادة هيبة الجيش ولا شك أن الجيش ما زال مجروحا من إخفاقات حرب تموز 2006 ولا أبعد من ذلك، أيضا ربما هناك ملاحظة وبرأيي مهمة كمن يتابع الوضع الإسرائيلي، في هذه المرحلة تستعد الحكومة الإسرائيلية سواء الانتقالية أو الجديدة لإقرار مشروع الموازنة، هناك حرب بين مزدوجين تقودها المؤسسة الأمنية لمنع اقتطاع مبلغ جدي من ميزانية وزارة الدفاع، كل هذه التصريحات التصعيدية لضباط كبار عمليا تريد أن تولد رأيا عاما في إسرائيل بأنه يجب الحفاظ على المواضيع الأمنية أن تبقى في رأس الاهتمامات الإسرائيلية وأن لا تقدم الحكومة على اقتطاع أي موازنة، هذا ما سنشهده برأيي خلال الأشهر الثلاثة المتبقية حتى نهاية العام الجاري وموعد إقرار الموازنة العامة للعام المقبل.
جمانة نمور: نعم، دكتور سمير التقي، الإعلان السوري فيما يتعلق بأن التعاون لن يكون على حساب الأمن القومي ولا على حساب فتح المواقع، هل سيفتح بابا للضغوط الغربية برأيك على دمشق؟
سمير التقي: لا، في اعتقادي أولا أن سوريا لديها الآن العديد من الأصدقاء في العالم والراعي الكذاب ثبت أنه كذب عدة مرات في تبرير أعمال عدوانية ولا أعتقد ان المجتمع الدولي الآن هو ألعوبة بسيطة في يد الاستخبارات لا الإسرائيلية ولا الأميركية هذا جانب من الموضوع ولكن أنا في اعتقادي أنه ما هكذا تورد سوريا يعني سوريا سبق أن وضعت تحت ضغوط هائلة بين عامي 2005 و 2006 وسوريا ثبت بأنها لا تقبل ولا تمرر هذا الأمر. وهذه العملية هي عملية سياسية وأشير هنا أن الوضع في إسرائيل بالذات إضافة للشيء الذي تفضل به الأستاذ تلحمي وهو كلام صحيح تماما، أن الآن لدينا حكومة مقطوعة الرأس دولة مقطوعة الرأس لا يوجد فيها مجال للقرار وهناك الآن يطفو على السطح عدد من الشخصيات من الحلقة رقم اثنين في إسرائيل ويبدؤون في إطلاق تصريحات في إطار لعبة سياسية معقدة أحد عناصرها في اعتقادي هو حالة الهبوط الكبير في المعنويات في الجيش الإسرائيلي، أن الجيش الإسرائيلي غير جاهز الآن والمشكلة أيضا التي تنعكس بشكل كبير الآن في الاقتصاد الإسرائيلي وهي الأزمة المالية في الولايات المتحدة، هناك أزمة حقيقية وأعتقد أن مجمل هذه الأوضاع تجعل العسكرية الإسرائيلية بحاجة إلى إطلاق تصريحات بهدف رفع المعنويات وأنا لا أجد في ذلك أكثر من رؤوس ساخنة، يعني طبعا هذه التصريحات تضر عملية السلام تضر محاولات إيجاد حل ومحاولات حل شامل وعادل ولكن أنا أقول من جهتي أنا أفهمها على أنها في مرحلة من الفراغ السياسي.
جمانة نمور: سيد حسين، كيف يمكن أن ننظر إلى العلاقة المستقبلية الآن بين سوريا والوكالة الدولية للطاقة الذرية؟
حسين عون: في اعتقادي العلاقة التي ستكون بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية وسوريا هي ستكون علاقة طبيعية ما لم يحدث شيء طارئ يعكر صفو هذه العلاقات مثل طرح التهم والتهم المتبادلة. ولكن دعيني هنا أشير إلى أهمية موضوعين رئيسيين سيطرحان غدا على جدول أعمال المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الأول يتعلق بالقدرات النووية الإسرائيلية والثاني تطبيق نظام ضمانات الوكالة في الشرق الأوسط، وتجاه هذين المشروعين المؤتمر العام منقسم على نفسه والاتجاه السائد أن موضوع القدرات النووية الإسرائيلية سيتم التصويت عليه من قبل جميع الدول الأعضاء وهذا هو قرار عربي وفي المحصلة كما أرى أن مصير هذا المشروع سيكون الفشل لأن الأكثرية ستؤيد حذف أو معارضة هذا المشروع، وفي المقابل هناك مشروع الوكالة الدولية للطاقة الذرية فيما يتعلق بالضمانات وهو مشروع مصري وهو سيتم تمريره ولكن لأنه نسخة طبق الأصل عن مشروع القرار الذي تبناه مجلس المحافظين في العام الماضي ولا يذكر فيه إسرائيل بالاسم.
جمانة نمور: شكرا لك السيد حسين عون الكاتب والمحلل السياسي المتابع لنشاط الأمم المتحدة وكان معنا عبر الهاتف من فيينا، نشكر من دمشق الدكتور سمير التقي مدير مركز الشرق الأوسط للدراسات الدولية، ونشكر من الناصرة السيد أسعد تلحمي رئيس تحرير مجلة فصل المقال. وبالطبع نشكركم مشاهدينا على متابعة حلقة اليوم من ما وراء الخبر بإشراف نزار ضو النعيم، بإمكانكم المساهمة في اختيار مواضيع حلقات مقبلة من خلال إرسالها على موقعنا الإلكتروني
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/73FC ... 60D6AF.htm
[تقرير مسجل]
لم يقفل الملف النووي السوري وها هو يطرق باب الوكالة الدولية للطاقة الذرية مجددا تحركه تصريحات مختلفة لجهات تتضارب قراءتها لطبيعة ذلك الملف وللمرحلة التي أدركها وللأسلوب الذي يجب أن يعالج به مستقبلا. جاءت أحدث التصريحات على لسان مندوب سوريا في مؤتمر الوكالة الذرية إبراهيم عثمان الذي قال إن دمشق تعاونت بشفافية مع مفتشي الوكالة إلا أنه شدد على أن هذا التعاون لن يكون بحال على حساب أمنها القومي. المندوب السوري كان يرد بكلامه فيما يبدو على مواقف صدرت من عواصم غربية دعت لتفتيش كامل غير مشروط للمواقع السورية يتيح صورة دقيقة توضح طبيعة أي نشاط نووي سوري وهو ما يتطلب وفق وجهة نظرهم انفتاحا سوريا كاملا يسمح بدخول أي منشأة تحوم حولها الشبهات. وكان مفتشو وكالة الطاقة الذرية قد تفقدوا موقع دير الزور في يونيو المنقضي عقب غارة استهدفت ما وصف بأنه منشأة نووية سرية إلا أن المفتشين خلصوا إلى عدم وجود أي أثر لنشاط نووي هناك، أشاد محمد البرادعي حينها بالتعاون السوري الذي نعته بالجيد إلا أنه طلب هو الآخر بأن تسمح دمشق بتعاون كامل وتفتيش أوسع يطول مختلف المواقع السورية للتأكد من أنها لا تطور مشروعا نوويا بعيدا عن أنظار المجتمع الدولي. سوريا انتهى بها الأمر وسط هذه الأجواء إلى سحب ترشحها لنيل مقعد في مجلس حكام وكالة الطاقة الذرية بعد أن رفض ممثلو الدول الغربية أن تنال المنصب لكونها بحسبهم دولة مشبوهة الطموحات النووية، وهي الشبهة التي لا تريد دمشق أن تتحول إلى تهمة تضعها في نفس المسار الذي سار فيه العراق من قبل فوصل إلى ما وصل إليه.
[نهاية التقرير المسجل]
دلالات الموقف السوري وانعكاساته
جمانة نمور: ومعنا في هذه الحلقة من دمشق الدكتور سمير التقي مدير مركز الشرق للدراسات الدولية، ومن الناصرة المحلل السياسي أسعد تلحمي وينضم إلينا عبر الهاتف من فيينا حسين عون الكاتب والمحلل السياسي المتابع لنشاط الأمم المتحدة، أهلا بكم. دكتور سمير، ما سمعناه على لسان رئيس لجنة الطاقة الذرية السورية هل يشكل موقفا جديدا من دمشق؟
سمير التقي: لا ليس جديدا على الإطلاق، سوريا منذ أن طرحت التساؤلات من قبل هيئة الطاقة النووية الدولية كانت واضحة في أنها سوف تتعاون في الرد على هذه الاتهامات الخاطئة وعمليا تعاونت بشكل جدي، في اعتقادي هذا ليس موقفا جديدا أما أن تفترض أي جهة غربية بأن يكفي أن تكتب بعض الأجهزة الأمنية تقارير تقول فيها هنا أو هناك، هناك مشروع ما وهذا سيسمح لسوريا أو سيجبر سوريا على أن تفتح كل أراضيها لتخرصات ناجمة عن تقارير أجهزة أمنية هذا أمر لا ترضى به سوريا ولا ترضى به أي دولة تحترم نفسها وتحترم سيادتها الوطنية.
جمانة نمور: سيد حسين، برأيك كيف ستقرأ الوكالة الذرية كلام السيد إبراهيم؟
حسين عون: في الحقيقة الوكالة الدولية للطاقة الذرية كما تعرفون هي وكالة دولية متخصصة في الاستخدام السلمي للطاقة الذرية وهي لها علاقة تعاون دائمة مع معظم الدول النامية وخاصة سوريا وهذا التعاون يقوم على معايير تنص على ضرورة الالتزام بالتعهدات الواردة في القوانين الدولية وخاصة معاهدة عدم الانتشار ونظام الضمانات للتعاون في مجال الأنشطة والتأكد من أن استخدامها يتم وفق المعايير الدولية وعلما أن سوريا هي من الدول الأعضاء التي بادرت إلى الانضمام إلى معاهدة عدم الانتشار ونظام الضمانات الشاملة للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
جمانة نمور: سيد أسعد تلحمي، بالتأكيد إسرائيل تنظر إلى ما يجري الآن فيما يتعلق بهذا الموضوع، برأيك بأي عين؟
أسعد تلحمي: بالعين التي نظرت إلى الملف النووي منذ إقامتها تقريبا يعني نذكر أنه منذ خمسينيات القرن الماضي السياسة الإسرائيلية الرسمية تقوم على أن إسرائيل ستمنع أي دولة في منطقة الشرق الأوسط من الحصول على قدرات نووية، وسياسة الغموض النووي التي تتبعها بشأن مفاعلها النووي تندرج في هذه السياسة، إسرائيل يعني هناك كتب في إسرائيل كتبت عن ما فعلته أجهزة أمن إسرائيلية بالعلماء الألمان في مصر، هناك اغتيالات ما زالت غامضة تنسب إلى إسرائيل، اغتيالات لعلماء ناشطين في المجال النووي، إسرائيل لا تخفي ذلك إسرائيل تضع القضية النووية يعني على رأس سلم اهتماماتها. نحن نتابع طبعا التهديدات المتواصلة لإيران، منذ أكثر من كذا سنوات وإسرائيل تقول إن إيران ستبلغ القدرات النووية وإلى الآن لم تبلغها، السياسة الإسرائيلية واضحة جدا في هذا الإطار ولا تتغير لا مع سوريا ولا مع إيران هكذا تنظر إسرائيل إلى الموضوع إلى أن الشرق الأوسط يجب أن يكون خاليا من أي سلاح نووي طبعا باستثنائها هي.
جمانة نمور: على كل موضوع الملف النووي بالطبع دكتور سمير بعد تفجير أو تدمير دير الزور وادعاء إسرائيليين بأنه كان منشأة نووية سورية مع العلم أن كلنا يذكر أن سوريا نفت ذلك وقالت إنه موقع عسكري ومهجور أيضا ولكن بعد ذلك تكررت تسريبات إسرائيلية أخرى، حتى عندما تحدث البرادعي عن أن التعاون السوري في الملف النووي تأخر بسبب مقتل الشخص الذي كانت تتعامل معه الوكالة، التسريبات الإسرائيلية قالت بأنه هو العميد في الجيش عفوا هو يعني قتل قنصا من البحر وكانت بالإشارة إلى العميد محمد سليمان الذي اغتيل الشهر الماضي في طرطوس، كيف نفهم كل هذا في ضوء التطورات الأخيرة المتعلقة بالعلاقة مع الوكالة؟
"
الوضع العالمي الآن تطور ولم يعد ذلك الزمن الذي تنفرد فيه الولايات المتحدة وإسرائيل بالمنظمات الدولية لتستخدمها أداة للعدوان على سوريا
"
سمير التقي
سمير التقي: يعني أولا أنا أقول بأن إسرائيل ما قامت به من قصف لموقع سوري هو كمن يأتي فيقتل شخصا ثم يدفنه ثم يتهمه، لو كان هذا الموقع هو موقع يستحق أي شبهة لكانت تركته واستخدمته في إثبات حجتها وعمليا جاءت وكالة الطاقة وأثبتت أن هذا الشخص المقتول إذا شبهنا الأمور بهذا الشكل كان بريئا وأن هذه التخرصات كانت مجرد تخرصات الهدف منها هو نوع من الإثارة، هذا جانب من الجوانب. الجانب الآخر في الموضوع برأيي هو أنه قد ولى الزمن الذي ستستطيع فيه الولايات المتحدة وإسرائيل أن تستفرد بالمنظمات الدولية وأن تحاول أن تستمرئ عملية استخدامها كأداة للعدوان، أنا في اعتقادي الوضع العالمي الآن تطور والوضع الذي تمكنت فيه الولايات المتحدة في الماضي من استخدام هذه الوكالات على أنها أدوات للتحضير للعدوان هذا لن تسمح به سوريا، وفي رأيي الموقف الذي عبر عنه الأستاذ عثمان هو بالضبط في الاتجاه الصحيح في هذا الاتجاه في اتجاه أن سوريا لن تسمح باستخدام المنظات الدولية.
جمانة نمور (مقاطعة): إذاً هل يعكس هذا الموقف تخوفا من هذا الاستخدام من استخدام من هذا النوع؟ هل سوريا متخوفة؟
سمير التقي: على الإطلاق، أنا أعتقد أن الوضع في المرحلة الحالية سيكون أصعب بكثير من السابق على الولايات المتحدة أن تستخدم هذه أدوات للعدوان، هذه المؤسسات الدولية، سوريا كانت شفافة وعملت بشكل جدي ومرض وبتعاون كامل ولولا ذلك لما صدر التقرير الذي صدر من الـ (آي.أي.إي.إيه) الوكالة الدولية للطاقة..
جمانة نمور (مقاطعة): يعني عفوا التعاون لكن يعني السيد البرادعي بالطبع وصف التعاون السوري بالجيد لكنه أيضا عدا عن إشارته إلى تأخر التحقيق قال بأن سوريا لم تستجب لطلبات إضافية مثل مقابلة أفراد، زيارة مواقع والحصول على معلومات أخرى.
سمير التقي: يعني أعتقد ما صرح به الأستاذ عثمان واضح تماما، إذا كان الموضوع متعلقا بما أقرته وكالة الطاقة فيما يتعلق بالتفتيش تفتيش موضع معين وجرت حوله نقاشات أعتقد أن سوريا تعاونت بشكل كامل أما إذا كان الموضوع هو متعلق بإعطاء بطاقة بيضاء لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والأميركية والغربية لكي تؤشر على هذا الموقع أو ذاك وتقول هذا موضع شبهة وتثير حوله فهذا سوريا لن تفتح هذا الباب من حيث المبدأ.
جمانة نمور: إذاً سيد حسين إذا كانت المواقع التي أشار إليها السيد البرادعي هي مواقع عسكرية أتى الجواب السوري الآن بأن أي تعاون مع الوكالة لن يتم على حساب الأمن القومي ولا على حساب كشف مواقع عسكرية، ماذا ستكون الخطوة التالية على ضوء ذلك بالنسبة للوكالة برأيك؟
حسين عون: أود أن أشير أولا أن الدكتور البرادعي في بيانه الافتتاحي الذي أدلى به أمام مجلس المحافظين خلال الأسبوع الماضي لم يقل إن هذا الموقع كان موقعا عسكريا هو اكتفى بالإشارة إلى الإشادة بمدى تعاون سوريا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ولكنه في نفس الوقت حث سوريا إلى المزيد من التعاون من أجل تسوية هذه المشكلة ومن هذا المنطلق كان هو واضحا وصريحا في هذا الموقف، يعني وهذا ينطلق أحيانا من نقطة أساسية قد تندرج فيها ازدواجية المعايير وهذا يعطي كل ذي معني أن يفهم من رسالة البرادعي ما يريد أن يفهمه سواء سلبا أو إيجابا.
جمانة نمور: هل تتوقع أن تمارس الوكالة ضغوطا ما على سوريا؟ ولمصلحة من؟
حسين عون: في اعتقادي أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية ليست هي مسرحا لتبادل الضغوط ولكن هناك دولا تستغل الوضع الحيادي للوكالة الدولية للطاقة الذرية وتطرح مسائل قد تكون ليست لها علاقة بالمهام والصلاحيات الموكولة إلى الوكالة وهنا تندرج أسئلة تثير الشبهات وتثير الشكوك.
جمانة نمور: مثل ماذا؟
حسين عون: مثل أن تطرح دولة من الدول الأعضاء مسألة معينة أنها تشك بوجود أنشطة نووية غير معلنة أو أنشطة نووية محظورة يقوم بها هذا البلد أو ذاك.
جمانة نمور: على كل سوف نتابع النقاش ونتساءل إذا كان الموقف السوري هل يفتح بابا للضغوط الغربية على دمشق من أجل فتح مواقعها العسكرية أمام التفتيش؟ كونوا معنا بعد هذه الوقفة القصيرة.
[فاصل إعلاني]
دوافع التسريبات الإسرائيلية والضغوط المتوقعة على سوريا
جمانة نمور: أهلا بكم من جديد في هذه الحلقة التي نتناول فيها مستقبل العلاقة بين سوريا والوكالة الذرية على ضوء تشديد دمشق على أن تعاونها لن يكون على حساب أمنها القومي. سيد أسعد تلحمي كنا أشرنا قبل الفاصل إلى موضوع تسريبات إسرائيلية تتعلق بهذه الأحداث التي أيضا تجري على الساحة السورية، كان هناك تسريب لخبر إسرائيلي يقول بأن الانفجار الأخير الذي وقع في دمشق نتج عنه مقتل ضابط كبير في الجيش السوري على علاقة بالمشروع النووي المزعوم طبعا مع عدد من الموظفين الحكوميين. لماذا إسرائيل تصر على تسريب أخبار من هذا النوع في حين أن هناك مفاوضات غير مباشرة تجري بينها وبين سوريا والبعض يقول بأن احتمال السلام قائم؟
أسعد تلحمي: احتمال السلام، جمانة، قائم على الورق، يعني هذا ما يقوله جميع المعلقين الإسرائيليين، يعني ليس موضوع نقاش يعني لماذا محادثات السلام ولكن واضح أن أحد أهداف محادثات السلام الإسرائيلية السورية هي تبديد التوتر على الحدود السورية الإسرائيلية كما نذكر يعني عدا الصيف الأخير في الصيف من العام الماضي وقبله كانت الحرب كان هناك يعني توتر وعاشت إسرائيل أيضا توترا وإسرائيل، وليس أيضا هنا موضوعنا، ليست جاهزة لأي حرب الآن. ولكن إلى الشق الأول، إسرائيل لم تقدم إلى الآن أي قرائن تقود إلى إدانة ملموسة لما كان في دير الزور، هي أيضا صحيح أنها لم تعترف ولكن يعني من ناحية لا تعترف ولكن من ناحية أخرى تتباهى كما فعل رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت في مقابلة عشية السنة العبرية الجديدة عندما قال يعني لما برر أنه يريد مفاوضات السلام مع سوريا من جهة وقال إن هذا الموقف لا ينم عن ضعف إنما عن قوة وأضاف أنه يعرف كل منا أنه عندما استوجب منا أن نقوم بخطوات لنضمن أمننا أمام السوريين عرفنا كيف نفعل ذلك بجرأة وبتفكير خلاق وقوة ومجازفة أيضا. يعني إسرائيل تكيل بالمكيالين أولا لتبديد التوتر على الحدود لكنها لا تستغني أبدا عن التهديد المتواصل منذ زمن هو تهديد متواصل في كل زمان وكل مكان، أحيانا يصدر عن وزير من الصف الثاني أو أحيانا عن قطب بارز في الحكومة وأحيانا عن ضباط ولكن كل هذه التهديدات تصب في التهديد الدائم الذي يعني يوجه إلى كل دولة عربية..
جمانة نمور (مقاطعة): نعم، وهناك تهديد جديد اليوم يعني إسرائيل عندما..
أسعد تلحمي (متابعا): عمليا نقول إن كل من يرغب..
جمانة نمور (متابعة): يعني قائد الجبهة الشمالية اليوم عندما لوح بالرد على صواريخ حزب الله قال الرد على سوريا سيكون أكبر. نتذكر عندما ارتفعت حدة التهديدات والتصريحات وأيضا عملية نشر الصواريخ بالنسبة للسوريين على حدودهم مع إسرائيل ثم قيام الإسرائيليين بمناورات كانت الأكبر في الجولان، وكل ذلك التصعيد في التصريحات تلته رسائل تطمينات من الجانبين ثم مفاوضات غير مباشرة بوساطة تركية. الآن هذا التصعيد الإسرائيلي بالكلام هذه الإشارات المتكررة إلى برنامج نووي سوري، نود أن نفهم ما الذي تريده إسرائيل من وراء كل ذلك وهل ستحصل على دعم من ربما دول لها تأثير على الوكالة الدولية وبالتالي ينعكس على علاقة سوريا بالوكالة؟
"
إسرائيل ستذهب إلى المجتمع الدولي في حال شككت بأن سوريا تبادر أو تنوي الحصول على قدرات نووية مثلما فعلت مع إيران، لكن إسرائيل تعلم الآن أن جهودها في المجتمع الدولي لم تأت بالثمار المرجوة باستثناء واشنطن
"
أسعد تلحمي
أسعد تلحمي: لا شك أن إسرائيل ستذهب إلى المجتمع الدولي في حال شككت بأن سوريا تبادر أو تنوي الحصول على قدرات نووية مثلما تفعل مثلما فعلت إسرائيل مع إيران ولكن إسرائيل يعني تعترف بأن جهودها في المجتمع الدولي لم تأت بالثمار المرجوة إسرائيليا وأنه باستثناء واشنطن هناك تردد أوروبي حول المقترحات الإسرائيلية. الآن بالنسبة للتهديدات أنا شخصيا أعتقد أن تهديدات إيزنكوت قائد المنطقة الشمالية اليوم تأتي أولا، لنتذكر أنها تأتي في أجواء أعياد يهودية، أنا كنت أعود إلى حديث إيهود باراك وهو وزير الدفاع الإسرائيلي والشخصية العسكرية رقم واحد والسياسية رقم اثنين في إسرائيل الذي قال قبل أسبوعين أو ثلاثة في تصريح صحفي إن إسرائيل ليست جاهزة لأي حرب طالما أنها لا تمتلك منظومات ترد يعني قادرة على اعتراض صواريخ قصيرة المدى. كنت أقرأ تهديدات إيزنكوت ضمن محاولة استعادة هيبة الجيش ولا شك أن الجيش ما زال مجروحا من إخفاقات حرب تموز 2006 ولا أبعد من ذلك، أيضا ربما هناك ملاحظة وبرأيي مهمة كمن يتابع الوضع الإسرائيلي، في هذه المرحلة تستعد الحكومة الإسرائيلية سواء الانتقالية أو الجديدة لإقرار مشروع الموازنة، هناك حرب بين مزدوجين تقودها المؤسسة الأمنية لمنع اقتطاع مبلغ جدي من ميزانية وزارة الدفاع، كل هذه التصريحات التصعيدية لضباط كبار عمليا تريد أن تولد رأيا عاما في إسرائيل بأنه يجب الحفاظ على المواضيع الأمنية أن تبقى في رأس الاهتمامات الإسرائيلية وأن لا تقدم الحكومة على اقتطاع أي موازنة، هذا ما سنشهده برأيي خلال الأشهر الثلاثة المتبقية حتى نهاية العام الجاري وموعد إقرار الموازنة العامة للعام المقبل.
جمانة نمور: نعم، دكتور سمير التقي، الإعلان السوري فيما يتعلق بأن التعاون لن يكون على حساب الأمن القومي ولا على حساب فتح المواقع، هل سيفتح بابا للضغوط الغربية برأيك على دمشق؟
سمير التقي: لا، في اعتقادي أولا أن سوريا لديها الآن العديد من الأصدقاء في العالم والراعي الكذاب ثبت أنه كذب عدة مرات في تبرير أعمال عدوانية ولا أعتقد ان المجتمع الدولي الآن هو ألعوبة بسيطة في يد الاستخبارات لا الإسرائيلية ولا الأميركية هذا جانب من الموضوع ولكن أنا في اعتقادي أنه ما هكذا تورد سوريا يعني سوريا سبق أن وضعت تحت ضغوط هائلة بين عامي 2005 و 2006 وسوريا ثبت بأنها لا تقبل ولا تمرر هذا الأمر. وهذه العملية هي عملية سياسية وأشير هنا أن الوضع في إسرائيل بالذات إضافة للشيء الذي تفضل به الأستاذ تلحمي وهو كلام صحيح تماما، أن الآن لدينا حكومة مقطوعة الرأس دولة مقطوعة الرأس لا يوجد فيها مجال للقرار وهناك الآن يطفو على السطح عدد من الشخصيات من الحلقة رقم اثنين في إسرائيل ويبدؤون في إطلاق تصريحات في إطار لعبة سياسية معقدة أحد عناصرها في اعتقادي هو حالة الهبوط الكبير في المعنويات في الجيش الإسرائيلي، أن الجيش الإسرائيلي غير جاهز الآن والمشكلة أيضا التي تنعكس بشكل كبير الآن في الاقتصاد الإسرائيلي وهي الأزمة المالية في الولايات المتحدة، هناك أزمة حقيقية وأعتقد أن مجمل هذه الأوضاع تجعل العسكرية الإسرائيلية بحاجة إلى إطلاق تصريحات بهدف رفع المعنويات وأنا لا أجد في ذلك أكثر من رؤوس ساخنة، يعني طبعا هذه التصريحات تضر عملية السلام تضر محاولات إيجاد حل ومحاولات حل شامل وعادل ولكن أنا أقول من جهتي أنا أفهمها على أنها في مرحلة من الفراغ السياسي.
جمانة نمور: سيد حسين، كيف يمكن أن ننظر إلى العلاقة المستقبلية الآن بين سوريا والوكالة الدولية للطاقة الذرية؟
حسين عون: في اعتقادي العلاقة التي ستكون بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية وسوريا هي ستكون علاقة طبيعية ما لم يحدث شيء طارئ يعكر صفو هذه العلاقات مثل طرح التهم والتهم المتبادلة. ولكن دعيني هنا أشير إلى أهمية موضوعين رئيسيين سيطرحان غدا على جدول أعمال المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الأول يتعلق بالقدرات النووية الإسرائيلية والثاني تطبيق نظام ضمانات الوكالة في الشرق الأوسط، وتجاه هذين المشروعين المؤتمر العام منقسم على نفسه والاتجاه السائد أن موضوع القدرات النووية الإسرائيلية سيتم التصويت عليه من قبل جميع الدول الأعضاء وهذا هو قرار عربي وفي المحصلة كما أرى أن مصير هذا المشروع سيكون الفشل لأن الأكثرية ستؤيد حذف أو معارضة هذا المشروع، وفي المقابل هناك مشروع الوكالة الدولية للطاقة الذرية فيما يتعلق بالضمانات وهو مشروع مصري وهو سيتم تمريره ولكن لأنه نسخة طبق الأصل عن مشروع القرار الذي تبناه مجلس المحافظين في العام الماضي ولا يذكر فيه إسرائيل بالاسم.
جمانة نمور: شكرا لك السيد حسين عون الكاتب والمحلل السياسي المتابع لنشاط الأمم المتحدة وكان معنا عبر الهاتف من فيينا، نشكر من دمشق الدكتور سمير التقي مدير مركز الشرق الأوسط للدراسات الدولية، ونشكر من الناصرة السيد أسعد تلحمي رئيس تحرير مجلة فصل المقال. وبالطبع نشكركم مشاهدينا على متابعة حلقة اليوم من ما وراء الخبر بإشراف نزار ضو النعيم، بإمكانكم المساهمة في اختيار مواضيع حلقات مقبلة من خلال إرسالها على موقعنا الإلكتروني
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/73FC ... 60D6AF.htm
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:07 pm من طرف Gulf Knight
» الوصول إلى أي مكان في العالم خلال أقل من ساعة هدف أميركي قد يتحقق اليوم
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:02 pm من طرف Gulf Knight
» إسرائيل تبحث شراء وسائل قتالية أميركية مستعملة فى العراق
الإثنين أغسطس 15, 2011 4:00 pm من طرف Gulf Knight
» كتيبة بنيامين تجدد التأكيد على جهوزية الجيش الإسرائيلي لمواجهات سبتمبر
الإثنين أغسطس 15, 2011 3:59 pm من طرف Gulf Knight
» قبيل الانسحاب: العراق يتسلّم 22 مروحية مي-17 محدّثة من شركة ARINC الأميركية
الخميس أغسطس 11, 2011 6:30 pm من طرف Gulf Knight
» أفغانستان تتسلم 9 مروحيات "مي-17" من روسيا بحلول نهاية العام
الخميس أغسطس 11, 2011 6:29 pm من طرف Gulf Knight
» مناورات جوية لقوات دول الاتحاد السوفياتي السابق لمكافحة الإرهاب
الخميس أغسطس 11, 2011 6:28 pm من طرف Gulf Knight
» روسيا تطوّر نظامي الدفاع الجوي الجديدين: مارفي و فيتياز
الخميس أغسطس 11, 2011 6:27 pm من طرف Gulf Knight
» إختفاء صواريخ مضادة للدروع من معسكر إسرائيلي في الجولان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:26 pm من طرف Gulf Knight
» إسرائيل تطور طائرة جديدة دون طيار
الخميس أغسطس 11, 2011 6:25 pm من طرف Gulf Knight
» إسقاط مروحية تشينوك في أفغانستان يودي بحياة 31 جندياً أميركياً و7 جنود أفغان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:23 pm من طرف Gulf Knight
» دبابات الجيش السوري تقتحم مدينتي سراقب وقصير
الخميس أغسطس 11, 2011 6:22 pm من طرف Gulf Knight
» أحزاب الشيطان من طهران إلى العراق ولبنان
الخميس أغسطس 11, 2011 6:20 pm من طرف Gulf Knight
» سوريا وتركيا.. لقاء الوداع؟
الخميس أغسطس 11, 2011 6:19 pm من طرف Gulf Knight
» سوريا: تصورات نهاية النظام
الخميس أغسطس 11, 2011 6:19 pm من طرف Gulf Knight